أحدث المقالات

د. الشيخ مهدي مهريزي(*)

ترجمة: وسيم حيدر

الفصل الأوّل: الكُلِّيات

1ـ بيان المسألة

إن الدين عبارةٌ عن مجموعةٍ متكاملة من بيان الحقائق والعقائد والأمور المعنوية والروحية والقِيَم الأخلاقية والوصايا والتكاليف والشعائر والمناسك. فما هو حظّ كلٍّ من هذه الأمور في التديُّن؟ وما هو الدَّوْر الذي يؤدّيه كلٌّ منها في كمال الإيمان وإتمام الدين؟ يتوق كلّ مسلم إلى معرفة ما هو التأثير الذي يتركه كلٌّ من هذه القِيَم والتعاليم الدينية المتقدمة في تديُّنه.

كما يمكن لنا أن نطرح هذا السؤال بصيغةٍ أخرى، فنقول: ما هي الخصائص والصفات التي يُعْرَف بها الشخص المتديِّن أو المجتمع والحكومة الدينية؟ إن هذه الأسئلة تعود في الحقيقة إلى بيان أهمّ القِيَم التي يتحقق التديُّن بوجودها، وينعدم بانعدامها.

وإذا أردنا أن نبيِّن هذه المسألة بعبارةٍ عصرية أمكن لنا القول: ما هي نسبة التأثير الذي تتركه القِيَم والتعاليم الدينية في التديُّن؟ هل تحتوي جميع هذه الأمور على نسبةٍ واحدة ومتساوية من التأثير والأهمّية أم أن لبعضها نسبة تأثيرٍ وأهمّية أكبر من غيرها من الأمور الأخرى؟

لا شَكَّ في أن التعاليم والقِيَم الدينية ليست على درجةٍ واحدة من التأثير والأهمّية، وهذا ما يمكن التوصّل له بسهولةٍ من خلال النظر في المصادر والمراجع الدينية. وإن التفريق بين الإسلام والإيمان، أو التعريف ببعض القِيَم بكونها أصلاً وأساساً ورُكْناً، يشير إلى هذا الاختلاف والتفاوت في الدرجة والرتبة بينها.

كما نرى هذا التفاوت والاختلاف في كلام بعض المفكِّرين في الإسلام أيضاً. ومن ذلك أن العلاّمة الشعراني قد رأى ـ في كتابٍ له بعنوان (نثر طوبى) ـ فرقاً بين المتشرِّع والمتديِّن؛ إذ قال: «إن الدين في الاصطلاح الصحيح والدقيق يختلف عن الشرع؛ فالشرع عبارةٌ عن القوانين الفقهية، وأما الدين فهو عبارةٌ عن سائر المسائل الأخرى، من قبيل: الأصول والعقائد والأخلاق»([1]).

وعلى أساس هذا التفاوت عمد سماحته إلى فصل المتديِّن عن المتشرِّع بقوله: «كما أن الناس يختلفون بدَوْرهم في التمسُّك بالدين أو الشرع، فكلّ شخصٍ يبدي تشبُّثاً أكبر بأصول الدين يبدي بطبيعة الحال عناية أكبر في العمل بالشريعة والأحكام الفقهية أيضاً، وإن الذي يبدي أهمّيةً أكبر بالعمل يقنع بمجرّد مطابقة أعماله على ظواهر الشرع فقط، ولا يبدي سَعْياً كبيراً لسعادته في الآخرة. فلو سافر في شهر رمضان، وسقط عنه وجوب الصوم، كان ذلك بالنسبة له خيراً من الإقامة والصوم وإدراك سعادة الصيام في شهر رمضان… وفي المعاملات تنحصر همّته بصحّة المعاملة، دون أن يعبأ بحرمتها. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن جماعة من الفقراء الذين جاؤوا إلى رسول الله| وسألوه أن يُعِدّ لهم ما يركبون عليه للمشاركة في القتال، فلم يتمكَّن النبيّ من إجابتهم إلى سؤالهم، فسقط عنهم الجهاد لذلك، ولكنهم مع ذلك حزنوا حزناً شديداً، حتّى أخذت الدموع تجري من مآقيهم، وذلك حيث يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَناً أَنْ لاَ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ﴾ (التوبة: 92). في حين لو أنهم كانوا مجرّد متشرِّعة لشعروا بالسعادة أن سقط الجهاد عنهم بحَسَب ظاهر أحكام الشرع. إلاّ أنهم كانوا متديِّنين، ولذلك شعروا بالحزن؛ بسبب حرمانهم من سعادة المشاركة في الجهاد ونيل ثواب الآخرة. أما الذي يسعده سقوط الجهاد عنه فليس له نصيبٌ من الثواب»([2]).

وإذا أرَدْنا رسم صورةٍ أوضح للمسألة أمكن لنا القول: إن الدين يتألّف من عناصر وتعاليم يمكن اعتبارها بوصفها مقوّمة للدين أو التديُّن. فإذا عمل شخصٌ على الاتصاف والتزيُّن بهذه التعاليم سمّي متديِّناً. وحيث إن تحقيق الجانب الأهمّ من هذه التعاليم أمرٌ داخلي، ولا يمكن مشاهدته، فإن له علاماتٍ واضحةً وملموسة، نطلق عليها مصطلح العناصر المقوّمة، كما نطلق على تلك العلامات الواضحة والملموسة مصطلح الشاخص والخصائص.

إن هذه الدراسة تسعى من جهةٍ إلى بيان العناصر الرئيسة المؤلّفة والمقوّمة للتديُّن؛ كما تسعى من ناحيةٍ أخرى إلى بيان شواخص وخصائص التديُّن، التي تعتبر في الحقيقة من أهمّ التعاليم والقِيَم الدينية.

عندما ننظر إلى التعاليم الدينية ندرك أن جزءاً منها يتألّف من المفاهيم العقائدية، من قبيل: التوحيد والآخرة والنبوّة والإمامة؛ وأما الجانب الآخر من التعاليم الدينية فيعمل على تبيان المفاهيم الأخلاقية المشيرة إلى الصفات الممدوحة والمذمومة لدى الإنسان، والتي تتجلّى في الغالب من خلال العلاقة بين الإنسان وخالقه، ومن خلال العلاقة بين الناس أنفسهم، من قبيل: الرضا، والتسليم، والصدق، والعفو، والإحسان إلى الآخرين؛ والجزء الثالث من التعاليم يختصّ ببيان وتفسير المناسك والشعائر الدينية، من قبيل: الصلاة، والصوم، والزيارة، وإقامة المآتم؛ والقسم الرابع يختصّ ببيان الحقوق وحدودها بين الناس، حيث نجد الجزء الرئيس من الفقه من هذا القبيل. والآن يطرح هذا السؤال نفسه: أيُّ هذه الأقسام الأربعة أو أجزائها تعتبر من الشواخص والخصائص الرئيسة في التديُّن؟

ـ القيام بالأعمال الخارقة للعادة، من قبيل: التنبُّؤ، واكتشاف بواطن الناس ودخائلهم، والخيرة المطابقة للواقع.

ـ التوفيق للبكاء والتضرّع عند المناجاة والتوسّل، وإقامة المآتم والتعازي.

ـ التوفيق للقيام بالأعمال العبادية الكثيرة، من قبيل: الصلاة، والصوم، والزيارات، وإقامة المآتم، وختم القرآن الكريم، وحفظ القرآن.

ـ التوفيق لرؤية صاحب الأمر والتشرُّف بلقائه.

ـ التوفيق للشهادة في سبيل الله.

أو غير ذلك من الأمور، من قبيل: أداء الحقوق، ورعاية الأخلاق، والملاكات الرئيسة في التديُّن.

كما يطرح هذا السؤال نفسه في مجال علم الاجتماع الديني، والمجتمع المتديِّن أيضاً، أي: ما هي الملاكات الرئيسة للتديُّن في المجتمع؟ وهل يمكن اعتبار الموارد التالية من علامات التديُّن؟

1ـ تعدُّد المساجد والصوامع([3]).

2ـ الأسماء الدينية([4]).

3ـ زيارة العتبات المقدّسة (الإمام الرضا في مشهد، وأخته السيدة فاطمة المعصومة في قم المقدّسة، وأخوه السيد أحمد بن الإمام موسى بن جعفر× المعروف بـ (شاه چراغ) في مدينة شيراز، والسيد عبد العظيم الحسني في الرّي، وكذلك الحجّ، وزيارة كربلاء المقدّسة، والنجف الأشرف، وغيرها من البقاع المقدّسة الأخرى([5]).

4ـ النشاطات القرآنية([6]).

5ـ النذور والأوقاف([7]).

6ـ مراقد السادة من أبناء الأئمّة الأطهار^ والأماكن المقدّسة([8]).

كما أن التحلّي بالأخلاق واحترام الحقوق في دائرة الحياة الاجتماعية يُعَدّ بدَوْره من أهم المؤشّرات على التديُّن.

ولا بأس هنا بطرح السؤال على نحوٍ آخر. لو كنا نعيش في مجتمعٍ يراعي فيه المواطنون جميع مظاهر التديُّن السابقة، وكانت الأمثلة والنماذج على التديُّن، من قبيل: المساجد والمراقد والأسماء الدينية، موفورةً في المجتع بشكلٍ كبير، بَيْدَ أننا نواجه في هذا المجتمع مشاكل جادّة على مستوى الحقوق والأخلاق والرفاه والأمن، فهل يمكن اعتبار هذا المجتمع ـ في مثل هذه الحالة ـ مجتمعاً دينيّاً؟ كما لو كان المجتمع مشتملاً على المظاهر التالية إلى حدٍّ كبير:

1ـ تجاوز إنتاج النفايات ضعفي الحجم المسموح به عالمياً([9]).

2ـ استهلاك الطاقة بمقدار أضعاف المستهلك عالمياً([10]).

3ـ استهلاك الدواء بمقدار أضعاف المستهلك عالمياً([11]).

4ـ ارتفاع نسبة الإقبال على جراحة التجميل إلى أضعافها عالمياً([12]).

5ـ استهلاك مستحضرات التجميل بمقدار أضعاف المستهلك عالمياً([13]).

6ـ تبذير الخبز بمقدار ثلث الطحين المستهلك([14]).

7ـ استهلاك الماء في إيران بمقدار ضعف المستهلك عالمياً([15]).

8ـ ارتفاع نسبة خسائر حوادث السير إلى أضعاف أمثالها عالمياً([16]).

9ـ الإحصائية العالية للمخالفات المرورية([17]).

10ـ ارتفاع نسبة الارتشاء إلى ضعف المعدّل العالمي([18]).

11ـ ارتفاع نسبة الغشّ إلى ضعف المعدّل العالمي([19]).

12ـ التطفيف في العمل في الدوائر قد بلغ أضعاف المعدّل العالمي([20]).

13ـ ارتفاع إحصائية المخالفات الإدارية([21]).

14ـ سونامي الشيكات الفاقدة للرصيد والاعتبار([22]).

15ـ ارتفاع نسبة الطلاق إلى ضعف المعدّل العالمي([23]).

16ـ ارتفاع مستوى ظاهرة الفحشاء([24]).

17ـ إحصائية الشجار والعراك في الشوارع أكثر من المتعارف عالمياً([25]).

18ـ إحصائية ونسبة القتل والانتحار أكثر من المعدّل الطبيعي([26]).

19ـ نسبة الإدمان أكثر من المعدّل الطبيعي([27]).

20ـ نسبة هروب العقول أكثر من المعتاد([28]).

21ـ الإحصائية السنوية للقراءة دون المستوى المطلوب([29]).

22ـ معيار فساد المسؤولين([30]).

23ـ تناول المشروبات الكحولية([31]).

24ـ التدخين([32]).

25ـ إحصائية الملفّات القضائية([33]).

26ـ مصاديق الجرم في البلد([34]).

27ـ إحصائية الغشّ والاحتيال([35]).

28ـ ارتفاع حالات الغرق في بحيرة قزوين إلى 44%([36]).

29ـ إحصائية الفقر([37]).

30ـ إحصائية البطالة([38]).

31ـ إحصائية السجناء([39]).

وفي الختام نستعرض ما ذكره السيد القائد([40])، في كلمته التي ألقاها في حشدٍ من شباب محافظة خراسان الشمالية، حيث استعرض فيها إلى حدٍّ ما هذا النوع من المشاكل. ومن ذلك: قوله: لو أخذنا التقدّم الشامل بمعنى بناء الحضارة الإسلامية الحديثة ـ فبالتالي هناك مصداقٌ ملموس وخارجي للتقدّم بالمفهوم الإسلامي، ولنقُلْ: إن غاية الشعب الإيراني وهدف الثورة الإسلامية يتمثَّل بإقامة الحضارة الإسلامية الحديثة، وبذلك نكون قد وضعنا الأمور في نصابها الصحيح ـ فإن لهذه الحضارة شقّين: الشقّ الأوّل: هو الشقّ الآلي؛ والشقّ الآخر: هو الذي يمثِّل الشقّ الصلبي والأصلي والأساسي. ويجب الاهتمام بكلا الشقّين.

فما هو الشقّ الآلي؟ إن الشقّ الآلي عبارةٌ عن القِيَم التي يُنظر إليها اليوم بوصفها مؤشّراً على تقدُّم بلدٍ ما، من قبيل: العلم، والمخترعات، والصناعات، والسياسة، والاقتصاد، والقدرة السياسية والعسكرية، والاعتبار الدولي، والدعوة، وأدوات الدعوة. فهذه الأمور بأجمعها تُعَدّ من أدوات الحضارة، أو من وسائل الحضارة بعبارةٍ أخرى. وقد حقّقنا في هذا الشقّ ـ بطبيعة الحال ـ الكثير من التقدُّم في بلدنا.

وأما الشقّ الحقيقي فهو عبارةٌ عن تلك الأمور التي تشكّل صلب حياتنا، والذي هو عبارةٌ عن نَمَط وشكل الحياة الذي تقدَّم أن ذكَرْتُه. إن هذا الشقّ يمثِّل الجانب الحقيقي والأصلي من الحضارة، من قبيل: شؤون الأسرة، وتقاليد الزواج، ونوع السكن، وشكل الملبس، ونماذج الاستهلاك، وأنواع الطعام، وطرق الطبخ، وأنواع التسلية، وأساليب الخطّ والكتابة، وظاهرة اللغة، وأساليب الكَسْب والتجارة والعمل، وسلوكنا في مكان عملنا، وسلوكنا في الجامعة، وسلوكنا في المدرسة، وسلوكنا في النشاط السياسي، وسلوكنا في الرياضة، وسلوكنا في وسائل الإعلام التي نمتلكها، وسلوكنا تجاه آبائنا وأمهاتنا، وسلوكنا مع زوجاتنا، وسلوكنا مع أولادنا، وسلوكنا مع الرئيس، وسلوكنا مع المرؤوس، وتعاملنا مع أفراد الشرطة، وتعاملنا مع رجال الدولة، وأسفارنا، ونظافتنا وطهارتنا، وسلوكنا مع أصدقائنا، وسلوكنا مع أعدائنا، وتعاملنا مع الأجانب والغرباء. إن هذه الأمور تمثِّل الجوانب الأصلية من الحضارة؛ إذ تمثِّل صلب حياة الإنسان.

…فلو أننا لم نحرز تقدّماً في هذا الشقّ الذي يمثِّل صلب الحياة فإن جميع أنواع التطوُّر والتقدُّم في الشقّ الأوّل لن تجلب لنا السعادة، ولن تمنحنا الأمن والرخاء والطمأنينة… وبطبيعة الحال فإننا في الثورة لم نُحْرِزْ تقدُّماً ملحوظاً في هذا الشقّ، ولم نقُمْ بذلك المقدار من النشاط الذي قمنا به في الشقّ الأوّل. إذن علينا أن نجري دراسةً توصلنا إلى اكتشاف مواطن الخَلَل؛ لنعرف ما هي الأسباب التي أعاقتنا عن التطوُّر والتقدُّم في هذا الجانب؟

…من هنا علينا أن نكتشف مواطن الداء والآفات، بمعنى الاهتمام والالتفات إلى الأضرار الموجودة في هذا الشأن، ونبحث عن أسبابها وعِلَلها. وبطبيعة الحال فإننا لا نريد هنا أن نعتبر المسألة منتهيةً، وإنما نعمل على مجرّد عرض قائمةٍ بها على النحو التالي:

لماذا نجد ثقافة العمل الجماعي في مجتمعنا ضعيفة؟ هذه إحدى الآفات. فعلى الرغم من أن العالم الغربي قد سجَّل هذه الحَسَنة (العمل الجماعي) باسمه، ولكن الإسلام قد سبق الغرب في بيان هذه الحقيقة بمئات السنين؛ إذ نجد الله تعالى يقول في محكم كتابه الكريم: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (المائدة: 2)، و﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: 103)، بمعنى أنه يجب علينا العمل بشكلٍ جماعيّ حتّى في التمسُّك بحبل الله، وعدم التفرُّق عن بعضنا في هذا الشأن.

لماذا تشهد بعض المدن في بلادنا حالات طلاق متزايدة؟

لماذا يقبل شبابنا في بعض أجزاء الوطن على تعاطي المخدِّرات؟

لماذا لا نراعي الضوابط الإسلامية والإنسانية في علاقتنا مع جيراننا؟

لماذا أمسَتْ صلة الأرحام بيننا ضعيفة؟

لماذا لا نلتزم بثقافة قيادة السيارات في الشوارع بشكلٍ كامل؟

هذه آفاتٌ! إن التردُّد في الشوارع أصبح واحداً من مشاكلنا، وليست هي بالمشاكل الهيِّنة، بل هي مسألةٌ جوهرية تتعلّق بأرواح الناس.

ما هي ضرورة السكن في الشقق بالنسبة لنا؟ وما هو مدى الصوابية في ذلك؟ ما هي الضوابط التي تجب مراعاتها في هذا الشأن؟ وما هو حجم مراعاتنا لتلك الضوابط؟

ما هو نوع التسلية السليمة والضرورية؟

ما هو نوع العمارة والبناء في مجتمعنا؟

وبذلك يمكن لنا أن ندرك حجم وتنوُّع المسائل والمفردات الشاملة لجميع نواحي الحياة التي تكمن في مقولة «أسلوب الحياة»، الذي يعني هذا الجانب الرئيس والحقيقي والواقعي من الحضارة، والمتمثِّل بسلوكياتنا.

ما هو مدى تناسب نوع العمارة الراهنة مع حاجاتنا؟ ما هو مقدار المنطقية والعقلانية فيه؟

كيف هو الشأن بالنسبة إلى شكل ثيابنا وأزيائنا؟ ما هو الشأن بالنسبة إلى اتّخاذ الزينة بين رجالنا ونسائنا؟ ما هو المقدار المعقول والمنطقي منها؟ وما هو مقدار الفائدة المترتِّبة عليها؟

هل نحن صادقون في تعاملنا مع بعضنا في الأسواق وفي الإدارات وفي العلاقات اليومية بشكلٍ كامل؟ ما هي نسبة انتشار الكذب بيننا؟ لماذا نتحدَّث عن الآخرين بالسوء في غيابهم؟

هناك مَنْ يمتلك القدرة على القيام بعمله، ولكنّه يتهرَّب من أداء المسؤولية الملقاة على عاتقه، فما هو السبب في ذلك؟

هناك في البيئة الاجتماعية مَنْ يثير صَخَباً لا مبرِّر له، فما هو السبب الذي يدفع البعض منا إلى إثارة الضجيج والصَّخَب، ولا يتحلّى بالحلم والصبر والحكمة؟

ما هو مدى رعايتنا لحقوق الآخرين؟ كم يبلغ حجم مراعاتنا لهذه الحقوق في الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي؟

ما هو مستوى احترامنا للقانون؟ ما هو السبب في ابتلاء بعض الناس بالتهرُّب من القوانين؟ إن هذا التهرُّب يمثِّل ظاهرةً مرضية خطيرة؟

ما هو حجم الوجدان الأخلاقي تجاه الأعمال والوظائف في مجتمعنا؟

ما هو مستوى الانضباط الاجتماعي في مجتمعنا؟

ما هو مقدار الإتقان في الإنتاج؟

ما هو حجم الاهتمام المبذول من أجل التحسين الكيفي في مختلف القطاعات؟

لماذا تبقى بعض الكلمات الجيّدة والآراء الحَسَنة والأفكار الصالحة في حدود الأماني، ولا تأخذ طريقها إلى التطبيق والتنفيذ العملي؟

لماذا تقول لنا التقارير: إن ساعات العمل المفيدة في مؤسّساتنا الإدارية منخفضةٌ جدّاً؟ إن ثماني ساعات من العمل الإداري يجب أن تنطوي على فائدةٍ بمقدار ثماني ساعات، فلماذا تنخفض نسبة العمل المفيد إلى نصف ساعة أو ساعة واحدة أو ساعتين على أحسن التقادير؟! أين هو مكمن المشكلة؟

لماذا تشيع ثقافة الاستهلاك بين الكثير من أبناء شعبنا؟ فهل يُعَدّ الاستهلاك مادّةً للتفاخر؟ إن الثقافة الاستهلاكية تعني أن ننفق كلّ ما نحصل عليه في أمورٍ لا تُعَدّ جزءاً من ضروريات الحياة.

ما الذي يتعيَّن علينا فعله كي نستأصل آفة الرِّبا من مجتمعنا؟

ما الذي يتعيّّن علينا القيام به كي نؤدّي حقّ شريك حياتنا، من الزوج والزوجة والأولاد؟

ما الذي يتعيَّن علينا فعله كي لا تشيع ظاهرة الطلاق وانهيار دعائم الأسرة على نحو ما هو شائعٌ في البلدان الغربية؟

ما الذي يجب علينا فعله لكي تجمع المرأة في مجتمعنا بين الحفاظ على كرامتها وعزّتها وكيانها الأسري وبين أدائها لمسؤوليّتها الاجتماعية، بحيث تجمع بين الحقوق الاجتماعية والحقوق الأسرية؟ فما الذي يمكننا فعله كي لا تضطرّ المرأة إلى اختيار إحدى هذه المسؤوليات فقط؟ إن هذه الموارد تمثِّل جزءاً أساسياً من مشاكلنا.

ما هو مقدار التناسل والإنجاب في مجتمعنا؟ لقد أشَرْتُ إلى أننا قد اتّخذنا قراراً زمنيّاً يحتاج إلى مقطعٍ زمنيّ، ثمّ نسينا زمانه! كأنْ يُقال لك: أيها السيد، اترك حنفية الماء مفتوحةً لساعةٍ واحدة فقط، ثمّ تفتح صنبور الماء وتنصرف! لقد انصرفنا وطوَتْنا الغفلة والنسيان لعشر سنوات أو أكثر، لنصحو بعد ذلك على صوت تقارير تقول لنا: إن مجتمعنا في المستقبل القريب سوف يعاني من الشيخوخة، وإن مجتمعنا سيفقد نضرة الشباب وغضارته. فما هو مقدار التناسل عندنا؟

لماذا تُقام في بعض المدن الكبرى منازل للعازبين؟ كيف تسلّل هذا الوباء الغربي إلى مجتمعنا؟

ما هي الكماليات؟ هل هي شيءٌ قبيحٌ؟ هل هي شيءٌ حَسَنٌ؟ ما هو المقدار القبيح منها؟ ما هو المقدار الحَسَن منها؟ ما الذي يتعيَّن علينا فعله كي لا نتجاوز الحدود الحَسَنة في الحصول على الكماليات، فلا تصل إلى الحدود القبيحة؟

هذه جوانب متنوِّعة من مسائل أشكال وأنماط الحياة، وهناك عشرات المسائل من هذا القبيل، ومنها ما هو أهمّ من الأمور التي ذكرتُها. إن هذه الأمور تمثِّل قائمةً بأسماء الأشياء التي تكوِّن هيكل الحضارة. وإن الحكم على حضارةٍ ما يستند إلى هذه الأمور([41]).

2ـ المفاهيم الرئيسة وذات الصلة

نعمد في هذا الفصل إلى تقديم شرحٍ مجمل للمفردات الرئيسة وذات الصلة بعنوان البحث، ونسعى ـ ضمن الشرح الإجمالي ـ إلى تحديد المعنى المراد منها، ودَوْر كلٍّ منها في هذا البحث.

الدين: تستعمل مفردة الدين بمعنيين: أحدهما: مجموع القضايا الشاملة للعقائد والأخلاق والأحكام؛ والآخر: الدين بمعنى التديُّن.

التديّن: التحلّي والالتزام بالتعاليم الدينية في مختلف أبعاد العقيدة والأخلاق والأحكام، وبعبارةٍ أخرى: تجسيد الحياة الإسلامية، والعيش على طبق تعاليم الإسلام.

المعيار والشاخص: إن للمعيار والشاخص استعمالين؛ فهو إما بمعنى قياس النسبة بين أمرين أو شيئين؛ أو بيان كثرة وحجم الشيء في بيئةٍ محدّدة عبر بيان نسبته المئوية أو الألفية، وعليه يكون الشاخص وسيلة وأداة قياسٍ نسبية.

ومن ذلك، على سبيل المثال، أنه يتمّ قياس المسافات بالمتر أو الكيلومتر (الأمر الذي يُعَدّ شاخصاً ومعياراً بالنسبة لنا)، حيث نحسب الفواصل بين منطقتين بالأمتار أو الكيلومترات. وبحَسَب الحاجة أو الظرف الذي نعيشه نلجأ إلى استعمال المعايير والشواخص.

إن الشاخص يمثِّل في الحقيقة متغيّراً يتمّ استعماله وتوظيفه في تقييم الشرائط والظروف، والمقارنة بين الأمكنة والموقعيّات، وكذلك تقييم الشرائط والاتجاهات في ما يتعلَّق بالأهداف والغايات، وتوفير المعلومات المنبِّهة، والتي تشير إلى التكهُّن والتنبُّؤ بما سيكون عليه الواقع في المستقبل. إن هذه المعلومات تعتبر في بعض أبعاد اتخاذ القرار في غاية التأثير والأهمّية، وعلى هذا الأساس يمكن توظيفها في وضع الخطط والمشاريع وتطبيقها وتقييمها. كما أنها في الوقت نفسه ـ حيث توفّر إمكانية للمقارنة ـ يمكن من خلالها المقارنة بين واقعنا الراهن وما كان عليه الوضع في الأزمنة الماضية، وتوقُّع ما سيكون عليه الأمر في المستقبل.

يقول (ألبرت إنشتاين) في تعريف الشاخص والمعيار: «إن الشاخص والمعيار عبارة عن شيءٍ يساعدنا على إدراك ومعرفة موقعنا من الوجود. فهو يساعدنا على تحديد الاتجاه الذي يتعيَّن علينا سلوكه، وما هي المسافة التي تفصلنا عن بلوغ المقاصد والأهداف والغايات؟ إن الشاخص الجيِّد، إذا تمّ اختياره بشكلٍ صحيح، سيعمل على إنذارنا قبل فوات الأوان، وسوف يساعدنا على تلبية حاجاتنا، والعمل على وضع الحلّ للمشكلة»([42]).

التعابير التركيبية للشاخص: شاخص الشعور بالفساد، وشاخص التنمية البشرية، وشاخص البورصة، وشاخص الأسهم، وشاخص الأنواء الجوية.

المقوّم: بمعنى الأجزاء الرئيسة التي تشكّل الحقيقة المركّبة.

المكوّن: بمعنى الأجزاء التي تدخل في تأليف الحقيقة المركّبة.

جَوْهر الدين وصَدَف الدين (= لُبّ الدين وقشور الدين): يُطلق مصطلح جوهر أو مخّ أو لبّ وحقيقة الدين على التعاليم المعرفية والأخلاقية من الدين، وأما الصَّدَف أو القشور فتطلق على الشرائع والأحكام أو المناسك. لقد كان هذا التقسيم والتبويب مطروحاً بين المسلمين منذ القِدَم، وهو الذي أدّى إلى اندلاع المواجهات بين الصوفية والفقهاء؛ إذ كان الصوفيون والعرفاء ـ على ما يبدو ـ يسعَوْن للبحث عن جوهر ولبّ الدين، بينما اقتصرت همّة الفقهاء في البحث عن الأصداف والقشور أو الشريعة والأحكام.

وقد أشار (الشيخ عبد الله جوادي الآملي) ـ ضمن التزامه بهذا التعريف لجواهر الدين وأصدافه ـ قائلاً: «وعليه إذا تمّ التعبير عن الشريعة بالصَّدَف لا بُدَّ من الالتفات إلى أن وظيفة الصَّدَف تتلخّص في الحفاظ على ذلك اللُّبّ والجوهر، كما هو الحال في السراج والكوّة أو المصباح والزجاجة؛ حيث تعمل الزجاجة على حماية المصباح والشعلة من الانطفاء، فلو لم يكن هناك مصباحٌ، ولا زجاجةٌ، فإن الشعلة ستخبو عند أوّل نسمة تعصف بها، ولن يستطيع المرء أن يهتدي إلى الطريق وسط الظلام الدامس. وإذا تمّ تجاهل الشريعة فإن ذلك سيؤدي إلى التخلّي عن أصل الدين والتوحيد… إذا أردنا التعبير عن أصول الدين بـ (جواهر الدين)، وعن فروع الدين بـ (أصداف الدين)، يجب علينا الالتفات إلى أن الأصول الاعتقادية في الدين تؤدّي إلى تبلور فروع الدين، وفروع الدين هي التي توفّر أرضية الحفاظ على أصول الدين وتعزيزها. وعلى هذا الأساس إذا كان الشخص مؤمناً بوجود الله ويوم القيامة يجب أن يكون من الملتزمين بالصلاة والعبادة والطهارة، وعليه أن يتجنّب اقتراف المعاصي، وأن يكون مطيعاً للذات الربوبية المقدَّسة، حتّى يؤدّي ذلك إلى إنعاش وازدهار أصول الدين، بحيث إن هذه الأعمال هي التي تؤدّي إلى تقوية وترسيخ الرؤية التوحيدية لدى الإنسان»([43]).

وجود الدين وماهية الدين: إن المراد من وجود الدين هو ذلك الشيء الذي يتحقّق في الخارج، وعلى الصعيد التاريخي والزمني، وهو الذي يشكّل للباحث والطالب مادّةً وموضوعاً لدراسة علم الاجتماع. وأما ماهية الدين فهو المضمون والمحتوى الداخلي وتعاليم الدين ومعارفه التي تخضع للتحليل والدراسة من قِبَل المتكلِّمين والفقهاء. وأحياناً يتمّ التعبير عن هذين المفهومين بـ (الروح والجَسَد) أيضاً؛ حيث يمثِّل الجسد المظهر الخارجي من الدين، وأما الروح فيتمثَّل بالرسالة التي حملها الرسول إلى الناس([44]).

ذاتيات الدين وعرضيات الدين: إن الأمور الذاتية للدين هي الأمور التي يأتي بها النبيّ في كلّ بيئةٍ يُبعث إليها بالضرورة؛ وأما الأمور العَرَضية فهي الأمور التي يقتضيها نوع البيئة والظروف الزمانية والتاريخية والثقافية. ومن ذلك ـ مثلاً ـ: اللغة العربية؛ فإنها بالنسبة إلى الدين الإسلامي تمثِّل عَرَضاً من أعراضه؛ لأنه ظهر في بيئةٍ عربية، وكان الناس في تلك البيئة يتكلّمون اللغة العربية بطبيعة الحال([45]).

ويمكن بيان المفاهيم الثلاثة الأخيرة على النحو التالي:

ينقسم الدِّين إلى:

1ـ ماهية الدين.

2ـ جوهر الدين (الوجود التاريخي والخارجي للدين).

وتنقسم ماهية الدين إلى:

أـ الذاتي.

ب ـ العَرَضي.

وينقسم الذاتي بدَوْره إلى: الجواهر؛ والأصداف (اللباب والقشور).

3ـ جولةٌ حول المصادر

إن مسألة معايير التديُّن أو شواخص وخصائص التديُّن من الموضوعات والمسائل الجديدة في العالم المعاصر؛ حيث تبلورت بعد ظهور علوم النفس والاجتماع، وبتَبَعها علم الاجتماع الديني وعلم النفس الديني في العالم الغربي، وتمّ طرحها في البلدان الإسلامية وإيران أيضاً. ولكنْ هناك شحٌّ كبيرٌ وملحوظٌ في المؤلَّفات الإيرانية في هذا المجال.

وإن الآثار ذات الصلة الإجمالية بهذا الموضوع إنما تمّ تأليفها غالباً في المرحلة التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية في إيران. وفي ما يلي نقدِّم تعريفاً موجزاً بهذه الآثار والتحقيقات، بحَسَب تاريخ نشرها وصدورها:

نگرشها ورفتارهاي ديني نوجوانان ودلالت هاي آن بر نظريه سكولار شدن([46])، بقلم: الدكتور السيد حسين سراج زاده، الأستاذ في جامعة (تربية معلم). وهذا البحث عبارةٌ عن دراسةٍ تحقيقية، وقد نُشر تقريرٌ عنها في مجلة (نمايه پژوهش)، العددان 7 و8، لعام 1377هـ.ش.

وقد جاء هذا التحقيق للإجابة عن السؤال القائل: ما هو نوع الآراء والسلوكيات الدينية للطلاب والتلاميذ؟

يقوم أسلوب التحقيق في هذه الدراسة على البحث والتنقيب والعثور على أدوات جمع المعلومات والمعطيات للإجابة عن السؤال مورد البحث. إن المجموعة التي شكّلت إحصائية هذه الدراسة هم من تلاميذ الثالث الإعدادي في طهران. وقد تمّ اختبارهم على شكلٍ عنقودي عبر مرحلتين. وكان عدد الطلاب الذين خضعوا للاختبار يتكوّن من 391 طالبٍ. وقد استعان الأستاذ (سراج زاده) في هذا التحقيق لقياس التديُّن بأسلوب (غلاك) و(ستارك)، ولكنْ بسبب مقتضى خاصية مجموعة التحقيق (وهم طلاب الصف الثالث الإعدادي) لم يأخذ الكاتب بُعْدَ العلم الديني بنظر الاعتبار. والسبب الرئيس في ذلك يكمن في أن التعليم الديني في إيران يمثِّل جزءاً من التعليم الإجباري في نظام التربية والتعليم الرسمي في البلاد، وغالباً ما يكون مقدار الوَعْي الديني للطلاب ـ بغضّ النظر عن الانتماء الدينيّ ـ تابعاً لمستوى نجاحهم الدراسي. ولذلك من الممكن أن يحصل الطلاب الأذكياء والمُجِدُّون على درجاتٍ عالية في مادة الدين، رغم ضعف تديُّنهم. والعكس صحيحٌ أيضاً، بمعنى أن هناك طلاباً رغم شدّة تديُّنهم، ولكنْ مستوى ذكائهم المتدنّي أو تكاسلهم لا يسمح لهم بالحصول على درجاتٍ عالية في مادة الدِّين. ولذلك عمد كاتب هذه الدراسة إلى تجاوز هذا الجانب، واعتبر التديُّن شاملاً لأربعة أبعاد، وهي: البُعْد الاعتقادي، والبُعْد العاطفي (التجريبي)، والبُعْد الظاهري، والبُعْد المناسكي.

إن معطيات هذا التحقيق تثبت أن الطلاب الذين خضعوا للاختبار يتحلَّوْن بنسبة عالية من التديُّن، بحيث إن 4,2% منهم فقط يعانون من ضعف التديُّن، وإن 45,8% منهم من متوسطي التديُّن، وأن 50% منهم على درجة عالية من التديُّن. والنتائج الأخرى تشير إلى أن المجتمع الإيراني ـ بخلاف المجتمعات والبلدان الغربية ـ يكون فيه تديُّن الطبقات الفقيرة أشدّ منه بين الطبقات الثريّة. والعكسُ صحيح أيضاً.

والنتيجة الأخرى التي تمّ الحصول عليها هي أن درجات تديُّن المجيبين عن الأسئلة في مختلف أبعاد التديُّن متفاوتة، وقد حصل المجيبون عن الأسئلة على أعلى الدرجات في بُعْد العقائد.

إن تحقيق الأستاذ (سراج زاده) يُعَدّ واحداً من التحقيقات التي عملت على توظيف الأساليب الغربية لقياس مستوى التديُّن.

2ـ بررسي اعتقادات ديني وجهت گيري سكولاريستي وبنيادگرائي در بين جوانان دانشگاه([47])، بقلم: السيد هادي مرجائي، العضو في اللجنة العلميّة في مؤسّسة التحقيق والتخطيط للتعليم العالي، سنة 1379هـ.ش.

إن المحقِّق يسعى في هذه الدراسة إلى الإجابة عن السؤال القائل: ما هو واقع التديُّن والعقائد الدينية بين طلاب الجامعات؟

لقد تمّ إنجاز هذه الدراسة على نحو البحث والتنقيب، وتمّ الحصول على المعطيات اللازمة من طريق طرح الأسئلة. وقد تمّ اختيار المجموعة الإحصائية لهذه الدراسة من بين جميع الطلاب المشتغلين بالدراسة وطلب العلم في مختلف جامعات طهران ـ الأعمّ من الحكومية والأهلية ـ، وذلك في العام الدراسي 1379 ـ 1380هـ.ش.

وقد رصد حجم النموذج من طريق أسلوب الاختبار العنقودي متعدِّد المراحل لما يقرب من 608 طالبٍ. إن هذه الدراسة، إلى جانب قياس العقائد الدينية للطلاب في جامعات طهران استناداً إلى البُعْد الفردي للتديُّن، عمدت إلى دراسة التوجُّهات الدينية للجامعيين في إطارٍ مثالي ثنائي، يشمل التوجُّهات الأصولية والتوجُّهات العلمانية.

إن معطيات هذا التحقيق تشير إلى أنه من بين الذين خضعوا للاختبار في ما يتعلَّق بالمعتقدات الدينية هناك 78% يندرجون في المستوى المتوسّط فما فوق، بَيْدَ أن هناك تفاوتاً ملحوظاً في قسم التوجُّهات. وقد حصلت أربعة عناصر في هذا القسم، وهي: عنصر التعاطي بين الدين والسياسة، والدين والدنيا، والدين وعلماء الدين، والتعدُّدية المنهجية، وحجم التوجُّهات العلمانية لدى الجامعيين، على النسب التالية على التوالي: 3,65%، و16%، و43,5%، و48,6%.

تندرج هذه الدراسة ضمن التحقيقات التي لا تعتمد على أسلوبٍ محدّد، والتي تستند في تقييم التديُّن إلى مجرّد الشاخص والحوار فقط.

3ـ بررسي فرايند جامعه پذيري ديني جوانان([48]). لقد قام بهذه الدراسة (السيد أحمد غياثوند)، في أطروحته الجامعية على مستوى الماجستير من جامعة طهران، سنة 1380هـ.ش. وقد سعى في هذه الأطروحة إلى الإجابة عن عدّة أسئلةٍ، وهي:

ـ ما هو واقع وأبعاد التديُّن بين الجامعيين؟

ـ ما هي العناصر والعوامل المؤثّرة على واقع وأبعاد التديُّن بين الجامعيين؟

إن الأسلوب المتَّبع في هذه الأطروحة يقوم على البحث والتنقيب وأدوات جمع المعطيات من خلال طرح الأسئلة.

إن المجموعة الإحصائية في هذه الأطروحة تتألّف من جميع الطلاب والطالبات على مستوى البكالوريوس في المرحلة اليومية في جامعات طهران للعام الدراسي 1379 ـ 1380هـ.ش، في مجال العلوم الإنسانية، والفنّ، والعلوم الأساسية، والهندسة. ويقوم أسلوب الدراسة والتحقيق في هذه الأطروحة على اختيار النماذج العنقودية ذات المراحل المتعدّدة، حيث خضع لهذه الدراسة ما يقرب من 263 طالبٍ وطالبة.

وقد عمد (غياثوند) بعد دراسة أبعاد الدين من وجهة نظر (واتش)، و(دواس)، و(كمال المنوفي)، و(غلاك)، و(ستارك)، إلى اتّباع أسلوب (غلاك) و(ستارك) في قياس وتقييم التديُّن.

وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن للأسرة والجامعة والأصدقاء تأثيراً مباشراً على تقبُّل المجتمع الديني. كما يتمتّع 56% من الجامعيين على درجة تديُّن قوية، و20% منهم على درجة تديُّن متوسطة، و19% منهم على مستوىً إيماني ضعيف. وفي ما يتعلَّق بأبعاد التديُّن يدرس الباحث خمسة أبعاد، وهي: الاعتقادي؛ والعاطفي؛ والمعرفي؛ والسلوكي؛ والمناسكي. وقد حصل الطلاب في بُعْد المناسك الدينيّة ـ ولا سيَّما منها المناسك الجماعيّة ـ على أدنى الدرجات.

وفي نهاية المطاف يتوصَّل (غياثوند) إلى نتيجةٍ مفادها: وجود نوعٍ من انعدام شكل التديُّن بين الجامعيين. وهي ظاهرةٌ تعبِّر عن نفوذ المعتقدات والقِيَم الجديدة في الدين، وازدهار المؤسّسات الدينية الحديثة إلى جانب المؤسّسات التقليدية.

كما استعان (السيد غياثوند) في تحقيقه لقياس وتقييم التديُّن بالأسلوب الغربي.

4ـ تهيه وساخت آزمون جهت گيري مذهبي با تكيه بر إسلام([49])، بقلم: مسعود آذربايجاني، پژوهشكده حوزه ودانشگاه، سنة 1382هـ.ش، في 172 صفحة.

إن هذا الكتاب ـ الذي تمّ تنظيمه ضمن خمسة فصول تحمل العناوين التالية: الكلّيات والمباني النظرية، وأسلوب التحقيق، وتطبيق البحث، والتحليل الإحصائي لمعطيات البحث، والتحليل النهائي وتفسير المعطيات ـ يسعى من خلال إظهار عناصر التديُّن إلى بيان الطرق العلمية والكمّية في دراسات البحث الديني، عبر الاستفادة من أحدث المعطيات العلميّة.

يرى مؤلِّف هذا الكتاب أن الغاية الرئيسة منه تكمن في تقديم معيارٍ يمكن من خلاله تقييم العناصر الدينية بشكلٍ عامّ، ولا سيَّما على أساس المعايير المستفادة من الدين الإسلامي، والعمل على تحديد مراتب أو درجات ذلك([50]).

وفي فصل الكلّيات يتناول تعريف المفردات وأهداف البحث والتحقيق.

والفصل الثاني ـ الذي هو من أكثر فصول الكتاب تفصيلاً ـ يتناول تعريف الدين والمذهب، والتعريف بهيكل وعناصر الإسلام، وإمكانية القيام باختبارات دينية وأنواع الاختبارات الدينية، وتاريخ القيام بهذه الاختبارات في إيران.

والفصول الثلاثة الأخيرة تتناول إعداد الاختبار على أساس عناصر الإسلام وتحليل وتقييم نتائج هذا الاختبار.

يُعَدّ هذا الكتاب أفضل وأمتن كتابٍ في مجال تقييم التديُّن في مجال الإسلام باللغة الفارسية.

5ـ بررسي وضعيّت دين داري كاربران إينترنت([51]). قام بكتابة هذه الدراسة السيد مهدي مهدوي، كأطروحةٍ على مستوى الماجستير في جامعة طهران، سنة 1383هـ.ش. وقد سعى الباحث في هذا الكتاب إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:

ـ هل النموذج المتداول في تقييم التديُّن، وهو أسلوب (غلاك) و(ستارك)، مناسبٌ لدراسة الدين الإسلامي؟

ـ إذا لم يكن هذا الأسلوب مناسباً فما هو الجرح والتعديل الذي يجب إدخاله عليه؟

ـ ما هي المسائل التي يجب الاهتمام بها في إطار عملنة مفاهيم وأبعاد التديُّن؟

ـ هل إن المجموعة الخاضعة للاختبار والتحقيق في ما يتعلَّق بتقييم التديُّن وطريقة الحوار والاستنطاق مؤثّرة؟

ـ ما هو واقع التديُّن في العالم الافتراضي؟

لقد تمّ إنجاز هذه الدراسة على أسلوب البحث الإنترنيتي، وشملت إحصائيته 408 مستخدمٍ للإنترنيت. وقد عمد السيد (مهدي مهدوي) بعد دراسة أساليب، من قبيل: أسلوب (آلبورت) و(فاج) و(دي جانغ) و(كينغ) و(هانت) و(هيمل فارب) و(كانينغهام) و(بيتشر) و(مارانل) و(بروئين) و(بوان) و(هوغ)، وأسلوب تقييم التديُّن المتَّبع من قِبَل (غلاك) و(ستارك)، إلى الأخذ بنظر الاعتبار نموذجاً سداسي الأبعاد للتديُّن مطروحاً من قِبَل: (دي جانغ) و(فالكند) و(أورلند)، مُستَلْهِماً من أسلوب تقييم التديُّن لـ (غلاك) و(ستارك).

إن الأبعاد المنشودة للسيد (مهدي مهدوي) في تقييم التديُّن على النحو التالي: المعتقدات الدينية، والتجربة الدينية، والمناسك الدينية، والمحرّمات الدينية، والعلم الديني، والتبعات الدينية. وقد عمد السيد مهدي مهدوي في معرض الاستنتاج إلى الإجابة عن الأسئلة المطروحة؛ حيث يرى أن نموذج (غلاك) و(ستارك) يناسب دراسة الدين الإسلامي بعد إجراء بعض الجرح والتعديل عليه. وقد أضاف السيد مهدي مهدوي بُعْد المحرَّمات الدينية على أسلوب (غلاك) و(ستارك) لعام 1965م. يذهب السيد (مهدي مهدوي) إلى الاعتقاد بأن النموذج الخماسي لـ (غلاك) و(ستارك) وإنْ كان جامعاً لتقييم التديُّن، إلاّ أن هذا النموذج قائمٌ على أساس النظريات والفرضيات الخاضعة للاختبار، كما أن نموذج التحقيق المشتمل على دينٍ وفرقةٍ خاصّة قابلٌ للتغيير.

إن معدّل البُعْد الاعتقادي في هذا البحث والتحقيق هو بدَوْره ـ مثل سائر التحقيقات المُنْجَزة على أرض الواقع ـ مرتفعٌ. وفي المقابل فإن معدّل بُعْد التَّبِعات الدينية بالقياس إلى سائر الأبعاد منخفضٌ. ويعزو المحقِّق سبب ذلك إلى السيادة والسلطة الدينية.

لقد اعتمد هذا التحقيق في تقييم التديُّن على الأسلوب الغربي، رغم سَعْيه، من خلال إضافة بُعْد المحرَّمات الدينية، إلى أقلمة أسلوب (غلاك) و(ستارك) إلى حدٍّ ما.

6ـ مطالعه ميزان وأنواع دين داري دانشجويان([52]). قام بهذه الدراسة السيد محمد ميرسندسي، كأطروحةٍ له على مستوى الدكتوراه من جامعة (تربيت مدرِّس)، سنة 1383هـ.ش. وكان السؤال الرئيس الذي تناولته هذه الأطروحة على النحو التالي: ما هي أنواع التديُّن في المجتمع الإيراني المعاصر؟

يقوم أسلوب التحقيق في هذه الأطروحة على البحث، كما أن طرح الأسئلة يمثِّل أداةً في جمع المعطيات. والمجموعة الإحصائية الخاضعة لهذه الدراسة تتألَّف من الطلاب الجامعيين من مختلف جامعات طهران، حيث شمل الاستطلاع 417 طالبٍ جامعيّ.

لقد عمد السيد (ميرسندسي) إلى تقسيم التديُّن إلى مستويين، وهما: المستوى المحوري؛ والمستوى القطري. حيث تقوم الطبقة المحورية على الأبعاد الأصلية من الدين (وهي: المناسك، والمعتقدات، والتجربة الدينية)؛ وأما الطبقة القطرية فتشتمل على أنواع التديُّن الأيديولوجي وغير الأيديولوجي، والتديُّن الرسمي وغير الرسمي، والتقليدي والحداثوي، والتديُّن المباشر وغير المباشر.

إن الإطار النظري لهذه الدراسة والأطروحة يتمثَّل في نظرية (برغر) و(لاكمن). وقد سعى الباحث من خلال هذه النظرية إلى تحليل أنواع التديُّن في إطار واقعية الحياة اليومية.

7ـ بررسي تغيير نگرش ها ورفتارهاي ديني جوانان. قامت بهذا التحقيق السيدة مريم زارع؛ للحصول على شهادة الماجستير، في شهر خرداد سنة 1384هـ.ش، من جامعة طهران. وقد سعَتْ في هذه الدراسة إلى الإجابة عن السؤال القائل: ما هو دَوْر الجامعة ـ بوصفها إحدى الأدوات الحديثة ـ وتأثيرها في تديُّن الجامعيين؟

وقد عمدت السيدة زارع، في إطار الإجابة عن هذا السؤال، إلى المقارنة بين مجموعتين من الطلاب الجامعيين وغير الجامعيين. يقوم أسلوب التحقيق في هذه الأطروحة على البحث، كما أن طرح الأسئلة يمثِّل أداةً في جمع المعطيات. والنموذج الإحصائي لهذه الدراسة يتألف من 229 طالبٍ جامعيّ، و174 من الشباب غير الجامعيّ.

وقد قامت الباحثة في هذه الدراسة إلى تقسيم التديُّن إلى ثلاثة أبعاد، وهي: البُعْد الاعتقادي؛ والبُعْد الرؤيوي؛ والبُعْد السلوكي. والبُعْد الرؤيوي يشمل الرؤية الحديثة والتقليدية. والبُعْد السلوكي ينقسم إلى قسمين، وهما: بُعْد السلوك الفردي؛ وبُعْد السلوك الجماعي. وبُعْد السلوك الجماعي ينقسم بدَوْره إلى قسمين، وهما: بُعْد السلوك الجماعي الرسميّ؛ وبُعْد السلوك الجماعي غير الرسميّ.

وقد أثبتت نتائج هذه الدراسة أن معدّل الاختلاف في البُعْد الاعتقادي ضئيلٌ جدّاً، وأن أكثر الأشخاص في البُعْد الاعتقادي كانوا في حدود المتوسِّط فما فوق.

وفي بُعْد السلوك الديني يقوم أكثر من نصف الأشخاص بأعمالٍ وسلوكيات فردية في حدود المتوسّط وأكثر من الحدّ المتوسّط.

وفي بُعْد السلوك الجماعي غير الرسميّ هناك اختلافٌ ذو مغزىً، بمعنى أن غير الجامعيين يشاركون في هذه المراسم أكثر من الطلاب الجامعيين، كما أن مشاركة غير الجامعيين في السلوك الجماعي الرسميّ أكثر بكثيرٍ من مستوى مشاركة الطلاب الجامعيين.

وفي بُعْد الرؤية الدينية تشير النتائج إلى أن الطلاب يميلون في الغالب إلى الرؤية الحديثة، بينما يميل غير الجامعيين إلى الرؤية التقليدية.

ومن النتائج الأخرى التي تمخَّضت عنها هذه الدراسة أن الجامعة بوصفها إحدى المؤسّسات الحديثة قد أدّت إلى فردانية التديُّن، وهذا ما تؤيِّده بعض الحوارت التي تمّ إجراؤها في هذه الدراسة.

إن هذه الدراسة التي قامت بها الباحثة مريم زارع تُعَدّ من بين الدراسات التي لم تتَّبع أسلوباً خاصّاً في دراسة ظاهرة التديُّن.

8ـ مباني نظري مقياس هاي ديني([53])، بقلم: محمد رضا سالاري فر، ومسعود آذربايجاني، وعباس رحيمي نجاد، من مركز أبحاث الحوزة والجامعة، سنة 1384هـ.ش، 704 صفحة.

يحتوي هذا الكتاب على ثمانٍ وعشرين مقالة مختارة من مؤتمر (المباني النظرية والنفسية للمعايير الدينية)، الذي أُقيم من قِبَل عددٍ من المؤسّسات العلمية والثقافية، بتاريخ: شهر إسفند سنة 1382هـ.ش.

وقد تمّ تنظيم هذه المقالات الثمانية والعشرين ضمن أربعة فصول. ونحن نقدِّم قائمةً بعناوين وكتّاب هذه المقالات على النحو التالي:

1ـ تدوين ملاك هاي أرزيابي رفتار ديني فرد مسلمان وپرسش نامه هاي پيشنهادي آن / نزار العاني.

2ـ بنياد كمّي سازي ودين ورزي / حسن بلند.

3ـ درآمدي بر نقش حديث در ساخت مقياس هاي ديني / عباس پسنديده.

4ـ كاركردهاي دين أز منظر مدل تحليل إيمان ديني / محمد رضا خاكي قراملكي.

5ـ ساختار إسلام ومؤلّفه هاي تديُّن به آن / محمد داوري.

6ـ تفاوت هاي فردي در دين داري ومنحني توزيع آن در يك جامعه ديني / محمد رضا سالاري فر.

7ـ مؤلفه هاي دين داري أز منظر خود دين / علي نقي فقيهي.

8ـ مفهوم دين در بستر آزمون هاي روان سنجي / علي مصباح.

9ـ دين ومعنويت نگاهي ديني ـ روان شناختي / رحيم ناروئي نصرتي.

10ـ روانشناسي دين أز ديدگاه فرويد ويونغ / مسعود آذربايجاني.

11ـ روان شناسي ومذهب، أز چالش هاي نظري تا تحوّلات روش شناختي / هادي بهرامي إحسان.

12ـ نگاه مولوي به دين ودين داري / محمد بهشتي.

13ـ گزارشي أز مفهوم وساختار دين أز نگاه إمام محمد غزالي / بهروز رفيعي.

14ـ جستجوي مباني نظري سنجش ويژگي هاي معنوي درمان جويان در تعامل با درمان گران / حسين لطف آبادي.

15ـ مذهب در نگرش نظرية پردازان ودر گستره پژوهش (تحليلي روانشناختي أز مذهب) / عبد الله معتمدي.

16ـ دين، دين داري وشاخص هاي آن أز نگاه علاّمه طباطبائي& / محمد حسين مهوري.

17ـ بررسي روائي وپايائي پرسش نامه خودگرداني مذهب (SRQ-R) / محبوبه ألبرزي.

18ـ گستره پژوهش هاي داخلي در زمينه ساخت مقياس هاي ديني / محمد خداياري فرد.

19ـ ملاحظات روانسنجي سنجش مفاهيم وسازه هاي مذهبي در عرصه روانشناسي / عباس رحيمي نجاد.

20ـ سنجش دين داري واأرزيابي مدل أندازه گيري آن / محمد رضا طالبان.

21ـ تعيين ضابطه ها، ملاك ها، اعتبار وپايائي پرسش نامه / حسن عبد الله زاده.

22ـ مقياس تجربيات معنوي / باقر غباري بناب.

23ـ نكاتي چند درباره معيارهاي مقياس سازي ديني / ولي الله فرزاد.

24ـ ساخت وهنجاريابي مقياس سنجش رشد اعتقادي دانش آموزان مقطع متوسطه شهر تهران / داوود معنوي پور.

25ـ محدوديت ها ومشكلات سنجش دين داري / مسعود آذربايجاني.

26ـ آسيب شناسي سنجش دين داري أز منظر قرآن كريم / محمد علي حاجي ده آبادي.

27ـ پژوهش هاي كيفي وسنجش دين داري / سيد محسن فاطمي.

28ـ تأملي در پيش فرض ها ومحدوديت هاي سنجش دين داري / سيد محمد تقي موحّد أبطحي.

9ـ شاخص هاي دين داري در روايات، بقلم: مهناز قدرتي، وهي أطروحةٌ على مستوى الماجستير، كلّية أصول الدين، سنة 1386هـ.ش، الأستاذ المشرف: مهدي مهريزي.

تمّ السعي في هذه الأطروحة ـ من خلال البحث في أربع مفردات رئيسة، وهي: الدين، والإيمان، والتشيع، والإسلام، في الروايات والأحاديث الشيعية ـ إلى بيان ماهية مقومات التديُّن. لقد عملت الباحثة من خلال استخراج المتغيِّرات الإيجابية والسلبية في هذه المفردات، وترتيب النتائج، على التقييم وإعطاء الدرجات. ومن بين أربعة وستين عنصراً إيجابيّاً تمّ وضع العقل والتقوى والصبر والصدق في المراتب الأربعة الأولى، وفي العناصر السلبية ـ التي بلغت واحداً وأربعين عنصراً ـ كانت المراتب الأربعة الأولى من نصيب: الكذب، وعدم التعقُّل، والتعلُّق بالدنيا، وسوء الظنّ بالآخرين.

تكمن أهمّية هذا البحث في سَعْيه إلى بيان الأولويات والترجيحات الدينية على أساس التعاليم الدينية.

10ـ بحث مكانة العقيدة والعمل والأخلاق في التعاليم الشيعية، بقلم: أحمد رضا عالم، وهي أطروحةٌ على مستوى الماجستير، في جامعة الأديان والمذاهب. الأستاذ المشرف: مهدي مهريزي.

لقد سعى الباحث في هذه الدراسة إلى بيان منزلة ومكانة العناصر الثلاثة، وهي: العقيدة، والأخلاق، والعمل، في ضوء التعاليم الشيعية، على أساس كتاب (الكافي)؛ بوصفه أقدم وأشمل مصدر للروايات الشيعية. وقد عمل الباحث؛ من أجل استخلاص النتائج، على توظيف أربعة عشر أسلوباً، من قبيل: المفردات الرئيسة المتمثِّلة بـ: الإيمان، والدين، والتشيُّع والإسلام، والغاية من البعثة، وعناصر اكتساب الفضائل، وما إلى ذلك، في ضوء قاعدة الحَصْر والمقدّمة وذي المقدّمة، ومن خلال تحليل ما يقرب من مئتي روايةٍ تمّ ترتيب الأخلاق بنسبة 64%، والعمل بنسبة 27%، والعقيدة بنسبة 9%.

ويكمن امتياز هذه الأطروحة في تحليل هذه المسألة من خلال رؤيةٍ دينية.

ومن بين هذه الدراسات العشرة تختصّ الدراسات رقم: 1 و2 و3 و5 و6 و7 بالأبحاث الميدانية، ورقم: 4 و8 بالأبحاث النظرية، ورقم: 9 و10 بالأبحاث الجوهرية والدينية؛ لتعيين المعايير والشواخص.

4ـ إمكان وجواز استخراج الشواخص

هل يمكن لنا تعيين شواخص للتديُّن؟ وهل يجوز ذلك؟ وهل تمّ القيام بهذا الأمر من قِبَل الدين؟

للإجابة عن هذه الأسئلة يمكن الإشارة إلى الأساليب والنماذج المشابهة.

وعندما عرَّف الشهيد السيد محمد باقر الصدر، في كتابه (المدرسة القرآنية)، الحاجة الراهنة للمجتمعات العلمية الإسلامية بضرورة تقديم الأنظمة الدينية قال في الجواب عن السؤال القائل: لماذا لم يبادر الدين إلى القيام بذلك؟: «…وقد يُقال: ما الضرورة إلى البحث لتحصيل هذه النظريات الأساسية واستخلاصها في النبوّة مثلاً، أو في سنن التاريخ، وفي التغيير الاجتماعي، أو في الاقتصاد الإسلامي وغيرها، في حين أننا نجد أن النبيّ| لم يُعْطِ هذه القضايا على شكل نظريّاتٍ محدّدة، وبصِيَغٍ عامّة، وإنما اقتصر على القرآن بهذا الترتيب للمسلمين، وبهذا الشكل المتراكم؟

والجواب: إن هناك اليوم ضرورةً أساسية لاستخلاص وتحديد هذه النظريات، ولا يمكن أن يفترض الاستغناء عن ذلك؛ إذ إن النبي| كان يعطي هذه النظريات، ولكنْ من خلال التطبيق، ومن خلال المناخ القرآني العامّ الذي كان يبيِّنه في الحياة الإسلامية، كان كلّ فردٍ مسلم في إطار هذا المناخ يفهم هذه النظرية، ولو فهماً إجماليّاً ارتكازيّاً؛ لأن المناخ والإطار الروحي والاجتماعي والفكري والتربوي الذي رسمه النبيّ كان قادراً على أن يعطي النظرة السليمة والقدرة السليمة على تقييم الموانع والمواقف والأحداث. أما حيث لا يوجد ذلك المناخ وذلك الإطار تكون الحاجة إلى دراسة نظريات القرآن والإسلام حاجةً حقيقية ملحّة، خصوصاً مع بروز النظريات الحديثة، من خلال التفاعل بين إنسان العالم الإسلامي وإنسان العالم الغربي بكلّ ما يملك من رصيدٍ عظيم ومن ثقافةٍ متنوّعة في مختلف مجالات المعرفة البشرية، حيث وجد الإنسان المسلم نفسه أمام نظرياتٍ كثيرة في مختلف مجالات الحياة، فكان لا بُدَّ؛ لكي يحدِّد موقف الإسلام من هذه النظريات، أن يستنطق نصوص الإسلام، ويتوغَّل في أعماق هذه النصوص؛ لكي يصل إلى مواقف الإسلام الحقيقية، سلباً وإيجاباً؛ لكي يكتشف نظريات الإسلام التي تعالج نفس هذه المواضيع التي عالجتها التجارب البشرية الذكيّة في مختلف مجالات الحياة)([54]).

ومن بين العلوم الإسلامية [الكلام والأخلاق والفقه] نشاهد نماذج من الاجتهاد في الموارد المشابهة، من قبيل: التقسيمات التالية:

ـ أصول الدين وفروع الدين.

ـ أصول الدين وأصول المذهب.

ـ الذنوب الكبيرة والذنوب الصغيرة (الكبائر والصغائر).

ـ أركان الصلاة وواجبات الصلاة.

وفي جميع هذه الموارد عندما نراجع المصادر الأولى، المتمثِّلة بالقرآن والسنّة، لا نجد هذا التقسيم، أو إذا كانت هناك من إشارة إلى هذا الأمر، كما في قوله تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ (النساء: 31)، لا نجد تعريفاً لذلك، ولا تحديداً لمصاديقه. وإنّما توصّل العلماء المسلمون إلى هذه التقسيمات من خلال اجتهاداتهم.

وفي ما يلي نقوم بجولةٍ على بعض هذه الموارد، وذلك على النحو التالي:

أـ أصول الدين وفروع الدين

لم يَرِدْ مصطلح «أصول الدين» في مقابل مصطلح «فروع الدين» ـ وهما مشهوران بين المسلمين غاية الشهرة ـ في القرآن الكريم، ولا في السنّة الشريفة عند الفريقين. فلا نرى في هذين المصدرين ما يدلّ على ذلك.

فقد تمّ وضع هذا المصطلح من قِبَل المتكلِّمين في القرون الإسلامية الأولى. وإن أوّل مَنْ استعمل هذا المصطلح في خصوص الأصول الخمسة هم المعتزلة، وأوّل مَنْ استعمله منهم هو أبو الهذيل العلاّف(حوالي 230هـ).

والشاهد على عدم وجود هذا المصطلح في المصادر القرآنية والروائية مخالفة ابن تيميّة له. فقد أعرب عن مخالفته هذه في عددٍ من مؤلَّفاته، ومن ذلك: قوله: «وَالْفَرْقُ فِي ذَلِكَ بَيْنَ مَسَائِلِ الأُصُولِ وَالْفُرُوعِ، كَمَا أَنَّهُ بِدْعَةٌ مُحْدَثَةٌ فِي الإِسْلامِ، لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهَا كِتَابٌ، وَلا سُنَّةٌ، وَلا إِجْمَاعٌ، بَلْ وَلا قَالَهَا أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ وَالأَئِمَّةِ، فَهِيَ بَاطِلَةٌ عَقْلاً; فَإِنَّ الْمُفَرِّقِينَ بَيْنَ مَا جَعَلُوهُ مَسَائِلَ أُصُولٍ وَمَسَائِلَ فُرُوعٍ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا بِفَرْقٍ صَحِيحٍ يُمَيِّزُ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ»([55]).

إن الغرض من نقل كلام (ابن تيمية) ليس هو تصحيح رأيه، وإنما هو لمجرّد الإشارة إلى أن هذا التقسيم ليس له جذورٌ منصوصٌ عليها في المصادر الإسلامية الأولى، بل هو مجرَّد اجتهادٍ من المتكلِّمين، الذي هو في محلّه أمرٌ صائب، ويمكن إيجاد المبرّرات له في الأدبيّات الإسلامية.

وفي ما يلي نشير إلى نماذج من هذا التقسيم في الكتب الكلامية:

لقد ذكر العلاّمة الحلّي هذا المصطلح في كتاب (الباب الحادي عشر)، وقد عرَّفه الفاضل المقداد قائلاً: «علم الأصول: وهو ما يبحث فيه عن وحدانيّة الله تعالى وصفاته وعدله، ونبوّة الأنبياء والإقرار بما جاء به النبيّ، وإمامة الأئمّة، والمعاد… وسُمّي هذا الفنّ أصول الدين؛ لأنّ سائر العلوم الدينية ـ من الحديث والفقه والتفسير ـ مبنيّةٌ عليه»([56]).

وقد ذهب الميرزا القمّي إلى القول بأن أصول الدين هي: التوحيد والنبوّة والمعاد، وقال في بيان الوجه في تسميتها: «وتُسمّى هذه الأمور بأصول الدين من جهة أن الأصل عبارةٌ عن الجَذْر والأساس وكلّ ما يبنى عليه، مثل: أساس الجدار وجذور الأشجار وأمثال ذلك. وإن سائر العبادات ومسائل الحلال والحرام فروع الدين، أي مثل الجذع والأغصان والأوراق. وعليه فإن أصل كلّ شيءٍ إذا كان ثابتاً سيكون الفرع قائماً عليه، وإنْ لم يكن الأصل ثابتاً لن يكون هناك بقاءٌ وثبات للفرع. فكل مَنْ كانت أصول دينه صحيحةً كان له أملٌ ورجاءٌ بالنجاة، وإنْ كانت فروعه غير سليمة وأعماله غير لائقة، ومهما بلغت بعد الاحتراق كثرةً. وكلّ مَنْ كانت أصول دينه متداعيةً لن تنفعه فروع الدين وأعماله وعباداته الشكلية، مهما بالغ في قيام الليل وصوم النهار»([57]).

ب ـ أصول الدين والمذهب

كما أن مصطلح أصول الدين والمذهب بدَوْره هو من اجتهادات المتكلِّمين؛ حيث استنبطوه من المصادر الدينية.

يرى العلاّمة الحلّي في كتاب (الباب الحادي عشر) أصول الدين في أربعة أمور؛ وذلك إذ يقول: «الباب الحادي عشر: في ما يجب على عامّة المكلَّفين من معرفة أصول الدين… أجمع العلماء كافّةً على وجوب معرفة الله تعالى وصفاته الثبوتيّة والسلبيّة، وما يصحّ عليه وما يمتنع عنه، والنبوّة، والإمامة، والمعاد»([58]).

والملفت أن الشيخ الطوسي يذهب في كتابه (الاقتصاد) إلى اختزال أصول الدين في أمرين، وهما: التوحيد؛ والعدل.

وفي عبارات هذه المرحلة لا يوجد كلامٌ حول مصطلح (أصول المذهب)، وإنما شاع هذا المصطلح في المراحل المتأخِّرة، حيث تمَّتْ إضافته إلى المصطلحات الكلامية الشيعية.

قال الميرزا القمّي في كتابه (أصول الدين): «اعلم أن أصول الدين ثلاثة، وهي: التوحيد؛ والنبوّة؛ والمعاد. وأما العدل والإمامة فهما من أصول المذهب. وعليه فإن مَنْ أنكر الأصل الأوّل من هذه الأصول الثلاثة كان كافراً، لا تحلّ ذبيحته، وتجري عليه سائر أحكام الكفر. وأما إذا أقرّ بهذه الأمور الثلاثة، وأنكر العدل أو الإمامة، لم يكن كافراً، ولكنّه ـ في الوقت نفسه ـ لا يكون شيعيّاً، وهو من أصحاب النار قَطْعاً»([59]).

ج ـ الذنوب الكبيرة والذنوب الصغيرة (الكبائر والصغائر)

ليس هناك نصٌّ في تقسيم الذنوب إلى: كبائر؛ وصغائر، وإنما هو من استنباطات الفقهاء والمجتهدين.

قال السيد محمد كاظم ـ مؤلِّف كتاب (العروة الوثقى) ـ في تعريف المعصية الكبيرة المذكورة في القرآن والسنّة: «المعصية الكبيرة هي كلّ معصيةٍ ورد النصّ بكونها كبيرةً، كجملةٍ من المعاصي المذكورة في محلّها؛ أو ورد التوعيد بالنار عليه في الكتاب أو السنّة، صريحاً أو ضمناً؛ أو ورد في الكتاب أو السنّة كونه أعظم من إحدى الكبائر المنصوصة أو الموعود عليها بالنار؛ أو كان عظيماً في أنفس أهل الشرع»([60]).

د ـ أركان الصلاة وواجبات الصلاة

يتمّ تقسيم أجزاء الصلاة الواجبة إلى: أركان؛ وغير أركان. وقد ذكر صاحب كتاب (العروة الوثقى) في بيان واجبات الصلاة وتقسيمها إلى: ركنٍ؛ وغير ركنٍ ما يلي: «واجبات الصلاة أحد عشر: النيّة، والقيام، وتكبيرة الإحرام، والركوع، والسجود، والقراءة، والذكر، والتشهُّد، والسلام، والترتيب، والموالاة.

والخمسة الأولى أركانٌ، بمعنى أن زيادتها ونقيصتها عمداً وسهواً موجبةٌ للبطلان. لكنْ لا يتصوَّر الزيادة في النيّة بناءً على الداعي. وبناءً على الإخطار غير قادحةٍ. والبقية واجباتٌ غير ركنيةٍ، فزيادتُها ونقصها عمداً موجبٌ للبطلان، لا سهواً»([61]).

وقال السيد الخوئي في بيان الركنية: «فإن مفهوم الركن متقوِّمٌ بما يعتمد عليه الشيء، بحيث يوجب فقده زوال ذلك الشيء. وأما الإخلال من حيث الزيادة فلا مدخل له في صدق هذا المفهوم، ولم يَرِدْ لفظُ الركن في شيءٍ من الأخبار، وإنما هو مجرّد اصطلاحٍ متداول في ألسنة الفقهاء»([62]).

وقال أيضاً: «وأما الزيادة والنقيصة في تكبيرة الإحرام فهما وإنْ كانا متصوَّرين فيها، إلاّ أن الأقوى ـ كما عرفْتَ ـ عدم بطلان الصلاة بزيادة تكبيرة الإحرام سَهْواً. وعليه فلا تكون التكبيرة من الأركان بالمعنى المصطلح، وهو ما يكون زيادته ونقيصته عمداً وسهواً موجباً للبطلان. نعم، هو ركنٌ بالمعنى اللغوي، وهو ما يوجب نقصه البطلان، ولو سَهْواً. وأما الإخلال من حيث الزيادة فلا دَخْل له في كونه ركناً، إلاّ من جهة الاصطلاح، وحيث إن كلمة الركن لم تَرِدْ في آيةٍ، ولا روايةٍ، فلا مانع من عدّ التكبيرة ركناً بلحاظ المعنى اللغوي».

إن جميع هذه الأنشطة العلمية قد جاءت بداعي الإحساس بالضرورة في مقام التعليم أو العمل. وشبيهٌ بهذه الضرورة تطرح نفسها حالياً في مسألة معايير وخصائص التديُّن. فقد تمّ التوصُّل اليوم ـ في العالم المعاصر وفي ظلّ التجربة والعلم البشري في مختلف نواحي الحياة ـ إلى ملاكات ومعايير للتقييم والقياس، وعلى المسلمين بدَوْرهم أن يهتمّوا بهذه المسألة في مجال بيان التعاليم الدينية أيضاً.

5ـ ضرورة وفائدة استخراج الشواخص والملاكات

يمكن لتعيين شواخص وعناصر التديُّن أن يكون نافعاً في الموارد الثلاثة التالية:

1ـ قياس حجم التديُّن.

2ـ تحديد الأولويات في مقام العمل.

3ـ التعرف على الفهم الخاطئ للتديُّن.

ويمكن بيان الشرح الإجمالي لهذه الفقرات الثلاث على النحو التالي:

أـ قياس حجم التديُّن

إن الفائدة الأولى تترتَّب على تحديد الشواخص في قياس التديُّن عند الفرد والمجتمع والدولة. إن هذا القياس مفيدٌ للمقارنة بين سائر الثقافات من جهةٍ؛ والمقارنة بالوضع المنشود للتديُّن من جهةٍ أخرى. يمكن للإنسان المسلم أن يعمل على تقييم نفسه، ويتعرَّف على واقعه الراهن، ويحدِّد المسافة القائمة بينه وبين الحالة المنشودة والمثالية، ويخطِّط لتقليص المسافة إلى حدِّ مَحْوها نهائياً والوصول إلى الغاية المطلوبة.

إن الأوامر الكثيرة الموجودة في التعاليم الدينية، والتي تدلّ على وجوب محاسبة النفس ومراقبتها، إنما تؤكِّد في الحقيقة على هذا الإدراك الفطريّ والعقلي لهذا الأمر. فقد رُوي عن رسول الله| أنه قال: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزنوها قبل أن تُوزَنوا، وتجهَّزوا للعَرْض الأكبر»([63]).

ب ـ تحديد الأولويات في مقام العمل

عند التعرُّف على الأولويات، وما هو الأهمّ والمهمّ؟، يمكن للشخص العامل عند التزاحم بين الأعمال المختلفة أن يقوم باختيار الأفضل؛ فإن التخبُّط والقيام بالأعمال العشوائية والاعتباطية يؤدّي بنا إلى الكثير من الأضرار والخسائر. وهذا الأمر يصدق بشأن الفرد والدولة والمجتمع بشكلٍ كامل. وقد رُوي عن الإمام عليّ× في هذا الشأن أنه قال: «يُستَدَلّ على إدبار الدُّوَل بأربع: تضييع الأصول، والتمسُّك بالغرور، وتقديم الأراذل، وتأخير الأفاضل»([64]).

وقد وصف× المجتمع الجاهليّ، على ما أُثر عنه في نهج البلاغة، قائلاً: «بأرضٍ عالمهم مُلْجَمٌ، وجاهلُهم مُكْرَمٌ»([65]).

ج ـ التعرُّف على الفهم الخاطئ للتديُّن

إن الفائدة الثالثة المترتّبة على تحديد الشواخص والمعايير تكمن في الوصول إلى الأفهام الخاطئة في التديُّن. وكما سنرى فقد تبلورت على طول تاريخ الإسلام مختلف الاتجاهات والتيارات المتنوِّعة في التعريف بالدين. ويمكن لهذا البحث أن يكون مفيداً في تقييمها.

كما تحقّق هذا الأمر من قِبَل أئمّة الدين أيضاً.

وما نشاهده في تاريخ التشيُّع في ما يُعْرَف بعرض العقائد على الأئمّة يمكن أن يكون ناظراً إلى هذه المسألة([66]).

وكذلك الروايات التي تأمر بعرض الحديث على القرآن وسنّة النبيّ الأكرم| تؤكِّد على هذه الحقيقة أيضاً.

6ـ الأصول الموضوعة (الاعتبارية) والفَرَضيات المُسْبَقة

في ما يتعلَّق بمسألة استنباط الشواخص والمعايير من المصادر هناك أصولٌ موضوعة وفرضيات مُسْبَقة، يكمن موضع إثباتها في العلوم الإسلامية الأخرى، من قبيل: علم الكلام، والعلوم القرآنية، وعلم الحديث، وأصول الفقه، وما إلى ذلك. إن هذه الفرضيات المُسْبَقة منها: ما هو عامٌّ، ويتمّ الاستناد إليه في جميع الأبحاث الدينية؛ ومنها: ما هو خاصٌّ بالمسألة مورد البحث فقط.

وفي ما يلي يتمّ التذكير بأهمّ الأصول الموضوعة، والفرضيات العامّة والخاصّة، مع إعادتها إلى مكانتها الأصلية.

1ـ إن القرآن الكريم يمثِّل المصدر والمستند الأوّل لمعرفة الدين. وأما السنّة بمفهومها الواسع والعريض فتمثِّل المصدر الثاني، وهي تستند إلى القرآن في أصل الحجّية وإحرازها. ومن هنا لو حدث التعارض بين القرآن والسنّة ـ مع عدم إمكان الجمع ـ كان القرآن الكريم هو المتقدِّم، ويجب حينها ترك العمل بالحديث، والتوقُّف عند مفاده ومضمونه([67]).

2ـ إن الأحاديث والروايات تواجه الكثير من الآفات التي فرضتها عليها الظروف الثقافية والسياسية والمذهبية، وهي آفاتٌ من قبيل: الوضع والاختلاق([68])، والنقل بالمضمون([69])، والتصحيف، والتحريف، والتقطيع، والضياع، والتفرُّق، وتَبَعية المضامين للأجواء الخاصّة، وما إلى ذلك من الآفات الأخرى.

إن وجود هذه الآفات في الجملة يدعو ـ في مقام الاستناد إلى الأحاديث ـ إلى العمل أوّلاً على تحصيل الاطمئنان بصدورها. ثمّ القيام بعد ذلك بدراسة ألفاظها وتعبيراتها من الناحية الفنّية؛ كي نرى ما هو مقدار إمكانية الاستناد إلى عين الألفاظ الواردة فيه؟ وما إذا كان بالإمكان الاكتفاء بالمضمون الإجمالي للرواية. وفي المرحلة الثالثة لا بُدَّ من العمل على كشف مراد المتكلِّم، من خلال توظيف القواعد الخاصّة بفقه الحديث، من قبيل: الفحص والبحث من أجل التأكُّد من أن الأحاديث تنتمي إلى مجموعةٍ واحدة([70])، والاطمئنان من ثبات ودوام المضمون، وعدم اختصاصه بشرائط وظروف خاصّة أو أشخاصٍ بعينهم.

3ـ الأمر الآخر الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار؛ بوصفه أصلاً موضوعاً، هو مكانة السنّة العملية وسيرة الأئمّة الأطهار^، التي تمثِّل تفسيراً ودعامةً للسنّة القولية، أو بياناً لشرائطها. وقد تمّ تجاهل هذا الأصل في مجال المعرفة الدينية إلى حدٍّ كبير، ولم يتمّ الاهتمام به في العلوم الآلية والتمهيديّة، مثل: علم الحديث وأصول الفقه، إلاّ بشكلٍ باهت جدّاً، في حين أنّ من شأن استخراج وتحليل السنّة العملية أن تلعب دَوْراً كبيراً في إحراز صحّة وعدم صحّة السنّة القولية، والكشف عن مراد المتكلِّم أيضاً.

4ـ إن تاريخ كلّ حادثةٍ وظاهرةٍ يُخْبِر عن كيفيّة وقوعها، ويكون بمنزلة الهوية التي تحدِّث الأجيال الآتية عن هويّتها.

وإن السنّة (قول وفعل وتقرير المعصوم) تشتمل على التاريخ أحياناً. فإن كل حديثٍ إنما صدر لتلبية حاجةٍ، أو الإجابة عن سؤالٍ، أو في مقام بيان حقيقةٍ، أو لبيان حالةٍ خاصّة في بعض الأحيان. وبعبارةٍ أخرى: إن لكلّ حديثٍ أو رواية شأن نزول يساعد التعرُّف عليه في فهم الحديث بشكلٍ أفضل. وإن أوّل فقيهٍ تنبَّه إلى هذه المسألة بشكلٍ جادّ، والتزم بها في منهج الاستنباط وأسلوب التدريس، هو الحاج السيد حسين الطباطبائي البروجردي؛ حيث ذهب إلى الاعتقاد قائلاً: «إن لأحاديثنا شأن نزول، وقد صدرت في أجواءٍ تهيمن عليها أقوال ونظريّات كبار فقهاء أهل السنّة. وقد كانت أحاديث وكلمات أهل البيت^ ناظرةً إلى هذه الفتاوى. فكانت كلماتهم ردّاً على نظرية أو إثباتها. وعليه لا بُدَّ من الوقوف على أجواء المسألة الفقهية؛ كي نفهم المراد الحقيقيّ من الرواية»([71]).

وقد ذهب السيد الشهيد محمد باقر الصدر إلى اعتبار تجريد الدليل الشرعي من ظروفه وشروطه([72]) إحدى آفات الاجتهاد في النصوص الدينية، وعمد إلى توضيح ذلك في قسمين، وقال في قسمٍ منه: «وأما الشكل الآخر من عملية التجريد في دليل التقرير فهو ما يتّفق عندما ندرس سلوكاً معاصراً لعهد التشريع حقّاً، ونستكشف سماح الإسلام به من سكوت الشريعة عنه، فإن الممارس في هذه الحالة قد يقع في خطأ التجريد، عندما يجرِّد ذلك السلوك المعاصر لعهد التشريع عن خصائصه، ويعزله عن العوامل التي قد تكون دخيلةً في السماح به، ويعمِّم القول بأن هذا السلوك جائزٌ وصحيحٌ إسلامياً في كلّ حالٍ! مع أن من الضروريّ؛ لكي يكون الاستدلال بدليل التقرير موضوعياً، أن ندخل في حسابنا كلّ حالةٍ من المحتمل تأثيرها في موقف الإسلام من ذلك السلوك. فحين تتغيَّر بعض تلك الحالات والظروف يصبح الاستدلال بدليل التقرير عقيماً… فمن الخطأ إذن أن نعزل السلوك المعاصر لعهد التشريع عن ظروفه وخصائصه، ونعمِّم حكم ذلك السلوك بدون مبرِّر لكلّ سلوكٍ مشابه، وإنْ اختلف في الخصائص التي قد يختلف الحكم بسببها»([73]).

وقد بيَّن الأستاذ السيد جعفر مرتضى العاملي ضرورة العلم بتاريخ صدور الحديث وفوائده في الدراسات الدينية، قائلاً: «عليكم أن لا تتجاهلوا دَوْر معرفة التاريخ والعلم بالوقائع التاريخية في فهم الروايات والنصوص الدينية؛ فإن جميع الأحداث إنما تتحقّق في إطارها التاريخي. وهناك ارتباطٌ متبادَل بين الإنسان والزمان، بمعنى أن كلّ واحدٍ منهما يؤثِّر في الآخر ويتأثَّر به([74]). ومن هنا فإن الإدراك الصحيح للكثير من النصوص يحتاج إلى معرفةٍ كاملة بالزمان والمكان والشرائط التي صدر الحديث في أجوائها. علينا أن نتعرَّف على البيئة وردود أفعالها في مواجهة النصوص الصادرة. إن معرفة هذه الأمور تساعدنا على فهم حدودها وقيودها، وإدراك إشاراتها ودقائقها. وقد كان لنا مثل هذه النظرة في كتابنا (السوق في ظلّ الدولة الإسلامية)… إن هذا الكتاب ـ رغم صغره ـ يمكنه أن يبيِّن حجم تأثير معرفة الحقائق الخارجية في إدراك طبيعة النصوص الصادرة وأهدافها وغاياتها، ويكشف بوضوحٍ أن هذه المعرفة تمنحنا فضاءً واسعاً لفهم النصوص على نحوٍ أفضل، والاستفادة منها بشكلٍ أكبر»([75]).

5ـ إنما تكون الدلالة والسند ـ في ما يتعلَّق بالمسائل الاعتقادية والأصولية ـ إذا أدّى ذلك إلى الاطمئنان؛ وإلاّ وجب التوقُّف، وعدم إبداء رأيٍ على أساس ذلك باسم الدين. وهذا ما يؤكِّد عليه علماء الأصول والفقهاء والمفسِّرون أيضاً. أجل، إن كثرة وتعدُّد النقل والأسانيد الكثيرة من شأنها أن تورث القطع واليقين بشأن السند، وأما الدلالة فهي تحتاج إلى شواهد وقرائن تفوق مجرَّد الظهور (ظاهر النصّ). كما يمكن لفهم علماء الدين أن يشكِّل قرينةً على الدلالة، إلاّ أن ذلك إنما يكون إذا لم يكن هناك شاهدٌ على الخلاف، وإلاّ وجب تخطئة ذلك الفهم. ومن ذلك ـ على سبيل المثال ـ أن الفقهاء كانوا يعتقدون على مدى قرونٍ بأن ماء البئر داخلٌ في مفهوم الماء القليل، رغم دلالة صحيحة إسماعيل بن بزيع ـ الموجودة في المصادر الروائية ـ على اعتصام ماء البئر.

وفي ما يلي سنذكر بعض الأمثلة في هذا الشأن:

لقد ذهب الشيخ النائيني إلى القول: «في ما يتعلق بأصول العقائد لا يُعتَنَى بالظنّ، بل لا بُدَّ من تحصيل العلم. وحيث ينسدّ باب العلم يمكن الاعتقاد على نحو الإجمال، بمعنى الاعتقاد بالواقع كما هو»([76]).

وإن للسيد الخوئي كلاماً تفصيليّاً، نسوق خلاصته على النحو التالي: «إذا كانت الغاية في مجال أصول العقائد هي المعرفة فإنها لن تحصل بالظنّ، سواء أكانت الغاية من المعرفة عقليّة أم شرعية. وبطبيعة الحال لا مانع من عقد القلب والانقياد للظنّ المعتبر. وأما في الأمور التكوينية والتاريخية فالظنّ المطلق ليس حجّة، ويجوز الظنّ الخاصّ ـ (باعتبار الإخبار عن المتعلّق) ـ طبقاً لمسلك الطريقية، وأما طبقاً لمسلك المنجِّزية فلا يجوز حتّى هذا المقدار»([77]).

وعليه فالنتيجة هي أنه لا يمكن إثبات شيءٍ بخبر الواحد المعتبر في أصول العقائد والتاريخ والأمور التكوينية. وفي ما يتعلَّق بالعقائد ـ بطبيعة الحال ـ يمكن الاعتقاد على أساسها، وأما في الأمور التكوينية والتاريخية فلا يمكن سوى الإخبار، ولا يمكن الحصول على معرفةٍ بالواقع.

يقول العلاّمة الطباطبائي: «إن الخبر إنْ كان متواتراً أو محفوفاً بقرينةٍ قطعية فلا رَيْبَ في حجّيته، وأما غير ذلك فلا حجّية فيه، إلا الأخبار الواردة في الأحكام الشرعية الفرعية إذا كان الخبر موثوق الصدور بالظنّ النوعي، فإن له حجّيةً؛ وذلك أن الحجّية الشرعية من الاعتبارات العقلائية، فتتبع وجود أثرٍ شرعيّ في المورد يقبل الجعل والاعتبار الشرعي. والقضايا التاريخية والأمور الاعتقادية لا معنى لجعل الحجّية فيها؛ لعدم أثرٍ شرعي، ولا معنى لحكم الشارع بكون غير العلم علماً، وتعبيد الناس بذلك»([78]).

وقد أشار العلاّمة الطباطبائي إلى هذه المسألة في الكثير من مواضع تفسيره القَيِّم، وفي تعليقته على كتاب (بحار الأنوار)([79]).

وقال الميرزا جواد الطهراني في هذا الشأن: «في العقائد يجب الاستناد إلى الوثائق المعلومة (من ناحية الصدور والدلالة). ولا ينبغي الاعتقاد بأمرٍ أو الإخبار القطعيّ بالواقع اعتماداً على خبر الواحد غير معلوم الصدور، أو تأويل المتشابِهات على طبق أمزجتنا وأهوائنا دون إرجاعٍ إلى المُحْكَمات… يجب ردّ وتكذيب كلّ حديثٍ مخالف لمُحْكَمات القرآن الكريم أو الروايات المتواترة قطعيّة الدلالة، أو مخالفٍ للعقل الفطري السليم. أما الحديث الذي لا ينطوي على تلك المخالفة (الموجبة لطرحه وتكذيبه)، ولا يرقى إلى مستوى الحديث معلوم الصدور والدلالة (الموجب للأخذ والالتزام بمضمونه)، يجب وضعه في خانة الإجمال والاحتمال، وبعبارةٍ ثانية: يجب التوقُّف فيه، وبعبارةٍ أخرى: إن هذا الحديث المنسوب إلى أهل البيت^ يجب إرجاع علمه إلى أهل البيت أنفسهم، حتّى إذا كان هناك في كتب الروايات آلاف الروايات من هذا القبيل في مختلف الموضوعات، فلا ينبغي طرحه وتكذيبه، ولا التعبُّد بظاهره على نحو الالتزام القطعيّ، ولا فرضه بشكلٍ قطعيّ؛ بسطوة التأويل والتبرير على إحدى نظريات مفكّرٍ أو مجموعة من المفكِّرين… وعليه فإن كلّ موردٍ يكون ظاهر الكلام فيه مخالفاً لضروريّات ومسلَّمات العقول الفطرية السليمة سيكشف ذلك عن أن هذا الظاهر لم يكن مراداً، أو أنه لم يصدر أساساً، إلاّ إذا كان معلوم الصدور، وفي هذه الحالة يجب التصرُّف في المعنى الظاهر»([80]).

وهذا الكلام يسري بشأن السند، كما يسري بشأن الدلالة أيضاً، بمعنى أن الدلالة إنما تُقْبَل إذا كان النصّ (الدينيّ محكماً ومتواتراً)، ولا يُحتمل فيه الخطأ والخلاف. فلا يمكن لنا أن نعتمد على كلّ ظهورٍ أو خبرٍ صحيح في نسبة بعض النتائج إلى الدين في المقولات الأصولية؛ إذ لا يوجد هناك في هذا المجال تعبُّدٌ، لا من قِبَل الشرع، ولا من قِبَل العقلاء.

فعلى سبيل المثال: لو أن شخصاً وَرِعاً ومتعبِّداً وزاهداً (منزَّهاً عن الكذب، وكان بحَسَب مصطلح علماء الرجال متَّصفاً بالضبط والوثاقة) قد تمكَّن من حلّ مسألةٍ رياضية، وقال: إنه قد حلّها بشكلٍ صحيح، فإن هذا الكلام منه لا يورث القطع واليقين، ولا يمكن أخذه بعين الاعتبار، بل لا بُدَّ من الاختبار للتأكُّد من صحّة حلِّه لتلك المسألة الرياضية. في حين أن ذات هذا الشخص إذا نقل لنا خبراً يتعلَّق بالحياة اليومية فإننا سنصدّقه ونقبل ذلك منه؛ اعتماداً على مجرّد وثاقته. والسرّ في ذلك أننا في الحالة الأولى نسعى وراء تحصيل الواقع، حيث لا تعبُّد للعقلاء والشارع فيه؛ وأما في الحالة الثانية فإن العقلاء في ما يتعلَّق بالأمور الاعتبارية وشؤون الحياة اليومية يعتمدون على الاعتبار والتعبُّد، وقد أمضى الشارع هذه السيرة منهم.

إن هذه الروايات يجب إما أن تكون متواترةً ونصّاً في الدلالة، أو أن تقوم في سندها ودلالتها قرائن مورثة لليقين؛ كي نتوصَّل من خلالها إلى استنباط الأحكام. وبطبيعة الحال فإن هذا لا يعني تجاهل الخبر غير المتواتر، ونسارع إلى نسبته إلى الوضع والاختلاق. فلا يسوغ نبذ الروايات غير المتواترة وغير النصّ إذا لم تكن مخالفةً للدليل العقليّ القطعيّ، كما لا يمكن التوصُّل من خلالها إلى رؤية الدين.

6ـ عند حصول التعارض بين القرآن والسنّة، أو بين السنّة اللفظية والعملية، أو بين مجموعتين من السنن اللفظية، يجب عندها إعمال قواعد باب التعارض.

7ـ أسلوب البحث

هناك أمران يجب التأكيد عليهما بوصفهما منهجاً للبحث، وهما:

1ـ إن هذا البحث ينبع من صلب الدين، بمعنى أن العثور على الجواب في هذا الشأن يجب العثور عليه من خلال الرجوع إلى المصادر الدينية الأصيلة [القرآن والسنّة]. وبعبارةٍ أخرى: إن الحصول على المعايير، وما هو المهمّ والأهمّ من الأمور الدينية؟، ليس بالأمر الذي يمكن الحصول عليه من الخارج، أو عبر التحليلات الخارجية، بل لا بُدَّ من اكتشافه واستخراجه من خلال التتبُّع وتحليل معطيات المصادر الأولى والأصيلة.

2ـ إن أسلوب هذا البحث اجتهاديٌّ وتحليليّ، بمعنى أنه يجب الوصول إلى هذا الكشف والاستنباط من خلال توظيف قواعد الفهم وإحراز النصوص الدينية. وبعبارةٍ أخرى: إن هذا البحث متواصلٌ، على غرار جهود الفقهاء والمجتهدين في استنباط الأحكام الشرعية. وبعبارةٍ ثالثة: يجب العمل على دراسة وتحليل هذا الموضوع من خلال الاستفادة من قواعد أصول الفقه، وقواعد علم الحديث، وكذلك توظيف قواعد العلوم القرآنية والتفسير.

8ـ مساحة البحث

إن بحث واستخراج المعايير يتمّ من خلال ثلاثة مجالات، وهي: مجال حياة الفرد المسلم والمتديِّن؛ ومجال المجتمع المتديِّن؛ ومجال الحكومة الدينية، بمعنى أنه يجب العثور على أجوبة الأسئلة التالية:

ـ مَنْ هو المتديِّن؟

ـ ما هو المجتمع الديني؟

ـ ما هو نوع الحكومة الدينية؟

ـ ما هي العناصر والمعايير التي يتكوَّن منها المجتمع الديني والحكومة الدينية؟

وعليه فإن مساحة البحث عبارةٌ عن:

1ـ الفرد المتديِّن.

2ـ المجتمع الديني.

3ـ الحكومة الدينية.

إن الذي يتمّ طرحه أثناء استخراج المعايير إذا لم يكن له قيدٌ وخصوصية سيكون له معنىً عامٌّ، وإذا كان له علامةٌ وقرينةٌ على الاختصاص بإحدى المساحات الثلاثة سيتّخذ معنى محدوداً. وبطبيعة الحال عند استخراج المعايير يتمّ الإتيان بموارد خاصّة ومستقلّة.

الفصل الثاني: الاتجاهات نحو التديُّن

المدخل

نسعى في هذا الفصل إلى بيان الاتجاهات نحو التديُّن، بمعنى: كيف يتمّ تبويب التعاليم الدينية من قِبَل المفكِّرين المسلمين؟ وبعبارةٍ أخرى: ما هو الجزء الأهمّ وما هو الجزء المهمّ من الدين من وجهة نظرهم؟ أو ما الذي اعتبروه أصلاً وما الذي اعتبروه فرعاً؟ إذ إن فهم الكمالات الإنسانية تَبَعاً لاتباع التعاليم الدينية ليس على وتيرةٍ واحدة؛ فهناك مَنْ يرى الحصول على الكرامات والقيام بالأمور الخارقة للعادة كمالاً؛ وهناك مَنْ لا يرى ذلك. وبطبيعة الحال فإن هاتين الرؤيتين تختلفان في النظر إلى أهداف الدين والتديُّن. وعلى سبيل المثال: يمكن النظر إلى النماذج التالية:

إن العلاّمة الأميني، من خلال تأليفه لكتاب الغدير، كان قد وصل إلى كراماتٍ، بحيث كان يشمله الفيض الإلهي([81]).

إن هذا الكلام بحَسَب الظاهر يعتبر الحصول على الكرامة نتيجةً للوصول إلى المقامات المعنوية؛ ولكنْ في المقابل هناك آراء أخرى لا تحمل مثل هذه النظرة إلى الكرامة:

جاء في «رسالة في السير والسلوك»، المنسوبة إلى السيد بحر العلوم: «…ثمّ ينبغي عدم الاغترار بظهور خوارق العادة، وبيان دقائق الأمور، وإظهار الخفايا الآفاقية والأنفسية، وتبدُّل بعض حالاته؛ إذ إن الإشراف على الخواطر، والاطلاع على الدقائق، والعبور على الماء والنار، وطيّ الأرض والهواء، واستحضار المستقبل، وأمثال ذلك، إنما يحصل في مرحلة المكاشفة الروحية، وإن الطريق من هذه المرحلة إلى المنزل المقصود لا نهاية له، ويجب أن تطوى إليه منازل بعدها منازل، ومراحل بعدها مراحل. وما أكثر الذين تجاوزوا هذه المرحلة، ثمّ سقطوا بعدها في أودية اللصوص والأبالسة! وما أكثر الكفّار الذين حصلَتْ لديهم القدرة على الكثير من هذه الأمور!»([82]).

وقال المصطفوي في شرح هذا النصّ: «…وقد اتّضح ضمناً أن المكاشفات الروحية، والاطلاعات الغيبية، والإخبار عن الماضي والمستقبل، واجتراح خوارق العادات، والقيام بالأمور المخالفة للطبيعة، وما إلى ذلك من الحالات والأمور العجيبة، لا يدلّ أيٌّ منها على الكمال، والقرب من العبودية الحقيقية، والإخلاص الكامل، ومقام المرجعية في السلوك»([83]).

وممّا يُؤثَر عن أبي سعيد أبي الخير أنه قيل له: «إن فلاناً يمشي على الماء»! فقال: هذا ما تفعله بعض الضفادع أيضاً. فقيل له: «وإنه يطير في الهواء»! فقال: هذا ما يفعله الذباب أيضاً. ثمّ قيل له: «إنه ينتقل من مدينةٍ إلى أخرى برمشة عينٍ»! قال: الشيطان أيضاً ينتقل من المشرق إلى المغرب في لحظةٍ واحدة… ثمّ قال: لا قيمة لهذه الأمور أبداً، إنما العِبْرة في أن يقيم الرجل بين الناس ويجالسهم وينام ويستيقظ ويأكل ويشرب ويدخل الأسواق ويمارس البيع والشراء وأن يتواصل مع الناس، دون أن يغفل عن ذكر الله لحظةً واحدة»([84]).

وعن الخواجة عبد الله الأنصاري أنه قال: «إنْ طرْتَ في الهواء فأنت برغشةٌ، وإنْ سرْت َعلى الماء فأنت قشّةٌ، كُنْ صاحبَ قلبٍ؛ لتكون شيئاً يُذْكَر»([85]).

وكان الشيخ عبد العلي الطهراني يقول: «إن الكرامات طمث الرجال»([86]).

لبيان هذه الاتجاهات يجب قبل كلّ شيءٍ إيضاح أجزاء وعناصر الدين، كما يجب بيان أبعاد ومساحة التعاليم الدينية. ومن هنا فقد تمّ تنظيم مسائل هذا الفصل ضمن ثلاث مقالات، على النحو التالي:

المقالة الأولى: تقوم بتعريف أبعاد وأجزاء التعاليم الدينية، وتعمل على بيان آراء علماء الدين في هذا الشأن.

المقالة الثانية: تعمل على تعريف الاتجاهات، وتقوم ببيان الآراء المختلفة للعلماء والمفكِّرين الإسلاميين في بيان ما هو الأهمّ والمهمّ من الأجزاء والتعاليم الدينية؟

المقالة الثالثة: تختصّ بذكر نماذج وأمثلة من الأسئلة المطروحة في المرحلة المعاصرة في مجال تقييم التديُّن. وفي الحقيقة فإن المقالة الثالثة تبيِّن بعض الاتجاهات المبيَّنة في المقالة الثانية بشكلٍ عينيّ ومصداقيّ.

المقالة الأولى: نظرةٌ إلى أبعاد ومساحات التعاليم الإسلامية

بالالتفات إلى مساحة التعاليم الإسلامية كان علماء الإسلام يسعَوْن منذ القرون الأولى إلى تقديم هيكليةٍ وتبويبٍ جامع نسبياً للتعاليم الدينية.

وفي ما يلي نقوم بجولة على آراء بعض العلماء والمفكِّرين الإسلاميين:

1ـ رأي أبي حامد الغزالي (450 ـ 505هـ)

إن أقدم تبويب في هذا الشأن يعود إلى أبي حامد الغزالي؛ حيث رأى في كتاب (إحياء علوم الدين)([87])، وكتاب (كيمياء السعادة)([88])، أن علوم الدين وشرائط الإسلام في الأمور التالية: «ماهية المسلم تُعْرَف من خلال بعض العناوين، وهي كالآتي… العنوان الأوّل: أن يعرف نفسه على حقيقتها. والعنوان الثاني: أن يعرف الله تعالى. والعنوان الثالث: أن يعرف حقيقة الدنيا. والعنوان الرابع: أن يعرف الآخرة… وأما أركان التعامل الإسلامي فهي أربعةٌ؛ اثنان منهما يتعلّقان بالظاهر؛ واثنان بالباطن. واللذان يتعلقان بالظاهر هما: الركن الأوّل: امتثال أوامر الله، وهي العبادات؛ والركن الثاني: الاتّصاف بالأدب في الحركات والسكنات والمعيشة، وهي المعاملات. واللذان يتعلّقان بالباطن فهما: الركن الثالث: تطهير القلب من الصفات الرذيلة، من قبيل: الغضب، والبخل، والحَسَد، والتكبُّر، والرياء، وهي التي تُسمَّى بـ (المُهْلِكات) والعقبات الماثلة في طريق الدين؛ والركن الرابع: التحلّي بالأخلاق الفاضلة، من قبيل: الصبر، والشكر، والمحبة، والرضا، والرجاء، والتوكُّل، وهي التي تُسمّى بـ (المُنْجِيات)»([89]).

لقد عمد الغزالي بعد ذلك إلى بيان وشرح هذه المعارف الأربعة بالتفصيل، وبيَّن كلاًّ من هذه الأركان ضمن عشرة أصول:

أركان الإسلام

1ـ ركن العبادة

1ـ العقائد. 2ـ طلب العلم. 3ـ الطهارة. 4ـ الصلاة. 5ـ الزكاة. 6ـ الصوم. 7ـ الحجّ. 8ـ تلاوة القرآن. 9ـ الأذكار والدَّعَوات. 10ـ الأوراد وأوقات العبادة.

2ـ ركن المعاملة

1ـ آداب الطعام. 2ـ آداب النِّكاح والزواج. 3ـ آداب الكَسْب والتجارة. 4ـ طلب الحلال. 5ـ آداب الصُّحْبة. 6ـ آداب العُزْلة. 7ـ آداب السَّفَر. 8ـ آداب السَّماع والوَجْد. 9ـ آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 10ـ آداب الولاية.

3ـ ركن رؤية عقبات الطريق

1ـ رياضة النفس. 2ـ علاج شهوة الفَرْج والبطن. 3ـ علاج آفات اللسان. 4ـ علاج آفات الغضب والحقد والحَسَد. 5ـ علاج حبّ الدنيا. 6ـ علاج حبّ المال وآفة البُخْل. 7ـ علاج حبّ الجاه والحِشْمة. 8ـ علاج الرياء والنفاق. 9ـ علاج التكبُّر والعُجْب. 10ـ علاج الغرور والغفلة.

4ـ ركن المُنْجِيات

1ـ التوبة. 2ـ الصبر والشكر. 3ـ الخوف والرجاء. 4ـ الفقر والزهد. 5ـ الصدق والإخلاص. 6ـ المحاسبة والمراقبة. 7ـ التفكُّر. 8ـ التوحيد والتوكُّل. 9ـ المحبّة والشوق. 10ـ ذكر الموت وأحوال الآخرة.

إن هذا التبويب وإنْ كان مستوعباً لمساحةٍ واسعة من التعاليم الإسلامية، إلاّ أنه تناول في الأعمّ الأغلب الأخلاقيّات، والعبادات إلى حدٍّ ما. وإن القسم العقائدي منه، بالقياس إلى تعاليم الإسلام والقرآن، لا ينطوي على تناسبٍ متعادل.

2ـ رأي الميرداماد (969 ـ 1040هـ)

لقد ارتضى الميرداماد تبويباً معروفاً لتعاليم الإسلام، وصار هذا التبويب هو المُعْتَمَد من قِبَل الكثير من علماء الإسلام بعده. فقد اعتمد في هذا التبويب على أساس الحديث المأثور عن النبيّ الأكرم|: «إنما العلم ثلاثة: آيةٌ مُحْكَمة، أو فريضةٌ عادلة، أو سُنّة قائمة»؛ فقال: الآية المحكمة: معرفة الله والكون والأنبياء والمعاد، وهذا هو الفقه الأكبر. والفريضة العادلة: العلم بالشريعة، وهي السنن والقواعد والحلال والحرام، وهذا هو الفقه الأصغر. والسنّة القائمة: علم تهذيب الأخلاق، وتكميل آداب السفر إلى الله، ومعرفة المُهْلِكات والمُنْجِيات([90]).

وبعده قام صدر المتألِّهين (979 ـ 1051هـ) بذكر هذا التقسيم في شرح هذا الحديث. وقال، بالنظر إلى تبويب أبي حامد الغزالي في كتاب (إحياء علوم الدين): تنقسم العلوم الدينية إلى: علوم معاملة؛ وعلوم مكاشفة. وهذا الحديث يبيِّن علوم المعاملة. والعلوم الدينية المفيدة للإنسان في آخرته تندرج إما في مجال أصول العقائد؛ أو تعود إلى الفروع العملية. وهذه الثانية إما ترتبط بالأعمال الجسدية؛ أو بالأعمال القلبية. وهذا الحديث يسلِّط الضوء على هذه الأقسام الثلاثة. فالآية المُحْكَمة تشير إلى أصول العقائد، والفريضة العادلة إلى الواجبات والمحرَّمات، والسنّة القائمة تشير إلى الأخلاق الفاضلة والحَسَنة([91]).

وذات هذا الشيء قاله الفيض الكاشاني، عند شرح هذا الحديث، مع فارق أنه اعتبر الأخلاق هي الفريضة العادلة، واعتبر أن الحلال والحرام هو الذي يمثِّل السنّة القائمة؛ وذلك إذ يقول: «كأنّ الآية المُحْكَمة إشارةٌ إلى أصول العقائد… والفريضة العادلة إشارةٌ إلى علم الأخلاق… والسنّة القائمة إشارةٌ إلى شرائع الأحكام ومسائل الحلال والحرام…»([92]).

وقد خصّ الإمام الخميني& (1279 ـ 1368هـ.ش) الحديث الرابع والعشرين من كتابه (الأربعون حديثاً) بشرح هذا الحديث النبويّ، ناقلاً كلام أبي حامد الغزالي وصدر المتألِّهين أيضاً، مع نقدهما؛ وذلك إذ يقول: لقد تمّ تقسيم العلوم في هذا الحديث إلى ثلاثة أقسام… فاتّضح أن علوم الشريعة تنحصر بهذه الأقسام [الثلاثة]، بحَسَب البشر والمقامات الثلاثة الإنسانية([93]).

كما ارتضى الشهيد المطهري هذا التقسيم، قائلاً: «إن الإسلام دينٌ جامع وواقعي. فقد لاحظ الإسلام جميع أبعاد الحاجات الإنسانية، الأعمّ من الدنيوية والأخروية، والجَسَدية والروحية، والعقلية والفكرية، أو الحسّية والعاطفية، أو الفردية والاجتماعية».

إن مجموع التعاليم الإسلامية تشتمل بلحاظٍ آخر على ثلاثة أقسام، وهي:

1ـ أصول العقائد: وهي الأمور التي يجب على كلّ فردٍ أن يسعى ويجهد نفسه في طلب الحصول عليها، والتحقيق بشأنها في ما يتعلَّق بعقيدته. وإن الذي يجب على المكلَّف في هذا الشأن هو من نوع العمل التحقيقي والعلمي.

2ـ الأخلاقيات: بمعنى الخصال والصفات التي يجب على كلّ مكلَّفٍ مسلم أن يتحلّى بها، وأن يجتنب ويبتعد عن أضدادها. وإن ما يقوم به الفرد في هذا الشأن هو من نوع مراقبة النفس وتهذيبها.

3ـ الأحكام: بمعنى الأوامر والتكاليف المرتبطة بالنشاط الخارجي والعيني للمكلَّف، الأعمّ من النشاطات المتعلِّقة بالمعاش والمعاد أو الأنشطة الدنيوية والأخروية أو الفردية والاجتماعية([94]).

وهذا التبويب ينطبق على التقسيم المشهور، وهو: أصول الدين؛ وفروع الدين؛ والأخلاق. إن هذا التبويب جامعٌ ومعياريّ تقريباً، ولذلك سوف نعمل على اعتماده وتوظيفه.

3ـ رأي الأستاذ مصباح اليزدي

إنه([95])، بعد نقده للتبويبات الأخرى للتعاليم والمعارف الإسلامية، رأى أن التبويب والتقسيم المطلوب يقوم على أساس محور الله، وذلك على نحوٍ طوليّ (لا عَرْضي)، وذلك ضمن عشر طبقات، بمعنى أن مَعين المعارف القرآنية بمثابة النهر الجاري من منبع الفيض الإلهي، وأنه يسقي كلّ مرحلةٍ يصل إليها بعَذْب مائه (اقتباس من الآية 17 من سورة الرعد). وقال سماحته في ترجيح هذا التقسيم: «…من الأفضل أن نجعل الله محوراً لجميع التعاليم القرآنية؛ إذ ينسجم ذلك مع روح تعاليم القرآن بشكلٍ كامل. وندخل قبل كلّ شيء في مسائل معرفة الله والإنسان، ثمّ نبحث بعد ذلك سائر المسائل الإنسانية من طريق التدبير الإلهي للإنسان، وبذلك سوف نحصل على منظومةٍ منسجمة ومتناغمة من التعاليم، يكون لمحورها أصالةٌ حقيقية واضحة مترابطةُ الحلقات»([96]).

معارف القرآن

1ـ معرفة الله

معرفة الله، والتوحيد، وصفات الله، وعامّة أفعال الله.

2ـ معرفة الكون

خلق الكَوْن، الظواهر المناخية (الرعد والبرق والمطر وما إلى ذلك)، والظواهر الأرضية (الجبال والبحار وما إلى ذلك)، والعرش والكرسي والملائكة والجنّ والإنس.

3ـ معرفة الإنسان

خلق الإنسان، والمنزلة والكرامة، وخصائص الروح، والمسؤولية والاختيار، والمعاد والمصير الأخير، والعلم والمعرفة.

معرفة الطريق

العلم الحصولي، والعلم الحضوري، والعلم الاستثنائي (الوَحْي والإلهام)، وضرورة إرسال الأنبياء والرسل، والنبوة والإمامة العامة.

معرفة الهادي

تاريخ الأنبياء، وكتب الأنبياء، وتاريخ حياة الأنبياء والأئمة المعصومين^، والقرآن كتاب النبيّ.

معرفة القرآن

كيفية نزول القرآن، وجمع القرآن، وإعجاز القرآن، وعلوم القرآن، وأسلوب البيان، ورسالة القرآن.

معرفة الأخلاق

تهذيب النفس وبناء النفس، وكمال الإنسان وسعادته القصوى، وأسلوب التربية والتزكية القرآنية، ودَوْر الإيمان والعمل الصالح.

التعاليم العبادية في القرآن

الصلاة، والصوم، والحجّ، والدعاء، والتضحية، والاعتكاف، ومراعاة الحلال والحرام.

الأحكام الفردية في القرآن

الطعام والشراب، والثياب، والصيد والصيّاد، والعلاقة مع الآخرين.

الأحكام الاجتماعية

أحكام الأسرة، والقوانين المَدَنية والاقتصادية والقضائية والجزائية والسياسية والدولية.

4ـ رأي بعض المحقِّقين

عمد سماحة الأستاذ الدكتور مسعود الآذربيجاني، في كتاب (تهيه وساخت آزمون جهت گيري مذهبي با تكيه بر إسلام)([97]) ـ بعد الإشارة إلى عددٍ من تبويبات التعاليم الدينية ـ إلى القول: «حيث إن كلّ واحدٍ من هذه التبويبات المتقدِّمة لا يتناسب مع هذه الدراسة، فعلينا ـ كما تقدَّم ذكره ـ أن نعمل من خلال الاستفادة من التجارب المتقدّمة على تقديم تبويبٍ يكون من جهةٍ جامعاً نسبياً ومنطبقاً على مجموع التعاليم الإسلامية في مورد التديُّن؛ وأن يكون من جهةٍ ثانية قابلاً للتحوُّل إلى أسئلةٍ أو اختبارٍ نفسيّ.

دراسة الآيات والروايات: كما تقدّم أن ذكرنا في الفصل الثاني، حيث أشَرْنا إلى مباني ذلك، فإن بالإمكان تبويب الآيات والروايات المرتبطة بالتديُّن بشكلٍ رئيس حول موضوع الإيمان وأوصاف وخصائص المؤمن. وعليه طبقاً للتبويب المقبول في الفصل الثاني سوف نشير هنا إلى مضامين الآيات والروايات. إن هذه المجموعة قد شكّلت أساساً لبناء الاختبار، حيث مستودع قائمة الأسئلة المخبرية، ويتمّ تقديمها ضمن عشر مقولات منفصلة:

1ـ الله والإنسان: المعرفة، والاعتقاد، والتوكُّل، والأمل، والمحبّة، والعبادة، والذكر، والشكر، والتلاوة والتدبُّر في آيات الله، والشعور المعنوي والروحي، وحُسْن الظنّ بالله.

2ـ الإنسان والآخرة: الاعتقاد بالحياة بعد الموت، وترجيح كفّة السعادة الأخروية، والاعتقاد بنتائج الأعمال، وخلود الروح، والشَّوْق إلى الجنّة والخوف من النار.

3ـ أولياء الدين: المحبّة، والاعتقاد بالنبوّة والإمامة، والتأسّي، والطاعة، والتوسُّل والارتباط.

4ـ الإنسان والدين: شعائر الدين، والأماكن المقدّسة، والتواريخ المقدّسة، والأشياء المقدّسة، والاستقامة، والتقيُّد بالحدود الشرعية، والاعتقاد بالكتب السماوية للجماعات المؤمنة.

5ـ الجسد والقوة الحيوية: الحفاظ على سلامة النفس، وتعديل الغرائز، ورعاية النظافة والطهارة، والاعتدال والاقتصاد في المعاش.

6ـ الأمور الاقتصادية: البناء، والاعتدال في التملُّك واكتناز الثروة، والمال الحلال، والعمل الحلال، ومساعدة الفقراء والمساكين، والجدّ والإخلاص في العمل، وإتقان العمل.

7ـ العلاقات الاجتماعية: الصدق، والوفاء، والصبر، والأمانة، والالتزام بالعهود والمواثيق، والعفّة والطهارة، والدعوة إلى الخير، ومعاشرة الناس، ومراعاة حقوق الآخرين، والشعور بالمسؤولية، وتجنُّب سوء الظنّ، أو احتقار وإيذاء الآخرين، والرفق وحُسْن المعاملة والمخالطة.

8ـ الأسرة: احترام الوالدين والتعبير عن المحبّة لهما، وتكوين الأسرة، والأسرة مضمار التربية والاختبار، والقول الليِّن واللائق، ومراعاة حقوق الآخرين، وصلة الرَّحِم.

9ـ الإنسان والطبيعة: الاعتبار بالطبيعة، والاستفادة الصحيحة منها، وإعمار البيئة والمحافظة عليها، وعدم الإضرار بالحيوانات.

10ـ الأخلاق الفردية: التقوى (ضَبْط النفس وكَبْح جماحها)، والمراقبة، والتوبة، والمحاسبة، وعزّة النفس، والصبر والاستقامة، والإخلاص، وتجنُّب العُجْب والبُعْد عن حبّ الذات والأنا([98]).

5ـ الرأي المختار

إذا استثنينا هذه التبويبات الأربعة المتقدِّم ذكرها يمكن الحصول على تقسيماتٍ أخرى من خلال تضاعيف تبويب المحدِّثين. فإن كلاًّ من: ثقة الإسلام الكليني، والفيض الكاشاني، والعلاّمة المجلسي ـ على سبيل المثال ـ، قد أقاموا كتبهم المشتملة على التعاليم الدينية على أسس تمثِّل تبويباً للتعاليم الدينية المنشودة لهم([99]).

ويبدو أنه رغم فائدة التقسيمات المطروحة للتعاليم الدينية على طول التاريخ على مستوى التعليم والتعلُّم، ولكنْ يجب أن لا نقيِّد أنفسنا بحَصْرية هذه التبويبات؛ لأن من شأن اعتبار حَصْرية هذه التبويبات أن يقطع الطريق على الفهم الحديث؛ فإننا إنْ تقيَّدنا بحَصْرية تقسيمات العقائد والأخلاق والفقه بالمعنى المتداول قد نواجه بعض المشاكل في التعاطي مع التقسيمات والأطروحات الجديدة.

ومن هنا نرى ضرورة القيام ببعض التغييرات والإصلاحات على التقسيمات المعروفة، وذلك على النحو التالي:

أـ في مجال العقائد يجب العمل على إعطاء الاستقلالية لبعض التعاليم، فما يرتبط بدائرة التعقُّل والتفكير إنما يشكِّل في الحقيقة أساس ومبنى التديُّن أو العقائد التي تمّ التأكيد عليها في التعاليم الدينية كثيراً. وعليه يمكن إدراج هذا النوع من التعاليم الدينية ضمن دائرة التفكير أو العقلانية أو التعابير الأخرى المستقلّة عن العقائد.

ب ـ يجب تقسيم التعاليم الفقهية بدَوْرها إلى قسمين: الأوّل: المناسك والشعائر الدينية؛ والآخر: الحقوق، ونعني بها الأعمّ من الحقوق بين الأفراد أو بين الحكومة والأفراد، أو حقوق الله. وبطبيعة الحال فإن الطرف المقابل للحقّ هو التكليف. ومن هنا يمكن التعبير عنها من زاوية التكليف بالأحكام، بَيْدَ أن الأولويّة والأرجحيّة تكون لكفّة الحقّ.

ج ـ إن شطراً ممّا يتمّ طرحه ضمن عنوان الأخلاق يعود في الواقع إلى الحقوق؛ فإن أداء الأمانة ليس أمراً أخلاقياً، وإنما يندرج ضمن دائرة الحقوق. ومن هذا القبيل: البهتان وما إلى ذلك.

ومن هنا لو قسَّمنا الأخلاق إلى عدّة حلقاتٍ وطبقاتٍ ستكون الطبقة الأولى والسفلى ـ في واقع الأمر ـ جزءاً من الحقوق، فالأخلاق هي الأمور التي تعتبر رعايتها من الكرامة والفضيلة.

د ـ هناك قسمٌ آخر من التعاليم الدينية يتأرجح بين الفقه والأخلاق؛ فتارةً يُبْحَث في الفقه بوصفه من الأمور المندوبة والمستحبّة؛ وتارةً يتمّ بحثه في كتب الأخلاق، في حين أنها في الحقيقة ليست من الأخلاق، ولا من الفقه، بل تعود إلى التقاليد والأعراف الفردية والاجتماعية، التي حظيَتْ باهتمام التعاليم الدينية، من قبيل: آداب الزيارة وصلة الأرحام، وآداب الثياب، والمشي، والأكل، وما إلى ذلك.

فنحن نعبِّر عن هذه الأمور بالآداب والتقاليد، سواء كانت بتأسيسٍ من الدين أو إمضائه لما كان سائداً بين الناس.

هـ ـ إذا تجاوزنا الأمور المتقدِّمة نواجه قسماً آخر من التعاليم هي في واقعها توصيفٌ وتفسيرٌ لعالم المادّة أو أجزائه، من قبيل: ما نراه في كتب الحديث من خصائص بعض الأطعمة أو الأحجار أو المعادن وما إلى ذلك، والتي ذكرها العلاّمة المجلسي تحت عنوان: «كتاب السماء والعالم [الطبيعيات]»، من قبيل: الأفلاك والعناصر والحيوانات والأمكنة وغير ذلك.

و ـ القسم الأخير الذي نراه في المصادر الدينية الأولى عبارةٌ عن رواياتٍ عن التاريخ المتقدِّم أو المرحلة الإسلامية الأولى، والتي يمكن التعبير عنها بالتاريخ والسيرة.

وعلى هذا الأساس فإن التبويب والتقسيم الأوضح، والناظر إلى ما ورد في المصادر، يمكن بيانه على النحو التالي:

1ـ التفكير والتعقُّل.

2ـ الأمور العقائدية.

3ـ الأمور الطبيعية والتكوينية.

4ـ الأخلاق.

5ـ الحقوق.

6ـ الشعائر والمناسك.

7ـ الآداب والتقاليد.

8ـ التاريخ والسيرة.

هذه هي رؤوس التعاليم الدينية. ولا يخفى أن القسم الثالث (الأمور الطبيعية والتكوينية)، وكذلك القسم الثامن (التاريخ والسيرة)، ليس لهما ـ بطبيعة الحال ـ موضوعيةٌ ذاتية، بل يمكن لهما أن يشكِّلا أرضيةً للمباني الاعتقادية والسلوكية.

المقالة الثانية: اتجاهات التديُّن

لم تكن رؤية وفهم المفكِّرين المسلمين للمصادر الدينية طوال التاريخ الإسلامي على نَسَقٍ واحد. وهذا ما يثبته ظهور مختلف الفِرَق المذهبية والتيارات الدينية العقلانية والنصّية. كما يمكن إثبات هذه الحقيقة من خلال جميع الموضوعات الإسلامية. ويعود سرُّ ذلك إلى اختلاف العقول والأفهام والقابليات.

كما يمكن تتبُّع هذه المسألة ـ في موضوع شواخص ومقوّمات التديُّن ـ في تاريخ التفكير الإسلامي أيضاً. وفي هذه المقالة سوف نسعى إلى استخراج اتّجاهات العلماء والمفكِّرين الإسلاميين إلى مقوّمات وشواخص التديُّن.

وبعبارةٍ أخرى: سوف نعمل في هذا المقال على بيان مختلف التفاسير والقراءات التي ظهرت في التاريخ والحياة تجاه التديُّن. إن دراسة تاريخ المسلمين تكشف اللثام عن الكثير من الاستقطابات والفِرَق والجماعات، من قبيل: الشيعي والسنّي والأشعري والمعتزلي، والفقيه والصوفي والأخباري والأصولي، وما إلى ذلك.

بَيْدَ أن الذي نذكره هنا هو الذي يُشير إلى فهمٍ للتديُّن لدى الفرد والمجتمع، ويكون له حضورٌ في خارج الذهن، ولا يكون مجرَّد تبويبٍ علمي. ثم إن الكثير من هذه الاصطفافات تندرج في نهاية المطاف ضمن تبويبٍ أعمّ، فالأشعري والمعتزلي ـ مثلاً ـ يعودان إلى الرؤية الكلامية.

إن دراسة التاريخ تثبت أن هذه الاتجاهات قد تبلورت على نحوٍ تدريجيّ تحت تأثيرٍ من العوامل الثقافية والجغرافية والفردية. وعليه لا يمكن اعتبار فهم المسلمين في غرب العالم الإسلامي مماثلاً لفهم المسلمين في الشرق. فلم يكن فهم ابن حَجَر مماثلاً لفهم ابن حَزْم. كما أن فهم السود للإسلام يختلف عن فهمه من قِبَل سائر الأعراق الأخرى.

لقد ذكر الأستاذ عبد المجيد الشرفي([100])، في كتابه «الإسلام والحداثة»، ثلاثة مستويات للإسلام؛ وذلك إذ يقول: «وعلى صعيدٍ آخر يجدر الانتباه إلى أن عبارة «إسلام» تعني ـ بالإضافة إلى مدلولها المعجمي الخالص ـ مستوياتٍ ثلاثة، يؤدّي عدم التمييز بينها إلى كثيرٍ من الالتباس وسوء التفاهم، وهي:

1ـ الإسلام باعتباره مجموعةً من القِيَم التي نصَّ عليها القرآن. وهذه القِيَم الدينية والأخلاقية وإنْ اشتملت على مبادئ تشترك فيها كلّ الأديان (تحريم القتل والسرقة والكذب والزِّنا، حبّ الخير للآخرين، إعانة الضعيف والمحتاج…) فإنها تؤكِّد على بعض الأبعاد، دون أخرى. فالمحبّة ـ مثلاً ـ قيمةٌ موجودة في القرآن، ولكنها ليست محوريّةً فيه، كما هو الشأن في المسيحية، بينما يركِّز على الرحمة تركيزاً لا نعثر على شبيهٍ به في الكتب المقدّسة الأخرى([101]). وهي قبل كلّ شيءٍ قِيَمٌ وجودية، أي إنها تضفي معنىً على الحياة، وتوفّر حلاًّ لمعضلات المبدأ والمصير. فهي من هذا الوجه قِيَمٌ خالدة، تتجاوز الظرف الذي بُلِّغت فيه إلى الناس، ويحصل معها التجاوب عبر الزمان والمكان، وبعبارةٍ أخرى: هي تمثِّل جوهر الإسلام، وما جاء من أجله من التوحيد والهداية.

إلاّ أن القرآن لم يَحْتَوِ على هذه القِيَم مجرَّدةً فحَسْب، وإنما احتوى إلى جانبها على العديد من القصص المقصود بها الاعتبار، وعلى توجيهات في حلّ القضايا العلمية التي تعترض المسلم في حياته الاجتماعية، وبالخصوص ما يتعلَّق بالحياة العائلية وبأسس المعاملات الاقتصادية. والآيات التي تخصّ هذه التوجيهات هي التي عُرِفَتْ بآيات الأحكام.

إن هذا المستوى الأوّل من الإسلام ـ ولنسمِّه المستوى القرآني([102]) ـ ليس فقط المستوى المشترك بين المسلمين كافّةً، وإنما هو كذلك مستوىً ذو وظيفةٍ مرجعية هامّة جدّاً، أي إن طريقة فهمه وتأويله تكيِّف إلى مدىً بعيدٍ السلوك الذي يسعى إلى الوفاء للتعاليم الإسلامية، وتحدِّد ـ بالتالي ـ المستوى الثاني للإسلام.

2ـ المستوى الثاني هو إذن مستوى الممارسة التاريخية. فلقد أصبح المسلمون منذ انقطاع الوَحْي يعيشون ما يُسمَّى بـ «الوضع التأويلي»([103]). وأدّى هذا الوضع إلى قيام مؤسّسات غايتها تطبيق الدين في مختلف أوجه الحياة، مثلما أدّى إلى نشوء نَمَطٍ متميِّز من المعرفة هو ما عُرِف بالعلوم الإسلامية.

ويتعيَّن في هذا الصدد إبداء الملاحظات التالية:

أـ إن أجيالاً عديدةً متعاقبة من المسلمين كانت تعتقد جازم الاعتقاد أن هذا الإنتاج المادّي والمعنوي ليس إنتاجاً حضارياً وثقافياً إسلامياً فحَسْب، وإنما هو الإنتاج الإسلامي بأتمّ معنى الكلمة، ومعنى ذلك أنها لم تكن واعيةً بالمسافة التي تفصل ـ بالضرورة ـ التطبيق التاريخي لقِيَمٍ ما عن تلك القِيَم ذاتها، كما لم يخامرها الشكّ في أن النصّ القرآني قد يقتضي غير ما فهمَتْه منه.

ب ـ إن سرعة انتشار الإسلام؛ إثر حركة الفتوح، أدَّتْ إلى دخول عناصر بشرية مختلفة في الدين الجديد، ولم يكن هناك مناصٌ من أن تحمل هذه العناصر معها عند دخولها عقائد وحساسيات ونظرة إلى العالم تختلف عمّا كان سائداً عند العرب عامّةً، وعند المسلمين الأوّلين خاصّةً، فتؤثِّر بذلك في توجيه الممارسة الإسلامية، وتترك بصماتها على المؤسّسات التي اضطرّ المسلمون إلى استحداثها بصفةٍ تدريجية([104])، مستوحين من التقاليد العربية السابقة للإسلام ومن نُظُم الفرس والروم.

ج ـ إن العديد من المواقف التي وقفها العلماء المسلمون كانت متأثِّرةً بالوضع السياسي السائد، وكثيراً ما كان الحكّام يوعزون بها، بصفةٍ مباشرة أو غير مباشرة؛ لتبرير سلوكهم، وصبغه بصبغة الشرعية الدينية. وبصفةٍ عامّة، ورغم التناقض الجليّ في مواطن عديدة بين مصلحة الحكّام ومصلحة علماء الدين([105])، فقد كان يوجد تضامنٌ عضويّ بين الطرفين؛ لانتسابهما إلى نفس الفئة الاجتماعية المُستَأْثِرة بالمعرفة والنفوذ، في حين تقصى عنهما النساء والعبيد والعامّة، أي أوفر الأصناف الاجتماعية عدداً.

د ـ لعب رجال الدين، من فقهاء ومحدِّثين ومفسِّرين ومتكلِّمين، دَوْر السلطة الكَنَسيّة المحدِّدة للإيمان القويم، والمشهِّرة بالمخالفين([106]). وقد أوكلوا لأنفسهم بالخصوص مهمّة الكلام باسم الله، وأسبغوا على آرائهم ومقالاتهم صفة القداسة، فاعتبروا مثلاً القوانين التي سنّوها أحكاماً إلهيّة؛ حجّتهم في ذلك أنها أحكامٌ شرعية؛ لأنها مُستَنْبَطة من الأصول الإسلامية، وبالأخصّ من القرآن والسنّة النبويّة، وانعقد عليها الإجماع.

هـ ـ إن تواصل السنّة الثقافية الإسلامية على نفس النَّمَط تقريباً حتّى عصر النهضة العربية الحديثة، وخلال فترات الازدهار الحضاري والانحطاط على السواء، مردُّه أساساً إلى أن الأوضاع التاريخية وأنماط الإنتاج وطرق العيش لم تتغيَّر بصفةٍ جَذْرية، إلا بظهور الحضارة الصناعية، وما صاحبها من ثورةٍ علميّة وتقنيّة زلزلت أركان النَّمَط المعرفي التقليدي، فحَلَّ الوَعْي التاريخي محلّ الضمير الأسطوري، وساد المنهج التجريبي في علوم الطبيعة، والعقلانيّ والاستفهاميّ في علوم الإنسان على حساب الثقة في نظريّات المتقدِّمين والاكتفاء بحفظ النصوص وشرحها.

والنتيجة التي يمكن الخروج بها من هذه الملاحظات أنه لا حَرَج من إخضاع الممارسة التاريخية للإسلام للنقد والمراجعة والتقييم، وأن القداسة التي أضفاها عليها الزمن ينبغي أن لا تحجب طبيعتها البشرية، وبالتالي ما تتّسم به ـ بحكم بشريّتها ـ من نقصٍ ومحدودية، وحتّى من زيغٍ وانحراف عن المبادئ التي أرادت أن تكون لها وفيّةً.

وهكذا يتسنّى وضع «الإسلام» التاريخي بأكمله موضع التساؤل، من حيث هو جملة المؤسّسات التي عرفَتْها الدول المتعاقبة التي حكمت الأمّة الإسلامية (خلافة أو إمامة، وزارة، إمارة، قضاء، مظالم، حِسْبة، إلخ)، والتراث الذي أنتجه المفسِّرون والمحدِّثون والمتكلِّمون والفقهاء والمفتون والوعاظ والمؤرِّخون وغيرهم.

3ـ أما المستوى الثالث من الإسلام فيتعلَّق بالبُعْد الفردي في الإيمان. وغنيٌّ عن القول: إن عملية الاستبطان للقِيَم والمبادئ الإسلامية تتأثَّر بالشخصية الأساسية والشخصية الفرديّة معاً. لذا تختلف عقيدة المتصوِّفة عن عقيدة الفلاسفة أو الفقهاء مثلاً. وفي نطاق كلّ صنفٍ من هؤلاء يختلف إيمان كلّ متصوِّفٍ وكلّ فيلسوفٍ وكلّ فقيهٍ عن نظيره. وإذا كانت عبارة: «إيمان العجائز» تعني الإيمان البسيط، الذي لا يعتري صاحبه الشكّ، فإن عنصر البداهة الذي يتميَّز به، والذي هو علامة الاندماج الاجتماعي الناجح، لا يتوفَّر لدى جميع الناس، في جميع الظروف والأعمار والمستويات الذهنية، ممّا يجعل الإسلام في هذا المستوى مستعصياً على التحليل والتصنيف. ولا يَسَع الباحث إزاءه إلاّ متابعة آثاره، وتبيُّن مدى الثراء الذي يمكن أن يحدثه الدين في النفوس، على اختلاف أمزجتها ومشاربها، وكيف يكون بحثاً قَلِقاً عند بعضهم، وتسليماً مطمئناً عند آخرين، ومصدر معاناة عند صنفٍ، وبلسماً شافياً عند آخر، ومزيجاً متفاوتاً من هذه المواقف، بكلّ الفروق الممكنة والدرجات، حَسْب شخصية المؤمن الذاتية وثقافته وبيئته؟»([107]).

ولكي يثبت هذه المستويات عمد الأستاذ عبد المجيد الشرفي بنفسه إلى الإشراف على إعداد سلسلةٍ تحت عنوان: «الإسلام واحداً ومتعدّداً»، وقد نشر منها إلى الآن ما يزيد على عشرين عنواناً. وبعض عناوين هذه السلسلة كما يلي: «إسلام الفقهاء»، و«إسلام الفلاسفة»، و«إسلام المتكلِّمين»، و«الإسلام الأسود»، و«الإسلام الحركي»، وما إلى ذلك. وهذه السلسلة تشير إلى المستوى الثاني والثالث من الإسلام في العالم المعاصر. فحيث يعمل على تعريف إسلام العلماء المسلمين، من أمثال: الفقهاء، والفلاسفة، والمتكلِّمين، والمتصوِّفة، فإنه يشير إلى المستوى الثاني من الإسلام. وحيث يتحدَّث عن إسلام الأعراق والطوائف الاجتماعية يُشير إلى المستوى الثالث من الإسلام.

وبعد هذه المقدّمة نرى أن بمقدورنا ـ بعد تجاهل بعض الأفهام ودمجها ببعضها ـ اختزال مجموع الأفهام والاتجاهات ضمن المحاور التالية:

1ـ الشريعة (الإسلام الفقهي).

2ـ المعنويات والأخلاق (إسلام العرفاء والمتصوِّفة).

3ـ الولاء (الإسلام الولائي).

4ـ التوحيد والعدل والمحبّة.

5ـ السياسة (الإسلام السياسي).

6ـ الله، والآخرة، والهَدَف من بعث الأنبياء.

7ـ الصلاة والعدالة (صفتان من صفات المجتمع القرآني).

8ـ العقلانية والمعنوية.

عند التعريف بكلّ واحدٍ من الاتجاهات نشير قبل كلّ شيءٍ إلى مَهْد ظهوره، لننتقل بعد ذلك إلى تبيين مدّعاه، ومراحله التاريخية، وفي نهاية المطاف نقف عند ذكر الشواهد على هذا الاتجاه.

ولكنْ قبل الدخول في بيان هذه الاتجاهات نجد من الضروري التنبيه إلى النقاط التالية:

1ـ إن المنظور في التعريف بهذه الاتجاهات هو التيّار الغالب فيها، فلا نقصد منها الأفهام المنحرفة المتبلورة على هامش كلٍّ من هذه الاتجاهات، والتي قد تعمل على إساءة الاستغلال أحياناً. ومن هنا عندما نتحدَّث عن الاتجاه المعنوي والروحي يجب أن لا ينصرف الذهن إلى التيارات التي تدّعي العرفان والتصوُّف. وعندما نتحدَّث عن الاتجاه المتمحور حول الشريعة لا نعني به موارد التوظيف السيِّئ للفقه والشريعة.

2ـ إن غايتنا في هذه المرحلة تنحصر بتقرير الآراء والاتجاهات، ونترك أمر نقدها وتقييمها إلى مرحلةٍ لاحقة.

3ـ إن هذه الاتّجاهات تلتقي وتتداخل في بعضها، ولكنّها؛ حيث تتحقّق في الخارج منفصلةً، يجب بحث كلٍّ منها على انفرادٍ.

ومن ناحيةٍ أخرى؛ حيث يكون مصدرها بأجمعها هو الإسلام والتعاليم الإسلامي، يكون هذا التداخل أمراً طبيعياً.

ـ يتبع ـ

الهوامش

(*) باحثٌ مشهورٌ، وأستاذٌ في الحوزة والجامعة. له مساهماتٌ فكريّةٌ متعدِّدةٌ في مجال الفكر الإسلاميّ وعلوم القرآن والحديث.

([1]) العلاّمة الشعراني، نثر طوبى 1: 271.

([2]) المصدر السابق 1: 272.

([3]) القائمة التالية (1) تعود إلى سنة 1375هـ.ش، وهي تبيِّن عدد الأماكن الدينية والمذهبية في إيران، ونسبتها المئوية:

ـ المساجد: 57635 / 73%.

ـ المصلى: 453 / 6%.

ـ المزارات والمراقد المقدسة: 6048 / 7,7%.

ـ المواقف والمشاهد: 1185 / 1,5%.

ـ مزارات سائر كبار الشخصيات الدينية: 1334 / 1,7%.

ـ التكايا الثابتة: 8752 / 2,3%.

ـ الحسينيات: 8752 / 11,1%.

ـ الفاطميات: 219 / 0,3%.

ـ المهديات: 162 / 0,2%.

ـ الزينبيات والحيدريات: 390 / 0,5%.

ـ الخواقين: 120 / 0,1%.

ـ سائر الأماكن العبادية: 803 / 1%.

المجموع: 78908 / 100%.

([4]) في عام 1389هـ.ش بلغت إحصائية عدد المواليد الإناث: 634933 نسمة. وقد احتلّت المراتب الخمسين الأولى الأسماء المذكورة فيما يلي بحَسَب التسلسل ما نسبته 58% من مجموع هذا العدد من المواليد، حيث يمكن بيان هذا التسلسل على النحو التالي:

1ـ فاطمة: 52049.

2ـ زهراء: 33411.

3ـ ستايش: 31356.

4ـ هستي: 14549.

5ـ زينب: 13913.

6ـ نازنين زهراء: 10777.

7ـ ريحانة: 10424.

8ـ مريم: 8929.

9ـ مبينا: 8544.

10ـ نرجس: 7305.

11ـ كوثر: 6820.

12ـ معصومة: 6803.

13ـ فاطمة الزهراء: 6385.

14ـ رقية: 6320.

15ـ مائدة: 6165.

16ـ سارينا: 6147.

17ـ بسنا: 6126.

18ـ محدّثة: 6061.

19ـ مهسا: 6003.

20ـ نيايش: 5452.

21ـ ثناء: 4940.

22ـ سارة: 4871.

23ـ أسماء: 4742.

24ـ آتنا: 4657.

25ـ يگانه: 4616.

26ـ مهدية: 4551.

27ـ عسل: 4485.

28ـ مليكة: 4451.

29ـ إسراء: 4294.

30ـ هانئة: 4253.

31ـ يلدا: 4198.

32ـ إلينا: 3866.

33ـ حديث: 3839.

34ـ هليا: 3793.

35ـ نازنين: 3785.

36ـ محيا: 3782.

37ـ رها: 3679.

38ـ غزل: 3666.

39ـ آيناز: 3460.

40ـ حنانة: 3386.

41ـ كيانة: 3362.

42ـ باران: 3353.

43ـ إلناز: 3004.

44ـ آيدا: 2985.

45ـ سوگند: 2970.

46ـ مهديس: 2952.

47ـ صبا: 2899.

48ـ بريا: 2886.

49ـ حديثة: 2821.

50ـ فائزة: 2802.

مجموع الرتب الخمسين الأولى: 366887.

مجموع عدد المواليد: 634933.

وفي السنة ذاتها بلغ عدد المواليد الذكور 670032 نسمة. وقد احتلّت المراتب الخمسين الأولى الأسماء المذكورة فيما يلي بحَسَب التسلسل ما نسبته 62% من مجموع هذا العدد من المواليد، حيث يمكن بيان هذا التسلسل على النحو التالي:

1ـ أمير علي: 33084.

2ـ أبو الفضل: 28485.

3ـ أمير حسين: 24019.

4ـ علي: 21817.

5ـ محمد: 19802.

6ـ أمير محمد: 19182.

7ـ مهدي: 17695.

8ـ حسين: 15274.

9ـ محمد مهدي: 13530.

10ـ محمد رضا: 11870.

11ـ أمير رضا: 11684.

12ـ محمد طه: 11652.

13ـ علي رضا: 10443.

14ـ رضا: 10274.

15ـ محمد أمين: 9651.

16ـ محمد حسين: 8383.

17ـ أمير مهدي: 8341.

18ـ بنيامين: 6887.

19ـ بارسا: 6750.

20ـ طه: 6750.

21ـ علي أصغر:6291.

22ـ ياسين: 6092.

23ـ أمير عباس: 6090.

24ـ إيليا: 6005.

25ـ محمد جواد: 5888.

26ـ متين: 5485.

27ـ عرفان: 5372.

28ـ علي رضا: 5091.

29ـ دانيال: 4617.

30ـ ماهان: 6591.

31ـ سينا: 4170.

32ـ نيما: 4110.

33ـ سجّاد: 4032.

34ـ يوسف: 3898.

35ـ آرمين: 3698.

36ـ عرشيا: 3635.

37ـ إحسان: 3502.

38ـ سبحان: 3672.

39ـ مبين: 3445.

40ـ برهام: 3298.

41ـ عباس: 3177.

42ـ محمد بارسا: 3135.

43ـ سهيل: 3940.

44ـ حميد رضا: 3006.

45ـ آرش: 2941.

46ـ محمد متين: 2929.

47ـ آرين: 2925.

48ـ أمير حافظ: 2902.

49ـ علي أكبر: 2868.

50ـ شايان: 2867.

مجموع الرتب الخمسين الأولى: 418145.

مجموع عدد المواليد: 670032.

([5]) طبقاً لتقرير الناطق باسم العتبة العباسية المقدّسة (علي الصفار)، المنشور عبر الموقع الرسمي (شيعة أونلاين الأخباري)، إذ قال: طبقاً للإحصائية الأولى فقد بلغ عدد الزائرين الذين وصلوا إلى كربلاء المقدَّسة 16 مليون زائر. (موقع الغدير الأخباري).

ـ لقد تحدّث المدير العام للتراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة في محافظة خراسان الرضوية عن دخول مليونين ومئتين وخمسين ألف وثلاثمئة وستة وستين سائحاً إلى محافظة خراسان الرضوية في النصف الثاني من شهر مرداد. (موقع شبستان الأخباري، بتاريخ: 7 / 6 / 1391هـ.ش).

ـ يتشرّف في كلّ عامٍ ما يقرب من مئة ألف زائر بحجّ بيت الله الحرام؛ لأداء فريضة حجّ التمتع. كما أن بلدنا يحتلّ المرتبة الأولى في أداء العمرة المفردة عالمياً؛ بحيث يمكن مشاهدة الزائرين الإيرانيين طوال أداء العمرة المفردة في كلٍّ من: المسجد الحرام ومسجد النبيّ الأكرم| في كلّ مكانٍ، وبأعداد كبيرة، حيث يتشرَّف كلّ عامٍ ما يقرب من ثمانمئة ألف زائر إيراني لأداء العمرة المفردة.

كما يبلغ عدد الزائرين المتوجِّهين إلى العتبات المقدّسة ما يقرب من مليون ونصف المليون زائر (وبطبيعة الحال فإن هذه الأرقام تستند إلى الإحصائيات الرسمية، وإلاّ فإن أعداد الزائرين الحقيقية؛ بالنظر إلى الأشخاص الذين يذهبون إلى العتبات المقدّسة بشكلٍ فرديّ، ترقى إلى أكثر من ذلك بكثيرٍ).

وعلى الرغم من أن السفر إلى سوريا يواجه حالياً بعض العقبات، إلاّ أن السنوات السابقة كانت تشهد سنوياً سفر ما يقرب من 600 ألف إلى 700 ألف زائر، وأما حالياً فقد انخفضَتْ هذه الأعداد إلى أدنى مستوياتها؛ بسبب الفتنة المُخْتَلَقة هناك، حيث اقتصر السفر إلى دمشق على الرحلات الجوية فقط.

إن الأعداد المرتفعة للمواطنين الإيرانيين في ما يتعلَّق بالسياحة الدينية لا تقتصر على السفر إلى خارج إيران، بل هناك الملايين من الإيرانيين الذين يتوجَّهون إلى السياحة الدينية الداخلية والسفر إلى العتبات والمزارات في داخل إيران، مثل: مشهد وقم وسائر المدن الأخرى، التي تضم مراقد السادة من أبناء وأحفاد الأئمّة الأطهار^. (الموقع الرسمي لممثِّلية الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة، بتاريخ: 5 / 2 / 1391هـ.ش).

ـ إن المراد من النشاط الديني في تحقيق النشاط والاستهلاك الثقافي هو (الحضور في مجالس الأفراح والأحزان الدينية، ومجالس المآتم والتعازي، والمحاضرات الدينية، وجلسات تلاوة القرآن الكريم، وصلاة الجماعة، وزيارة القبور، والبقاع المقدّسة، وأداء الأعمال المستحبّة، وعيادة المرضى، والاعتكاف، وما إلى ذلك). وفي ما يتعلَّق بالتحقيق في موضوع الثقافة العامة تمّ طرح أسئلة بشأن سلوك الأفراد وآرائهم حول: الصلاة، وصلاة الجماعة، ومجالس المآتم والتعازي، وزيارة العتبات والبقاع المقدّسة. وفي 6,99% من الأسر النموذجية في نشاط الاستهلاك الثقافي يتمّ القيام بأحد الأنشطة المنشودة دينياً من قِبَل أحد الأعضاء، وفي تحقيق مقدار ونمط ملء أوقات الفراغ يتمّ تخصيص ما معدَّله 36 دقيقة من أوقات الشباب للقيام بهذا النوع من النشاطات.

وطبقاً لنتائج التحقيق ودراسة الأوضاع الثقافية العامة كان 30% من الذين شملهم الاستطلاع لا يحضرون في صلاة الجماعة، و24% منهم يشاركون فيها بشكلٍ نادر جدّاً، و46% يشاركون في صلاة الجماعة في الغالب. وإن 53% من الذين شملهم الاستطلاع يذهبون إلى زيارة العتبات المقدّسة في قم ثلاث مرّات أو أكثر في كلّ شهرٍ، وإن ما يقرب من 43% يقصدون زيارة البقاع المقدّسة في الحدّ الأدنى مرّةً واحدة في الشهر. كما صرَّح أكثر الذين شملهم الاستطلاع، وقد شكلوا ما نسبته 67,5% في الحدّ الأدنى، بأنهم طوال السنة الماضية أقاموا الكثير من مجالس العزاء والمآتم وجلسات تلاوة القرآن الكريم في منازلهم. إن نتائج هذا الاستطلاع التحقيقي تشير إلى النشاط الثقافي أيضاً، بحيث أعلن ما نسبته 68% من الأُسَر أنهم قد أقاموا في منازلهم المراسيم الدينية، من قبيل: تلاوة القرآن الكريم، والدعاء، والتعزية، والمواليد، وما إلى ذلك. (شبكة الحوزة، مقالة بعنوان: مصرف كالاي فرهنگي در قم (باللغة الفارسية)).

ـ أعلن المدير العام للإعلام الإسلامي في محافظة إصفهان عن بداية افتتاح تدريس فرع المدائح والمراثي في الجامعة العلمية ـ التطبيقية.

قال (حجّة الإسلام حسين بهشتي نجاد)، في حوارٍ له مع وكالة مهر، من خلال الإشارة إلى الجهود الكثيرة في إطار تدريس فرع المدائح والمراثي، بوصفه مجالاً جامعياً: بالتعاون مع الجامعة العلمية ـ التطبيقية سوف يتمّ تدريس اختصاص المدائح والمراثي في هذه الجامعة، وبذلك سوف يُضاف هذا الاختصاص إلى سائر الاختصاصات والفروع التي يمكن تدريسها في الجامعة.

وأضاف قائلاً: لقد وضعنا بطبيعة الحال مقدّمات تأسيس كلية المدائح والمراثي، بَيْدَ أنّا لم نحصل بعد على المصادقة على هذا المشروع من قِبَل وزارة العلوم. وفي حال تأسيس كلية المدائح والمراثي سوف يتمّ تدريس المقاتل والأحكام وتاريخ الإسلام، بالإضافة إلى الأنغام والمقامات وما إلى ذلك، في هذه الكلية بشكلٍ تخصُّصي. (بتاريخ: 1 / 7 / 1391هـ.ش، موقع نصف جهان نت).

وقد ورد في إحصائية الصلوات ـ على موقع الصلوات ـ من أجل تعجيل في إمام العصر والزمان#، ما عدده: 467,654,146 ذكراً.

وأما في إحصائية الاعتكاف لعام 1390هـ.ش فقد بلغ عدد المعتكفين مليون معتكف، حيث اعتكفوا في ستة آلاف مسجدٍ جامع في كافّة محافظات ومدن البلاد. وقد شهدت مساجد العاصمة طهران وحدها حضور مئة ألف معتكف. وكان عدد المساجد التي ضمَّتْ هؤلاء المعتكفين 515 مسجداً، وقد كان ما نسبته 80% من المعتكفين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 35 سنة.

وفي عام 1389هـ.ش أعلن 3717 مسجداً جامعاً عن استعداده لإقامة شعيرة الاعتكاف في كافة أنحاء البلاد. وقد شارك 840 ألف معتكف في مجموع البلاد، حيث تواجدوا في المساجد الجامعة المذكورة أعلاه، وكان هناك 466 مسجداً جامعاً في طهران وحدها تستقبل المعتكفين من شتّى الأعمار، وقد بلغ عدد المعتكفين في العاصمة طهران وحدها 66500 معتكفاً. وكان 65% من المعتكفين من النساء، و35% من الرجال. وقد أُقيمت مراسم الاعتكاف في 405 من مدن البلاد.

وفي عام 1388هـ.ش بلغ عدد المعتكفين في المساجد الجامعة في البلاد خمسمئة ألف معتكف. وقد شهد 3240 مسجداً من مساجد البلاد الجامعة حضور المعتكفين في هذه المناسبة، وكان ما نسبته 66% من الشباب، بينما كانت نسبة 34% من المعتكفين من الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين سنة. وقد احتضن هذا الاعتكاف من قبل 312 مدينة، وكان معدّل المشاركين في كلٍّ من تلك المدن في العام المنصرم 1566 معتكفاً. وكان ما معدّله 185 من المعتكفين في كلّ واحدٍ من المساجد. وتعود الإحصائية الأخيرة إلى العام 1388هـ.ش، وهي على النحو التالي: لقد شارك في هذه المراسم العبادية والروحية (الاعتكاف) 65078 من الحائزين على شهادة الدبلوم، و72871 من حملة شهادة البكالوريوس، و21099 من حملة شهادة الماجستير وما فوقها.

وكان ما يقرب من 105593 من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 ـ 20 سنة، و118625 من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 ـ 25، و103618 من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 ـ 30، و88176 من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 ـ 35، و77666 من الذين تتجاوز أعمارهم الأربعين سنة.

وكان هناك 153133 معتكفاً من الذين يشاركون في الاعتكاف لأول مرّة، و129964 من الذين يشاركون للمرة الثانية، و96690 من الذين يخوضون تجربة الاعتكاف للمرّة الثالثة، و113839 من الذين شاركوا لأكثر من ثلاث مرّات، الأمر الذي يعكس تزايداً مطّرداً في أعداد المشاركين في هذه الشعيرة العبادية الروحية.

كما شارك في هذه الشعيرة 82862 موظفاً، و70547 طالباً، و6528 عاملاً، و67339 متقاعداً، و154655 ربّة بيت، و47700 من سائر أرباب الحِرَف والمشاغل والمِهَن.

كما شارك في هذه الشعيرة 330 ألف من البنات، و165436 من البنين. (موقع برسمان، بتاريخ: 11 / خرداد / 1391هـ.ش).

([6]) إحصائية نهضة تعليم القرآن المقامة من قِبَل منظمة (دار القرآن الكريم).

ـ تعليم أكثر من مليونَيْ شخصٍ في إطار دروس القراءة والترتيل وإدراك المفاهيم القرآنية.

ـ إعداد أكثر من أربعة عشر ألف معلِّم ومدرِّس للقرآن الكريم.

ـ إقامة مهرجانات اختيار النماذج المفضَّلة لتدريس القرآن الكريم.

ـ تعليم القرآن الكريم لثمانية عشر ألف وثمانمئة وسبعين وتسعة من الأطفال واليافعين والشباب من خلال مشاركة المنظمة الوطنية للشباب.

ـ الدعم والإسهام في تأسيس تسعة مراكز لتربية وإعداد المعلِّمين لتدريس القرآن الكريم.

ـ دعم وحماية أكثر من ألف ومئتي مؤسسة ومركز ودار عامّة للقرآن الكريم.

ـ دعم عشرة عناوين لإنتاج وسائل إعلامية لتعليم القرآن والأبحاث القرآنية العامة.

ـ طباعة وتوزيع أكثر من مليون نسخة واضحة للقرآن الكريم.

ـ العمل على ما يزيد على ثلاثين مورداً من الموارد التبليغية في ما يتعلَّق بتوسيع الأجواء القرآنية في المجتمع، وتشجيع الناس وحثّهم ـ ولا سيَّما منهم الشباب واليافعين ـ على تعلُّم القرآن الكريم.

ـ إقامة أربعة مؤتمرات عالمية وإقليمية في إطار نهضة تعليم القرآن، والعمل على دعم وإسناد إقامة أربعة مؤتمرات قرآنية من قِبَل المنظَّمات والتكتُّلات الأخرى.

ـ الاشتراك مع تلفزيون القرآن في تنفيذ المشاريع الوطنية 1441 و1442، وإعداد وتوزيع البرامج القرآنية.

ـ القيام بما يزيد على خمسة عشر ألف تحقيق ميداني وتطبيقي وتأسيسي في مجال نهضة تعليم القرآن.

ـ القيام بمرحلتين في إطار العمل على إطلاق الدعوة العامّة عبر مختلف الوسائل الإعلامية في إطار الاستفادة من المقترحات العامة.

ـ إقامة وتنسيق 26 جلسة للجان التنسيق في نهضة تعليم القرآن في عموم البلاد. (موقع تلاوت دات كام).

([7]) لقد أعلنت العلاقات العامة في هيئة أمناء (حسينة أعظم) عن الإحصائية الكاملة بالنذور المهداة إلى هذا المكان المقدّس من قِبَل المواطنين، وهي تتوزَّع ما بين الذبائح والأموال النقدية. وفي ما يلي نقدِّم بياناً بهذه الإحصائية على النحو التالي:

الإحصائية الكاملة بالنذور والأنعام والأموال النقدية المهداة من قِبَل الخيّرين لحسينيّة أعظم في مدينة زنجان في عشرة محرم الحرام من سنة 1388هـ.ش:

1ـ الخراف الحيّة المنذورة: 3431 رأس.

2ـ نقود مخصّصة لشراء الخراف: 7848 رأس.

المجموع: 12680 رأس.

3ـ الأنعام المذبوحة نذراً (من الأبقار والإبل والخراف): 1401 رأس.

مجموع الأموال المستحصلة من النذور النقدية وبيع الأنعام: 14,070,725,550 ريال إيراني. ما يعادل: مليار وأربعمة وسبعة ملايين وألفين وخمسمئة تومان إيراني. (موقع حسينية أعظم في زنجان).

([8]) أعلنت وكالة أنباء العمل الإيرانية (إيلنا) قبل ثلاثة أسابيع ـ نقلاً عن أحد الخبراء في التراث الثقافي ـ عن وجود ما لا يقلّ عن عشرة آلاف مرقد للسادة الأشراف من أبناء وأحفاد الأئمّة الأطهار^ في إيران، وإن ألفين من أصحاب هذه المراقد فقط يمتلك سنداً وشجرةً تثبت نَسَبه المتسلسل إلى أحد الأئمة الأطهار.

وكان قد أضاف قائلاً: إن هذه المراقد تنتشر في ما يقرب من ثمانية آلاف بقعة (مزار) في كافّة أنحاء الأراضي الإيرانية، وإن بعض هذه المزارات يحتوي على أكثر من مرقدٍ.

وفي شهر مرداد من عام 1390هـ.ش صرَّح حسن ربيعي ـ الناطق الرسمي باسم مؤسّسة الأوقاف والشؤون الخيرية ـ بأن عدد مراقد أولاد وأحفاد الأئمّة يقرب من أحد عشر ألفاً، وأضاف أن عدد هذه المراقد قد ارتفع إلى سبعة أضعاف قياساً إلى السنة الأولى من انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية. وفي عام 1357هـ.ش لم يكن عدد هذه المراقد في إيران يتجاوز ألفاً وخمسمئة مرقدٍ.

وكان السيد حسن ربيعي، في حوارٍ له مع صحيفة الشرق، قد عرَّف جميع هذه المقامات بأنها تعود إلى أولاد وأحفاد الأئمّة الأطهار من أهل بيت النبيّ الأكرم|، وأنه قد زار هذه المقامات المقدّسة في عام 1389هـ.ش (أكثر من مئة مليون زائر). (موقع بي بي سي الفارسي، بتاريخ: 14 / دي / 1391هـ.ش).

([9]) قال رئيس الشورى الإسلامية لمحافظة طهران (العاصمة): إن المواطنين في طهران ينتجون يومياً ما معدّله ثمانية آلاف طنّ من النفايات.

وأضاف السيد شمران: لقد ارتفع إنتاج النفايات في طهران إلى أكثر من الحدّ المتعارف، الأمر الذي يضطرّ معه عمال النظافة في بلدية طهران إلى جمع النفايات ثلاث مرّات يومياً. وأضاف قائلاً: هذا، في حين يتمّ جمع النفايات في سائر مدن العالم في ثلاثة أيام من الأسبوع فقط.

كما أضاف رئيس الشورى الإسلامية لمحافظة طهران: إن استهلاك الماء والكهرباء يفوق الحدود المتعارفة في كافّة أنحاء البلاد، وإنه يفوق الحدود المسموح بها عالمياً. وقال السيد شمران: إن غياب الثقافة الصحيحة في استهلاك الطاقة يُعَدّ أحد أهمّ مشاكل الاستهلاك المفرط للطاقة ـ ولا سيَّما الكهرباء ـ في قطرنا. وإن وسائل الإعلام، ولا سيَّما الإذاعة والتلفزيون وأعضاء اللجان الاستشارية، تلعب دَوْراً رئيساً في نشر ثقافة إصلاح النموذج الاستهلاكي، ويتعيَّن على هذه المؤسّسات أن تعمل على توعية الناس؛ كي تتم السيطرة على الاستهلاك، وإيصاله إلى المستويات المعقولة. (موقع irinn_ir، بتاريخ: 6 / 6 / 1389هـ.ش).

([10]) قال الرئيس التنفيذي لشركة توزيع الكهرباء في محافظة تبريز: على الرغم من كلّ التأكيدات والنصائح الدينية والعرفية الموجودة في ثقافتنا وأدبياتنا الدينية يحتلّ قطرنا المرتبة الأولى عالمياً، كاسراً بذلك الرقم القياسي في استهلاك الطاقة. (موقع عصر إيران، بتاريخ: 8 / خرداد / 1391هـ.ش).

([11]) صرّح المدير المُشْرِف على شؤون استهلاك الدواء والمخدذرات في جامعة العلوم الطبّية في كاشان، من خلال مقارنة مقادير الدواء ومعايير استهلاكه في الداخل والخارج، قائلاً: إن معدّل استهلاك الدواء في إيران، ولا سيَّما بواسطة التزريق والحقن، يصل إلى أربعة أضعاف معدّل الاستهلاك العالمي. (موقع عصر ما، بتاريخ: 23 / أرديبهشت / 1391هـ.ش).

([12]) لقد دخلت الجراحة البلاستيكية إلى إيران قبل نصف قرنٍ؛ لغرض علاج العاهات الناجمة بفعل الحوادث والحروق وما إلى ذلك. إلاّ أنه بعد مضيّ فترةٍ شاعت ظاهرة إقبال الشباب على هذا النوع من الجراحات؛ بغية الحصول على شكلٍ أكثر جمالاً. شهد هذا النوع من العمليات الجراحية إقبالاً بلغ 80% في عقدي السبعينات والثمانينات، الأمر الذي رفع إيران إلى المرتبة الأولى عالمياً، لتنافس البرازيل في حجم الجراحات التجميلية. (موقع همشهري أونلاين، بتاريخ: 2 / مهر / 1390هـ.ش).

وقال الدكتور مجيد أبهري، المتخصِّص في العلوم السلوكية: إن 65% من الجراحات التجميلية لا ضرورة له، وإن حجم هذه الجراحات في إيران يبلغ سبعة أضعاف ما يشابهه عالمياً. (موقع بارسينه، بتاريخ: 6 / خرداد / 1391هـ.ش).

([13]) أعلنت منظّمة الإحصاء الأوروبية (TMBA) عن أن إيران تستهلك 30% من مستحضرات التجميل في منطقة الشرق الأوسط، معلنةً بذلك أن إيران تقع في الترتيب السابع من بين البلدان المستهلكة لهذه المستحضرات في العالم.

وفي تقريرٍ لقناة الجزيرة الفضائية بشأن انتشار وانتعاش تجارة المستحضرات التجميلية في إيران جاء ما نصّه: إن إيران تحتلّ المرتبة السابعة في استهلاك مستحضرات التجميل في العالم. (موقع فردا، بتاريخ: 19 / أرديبهشت / 1389هـ.ش).

(زنان برس): إن النساء الإيرانيات يشكِّلْنَ ثاني أكبر مستهلك لمستحضرات التجميل، بعد نظيراتهنّ في المملكة العربية السعودية. على الرغم من أن خبراء الاقتصاد يذهبون إلى الاعتقاد بأن إيران؛ حيث تستهلك مستحضرات تجميلية رخيصة الثمن، يمكنها أن تخطف قصب السبق من المملكة العربية السعودية، ويرتفع رصيد الاستهلاك في إيران لهذه البضاعة، حتّى يبلغ استهلاك مستحضرات التجميل فيها إلى ثلاثة أضعاف المستهلك في الملكة العربية السعودية.

وقد بلغ تهريب مستحضرات التجميل إلى إيران حدّاً خرج معه عن سيطرة المتصدّين لمكافحة التهريب وإدخال البضائع من الخارج إلى إيران بشكلٍ غير شرعي، الأمر الذي دعا المسؤولين ـ في اجتماعٍ ـ إلى الحديث عن بلوغ حجم المستحضرات التجميلية المهرَّبة إلى داخل إيران ما قيمته 800 مليون دولار. وعلى الرغم من التحذيرات المتكرِّرة من قِبَل العاملين في المجال الصحّي والعلاجي والمتخصِّصين في الأمراض الجلدية والتجميل في البلاد من مغبّة استعمال المستحضرات التجميلية الفاقدة لملصق الرقابة والإشراف من قِبَل وزارة الصحة، والتأكيد على مخاطر استعمال هذه المستحضرات، يبدو أن هذه المستحضرات، التي تتمتَّع بتنوُّعٍ أكثر من المحاصيل المسموح بها، كما أنها أرخص قيمةً بالمقارنة إلى البضاعة المسموح بها، والمعروضة في الصيدليات والأسواق، والتي تحمل الملصق الشرعي الصادر عن وزارة الصحّة، لا تزال هذه المستحضرات غير الشرعية تتمتَّع بشعبيةٍ واسعة، حتّى بلغ حجم استهلاك المرأة الإيرانية لمستحضرات التجميل ما قيمته حوالي مليار ومئتي مليون دولار من التجارة البالغة 160 مليار دولار من محاصيل مستحضرات التجميل في العالم، والتي يشكِّل منها ما قيمته مليار وأربعين مليون دولار من هذه التجارة هي من حصّة البضاعة المهرَّبة.

النساء الإيرانيات ثاني أكبر مستهلك لمستحضرات التجميل في العالم، بعد النساء في المملكة العربية السعودية: تحتلّ المملكة العربية السعودية المركز الأول من حيث استهلاك مستحضرات التجميل، وأما إيران فتحتلّ المركز الثاني، على الرغم من أن خبراء الاقتصاد يذهبون إلى الاعتقاد بأن إيران؛ حيث تستهلك مستحضرات تجميلية رخيصة الثمن، يمكنها أن تخطف قصب السبق من المملكة العربية السعودية، ويرتفع رصيد الاستهلاك في إيران لهذه البضاعة، حتّى يبلغ استهلاك مستحضرات التجميل فيها إلى ثلاثة أضعاف المستهلك في الملكة العربية السعودية. وعلى أيّ حالٍ؛ حيث لا تزال إيران تحتفظ بحصّتها البالغة أكثر من 30% من استهلاك مستحضرات التجميل في منطقة الشرق الأوسط، فإنها لا تزال تحتفظ بالمركز السابع عالمياً من حيث استهلاك مستحضرات التجميل، على مدى أعوامٍ طويلة.

تنفق أربعة عشر مليون إيرانية مليار دولار على مستحضرات التجميل سنوياً: انتشر تقريرٌ في العام الماضي، مطبوعٌ في إحدى الصحف الإسبانية، وتمّ تعميمه على الصفحات الافتراضية في إيران، يقول: طبقاً للتحقيق المنجز في مؤسسة (TMBA) للتحقيقات هناك ما يقرب من 14 مليون من النساء الإيرانيات، اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 15 ـ 45 سنة، واللائي يُقِمْنَ في المدن الكبرى في إيران، ينفقْنَ ما معدّله 7,5 يورو شهرياً على شراء مستحضرات التجميل. هذا، في حين يتراوح معدّل الرواتب ما بين 490 ـ 570 يورو. إن النساء الإيرانيات؛ بسبب الحجاب، يولينَ اهتماماً خاصّاً بمظهرهنّ؛ حيث تمضي الواحدة منهنّ ما يزيد على الساعة أمام المرآة ووضع الزينة. فإذا كان الناس في أوروبا يرجِّحون الظهور بمظهرٍ طبيعيّ يُؤْثِر الشباب الإيراني الظهور بمظهرٍ مُفْعَمٍ بالتجميل والزينة.

ينفق الإيرانيون سنوياً ما يقرب من 1630 يورو على مستحضرات التجميل، وأكثر هذه المستحضرات يتمّ استيراده من الخارج، وأكثر هذه المستوردات يأتي من الطرق القانونية. ويذهب أكثر الخبراء إلى الاعتقاد بأن حجم البضائع المهرَّبة وغير القانونية يتراوح سعره ما بين 570 ـ 610 مليون دولار. (موقع زنان پْرِس، بتاريخ: 30 / آذر / 1390هـ.ش).

([14]) في المؤتمر الرابع للخبراء المختصّين في صناعة الأغذية تمّ الإعلان عن أن 20% من القيمة المضافة حالياً إلى قسم التصنيع يختصّ بصناعة الأغذية، بَيْدَ أن ما يقرب من 30% من المواد الغذائية في إيران يتمّ تبذيره للأسف الشديد، وهذا المقدار يكفي لإشباع 15 مليون شخص. وعلى هذا الأساس، طبقاً للإحصائية الموجودة، إذا كان متوسّط عدد أفراد كلّ أسرة يتألّف من خمسة أشخاص تقريباً يمكن القول: إن كلّ أسرة إيرانية تتلف من الطعام ما يكفي لإشباع واحدٍ من أعضائها.

يتمّ سنوياً إتلاف 150 ألف طنّ من الخبز في طهران وحدها، حيث تبلغ القيمة التقريبية لهذا الكمّ مئة مليار ريال إيراني. وإذا أضَفْنا إلى ذلك الخبز الذي يتمّ إتلافه في سائر المدن الإيرانية الأخرى سنوياً فإننا سنصل إلى ما مقداره 600 ألف طنّ من الخبز الجافّ، الذي يتمّ إتلافه، وتبلغ قيمته التقريبية 400 مليار ريال إيراني.

وعلى الرغم من الكلفة الثقيلة التي تقع على عاتق الدولة في دعمها لتسعيرة الخبز لا يصل الخبز إلى المستهلك بالجودة المطلوبة، ويتمّ تبذير وإتلاف ما يقرب من 30% منه، وهو يساوي 5,2 مليون طنّ من القمح، وهو ذات المقدار المقتطع سنوياً، والذي يتم استيراده من الخارج بإزاء إنفاق العملة الصعبة. (موقع پيام زن، العدد 58: 87، بتاريخ: شهر دي / 1375هـ.ش).

إن أهمية الخبز واستهلاكه إنما تتّضح إذا علمنا أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن استهلاك الخبز في إيران يبلغ أكثر من الخبز المستهلك في البلدان الأوروبية، مثل: فرنسا وألمانيا، بضعف أو ثلاثة أضعاف. بَيْدَ أن هذا الحجم المرتفع لا يعود إلى الاستهلاك الحقيقي للخبز في إيران، وإنما يعود سببه إلى أن هناك كميةً كبيرة من الخبز تأخذ طريقها إلى القمامة، وتبذيره بعد شرائه.

تذكر الكثير من الأسباب حول تدنّي جودة الطحين، إلى خبزه بشكلٍ غير مناسب، إلى تحويله إلى المستهلك، ليقوم بعد ذلك بتبذيره. ومع ذلك فقد أكَّد أصحاب العلاقة من المسؤولين على أن إصلاح أساليب إنتاج واستهلاك الخبز من شأنه أن يوفِّر في المخزون السنوي من الدقيق ما مقداره مليوني إلى ثلاثة ملايين طنّ.

وقال وزير التجارة: إن ما قيمته أربعة آلاف وستمئة مليار تومان يتمّ إنفاقها على دعم الخبز في البلاد سنوياً، وإن ما يقرب من 30% من هذا الدعم يُنْفَق في الخبز التالف، والذي يتمّ تهريبه على شكل دقيقٍ أو خبز.

ويأتي هذا التأكيد من وزير التجارة في المؤتمر الوطني للخبز، حيث أضاف قائلاً: طبقاً للخطّة التحقيقية التي أُنجِزَتْ في أربع محافظات من البلاد فإن خبز (اللواش) و(البربري) يسجِّل الحجم الأكبر من الخبز التالف، بينما سجّلت أنواع الخبز الأكبر حجماً أدنى مستوى من التلف والتبذير.

وأضاف قائلاً: إننا بحاجةٍ إلى إنتاج خمسة أطنان من الخبز الصناعي؛ كي نتمكن من إيصال التلف إلى الحدّ الأدنى، وفي المقابل نصل بمستوى الخبز المقاوم للفساد والتلف إلى الحدود القصوى.

وقال وزير التجارة أيضاً: إن الاستهلاك العامّ للخبز في البلاد يبلغ 160 كيلوغراماً، في حين يبلغ هذا المعيار في الولايات المتحدة الأمريكية 20 كيلوغراماً، وفي المكسيك 31 كيلوغراماً، وفي فنلندا 40 كيلوغراماً، وفي الجمهورية التشيكية 50 كيلوغراماً، وفي روسيا 60 كيلوغراماً، وفي هولندا 60 كيلوغراماً؛ حيث تثبت هذه المعايير أنه بعد إصلاح دورة إنتاج الخبز يجب أن يبلغ القمح المستهلك في البلاد ثمانية ملايين طنّ. (موقع تابناك، بتاريخ: 15 / أرديبهشت / 1389هـ.ش).

([15]) يذهب الخبراء إلى الاعتقاد بضرورة أن يستهلك كلّ فردٍ من الماء في اليوم والليلة ما مقداره 150 لتراً من الماء في الحدّ الأدنى. وعلى الرغم من ذلك يصرِّح المسؤولون في الدولة أن الإيرانيين يستهلكون ضعف المعدّل من الماء المستهلك سنوياً.

طبقاً لوكالة أنباء مهر: اعتماداً على إعلان البنك العالمي لنموذج استهلاك ماء الشرب يحدّد لكلّ فردٍ ما مقداره مترٌ مكعبٌ سنوياً، وللغسل والتنظيف ما مقداره 100 متر مكعّب سنوياً. في حين يبلغ هذا المقدار في إيران ـ بسبب الاستهلاك الخاطئ ـ؛ إذ يتم استعمال الماء الصالح للشرب في غسل السيارات وفي تنظيف الجسم وسقي الحدائق والمزارع وغسل الثياب والأواني، ما مقداره 70% إلى 80% أكثر من المعدّل العالمي.

إن متوسط الماء المستهلك عالمياً حوالي 580 متراً مكعباً لكلّ شخص سنوياً، بَيْدَ أن هذه الكمية تبلغ في إيران حوالي 1300 مترٍ مكعّب، الأمر الذي يشير إلى مدى الهَدْر في مصادر المياه والتبذير الكبير في هذه الثروة الحيوية. (موقع بيمانه اقتصاد إيران، بتاريخ: 31 / أرديبهشت / 1391هـ.ش).

([16]) دادنا: صرَّح رئيس جامعة العلوم الطبية في محافظة فارس قائلاً: تحتلّ إيران أعلى إحصائيات حوادث السير؛ حيث يبلغ عدد الخسائر البشرية في هذه الحوادث ضعف الإحصائيات العالمية في هذا الشأن.

وطبقاً لتقرير فارس: صرَّح محمد هادي إيمانية، بعد ظهر هذا اليوم، في المؤتمر العالمي للحوادث المرورية (التحديات والحلول)، قائلاً: طبقاً لإحصائية سنوات الحرب المفروضة كان معدّل الشهداء يقدَّر بخمسة وعشرين ألف شهيد سنوياً، في حين أن الإحصائية الراهنة لحالات الوفيّات بسبب حوادث السير يبلغ ثلاثين ألف قتيل سنوياً.

وأضاف قائلاً: لقد صرَّح رئيس جامعة العلوم الطبّية في محافظة فارس: تحتلّ إحصائية الوفيات بسبب حوادث السير المرتبة الثانية للخسائر البشرية في إيران، وإن أكثر الذين يتعرَّضون للموت بسبب هذه الحوادث لا تتجاوز أعمارهم العقد الرابع. (موقع دانا، بتاريخ: 14 / إسفند / 1389هـ.ش).

وقال مدير قسم التحقيقات في مؤسّسة الضمان، مشيراً إلى ارتفاع نسبة الخسائر البشرية في حوادث السير: إن حجم الخسائر المباشرة وغير المباشرة لهذه الحوادث يزيد على 7% من الإنتاج الوطني.

وأضاف قائلاً: طبقاً للإحصاءات تحتلّ إيران المرتبة 189 من حيث انعدام الأمن المروري من بين 190 بلداً، حيث كانت (سيراليون) وحدها هي الأسوأ على الإطلاق (تليها إيران في المرتبة الثانية).

وقال أيضاً: إن معدّل الوفيات العالمي بسبب حوادث السير يبلغ من 14 إلى 15 شخصاً من بين كل مئة ألف شخص، في حين أن معدل الوفيات في إيران بسبب حوادث السير يبلغ 30 حالةً من بين كل مئة ألف شخص، وهذا يعني أن الخسائر البشرية بفعل حوادث السير في إيران تبلغ ما يقرب ضعف ما عليه الخسائر عالمياً. (موقع تصادف، بتاريخ: 16 / أرديبهشت / 1391هـ.ش).

([17]) صرّح رئيس المركز التنفيذي لشرطة المرور: لقد تمّ تسجيل مليونين وتسعة وخمسين ألف مخالفة مرورية في أيام النوروز من هذا العام، وكان منها ما نسبته أكثر من 56% من نوع المخالفات التي تؤدّي إلى حوادث مرورية، من قبيل: السرعة المفرطة، والسباق غير القانوني، والقيام بالحركات الاستعراضية، وما إلى ذلك. (موقع آفتاب، بتاريخ: 17 / فروردين / 1389هـ.ش).

([18]) طبقاً لمنظمة الشفافية العالمية في ما يتعلَّق بالفساد والرشوة حصلت إيران، من بين 176 بلداً في العالم، على 29 علامة من 100 علامة. وقد حصلت الصين على 39 علامة؛ لتحتل التسلسل 80 في القائمة، وحصلت مصر على 32 علامة؛ لتحتل التسلسل 118. وهذا يعني أن إيران تقع في التسلسل التالي لـ (120). (موقع طلا نيوز، بتاريخ: 16 / آذر / 1391هـ.ش).

والملفت أن كبار رجال الدولة يشهدون على ذلك إجمالاً. فعلى سبيل المثال: قد صرَّح الشيخ أحمد جنّتي، ظهر يوم الثلاثاء، في مراسم إحياء الذكرى السنوية لشهداء السابع من شهر تير، والتي أقيمت في مهدية رشت، قائلاً: إن أعداء الإسلام يعادون قائد الثورة الإسلامية المعظَّم كما كان أعداء الإمام عليّ× يعادونه في صدر الإسلام.

وأضاف رئيس شورى صيانة الدستور ـ مشيراً إلى أن على جميع أبناء الشعب أن لا يسمحوا بتسلُّط الشياطين على رقابهم ـ قائلاً: إن الرُّشا والرِّبا المُعْلَن والمستور في المجتمع قد بلغ أرقاماً قياسية، بَيْدَ أن الله هو الحامي والداعم للمجتمع الإسلامي. (موقع شفاف، بتاريخ: 6 / تير / 1391هـ.ش).

([19]) لقد صرّح المدير التنفيذي لشركة التأمين في إيران: إن الغشّ موجودٌ في كلّ مكان من العالم في ما يتعلَّق بإحصائيات تأمين السيارات وشركات الضمان، ولكنّ الإحصائيات الإيرانية في هذا الشأن قد بلغت مؤخّراً أرقاماً مقلقة. (موقع بيمه إيران، بتاريخ: 15 / بهمن / 1385هـ.ش).

([20]) إن الموظفين الإيرانيين لا يعملون حتّى بمقدار عمل الباكستانيين والأفغان:

طبقاً لخلاصة نتائج مشروع إحصاء الطاقات العاملة في عام 1390هـ.ش، الصادر عن مركز الإحصاء الإيراني، فقد بلغ حجم العمل النافع في اليابان 2420 ساعة، وفي كوريا الجنوبية 1900 ساعة، وفي الصين 1420 ساعة، وفي الولايات المتحدة الأمريكية 1360 ساعة، وفي تركيا 1330 ساعة، وفي ألمانيا 1700 ساعة، وفي باكستان 1100 ساعة، وفي أفغانستان 950 ساعة، وفي المملكة العربية السعودية 720 ساعة، وفي الكويت 600 ساعة.

في حين بلغت نسبة العمل المفيد في إيران 800 ساعة، الأمر الذي يعني أن العمل النافع في الدوائر الإيرانية لا يرقى حتّى إلى ما هو عليه الواقع في باكستان وأفغانستان. (موقع فرارو، بتاريخ: 30 / أرديبهشت / 1391هـ.ش).

([21]) طبقاً لتقرير وكالة مهر فقد أشار (جلال الدين حيدري)، عصر يوم الأربعاء، في مؤتمر المفتشين للحيلولة دون الارتشاء والفساد الإداري ومكافحة هذه الظواهر في وزارة الشؤون الاقتصادية والمالية، إلى تفعيل منظومةٍ إلكترونية في دوائر الدولة، وقال: منذ تفعيل هذه المنظومة، في السنوات الثلاث المنصرمة وحتّى الآن، تمّ تسجيل أكثر من مليون وستمئة ألف مراسلة وتقرير بشأن مخالفات الموظفين في دوائر الدولة، ومن خلال متابعة الأمر تمّ إيقاف بعض المفسدين، والعمل على الحدّ من نفوذهم وتأثيرهم.

وأضاف قائلاً: منذ السنوات الثلاث الماضية تمّ فتح خمسة آلاف وتسعمئة واثنين وأربعين ملفاً بمخالفات الموظفين، الأمر الذي يعكس المتابعة الجادّة من أجل اجتثاث المخالفات في المنظومات الإدارية.

وأضاف السيد حيدري قائلاً: إن من بين الأسباب الرئيسة لتفشّي هذا الظاهرة في المنظومة الإدارية وجود بعض المشاكل الاقتصادية، ولكنّه استدرك قائلاً: إلاّ أن التعاليم الإسلامية لا تبيح للإنسان أن يقترف مثل هذه المخالفات والموبقات مهما كانت الظروف. (موقع آفتاب نيوز، بتاريخ: 19 / مهر / 1391هـ.ش).

([22]) تشير الإحصاءات الرسمية للبنك المركزي إلى هبوط معيار الثقة والاعتبار في السوق الإيراني؛ إذ تحكي هذه الإحصاءات عن ارتفاع نسبة الشيكّات والصكوك الفاقدة للأرصدة التي يتم تداولها ضمن المنظومة المصرفية في إيران، بحيث شهدت الأشهر الثلاثة المنصرمة من هذا العام ما يقرب من 64 مليار ريال سنداً مصرفياً خالياً من الرصيد. وفي ربيع هذا العام شهدت العاصمة طهران وحدها أكثر من 118 مليار تومان من الصكوك والشيكّات التي تمّ رفعها إلى فروع وشعب المحاكم في طهران.

 كما تشير أحدث الإحصاءات في المصرف المركزي إلى أن المستوى الاقتصادي في إيران شهرياً قد بلغ حجماً مرعباً، بحيث بلغت نسبة الصكوك الفاقدة للرصيد، والتي تمّ إرجاعها في الغرف الموازية للوثائق المصرفية في طهران، في شهر خرداد من هذا العام، قياساً إلى العام المنصرم، من حيث العدد 32,1%، ومن حيث المبلغ 47%. وطبقاً لإحصائية البنك المركزي في شهر خرداد من هذه السنة، قياساً إلى الشهر السابق له، فقد بلغ شاخص أعداد الوثائق المرجوعة في الغرف الموازية للوثائق المصرفية في طهران قد ارتفعت إلى 12,5%، ومن حيث المبلغ 14,6%. (موقع خبر أونلاين، بتاريخ: 17 / مرداد / 1389هـ.ش). وفي شهر خرداد من عام 1391 صرَّح المدير العام لمقررات التراخيص المصرفية ومكافحة غسيل الأموال في البنك المركزي (السيد أمير حسين أمين آزاد) قائلاً: إن 12,5% من الصكوك الصادرة في عام 1390هـ.ش قد تمّ إبطالها، وهو أمرٌ بالغ الخطورة، ومثيرٌ للقلق. كما أضاف قائلاً: لقد اتّخذت نسبة الصكوك والشيكّات الفاقدة للرصيد والاعتبار في السنوات الماضية مساراً تصاعدياً، الأمر الذي يخلّ بالأمن والسلامة الاقتصادية للبلاد، ولا يمكن اعتباره مؤشّراً إيجابياً في الاقتصاد، حيث سيؤدّي الأمر إلى سلب الثقة بين المتعاملين مع هذه المؤسسة. (وكالة أنباء مهر، بتاريخ: 11 / 3 / 1390هـ.ش).

([23]) موقع شفقنا ـ قدس أونلاين ـ: ذكرت (السيدة محبوبة علي پور) أن وسائل الإعلام قد تحدَّثت في الآونة الأخيرة، نقلاً عن (السيدة معصومة آباد)، الأمينة العامة للسلامة في شورى محافظة طهران (العاصمة)، عن أن إيران تحتلّ المرتبة الرابعة عالمياً من حيث ارتفاع نسبة الطلاق.

وقالت هذه السيدة، العضو في شورى مدينة طهران، في اجتماع دراسة (مشروع تعزيز أركان الأسرة وتعليم مهارات الحياة المشتركة بين الزوجين قبل تسجيل الزواج)، في إطار الإشارة إلى أن مدينة طهران تحتلّ المرتبة الأولى، ومحافظة خراسان الرضوية المرتبة الثانية ـ بوصفهما أكبر مدينتين من حيث الكثافة السكانية ـ، في حالات الطلاق: يراجع ألفا شخص المراكز القضائية (الخاصة بالشؤون الأسرية) يومياً، الأمر الذي يؤدّي إلى فتح 500 إضبارة شكوى في موضوع الطلاق. وقد حذَّرت السيدة (معصومة آباد) قائلة: إن تخصيص 85% من ملفات الشكاوى في المجمعات القضائية والأسرية ببحث الطلاق يمثِّل جرس إنذار للمسؤولين من انهيار دعائم الأسرة. (موقع شفقنا، بتاريخ: السبت الموافق للثامن والعشرين من شهر مرداد سنة 1391هـ.ش).

وفي تاريخ الثاني من شهر شهريور من سنة 1391هـ.ش جاء في تقرير موقع بازتاب: طبقاً للإحصاءات الرسمية فقد شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية 34759 حالة طلاق، حيث تعود 29299 حالة منها إلى المدن، و5460 حالة منها إلى الأرياف والقرى. إن هذه الإحصائية تشير إلى حدوث 11586 حالة طلاق في كلّ شهر، ما يعادل 382 حالة طلاق في كلّ 24 ساعة، وأن كلّ ساعة تشهد 16 حالة طلاق في البلاد تقريباً.

([24]) قال حجّة الإسلام رحيميان، ممثِّل الولي الفقيه في مؤسّسة الشهيد وشؤون المضحين، أثناء كلمته في مراسم إزاحة الستار عن الشهادة الرضوية: يسافر حالياً خمسة ملايين شخص من المواطنين سنوياً إلى البلدان التي تمثِّل مراكز للفحشاء. وإن أكثر هؤلاء الخمسة ملايين إنما يقصدون تلك البلدان لممارسة الفحشاء. وإذا كان كل واحد منهم ينفق ألف دولار في الحدّ الأدنى فهذا يعني أن خمسة مليارات دولار تخرج من البلدان؛ ليتمّ إنفاقها على الفحشاء. (موقع بازتاب إمروز، بتاريخ: 28 / تير / 1391هـ.ش).

لقد صرّح الدكتور حبيب الله مسعودي فريد، في مؤتمر (دراسة الآفات الاجتماعية المترتِّبة على ظاهرة النساء المتسكِّعات في الشوارع)، والذي أُقيم بمشاركةٍ من رئيس جمعية المسعفين الاجتماعيين في إيران (حسن موسوي جلك) والمسعفة الاجتماعية (ليلا أرشد)، بمناسبة أسبوع الرفاه، في قاعة وكالة أنباء الجامعيين الإيرانيين (إيسنا): طبقاً لإحصائية مراكز إعادة التأهيل في منظمة الرفاه فإن من 10% إلى 12% من المتسكِّعات في الشوارع متزوّجات، وإن أعمار أكثرهنّ تتراوح ما بين 20 إلى 29 سنة. هذا، وإن إحصائية مراكز إعادة التأهيل لمنظمة الرفاه تختلف عن إحصائية المجتمع.

كما أضاف قائلاً: …لقد شهدت السنوات الأخيرة انخفاضاً تدريجياً لأعمار هذه النساء. وفي الفترة ما بين عامي 1389 ـ 1390هـ.ش انخفض معدّل أعمار هذه النساء سنةً واحدة.

وقد منح المدير العام لشؤون المتضرِّرين اجتماعياً في مؤسّسة الرفاه في البلاد في الختام إلى الأنشطة المنجزة في مجال الأضرار الاجتماعية درجة تتراوح من 10 إلى 15 من مئة، وأضاف قائلاً: إن سياسة مجال الأضرار الاجتماعية غير محدّدة، ولا يوجد تناغمٌ بين المؤسّسات المختلفة.

ثم صرَّ (مسعودي فريد) ـ في معرض تأكيده على ضرورة توظيف الرؤية المنهجية في النشاطات المنجزة ـ قائلاً: إن 70% من إصابة الأشخاص بالأمراض يعود إلى أسبابٍ بيئية وسلوكية، في حين لا يتمّ الالتفات إلى هذه المسائل أبداً، حيث يتمّ إنفاق 96% من ميزانية الدولة على سائر الشؤون الأخرى. (موقع بازتاب إمروز، بتاريخ: 24 / تير / 1391هـ.ش).

([25]) تشير إحصائية فحوصات النـزاع (الجَسَدي) في ربيع عام 1391هـ.ش في إيران إلى 165365 حالة. (موقع منظّمة الطبّ العدلي).

ومنذ بداية عام (1390هـ.ش) وحتّى نهاية شهر دي (أي خلال عشرة أشهر) تمّ الإبلاغ عمّا يقرب من 527000 حالة نزاعٍ وشجار في الأماكن العامّة من إيران. (موقع راديو فردا).

([26]) رغم أن إحصائية الانتحار في إيران أقلّ من نسبتها في الكثير من البلدان الأخرى، بَيْدَ أن مقارنة هذه الإحصائية بالقياس إلى الإحصاءات المسجّلة للأعوام المنصرمة في إيران تشير إلى زيادةٍ ملحوظة، بحيث إن نسبة الانتحار البالغة 3,1 لكلّ مئة ألف شخص، والمسجّلة في عام 1363هـ.ش، قد ارتفعت إلى 6 لكلّ مئة ألف شخص من السكان في عام 1383هـ.ش. في حين كانت نسبة الانتحار في الأعوام الثلاثة: 1384 و1385 و1386هـ.ش على التوالي: 8,5، و5,5، و6,5 لكلّ مئة ألف شخص.

قال المسؤول العامّ في إدارة السلامة النفسية في وزارة الصحة: هناك ستة أشخاص من بين كلّ مئة ألف شخص في إيران يحاولون الانتحار سنوياً، وهو يعادل 4200 شخص سنوياً، ولكنْ لا يكتب النجاح لجميع هذه المحاولات. (موقع Markaz – ejtemaee.com، بتاريخ: 7 / تير / 1390هـ.ش).

([27]) صرّح الشيخ الأميني، خطيب صلاة الجمعة في قم، قائلاً: إن المسؤولين في مجال عدد المدمنين في البلاد لا يقدِّمون إحصائياتٍ صحيحةً بعدد المدمنين الحقيقي، ويتذرَّعون لذلك قائلين: إن الكشف عن الأعداد الحقيقية ليس بالعمل الصائب، بَيْدَ أني أمتلك إحصائياتٍ مخيفةً ومرعبة، لا تتناسب مع شأن النظام. (موقع خبر أونلاين، بتاريخ: 2 / 4 / 1391هـ.ش).

كما أعلن رئيس شرطة مكافحة المخدِّرات عن ضبط 180 طنّاً من المخدِّرات في البلاد على مدى الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية. وقال الضابط (علي مؤيدي)، على هامش مؤتمر مكافحة المخدِّرات في إصفهان، ضمن ندوةٍ خبرية: حتّى نهاية شهر مرداد من هذه السنة، وفي إطار 660 عملية خاصّة بمكافحة المخدِّرات، تمّ الكشف عن 180 طنّاً من المخدرات، تتراوح ما بين 140 طنّاً من الترياق، و23 طنّاً من الحشيشة، وثلاثة أطنان من الهيروئين، وطنّاً ونصف الطنّ من المورفين، بينما يتعلَّق الفائض بسائر الموارد المخدِّرة الأخرى.

وأضاف ـ بعد الإشارة إلى القضاء على 850 عصابة كبيرة من تجّار المخدِّرات، ومقتل عشرين مهرِّباً أثناء المواجهات ـ قائلاً: لقد تمّ القبض على 111 ألف مهرّب محترف في إعداد وتوزيع ونقل المخدِّرات والأفيون، وتمّ تشكيل 93 ألف إضبارة؛ لتأخذ مسارها القانوني في الدوائر القضائية.

وأضاف هذا المسؤول قائلاً: إن الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية شهدت ارتفاعاً بنسبة 2% بالقياس إلى الفترة المشابهة لها من السنة الماضية. وصرَّح قائلاً: إن 75% من المخدِّرات المضبوطة قد تمّ العثور عليها في المدن الحدودية، وأما النسبة المتبقّية فقد تمّ العثور عليها في سائر محافظات البلاد الأخرى (موقع (أ)، بتاريخ: 28 / شهريور / 1391هـ.ش).

([28]) إحصائية خروج العقول من الوطن: تقع إيران من حيث خروج الطاقات والعقول في الصدارة عالمياً، إذ إن ما يقرب من 25% من مجموع الإيرانيين المتخرِّجين يقيمون حالياً في الدول النامية. وطبقاً لإحصائية صندوق النقد الدولي يسعى ما بين 150 إلى 180 ألف إيراني متخرِّج جامعيّ إلى الخروج من إيران سنوياً، وقد احتلّت إيران المرتبة الأولى من بين واحد وتسعين بلداً نامياً وغير نامٍ. وخروج هذا العدد من العقول من إيران سنوياً يساوي خروج 50 مليار دولار من الثروة الوطنية سنوياً. وفي عام 1388هـ.ش قالت وزارة العلوم الإيرانية في تصريحٍ لها: إن 400 شخص من بين 12 ألف طالب جامعي سافروا إلى مختلف البلدان الأجنبية منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية في عام 1357هـ.ش؛ لإكمال الدراسة في الخارج على نفقة الدولة، لم يعودوا إلى البلاد. وكذلك هناك ستّون ألف طالب جامعي إيراني يواصلون الدراسة في خارج إيران. وطبقاً للإحصاءات الرسمية فإن نسبة خروج المتخرِّجين من الجامعات من إيران بالنسبة إلى مجموع هذا العدد يبلغ 15%.

وفي عام 2006م تمّ إنفاق 5,1% من الفائض الداخلي على الحاجات التعليمية في البلاد، وهو بالمقارنة إلى سائر البلدان الأخرى في العالم يحتلّ المرتبة السابعة والستّين. وتُقدَّر الخسائر الناجمة من هروب العقول الإيرانية إلى خارج البلاد بعشرات مليارات الدولارات سنوياً.

وطبقاً للإحصائية الصادرة عن مختلف المؤسّسات والمنظمات الحكومية، من قبيل: التقارير الأسبوعية لمؤسّسة الإدارة والتخطيط، فإن تسعين طالباً من بين 125 طالباً من الذين شاركوا في الأولومبيات العالمية العلمية في العام المنصرم، وحازوا مراتب في هذه الأولومبيات، يدرسون حالياً في الجامعات الأمريكية. وإن الكثير منهم لا يعودون إلى إيران أبداً.

وطبقاً لإحصائية صندوق النقد الدولي هناك حالياً أكثر من 250 ألف مهندس وطبيب إيراني، وأكثر من 170 ألف إيراني من ذوي الدراسات العليا، يقيمون في الولايات المتّحدة الأمريكية. وطبقاً للإحصائية الرسمية لإدارة الجوازات في عام 1387هـ.ش يهاجر يومياً 15 حاملاً لشهادة الماجستير، و3,2 حاملاً لشهادة الدكتوراه، وما مجموعه 5475 من حملة البكالوريوس إلى خارج الوطن. كما أضاف تقرير صندوق النقد الدولي قائلاً: إن أكثر من 15% من الثروة البشرية الإيرانية قد هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، و25% من هذه الطاقات قد هاجرت إلى البلدان الأعضاء في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي في أوروبا.

وحالياً هناك ما لا يقلّ عن أربعة ملايين إيراني يقيمون في خارج إيران. ومن بين هؤلاء المهاجرين الإيرانيين يُعتَبَر المقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر دَخْلاً بين نظرائهم في سائر البلدان الأخرى؛ حيث إن 30% منهم يعمل في مجال الإدارة، و20% منهم يعمل في الشؤون التقنية والأمور الجامعية. وكذلك من بين مجموع مئة ألف إيراني في ألمانيا صدر في السنوات المنصرمة ألفا كتاب، في حين لم يصدر من بين مليوني مهاجر تركي ألماني سوى 100 كتاب. (موقع اللجنة العلمية للإحصاء في جامعة الشهيد چمران).

([29]) قال رئيس منظمة المكتبات العامة في كافّة أنحاء البلاد: بلغ معدّل قراءة الكتب في سنة 1389هـ.ش 18 دقيقة و47 ثانية في اليوم. طبقاً لتقرير مراسل المركز الإخباري (السيد واعظي) في مراسم توزيع الجوائز للفائزين في مسابقة صندوق الكتاب، حيث أضاف قائلاً: لقد كان هذا المعدل سنة 1388هـ.ش يبلغ 18 دقيقة و12 ثانية، وكان سنّ مَنْ شملهم الاستطلاع يزيد على الاثني عشر عاماً.

وفي معرض بيانه أن بعض الأشخاص والمسؤولين قد تحدَّثوا عن إحصائية ترصد دقيقتين لمعدل قراءة الكتب قال: إن هذه الإحصائية تعود إلى مدن البلاد قبل 37 سنة، حيث كان 65% من أفراد الشعب آنذاك يعانون من الأمّية. وأضاف (واعظي) قائلاً: إن معدّل قراءة الكتاب منذ عام 1378هـ.ش وحتى الآن يقدَّر بشكلٍ سنوي. وقال: إن آخر إحصائية لمعدّل تلاوة القرآن وقراءة الأدعية تشير إلى عشرين دقيقة في اليوم.

وأضاف رئيس منظّمة المكتبات العامة في البلاد: لقد تراجع معدَّل قراءة الصحف في السنوات الثلاثة الأخيرة، بحيث انخفض من 44 دقيقة إلى 24 دقيقة. (موقع تابناك، بتاريخ: 30 / آبان / 1390هـ.ش).

يذهب الكثير من الخبراء إلى تحديد رقم معدّل قراءة الصحف لكلّ مواطنٍ إيراني بدقيقتين في اليوم الواحد. وهو رقم تمّ استنتاجه على أساس المعايير والأرقام الحقيقية. بينما معدّل القراءة لكلّ كندي 22 دقيقة، ولكلّ هولندي 25 دقيقة، ولكلّ فرنسي 26 دقيقة، ولكلّ إنجليزي 60 دقيقة. (موقع همشهري، بتاريخ: 23 / دي / 1390هـ.ش).

([30]) جاء في وكالة فارس للأنباء بتاريخ: 15 / 8 / 1385هـ.ش، في الخبر رقم 85813421: طبقاً لأحدث التقارير لسنة 2006م لمنظمة الشفافية الدولية فقد احتلّت إيران من بين 163 بلداً في العالم المرتبة رقم (106) في فساد المسؤولين الحكوميين والسياسيين (السلامة الاقتصادية)، وبذلك تكون قد تنـزَّلت 13 درجة بالقياس إلى مرتبتها في العام المنصرم، حيث كانت قد بلغت المرتبة رقم (93).

وجاء في صحيفة (انتخاب): نشرت منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية تقريرها السنوي بشأن الفساد المالي والإداري يوم الأربعاء. وطبقاً لما ورد في هذا التقرير حصلت إيران على 28 درجة من مئة، حيث تراجعت 13 درجة؛ لتحتلّ المرتبة 133 من بين 174 بلداً. وقد احتلّت كوريا الشمالية والصومال وأفغانستان المراتب الأخيرة، بينما كانت الدانمارك وفنلندا ونيوزيلندا في المراتب الأولى (موقع: بازتاب إمروز، بتاريخ: 16 / آذر / 1391هـ.ش).

([31]) جاء في موقع تابناك، بتاريخ: 25 / خرداد / 1391هـ.ش، بشأن تناول المشروبات الكحولية في إيران: طبقاً لتقريرٍ شبه رسمي: يتمّ تهريب أكثر من سبعين مليون ليتر من أنواع المشروبات الكحولية بقيمة 730 مليون دولار سنوياً. هذا، بغضّ النظر عن الكحول المصنّعة داخلياً. وقد أدّى الإفراط في تناول المشروبات الكحولية المصنّعة داخلياً طوال العقود المنصرمة إلى أعراضٍ وتَبِعات مفجعة بالنسبة إلى مستهلكيها.

([32]) ورد في موقع آفتاب، بتاريخ: 30 / خرداد / 1391هـ.ش، ما يلي: تشير الإحصاءات والأرقام المعلنة إلى أن قيمة تجارة السجائر في إيران تصل إلى أكثر من 3000 مليار تومان. وتشير التقديرات السنوية إلى استهلاك ما يقرب من 65 مليار سيجارة في إيران. وإذا قسَّمنا هذا الرقم على عشرين سوف يعادل ذلك ثلاثة مليارات سيجارة. وإذا اعتبرنا قيمة كلّ علبة سجائر بألف تومان كحدٍّ وسط ستكون قيمة الإنفاق على السجائر في إيران سنوياً في الحدّ الأدنى ثلاثة آلاف ومئتين وخمسين توماناً، أي ما يقرب من 3,2 مليار دولار.

وفي موقع (بازتاب إمروز)، بتاريخ: 26 / أرديبهشت / 1391هـ.ش، بشأن تدخين الشيشة، ورد ما يلي:

إن تدخين الشيشة؛ للتسلية، ومن حينٍ لآخر، آخذٌ بالازدياد، حيث يمارس هذه الظاهرة في طهران ما يقرب من 45% إلى 48%، وتتراوح هذه النسبة بين الأطفال ما بين 4% و8%.

([33]) هناك في البلاد سبعة ملايين ملفّ قضائي: طبقاً لتقرير القسم المركزي للإعلام قال السيد غلام رضا سعيدي، في الاجتماع القطري السابع والعشرين للاسعاف الاجتماعي: إن هذا العدد الكبير من الملفّات القضائية مستقلٌّ عن الملفات الموجودة في مراكز شورى حلّ الاختلاف. وأضاف قائلاً: هناك 250 ألف سجين في إيران، ومع أخذ أفراد أسرهم في الحسبان فإنهم يعتبرون عرضةً للآفات الاجتماعية.

وأضاف نائب وزير العدل قائلاً: هناك ما يقرب من عشرين مليون مواطن معرَّض للضرر في البلد، بحيث يحتاج كلّ واحدٍ منهم إلى إسعافٍ اجتماعي للوقاية من ارتكاب الجرائم. وأضاف سعيدي قائلاً: إن اليابان، التي يبلغ عدد نفوسها 130 مليون نسمة، لا تحتوي محاكمها على أكثر من 250 ألف ملفّ قضائي، الأمر الذي يشير إلى فاعلية النشاطات الاجتماعية اليابانية؛ من أجل الحيلولة دون ارتكاب الجرائم في هذا البلد. وقد اعتبر أن حجم الجرائم والملفات القضائية في إيران لا ينسجم مع الثقافة الإيرانية والإسلامية الغنية بالقِيَم والمبادئ.

وقال خطيب صلاة الجمعة في قم الشيخ الأميني: هناك الكثير من الملفات القضائية التي لا تزال موجودةً في رفوف المحاكم، وعددها كبيرٌ جداً. وطبقاً للإحصائية الصادرة من قِبَل المسؤولين في الدوائر القضائية هناك آلاف الملفات، وهذا الأمر لا يبشِّر بخيرٍ. (موقع خبر أونلاين، بتاريخ: 2 / 4 / 1391هـ.ش).

([34]) هناك 1740 مصداقاً ومورداً من الجرائم في البلاد. لقد صرَّح ذو القدر قائلاً: حتى العام الماضي كنا نعرف 1640 مصداقاً وعنواناً من عناوين الجرائم التي تمّ تعريفها في القوانين، وخلال هذه السنة يبدو أن هناك 100 عنوان جرمٍ جديد سيضاف إلى هذا العدد، بمعنى أنه تمَّتْ المصادقة في مجلس الشورى على هذه العناوين التي شخّص النوّاب أنها من الجرائم التي يجب تعريف حدودها ومعاقبة مَنْ يرتكبها. وإذا استمر الوضع على هذه الحالة رُبَما وصلت أنواع ومصاديق الجرائم إلى عنان السماء. وعليه يجب أن تقف هذه الظاهرة، ويتمّ وضع حدٍّ لها، وهو ما سوف يتمّ من خلال الحوار والتعاطي مع مجلس الشورى، إنْ شاء الله تعالى.

([35]) وكالة الحوادث: صرَّح رئيس شرطة المباحث (ناجا) قائلاً: يتمّ فتح عشرين ألف قضية غشّ واحتيال سنوياً في البلاد، وإن 60% من الذين يحكم عليهم بالسجن في هذه القضايا هم من غير أصحاب السوابق الجنائية.

وقال العميد حسن بتولي، في مؤتمر (التدريب العسكري لموظفي الدولة في قطاع المهامّ الشرطية والتحقيقية)، في معرض كلامه حول تعرُّض ما بين 200 إلى 300 ألف للاحتيال سنوياً: في عام 1384هـ.ش تمّ تحديد 220 حالة احتيال وغشّ تتراوح ما بين الكبيرة والصغيرة في قطرنا، وأضاف قائلاً: إن الإحصائية الأخيرة ليست مشرِّفةً لنا أبداً، ومن الطبيعي أن نواجه زيادةً في عدد الملفات والإضبارات الجنائية مع زيادة حوادث الغشّ والاحتيال، وتَبَعاً لذلك يزداد حجم مهامّ ومسؤوليات الشرطة.

وقال السيد بتولي: إن هناك 13 مليون ملفّ يتمّ فتحه في السلطة القضائية سنوياً. وطبقاً لتصريح المسؤولين في هذه السلطة يضاف إليها ما يقرب من أربعة ملايين ملفّ قضائي سنوياً، وأضاف قائلاً: بالنظر إلى عدد قضاتنا البالغ 7000 قاضٍ يمكن القول: إن حصة كلّ ملفّ قضائي من الدراسة لا تزيد على الأربعة وأربعين دقيقة تقريباً. (انظر: صحيفة اطّلاعات، بتاريخ: الخميس، 13 / شهريور / 1391هـ.ش، العدد: 25404).

([36]) ارتفاع حالات الغرق في بحر قزوين بنسبة 44%: خلال صيف هذا العام قضى 222 شخصاً غَرَقاً في سواحل بحر قزوين على امتداد المحافظات الثلاثة: جيلان ومازندران وگلستان، حيث يشكّل هذا العدد بالقياس إلى السنة المنصرمة ـ التي قضى فيها 154 شخصاً غرقاً في سواحل هذه المحافظات الثلاث ـ زيادة بنسبة 44,1%.

وطبقاً لتقرير مراسل صحيفة (آفتاب)، نقلاً عن الإدارة المركزية للعلاقات العامة والشؤون الدولية لمنظّمة الطبّ العدلي في البلاد، إن من بين مجموع الغرقى في صيف هذا العام في المحافظات الثلاثة: جيلان ومازندران وگلستان، كان عدد الغرقى: 200 رجلاً، و22 امرأة، كما سجّل شهر مرداد العدد الأكبر للغرقى، حيث بلغ أعداد الموتى فيه 104 شخصاً.

ومن ناحية موقع ومكان الغرق كانت الحالات الأكبر من الغرق قد وقعت في محافظة مازندران، والتي بلغت 42 حالة في سواحل محمود آباد، ومحافظة جيلان حيث بلغ عدد الغرقى 20 غريقاً، وفي سواحل رشت ومحافظة گلستان، حيث غرق ستّة أشخاص في سواحل ميناء تركمن.

ارتفاع حالات الغرق في المحافظات الثلاث خلال ستة أشهر بنسبة 44%: كما ارتفع عدد الضحايا بسبب الغرق خلال الأشهر الستّة الأولى من هذه السنة في المحافظات الثلاث: جيلان ومازندران وگلستان، بالمقارنة إلى الفترة ذاتها من العام المنصرم، بنسبة 44%. ففي الأشهر الستة الأولى من هذا العام قضى 307 شخصاً في محافظة جيلان ومازندران وگلستان غرقاً، حيث بلغ هذا العدد بالقياس إلى الفترة المماثلة لها من السنة الماضية ـ حيث مات فيها 210 أشخاص غرقاً ـ زيادةً بلغت نسبتها 46,1%.

طبقاً لهذا التقرير فقد شكّل عدد الضحايا من الرجال الغرقى في الأشهر الستة الأولى من هذه السنة 275 رجلاً، بينما بلغ عدد الضحايا من النساء 32 امرأة، كما كانت أعمار الغرقى، البالغ عددهم 109 شخصاً، تتراوح ما بين 21 إلى 30 سنة، حيث تبلغ نسبتهم 35,5% من مجموع الغرقى.

وفي الأشهر الستة الأولى من هذه السنة احتلّت محافظة مازندران المرتبة الأولى في عدد الغرقى، حيث بلغت 182 حالة، تليها محافظة جيلان، حيث بلغ عدد القتلى فيها 92 غريقاً، ثمّ گلستان، حيث بلغ عدد الغرقى فيها 33 غريقاً.

ومن بين هذه الأشهر الستة كانت الحصة الأكبر لشهر مرداد، حيث سجّل 104 حالة وفاة بسبب الغرق، وكانت 70 حالة منها قد وقعت في سواحل محافظة مازندران، و28 حالة في سواحل محافظة جيلان، وستّ حالات في سواحل محافظة گلستان. (موقع im0.ir، بتاريخ: الثلاثاء، الموافق للحادي عشر من شهر مهر سنة 1391هـ.ش).

([37]) أشار (عادل آذر) إلى أن إيران إذا قيست ببلدٍ مثل: اليابان ـ من ناحية امتلاكها للمصادر الطبيعية، من قبيل: النفط والغاز والثروات الأخرى ـ سندرك أن إيران تعيش وضعاً مثالياً، ومع ذلك نجد بلداناً، من قبيل: اليابان وكوريا الجنوبية وتركيا، تتمتّع بمكانةٍ اقتصادية أفضل. ثم أضاف قائلاً: إن مرتبة إيران الاقتصادية في العالم تقع ضمن البلدان بعد المئة ـ للأسف الشديد ـ، كما تحتلّ المرتبة الخامسة والسبعين بين سائر البلدان الأخرى من ناحية الرفاه الاقتصادي. هذا، ويرتفع حجم التضخُّم في إيران إلى عددٍ من رقمين. إن لهذه المشاكل ـ بطبيعة الحال ـ أسباباً متعدّدة، وبعضها يعود بجذوره إلى عمق المسائل التاريخية، ومشاكل الحكومات السابقة، ولا سيَّما في القرن الأخير.

قال المدير الحالي لمركز الإحصاء في إيران: لقد كانت ميزانية الإعمار في عام 1387هـ.ش ـ على سبيل المثال ـ قد بلغت ألف مليار تومان. بَيْدَ أن قسماً كبيراً من هذه الميزانية قد تمّ التفريط بها أو تبديدها؛ بسبب سوء الإدارة السابقة أو عدم كفاءتها. إن هذه المشاكل تمثِّل أكبر الآفات التي تهدّد اقتصاد البلد. واليوم؛ بسبب البطالة والتضخّم وعدم السيطرة على السيولة النقدية ـ رغم امتلاك إيران للمصادر الطبيعية الضخمة ـ، هناك أكثر من عشرة ملايين شخص يرزحون تحت خطّ الفقر المدقع، وأكثر من ثلاثين مليون يعيشون تحت خطّ الفقر النسبي. (موقع آفتاب، بتاريخ: 7 / خرداد / 1391هـ.ش).

([38]) إن نسبة البطالة ـ طبقاً لأحدث التقارير الصادرة عن مركز الإحصاء في إيران ـ قد بلغت في ربيع العام الجاري 12,9%. فقد أشار التقرير الأخير الصادر عن مركز الإحصاء الإيراني إلى أن نسبة البطالة بين السكّان البالغ أعمارهم فوق العشر سنوات خلال ربيع عام 1391هـ.ش قد بلغ 12,9%، وهو بالمقارنة إلى شتاء عام 1390هـ.ش، حيث بلغت نسبة البطالة 14,1%، قد شهد انخفاضاً بنسبة 1,2%.

وفي ذات هذا التقرير فقد بلغت نسبة المشاركة 38,2%، وهذه النسبة بالقياس إلى النسبة المعلنة في الشتاء المنصرم قد شهدت تحسُّناً بنسبة 2,3% أيضاً. بَيْدَ أن مقارنة نسبة البطالة في ربيع العام الجاري إلى الفترة المشابهة لها في عام 1390هـ.ش تشير إلى ارتفاع البطالة بنسبة 0,6%، وهو بطبيعة الحال ينطوي على انخفاظ بنسبة 0,6% في حجم مشاركة السكّان الذين تتجاوز أعمارهم عشر سنوات.

هناك حالياً ـ طبقاً لهذا التقرير ـ 3,1 مليون ـ فوق عشرة أعوام ـ عاطلٍ عن العمل، ومن بين هذا العدد هناك ما يعادل 2,6 مليون شخص من سكان المدن، وخمسمئة ألف شخص من سكان القرى (موقع شفاف، بتاريخ: 22 / مرداد / 1391هـ.ش). تشير دراسة نتائج إحصاء الأيدي العاملة لعام 1390هـ.ش إلى ارتفاع نسبة البطالة في ثمان محافظات إلى عددٍ من رقم واحد، وفي 23 محافظة إلى عددٍ من رقمين. وعلى أساس هذا التقرير حصلت محافظة يزد على أدنى نسبةٍ، حيث بلغت نسبة البطالة فيها 6%، وحصلت محافظتي ألبرز ولرستان على أعلى نسبة، حيث بلغت نسبة البطالة فيهما على التوالي: 19,3% و19,2%.

طبقاً لإحصائية مركز الإحصاء في إيران كانت المحافظات الأدنى من حيث نسبة البطالة عبارة عن المحافظات التالية: يزد بنسبة 6%، وخراسان الجنوبية وزنجان بنسبة 8,4%، وكلستان بنسبة 8,7%، وآذربيجان الشرقية بنسبة 8,8%، وخراسان الرضوية بنسبة 9,1%، وقم بنسبة 9,8%، وسيستان وبلوشستان بنسبة 9,9%.

كما أن النسبة الأكبر من حيث البطالة فهي من نصيب المحافظات التالية: محافظة ألبرز بنسبة 19,3%، وفارس 18,5%، وجيلان بنسبة 16,6%، وإيلام وكرمانشاه بنسبة 15,7%، وكهكيلوية وبوير أحمد بنسبة 14,1%، وكردستان بنسبة 14%، وچهار محال وبختياري بنسبة 13,3%، وإصفهان بنسبة 13,2%، وآذربيجان الغربية بنسبة 13%، وأردبيل بنسبة 12,7%، وقزوين وهمدان بنسبة 12,4%، وخراسان الشمالية وكرمان بنسبة 12,1%، وطهران بنسبة 11,3%، وبوشهر ومركزي وهرمزكان بنسبة 11%، وخوزستان بنسبة 10,5%، وسمنان بنسبة 10,3%، ومازندران بنسبة 10,2%.

مقارنة البطالة في المحافظات في عامي 1389 و1390هـ.ش: طبقاً لهذا التقرير، في مجموع 31 محافظة سنة 1390هـ.ش، كانت نسبة البطالة في 23 محافظة من رقمين، وثمانية محافظات من رقمٍ واحد، بينما في مجموع 30 محافظة سنة 1989هـ.ش، كانت النسبة في 24 محافظة من رقمين، وفي ستّ محافظات من رقمٍ واحد. وعليه، طبقاً لهذا التقرير، كانت نسبة البطالة سنة 1390هـ.ش بالمقارنة إلى سنة 1389هـ.ش قد شهدت انخفاضاً وتراجعاً في 21 محافظة، وهي المحافظات التالية: آذربيجان الشرقية، وأردبيل، وإصفهان، وإيلام، وبوشهر، وطهران، وچهار محال وبختياري، وخراسان الجنوبية، وخراسان الرضوية، وخوزستان، وزنجان، وسمنان، وسيستان وبلوشستان، وفارس، وقم، وكردستان، وجيلان، ومازندران، وهرمزگان، وهمدان، ويزد. بينا شهدت نسبة البطالة في عام 1390هـ.ش بالمقارنة إلى عام 1389هـ.ش ارتفاعاً وزيادة في المحافظات التالة:آذربيجان الغربية، وخراسان الشمالية، وقزوين، وكرمان، وكرمانشاه، وكهكيلوية وبوير أحمد، وگلستان، ولرستان، ومحافظة مركزي. (موقع تابناك، بتاريخ: 28 / فروردين / 1391هـ.ش).

([39]) تحتلّ إيران المرتبة السادسة من بين 218 بلداً في العالم من حيث النسب العالية للسجناء. وفي ما يلي قائمة صادرة عن مركز الدراسات العالمي للسجناء في العالم. (موقع آفتاب نيوز، بتاريخ: 8 / آذر / 1391هـ.ش):

([40]) هو السيد علي الحسيني الخامنئي.

([41]) انظر موقع: KHMAMNEEI.IR (لقاء شباب محافظة خراسان الشمالية، بتاريخ: 23 / 7 / 1391هـ.ش).

([42]) موقع شركة الاتصالات في إيران: (Tci.ir).

([43]) مقالة (گوهر وصدف دين)، بقلم: (الشيخ عبد الله جوادي الآملي)، المنشورة في مجلة (پاسدار إسلام)، العدد 225: 8 ـ 9، سنة 1379هـ.ش.

([44]) للمزيد من الاطلاع انظر: كتاب (مدارا ومديريت): 3 ـ 4، لمؤلِّفه: عبد الكريم سروش.

([45]) للمزيد من الاطلاع انظر: المصدر السابق: 4 ـ 6.

([46]) الآراء والسلوكيات الدينية للشباب ودلالاتها على المعلومة.

([47]) دراسة المعتقدات الدينية والتوجُّهات العلمانية والأصولية بين الشباب الجامعي.

([48]) دراسة مسار تقبُّل الشباب المتديِّن اجتماعياً.

([49]) إعداد وبنية اختبار التوجُّه المذهبي استناداً إلى الإسلام.

([50]) مسعود آذربايجاني، تهيه وساخت آزمون جهت گيري مذهبي با تكيه بر إسلام: 24.

([51]) دراسة أوضاع التديُّن بين مستخدمي الإنترنت.

([52]) دراسة حجم وأنواع التديُّن بين الجامعيين.

([53]) المباني النظرية للمعايير الدينية.

([54]) محمد باقر الصدر، المدسة القرآنية: 39 ـ 40، دار التعارف، 1410هـ.

([55]) ابن تيمية، منهاج السنّة النبوية 5: 88؛ مجموع الفتاوى 19: 206. وانظر أيضاً: دايره المعارف بزرگ إسلامي 9: 383. والكتاب الذي صدر مؤخّراً تحت عنوان: ابن تيمية وتقسيم الدين إلى أصول وفروع: 93 ـ 95، لمؤلِّفه: عبد الله بن محمد بن خضر الزهراني، مكتبة الرشد، 2011م ـ 1432هـ.

([56]) العلاّمة الحلّي، الباب الحادي عشر: 3.

([57]) الميرزا القمّي، أصول دين: 5. (مصدر فارسي).

([58]) العلاّمة الحلّي، الباب الحادي عشر: 2 ـ 3.

([59]) الميرزا القمّي، أصول دين: 5. (مصدر فارسي).

([60]) السيد محمد كاظم اليزدي، العروة الوثقى 1: 597، شرائط إمام الجماعة، المسألة رقم 13.

([61]) المصدر السابق 1: 448، واجبات الصلاة.

([62]) مستند العروة الوثقى 3: 8.

([63]) محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار 70: 73، ح26.

([64]) غرر الحكم: 342، ح7835.

([65]) نهج البلاغة، الخطبة الثانية.

([66]) للاطلاع على ذلك انظر: مجموعه مقالات كنگره بزرگداشت عبد العظيم 1: 129 ـ 160، 193 ـ 244؛ المجلة الفصلية (علوم حديث)، العدد 5: 29 ـ 54؛ والعدد 9: 120 ـ 169.

([67]) لقد أكّد النبيّ الأكرم| والأئمّة الأطهار^ على هذا الأمر مراراً وتكراراً، كما أصرّ عليه العلماء والمتكلِّمون المسلمون أيضاً. ويمكن النظر ـ على سبيل المثال ـ إلى هاتين الروايتين:

1ـ عن السكوني، عن أبي عبد الله× قال: قال رسول الله|: (إن على كلّ حقٍّ حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه). (الكافي 1: 69).

2ـ وعن أبي هريرة، عن النبيّ| قال: (سيأتيكم عنّي أحاديث مختلفة، فما جاءكم موافقاً لكتاب الله ولسنّتي فهو منّي، وما جاءكم مخالفاً لكتاب الله وسنّتي فليس منّي). (سنن الدارقطني 4: 133).

وقد رُوي هذا المضمون في المصادر الحديثية والروائية لدى الفريقين بطرق متعدّدة:

ففي مصادر الشيعة انظر: الكافي 1: 60 و62 و67 و69؛ 6: 58؛ تهذيب الأحكام 7: 275؛ الاستبصار 1: 190؛ الاحتجاج 2: 446 و450؛ أمالي الصدوق: 367، المجلس 58، ح16؛ تحف العقول: 134 و458؛ تفسير العياشي 1: 8 و9؛ جامع الأخبار: 181، الفصل: 141؛ اختيار معرفة الرجال: 224، رقم 401؛ قرب الإسناد 1: 44؛ المحاسن 1: 220 و221 و226؛ عيون أخبار الرضا× 2: 20، الباب 30، ح45؛ بحار الأنوار 2: 235، باب 29، ح20؛ مستدرك الوسائل 17: 306، باب 9، ح21422؛ الإيضاح: 312؛ مجمع البيان 1: 39.

وفي مصادر أهل السنة انظر: سنن الدارمي 1: 146؛ مجمع الزوائد 1: 107؛ المعجم الكبير 21: 244؛ دستور معالم الحكم: 78؛ كنـز العمال 1: 175 و179 و183 و190 و191 و196 و197.

([68]) هناك الكثير من الروايات الدالّة على وقوع الوضع والاختلاق في الأحاديث، وهو ما أكَّد عليه العلماء المسلمون في المراحل اللاحقة. كما تشير المؤلَّفات الكثيرة في هذا الخصوص إلى هذه الظاهرة أيضاً. رُوي عن رسول الله| أنه قال: (أيها الناس كثرت عليَّ الكذّابة). الكليني، الكافي 1: 62. وعن الإمام الصادق× أنه قال: (إنا أهل البيت صدّيقون، لا نخلو من كذّابٍ يكذب علينا). رجال الكشي: 108. وقال الشيخ المفيد صراحةً: (وجملة الأمر أنه ليس كلّ حديثٍ عُزي إلى الصادقين^ حقّاً عليهم، وقد أُضيف إليهم ما ليس بحقٍّ عنهم). الشيخ المفيد، تصحيح الاعتقاد: 147. وقال العلاّمة الشعراني: (وفي كلّ ألف حديثٍ يوجد أكثر من خمسين حديثاً كاذباً قطعاً). الشعراني، المدخل إلى عذب المنهل: 27.

([69]) إن إباحة وشيوع النقل بالمعنى والمضمون هو من القواعد التي يجب الالتفات إليها في تفسير وفهم النصوص الروائية؛ وذلك أن الرواة كانوا في بعض الأحيان ينقلون مسموعاتهم بألفاظ أخرى أو بعباراتٍ شبيهة بما عليه الأصل في إيصال المعنى، وقد قال المحقّق الحلّي في هذا الشأن: (يجوز رواية الخبر بالمعنى، بشرط أن لا تكون العبارة الثانية قاصرةً [عن] معنى الأصل، بل ناهضة بجميع فوائدها؛ لأن الصحابة كانت تروي مجالس النبيّ| بعد انقضائها وتطاول المُدَد، ويبعد في العادة بقاء ألفاظه× بعينها على الأذهان). المحقّق الحلّي، معارج الأصول: 153.

وقال صاحب كتاب (معرفة الحديث)، في معرض كلامه حول كيفية النقل والرواية: (كان بعض الرواة يعتبرون تدوين الحديث وكتابته أمراً حَسَناً، ولكنّهم كانوا يسمعون الحديث ويحفظونه في صدورهم، وحيثما وجدوا فرصةً عمدوا إلى كتابته، وإنْ بألفاظ أخرى. وكان هذا هو دَيْدَن أغلب الرواة. وكان هناك مَنْ يسارع إلى كتابة الحديث فور سماعه؛ لكي ينقله بلفظه، وهم قلّةٌ قليلة من الرواة). انظر: معرفة الحديث: 23.

وهناك من علماء أهل السنّة مَنْ قال: (يشهد حال أكثر الصحابة والمتقدّمين أنهم كانوا ينقلون الرواية بالمضمون؛ والدليل على ذلك نقلهم لحادثةٍ أو قضيةٍ واحدة بألفاظ مختلفة). منهج نقد المتن: 77.

وبذلك يتمّ إرجاع روايات متعدّدة إلى خبرٍ واحد أحياناً. وقد نقل هذا المنهج عن السيد البروجردي في مقام استنباط الحكم (مجلة الحوزة، العدد المزدوج 43 ـ 44: 215 ـ 216 و217؛ آيينه پژوهش، العدد 7: 19؛ البدر الزاهر: 136 و137 و149 و169)، وبذلك فإنها تخرج عن حدود الاستفاضة أو التعدّد، كما لا يمكن إبداء حساسية علمية دقيقة تجاه القوالب المنقولة. وكان سماحته ملتفتاً إلى هذه المسألة في استنباطاته. (انظر: البدر الزاهر: 62). وإنما كان يرى الموضع علامة على صدور الألفاظ عن المعصوم إذا تكرّرت في الأصول المعتبرة. (انظر: المصدر السابق: 126).

([70]) في الدراسات الدينية يجب العمل على جمع كافّة الأقوال والسيرة العملية للنبيّ الأكرم| والأئمة الأطهار^، ثمّ العمل بعد ذلك على استنباطها واستخراجها. إن فصل الروايات من بعضها لا يُعَدّ عملاً صائباً. كما يُعَدّ عدم أخذ السيرة العملية للنبيّ الأكرم والأئمّة الأطهار بنظر الاعتبار منـزلقاً كبيراً.

وعليه لا بُدَّ من تكوين رؤية شاملة للثقافة التي تبلورت على مدى ثلاثة قرون من الزمن. وفي ضوء هذه الرؤية تعمل الكثير من الكلمات على شرح وتفسير بعضها. وكذلك في ضوء السِّيَر العملية يتمّ التعرف على بعض الكلمات الخاطئة أيضاً.

([71]) مجلة الحوزة، العدد المزدوج 43 ـ 44: 145. (مصدر فارسي).

([72]) محمد باقر الصدر، اقتصادنا: 404.

([73]) المصدر السابق: 412.

([74]) مجلة: آيينه پژوهش، العدد 5: 64.

([75]) المصدر السابق: 69.

([76]) انظر: فوائد الأصول 3: 324.

([77]) انظر: مصباح الأصول 2: 235 ـ 239.

([78]) الميزان في تفسير القرآن 10: 351.

([79]) انظر: الميزان في تفسير القرآن 1: 296؛ 6: 57؛ 8: 62 و66 و141 و261؛ 9: 211 ـ 212؛ 10: 349؛ 13: 353؛ 14: 25 و133 و205 ـ 207؛ 17: 174.

([80]) عارف وصوفي چه مي گويد؟: 254 ـ 255. (مصدر فارسي).

([81]) حجّة الإسلام والمسلمين السيد عبد الله فاطمي نيا، موقع alame_amini.blogfa.com، وموقع خبر آنلاين، بتاريخ: 24 / فروردين / 1389هـ.ش.

([82]) رسالة في السير والسلوك: 93.

([83]) المصدر السابق: 94 ـ 95، بشرح وإيضاح: حسن المصطفوي.

([84]) أسرار التوحيد: 199.

([85]) الخواجة عبد الله الأنصاري، مناجات نامة، رقم 278.

([86]) خاطره هاي آموزنده: 345. (مصدر فارسي).

([87]) انظر: إحياء علوم الدين 1: 10 ـ 11، تصحيح: الشيخ عبد العزيز السيروان.

([88]) انظر: كيمياي سعادت 1: 7 ـ 9، إعداد: خديو جم. (مصدر فارسي).

([89]) المصدر السابق 1: 7 ـ 8.

([90]) الوافي 1: 133.

([91]) انظر: شرح أصول الكافي 2: 55 ـ 56.

([92]) الوافي 1: 134.

([93]) روح الله الموسوي الخميني، الأربعون حديثاً: 385 ـ 398.

([94]) انظر: مرتضى المطهَّري، الأعمال الكاملة (مجموعه آثار أستاد شهيد مطهري) 2: 65. (مصدر فارسي).

([95]) انظر: معارف قرآن: 11 ـ 16.

([96]) المصدر السابق: 14.

([97]) (إعداد وتدوين اختبار الاتجاه الديني استناداً إلى الإسلام).

([98]) انظر: مسعود آذربيجاني، تهيه وساخت آزمون جهت گيري مذهبي با تكيه بر إسلام: 65. (مصدر فارسي).

([99]) للمزيد من الاطلاع انظر: حديث پژوهي 3: 55 ـ 65 (مبحث التقرير الموضوعي والمضموني للأحاديث).

([100]) عبد المجيد الشرفي، مفكِّر تونسي، من مواليد مدينة صفاقس. مختصٌّ في الفكر والحضارة الإسلامية.

([101]) ارجعْ في هذا المجال إلى مادّة (ر ح م) في: محمد فؤاد عبد الباقي، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.

([102]) يُسمّيه (علي أومليل) الإسلام المعياري، في كتابه (الإصلاحية العربية).

([103] (Situation hermeneutique.

([104]) انظر أنموذجاً من النظرة التقليدية إلى هذه الظاهرة والنافية لأثر العوامل التاريخية في نشأة المؤسسات الإسلامية في: عبد الحيّ الكتاني، التراتيب الإدارية.

([105]) انظر مثلاً: ترجمتي البهلول بن راشد وسحنون في: محمد الطالبي، تراجم أغلبية مستخرجة من مدارك القاضي عياض، تونس، 1968م.

([106]) من أشهر الأمثلة على ذلك ما فعله علماء الدين بالحلاّج وابن شنبوذ وابن رشد والسهروردي.

([107]) عبد المجيد الشرفي، الإسلام والحداثة: 26 ـ 29.

د. الشيخ مهدي مهريزي(*)

ترجمة: وسيم حيدر

الفصل الأوّل: الكُلِّيات

1ـ بيان المسألة

إن الدين عبارةٌ عن مجموعةٍ متكاملة من بيان الحقائق والعقائد والأمور المعنوية والروحية والقِيَم الأخلاقية والوصايا والتكاليف والشعائر والمناسك. فما هو حظّ كلٍّ من هذه الأمور في التديُّن؟ وما هو الدَّوْر الذي يؤدّيه كلٌّ منها في كمال الإيمان وإتمام الدين؟ يتوق كلّ مسلم إلى معرفة ما هو التأثير الذي يتركه كلٌّ من هذه القِيَم والتعاليم الدينية المتقدمة في تديُّنه.

كما يمكن لنا أن نطرح هذا السؤال بصيغةٍ أخرى، فنقول: ما هي الخصائص والصفات التي يُعْرَف بها الشخص المتديِّن أو المجتمع والحكومة الدينية؟ إن هذه الأسئلة تعود في الحقيقة إلى بيان أهمّ القِيَم التي يتحقق التديُّن بوجودها، وينعدم بانعدامها.

وإذا أردنا أن نبيِّن هذه المسألة بعبارةٍ عصرية أمكن لنا القول: ما هي نسبة التأثير الذي تتركه القِيَم والتعاليم الدينية في التديُّن؟ هل تحتوي جميع هذه الأمور على نسبةٍ واحدة ومتساوية من التأثير والأهمّية أم أن لبعضها نسبة تأثيرٍ وأهمّية أكبر من غيرها من الأمور الأخرى؟

لا شَكَّ في أن التعاليم والقِيَم الدينية ليست على درجةٍ واحدة من التأثير والأهمّية، وهذا ما يمكن التوصّل له بسهولةٍ من خلال النظر في المصادر والمراجع الدينية. وإن التفريق بين الإسلام والإيمان، أو التعريف ببعض القِيَم بكونها أصلاً وأساساً ورُكْناً، يشير إلى هذا الاختلاف والتفاوت في الدرجة والرتبة بينها.

كما نرى هذا التفاوت والاختلاف في كلام بعض المفكِّرين في الإسلام أيضاً. ومن ذلك أن العلاّمة الشعراني قد رأى ـ في كتابٍ له بعنوان (نثر طوبى) ـ فرقاً بين المتشرِّع والمتديِّن؛ إذ قال: «إن الدين في الاصطلاح الصحيح والدقيق يختلف عن الشرع؛ فالشرع عبارةٌ عن القوانين الفقهية، وأما الدين فهو عبارةٌ عن سائر المسائل الأخرى، من قبيل: الأصول والعقائد والأخلاق»([1]).

وعلى أساس هذا التفاوت عمد سماحته إلى فصل المتديِّن عن المتشرِّع بقوله: «كما أن الناس يختلفون بدَوْرهم في التمسُّك بالدين أو الشرع، فكلّ شخصٍ يبدي تشبُّثاً أكبر بأصول الدين يبدي بطبيعة الحال عناية أكبر في العمل بالشريعة والأحكام الفقهية أيضاً، وإن الذي يبدي أهمّيةً أكبر بالعمل يقنع بمجرّد مطابقة أعماله على ظواهر الشرع فقط، ولا يبدي سَعْياً كبيراً لسعادته في الآخرة. فلو سافر في شهر رمضان، وسقط عنه وجوب الصوم، كان ذلك بالنسبة له خيراً من الإقامة والصوم وإدراك سعادة الصيام في شهر رمضان… وفي المعاملات تنحصر همّته بصحّة المعاملة، دون أن يعبأ بحرمتها. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن جماعة من الفقراء الذين جاؤوا إلى رسول الله| وسألوه أن يُعِدّ لهم ما يركبون عليه للمشاركة في القتال، فلم يتمكَّن النبيّ من إجابتهم إلى سؤالهم، فسقط عنهم الجهاد لذلك، ولكنهم مع ذلك حزنوا حزناً شديداً، حتّى أخذت الدموع تجري من مآقيهم، وذلك حيث يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَناً أَنْ لاَ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ﴾ (التوبة: 92). في حين لو أنهم كانوا مجرّد متشرِّعة لشعروا بالسعادة أن سقط الجهاد عنهم بحَسَب ظاهر أحكام الشرع. إلاّ أنهم كانوا متديِّنين، ولذلك شعروا بالحزن؛ بسبب حرمانهم من سعادة المشاركة في الجهاد ونيل ثواب الآخرة. أما الذي يسعده سقوط الجهاد عنه فليس له نصيبٌ من الثواب»([2]).

وإذا أرَدْنا رسم صورةٍ أوضح للمسألة أمكن لنا القول: إن الدين يتألّف من عناصر وتعاليم يمكن اعتبارها بوصفها مقوّمة للدين أو التديُّن. فإذا عمل شخصٌ على الاتصاف والتزيُّن بهذه التعاليم سمّي متديِّناً. وحيث إن تحقيق الجانب الأهمّ من هذه التعاليم أمرٌ داخلي، ولا يمكن مشاهدته، فإن له علاماتٍ واضحةً وملموسة، نطلق عليها مصطلح العناصر المقوّمة، كما نطلق على تلك العلامات الواضحة والملموسة مصطلح الشاخص والخصائص.

إن هذه الدراسة تسعى من جهةٍ إلى بيان العناصر الرئيسة المؤلّفة والمقوّمة للتديُّن؛ كما تسعى من ناحيةٍ أخرى إلى بيان شواخص وخصائص التديُّن، التي تعتبر في الحقيقة من أهمّ التعاليم والقِيَم الدينية.

عندما ننظر إلى التعاليم الدينية ندرك أن جزءاً منها يتألّف من المفاهيم العقائدية، من قبيل: التوحيد والآخرة والنبوّة والإمامة؛ وأما الجانب الآخر من التعاليم الدينية فيعمل على تبيان المفاهيم الأخلاقية المشيرة إلى الصفات الممدوحة والمذمومة لدى الإنسان، والتي تتجلّى في الغالب من خلال العلاقة بين الإنسان وخالقه، ومن خلال العلاقة بين الناس أنفسهم، من قبيل: الرضا، والتسليم، والصدق، والعفو، والإحسان إلى الآخرين؛ والجزء الثالث من التعاليم يختصّ ببيان وتفسير المناسك والشعائر الدينية، من قبيل: الصلاة، والصوم، والزيارة، وإقامة المآتم؛ والقسم الرابع يختصّ ببيان الحقوق وحدودها بين الناس، حيث نجد الجزء الرئيس من الفقه من هذا القبيل. والآن يطرح هذا السؤال نفسه: أيُّ هذه الأقسام الأربعة أو أجزائها تعتبر من الشواخص والخصائص الرئيسة في التديُّن؟

ـ القيام بالأعمال الخارقة للعادة، من قبيل: التنبُّؤ، واكتشاف بواطن الناس ودخائلهم، والخيرة المطابقة للواقع.

ـ التوفيق للبكاء والتضرّع عند المناجاة والتوسّل، وإقامة المآتم والتعازي.

ـ التوفيق للقيام بالأعمال العبادية الكثيرة، من قبيل: الصلاة، والصوم، والزيارات، وإقامة المآتم، وختم القرآن الكريم، وحفظ القرآن.

ـ التوفيق لرؤية صاحب الأمر والتشرُّف بلقائه.

ـ التوفيق للشهادة في سبيل الله.

أو غير ذلك من الأمور، من قبيل: أداء الحقوق، ورعاية الأخلاق، والملاكات الرئيسة في التديُّن.

كما يطرح هذا السؤال نفسه في مجال علم الاجتماع الديني، والمجتمع المتديِّن أيضاً، أي: ما هي الملاكات الرئيسة للتديُّن في المجتمع؟ وهل يمكن اعتبار الموارد التالية من علامات التديُّن؟

1ـ تعدُّد المساجد والصوامع([3]).

2ـ الأسماء الدينية([4]).

3ـ زيارة العتبات المقدّسة (الإمام الرضا في مشهد، وأخته السيدة فاطمة المعصومة في قم المقدّسة، وأخوه السيد أحمد بن الإمام موسى بن جعفر× المعروف بـ (شاه چراغ) في مدينة شيراز، والسيد عبد العظيم الحسني في الرّي، وكذلك الحجّ، وزيارة كربلاء المقدّسة، والنجف الأشرف، وغيرها من البقاع المقدّسة الأخرى([5]).

4ـ النشاطات القرآنية([6]).

5ـ النذور والأوقاف([7]).

6ـ مراقد السادة من أبناء الأئمّة الأطهار^ والأماكن المقدّسة([8]).

كما أن التحلّي بالأخلاق واحترام الحقوق في دائرة الحياة الاجتماعية يُعَدّ بدَوْره من أهم المؤشّرات على التديُّن.

ولا بأس هنا بطرح السؤال على نحوٍ آخر. لو كنا نعيش في مجتمعٍ يراعي فيه المواطنون جميع مظاهر التديُّن السابقة، وكانت الأمثلة والنماذج على التديُّن، من قبيل: المساجد والمراقد والأسماء الدينية، موفورةً في المجتع بشكلٍ كبير، بَيْدَ أننا نواجه في هذا المجتمع مشاكل جادّة على مستوى الحقوق والأخلاق والرفاه والأمن، فهل يمكن اعتبار هذا المجتمع ـ في مثل هذه الحالة ـ مجتمعاً دينيّاً؟ كما لو كان المجتمع مشتملاً على المظاهر التالية إلى حدٍّ كبير:

1ـ تجاوز إنتاج النفايات ضعفي الحجم المسموح به عالمياً([9]).

2ـ استهلاك الطاقة بمقدار أضعاف المستهلك عالمياً([10]).

3ـ استهلاك الدواء بمقدار أضعاف المستهلك عالمياً([11]).

4ـ ارتفاع نسبة الإقبال على جراحة التجميل إلى أضعافها عالمياً([12]).

5ـ استهلاك مستحضرات التجميل بمقدار أضعاف المستهلك عالمياً([13]).

6ـ تبذير الخبز بمقدار ثلث الطحين المستهلك([14]).

7ـ استهلاك الماء في إيران بمقدار ضعف المستهلك عالمياً([15]).

8ـ ارتفاع نسبة خسائر حوادث السير إلى أضعاف أمثالها عالمياً([16]).

9ـ الإحصائية العالية للمخالفات المرورية([17]).

10ـ ارتفاع نسبة الارتشاء إلى ضعف المعدّل العالمي([18]).

11ـ ارتفاع نسبة الغشّ إلى ضعف المعدّل العالمي([19]).

12ـ التطفيف في العمل في الدوائر قد بلغ أضعاف المعدّل العالمي([20]).

13ـ ارتفاع إحصائية المخالفات الإدارية([21]).

14ـ سونامي الشيكات الفاقدة للرصيد والاعتبار([22]).

15ـ ارتفاع نسبة الطلاق إلى ضعف المعدّل العالمي([23]).

16ـ ارتفاع مستوى ظاهرة الفحشاء([24]).

17ـ إحصائية الشجار والعراك في الشوارع أكثر من المتعارف عالمياً([25]).

18ـ إحصائية ونسبة القتل والانتحار أكثر من المعدّل الطبيعي([26]).

19ـ نسبة الإدمان أكثر من المعدّل الطبيعي([27]).

20ـ نسبة هروب العقول أكثر من المعتاد([28]).

21ـ الإحصائية السنوية للقراءة دون المستوى المطلوب([29]).

22ـ معيار فساد المسؤولين([30]).

23ـ تناول المشروبات الكحولية([31]).

24ـ التدخين([32]).

25ـ إحصائية الملفّات القضائية([33]).

26ـ مصاديق الجرم في البلد([34]).

27ـ إحصائية الغشّ والاحتيال([35]).

28ـ ارتفاع حالات الغرق في بحيرة قزوين إلى 44%([36]).

29ـ إحصائية الفقر([37]).

30ـ إحصائية البطالة([38]).

31ـ إحصائية السجناء([39]).

وفي الختام نستعرض ما ذكره السيد القائد([40])، في كلمته التي ألقاها في حشدٍ من شباب محافظة خراسان الشمالية، حيث استعرض فيها إلى حدٍّ ما هذا النوع من المشاكل. ومن ذلك: قوله: لو أخذنا التقدّم الشامل بمعنى بناء الحضارة الإسلامية الحديثة ـ فبالتالي هناك مصداقٌ ملموس وخارجي للتقدّم بالمفهوم الإسلامي، ولنقُلْ: إن غاية الشعب الإيراني وهدف الثورة الإسلامية يتمثَّل بإقامة الحضارة الإسلامية الحديثة، وبذلك نكون قد وضعنا الأمور في نصابها الصحيح ـ فإن لهذه الحضارة شقّين: الشقّ الأوّل: هو الشقّ الآلي؛ والشقّ الآخر: هو الذي يمثِّل الشقّ الصلبي والأصلي والأساسي. ويجب الاهتمام بكلا الشقّين.

فما هو الشقّ الآلي؟ إن الشقّ الآلي عبارةٌ عن القِيَم التي يُنظر إليها اليوم بوصفها مؤشّراً على تقدُّم بلدٍ ما، من قبيل: العلم، والمخترعات، والصناعات، والسياسة، والاقتصاد، والقدرة السياسية والعسكرية، والاعتبار الدولي، والدعوة، وأدوات الدعوة. فهذه الأمور بأجمعها تُعَدّ من أدوات الحضارة، أو من وسائل الحضارة بعبارةٍ أخرى. وقد حقّقنا في هذا الشقّ ـ بطبيعة الحال ـ الكثير من التقدُّم في بلدنا.

وأما الشقّ الحقيقي فهو عبارةٌ عن تلك الأمور التي تشكّل صلب حياتنا، والذي هو عبارةٌ عن نَمَط وشكل الحياة الذي تقدَّم أن ذكَرْتُه. إن هذا الشقّ يمثِّل الجانب الحقيقي والأصلي من الحضارة، من قبيل: شؤون الأسرة، وتقاليد الزواج، ونوع السكن، وشكل الملبس، ونماذج الاستهلاك، وأنواع الطعام، وطرق الطبخ، وأنواع التسلية، وأساليب الخطّ والكتابة، وظاهرة اللغة، وأساليب الكَسْب والتجارة والعمل، وسلوكنا في مكان عملنا، وسلوكنا في الجامعة، وسلوكنا في المدرسة، وسلوكنا في النشاط السياسي، وسلوكنا في الرياضة، وسلوكنا في وسائل الإعلام التي نمتلكها، وسلوكنا تجاه آبائنا وأمهاتنا، وسلوكنا مع زوجاتنا، وسلوكنا مع أولادنا، وسلوكنا مع الرئيس، وسلوكنا مع المرؤوس، وتعاملنا مع أفراد الشرطة، وتعاملنا مع رجال الدولة، وأسفارنا، ونظافتنا وطهارتنا، وسلوكنا مع أصدقائنا، وسلوكنا مع أعدائنا، وتعاملنا مع الأجانب والغرباء. إن هذه الأمور تمثِّل الجوانب الأصلية من الحضارة؛ إذ تمثِّل صلب حياة الإنسان.

…فلو أننا لم نحرز تقدّماً في هذا الشقّ الذي يمثِّل صلب الحياة فإن جميع أنواع التطوُّر والتقدُّم في الشقّ الأوّل لن تجلب لنا السعادة، ولن تمنحنا الأمن والرخاء والطمأنينة… وبطبيعة الحال فإننا في الثورة لم نُحْرِزْ تقدُّماً ملحوظاً في هذا الشقّ، ولم نقُمْ بذلك المقدار من النشاط الذي قمنا به في الشقّ الأوّل. إذن علينا أن نجري دراسةً توصلنا إلى اكتشاف مواطن الخَلَل؛ لنعرف ما هي الأسباب التي أعاقتنا عن التطوُّر والتقدُّم في هذا الجانب؟

…من هنا علينا أن نكتشف مواطن الداء والآفات، بمعنى الاهتمام والالتفات إلى الأضرار الموجودة في هذا الشأن، ونبحث عن أسبابها وعِلَلها. وبطبيعة الحال فإننا لا نريد هنا أن نعتبر المسألة منتهيةً، وإنما نعمل على مجرّد عرض قائمةٍ بها على النحو التالي:

لماذا نجد ثقافة العمل الجماعي في مجتمعنا ضعيفة؟ هذه إحدى الآفات. فعلى الرغم من أن العالم الغربي قد سجَّل هذه الحَسَنة (العمل الجماعي) باسمه، ولكن الإسلام قد سبق الغرب في بيان هذه الحقيقة بمئات السنين؛ إذ نجد الله تعالى يقول في محكم كتابه الكريم: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (المائدة: 2)، و﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: 103)، بمعنى أنه يجب علينا العمل بشكلٍ جماعيّ حتّى في التمسُّك بحبل الله، وعدم التفرُّق عن بعضنا في هذا الشأن.

لماذا تشهد بعض المدن في بلادنا حالات طلاق متزايدة؟

لماذا يقبل شبابنا في بعض أجزاء الوطن على تعاطي المخدِّرات؟

لماذا لا نراعي الضوابط الإسلامية والإنسانية في علاقتنا مع جيراننا؟

لماذا أمسَتْ صلة الأرحام بيننا ضعيفة؟

لماذا لا نلتزم بثقافة قيادة السيارات في الشوارع بشكلٍ كامل؟

هذه آفاتٌ! إن التردُّد في الشوارع أصبح واحداً من مشاكلنا، وليست هي بالمشاكل الهيِّنة، بل هي مسألةٌ جوهرية تتعلّق بأرواح الناس.

ما هي ضرورة السكن في الشقق بالنسبة لنا؟ وما هو مدى الصوابية في ذلك؟ ما هي الضوابط التي تجب مراعاتها في هذا الشأن؟ وما هو حجم مراعاتنا لتلك الضوابط؟

ما هو نوع التسلية السليمة والضرورية؟

ما هو نوع العمارة والبناء في مجتمعنا؟

وبذلك يمكن لنا أن ندرك حجم وتنوُّع المسائل والمفردات الشاملة لجميع نواحي الحياة التي تكمن في مقولة «أسلوب الحياة»، الذي يعني هذا الجانب الرئيس والحقيقي والواقعي من الحضارة، والمتمثِّل بسلوكياتنا.

ما هو مدى تناسب نوع العمارة الراهنة مع حاجاتنا؟ ما هو مقدار المنطقية والعقلانية فيه؟

كيف هو الشأن بالنسبة إلى شكل ثيابنا وأزيائنا؟ ما هو الشأن بالنسبة إلى اتّخاذ الزينة بين رجالنا ونسائنا؟ ما هو المقدار المعقول والمنطقي منها؟ وما هو مقدار الفائدة المترتِّبة عليها؟

هل نحن صادقون في تعاملنا مع بعضنا في الأسواق وفي الإدارات وفي العلاقات اليومية بشكلٍ كامل؟ ما هي نسبة انتشار الكذب بيننا؟ لماذا نتحدَّث عن الآخرين بالسوء في غيابهم؟

هناك مَنْ يمتلك القدرة على القيام بعمله، ولكنّه يتهرَّب من أداء المسؤولية الملقاة على عاتقه، فما هو السبب في ذلك؟

هناك في البيئة الاجتماعية مَنْ يثير صَخَباً لا مبرِّر له، فما هو السبب الذي يدفع البعض منا إلى إثارة الضجيج والصَّخَب، ولا يتحلّى بالحلم والصبر والحكمة؟

ما هو مدى رعايتنا لحقوق الآخرين؟ كم يبلغ حجم مراعاتنا لهذه الحقوق في الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي؟

ما هو مستوى احترامنا للقانون؟ ما هو السبب في ابتلاء بعض الناس بالتهرُّب من القوانين؟ إن هذا التهرُّب يمثِّل ظاهرةً مرضية خطيرة؟

ما هو حجم الوجدان الأخلاقي تجاه الأعمال والوظائف في مجتمعنا؟

ما هو مستوى الانضباط الاجتماعي في مجتمعنا؟

ما هو مقدار الإتقان في الإنتاج؟

ما هو حجم الاهتمام المبذول من أجل التحسين الكيفي في مختلف القطاعات؟

لماذا تبقى بعض الكلمات الجيّدة والآراء الحَسَنة والأفكار الصالحة في حدود الأماني، ولا تأخذ طريقها إلى التطبيق والتنفيذ العملي؟

لماذا تقول لنا التقارير: إن ساعات العمل المفيدة في مؤسّساتنا الإدارية منخفضةٌ جدّاً؟ إن ثماني ساعات من العمل الإداري يجب أن تنطوي على فائدةٍ بمقدار ثماني ساعات، فلماذا تنخفض نسبة العمل المفيد إلى نصف ساعة أو ساعة واحدة أو ساعتين على أحسن التقادير؟! أين هو مكمن المشكلة؟

لماذا تشيع ثقافة الاستهلاك بين الكثير من أبناء شعبنا؟ فهل يُعَدّ الاستهلاك مادّةً للتفاخر؟ إن الثقافة الاستهلاكية تعني أن ننفق كلّ ما نحصل عليه في أمورٍ لا تُعَدّ جزءاً من ضروريات الحياة.

ما الذي يتعيَّن علينا فعله كي نستأصل آفة الرِّبا من مجتمعنا؟

ما الذي يتعيّّن علينا القيام به كي نؤدّي حقّ شريك حياتنا، من الزوج والزوجة والأولاد؟

ما الذي يتعيَّن علينا فعله كي لا تشيع ظاهرة الطلاق وانهيار دعائم الأسرة على نحو ما هو شائعٌ في البلدان الغربية؟

ما الذي يجب علينا فعله لكي تجمع المرأة في مجتمعنا بين الحفاظ على كرامتها وعزّتها وكيانها الأسري وبين أدائها لمسؤوليّتها الاجتماعية، بحيث تجمع بين الحقوق الاجتماعية والحقوق الأسرية؟ فما الذي يمكننا فعله كي لا تضطرّ المرأة إلى اختيار إحدى هذه المسؤوليات فقط؟ إن هذه الموارد تمثِّل جزءاً أساسياً من مشاكلنا.

ما هو مقدار التناسل والإنجاب في مجتمعنا؟ لقد أشَرْتُ إلى أننا قد اتّخذنا قراراً زمنيّاً يحتاج إلى مقطعٍ زمنيّ، ثمّ نسينا زمانه! كأنْ يُقال لك: أيها السيد، اترك حنفية الماء مفتوحةً لساعةٍ واحدة فقط، ثمّ تفتح صنبور الماء وتنصرف! لقد انصرفنا وطوَتْنا الغفلة والنسيان لعشر سنوات أو أكثر، لنصحو بعد ذلك على صوت تقارير تقول لنا: إن مجتمعنا في المستقبل القريب سوف يعاني من الشيخوخة، وإن مجتمعنا سيفقد نضرة الشباب وغضارته. فما هو مقدار التناسل عندنا؟

لماذا تُقام في بعض المدن الكبرى منازل للعازبين؟ كيف تسلّل هذا الوباء الغربي إلى مجتمعنا؟

ما هي الكماليات؟ هل هي شيءٌ قبيحٌ؟ هل هي شيءٌ حَسَنٌ؟ ما هو المقدار القبيح منها؟ ما هو المقدار الحَسَن منها؟ ما الذي يتعيَّن علينا فعله كي لا نتجاوز الحدود الحَسَنة في الحصول على الكماليات، فلا تصل إلى الحدود القبيحة؟

هذه جوانب متنوِّعة من مسائل أشكال وأنماط الحياة، وهناك عشرات المسائل من هذا القبيل، ومنها ما هو أهمّ من الأمور التي ذكرتُها. إن هذه الأمور تمثِّل قائمةً بأسماء الأشياء التي تكوِّن هيكل الحضارة. وإن الحكم على حضارةٍ ما يستند إلى هذه الأمور([41]).

2ـ المفاهيم الرئيسة وذات الصلة

نعمد في هذا الفصل إلى تقديم شرحٍ مجمل للمفردات الرئيسة وذات الصلة بعنوان البحث، ونسعى ـ ضمن الشرح الإجمالي ـ إلى تحديد المعنى المراد منها، ودَوْر كلٍّ منها في هذا البحث.

الدين: تستعمل مفردة الدين بمعنيين: أحدهما: مجموع القضايا الشاملة للعقائد والأخلاق والأحكام؛ والآخر: الدين بمعنى التديُّن.

التديّن: التحلّي والالتزام بالتعاليم الدينية في مختلف أبعاد العقيدة والأخلاق والأحكام، وبعبارةٍ أخرى: تجسيد الحياة الإسلامية، والعيش على طبق تعاليم الإسلام.

المعيار والشاخص: إن للمعيار والشاخص استعمالين؛ فهو إما بمعنى قياس النسبة بين أمرين أو شيئين؛ أو بيان كثرة وحجم الشيء في بيئةٍ محدّدة عبر بيان نسبته المئوية أو الألفية، وعليه يكون الشاخص وسيلة وأداة قياسٍ نسبية.

ومن ذلك، على سبيل المثال، أنه يتمّ قياس المسافات بالمتر أو الكيلومتر (الأمر الذي يُعَدّ شاخصاً ومعياراً بالنسبة لنا)، حيث نحسب الفواصل بين منطقتين بالأمتار أو الكيلومترات. وبحَسَب الحاجة أو الظرف الذي نعيشه نلجأ إلى استعمال المعايير والشواخص.

إن الشاخص يمثِّل في الحقيقة متغيّراً يتمّ استعماله وتوظيفه في تقييم الشرائط والظروف، والمقارنة بين الأمكنة والموقعيّات، وكذلك تقييم الشرائط والاتجاهات في ما يتعلَّق بالأهداف والغايات، وتوفير المعلومات المنبِّهة، والتي تشير إلى التكهُّن والتنبُّؤ بما سيكون عليه الواقع في المستقبل. إن هذه المعلومات تعتبر في بعض أبعاد اتخاذ القرار في غاية التأثير والأهمّية، وعلى هذا الأساس يمكن توظيفها في وضع الخطط والمشاريع وتطبيقها وتقييمها. كما أنها في الوقت نفسه ـ حيث توفّر إمكانية للمقارنة ـ يمكن من خلالها المقارنة بين واقعنا الراهن وما كان عليه الوضع في الأزمنة الماضية، وتوقُّع ما سيكون عليه الأمر في المستقبل.

يقول (ألبرت إنشتاين) في تعريف الشاخص والمعيار: «إن الشاخص والمعيار عبارة عن شيءٍ يساعدنا على إدراك ومعرفة موقعنا من الوجود. فهو يساعدنا على تحديد الاتجاه الذي يتعيَّن علينا سلوكه، وما هي المسافة التي تفصلنا عن بلوغ المقاصد والأهداف والغايات؟ إن الشاخص الجيِّد، إذا تمّ اختياره بشكلٍ صحيح، سيعمل على إنذارنا قبل فوات الأوان، وسوف يساعدنا على تلبية حاجاتنا، والعمل على وضع الحلّ للمشكلة»([42]).

التعابير التركيبية للشاخص: شاخص الشعور بالفساد، وشاخص التنمية البشرية، وشاخص البورصة، وشاخص الأسهم، وشاخص الأنواء الجوية.

المقوّم: بمعنى الأجزاء الرئيسة التي تشكّل الحقيقة المركّبة.

المكوّن: بمعنى الأجزاء التي تدخل في تأليف الحقيقة المركّبة.

جَوْهر الدين وصَدَف الدين (= لُبّ الدين وقشور الدين): يُطلق مصطلح جوهر أو مخّ أو لبّ وحقيقة الدين على التعاليم المعرفية والأخلاقية من الدين، وأما الصَّدَف أو القشور فتطلق على الشرائع والأحكام أو المناسك. لقد كان هذا التقسيم والتبويب مطروحاً بين المسلمين منذ القِدَم، وهو الذي أدّى إلى اندلاع المواجهات بين الصوفية والفقهاء؛ إذ كان الصوفيون والعرفاء ـ على ما يبدو ـ يسعَوْن للبحث عن جوهر ولبّ الدين، بينما اقتصرت همّة الفقهاء في البحث عن الأصداف والقشور أو الشريعة والأحكام.

وقد أشار (الشيخ عبد الله جوادي الآملي) ـ ضمن التزامه بهذا التعريف لجواهر الدين وأصدافه ـ قائلاً: «وعليه إذا تمّ التعبير عن الشريعة بالصَّدَف لا بُدَّ من الالتفات إلى أن وظيفة الصَّدَف تتلخّص في الحفاظ على ذلك اللُّبّ والجوهر، كما هو الحال في السراج والكوّة أو المصباح والزجاجة؛ حيث تعمل الزجاجة على حماية المصباح والشعلة من الانطفاء، فلو لم يكن هناك مصباحٌ، ولا زجاجةٌ، فإن الشعلة ستخبو عند أوّل نسمة تعصف بها، ولن يستطيع المرء أن يهتدي إلى الطريق وسط الظلام الدامس. وإذا تمّ تجاهل الشريعة فإن ذلك سيؤدي إلى التخلّي عن أصل الدين والتوحيد… إذا أردنا التعبير عن أصول الدين بـ (جواهر الدين)، وعن فروع الدين بـ (أصداف الدين)، يجب علينا الالتفات إلى أن الأصول الاعتقادية في الدين تؤدّي إلى تبلور فروع الدين، وفروع الدين هي التي توفّر أرضية الحفاظ على أصول الدين وتعزيزها. وعلى هذا الأساس إذا كان الشخص مؤمناً بوجود الله ويوم القيامة يجب أن يكون من الملتزمين بالصلاة والعبادة والطهارة، وعليه أن يتجنّب اقتراف المعاصي، وأن يكون مطيعاً للذات الربوبية المقدَّسة، حتّى يؤدّي ذلك إلى إنعاش وازدهار أصول الدين، بحيث إن هذه الأعمال هي التي تؤدّي إلى تقوية وترسيخ الرؤية التوحيدية لدى الإنسان»([43]).

وجود الدين وماهية الدين: إن المراد من وجود الدين هو ذلك الشيء الذي يتحقّق في الخارج، وعلى الصعيد التاريخي والزمني، وهو الذي يشكّل للباحث والطالب مادّةً وموضوعاً لدراسة علم الاجتماع. وأما ماهية الدين فهو المضمون والمحتوى الداخلي وتعاليم الدين ومعارفه التي تخضع للتحليل والدراسة من قِبَل المتكلِّمين والفقهاء. وأحياناً يتمّ التعبير عن هذين المفهومين بـ (الروح والجَسَد) أيضاً؛ حيث يمثِّل الجسد المظهر الخارجي من الدين، وأما الروح فيتمثَّل بالرسالة التي حملها الرسول إلى الناس([44]).

ذاتيات الدين وعرضيات الدين: إن الأمور الذاتية للدين هي الأمور التي يأتي بها النبيّ في كلّ بيئةٍ يُبعث إليها بالضرورة؛ وأما الأمور العَرَضية فهي الأمور التي يقتضيها نوع البيئة والظروف الزمانية والتاريخية والثقافية. ومن ذلك ـ مثلاً ـ: اللغة العربية؛ فإنها بالنسبة إلى الدين الإسلامي تمثِّل عَرَضاً من أعراضه؛ لأنه ظهر في بيئةٍ عربية، وكان الناس في تلك البيئة يتكلّمون اللغة العربية بطبيعة الحال([45]).

ويمكن بيان المفاهيم الثلاثة الأخيرة على النحو التالي:

ينقسم الدِّين إلى:

1ـ ماهية الدين.

2ـ جوهر الدين (الوجود التاريخي والخارجي للدين).

وتنقسم ماهية الدين إلى:

أـ الذاتي.

ب ـ العَرَضي.

وينقسم الذاتي بدَوْره إلى: الجواهر؛ والأصداف (اللباب والقشور).

3ـ جولةٌ حول المصادر

إن مسألة معايير التديُّن أو شواخص وخصائص التديُّن من الموضوعات والمسائل الجديدة في العالم المعاصر؛ حيث تبلورت بعد ظهور علوم النفس والاجتماع، وبتَبَعها علم الاجتماع الديني وعلم النفس الديني في العالم الغربي، وتمّ طرحها في البلدان الإسلامية وإيران أيضاً. ولكنْ هناك شحٌّ كبيرٌ وملحوظٌ في المؤلَّفات الإيرانية في هذا المجال.

وإن الآثار ذات الصلة الإجمالية بهذا الموضوع إنما تمّ تأليفها غالباً في المرحلة التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية في إيران. وفي ما يلي نقدِّم تعريفاً موجزاً بهذه الآثار والتحقيقات، بحَسَب تاريخ نشرها وصدورها:

نگرشها ورفتارهاي ديني نوجوانان ودلالت هاي آن بر نظريه سكولار شدن([46])، بقلم: الدكتور السيد حسين سراج زاده، الأستاذ في جامعة (تربية معلم). وهذا البحث عبارةٌ عن دراسةٍ تحقيقية، وقد نُشر تقريرٌ عنها في مجلة (نمايه پژوهش)، العددان 7 و8، لعام 1377هـ.ش.

وقد جاء هذا التحقيق للإجابة عن السؤال القائل: ما هو نوع الآراء والسلوكيات الدينية للطلاب والتلاميذ؟

يقوم أسلوب التحقيق في هذه الدراسة على البحث والتنقيب والعثور على أدوات جمع المعلومات والمعطيات للإجابة عن السؤال مورد البحث. إن المجموعة التي شكّلت إحصائية هذه الدراسة هم من تلاميذ الثالث الإعدادي في طهران. وقد تمّ اختبارهم على شكلٍ عنقودي عبر مرحلتين. وكان عدد الطلاب الذين خضعوا للاختبار يتكوّن من 391 طالبٍ. وقد استعان الأستاذ (سراج زاده) في هذا التحقيق لقياس التديُّن بأسلوب (غلاك) و(ستارك)، ولكنْ بسبب مقتضى خاصية مجموعة التحقيق (وهم طلاب الصف الثالث الإعدادي) لم يأخذ الكاتب بُعْدَ العلم الديني بنظر الاعتبار. والسبب الرئيس في ذلك يكمن في أن التعليم الديني في إيران يمثِّل جزءاً من التعليم الإجباري في نظام التربية والتعليم الرسمي في البلاد، وغالباً ما يكون مقدار الوَعْي الديني للطلاب ـ بغضّ النظر عن الانتماء الدينيّ ـ تابعاً لمستوى نجاحهم الدراسي. ولذلك من الممكن أن يحصل الطلاب الأذكياء والمُجِدُّون على درجاتٍ عالية في مادة الدين، رغم ضعف تديُّنهم. والعكس صحيحٌ أيضاً، بمعنى أن هناك طلاباً رغم شدّة تديُّنهم، ولكنْ مستوى ذكائهم المتدنّي أو تكاسلهم لا يسمح لهم بالحصول على درجاتٍ عالية في مادة الدِّين. ولذلك عمد كاتب هذه الدراسة إلى تجاوز هذا الجانب، واعتبر التديُّن شاملاً لأربعة أبعاد، وهي: البُعْد الاعتقادي، والبُعْد العاطفي (التجريبي)، والبُعْد الظاهري، والبُعْد المناسكي.

إن معطيات هذا التحقيق تثبت أن الطلاب الذين خضعوا للاختبار يتحلَّوْن بنسبة عالية من التديُّن، بحيث إن 4,2% منهم فقط يعانون من ضعف التديُّن، وإن 45,8% منهم من متوسطي التديُّن، وأن 50% منهم على درجة عالية من التديُّن. والنتائج الأخرى تشير إلى أن المجتمع الإيراني ـ بخلاف المجتمعات والبلدان الغربية ـ يكون فيه تديُّن الطبقات الفقيرة أشدّ منه بين الطبقات الثريّة. والعكسُ صحيح أيضاً.

والنتيجة الأخرى التي تمّ الحصول عليها هي أن درجات تديُّن المجيبين عن الأسئلة في مختلف أبعاد التديُّن متفاوتة، وقد حصل المجيبون عن الأسئلة على أعلى الدرجات في بُعْد العقائد.

إن تحقيق الأستاذ (سراج زاده) يُعَدّ واحداً من التحقيقات التي عملت على توظيف الأساليب الغربية لقياس مستوى التديُّن.

2ـ بررسي اعتقادات ديني وجهت گيري سكولاريستي وبنيادگرائي در بين جوانان دانشگاه([47])، بقلم: السيد هادي مرجائي، العضو في اللجنة العلميّة في مؤسّسة التحقيق والتخطيط للتعليم العالي، سنة 1379هـ.ش.

إن المحقِّق يسعى في هذه الدراسة إلى الإجابة عن السؤال القائل: ما هو واقع التديُّن والعقائد الدينية بين طلاب الجامعات؟

لقد تمّ إنجاز هذه الدراسة على نحو البحث والتنقيب، وتمّ الحصول على المعطيات اللازمة من طريق طرح الأسئلة. وقد تمّ اختيار المجموعة الإحصائية لهذه الدراسة من بين جميع الطلاب المشتغلين بالدراسة وطلب العلم في مختلف جامعات طهران ـ الأعمّ من الحكومية والأهلية ـ، وذلك في العام الدراسي 1379 ـ 1380هـ.ش.

وقد رصد حجم النموذج من طريق أسلوب الاختبار العنقودي متعدِّد المراحل لما يقرب من 608 طالبٍ. إن هذه الدراسة، إلى جانب قياس العقائد الدينية للطلاب في جامعات طهران استناداً إلى البُعْد الفردي للتديُّن، عمدت إلى دراسة التوجُّهات الدينية للجامعيين في إطارٍ مثالي ثنائي، يشمل التوجُّهات الأصولية والتوجُّهات العلمانية.

إن معطيات هذا التحقيق تشير إلى أنه من بين الذين خضعوا للاختبار في ما يتعلَّق بالمعتقدات الدينية هناك 78% يندرجون في المستوى المتوسّط فما فوق، بَيْدَ أن هناك تفاوتاً ملحوظاً في قسم التوجُّهات. وقد حصلت أربعة عناصر في هذا القسم، وهي: عنصر التعاطي بين الدين والسياسة، والدين والدنيا، والدين وعلماء الدين، والتعدُّدية المنهجية، وحجم التوجُّهات العلمانية لدى الجامعيين، على النسب التالية على التوالي: 3,65%، و16%، و43,5%، و48,6%.

تندرج هذه الدراسة ضمن التحقيقات التي لا تعتمد على أسلوبٍ محدّد، والتي تستند في تقييم التديُّن إلى مجرّد الشاخص والحوار فقط.

3ـ بررسي فرايند جامعه پذيري ديني جوانان([48]). لقد قام بهذه الدراسة (السيد أحمد غياثوند)، في أطروحته الجامعية على مستوى الماجستير من جامعة طهران، سنة 1380هـ.ش. وقد سعى في هذه الأطروحة إلى الإجابة عن عدّة أسئلةٍ، وهي:

ـ ما هو واقع وأبعاد التديُّن بين الجامعيين؟

ـ ما هي العناصر والعوامل المؤثّرة على واقع وأبعاد التديُّن بين الجامعيين؟

إن الأسلوب المتَّبع في هذه الأطروحة يقوم على البحث والتنقيب وأدوات جمع المعطيات من خلال طرح الأسئلة.

إن المجموعة الإحصائية في هذه الأطروحة تتألّف من جميع الطلاب والطالبات على مستوى البكالوريوس في المرحلة اليومية في جامعات طهران للعام الدراسي 1379 ـ 1380هـ.ش، في مجال العلوم الإنسانية، والفنّ، والعلوم الأساسية، والهندسة. ويقوم أسلوب الدراسة والتحقيق في هذه الأطروحة على اختيار النماذج العنقودية ذات المراحل المتعدّدة، حيث خضع لهذه الدراسة ما يقرب من 263 طالبٍ وطالبة.

وقد عمد (غياثوند) بعد دراسة أبعاد الدين من وجهة نظر (واتش)، و(دواس)، و(كمال المنوفي)، و(غلاك)، و(ستارك)، إلى اتّباع أسلوب (غلاك) و(ستارك) في قياس وتقييم التديُّن.

وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن للأسرة والجامعة والأصدقاء تأثيراً مباشراً على تقبُّل المجتمع الديني. كما يتمتّع 56% من الجامعيين على درجة تديُّن قوية، و20% منهم على درجة تديُّن متوسطة، و19% منهم على مستوىً إيماني ضعيف. وفي ما يتعلَّق بأبعاد التديُّن يدرس الباحث خمسة أبعاد، وهي: الاعتقادي؛ والعاطفي؛ والمعرفي؛ والسلوكي؛ والمناسكي. وقد حصل الطلاب في بُعْد المناسك الدينيّة ـ ولا سيَّما منها المناسك الجماعيّة ـ على أدنى الدرجات.

وفي نهاية المطاف يتوصَّل (غياثوند) إلى نتيجةٍ مفادها: وجود نوعٍ من انعدام شكل التديُّن بين الجامعيين. وهي ظاهرةٌ تعبِّر عن نفوذ المعتقدات والقِيَم الجديدة في الدين، وازدهار المؤسّسات الدينية الحديثة إلى جانب المؤسّسات التقليدية.

كما استعان (السيد غياثوند) في تحقيقه لقياس وتقييم التديُّن بالأسلوب الغربي.

4ـ تهيه وساخت آزمون جهت گيري مذهبي با تكيه بر إسلام([49])، بقلم: مسعود آذربايجاني، پژوهشكده حوزه ودانشگاه، سنة 1382هـ.ش، في 172 صفحة.

إن هذا الكتاب ـ الذي تمّ تنظيمه ضمن خمسة فصول تحمل العناوين التالية: الكلّيات والمباني النظرية، وأسلوب التحقيق، وتطبيق البحث، والتحليل الإحصائي لمعطيات البحث، والتحليل النهائي وتفسير المعطيات ـ يسعى من خلال إظهار عناصر التديُّن إلى بيان الطرق العلمية والكمّية في دراسات البحث الديني، عبر الاستفادة من أحدث المعطيات العلميّة.

يرى مؤلِّف هذا الكتاب أن الغاية الرئيسة منه تكمن في تقديم معيارٍ يمكن من خلاله تقييم العناصر الدينية بشكلٍ عامّ، ولا سيَّما على أساس المعايير المستفادة من الدين الإسلامي، والعمل على تحديد مراتب أو درجات ذلك([50]).

وفي فصل الكلّيات يتناول تعريف المفردات وأهداف البحث والتحقيق.

والفصل الثاني ـ الذي هو من أكثر فصول الكتاب تفصيلاً ـ يتناول تعريف الدين والمذهب، والتعريف بهيكل وعناصر الإسلام، وإمكانية القيام باختبارات دينية وأنواع الاختبارات الدينية، وتاريخ القيام بهذه الاختبارات في إيران.

والفصول الثلاثة الأخيرة تتناول إعداد الاختبار على أساس عناصر الإسلام وتحليل وتقييم نتائج هذا الاختبار.

يُعَدّ هذا الكتاب أفضل وأمتن كتابٍ في مجال تقييم التديُّن في مجال الإسلام باللغة الفارسية.

5ـ بررسي وضعيّت دين داري كاربران إينترنت([51]). قام بكتابة هذه الدراسة السيد مهدي مهدوي، كأطروحةٍ على مستوى الماجستير في جامعة طهران، سنة 1383هـ.ش. وقد سعى الباحث في هذا الكتاب إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:

ـ هل النموذج المتداول في تقييم التديُّن، وهو أسلوب (غلاك) و(ستارك)، مناسبٌ لدراسة الدين الإسلامي؟

ـ إذا لم يكن هذا الأسلوب مناسباً فما هو الجرح والتعديل الذي يجب إدخاله عليه؟

ـ ما هي المسائل التي يجب الاهتمام بها في إطار عملنة مفاهيم وأبعاد التديُّن؟

ـ هل إن المجموعة الخاضعة للاختبار والتحقيق في ما يتعلَّق بتقييم التديُّن وطريقة الحوار والاستنطاق مؤثّرة؟

ـ ما هو واقع التديُّن في العالم الافتراضي؟

لقد تمّ إنجاز هذه الدراسة على أسلوب البحث الإنترنيتي، وشملت إحصائيته 408 مستخدمٍ للإنترنيت. وقد عمد السيد (مهدي مهدوي) بعد دراسة أساليب، من قبيل: أسلوب (آلبورت) و(فاج) و(دي جانغ) و(كينغ) و(هانت) و(هيمل فارب) و(كانينغهام) و(بيتشر) و(مارانل) و(بروئين) و(بوان) و(هوغ)، وأسلوب تقييم التديُّن المتَّبع من قِبَل (غلاك) و(ستارك)، إلى الأخذ بنظر الاعتبار نموذجاً سداسي الأبعاد للتديُّن مطروحاً من قِبَل: (دي جانغ) و(فالكند) و(أورلند)، مُستَلْهِماً من أسلوب تقييم التديُّن لـ (غلاك) و(ستارك).

إن الأبعاد المنشودة للسيد (مهدي مهدوي) في تقييم التديُّن على النحو التالي: المعتقدات الدينية، والتجربة الدينية، والمناسك الدينية، والمحرّمات الدينية، والعلم الديني، والتبعات الدينية. وقد عمد السيد مهدي مهدوي في معرض الاستنتاج إلى الإجابة عن الأسئلة المطروحة؛ حيث يرى أن نموذج (غلاك) و(ستارك) يناسب دراسة الدين الإسلامي بعد إجراء بعض الجرح والتعديل عليه. وقد أضاف السيد مهدي مهدوي بُعْد المحرَّمات الدينية على أسلوب (غلاك) و(ستارك) لعام 1965م. يذهب السيد (مهدي مهدوي) إلى الاعتقاد بأن النموذج الخماسي لـ (غلاك) و(ستارك) وإنْ كان جامعاً لتقييم التديُّن، إلاّ أن هذا النموذج قائمٌ على أساس النظريات والفرضيات الخاضعة للاختبار، كما أن نموذج التحقيق المشتمل على دينٍ وفرقةٍ خاصّة قابلٌ للتغيير.

إن معدّل البُعْد الاعتقادي في هذا البحث والتحقيق هو بدَوْره ـ مثل سائر التحقيقات المُنْجَزة على أرض الواقع ـ مرتفعٌ. وفي المقابل فإن معدّل بُعْد التَّبِعات الدينية بالقياس إلى سائر الأبعاد منخفضٌ. ويعزو المحقِّق سبب ذلك إلى السيادة والسلطة الدينية.

لقد اعتمد هذا التحقيق في تقييم التديُّن على الأسلوب الغربي، رغم سَعْيه، من خلال إضافة بُعْد المحرَّمات الدينية، إلى أقلمة أسلوب (غلاك) و(ستارك) إلى حدٍّ ما.

6ـ مطالعه ميزان وأنواع دين داري دانشجويان([52]). قام بهذه الدراسة السيد محمد ميرسندسي، كأطروحةٍ له على مستوى الدكتوراه من جامعة (تربيت مدرِّس)، سنة 1383هـ.ش. وكان السؤال الرئيس الذي تناولته هذه الأطروحة على النحو التالي: ما هي أنواع التديُّن في المجتمع الإيراني المعاصر؟

يقوم أسلوب التحقيق في هذه الأطروحة على البحث، كما أن طرح الأسئلة يمثِّل أداةً في جمع المعطيات. والمجموعة الإحصائية الخاضعة لهذه الدراسة تتألَّف من الطلاب الجامعيين من مختلف جامعات طهران، حيث شمل الاستطلاع 417 طالبٍ جامعيّ.

لقد عمد السيد (ميرسندسي) إلى تقسيم التديُّن إلى مستويين، وهما: المستوى المحوري؛ والمستوى القطري. حيث تقوم الطبقة المحورية على الأبعاد الأصلية من الدين (وهي: المناسك، والمعتقدات، والتجربة الدينية)؛ وأما الطبقة القطرية فتشتمل على أنواع التديُّن الأيديولوجي وغير الأيديولوجي، والتديُّن الرسمي وغير الرسمي، والتقليدي والحداثوي، والتديُّن المباشر وغير المباشر.

إن الإطار النظري لهذه الدراسة والأطروحة يتمثَّل في نظرية (برغر) و(لاكمن). وقد سعى الباحث من خلال هذه النظرية إلى تحليل أنواع التديُّن في إطار واقعية الحياة اليومية.

7ـ بررسي تغيير نگرش ها ورفتارهاي ديني جوانان. قامت بهذا التحقيق السيدة مريم زارع؛ للحصول على شهادة الماجستير، في شهر خرداد سنة 1384هـ.ش، من جامعة طهران. وقد سعَتْ في هذه الدراسة إلى الإجابة عن السؤال القائل: ما هو دَوْر الجامعة ـ بوصفها إحدى الأدوات الحديثة ـ وتأثيرها في تديُّن الجامعيين؟

وقد عمدت السيدة زارع، في إطار الإجابة عن هذا السؤال، إلى المقارنة بين مجموعتين من الطلاب الجامعيين وغير الجامعيين. يقوم أسلوب التحقيق في هذه الأطروحة على البحث، كما أن طرح الأسئلة يمثِّل أداةً في جمع المعطيات. والنموذج الإحصائي لهذه الدراسة يتألف من 229 طالبٍ جامعيّ، و174 من الشباب غير الجامعيّ.

وقد قامت الباحثة في هذه الدراسة إلى تقسيم التديُّن إلى ثلاثة أبعاد، وهي: البُعْد الاعتقادي؛ والبُعْد الرؤيوي؛ والبُعْد السلوكي. والبُعْد الرؤيوي يشمل الرؤية الحديثة والتقليدية. والبُعْد السلوكي ينقسم إلى قسمين، وهما: بُعْد السلوك الفردي؛ وبُعْد السلوك الجماعي. وبُعْد السلوك الجماعي ينقسم بدَوْره إلى قسمين، وهما: بُعْد السلوك الجماعي الرسميّ؛ وبُعْد السلوك الجماعي غير الرسميّ.

وقد أثبتت نتائج هذه الدراسة أن معدّل الاختلاف في البُعْد الاعتقادي ضئيلٌ جدّاً، وأن أكثر الأشخاص في البُعْد الاعتقادي كانوا في حدود المتوسِّط فما فوق.

وفي بُعْد السلوك الديني يقوم أكثر من نصف الأشخاص بأعمالٍ وسلوكيات فردية في حدود المتوسّط وأكثر من الحدّ المتوسّط.

وفي بُعْد السلوك الجماعي غير الرسميّ هناك اختلافٌ ذو مغزىً، بمعنى أن غير الجامعيين يشاركون في هذه المراسم أكثر من الطلاب الجامعيين، كما أن مشاركة غير الجامعيين في السلوك الجماعي الرسميّ أكثر بكثيرٍ من مستوى مشاركة الطلاب الجامعيين.

وفي بُعْد الرؤية الدينية تشير النتائج إلى أن الطلاب يميلون في الغالب إلى الرؤية الحديثة، بينما يميل غير الجامعيين إلى الرؤية التقليدية.

ومن النتائج الأخرى التي تمخَّضت عنها هذه الدراسة أن الجامعة بوصفها إحدى المؤسّسات الحديثة قد أدّت إلى فردانية التديُّن، وهذا ما تؤيِّده بعض الحوارت التي تمّ إجراؤها في هذه الدراسة.

إن هذه الدراسة التي قامت بها الباحثة مريم زارع تُعَدّ من بين الدراسات التي لم تتَّبع أسلوباً خاصّاً في دراسة ظاهرة التديُّن.

8ـ مباني نظري مقياس هاي ديني([53])، بقلم: محمد رضا سالاري فر، ومسعود آذربايجاني، وعباس رحيمي نجاد، من مركز أبحاث الحوزة والجامعة، سنة 1384هـ.ش، 704 صفحة.

يحتوي هذا الكتاب على ثمانٍ وعشرين مقالة مختارة من مؤتمر (المباني النظرية والنفسية للمعايير الدينية)، الذي أُقيم من قِبَل عددٍ من المؤسّسات العلمية والثقافية، بتاريخ: شهر إسفند سنة 1382هـ.ش.

وقد تمّ تنظيم هذه المقالات الثمانية والعشرين ضمن أربعة فصول. ونحن نقدِّم قائمةً بعناوين وكتّاب هذه المقالات على النحو التالي:

1ـ تدوين ملاك هاي أرزيابي رفتار ديني فرد مسلمان وپرسش نامه هاي پيشنهادي آن / نزار العاني.

2ـ بنياد كمّي سازي ودين ورزي / حسن بلند.

3ـ درآمدي بر نقش حديث در ساخت مقياس هاي ديني / عباس پسنديده.

4ـ كاركردهاي دين أز منظر مدل تحليل إيمان ديني / محمد رضا خاكي قراملكي.

5ـ ساختار إسلام ومؤلّفه هاي تديُّن به آن / محمد داوري.

6ـ تفاوت هاي فردي در دين داري ومنحني توزيع آن در يك جامعه ديني / محمد رضا سالاري فر.

7ـ مؤلفه هاي دين داري أز منظر خود دين / علي نقي فقيهي.

8ـ مفهوم دين در بستر آزمون هاي روان سنجي / علي مصباح.

9ـ دين ومعنويت نگاهي ديني ـ روان شناختي / رحيم ناروئي نصرتي.

10ـ روانشناسي دين أز ديدگاه فرويد ويونغ / مسعود آذربايجاني.

11ـ روان شناسي ومذهب، أز چالش هاي نظري تا تحوّلات روش شناختي / هادي بهرامي إحسان.

12ـ نگاه مولوي به دين ودين داري / محمد بهشتي.

13ـ گزارشي أز مفهوم وساختار دين أز نگاه إمام محمد غزالي / بهروز رفيعي.

14ـ جستجوي مباني نظري سنجش ويژگي هاي معنوي درمان جويان در تعامل با درمان گران / حسين لطف آبادي.

15ـ مذهب در نگرش نظرية پردازان ودر گستره پژوهش (تحليلي روانشناختي أز مذهب) / عبد الله معتمدي.

16ـ دين، دين داري وشاخص هاي آن أز نگاه علاّمه طباطبائي& / محمد حسين مهوري.

17ـ بررسي روائي وپايائي پرسش نامه خودگرداني مذهب (SRQ-R) / محبوبه ألبرزي.

18ـ گستره پژوهش هاي داخلي در زمينه ساخت مقياس هاي ديني / محمد خداياري فرد.

19ـ ملاحظات روانسنجي سنجش مفاهيم وسازه هاي مذهبي در عرصه روانشناسي / عباس رحيمي نجاد.

20ـ سنجش دين داري واأرزيابي مدل أندازه گيري آن / محمد رضا طالبان.

21ـ تعيين ضابطه ها، ملاك ها، اعتبار وپايائي پرسش نامه / حسن عبد الله زاده.

22ـ مقياس تجربيات معنوي / باقر غباري بناب.

23ـ نكاتي چند درباره معيارهاي مقياس سازي ديني / ولي الله فرزاد.

24ـ ساخت وهنجاريابي مقياس سنجش رشد اعتقادي دانش آموزان مقطع متوسطه شهر تهران / داوود معنوي پور.

25ـ محدوديت ها ومشكلات سنجش دين داري / مسعود آذربايجاني.

26ـ آسيب شناسي سنجش دين داري أز منظر قرآن كريم / محمد علي حاجي ده آبادي.

27ـ پژوهش هاي كيفي وسنجش دين داري / سيد محسن فاطمي.

28ـ تأملي در پيش فرض ها ومحدوديت هاي سنجش دين داري / سيد محمد تقي موحّد أبطحي.

9ـ شاخص هاي دين داري در روايات، بقلم: مهناز قدرتي، وهي أطروحةٌ على مستوى الماجستير، كلّية أصول الدين، سنة 1386هـ.ش، الأستاذ المشرف: مهدي مهريزي.

تمّ السعي في هذه الأطروحة ـ من خلال البحث في أربع مفردات رئيسة، وهي: الدين، والإيمان، والتشيع، والإسلام، في الروايات والأحاديث الشيعية ـ إلى بيان ماهية مقومات التديُّن. لقد عملت الباحثة من خلال استخراج المتغيِّرات الإيجابية والسلبية في هذه المفردات، وترتيب النتائج، على التقييم وإعطاء الدرجات. ومن بين أربعة وستين عنصراً إيجابيّاً تمّ وضع العقل والتقوى والصبر والصدق في المراتب الأربعة الأولى، وفي العناصر السلبية ـ التي بلغت واحداً وأربعين عنصراً ـ كانت المراتب الأربعة الأولى من نصيب: الكذب، وعدم التعقُّل، والتعلُّق بالدنيا، وسوء الظنّ بالآخرين.

تكمن أهمّية هذا البحث في سَعْيه إلى بيان الأولويات والترجيحات الدينية على أساس التعاليم الدينية.

10ـ بحث مكانة العقيدة والعمل والأخلاق في التعاليم الشيعية، بقلم: أحمد رضا عالم، وهي أطروحةٌ على مستوى الماجستير، في جامعة الأديان والمذاهب. الأستاذ المشرف: مهدي مهريزي.

لقد سعى الباحث في هذه الدراسة إلى بيان منزلة ومكانة العناصر الثلاثة، وهي: العقيدة، والأخلاق، والعمل، في ضوء التعاليم الشيعية، على أساس كتاب (الكافي)؛ بوصفه أقدم وأشمل مصدر للروايات الشيعية. وقد عمل الباحث؛ من أجل استخلاص النتائج، على توظيف أربعة عشر أسلوباً، من قبيل: المفردات الرئيسة المتمثِّلة بـ: الإيمان، والدين، والتشيُّع والإسلام، والغاية من البعثة، وعناصر اكتساب الفضائل، وما إلى ذلك، في ضوء قاعدة الحَصْر والمقدّمة وذي المقدّمة، ومن خلال تحليل ما يقرب من مئتي روايةٍ تمّ ترتيب الأخلاق بنسبة 64%، والعمل بنسبة 27%، والعقيدة بنسبة 9%.

ويكمن امتياز هذه الأطروحة في تحليل هذه المسألة من خلال رؤيةٍ دينية.

ومن بين هذه الدراسات العشرة تختصّ الدراسات رقم: 1 و2 و3 و5 و6 و7 بالأبحاث الميدانية، ورقم: 4 و8 بالأبحاث النظرية، ورقم: 9 و10 بالأبحاث الجوهرية والدينية؛ لتعيين المعايير والشواخص.

4ـ إمكان وجواز استخراج الشواخص

هل يمكن لنا تعيين شواخص للتديُّن؟ وهل يجوز ذلك؟ وهل تمّ القيام بهذا الأمر من قِبَل الدين؟

للإجابة عن هذه الأسئلة يمكن الإشارة إلى الأساليب والنماذج المشابهة.

وعندما عرَّف الشهيد السيد محمد باقر الصدر، في كتابه (المدرسة القرآنية)، الحاجة الراهنة للمجتمعات العلمية الإسلامية بضرورة تقديم الأنظمة الدينية قال في الجواب عن السؤال القائل: لماذا لم يبادر الدين إلى القيام بذلك؟: «…وقد يُقال: ما الضرورة إلى البحث لتحصيل هذه النظريات الأساسية واستخلاصها في النبوّة مثلاً، أو في سنن التاريخ، وفي التغيير الاجتماعي، أو في الاقتصاد الإسلامي وغيرها، في حين أننا نجد أن النبيّ| لم يُعْطِ هذه القضايا على شكل نظريّاتٍ محدّدة، وبصِيَغٍ عامّة، وإنما اقتصر على القرآن بهذا الترتيب للمسلمين، وبهذا الشكل المتراكم؟

والجواب: إن هناك اليوم ضرورةً أساسية لاستخلاص وتحديد هذه النظريات، ولا يمكن أن يفترض الاستغناء عن ذلك؛ إذ إن النبي| كان يعطي هذه النظريات، ولكنْ من خلال التطبيق، ومن خلال المناخ القرآني العامّ الذي كان يبيِّنه في الحياة الإسلامية، كان كلّ فردٍ مسلم في إطار هذا المناخ يفهم هذه النظرية، ولو فهماً إجماليّاً ارتكازيّاً؛ لأن المناخ والإطار الروحي والاجتماعي والفكري والتربوي الذي رسمه النبيّ كان قادراً على أن يعطي النظرة السليمة والقدرة السليمة على تقييم الموانع والمواقف والأحداث. أما حيث لا يوجد ذلك المناخ وذلك الإطار تكون الحاجة إلى دراسة نظريات القرآن والإسلام حاجةً حقيقية ملحّة، خصوصاً مع بروز النظريات الحديثة، من خلال التفاعل بين إنسان العالم الإسلامي وإنسان العالم الغربي بكلّ ما يملك من رصيدٍ عظيم ومن ثقافةٍ متنوّعة في مختلف مجالات المعرفة البشرية، حيث وجد الإنسان المسلم نفسه أمام نظرياتٍ كثيرة في مختلف مجالات الحياة، فكان لا بُدَّ؛ لكي يحدِّد موقف الإسلام من هذه النظريات، أن يستنطق نصوص الإسلام، ويتوغَّل في أعماق هذه النصوص؛ لكي يصل إلى مواقف الإسلام الحقيقية، سلباً وإيجاباً؛ لكي يكتشف نظريات الإسلام التي تعالج نفس هذه المواضيع التي عالجتها التجارب البشرية الذكيّة في مختلف مجالات الحياة)([54]).

ومن بين العلوم الإسلامية [الكلام والأخلاق والفقه] نشاهد نماذج من الاجتهاد في الموارد المشابهة، من قبيل: التقسيمات التالية:

ـ أصول الدين وفروع الدين.

ـ أصول الدين وأصول المذهب.

ـ الذنوب الكبيرة والذنوب الصغيرة (الكبائر والصغائر).

ـ أركان الصلاة وواجبات الصلاة.

وفي جميع هذه الموارد عندما نراجع المصادر الأولى، المتمثِّلة بالقرآن والسنّة، لا نجد هذا التقسيم، أو إذا كانت هناك من إشارة إلى هذا الأمر، كما في قوله تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ (النساء: 31)، لا نجد تعريفاً لذلك، ولا تحديداً لمصاديقه. وإنّما توصّل العلماء المسلمون إلى هذه التقسيمات من خلال اجتهاداتهم.

وفي ما يلي نقوم بجولةٍ على بعض هذه الموارد، وذلك على النحو التالي:

أـ أصول الدين وفروع الدين

لم يَرِدْ مصطلح «أصول الدين» في مقابل مصطلح «فروع الدين» ـ وهما مشهوران بين المسلمين غاية الشهرة ـ في القرآن الكريم، ولا في السنّة الشريفة عند الفريقين. فلا نرى في هذين المصدرين ما يدلّ على ذلك.

فقد تمّ وضع هذا المصطلح من قِبَل المتكلِّمين في القرون الإسلامية الأولى. وإن أوّل مَنْ استعمل هذا المصطلح في خصوص الأصول الخمسة هم المعتزلة، وأوّل مَنْ استعمله منهم هو أبو الهذيل العلاّف(حوالي 230هـ).

والشاهد على عدم وجود هذا المصطلح في المصادر القرآنية والروائية مخالفة ابن تيميّة له. فقد أعرب عن مخالفته هذه في عددٍ من مؤلَّفاته، ومن ذلك: قوله: «وَالْفَرْقُ فِي ذَلِكَ بَيْنَ مَسَائِلِ الأُصُولِ وَالْفُرُوعِ، كَمَا أَنَّهُ بِدْعَةٌ مُحْدَثَةٌ فِي الإِسْلامِ، لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهَا كِتَابٌ، وَلا سُنَّةٌ، وَلا إِجْمَاعٌ، بَلْ وَلا قَالَهَا أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ وَالأَئِمَّةِ، فَهِيَ بَاطِلَةٌ عَقْلاً; فَإِنَّ الْمُفَرِّقِينَ بَيْنَ مَا جَعَلُوهُ مَسَائِلَ أُصُولٍ وَمَسَائِلَ فُرُوعٍ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا بِفَرْقٍ صَحِيحٍ يُمَيِّزُ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ»([55]).

إن الغرض من نقل كلام (ابن تيمية) ليس هو تصحيح رأيه، وإنما هو لمجرّد الإشارة إلى أن هذا التقسيم ليس له جذورٌ منصوصٌ عليها في المصادر الإسلامية الأولى، بل هو مجرَّد اجتهادٍ من المتكلِّمين، الذي هو في محلّه أمرٌ صائب، ويمكن إيجاد المبرّرات له في الأدبيّات الإسلامية.

وفي ما يلي نشير إلى نماذج من هذا التقسيم في الكتب الكلامية:

لقد ذكر العلاّمة الحلّي هذا المصطلح في كتاب (الباب الحادي عشر)، وقد عرَّفه الفاضل المقداد قائلاً: «علم الأصول: وهو ما يبحث فيه عن وحدانيّة الله تعالى وصفاته وعدله، ونبوّة الأنبياء والإقرار بما جاء به النبيّ، وإمامة الأئمّة، والمعاد… وسُمّي هذا الفنّ أصول الدين؛ لأنّ سائر العلوم الدينية ـ من الحديث والفقه والتفسير ـ مبنيّةٌ عليه»([56]).

وقد ذهب الميرزا القمّي إلى القول بأن أصول الدين هي: التوحيد والنبوّة والمعاد، وقال في بيان الوجه في تسميتها: «وتُسمّى هذه الأمور بأصول الدين من جهة أن الأصل عبارةٌ عن الجَذْر والأساس وكلّ ما يبنى عليه، مثل: أساس الجدار وجذور الأشجار وأمثال ذلك. وإن سائر العبادات ومسائل الحلال والحرام فروع الدين، أي مثل الجذع والأغصان والأوراق. وعليه فإن أصل كلّ شيءٍ إذا كان ثابتاً سيكون الفرع قائماً عليه، وإنْ لم يكن الأصل ثابتاً لن يكون هناك بقاءٌ وثبات للفرع. فكل مَنْ كانت أصول دينه صحيحةً كان له أملٌ ورجاءٌ بالنجاة، وإنْ كانت فروعه غير سليمة وأعماله غير لائقة، ومهما بلغت بعد الاحتراق كثرةً. وكلّ مَنْ كانت أصول دينه متداعيةً لن تنفعه فروع الدين وأعماله وعباداته الشكلية، مهما بالغ في قيام الليل وصوم النهار»([57]).

ب ـ أصول الدين والمذهب

كما أن مصطلح أصول الدين والمذهب بدَوْره هو من اجتهادات المتكلِّمين؛ حيث استنبطوه من المصادر الدينية.

يرى العلاّمة الحلّي في كتاب (الباب الحادي عشر) أصول الدين في أربعة أمور؛ وذلك إذ يقول: «الباب الحادي عشر: في ما يجب على عامّة المكلَّفين من معرفة أصول الدين… أجمع العلماء كافّةً على وجوب معرفة الله تعالى وصفاته الثبوتيّة والسلبيّة، وما يصحّ عليه وما يمتنع عنه، والنبوّة، والإمامة، والمعاد»([58]).

والملفت أن الشيخ الطوسي يذهب في كتابه (الاقتصاد) إلى اختزال أصول الدين في أمرين، وهما: التوحيد؛ والعدل.

وفي عبارات هذه المرحلة لا يوجد كلامٌ حول مصطلح (أصول المذهب)، وإنما شاع هذا المصطلح في المراحل المتأخِّرة، حيث تمَّتْ إضافته إلى المصطلحات الكلامية الشيعية.

قال الميرزا القمّي في كتابه (أصول الدين): «اعلم أن أصول الدين ثلاثة، وهي: التوحيد؛ والنبوّة؛ والمعاد. وأما العدل والإمامة فهما من أصول المذهب. وعليه فإن مَنْ أنكر الأصل الأوّل من هذه الأصول الثلاثة كان كافراً، لا تحلّ ذبيحته، وتجري عليه سائر أحكام الكفر. وأما إذا أقرّ بهذه الأمور الثلاثة، وأنكر العدل أو الإمامة، لم يكن كافراً، ولكنّه ـ في الوقت نفسه ـ لا يكون شيعيّاً، وهو من أصحاب النار قَطْعاً»([59]).

ج ـ الذنوب الكبيرة والذنوب الصغيرة (الكبائر والصغائر)

ليس هناك نصٌّ في تقسيم الذنوب إلى: كبائر؛ وصغائر، وإنما هو من استنباطات الفقهاء والمجتهدين.

قال السيد محمد كاظم ـ مؤلِّف كتاب (العروة الوثقى) ـ في تعريف المعصية الكبيرة المذكورة في القرآن والسنّة: «المعصية الكبيرة هي كلّ معصيةٍ ورد النصّ بكونها كبيرةً، كجملةٍ من المعاصي المذكورة في محلّها؛ أو ورد التوعيد بالنار عليه في الكتاب أو السنّة، صريحاً أو ضمناً؛ أو ورد في الكتاب أو السنّة كونه أعظم من إحدى الكبائر المنصوصة أو الموعود عليها بالنار؛ أو كان عظيماً في أنفس أهل الشرع»([60]).

د ـ أركان الصلاة وواجبات الصلاة

يتمّ تقسيم أجزاء الصلاة الواجبة إلى: أركان؛ وغير أركان. وقد ذكر صاحب كتاب (العروة الوثقى) في بيان واجبات الصلاة وتقسيمها إلى: ركنٍ؛ وغير ركنٍ ما يلي: «واجبات الصلاة أحد عشر: النيّة، والقيام، وتكبيرة الإحرام، والركوع، والسجود، والقراءة، والذكر، والتشهُّد، والسلام، والترتيب، والموالاة.

والخمسة الأولى أركانٌ، بمعنى أن زيادتها ونقيصتها عمداً وسهواً موجبةٌ للبطلان. لكنْ لا يتصوَّر الزيادة في النيّة بناءً على الداعي. وبناءً على الإخطار غير قادحةٍ. والبقية واجباتٌ غير ركنيةٍ، فزيادتُها ونقصها عمداً موجبٌ للبطلان، لا سهواً»([61]).

وقال السيد الخوئي في بيان الركنية: «فإن مفهوم الركن متقوِّمٌ بما يعتمد عليه الشيء، بحيث يوجب فقده زوال ذلك الشيء. وأما الإخلال من حيث الزيادة فلا مدخل له في صدق هذا المفهوم، ولم يَرِدْ لفظُ الركن في شيءٍ من الأخبار، وإنما هو مجرّد اصطلاحٍ متداول في ألسنة الفقهاء»([62]).

وقال أيضاً: «وأما الزيادة والنقيصة في تكبيرة الإحرام فهما وإنْ كانا متصوَّرين فيها، إلاّ أن الأقوى ـ كما عرفْتَ ـ عدم بطلان الصلاة بزيادة تكبيرة الإحرام سَهْواً. وعليه فلا تكون التكبيرة من الأركان بالمعنى المصطلح، وهو ما يكون زيادته ونقيصته عمداً وسهواً موجباً للبطلان. نعم، هو ركنٌ بالمعنى اللغوي، وهو ما يوجب نقصه البطلان، ولو سَهْواً. وأما الإخلال من حيث الزيادة فلا دَخْل له في كونه ركناً، إلاّ من جهة الاصطلاح، وحيث إن كلمة الركن لم تَرِدْ في آيةٍ، ولا روايةٍ، فلا مانع من عدّ التكبيرة ركناً بلحاظ المعنى اللغوي».

إن جميع هذه الأنشطة العلمية قد جاءت بداعي الإحساس بالضرورة في مقام التعليم أو العمل. وشبيهٌ بهذه الضرورة تطرح نفسها حالياً في مسألة معايير وخصائص التديُّن. فقد تمّ التوصُّل اليوم ـ في العالم المعاصر وفي ظلّ التجربة والعلم البشري في مختلف نواحي الحياة ـ إلى ملاكات ومعايير للتقييم والقياس، وعلى المسلمين بدَوْرهم أن يهتمّوا بهذه المسألة في مجال بيان التعاليم الدينية أيضاً.

5ـ ضرورة وفائدة استخراج الشواخص والملاكات

يمكن لتعيين شواخص وعناصر التديُّن أن يكون نافعاً في الموارد الثلاثة التالية:

1ـ قياس حجم التديُّن.

2ـ تحديد الأولويات في مقام العمل.

3ـ التعرف على الفهم الخاطئ للتديُّن.

ويمكن بيان الشرح الإجمالي لهذه الفقرات الثلاث على النحو التالي:

أـ قياس حجم التديُّن

إن الفائدة الأولى تترتَّب على تحديد الشواخص في قياس التديُّن عند الفرد والمجتمع والدولة. إن هذا القياس مفيدٌ للمقارنة بين سائر الثقافات من جهةٍ؛ والمقارنة بالوضع المنشود للتديُّن من جهةٍ أخرى. يمكن للإنسان المسلم أن يعمل على تقييم نفسه، ويتعرَّف على واقعه الراهن، ويحدِّد المسافة القائمة بينه وبين الحالة المنشودة والمثالية، ويخطِّط لتقليص المسافة إلى حدِّ مَحْوها نهائياً والوصول إلى الغاية المطلوبة.

إن الأوامر الكثيرة الموجودة في التعاليم الدينية، والتي تدلّ على وجوب محاسبة النفس ومراقبتها، إنما تؤكِّد في الحقيقة على هذا الإدراك الفطريّ والعقلي لهذا الأمر. فقد رُوي عن رسول الله| أنه قال: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزنوها قبل أن تُوزَنوا، وتجهَّزوا للعَرْض الأكبر»([63]).

ب ـ تحديد الأولويات في مقام العمل

عند التعرُّف على الأولويات، وما هو الأهمّ والمهمّ؟، يمكن للشخص العامل عند التزاحم بين الأعمال المختلفة أن يقوم باختيار الأفضل؛ فإن التخبُّط والقيام بالأعمال العشوائية والاعتباطية يؤدّي بنا إلى الكثير من الأضرار والخسائر. وهذا الأمر يصدق بشأن الفرد والدولة والمجتمع بشكلٍ كامل. وقد رُوي عن الإمام عليّ× في هذا الشأن أنه قال: «يُستَدَلّ على إدبار الدُّوَل بأربع: تضييع الأصول، والتمسُّك بالغرور، وتقديم الأراذل، وتأخير الأفاضل»([64]).

وقد وصف× المجتمع الجاهليّ، على ما أُثر عنه في نهج البلاغة، قائلاً: «بأرضٍ عالمهم مُلْجَمٌ، وجاهلُهم مُكْرَمٌ»([65]).

ج ـ التعرُّف على الفهم الخاطئ للتديُّن

إن الفائدة الثالثة المترتّبة على تحديد الشواخص والمعايير تكمن في الوصول إلى الأفهام الخاطئة في التديُّن. وكما سنرى فقد تبلورت على طول تاريخ الإسلام مختلف الاتجاهات والتيارات المتنوِّعة في التعريف بالدين. ويمكن لهذا البحث أن يكون مفيداً في تقييمها.

كما تحقّق هذا الأمر من قِبَل أئمّة الدين أيضاً.

وما نشاهده في تاريخ التشيُّع في ما يُعْرَف بعرض العقائد على الأئمّة يمكن أن يكون ناظراً إلى هذه المسألة([66]).

وكذلك الروايات التي تأمر بعرض الحديث على القرآن وسنّة النبيّ الأكرم| تؤكِّد على هذه الحقيقة أيضاً.

6ـ الأصول الموضوعة (الاعتبارية) والفَرَضيات المُسْبَقة

في ما يتعلَّق بمسألة استنباط الشواخص والمعايير من المصادر هناك أصولٌ موضوعة وفرضيات مُسْبَقة، يكمن موضع إثباتها في العلوم الإسلامية الأخرى، من قبيل: علم الكلام، والعلوم القرآنية، وعلم الحديث، وأصول الفقه، وما إلى ذلك. إن هذه الفرضيات المُسْبَقة منها: ما هو عامٌّ، ويتمّ الاستناد إليه في جميع الأبحاث الدينية؛ ومنها: ما هو خاصٌّ بالمسألة مورد البحث فقط.

وفي ما يلي يتمّ التذكير بأهمّ الأصول الموضوعة، والفرضيات العامّة والخاصّة، مع إعادتها إلى مكانتها الأصلية.

1ـ إن القرآن الكريم يمثِّل المصدر والمستند الأوّل لمعرفة الدين. وأما السنّة بمفهومها الواسع والعريض فتمثِّل المصدر الثاني، وهي تستند إلى القرآن في أصل الحجّية وإحرازها. ومن هنا لو حدث التعارض بين القرآن والسنّة ـ مع عدم إمكان الجمع ـ كان القرآن الكريم هو المتقدِّم، ويجب حينها ترك العمل بالحديث، والتوقُّف عند مفاده ومضمونه([67]).

2ـ إن الأحاديث والروايات تواجه الكثير من الآفات التي فرضتها عليها الظروف الثقافية والسياسية والمذهبية، وهي آفاتٌ من قبيل: الوضع والاختلاق([68])، والنقل بالمضمون([69])، والتصحيف، والتحريف، والتقطيع، والضياع، والتفرُّق، وتَبَعية المضامين للأجواء الخاصّة، وما إلى ذلك من الآفات الأخرى.

إن وجود هذه الآفات في الجملة يدعو ـ في مقام الاستناد إلى الأحاديث ـ إلى العمل أوّلاً على تحصيل الاطمئنان بصدورها. ثمّ القيام بعد ذلك بدراسة ألفاظها وتعبيراتها من الناحية الفنّية؛ كي نرى ما هو مقدار إمكانية الاستناد إلى عين الألفاظ الواردة فيه؟ وما إذا كان بالإمكان الاكتفاء بالمضمون الإجمالي للرواية. وفي المرحلة الثالثة لا بُدَّ من العمل على كشف مراد المتكلِّم، من خلال توظيف القواعد الخاصّة بفقه الحديث، من قبيل: الفحص والبحث من أجل التأكُّد من أن الأحاديث تنتمي إلى مجموعةٍ واحدة([70])، والاطمئنان من ثبات ودوام المضمون، وعدم اختصاصه بشرائط وظروف خاصّة أو أشخاصٍ بعينهم.

3ـ الأمر الآخر الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار؛ بوصفه أصلاً موضوعاً، هو مكانة السنّة العملية وسيرة الأئمّة الأطهار^، التي تمثِّل تفسيراً ودعامةً للسنّة القولية، أو بياناً لشرائطها. وقد تمّ تجاهل هذا الأصل في مجال المعرفة الدينية إلى حدٍّ كبير، ولم يتمّ الاهتمام به في العلوم الآلية والتمهيديّة، مثل: علم الحديث وأصول الفقه، إلاّ بشكلٍ باهت جدّاً، في حين أنّ من شأن استخراج وتحليل السنّة العملية أن تلعب دَوْراً كبيراً في إحراز صحّة وعدم صحّة السنّة القولية، والكشف عن مراد المتكلِّم أيضاً.

4ـ إن تاريخ كلّ حادثةٍ وظاهرةٍ يُخْبِر عن كيفيّة وقوعها، ويكون بمنزلة الهوية التي تحدِّث الأجيال الآتية عن هويّتها.

وإن السنّة (قول وفعل وتقرير المعصوم) تشتمل على التاريخ أحياناً. فإن كل حديثٍ إنما صدر لتلبية حاجةٍ، أو الإجابة عن سؤالٍ، أو في مقام بيان حقيقةٍ، أو لبيان حالةٍ خاصّة في بعض الأحيان. وبعبارةٍ أخرى: إن لكلّ حديثٍ أو رواية شأن نزول يساعد التعرُّف عليه في فهم الحديث بشكلٍ أفضل. وإن أوّل فقيهٍ تنبَّه إلى هذه المسألة بشكلٍ جادّ، والتزم بها في منهج الاستنباط وأسلوب التدريس، هو الحاج السيد حسين الطباطبائي البروجردي؛ حيث ذهب إلى الاعتقاد قائلاً: «إن لأحاديثنا شأن نزول، وقد صدرت في أجواءٍ تهيمن عليها أقوال ونظريّات كبار فقهاء أهل السنّة. وقد كانت أحاديث وكلمات أهل البيت^ ناظرةً إلى هذه الفتاوى. فكانت كلماتهم ردّاً على نظرية أو إثباتها. وعليه لا بُدَّ من الوقوف على أجواء المسألة الفقهية؛ كي نفهم المراد الحقيقيّ من الرواية»([71]).

وقد ذهب السيد الشهيد محمد باقر الصدر إلى اعتبار تجريد الدليل الشرعي من ظروفه وشروطه([72]) إحدى آفات الاجتهاد في النصوص الدينية، وعمد إلى توضيح ذلك في قسمين، وقال في قسمٍ منه: «وأما الشكل الآخر من عملية التجريد في دليل التقرير فهو ما يتّفق عندما ندرس سلوكاً معاصراً لعهد التشريع حقّاً، ونستكشف سماح الإسلام به من سكوت الشريعة عنه، فإن الممارس في هذه الحالة قد يقع في خطأ التجريد، عندما يجرِّد ذلك السلوك المعاصر لعهد التشريع عن خصائصه، ويعزله عن العوامل التي قد تكون دخيلةً في السماح به، ويعمِّم القول بأن هذا السلوك جائزٌ وصحيحٌ إسلامياً في كلّ حالٍ! مع أن من الضروريّ؛ لكي يكون الاستدلال بدليل التقرير موضوعياً، أن ندخل في حسابنا كلّ حالةٍ من المحتمل تأثيرها في موقف الإسلام من ذلك السلوك. فحين تتغيَّر بعض تلك الحالات والظروف يصبح الاستدلال بدليل التقرير عقيماً… فمن الخطأ إذن أن نعزل السلوك المعاصر لعهد التشريع عن ظروفه وخصائصه، ونعمِّم حكم ذلك السلوك بدون مبرِّر لكلّ سلوكٍ مشابه، وإنْ اختلف في الخصائص التي قد يختلف الحكم بسببها»([73]).

وقد بيَّن الأستاذ السيد جعفر مرتضى العاملي ضرورة العلم بتاريخ صدور الحديث وفوائده في الدراسات الدينية، قائلاً: «عليكم أن لا تتجاهلوا دَوْر معرفة التاريخ والعلم بالوقائع التاريخية في فهم الروايات والنصوص الدينية؛ فإن جميع الأحداث إنما تتحقّق في إطارها التاريخي. وهناك ارتباطٌ متبادَل بين الإنسان والزمان، بمعنى أن كلّ واحدٍ منهما يؤثِّر في الآخر ويتأثَّر به([74]). ومن هنا فإن الإدراك الصحيح للكثير من النصوص يحتاج إلى معرفةٍ كاملة بالزمان والمكان والشرائط التي صدر الحديث في أجوائها. علينا أن نتعرَّف على البيئة وردود أفعالها في مواجهة النصوص الصادرة. إن معرفة هذه الأمور تساعدنا على فهم حدودها وقيودها، وإدراك إشاراتها ودقائقها. وقد كان لنا مثل هذه النظرة في كتابنا (السوق في ظلّ الدولة الإسلامية)… إن هذا الكتاب ـ رغم صغره ـ يمكنه أن يبيِّن حجم تأثير معرفة الحقائق الخارجية في إدراك طبيعة النصوص الصادرة وأهدافها وغاياتها، ويكشف بوضوحٍ أن هذه المعرفة تمنحنا فضاءً واسعاً لفهم النصوص على نحوٍ أفضل، والاستفادة منها بشكلٍ أكبر»([75]).

5ـ إنما تكون الدلالة والسند ـ في ما يتعلَّق بالمسائل الاعتقادية والأصولية ـ إذا أدّى ذلك إلى الاطمئنان؛ وإلاّ وجب التوقُّف، وعدم إبداء رأيٍ على أساس ذلك باسم الدين. وهذا ما يؤكِّد عليه علماء الأصول والفقهاء والمفسِّرون أيضاً. أجل، إن كثرة وتعدُّد النقل والأسانيد الكثيرة من شأنها أن تورث القطع واليقين بشأن السند، وأما الدلالة فهي تحتاج إلى شواهد وقرائن تفوق مجرَّد الظهور (ظاهر النصّ). كما يمكن لفهم علماء الدين أن يشكِّل قرينةً على الدلالة، إلاّ أن ذلك إنما يكون إذا لم يكن هناك شاهدٌ على الخلاف، وإلاّ وجب تخطئة ذلك الفهم. ومن ذلك ـ على سبيل المثال ـ أن الفقهاء كانوا يعتقدون على مدى قرونٍ بأن ماء البئر داخلٌ في مفهوم الماء القليل، رغم دلالة صحيحة إسماعيل بن بزيع ـ الموجودة في المصادر الروائية ـ على اعتصام ماء البئر.

وفي ما يلي سنذكر بعض الأمثلة في هذا الشأن:

لقد ذهب الشيخ النائيني إلى القول: «في ما يتعلق بأصول العقائد لا يُعتَنَى بالظنّ، بل لا بُدَّ من تحصيل العلم. وحيث ينسدّ باب العلم يمكن الاعتقاد على نحو الإجمال، بمعنى الاعتقاد بالواقع كما هو»([76]).

وإن للسيد الخوئي كلاماً تفصيليّاً، نسوق خلاصته على النحو التالي: «إذا كانت الغاية في مجال أصول العقائد هي المعرفة فإنها لن تحصل بالظنّ، سواء أكانت الغاية من المعرفة عقليّة أم شرعية. وبطبيعة الحال لا مانع من عقد القلب والانقياد للظنّ المعتبر. وأما في الأمور التكوينية والتاريخية فالظنّ المطلق ليس حجّة، ويجوز الظنّ الخاصّ ـ (باعتبار الإخبار عن المتعلّق) ـ طبقاً لمسلك الطريقية، وأما طبقاً لمسلك المنجِّزية فلا يجوز حتّى هذا المقدار»([77]).

وعليه فالنتيجة هي أنه لا يمكن إثبات شيءٍ بخبر الواحد المعتبر في أصول العقائد والتاريخ والأمور التكوينية. وفي ما يتعلَّق بالعقائد ـ بطبيعة الحال ـ يمكن الاعتقاد على أساسها، وأما في الأمور التكوينية والتاريخية فلا يمكن سوى الإخبار، ولا يمكن الحصول على معرفةٍ بالواقع.

يقول العلاّمة الطباطبائي: «إن الخبر إنْ كان متواتراً أو محفوفاً بقرينةٍ قطعية فلا رَيْبَ في حجّيته، وأما غير ذلك فلا حجّية فيه، إلا الأخبار الواردة في الأحكام الشرعية الفرعية إذا كان الخبر موثوق الصدور بالظنّ النوعي، فإن له حجّيةً؛ وذلك أن الحجّية الشرعية من الاعتبارات العقلائية، فتتبع وجود أثرٍ شرعيّ في المورد يقبل الجعل والاعتبار الشرعي. والقضايا التاريخية والأمور الاعتقادية لا معنى لجعل الحجّية فيها؛ لعدم أثرٍ شرعي، ولا معنى لحكم الشارع بكون غير العلم علماً، وتعبيد الناس بذلك»([78]).

وقد أشار العلاّمة الطباطبائي إلى هذه المسألة في الكثير من مواضع تفسيره القَيِّم، وفي تعليقته على كتاب (بحار الأنوار)([79]).

وقال الميرزا جواد الطهراني في هذا الشأن: «في العقائد يجب الاستناد إلى الوثائق المعلومة (من ناحية الصدور والدلالة). ولا ينبغي الاعتقاد بأمرٍ أو الإخبار القطعيّ بالواقع اعتماداً على خبر الواحد غير معلوم الصدور، أو تأويل المتشابِهات على طبق أمزجتنا وأهوائنا دون إرجاعٍ إلى المُحْكَمات… يجب ردّ وتكذيب كلّ حديثٍ مخالف لمُحْكَمات القرآن الكريم أو الروايات المتواترة قطعيّة الدلالة، أو مخالفٍ للعقل الفطري السليم. أما الحديث الذي لا ينطوي على تلك المخالفة (الموجبة لطرحه وتكذيبه)، ولا يرقى إلى مستوى الحديث معلوم الصدور والدلالة (الموجب للأخذ والالتزام بمضمونه)، يجب وضعه في خانة الإجمال والاحتمال، وبعبارةٍ ثانية: يجب التوقُّف فيه، وبعبارةٍ أخرى: إن هذا الحديث المنسوب إلى أهل البيت^ يجب إرجاع علمه إلى أهل البيت أنفسهم، حتّى إذا كان هناك في كتب الروايات آلاف الروايات من هذا القبيل في مختلف الموضوعات، فلا ينبغي طرحه وتكذيبه، ولا التعبُّد بظاهره على نحو الالتزام القطعيّ، ولا فرضه بشكلٍ قطعيّ؛ بسطوة التأويل والتبرير على إحدى نظريات مفكّرٍ أو مجموعة من المفكِّرين… وعليه فإن كلّ موردٍ يكون ظاهر الكلام فيه مخالفاً لضروريّات ومسلَّمات العقول الفطرية السليمة سيكشف ذلك عن أن هذا الظاهر لم يكن مراداً، أو أنه لم يصدر أساساً، إلاّ إذا كان معلوم الصدور، وفي هذه الحالة يجب التصرُّف في المعنى الظاهر»([80]).

وهذا الكلام يسري بشأن السند، كما يسري بشأن الدلالة أيضاً، بمعنى أن الدلالة إنما تُقْبَل إذا كان النصّ (الدينيّ محكماً ومتواتراً)، ولا يُحتمل فيه الخطأ والخلاف. فلا يمكن لنا أن نعتمد على كلّ ظهورٍ أو خبرٍ صحيح في نسبة بعض النتائج إلى الدين في المقولات الأصولية؛ إذ لا يوجد هناك في هذا المجال تعبُّدٌ، لا من قِبَل الشرع، ولا من قِبَل العقلاء.

فعلى سبيل المثال: لو أن شخصاً وَرِعاً ومتعبِّداً وزاهداً (منزَّهاً عن الكذب، وكان بحَسَب مصطلح علماء الرجال متَّصفاً بالضبط والوثاقة) قد تمكَّن من حلّ مسألةٍ رياضية، وقال: إنه قد حلّها بشكلٍ صحيح، فإن هذا الكلام منه لا يورث القطع واليقين، ولا يمكن أخذه بعين الاعتبار، بل لا بُدَّ من الاختبار للتأكُّد من صحّة حلِّه لتلك المسألة الرياضية. في حين أن ذات هذا الشخص إذا نقل لنا خبراً يتعلَّق بالحياة اليومية فإننا سنصدّقه ونقبل ذلك منه؛ اعتماداً على مجرّد وثاقته. والسرّ في ذلك أننا في الحالة الأولى نسعى وراء تحصيل الواقع، حيث لا تعبُّد للعقلاء والشارع فيه؛ وأما في الحالة الثانية فإن العقلاء في ما يتعلَّق بالأمور الاعتبارية وشؤون الحياة اليومية يعتمدون على الاعتبار والتعبُّد، وقد أمضى الشارع هذه السيرة منهم.

إن هذه الروايات يجب إما أن تكون متواترةً ونصّاً في الدلالة، أو أن تقوم في سندها ودلالتها قرائن مورثة لليقين؛ كي نتوصَّل من خلالها إلى استنباط الأحكام. وبطبيعة الحال فإن هذا لا يعني تجاهل الخبر غير المتواتر، ونسارع إلى نسبته إلى الوضع والاختلاق. فلا يسوغ نبذ الروايات غير المتواترة وغير النصّ إذا لم تكن مخالفةً للدليل العقليّ القطعيّ، كما لا يمكن التوصُّل من خلالها إلى رؤية الدين.

6ـ عند حصول التعارض بين القرآن والسنّة، أو بين السنّة اللفظية والعملية، أو بين مجموعتين من السنن اللفظية، يجب عندها إعمال قواعد باب التعارض.

7ـ أسلوب البحث

هناك أمران يجب التأكيد عليهما بوصفهما منهجاً للبحث، وهما:

1ـ إن هذا البحث ينبع من صلب الدين، بمعنى أن العثور على الجواب في هذا الشأن يجب العثور عليه من خلال الرجوع إلى المصادر الدينية الأصيلة [القرآن والسنّة]. وبعبارةٍ أخرى: إن الحصول على المعايير، وما هو المهمّ والأهمّ من الأمور الدينية؟، ليس بالأمر الذي يمكن الحصول عليه من الخارج، أو عبر التحليلات الخارجية، بل لا بُدَّ من اكتشافه واستخراجه من خلال التتبُّع وتحليل معطيات المصادر الأولى والأصيلة.

2ـ إن أسلوب هذا البحث اجتهاديٌّ وتحليليّ، بمعنى أنه يجب الوصول إلى هذا الكشف والاستنباط من خلال توظيف قواعد الفهم وإحراز النصوص الدينية. وبعبارةٍ أخرى: إن هذا البحث متواصلٌ، على غرار جهود الفقهاء والمجتهدين في استنباط الأحكام الشرعية. وبعبارةٍ ثالثة: يجب العمل على دراسة وتحليل هذا الموضوع من خلال الاستفادة من قواعد أصول الفقه، وقواعد علم الحديث، وكذلك توظيف قواعد العلوم القرآنية والتفسير.

8ـ مساحة البحث

إن بحث واستخراج المعايير يتمّ من خلال ثلاثة مجالات، وهي: مجال حياة الفرد المسلم والمتديِّن؛ ومجال المجتمع المتديِّن؛ ومجال الحكومة الدينية، بمعنى أنه يجب العثور على أجوبة الأسئلة التالية:

ـ مَنْ هو المتديِّن؟

ـ ما هو المجتمع الديني؟

ـ ما هو نوع الحكومة الدينية؟

ـ ما هي العناصر والمعايير التي يتكوَّن منها المجتمع الديني والحكومة الدينية؟

وعليه فإن مساحة البحث عبارةٌ عن:

1ـ الفرد المتديِّن.

2ـ المجتمع الديني.

3ـ الحكومة الدينية.

إن الذي يتمّ طرحه أثناء استخراج المعايير إذا لم يكن له قيدٌ وخصوصية سيكون له معنىً عامٌّ، وإذا كان له علامةٌ وقرينةٌ على الاختصاص بإحدى المساحات الثلاثة سيتّخذ معنى محدوداً. وبطبيعة الحال عند استخراج المعايير يتمّ الإتيان بموارد خاصّة ومستقلّة.

الفصل الثاني: الاتجاهات نحو التديُّن

المدخل

نسعى في هذا الفصل إلى بيان الاتجاهات نحو التديُّن، بمعنى: كيف يتمّ تبويب التعاليم الدينية من قِبَل المفكِّرين المسلمين؟ وبعبارةٍ أخرى: ما هو الجزء الأهمّ وما هو الجزء المهمّ من الدين من وجهة نظرهم؟ أو ما الذي اعتبروه أصلاً وما الذي اعتبروه فرعاً؟ إذ إن فهم الكمالات الإنسانية تَبَعاً لاتباع التعاليم الدينية ليس على وتيرةٍ واحدة؛ فهناك مَنْ يرى الحصول على الكرامات والقيام بالأمور الخارقة للعادة كمالاً؛ وهناك مَنْ لا يرى ذلك. وبطبيعة الحال فإن هاتين الرؤيتين تختلفان في النظر إلى أهداف الدين والتديُّن. وعلى سبيل المثال: يمكن النظر إلى النماذج التالية:

إن العلاّمة الأميني، من خلال تأليفه لكتاب الغدير، كان قد وصل إلى كراماتٍ، بحيث كان يشمله الفيض الإلهي([81]).

إن هذا الكلام بحَسَب الظاهر يعتبر الحصول على الكرامة نتيجةً للوصول إلى المقامات المعنوية؛ ولكنْ في المقابل هناك آراء أخرى لا تحمل مثل هذه النظرة إلى الكرامة:

جاء في «رسالة في السير والسلوك»، المنسوبة إلى السيد بحر العلوم: «…ثمّ ينبغي عدم الاغترار بظهور خوارق العادة، وبيان دقائق الأمور، وإظهار الخفايا الآفاقية والأنفسية، وتبدُّل بعض حالاته؛ إذ إن الإشراف على الخواطر، والاطلاع على الدقائق، والعبور على الماء والنار، وطيّ الأرض والهواء، واستحضار المستقبل، وأمثال ذلك، إنما يحصل في مرحلة المكاشفة الروحية، وإن الطريق من هذه المرحلة إلى المنزل المقصود لا نهاية له، ويجب أن تطوى إليه منازل بعدها منازل، ومراحل بعدها مراحل. وما أكثر الذين تجاوزوا هذه المرحلة، ثمّ سقطوا بعدها في أودية اللصوص والأبالسة! وما أكثر الكفّار الذين حصلَتْ لديهم القدرة على الكثير من هذه الأمور!»([82]).

وقال المصطفوي في شرح هذا النصّ: «…وقد اتّضح ضمناً أن المكاشفات الروحية، والاطلاعات الغيبية، والإخبار عن الماضي والمستقبل، واجتراح خوارق العادات، والقيام بالأمور المخالفة للطبيعة، وما إلى ذلك من الحالات والأمور العجيبة، لا يدلّ أيٌّ منها على الكمال، والقرب من العبودية الحقيقية، والإخلاص الكامل، ومقام المرجعية في السلوك»([83]).

وممّا يُؤثَر عن أبي سعيد أبي الخير أنه قيل له: «إن فلاناً يمشي على الماء»! فقال: هذا ما تفعله بعض الضفادع أيضاً. فقيل له: «وإنه يطير في الهواء»! فقال: هذا ما يفعله الذباب أيضاً. ثمّ قيل له: «إنه ينتقل من مدينةٍ إلى أخرى برمشة عينٍ»! قال: الشيطان أيضاً ينتقل من المشرق إلى المغرب في لحظةٍ واحدة… ثمّ قال: لا قيمة لهذه الأمور أبداً، إنما العِبْرة في أن يقيم الرجل بين الناس ويجالسهم وينام ويستيقظ ويأكل ويشرب ويدخل الأسواق ويمارس البيع والشراء وأن يتواصل مع الناس، دون أن يغفل عن ذكر الله لحظةً واحدة»([84]).

وعن الخواجة عبد الله الأنصاري أنه قال: «إنْ طرْتَ في الهواء فأنت برغشةٌ، وإنْ سرْت َعلى الماء فأنت قشّةٌ، كُنْ صاحبَ قلبٍ؛ لتكون شيئاً يُذْكَر»([85]).

وكان الشيخ عبد العلي الطهراني يقول: «إن الكرامات طمث الرجال»([86]).

لبيان هذه الاتجاهات يجب قبل كلّ شيءٍ إيضاح أجزاء وعناصر الدين، كما يجب بيان أبعاد ومساحة التعاليم الدينية. ومن هنا فقد تمّ تنظيم مسائل هذا الفصل ضمن ثلاث مقالات، على النحو التالي:

المقالة الأولى: تقوم بتعريف أبعاد وأجزاء التعاليم الدينية، وتعمل على بيان آراء علماء الدين في هذا الشأن.

المقالة الثانية: تعمل على تعريف الاتجاهات، وتقوم ببيان الآراء المختلفة للعلماء والمفكِّرين الإسلاميين في بيان ما هو الأهمّ والمهمّ من الأجزاء والتعاليم الدينية؟

المقالة الثالثة: تختصّ بذكر نماذج وأمثلة من الأسئلة المطروحة في المرحلة المعاصرة في مجال تقييم التديُّن. وفي الحقيقة فإن المقالة الثالثة تبيِّن بعض الاتجاهات المبيَّنة في المقالة الثانية بشكلٍ عينيّ ومصداقيّ.

المقالة الأولى: نظرةٌ إلى أبعاد ومساحات التعاليم الإسلامية

بالالتفات إلى مساحة التعاليم الإسلامية كان علماء الإسلام يسعَوْن منذ القرون الأولى إلى تقديم هيكليةٍ وتبويبٍ جامع نسبياً للتعاليم الدينية.

وفي ما يلي نقوم بجولة على آراء بعض العلماء والمفكِّرين الإسلاميين:

1ـ رأي أبي حامد الغزالي (450 ـ 505هـ)

إن أقدم تبويب في هذا الشأن يعود إلى أبي حامد الغزالي؛ حيث رأى في كتاب (إحياء علوم الدين)([87])، وكتاب (كيمياء السعادة)([88])، أن علوم الدين وشرائط الإسلام في الأمور التالية: «ماهية المسلم تُعْرَف من خلال بعض العناوين، وهي كالآتي… العنوان الأوّل: أن يعرف نفسه على حقيقتها. والعنوان الثاني: أن يعرف الله تعالى. والعنوان الثالث: أن يعرف حقيقة الدنيا. والعنوان الرابع: أن يعرف الآخرة… وأما أركان التعامل الإسلامي فهي أربعةٌ؛ اثنان منهما يتعلّقان بالظاهر؛ واثنان بالباطن. واللذان يتعلقان بالظاهر هما: الركن الأوّل: امتثال أوامر الله، وهي العبادات؛ والركن الثاني: الاتّصاف بالأدب في الحركات والسكنات والمعيشة، وهي المعاملات. واللذان يتعلّقان بالباطن فهما: الركن الثالث: تطهير القلب من الصفات الرذيلة، من قبيل: الغضب، والبخل، والحَسَد، والتكبُّر، والرياء، وهي التي تُسمَّى بـ (المُهْلِكات) والعقبات الماثلة في طريق الدين؛ والركن الرابع: التحلّي بالأخلاق الفاضلة، من قبيل: الصبر، والشكر، والمحبة، والرضا، والرجاء، والتوكُّل، وهي التي تُسمّى بـ (المُنْجِيات)»([89]).

لقد عمد الغزالي بعد ذلك إلى بيان وشرح هذه المعارف الأربعة بالتفصيل، وبيَّن كلاًّ من هذه الأركان ضمن عشرة أصول:

أركان الإسلام

1ـ ركن العبادة

1ـ العقائد. 2ـ طلب العلم. 3ـ الطهارة. 4ـ الصلاة. 5ـ الزكاة. 6ـ الصوم. 7ـ الحجّ. 8ـ تلاوة القرآن. 9ـ الأذكار والدَّعَوات. 10ـ الأوراد وأوقات العبادة.

2ـ ركن المعاملة

1ـ آداب الطعام. 2ـ آداب النِّكاح والزواج. 3ـ آداب الكَسْب والتجارة. 4ـ طلب الحلال. 5ـ آداب الصُّحْبة. 6ـ آداب العُزْلة. 7ـ آداب السَّفَر. 8ـ آداب السَّماع والوَجْد. 9ـ آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 10ـ آداب الولاية.

3ـ ركن رؤية عقبات الطريق

1ـ رياضة النفس. 2ـ علاج شهوة الفَرْج والبطن. 3ـ علاج آفات اللسان. 4ـ علاج آفات الغضب والحقد والحَسَد. 5ـ علاج حبّ الدنيا. 6ـ علاج حبّ المال وآفة البُخْل. 7ـ علاج حبّ الجاه والحِشْمة. 8ـ علاج الرياء والنفاق. 9ـ علاج التكبُّر والعُجْب. 10ـ علاج الغرور والغفلة.

4ـ ركن المُنْجِيات

1ـ التوبة. 2ـ الصبر والشكر. 3ـ الخوف والرجاء. 4ـ الفقر والزهد. 5ـ الصدق والإخلاص. 6ـ المحاسبة والمراقبة. 7ـ التفكُّر. 8ـ التوحيد والتوكُّل. 9ـ المحبّة والشوق. 10ـ ذكر الموت وأحوال الآخرة.

إن هذا التبويب وإنْ كان مستوعباً لمساحةٍ واسعة من التعاليم الإسلامية، إلاّ أنه تناول في الأعمّ الأغلب الأخلاقيّات، والعبادات إلى حدٍّ ما. وإن القسم العقائدي منه، بالقياس إلى تعاليم الإسلام والقرآن، لا ينطوي على تناسبٍ متعادل.

2ـ رأي الميرداماد (969 ـ 1040هـ)

لقد ارتضى الميرداماد تبويباً معروفاً لتعاليم الإسلام، وصار هذا التبويب هو المُعْتَمَد من قِبَل الكثير من علماء الإسلام بعده. فقد اعتمد في هذا التبويب على أساس الحديث المأثور عن النبيّ الأكرم|: «إنما العلم ثلاثة: آيةٌ مُحْكَمة، أو فريضةٌ عادلة، أو سُنّة قائمة»؛ فقال: الآية المحكمة: معرفة الله والكون والأنبياء والمعاد، وهذا هو الفقه الأكبر. والفريضة العادلة: العلم بالشريعة، وهي السنن والقواعد والحلال والحرام، وهذا هو الفقه الأصغر. والسنّة القائمة: علم تهذيب الأخلاق، وتكميل آداب السفر إلى الله، ومعرفة المُهْلِكات والمُنْجِيات([90]).

وبعده قام صدر المتألِّهين (979 ـ 1051هـ) بذكر هذا التقسيم في شرح هذا الحديث. وقال، بالنظر إلى تبويب أبي حامد الغزالي في كتاب (إحياء علوم الدين): تنقسم العلوم الدينية إلى: علوم معاملة؛ وعلوم مكاشفة. وهذا الحديث يبيِّن علوم المعاملة. والعلوم الدينية المفيدة للإنسان في آخرته تندرج إما في مجال أصول العقائد؛ أو تعود إلى الفروع العملية. وهذه الثانية إما ترتبط بالأعمال الجسدية؛ أو بالأعمال القلبية. وهذا الحديث يسلِّط الضوء على هذه الأقسام الثلاثة. فالآية المُحْكَمة تشير إلى أصول العقائد، والفريضة العادلة إلى الواجبات والمحرَّمات، والسنّة القائمة تشير إلى الأخلاق الفاضلة والحَسَنة([91]).

وذات هذا الشيء قاله الفيض الكاشاني، عند شرح هذا الحديث، مع فارق أنه اعتبر الأخلاق هي الفريضة العادلة، واعتبر أن الحلال والحرام هو الذي يمثِّل السنّة القائمة؛ وذلك إذ يقول: «كأنّ الآية المُحْكَمة إشارةٌ إلى أصول العقائد… والفريضة العادلة إشارةٌ إلى علم الأخلاق… والسنّة القائمة إشارةٌ إلى شرائع الأحكام ومسائل الحلال والحرام…»([92]).

وقد خصّ الإمام الخميني& (1279 ـ 1368هـ.ش) الحديث الرابع والعشرين من كتابه (الأربعون حديثاً) بشرح هذا الحديث النبويّ، ناقلاً كلام أبي حامد الغزالي وصدر المتألِّهين أيضاً، مع نقدهما؛ وذلك إذ يقول: لقد تمّ تقسيم العلوم في هذا الحديث إلى ثلاثة أقسام… فاتّضح أن علوم الشريعة تنحصر بهذه الأقسام [الثلاثة]، بحَسَب البشر والمقامات الثلاثة الإنسانية([93]).

كما ارتضى الشهيد المطهري هذا التقسيم، قائلاً: «إن الإسلام دينٌ جامع وواقعي. فقد لاحظ الإسلام جميع أبعاد الحاجات الإنسانية، الأعمّ من الدنيوية والأخروية، والجَسَدية والروحية، والعقلية والفكرية، أو الحسّية والعاطفية، أو الفردية والاجتماعية».

إن مجموع التعاليم الإسلامية تشتمل بلحاظٍ آخر على ثلاثة أقسام، وهي:

1ـ أصول العقائد: وهي الأمور التي يجب على كلّ فردٍ أن يسعى ويجهد نفسه في طلب الحصول عليها، والتحقيق بشأنها في ما يتعلَّق بعقيدته. وإن الذي يجب على المكلَّف في هذا الشأن هو من نوع العمل التحقيقي والعلمي.

2ـ الأخلاقيات: بمعنى الخصال والصفات التي يجب على كلّ مكلَّفٍ مسلم أن يتحلّى بها، وأن يجتنب ويبتعد عن أضدادها. وإن ما يقوم به الفرد في هذا الشأن هو من نوع مراقبة النفس وتهذيبها.

3ـ الأحكام: بمعنى الأوامر والتكاليف المرتبطة بالنشاط الخارجي والعيني للمكلَّف، الأعمّ من النشاطات المتعلِّقة بالمعاش والمعاد أو الأنشطة الدنيوية والأخروية أو الفردية والاجتماعية([94]).

وهذا التبويب ينطبق على التقسيم المشهور، وهو: أصول الدين؛ وفروع الدين؛ والأخلاق. إن هذا التبويب جامعٌ ومعياريّ تقريباً، ولذلك سوف نعمل على اعتماده وتوظيفه.

3ـ رأي الأستاذ مصباح اليزدي

إنه([95])، بعد نقده للتبويبات الأخرى للتعاليم والمعارف الإسلامية، رأى أن التبويب والتقسيم المطلوب يقوم على أساس محور الله، وذلك على نحوٍ طوليّ (لا عَرْضي)، وذلك ضمن عشر طبقات، بمعنى أن مَعين المعارف القرآنية بمثابة النهر الجاري من منبع الفيض الإلهي، وأنه يسقي كلّ مرحلةٍ يصل إليها بعَذْب مائه (اقتباس من الآية 17 من سورة الرعد). وقال سماحته في ترجيح هذا التقسيم: «…من الأفضل أن نجعل الله محوراً لجميع التعاليم القرآنية؛ إذ ينسجم ذلك مع روح تعاليم القرآن بشكلٍ كامل. وندخل قبل كلّ شيء في مسائل معرفة الله والإنسان، ثمّ نبحث بعد ذلك سائر المسائل الإنسانية من طريق التدبير الإلهي للإنسان، وبذلك سوف نحصل على منظومةٍ منسجمة ومتناغمة من التعاليم، يكون لمحورها أصالةٌ حقيقية واضحة مترابطةُ الحلقات»([96]).

معارف القرآن

1ـ معرفة الله

معرفة الله، والتوحيد، وصفات الله، وعامّة أفعال الله.

2ـ معرفة الكون

خلق الكَوْن، الظواهر المناخية (الرعد والبرق والمطر وما إلى ذلك)، والظواهر الأرضية (الجبال والبحار وما إلى ذلك)، والعرش والكرسي والملائكة والجنّ والإنس.

3ـ معرفة الإنسان

خلق الإنسان، والمنزلة والكرامة، وخصائص الروح، والمسؤولية والاختيار، والمعاد والمصير الأخير، والعلم والمعرفة.

معرفة الطريق

العلم الحصولي، والعلم الحضوري، والعلم الاستثنائي (الوَحْي والإلهام)، وضرورة إرسال الأنبياء والرسل، والنبوة والإمامة العامة.

معرفة الهادي

تاريخ الأنبياء، وكتب الأنبياء، وتاريخ حياة الأنبياء والأئمة المعصومين^، والقرآن كتاب النبيّ.

معرفة القرآن

كيفية نزول القرآن، وجمع القرآن، وإعجاز القرآن، وعلوم القرآن، وأسلوب البيان، ورسالة القرآن.

معرفة الأخلاق

تهذيب النفس وبناء النفس، وكمال الإنسان وسعادته القصوى، وأسلوب التربية والتزكية القرآنية، ودَوْر الإيمان والعمل الصالح.

التعاليم العبادية في القرآن

الصلاة، والصوم، والحجّ، والدعاء، والتضحية، والاعتكاف، ومراعاة الحلال والحرام.

الأحكام الفردية في القرآن

الطعام والشراب، والثياب، والصيد والصيّاد، والعلاقة مع الآخرين.

الأحكام الاجتماعية

أحكام الأسرة، والقوانين المَدَنية والاقتصادية والقضائية والجزائية والسياسية والدولية.

4ـ رأي بعض المحقِّقين

عمد سماحة الأستاذ الدكتور مسعود الآذربيجاني، في كتاب (تهيه وساخت آزمون جهت گيري مذهبي با تكيه بر إسلام)([97]) ـ بعد الإشارة إلى عددٍ من تبويبات التعاليم الدينية ـ إلى القول: «حيث إن كلّ واحدٍ من هذه التبويبات المتقدِّمة لا يتناسب مع هذه الدراسة، فعلينا ـ كما تقدَّم ذكره ـ أن نعمل من خلال الاستفادة من التجارب المتقدّمة على تقديم تبويبٍ يكون من جهةٍ جامعاً نسبياً ومنطبقاً على مجموع التعاليم الإسلامية في مورد التديُّن؛ وأن يكون من جهةٍ ثانية قابلاً للتحوُّل إلى أسئلةٍ أو اختبارٍ نفسيّ.

دراسة الآيات والروايات: كما تقدّم أن ذكرنا في الفصل الثاني، حيث أشَرْنا إلى مباني ذلك، فإن بالإمكان تبويب الآيات والروايات المرتبطة بالتديُّن بشكلٍ رئيس حول موضوع الإيمان وأوصاف وخصائص المؤمن. وعليه طبقاً للتبويب المقبول في الفصل الثاني سوف نشير هنا إلى مضامين الآيات والروايات. إن هذه المجموعة قد شكّلت أساساً لبناء الاختبار، حيث مستودع قائمة الأسئلة المخبرية، ويتمّ تقديمها ضمن عشر مقولات منفصلة:

1ـ الله والإنسان: المعرفة، والاعتقاد، والتوكُّل، والأمل، والمحبّة، والعبادة، والذكر، والشكر، والتلاوة والتدبُّر في آيات الله، والشعور المعنوي والروحي، وحُسْن الظنّ بالله.

2ـ الإنسان والآخرة: الاعتقاد بالحياة بعد الموت، وترجيح كفّة السعادة الأخروية، والاعتقاد بنتائج الأعمال، وخلود الروح، والشَّوْق إلى الجنّة والخوف من النار.

3ـ أولياء الدين: المحبّة، والاعتقاد بالنبوّة والإمامة، والتأسّي، والطاعة، والتوسُّل والارتباط.

4ـ الإنسان والدين: شعائر الدين، والأماكن المقدّسة، والتواريخ المقدّسة، والأشياء المقدّسة، والاستقامة، والتقيُّد بالحدود الشرعية، والاعتقاد بالكتب السماوية للجماعات المؤمنة.

5ـ الجسد والقوة الحيوية: الحفاظ على سلامة النفس، وتعديل الغرائز، ورعاية النظافة والطهارة، والاعتدال والاقتصاد في المعاش.

6ـ الأمور الاقتصادية: البناء، والاعتدال في التملُّك واكتناز الثروة، والمال الحلال، والعمل الحلال، ومساعدة الفقراء والمساكين، والجدّ والإخلاص في العمل، وإتقان العمل.

7ـ العلاقات الاجتماعية: الصدق، والوفاء، والصبر، والأمانة، والالتزام بالعهود والمواثيق، والعفّة والطهارة، والدعوة إلى الخير، ومعاشرة الناس، ومراعاة حقوق الآخرين، والشعور بالمسؤولية، وتجنُّب سوء الظنّ، أو احتقار وإيذاء الآخرين، والرفق وحُسْن المعاملة والمخالطة.

8ـ الأسرة: احترام الوالدين والتعبير عن المحبّة لهما، وتكوين الأسرة، والأسرة مضمار التربية والاختبار، والقول الليِّن واللائق، ومراعاة حقوق الآخرين، وصلة الرَّحِم.

9ـ الإنسان والطبيعة: الاعتبار بالطبيعة، والاستفادة الصحيحة منها، وإعمار البيئة والمحافظة عليها، وعدم الإضرار بالحيوانات.

10ـ الأخلاق الفردية: التقوى (ضَبْط النفس وكَبْح جماحها)، والمراقبة، والتوبة، والمحاسبة، وعزّة النفس، والصبر والاستقامة، والإخلاص، وتجنُّب العُجْب والبُعْد عن حبّ الذات والأنا([98]).

5ـ الرأي المختار

إذا استثنينا هذه التبويبات الأربعة المتقدِّم ذكرها يمكن الحصول على تقسيماتٍ أخرى من خلال تضاعيف تبويب المحدِّثين. فإن كلاًّ من: ثقة الإسلام الكليني، والفيض الكاشاني، والعلاّمة المجلسي ـ على سبيل المثال ـ، قد أقاموا كتبهم المشتملة على التعاليم الدينية على أسس تمثِّل تبويباً للتعاليم الدينية المنشودة لهم([99]).

ويبدو أنه رغم فائدة التقسيمات المطروحة للتعاليم الدينية على طول التاريخ على مستوى التعليم والتعلُّم، ولكنْ يجب أن لا نقيِّد أنفسنا بحَصْرية هذه التبويبات؛ لأن من شأن اعتبار حَصْرية هذه التبويبات أن يقطع الطريق على الفهم الحديث؛ فإننا إنْ تقيَّدنا بحَصْرية تقسيمات العقائد والأخلاق والفقه بالمعنى المتداول قد نواجه بعض المشاكل في التعاطي مع التقسيمات والأطروحات الجديدة.

ومن هنا نرى ضرورة القيام ببعض التغييرات والإصلاحات على التقسيمات المعروفة، وذلك على النحو التالي:

أـ في مجال العقائد يجب العمل على إعطاء الاستقلالية لبعض التعاليم، فما يرتبط بدائرة التعقُّل والتفكير إنما يشكِّل في الحقيقة أساس ومبنى التديُّن أو العقائد التي تمّ التأكيد عليها في التعاليم الدينية كثيراً. وعليه يمكن إدراج هذا النوع من التعاليم الدينية ضمن دائرة التفكير أو العقلانية أو التعابير الأخرى المستقلّة عن العقائد.

ب ـ يجب تقسيم التعاليم الفقهية بدَوْرها إلى قسمين: الأوّل: المناسك والشعائر الدينية؛ والآخر: الحقوق، ونعني بها الأعمّ من الحقوق بين الأفراد أو بين الحكومة والأفراد، أو حقوق الله. وبطبيعة الحال فإن الطرف المقابل للحقّ هو التكليف. ومن هنا يمكن التعبير عنها من زاوية التكليف بالأحكام، بَيْدَ أن الأولويّة والأرجحيّة تكون لكفّة الحقّ.

ج ـ إن شطراً ممّا يتمّ طرحه ضمن عنوان الأخلاق يعود في الواقع إلى الحقوق؛ فإن أداء الأمانة ليس أمراً أخلاقياً، وإنما يندرج ضمن دائرة الحقوق. ومن هذا القبيل: البهتان وما إلى ذلك.

ومن هنا لو قسَّمنا الأخلاق إلى عدّة حلقاتٍ وطبقاتٍ ستكون الطبقة الأولى والسفلى ـ في واقع الأمر ـ جزءاً من الحقوق، فالأخلاق هي الأمور التي تعتبر رعايتها من الكرامة والفضيلة.

د ـ هناك قسمٌ آخر من التعاليم الدينية يتأرجح بين الفقه والأخلاق؛ فتارةً يُبْحَث في الفقه بوصفه من الأمور المندوبة والمستحبّة؛ وتارةً يتمّ بحثه في كتب الأخلاق، في حين أنها في الحقيقة ليست من الأخلاق، ولا من الفقه، بل تعود إلى التقاليد والأعراف الفردية والاجتماعية، التي حظيَتْ باهتمام التعاليم الدينية، من قبيل: آداب الزيارة وصلة الأرحام، وآداب الثياب، والمشي، والأكل، وما إلى ذلك.

فنحن نعبِّر عن هذه الأمور بالآداب والتقاليد، سواء كانت بتأسيسٍ من الدين أو إمضائه لما كان سائداً بين الناس.

هـ ـ إذا تجاوزنا الأمور المتقدِّمة نواجه قسماً آخر من التعاليم هي في واقعها توصيفٌ وتفسيرٌ لعالم المادّة أو أجزائه، من قبيل: ما نراه في كتب الحديث من خصائص بعض الأطعمة أو الأحجار أو المعادن وما إلى ذلك، والتي ذكرها العلاّمة المجلسي تحت عنوان: «كتاب السماء والعالم [الطبيعيات]»، من قبيل: الأفلاك والعناصر والحيوانات والأمكنة وغير ذلك.

و ـ القسم الأخير الذي نراه في المصادر الدينية الأولى عبارةٌ عن رواياتٍ عن التاريخ المتقدِّم أو المرحلة الإسلامية الأولى، والتي يمكن التعبير عنها بالتاريخ والسيرة.

وعلى هذا الأساس فإن التبويب والتقسيم الأوضح، والناظر إلى ما ورد في المصادر، يمكن بيانه على النحو التالي:

1ـ التفكير والتعقُّل.

2ـ الأمور العقائدية.

3ـ الأمور الطبيعية والتكوينية.

4ـ الأخلاق.

5ـ الحقوق.

6ـ الشعائر والمناسك.

7ـ الآداب والتقاليد.

8ـ التاريخ والسيرة.

هذه هي رؤوس التعاليم الدينية. ولا يخفى أن القسم الثالث (الأمور الطبيعية والتكوينية)، وكذلك القسم الثامن (التاريخ والسيرة)، ليس لهما ـ بطبيعة الحال ـ موضوعيةٌ ذاتية، بل يمكن لهما أن يشكِّلا أرضيةً للمباني الاعتقادية والسلوكية.

المقالة الثانية: اتجاهات التديُّن

لم تكن رؤية وفهم المفكِّرين المسلمين للمصادر الدينية طوال التاريخ الإسلامي على نَسَقٍ واحد. وهذا ما يثبته ظهور مختلف الفِرَق المذهبية والتيارات الدينية العقلانية والنصّية. كما يمكن إثبات هذه الحقيقة من خلال جميع الموضوعات الإسلامية. ويعود سرُّ ذلك إلى اختلاف العقول والأفهام والقابليات.

كما يمكن تتبُّع هذه المسألة ـ في موضوع شواخص ومقوّمات التديُّن ـ في تاريخ التفكير الإسلامي أيضاً. وفي هذه المقالة سوف نسعى إلى استخراج اتّجاهات العلماء والمفكِّرين الإسلاميين إلى مقوّمات وشواخص التديُّن.

وبعبارةٍ أخرى: سوف نعمل في هذا المقال على بيان مختلف التفاسير والقراءات التي ظهرت في التاريخ والحياة تجاه التديُّن. إن دراسة تاريخ المسلمين تكشف اللثام عن الكثير من الاستقطابات والفِرَق والجماعات، من قبيل: الشيعي والسنّي والأشعري والمعتزلي، والفقيه والصوفي والأخباري والأصولي، وما إلى ذلك.

بَيْدَ أن الذي نذكره هنا هو الذي يُشير إلى فهمٍ للتديُّن لدى الفرد والمجتمع، ويكون له حضورٌ في خارج الذهن، ولا يكون مجرَّد تبويبٍ علمي. ثم إن الكثير من هذه الاصطفافات تندرج في نهاية المطاف ضمن تبويبٍ أعمّ، فالأشعري والمعتزلي ـ مثلاً ـ يعودان إلى الرؤية الكلامية.

إن دراسة التاريخ تثبت أن هذه الاتجاهات قد تبلورت على نحوٍ تدريجيّ تحت تأثيرٍ من العوامل الثقافية والجغرافية والفردية. وعليه لا يمكن اعتبار فهم المسلمين في غرب العالم الإسلامي مماثلاً لفهم المسلمين في الشرق. فلم يكن فهم ابن حَجَر مماثلاً لفهم ابن حَزْم. كما أن فهم السود للإسلام يختلف عن فهمه من قِبَل سائر الأعراق الأخرى.

لقد ذكر الأستاذ عبد المجيد الشرفي([100])، في كتابه «الإسلام والحداثة»، ثلاثة مستويات للإسلام؛ وذلك إذ يقول: «وعلى صعيدٍ آخر يجدر الانتباه إلى أن عبارة «إسلام» تعني ـ بالإضافة إلى مدلولها المعجمي الخالص ـ مستوياتٍ ثلاثة، يؤدّي عدم التمييز بينها إلى كثيرٍ من الالتباس وسوء التفاهم، وهي:

1ـ الإسلام باعتباره مجموعةً من القِيَم التي نصَّ عليها القرآن. وهذه القِيَم الدينية والأخلاقية وإنْ اشتملت على مبادئ تشترك فيها كلّ الأديان (تحريم القتل والسرقة والكذب والزِّنا، حبّ الخير للآخرين، إعانة الضعيف والمحتاج…) فإنها تؤكِّد على بعض الأبعاد، دون أخرى. فالمحبّة ـ مثلاً ـ قيمةٌ موجودة في القرآن، ولكنها ليست محوريّةً فيه، كما هو الشأن في المسيحية، بينما يركِّز على الرحمة تركيزاً لا نعثر على شبيهٍ به في الكتب المقدّسة الأخرى([101]). وهي قبل كلّ شيءٍ قِيَمٌ وجودية، أي إنها تضفي معنىً على الحياة، وتوفّر حلاًّ لمعضلات المبدأ والمصير. فهي من هذا الوجه قِيَمٌ خالدة، تتجاوز الظرف الذي بُلِّغت فيه إلى الناس، ويحصل معها التجاوب عبر الزمان والمكان، وبعبارةٍ أخرى: هي تمثِّل جوهر الإسلام، وما جاء من أجله من التوحيد والهداية.

إلاّ أن القرآن لم يَحْتَوِ على هذه القِيَم مجرَّدةً فحَسْب، وإنما احتوى إلى جانبها على العديد من القصص المقصود بها الاعتبار، وعلى توجيهات في حلّ القضايا العلمية التي تعترض المسلم في حياته الاجتماعية، وبالخصوص ما يتعلَّق بالحياة العائلية وبأسس المعاملات الاقتصادية. والآيات التي تخصّ هذه التوجيهات هي التي عُرِفَتْ بآيات الأحكام.

إن هذا المستوى الأوّل من الإسلام ـ ولنسمِّه المستوى القرآني([102]) ـ ليس فقط المستوى المشترك بين المسلمين كافّةً، وإنما هو كذلك مستوىً ذو وظيفةٍ مرجعية هامّة جدّاً، أي إن طريقة فهمه وتأويله تكيِّف إلى مدىً بعيدٍ السلوك الذي يسعى إلى الوفاء للتعاليم الإسلامية، وتحدِّد ـ بالتالي ـ المستوى الثاني للإسلام.

2ـ المستوى الثاني هو إذن مستوى الممارسة التاريخية. فلقد أصبح المسلمون منذ انقطاع الوَحْي يعيشون ما يُسمَّى بـ «الوضع التأويلي»([103]). وأدّى هذا الوضع إلى قيام مؤسّسات غايتها تطبيق الدين في مختلف أوجه الحياة، مثلما أدّى إلى نشوء نَمَطٍ متميِّز من المعرفة هو ما عُرِف بالعلوم الإسلامية.

ويتعيَّن في هذا الصدد إبداء الملاحظات التالية:

أـ إن أجيالاً عديدةً متعاقبة من المسلمين كانت تعتقد جازم الاعتقاد أن هذا الإنتاج المادّي والمعنوي ليس إنتاجاً حضارياً وثقافياً إسلامياً فحَسْب، وإنما هو الإنتاج الإسلامي بأتمّ معنى الكلمة، ومعنى ذلك أنها لم تكن واعيةً بالمسافة التي تفصل ـ بالضرورة ـ التطبيق التاريخي لقِيَمٍ ما عن تلك القِيَم ذاتها، كما لم يخامرها الشكّ في أن النصّ القرآني قد يقتضي غير ما فهمَتْه منه.

ب ـ إن سرعة انتشار الإسلام؛ إثر حركة الفتوح، أدَّتْ إلى دخول عناصر بشرية مختلفة في الدين الجديد، ولم يكن هناك مناصٌ من أن تحمل هذه العناصر معها عند دخولها عقائد وحساسيات ونظرة إلى العالم تختلف عمّا كان سائداً عند العرب عامّةً، وعند المسلمين الأوّلين خاصّةً، فتؤثِّر بذلك في توجيه الممارسة الإسلامية، وتترك بصماتها على المؤسّسات التي اضطرّ المسلمون إلى استحداثها بصفةٍ تدريجية([104])، مستوحين من التقاليد العربية السابقة للإسلام ومن نُظُم الفرس والروم.

ج ـ إن العديد من المواقف التي وقفها العلماء المسلمون كانت متأثِّرةً بالوضع السياسي السائد، وكثيراً ما كان الحكّام يوعزون بها، بصفةٍ مباشرة أو غير مباشرة؛ لتبرير سلوكهم، وصبغه بصبغة الشرعية الدينية. وبصفةٍ عامّة، ورغم التناقض الجليّ في مواطن عديدة بين مصلحة الحكّام ومصلحة علماء الدين([105])، فقد كان يوجد تضامنٌ عضويّ بين الطرفين؛ لانتسابهما إلى نفس الفئة الاجتماعية المُستَأْثِرة بالمعرفة والنفوذ، في حين تقصى عنهما النساء والعبيد والعامّة، أي أوفر الأصناف الاجتماعية عدداً.

د ـ لعب رجال الدين، من فقهاء ومحدِّثين ومفسِّرين ومتكلِّمين، دَوْر السلطة الكَنَسيّة المحدِّدة للإيمان القويم، والمشهِّرة بالمخالفين([106]). وقد أوكلوا لأنفسهم بالخصوص مهمّة الكلام باسم الله، وأسبغوا على آرائهم ومقالاتهم صفة القداسة، فاعتبروا مثلاً القوانين التي سنّوها أحكاماً إلهيّة؛ حجّتهم في ذلك أنها أحكامٌ شرعية؛ لأنها مُستَنْبَطة من الأصول الإسلامية، وبالأخصّ من القرآن والسنّة النبويّة، وانعقد عليها الإجماع.

هـ ـ إن تواصل السنّة الثقافية الإسلامية على نفس النَّمَط تقريباً حتّى عصر النهضة العربية الحديثة، وخلال فترات الازدهار الحضاري والانحطاط على السواء، مردُّه أساساً إلى أن الأوضاع التاريخية وأنماط الإنتاج وطرق العيش لم تتغيَّر بصفةٍ جَذْرية، إلا بظهور الحضارة الصناعية، وما صاحبها من ثورةٍ علميّة وتقنيّة زلزلت أركان النَّمَط المعرفي التقليدي، فحَلَّ الوَعْي التاريخي محلّ الضمير الأسطوري، وساد المنهج التجريبي في علوم الطبيعة، والعقلانيّ والاستفهاميّ في علوم الإنسان على حساب الثقة في نظريّات المتقدِّمين والاكتفاء بحفظ النصوص وشرحها.

والنتيجة التي يمكن الخروج بها من هذه الملاحظات أنه لا حَرَج من إخضاع الممارسة التاريخية للإسلام للنقد والمراجعة والتقييم، وأن القداسة التي أضفاها عليها الزمن ينبغي أن لا تحجب طبيعتها البشرية، وبالتالي ما تتّسم به ـ بحكم بشريّتها ـ من نقصٍ ومحدودية، وحتّى من زيغٍ وانحراف عن المبادئ التي أرادت أن تكون لها وفيّةً.

وهكذا يتسنّى وضع «الإسلام» التاريخي بأكمله موضع التساؤل، من حيث هو جملة المؤسّسات التي عرفَتْها الدول المتعاقبة التي حكمت الأمّة الإسلامية (خلافة أو إمامة، وزارة، إمارة، قضاء، مظالم، حِسْبة، إلخ)، والتراث الذي أنتجه المفسِّرون والمحدِّثون والمتكلِّمون والفقهاء والمفتون والوعاظ والمؤرِّخون وغيرهم.

3ـ أما المستوى الثالث من الإسلام فيتعلَّق بالبُعْد الفردي في الإيمان. وغنيٌّ عن القول: إن عملية الاستبطان للقِيَم والمبادئ الإسلامية تتأثَّر بالشخصية الأساسية والشخصية الفرديّة معاً. لذا تختلف عقيدة المتصوِّفة عن عقيدة الفلاسفة أو الفقهاء مثلاً. وفي نطاق كلّ صنفٍ من هؤلاء يختلف إيمان كلّ متصوِّفٍ وكلّ فيلسوفٍ وكلّ فقيهٍ عن نظيره. وإذا كانت عبارة: «إيمان العجائز» تعني الإيمان البسيط، الذي لا يعتري صاحبه الشكّ، فإن عنصر البداهة الذي يتميَّز به، والذي هو علامة الاندماج الاجتماعي الناجح، لا يتوفَّر لدى جميع الناس، في جميع الظروف والأعمار والمستويات الذهنية، ممّا يجعل الإسلام في هذا المستوى مستعصياً على التحليل والتصنيف. ولا يَسَع الباحث إزاءه إلاّ متابعة آثاره، وتبيُّن مدى الثراء الذي يمكن أن يحدثه الدين في النفوس، على اختلاف أمزجتها ومشاربها، وكيف يكون بحثاً قَلِقاً عند بعضهم، وتسليماً مطمئناً عند آخرين، ومصدر معاناة عند صنفٍ، وبلسماً شافياً عند آخر، ومزيجاً متفاوتاً من هذه المواقف، بكلّ الفروق الممكنة والدرجات، حَسْب شخصية المؤمن الذاتية وثقافته وبيئته؟»([107]).

ولكي يثبت هذه المستويات عمد الأستاذ عبد المجيد الشرفي بنفسه إلى الإشراف على إعداد سلسلةٍ تحت عنوان: «الإسلام واحداً ومتعدّداً»، وقد نشر منها إلى الآن ما يزيد على عشرين عنواناً. وبعض عناوين هذه السلسلة كما يلي: «إسلام الفقهاء»، و«إسلام الفلاسفة»، و«إسلام المتكلِّمين»، و«الإسلام الأسود»، و«الإسلام الحركي»، وما إلى ذلك. وهذه السلسلة تشير إلى المستوى الثاني والثالث من الإسلام في العالم المعاصر. فحيث يعمل على تعريف إسلام العلماء المسلمين، من أمثال: الفقهاء، والفلاسفة، والمتكلِّمين، والمتصوِّفة، فإنه يشير إلى المستوى الثاني من الإسلام. وحيث يتحدَّث عن إسلام الأعراق والطوائف الاجتماعية يُشير إلى المستوى الثالث من الإسلام.

وبعد هذه المقدّمة نرى أن بمقدورنا ـ بعد تجاهل بعض الأفهام ودمجها ببعضها ـ اختزال مجموع الأفهام والاتجاهات ضمن المحاور التالية:

1ـ الشريعة (الإسلام الفقهي).

2ـ المعنويات والأخلاق (إسلام العرفاء والمتصوِّفة).

3ـ الولاء (الإسلام الولائي).

4ـ التوحيد والعدل والمحبّة.

5ـ السياسة (الإسلام السياسي).

6ـ الله، والآخرة، والهَدَف من بعث الأنبياء.

7ـ الصلاة والعدالة (صفتان من صفات المجتمع القرآني).

8ـ العقلانية والمعنوية.

عند التعريف بكلّ واحدٍ من الاتجاهات نشير قبل كلّ شيءٍ إلى مَهْد ظهوره، لننتقل بعد ذلك إلى تبيين مدّعاه، ومراحله التاريخية، وفي نهاية المطاف نقف عند ذكر الشواهد على هذا الاتجاه.

ولكنْ قبل الدخول في بيان هذه الاتجاهات نجد من الضروري التنبيه إلى النقاط التالية:

1ـ إن المنظور في التعريف بهذه الاتجاهات هو التيّار الغالب فيها، فلا نقصد منها الأفهام المنحرفة المتبلورة على هامش كلٍّ من هذه الاتجاهات، والتي قد تعمل على إساءة الاستغلال أحياناً. ومن هنا عندما نتحدَّث عن الاتجاه المعنوي والروحي يجب أن لا ينصرف الذهن إلى التيارات التي تدّعي العرفان والتصوُّف. وعندما نتحدَّث عن الاتجاه المتمحور حول الشريعة لا نعني به موارد التوظيف السيِّئ للفقه والشريعة.

2ـ إن غايتنا في هذه المرحلة تنحصر بتقرير الآراء والاتجاهات، ونترك أمر نقدها وتقييمها إلى مرحلةٍ لاحقة.

3ـ إن هذه الاتّجاهات تلتقي وتتداخل في بعضها، ولكنّها؛ حيث تتحقّق في الخارج منفصلةً، يجب بحث كلٍّ منها على انفرادٍ.

ومن ناحيةٍ أخرى؛ حيث يكون مصدرها بأجمعها هو الإسلام والتعاليم الإسلامي، يكون هذا التداخل أمراً طبيعياً.

ـ يتبع ـ

الهوامش

(*) باحثٌ مشهورٌ، وأستاذٌ في الحوزة والجامعة. له مساهماتٌ فكريّةٌ متعدِّدةٌ في مجال الفكر الإسلاميّ وعلوم القرآن والحديث.

([1]) العلاّمة الشعراني، نثر طوبى 1: 271.

([2]) المصدر السابق 1: 272.

([3]) القائمة التالية (1) تعود إلى سنة 1375هـ.ش، وهي تبيِّن عدد الأماكن الدينية والمذهبية في إيران، ونسبتها المئوية:

ـ المساجد: 57635 / 73%.

ـ المصلى: 453 / 6%.

ـ المزارات والمراقد المقدسة: 6048 / 7,7%.

ـ المواقف والمشاهد: 1185 / 1,5%.

ـ مزارات سائر كبار الشخصيات الدينية: 1334 / 1,7%.

ـ التكايا الثابتة: 8752 / 2,3%.

ـ الحسينيات: 8752 / 11,1%.

ـ الفاطميات: 219 / 0,3%.

ـ المهديات: 162 / 0,2%.

ـ الزينبيات والحيدريات: 390 / 0,5%.

ـ الخواقين: 120 / 0,1%.

ـ سائر الأماكن العبادية: 803 / 1%.

المجموع: 78908 / 100%.

([4]) في عام 1389هـ.ش بلغت إحصائية عدد المواليد الإناث: 634933 نسمة. وقد احتلّت المراتب الخمسين الأولى الأسماء المذكورة فيما يلي بحَسَب التسلسل ما نسبته 58% من مجموع هذا العدد من المواليد، حيث يمكن بيان هذا التسلسل على النحو التالي:

1ـ فاطمة: 52049.

2ـ زهراء: 33411.

3ـ ستايش: 31356.

4ـ هستي: 14549.

5ـ زينب: 13913.

6ـ نازنين زهراء: 10777.

7ـ ريحانة: 10424.

8ـ مريم: 8929.

9ـ مبينا: 8544.

10ـ نرجس: 7305.

11ـ كوثر: 6820.

12ـ معصومة: 6803.

13ـ فاطمة الزهراء: 6385.

14ـ رقية: 6320.

15ـ مائدة: 6165.

16ـ سارينا: 6147.

17ـ بسنا: 6126.

18ـ محدّثة: 6061.

19ـ مهسا: 6003.

20ـ نيايش: 5452.

21ـ ثناء: 4940.

22ـ سارة: 4871.

23ـ أسماء: 4742.

24ـ آتنا: 4657.

25ـ يگانه: 4616.

26ـ مهدية: 4551.

27ـ عسل: 4485.

28ـ مليكة: 4451.

29ـ إسراء: 4294.

30ـ هانئة: 4253.

31ـ يلدا: 4198.

32ـ إلينا: 3866.

33ـ حديث: 3839.

34ـ هليا: 3793.

35ـ نازنين: 3785.

36ـ محيا: 3782.

37ـ رها: 3679.

38ـ غزل: 3666.

39ـ آيناز: 3460.

40ـ حنانة: 3386.

41ـ كيانة: 3362.

42ـ باران: 3353.

43ـ إلناز: 3004.

44ـ آيدا: 2985.

45ـ سوگند: 2970.

46ـ مهديس: 2952.

47ـ صبا: 2899.

48ـ بريا: 2886.

49ـ حديثة: 2821.

50ـ فائزة: 2802.

مجموع الرتب الخمسين الأولى: 366887.

مجموع عدد المواليد: 634933.

وفي السنة ذاتها بلغ عدد المواليد الذكور 670032 نسمة. وقد احتلّت المراتب الخمسين الأولى الأسماء المذكورة فيما يلي بحَسَب التسلسل ما نسبته 62% من مجموع هذا العدد من المواليد، حيث يمكن بيان هذا التسلسل على النحو التالي:

1ـ أمير علي: 33084.

2ـ أبو الفضل: 28485.

3ـ أمير حسين: 24019.

4ـ علي: 21817.

5ـ محمد: 19802.

6ـ أمير محمد: 19182.

7ـ مهدي: 17695.

8ـ حسين: 15274.

9ـ محمد مهدي: 13530.

10ـ محمد رضا: 11870.

11ـ أمير رضا: 11684.

12ـ محمد طه: 11652.

13ـ علي رضا: 10443.

14ـ رضا: 10274.

15ـ محمد أمين: 9651.

16ـ محمد حسين: 8383.

17ـ أمير مهدي: 8341.

18ـ بنيامين: 6887.

19ـ بارسا: 6750.

20ـ طه: 6750.

21ـ علي أصغر:6291.

22ـ ياسين: 6092.

23ـ أمير عباس: 6090.

24ـ إيليا: 6005.

25ـ محمد جواد: 5888.

26ـ متين: 5485.

27ـ عرفان: 5372.

28ـ علي رضا: 5091.

29ـ دانيال: 4617.

30ـ ماهان: 6591.

31ـ سينا: 4170.

32ـ نيما: 4110.

33ـ سجّاد: 4032.

34ـ يوسف: 3898.

35ـ آرمين: 3698.

36ـ عرشيا: 3635.

37ـ إحسان: 3502.

38ـ سبحان: 3672.

39ـ مبين: 3445.

40ـ برهام: 3298.

41ـ عباس: 3177.

42ـ محمد بارسا: 3135.

43ـ سهيل: 3940.

44ـ حميد رضا: 3006.

45ـ آرش: 2941.

46ـ محمد متين: 2929.

47ـ آرين: 2925.

48ـ أمير حافظ: 2902.

49ـ علي أكبر: 2868.

50ـ شايان: 2867.

مجموع الرتب الخمسين الأولى: 418145.

مجموع عدد المواليد: 670032.

([5]) طبقاً لتقرير الناطق باسم العتبة العباسية المقدّسة (علي الصفار)، المنشور عبر الموقع الرسمي (شيعة أونلاين الأخباري)، إذ قال: طبقاً للإحصائية الأولى فقد بلغ عدد الزائرين الذين وصلوا إلى كربلاء المقدَّسة 16 مليون زائر. (موقع الغدير الأخباري).

ـ لقد تحدّث المدير العام للتراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة في محافظة خراسان الرضوية عن دخول مليونين ومئتين وخمسين ألف وثلاثمئة وستة وستين سائحاً إلى محافظة خراسان الرضوية في النصف الثاني من شهر مرداد. (موقع شبستان الأخباري، بتاريخ: 7 / 6 / 1391هـ.ش).

ـ يتشرّف في كلّ عامٍ ما يقرب من مئة ألف زائر بحجّ بيت الله الحرام؛ لأداء فريضة حجّ التمتع. كما أن بلدنا يحتلّ المرتبة الأولى في أداء العمرة المفردة عالمياً؛ بحيث يمكن مشاهدة الزائرين الإيرانيين طوال أداء العمرة المفردة في كلٍّ من: المسجد الحرام ومسجد النبيّ الأكرم| في كلّ مكانٍ، وبأعداد كبيرة، حيث يتشرَّف كلّ عامٍ ما يقرب من ثمانمئة ألف زائر إيراني لأداء العمرة المفردة.

كما يبلغ عدد الزائرين المتوجِّهين إلى العتبات المقدّسة ما يقرب من مليون ونصف المليون زائر (وبطبيعة الحال فإن هذه الأرقام تستند إلى الإحصائيات الرسمية، وإلاّ فإن أعداد الزائرين الحقيقية؛ بالنظر إلى الأشخاص الذين يذهبون إلى العتبات المقدّسة بشكلٍ فرديّ، ترقى إلى أكثر من ذلك بكثيرٍ).

وعلى الرغم من أن السفر إلى سوريا يواجه حالياً بعض العقبات، إلاّ أن السنوات السابقة كانت تشهد سنوياً سفر ما يقرب من 600 ألف إلى 700 ألف زائر، وأما حالياً فقد انخفضَتْ هذه الأعداد إلى أدنى مستوياتها؛ بسبب الفتنة المُخْتَلَقة هناك، حيث اقتصر السفر إلى دمشق على الرحلات الجوية فقط.

إن الأعداد المرتفعة للمواطنين الإيرانيين في ما يتعلَّق بالسياحة الدينية لا تقتصر على السفر إلى خارج إيران، بل هناك الملايين من الإيرانيين الذين يتوجَّهون إلى السياحة الدينية الداخلية والسفر إلى العتبات والمزارات في داخل إيران، مثل: مشهد وقم وسائر المدن الأخرى، التي تضم مراقد السادة من أبناء وأحفاد الأئمّة الأطهار^. (الموقع الرسمي لممثِّلية الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة، بتاريخ: 5 / 2 / 1391هـ.ش).

ـ إن المراد من النشاط الديني في تحقيق النشاط والاستهلاك الثقافي هو (الحضور في مجالس الأفراح والأحزان الدينية، ومجالس المآتم والتعازي، والمحاضرات الدينية، وجلسات تلاوة القرآن الكريم، وصلاة الجماعة، وزيارة القبور، والبقاع المقدّسة، وأداء الأعمال المستحبّة، وعيادة المرضى، والاعتكاف، وما إلى ذلك). وفي ما يتعلَّق بالتحقيق في موضوع الثقافة العامة تمّ طرح أسئلة بشأن سلوك الأفراد وآرائهم حول: الصلاة، وصلاة الجماعة، ومجالس المآتم والتعازي، وزيارة العتبات والبقاع المقدّسة. وفي 6,99% من الأسر النموذجية في نشاط الاستهلاك الثقافي يتمّ القيام بأحد الأنشطة المنشودة دينياً من قِبَل أحد الأعضاء، وفي تحقيق مقدار ونمط ملء أوقات الفراغ يتمّ تخصيص ما معدَّله 36 دقيقة من أوقات الشباب للقيام بهذا النوع من النشاطات.

وطبقاً لنتائج التحقيق ودراسة الأوضاع الثقافية العامة كان 30% من الذين شملهم الاستطلاع لا يحضرون في صلاة الجماعة، و24% منهم يشاركون فيها بشكلٍ نادر جدّاً، و46% يشاركون في صلاة الجماعة في الغالب. وإن 53% من الذين شملهم الاستطلاع يذهبون إلى زيارة العتبات المقدّسة في قم ثلاث مرّات أو أكثر في كلّ شهرٍ، وإن ما يقرب من 43% يقصدون زيارة البقاع المقدّسة في الحدّ الأدنى مرّةً واحدة في الشهر. كما صرَّح أكثر الذين شملهم الاستطلاع، وقد شكلوا ما نسبته 67,5% في الحدّ الأدنى، بأنهم طوال السنة الماضية أقاموا الكثير من مجالس العزاء والمآتم وجلسات تلاوة القرآن الكريم في منازلهم. إن نتائج هذا الاستطلاع التحقيقي تشير إلى النشاط الثقافي أيضاً، بحيث أعلن ما نسبته 68% من الأُسَر أنهم قد أقاموا في منازلهم المراسيم الدينية، من قبيل: تلاوة القرآن الكريم، والدعاء، والتعزية، والمواليد، وما إلى ذلك. (شبكة الحوزة، مقالة بعنوان: مصرف كالاي فرهنگي در قم (باللغة الفارسية)).

ـ أعلن المدير العام للإعلام الإسلامي في محافظة إصفهان عن بداية افتتاح تدريس فرع المدائح والمراثي في الجامعة العلمية ـ التطبيقية.

قال (حجّة الإسلام حسين بهشتي نجاد)، في حوارٍ له مع وكالة مهر، من خلال الإشارة إلى الجهود الكثيرة في إطار تدريس فرع المدائح والمراثي، بوصفه مجالاً جامعياً: بالتعاون مع الجامعة العلمية ـ التطبيقية سوف يتمّ تدريس اختصاص المدائح والمراثي في هذه الجامعة، وبذلك سوف يُضاف هذا الاختصاص إلى سائر الاختصاصات والفروع التي يمكن تدريسها في الجامعة.

وأضاف قائلاً: لقد وضعنا بطبيعة الحال مقدّمات تأسيس كلية المدائح والمراثي، بَيْدَ أنّا لم نحصل بعد على المصادقة على هذا المشروع من قِبَل وزارة العلوم. وفي حال تأسيس كلية المدائح والمراثي سوف يتمّ تدريس المقاتل والأحكام وتاريخ الإسلام، بالإضافة إلى الأنغام والمقامات وما إلى ذلك، في هذه الكلية بشكلٍ تخصُّصي. (بتاريخ: 1 / 7 / 1391هـ.ش، موقع نصف جهان نت).

وقد ورد في إحصائية الصلوات ـ على موقع الصلوات ـ من أجل تعجيل في إمام العصر والزمان#، ما عدده: 467,654,146 ذكراً.

وأما في إحصائية الاعتكاف لعام 1390هـ.ش فقد بلغ عدد المعتكفين مليون معتكف، حيث اعتكفوا في ستة آلاف مسجدٍ جامع في كافّة محافظات ومدن البلاد. وقد شهدت مساجد العاصمة طهران وحدها حضور مئة ألف معتكف. وكان عدد المساجد التي ضمَّتْ هؤلاء المعتكفين 515 مسجداً، وقد كان ما نسبته 80% من المعتكفين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 35 سنة.

وفي عام 1389هـ.ش أعلن 3717 مسجداً جامعاً عن استعداده لإقامة شعيرة الاعتكاف في كافة أنحاء البلاد. وقد شارك 840 ألف معتكف في مجموع البلاد، حيث تواجدوا في المساجد الجامعة المذكورة أعلاه، وكان هناك 466 مسجداً جامعاً في طهران وحدها تستقبل المعتكفين من شتّى الأعمار، وقد بلغ عدد المعتكفين في العاصمة طهران وحدها 66500 معتكفاً. وكان 65% من المعتكفين من النساء، و35% من الرجال. وقد أُقيمت مراسم الاعتكاف في 405 من مدن البلاد.

وفي عام 1388هـ.ش بلغ عدد المعتكفين في المساجد الجامعة في البلاد خمسمئة ألف معتكف. وقد شهد 3240 مسجداً من مساجد البلاد الجامعة حضور المعتكفين في هذه المناسبة، وكان ما نسبته 66% من الشباب، بينما كانت نسبة 34% من المعتكفين من الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين سنة. وقد احتضن هذا الاعتكاف من قبل 312 مدينة، وكان معدّل المشاركين في كلٍّ من تلك المدن في العام المنصرم 1566 معتكفاً. وكان ما معدّله 185 من المعتكفين في كلّ واحدٍ من المساجد. وتعود الإحصائية الأخيرة إلى العام 1388هـ.ش، وهي على النحو التالي: لقد شارك في هذه المراسم العبادية والروحية (الاعتكاف) 65078 من الحائزين على شهادة الدبلوم، و72871 من حملة شهادة البكالوريوس، و21099 من حملة شهادة الماجستير وما فوقها.

وكان ما يقرب من 105593 من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 ـ 20 سنة، و118625 من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 ـ 25، و103618 من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 ـ 30، و88176 من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 ـ 35، و77666 من الذين تتجاوز أعمارهم الأربعين سنة.

وكان هناك 153133 معتكفاً من الذين يشاركون في الاعتكاف لأول مرّة، و129964 من الذين يشاركون للمرة الثانية، و96690 من الذين يخوضون تجربة الاعتكاف للمرّة الثالثة، و113839 من الذين شاركوا لأكثر من ثلاث مرّات، الأمر الذي يعكس تزايداً مطّرداً في أعداد المشاركين في هذه الشعيرة العبادية الروحية.

كما شارك في هذه الشعيرة 82862 موظفاً، و70547 طالباً، و6528 عاملاً، و67339 متقاعداً، و154655 ربّة بيت، و47700 من سائر أرباب الحِرَف والمشاغل والمِهَن.

كما شارك في هذه الشعيرة 330 ألف من البنات، و165436 من البنين. (موقع برسمان، بتاريخ: 11 / خرداد / 1391هـ.ش).

([6]) إحصائية نهضة تعليم القرآن المقامة من قِبَل منظمة (دار القرآن الكريم).

ـ تعليم أكثر من مليونَيْ شخصٍ في إطار دروس القراءة والترتيل وإدراك المفاهيم القرآنية.

ـ إعداد أكثر من أربعة عشر ألف معلِّم ومدرِّس للقرآن الكريم.

ـ إقامة مهرجانات اختيار النماذج المفضَّلة لتدريس القرآن الكريم.

ـ تعليم القرآن الكريم لثمانية عشر ألف وثمانمئة وسبعين وتسعة من الأطفال واليافعين والشباب من خلال مشاركة المنظمة الوطنية للشباب.

ـ الدعم والإسهام في تأسيس تسعة مراكز لتربية وإعداد المعلِّمين لتدريس القرآن الكريم.

ـ دعم وحماية أكثر من ألف ومئتي مؤسسة ومركز ودار عامّة للقرآن الكريم.

ـ دعم عشرة عناوين لإنتاج وسائل إعلامية لتعليم القرآن والأبحاث القرآنية العامة.

ـ طباعة وتوزيع أكثر من مليون نسخة واضحة للقرآن الكريم.

ـ العمل على ما يزيد على ثلاثين مورداً من الموارد التبليغية في ما يتعلَّق بتوسيع الأجواء القرآنية في المجتمع، وتشجيع الناس وحثّهم ـ ولا سيَّما منهم الشباب واليافعين ـ على تعلُّم القرآن الكريم.

ـ إقامة أربعة مؤتمرات عالمية وإقليمية في إطار نهضة تعليم القرآن، والعمل على دعم وإسناد إقامة أربعة مؤتمرات قرآنية من قِبَل المنظَّمات والتكتُّلات الأخرى.

ـ الاشتراك مع تلفزيون القرآن في تنفيذ المشاريع الوطنية 1441 و1442، وإعداد وتوزيع البرامج القرآنية.

ـ القيام بما يزيد على خمسة عشر ألف تحقيق ميداني وتطبيقي وتأسيسي في مجال نهضة تعليم القرآن.

ـ القيام بمرحلتين في إطار العمل على إطلاق الدعوة العامّة عبر مختلف الوسائل الإعلامية في إطار الاستفادة من المقترحات العامة.

ـ إقامة وتنسيق 26 جلسة للجان التنسيق في نهضة تعليم القرآن في عموم البلاد. (موقع تلاوت دات كام).

([7]) لقد أعلنت العلاقات العامة في هيئة أمناء (حسينة أعظم) عن الإحصائية الكاملة بالنذور المهداة إلى هذا المكان المقدّس من قِبَل المواطنين، وهي تتوزَّع ما بين الذبائح والأموال النقدية. وفي ما يلي نقدِّم بياناً بهذه الإحصائية على النحو التالي:

الإحصائية الكاملة بالنذور والأنعام والأموال النقدية المهداة من قِبَل الخيّرين لحسينيّة أعظم في مدينة زنجان في عشرة محرم الحرام من سنة 1388هـ.ش:

1ـ الخراف الحيّة المنذورة: 3431 رأس.

2ـ نقود مخصّصة لشراء الخراف: 7848 رأس.

المجموع: 12680 رأس.

3ـ الأنعام المذبوحة نذراً (من الأبقار والإبل والخراف): 1401 رأس.

مجموع الأموال المستحصلة من النذور النقدية وبيع الأنعام: 14,070,725,550 ريال إيراني. ما يعادل: مليار وأربعمة وسبعة ملايين وألفين وخمسمئة تومان إيراني. (موقع حسينية أعظم في زنجان).

([8]) أعلنت وكالة أنباء العمل الإيرانية (إيلنا) قبل ثلاثة أسابيع ـ نقلاً عن أحد الخبراء في التراث الثقافي ـ عن وجود ما لا يقلّ عن عشرة آلاف مرقد للسادة الأشراف من أبناء وأحفاد الأئمّة الأطهار^ في إيران، وإن ألفين من أصحاب هذه المراقد فقط يمتلك سنداً وشجرةً تثبت نَسَبه المتسلسل إلى أحد الأئمة الأطهار.

وكان قد أضاف قائلاً: إن هذه المراقد تنتشر في ما يقرب من ثمانية آلاف بقعة (مزار) في كافّة أنحاء الأراضي الإيرانية، وإن بعض هذه المزارات يحتوي على أكثر من مرقدٍ.

وفي شهر مرداد من عام 1390هـ.ش صرَّح حسن ربيعي ـ الناطق الرسمي باسم مؤسّسة الأوقاف والشؤون الخيرية ـ بأن عدد مراقد أولاد وأحفاد الأئمّة يقرب من أحد عشر ألفاً، وأضاف أن عدد هذه المراقد قد ارتفع إلى سبعة أضعاف قياساً إلى السنة الأولى من انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية. وفي عام 1357هـ.ش لم يكن عدد هذه المراقد في إيران يتجاوز ألفاً وخمسمئة مرقدٍ.

وكان السيد حسن ربيعي، في حوارٍ له مع صحيفة الشرق، قد عرَّف جميع هذه المقامات بأنها تعود إلى أولاد وأحفاد الأئمّة الأطهار من أهل بيت النبيّ الأكرم|، وأنه قد زار هذه المقامات المقدّسة في عام 1389هـ.ش (أكثر من مئة مليون زائر). (موقع بي بي سي الفارسي، بتاريخ: 14 / دي / 1391هـ.ش).

([9]) قال رئيس الشورى الإسلامية لمحافظة طهران (العاصمة): إن المواطنين في طهران ينتجون يومياً ما معدّله ثمانية آلاف طنّ من النفايات.

وأضاف السيد شمران: لقد ارتفع إنتاج النفايات في طهران إلى أكثر من الحدّ المتعارف، الأمر الذي يضطرّ معه عمال النظافة في بلدية طهران إلى جمع النفايات ثلاث مرّات يومياً. وأضاف قائلاً: هذا، في حين يتمّ جمع النفايات في سائر مدن العالم في ثلاثة أيام من الأسبوع فقط.

كما أضاف رئيس الشورى الإسلامية لمحافظة طهران: إن استهلاك الماء والكهرباء يفوق الحدود المتعارفة في كافّة أنحاء البلاد، وإنه يفوق الحدود المسموح بها عالمياً. وقال السيد شمران: إن غياب الثقافة الصحيحة في استهلاك الطاقة يُعَدّ أحد أهمّ مشاكل الاستهلاك المفرط للطاقة ـ ولا سيَّما الكهرباء ـ في قطرنا. وإن وسائل الإعلام، ولا سيَّما الإذاعة والتلفزيون وأعضاء اللجان الاستشارية، تلعب دَوْراً رئيساً في نشر ثقافة إصلاح النموذج الاستهلاكي، ويتعيَّن على هذه المؤسّسات أن تعمل على توعية الناس؛ كي تتم السيطرة على الاستهلاك، وإيصاله إلى المستويات المعقولة. (موقع irinn_ir، بتاريخ: 6 / 6 / 1389هـ.ش).

([10]) قال الرئيس التنفيذي لشركة توزيع الكهرباء في محافظة تبريز: على الرغم من كلّ التأكيدات والنصائح الدينية والعرفية الموجودة في ثقافتنا وأدبياتنا الدينية يحتلّ قطرنا المرتبة الأولى عالمياً، كاسراً بذلك الرقم القياسي في استهلاك الطاقة. (موقع عصر إيران، بتاريخ: 8 / خرداد / 1391هـ.ش).

([11]) صرّح المدير المُشْرِف على شؤون استهلاك الدواء والمخدذرات في جامعة العلوم الطبّية في كاشان، من خلال مقارنة مقادير الدواء ومعايير استهلاكه في الداخل والخارج، قائلاً: إن معدّل استهلاك الدواء في إيران، ولا سيَّما بواسطة التزريق والحقن، يصل إلى أربعة أضعاف معدّل الاستهلاك العالمي. (موقع عصر ما، بتاريخ: 23 / أرديبهشت / 1391هـ.ش).

([12]) لقد دخلت الجراحة البلاستيكية إلى إيران قبل نصف قرنٍ؛ لغرض علاج العاهات الناجمة بفعل الحوادث والحروق وما إلى ذلك. إلاّ أنه بعد مضيّ فترةٍ شاعت ظاهرة إقبال الشباب على هذا النوع من الجراحات؛ بغية الحصول على شكلٍ أكثر جمالاً. شهد هذا النوع من العمليات الجراحية إقبالاً بلغ 80% في عقدي السبعينات والثمانينات، الأمر الذي رفع إيران إلى المرتبة الأولى عالمياً، لتنافس البرازيل في حجم الجراحات التجميلية. (موقع همشهري أونلاين، بتاريخ: 2 / مهر / 1390هـ.ش).

وقال الدكتور مجيد أبهري، المتخصِّص في العلوم السلوكية: إن 65% من الجراحات التجميلية لا ضرورة له، وإن حجم هذه الجراحات في إيران يبلغ سبعة أضعاف ما يشابهه عالمياً. (موقع بارسينه، بتاريخ: 6 / خرداد / 1391هـ.ش).

([13]) أعلنت منظّمة الإحصاء الأوروبية (TMBA) عن أن إيران تستهلك 30% من مستحضرات التجميل في منطقة الشرق الأوسط، معلنةً بذلك أن إيران تقع في الترتيب السابع من بين البلدان المستهلكة لهذه المستحضرات في العالم.

وفي تقريرٍ لقناة الجزيرة الفضائية بشأن انتشار وانتعاش تجارة المستحضرات التجميلية في إيران جاء ما نصّه: إن إيران تحتلّ المرتبة السابعة في استهلاك مستحضرات التجميل في العالم. (موقع فردا، بتاريخ: 19 / أرديبهشت / 1389هـ.ش).

(زنان برس): إن النساء الإيرانيات يشكِّلْنَ ثاني أكبر مستهلك لمستحضرات التجميل، بعد نظيراتهنّ في المملكة العربية السعودية. على الرغم من أن خبراء الاقتصاد يذهبون إلى الاعتقاد بأن إيران؛ حيث تستهلك مستحضرات تجميلية رخيصة الثمن، يمكنها أن تخطف قصب السبق من المملكة العربية السعودية، ويرتفع رصيد الاستهلاك في إيران لهذه البضاعة، حتّى يبلغ استهلاك مستحضرات التجميل فيها إلى ثلاثة أضعاف المستهلك في الملكة العربية السعودية.

وقد بلغ تهريب مستحضرات التجميل إلى إيران حدّاً خرج معه عن سيطرة المتصدّين لمكافحة التهريب وإدخال البضائع من الخارج إلى إيران بشكلٍ غير شرعي، الأمر الذي دعا المسؤولين ـ في اجتماعٍ ـ إلى الحديث عن بلوغ حجم المستحضرات التجميلية المهرَّبة إلى داخل إيران ما قيمته 800 مليون دولار. وعلى الرغم من التحذيرات المتكرِّرة من قِبَل العاملين في المجال الصحّي والعلاجي والمتخصِّصين في الأمراض الجلدية والتجميل في البلاد من مغبّة استعمال المستحضرات التجميلية الفاقدة لملصق الرقابة والإشراف من قِبَل وزارة الصحة، والتأكيد على مخاطر استعمال هذه المستحضرات، يبدو أن هذه المستحضرات، التي تتمتَّع بتنوُّعٍ أكثر من المحاصيل المسموح بها، كما أنها أرخص قيمةً بالمقارنة إلى البضاعة المسموح بها، والمعروضة في الصيدليات والأسواق، والتي تحمل الملصق الشرعي الصادر عن وزارة الصحّة، لا تزال هذه المستحضرات غير الشرعية تتمتَّع بشعبيةٍ واسعة، حتّى بلغ حجم استهلاك المرأة الإيرانية لمستحضرات التجميل ما قيمته حوالي مليار ومئتي مليون دولار من التجارة البالغة 160 مليار دولار من محاصيل مستحضرات التجميل في العالم، والتي يشكِّل منها ما قيمته مليار وأربعين مليون دولار من هذه التجارة هي من حصّة البضاعة المهرَّبة.

النساء الإيرانيات ثاني أكبر مستهلك لمستحضرات التجميل في العالم، بعد النساء في المملكة العربية السعودية: تحتلّ المملكة العربية السعودية المركز الأول من حيث استهلاك مستحضرات التجميل، وأما إيران فتحتلّ المركز الثاني، على الرغم من أن خبراء الاقتصاد يذهبون إلى الاعتقاد بأن إيران؛ حيث تستهلك مستحضرات تجميلية رخيصة الثمن، يمكنها أن تخطف قصب السبق من المملكة العربية السعودية، ويرتفع رصيد الاستهلاك في إيران لهذه البضاعة، حتّى يبلغ استهلاك مستحضرات التجميل فيها إلى ثلاثة أضعاف المستهلك في الملكة العربية السعودية. وعلى أيّ حالٍ؛ حيث لا تزال إيران تحتفظ بحصّتها البالغة أكثر من 30% من استهلاك مستحضرات التجميل في منطقة الشرق الأوسط، فإنها لا تزال تحتفظ بالمركز السابع عالمياً من حيث استهلاك مستحضرات التجميل، على مدى أعوامٍ طويلة.

تنفق أربعة عشر مليون إيرانية مليار دولار على مستحضرات التجميل سنوياً: انتشر تقريرٌ في العام الماضي، مطبوعٌ في إحدى الصحف الإسبانية، وتمّ تعميمه على الصفحات الافتراضية في إيران، يقول: طبقاً للتحقيق المنجز في مؤسسة (TMBA) للتحقيقات هناك ما يقرب من 14 مليون من النساء الإيرانيات، اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 15 ـ 45 سنة، واللائي يُقِمْنَ في المدن الكبرى في إيران، ينفقْنَ ما معدّله 7,5 يورو شهرياً على شراء مستحضرات التجميل. هذا، في حين يتراوح معدّل الرواتب ما بين 490 ـ 570 يورو. إن النساء الإيرانيات؛ بسبب الحجاب، يولينَ اهتماماً خاصّاً بمظهرهنّ؛ حيث تمضي الواحدة منهنّ ما يزيد على الساعة أمام المرآة ووضع الزينة. فإذا كان الناس في أوروبا يرجِّحون الظهور بمظهرٍ طبيعيّ يُؤْثِر الشباب الإيراني الظهور بمظهرٍ مُفْعَمٍ بالتجميل والزينة.

ينفق الإيرانيون سنوياً ما يقرب من 1630 يورو على مستحضرات التجميل، وأكثر هذه المستحضرات يتمّ استيراده من الخارج، وأكثر هذه المستوردات يأتي من الطرق القانونية. ويذهب أكثر الخبراء إلى الاعتقاد بأن حجم البضائع المهرَّبة وغير القانونية يتراوح سعره ما بين 570 ـ 610 مليون دولار. (موقع زنان پْرِس، بتاريخ: 30 / آذر / 1390هـ.ش).

([14]) في المؤتمر الرابع للخبراء المختصّين في صناعة الأغذية تمّ الإعلان عن أن 20% من القيمة المضافة حالياً إلى قسم التصنيع يختصّ بصناعة الأغذية، بَيْدَ أن ما يقرب من 30% من المواد الغذائية في إيران يتمّ تبذيره للأسف الشديد، وهذا المقدار يكفي لإشباع 15 مليون شخص. وعلى هذا الأساس، طبقاً للإحصائية الموجودة، إذا كان متوسّط عدد أفراد كلّ أسرة يتألّف من خمسة أشخاص تقريباً يمكن القول: إن كلّ أسرة إيرانية تتلف من الطعام ما يكفي لإشباع واحدٍ من أعضائها.

يتمّ سنوياً إتلاف 150 ألف طنّ من الخبز في طهران وحدها، حيث تبلغ القيمة التقريبية لهذا الكمّ مئة مليار ريال إيراني. وإذا أضَفْنا إلى ذلك الخبز الذي يتمّ إتلافه في سائر المدن الإيرانية الأخرى سنوياً فإننا سنصل إلى ما مقداره 600 ألف طنّ من الخبز الجافّ، الذي يتمّ إتلافه، وتبلغ قيمته التقريبية 400 مليار ريال إيراني.

وعلى الرغم من الكلفة الثقيلة التي تقع على عاتق الدولة في دعمها لتسعيرة الخبز لا يصل الخبز إلى المستهلك بالجودة المطلوبة، ويتمّ تبذير وإتلاف ما يقرب من 30% منه، وهو يساوي 5,2 مليون طنّ من القمح، وهو ذات المقدار المقتطع سنوياً، والذي يتم استيراده من الخارج بإزاء إنفاق العملة الصعبة. (موقع پيام زن، العدد 58: 87، بتاريخ: شهر دي / 1375هـ.ش).

إن أهمية الخبز واستهلاكه إنما تتّضح إذا علمنا أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن استهلاك الخبز في إيران يبلغ أكثر من الخبز المستهلك في البلدان الأوروبية، مثل: فرنسا وألمانيا، بضعف أو ثلاثة أضعاف. بَيْدَ أن هذا الحجم المرتفع لا يعود إلى الاستهلاك الحقيقي للخبز في إيران، وإنما يعود سببه إلى أن هناك كميةً كبيرة من الخبز تأخذ طريقها إلى القمامة، وتبذيره بعد شرائه.

تذكر الكثير من الأسباب حول تدنّي جودة الطحين، إلى خبزه بشكلٍ غير مناسب، إلى تحويله إلى المستهلك، ليقوم بعد ذلك بتبذيره. ومع ذلك فقد أكَّد أصحاب العلاقة من المسؤولين على أن إصلاح أساليب إنتاج واستهلاك الخبز من شأنه أن يوفِّر في المخزون السنوي من الدقيق ما مقداره مليوني إلى ثلاثة ملايين طنّ.

وقال وزير التجارة: إن ما قيمته أربعة آلاف وستمئة مليار تومان يتمّ إنفاقها على دعم الخبز في البلاد سنوياً، وإن ما يقرب من 30% من هذا الدعم يُنْفَق في الخبز التالف، والذي يتمّ تهريبه على شكل دقيقٍ أو خبز.

ويأتي هذا التأكيد من وزير التجارة في المؤتمر الوطني للخبز، حيث أضاف قائلاً: طبقاً للخطّة التحقيقية التي أُنجِزَتْ في أربع محافظات من البلاد فإن خبز (اللواش) و(البربري) يسجِّل الحجم الأكبر من الخبز التالف، بينما سجّلت أنواع الخبز الأكبر حجماً أدنى مستوى من التلف والتبذير.

وأضاف قائلاً: إننا بحاجةٍ إلى إنتاج خمسة أطنان من الخبز الصناعي؛ كي نتمكن من إيصال التلف إلى الحدّ الأدنى، وفي المقابل نصل بمستوى الخبز المقاوم للفساد والتلف إلى الحدود القصوى.

وقال وزير التجارة أيضاً: إن الاستهلاك العامّ للخبز في البلاد يبلغ 160 كيلوغراماً، في حين يبلغ هذا المعيار في الولايات المتحدة الأمريكية 20 كيلوغراماً، وفي المكسيك 31 كيلوغراماً، وفي فنلندا 40 كيلوغراماً، وفي الجمهورية التشيكية 50 كيلوغراماً، وفي روسيا 60 كيلوغراماً، وفي هولندا 60 كيلوغراماً؛ حيث تثبت هذه المعايير أنه بعد إصلاح دورة إنتاج الخبز يجب أن يبلغ القمح المستهلك في البلاد ثمانية ملايين طنّ. (موقع تابناك، بتاريخ: 15 / أرديبهشت / 1389هـ.ش).

([15]) يذهب الخبراء إلى الاعتقاد بضرورة أن يستهلك كلّ فردٍ من الماء في اليوم والليلة ما مقداره 150 لتراً من الماء في الحدّ الأدنى. وعلى الرغم من ذلك يصرِّح المسؤولون في الدولة أن الإيرانيين يستهلكون ضعف المعدّل من الماء المستهلك سنوياً.

طبقاً لوكالة أنباء مهر: اعتماداً على إعلان البنك العالمي لنموذج استهلاك ماء الشرب يحدّد لكلّ فردٍ ما مقداره مترٌ مكعبٌ سنوياً، وللغسل والتنظيف ما مقداره 100 متر مكعّب سنوياً. في حين يبلغ هذا المقدار في إيران ـ بسبب الاستهلاك الخاطئ ـ؛ إذ يتم استعمال الماء الصالح للشرب في غسل السيارات وفي تنظيف الجسم وسقي الحدائق والمزارع وغسل الثياب والأواني، ما مقداره 70% إلى 80% أكثر من المعدّل العالمي.

إن متوسط الماء المستهلك عالمياً حوالي 580 متراً مكعباً لكلّ شخص سنوياً، بَيْدَ أن هذه الكمية تبلغ في إيران حوالي 1300 مترٍ مكعّب، الأمر الذي يشير إلى مدى الهَدْر في مصادر المياه والتبذير الكبير في هذه الثروة الحيوية. (موقع بيمانه اقتصاد إيران، بتاريخ: 31 / أرديبهشت / 1391هـ.ش).

([16]) دادنا: صرَّح رئيس جامعة العلوم الطبية في محافظة فارس قائلاً: تحتلّ إيران أعلى إحصائيات حوادث السير؛ حيث يبلغ عدد الخسائر البشرية في هذه الحوادث ضعف الإحصائيات العالمية في هذا الشأن.

وطبقاً لتقرير فارس: صرَّح محمد هادي إيمانية، بعد ظهر هذا اليوم، في المؤتمر العالمي للحوادث المرورية (التحديات والحلول)، قائلاً: طبقاً لإحصائية سنوات الحرب المفروضة كان معدّل الشهداء يقدَّر بخمسة وعشرين ألف شهيد سنوياً، في حين أن الإحصائية الراهنة لحالات الوفيّات بسبب حوادث السير يبلغ ثلاثين ألف قتيل سنوياً.

وأضاف قائلاً: لقد صرَّح رئيس جامعة العلوم الطبّية في محافظة فارس: تحتلّ إحصائية الوفيات بسبب حوادث السير المرتبة الثانية للخسائر البشرية في إيران، وإن أكثر الذين يتعرَّضون للموت بسبب هذه الحوادث لا تتجاوز أعمارهم العقد الرابع. (موقع دانا، بتاريخ: 14 / إسفند / 1389هـ.ش).

وقال مدير قسم التحقيقات في مؤسّسة الضمان، مشيراً إلى ارتفاع نسبة الخسائر البشرية في حوادث السير: إن حجم الخسائر المباشرة وغير المباشرة لهذه الحوادث يزيد على 7% من الإنتاج الوطني.

وأضاف قائلاً: طبقاً للإحصاءات تحتلّ إيران المرتبة 189 من حيث انعدام الأمن المروري من بين 190 بلداً، حيث كانت (سيراليون) وحدها هي الأسوأ على الإطلاق (تليها إيران في المرتبة الثانية).

وقال أيضاً: إن معدّل الوفيات العالمي بسبب حوادث السير يبلغ من 14 إلى 15 شخصاً من بين كل مئة ألف شخص، في حين أن معدل الوفيات في إيران بسبب حوادث السير يبلغ 30 حالةً من بين كل مئة ألف شخص، وهذا يعني أن الخسائر البشرية بفعل حوادث السير في إيران تبلغ ما يقرب ضعف ما عليه الخسائر عالمياً. (موقع تصادف، بتاريخ: 16 / أرديبهشت / 1391هـ.ش).

([17]) صرّح رئيس المركز التنفيذي لشرطة المرور: لقد تمّ تسجيل مليونين وتسعة وخمسين ألف مخالفة مرورية في أيام النوروز من هذا العام، وكان منها ما نسبته أكثر من 56% من نوع المخالفات التي تؤدّي إلى حوادث مرورية، من قبيل: السرعة المفرطة، والسباق غير القانوني، والقيام بالحركات الاستعراضية، وما إلى ذلك. (موقع آفتاب، بتاريخ: 17 / فروردين / 1389هـ.ش).

([18]) طبقاً لمنظمة الشفافية العالمية في ما يتعلَّق بالفساد والرشوة حصلت إيران، من بين 176 بلداً في العالم، على 29 علامة من 100 علامة. وقد حصلت الصين على 39 علامة؛ لتحتل التسلسل 80 في القائمة، وحصلت مصر على 32 علامة؛ لتحتل التسلسل 118. وهذا يعني أن إيران تقع في التسلسل التالي لـ (120). (موقع طلا نيوز، بتاريخ: 16 / آذر / 1391هـ.ش).

والملفت أن كبار رجال الدولة يشهدون على ذلك إجمالاً. فعلى سبيل المثال: قد صرَّح الشيخ أحمد جنّتي، ظهر يوم الثلاثاء، في مراسم إحياء الذكرى السنوية لشهداء السابع من شهر تير، والتي أقيمت في مهدية رشت، قائلاً: إن أعداء الإسلام يعادون قائد الثورة الإسلامية المعظَّم كما كان أعداء الإمام عليّ× يعادونه في صدر الإسلام.

وأضاف رئيس شورى صيانة الدستور ـ مشيراً إلى أن على جميع أبناء الشعب أن لا يسمحوا بتسلُّط الشياطين على رقابهم ـ قائلاً: إن الرُّشا والرِّبا المُعْلَن والمستور في المجتمع قد بلغ أرقاماً قياسية، بَيْدَ أن الله هو الحامي والداعم للمجتمع الإسلامي. (موقع شفاف، بتاريخ: 6 / تير / 1391هـ.ش).

([19]) لقد صرّح المدير التنفيذي لشركة التأمين في إيران: إن الغشّ موجودٌ في كلّ مكان من العالم في ما يتعلَّق بإحصائيات تأمين السيارات وشركات الضمان، ولكنّ الإحصائيات الإيرانية في هذا الشأن قد بلغت مؤخّراً أرقاماً مقلقة. (موقع بيمه إيران، بتاريخ: 15 / بهمن / 1385هـ.ش).

([20]) إن الموظفين الإيرانيين لا يعملون حتّى بمقدار عمل الباكستانيين والأفغان:

طبقاً لخلاصة نتائج مشروع إحصاء الطاقات العاملة في عام 1390هـ.ش، الصادر عن مركز الإحصاء الإيراني، فقد بلغ حجم العمل النافع في اليابان 2420 ساعة، وفي كوريا الجنوبية 1900 ساعة، وفي الصين 1420 ساعة، وفي الولايات المتحدة الأمريكية 1360 ساعة، وفي تركيا 1330 ساعة، وفي ألمانيا 1700 ساعة، وفي باكستان 1100 ساعة، وفي أفغانستان 950 ساعة، وفي المملكة العربية السعودية 720 ساعة، وفي الكويت 600 ساعة.

في حين بلغت نسبة العمل المفيد في إيران 800 ساعة، الأمر الذي يعني أن العمل النافع في الدوائر الإيرانية لا يرقى حتّى إلى ما هو عليه الواقع في باكستان وأفغانستان. (موقع فرارو، بتاريخ: 30 / أرديبهشت / 1391هـ.ش).

([21]) طبقاً لتقرير وكالة مهر فقد أشار (جلال الدين حيدري)، عصر يوم الأربعاء، في مؤتمر المفتشين للحيلولة دون الارتشاء والفساد الإداري ومكافحة هذه الظواهر في وزارة الشؤون الاقتصادية والمالية، إلى تفعيل منظومةٍ إلكترونية في دوائر الدولة، وقال: منذ تفعيل هذه المنظومة، في السنوات الثلاث المنصرمة وحتّى الآن، تمّ تسجيل أكثر من مليون وستمئة ألف مراسلة وتقرير بشأن مخالفات الموظفين في دوائر الدولة، ومن خلال متابعة الأمر تمّ إيقاف بعض المفسدين، والعمل على الحدّ من نفوذهم وتأثيرهم.

وأضاف قائلاً: منذ السنوات الثلاث الماضية تمّ فتح خمسة آلاف وتسعمئة واثنين وأربعين ملفاً بمخالفات الموظفين، الأمر الذي يعكس المتابعة الجادّة من أجل اجتثاث المخالفات في المنظومات الإدارية.

وأضاف السيد حيدري قائلاً: إن من بين الأسباب الرئيسة لتفشّي هذا الظاهرة في المنظومة الإدارية وجود بعض المشاكل الاقتصادية، ولكنّه استدرك قائلاً: إلاّ أن التعاليم الإسلامية لا تبيح للإنسان أن يقترف مثل هذه المخالفات والموبقات مهما كانت الظروف. (موقع آفتاب نيوز، بتاريخ: 19 / مهر / 1391هـ.ش).

([22]) تشير الإحصاءات الرسمية للبنك المركزي إلى هبوط معيار الثقة والاعتبار في السوق الإيراني؛ إذ تحكي هذه الإحصاءات عن ارتفاع نسبة الشيكّات والصكوك الفاقدة للأرصدة التي يتم تداولها ضمن المنظومة المصرفية في إيران، بحيث شهدت الأشهر الثلاثة المنصرمة من هذا العام ما يقرب من 64 مليار ريال سنداً مصرفياً خالياً من الرصيد. وفي ربيع هذا العام شهدت العاصمة طهران وحدها أكثر من 118 مليار تومان من الصكوك والشيكّات التي تمّ رفعها إلى فروع وشعب المحاكم في طهران.

 كما تشير أحدث الإحصاءات في المصرف المركزي إلى أن المستوى الاقتصادي في إيران شهرياً قد بلغ حجماً مرعباً، بحيث بلغت نسبة الصكوك الفاقدة للرصيد، والتي تمّ إرجاعها في الغرف الموازية للوثائق المصرفية في طهران، في شهر خرداد من هذا العام، قياساً إلى العام المنصرم، من حيث العدد 32,1%، ومن حيث المبلغ 47%. وطبقاً لإحصائية البنك المركزي في شهر خرداد من هذه السنة، قياساً إلى الشهر السابق له، فقد بلغ شاخص أعداد الوثائق المرجوعة في الغرف الموازية للوثائق المصرفية في طهران قد ارتفعت إلى 12,5%، ومن حيث المبلغ 14,6%. (موقع خبر أونلاين، بتاريخ: 17 / مرداد / 1389هـ.ش). وفي شهر خرداد من عام 1391 صرَّح المدير العام لمقررات التراخيص المصرفية ومكافحة غسيل الأموال في البنك المركزي (السيد أمير حسين أمين آزاد) قائلاً: إن 12,5% من الصكوك الصادرة في عام 1390هـ.ش قد تمّ إبطالها، وهو أمرٌ بالغ الخطورة، ومثيرٌ للقلق. كما أضاف قائلاً: لقد اتّخذت نسبة الصكوك والشيكّات الفاقدة للرصيد والاعتبار في السنوات الماضية مساراً تصاعدياً، الأمر الذي يخلّ بالأمن والسلامة الاقتصادية للبلاد، ولا يمكن اعتباره مؤشّراً إيجابياً في الاقتصاد، حيث سيؤدّي الأمر إلى سلب الثقة بين المتعاملين مع هذه المؤسسة. (وكالة أنباء مهر، بتاريخ: 11 / 3 / 1390هـ.ش).

([23]) موقع شفقنا ـ قدس أونلاين ـ: ذكرت (السيدة محبوبة علي پور) أن وسائل الإعلام قد تحدَّثت في الآونة الأخيرة، نقلاً عن (السيدة معصومة آباد)، الأمينة العامة للسلامة في شورى محافظة طهران (العاصمة)، عن أن إيران تحتلّ المرتبة الرابعة عالمياً من حيث ارتفاع نسبة الطلاق.

وقالت هذه السيدة، العضو في شورى مدينة طهران، في اجتماع دراسة (مشروع تعزيز أركان الأسرة وتعليم مهارات الحياة المشتركة بين الزوجين قبل تسجيل الزواج)، في إطار الإشارة إلى أن مدينة طهران تحتلّ المرتبة الأولى، ومحافظة خراسان الرضوية المرتبة الثانية ـ بوصفهما أكبر مدينتين من حيث الكثافة السكانية ـ، في حالات الطلاق: يراجع ألفا شخص المراكز القضائية (الخاصة بالشؤون الأسرية) يومياً، الأمر الذي يؤدّي إلى فتح 500 إضبارة شكوى في موضوع الطلاق. وقد حذَّرت السيدة (معصومة آباد) قائلة: إن تخصيص 85% من ملفات الشكاوى في المجمعات القضائية والأسرية ببحث الطلاق يمثِّل جرس إنذار للمسؤولين من انهيار دعائم الأسرة. (موقع شفقنا، بتاريخ: السبت الموافق للثامن والعشرين من شهر مرداد سنة 1391هـ.ش).

وفي تاريخ الثاني من شهر شهريور من سنة 1391هـ.ش جاء في تقرير موقع بازتاب: طبقاً للإحصاءات الرسمية فقد شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية 34759 حالة طلاق، حيث تعود 29299 حالة منها إلى المدن، و5460 حالة منها إلى الأرياف والقرى. إن هذه الإحصائية تشير إلى حدوث 11586 حالة طلاق في كلّ شهر، ما يعادل 382 حالة طلاق في كلّ 24 ساعة، وأن كلّ ساعة تشهد 16 حالة طلاق في البلاد تقريباً.

([24]) قال حجّة الإسلام رحيميان، ممثِّل الولي الفقيه في مؤسّسة الشهيد وشؤون المضحين، أثناء كلمته في مراسم إزاحة الستار عن الشهادة الرضوية: يسافر حالياً خمسة ملايين شخص من المواطنين سنوياً إلى البلدان التي تمثِّل مراكز للفحشاء. وإن أكثر هؤلاء الخمسة ملايين إنما يقصدون تلك البلدان لممارسة الفحشاء. وإذا كان كل واحد منهم ينفق ألف دولار في الحدّ الأدنى فهذا يعني أن خمسة مليارات دولار تخرج من البلدان؛ ليتمّ إنفاقها على الفحشاء. (موقع بازتاب إمروز، بتاريخ: 28 / تير / 1391هـ.ش).

لقد صرّح الدكتور حبيب الله مسعودي فريد، في مؤتمر (دراسة الآفات الاجتماعية المترتِّبة على ظاهرة النساء المتسكِّعات في الشوارع)، والذي أُقيم بمشاركةٍ من رئيس جمعية المسعفين الاجتماعيين في إيران (حسن موسوي جلك) والمسعفة الاجتماعية (ليلا أرشد)، بمناسبة أسبوع الرفاه، في قاعة وكالة أنباء الجامعيين الإيرانيين (إيسنا): طبقاً لإحصائية مراكز إعادة التأهيل في منظمة الرفاه فإن من 10% إلى 12% من المتسكِّعات في الشوارع متزوّجات، وإن أعمار أكثرهنّ تتراوح ما بين 20 إلى 29 سنة. هذا، وإن إحصائية مراكز إعادة التأهيل لمنظمة الرفاه تختلف عن إحصائية المجتمع.

كما أضاف قائلاً: …لقد شهدت السنوات الأخيرة انخفاضاً تدريجياً لأعمار هذه النساء. وفي الفترة ما بين عامي 1389 ـ 1390هـ.ش انخفض معدّل أعمار هذه النساء سنةً واحدة.

وقد منح المدير العام لشؤون المتضرِّرين اجتماعياً في مؤسّسة الرفاه في البلاد في الختام إلى الأنشطة المنجزة في مجال الأضرار الاجتماعية درجة تتراوح من 10 إلى 15 من مئة، وأضاف قائلاً: إن سياسة مجال الأضرار الاجتماعية غير محدّدة، ولا يوجد تناغمٌ بين المؤسّسات المختلفة.

ثم صرَّ (مسعودي فريد) ـ في معرض تأكيده على ضرورة توظيف الرؤية المنهجية في النشاطات المنجزة ـ قائلاً: إن 70% من إصابة الأشخاص بالأمراض يعود إلى أسبابٍ بيئية وسلوكية، في حين لا يتمّ الالتفات إلى هذه المسائل أبداً، حيث يتمّ إنفاق 96% من ميزانية الدولة على سائر الشؤون الأخرى. (موقع بازتاب إمروز، بتاريخ: 24 / تير / 1391هـ.ش).

([25]) تشير إحصائية فحوصات النـزاع (الجَسَدي) في ربيع عام 1391هـ.ش في إيران إلى 165365 حالة. (موقع منظّمة الطبّ العدلي).

ومنذ بداية عام (1390هـ.ش) وحتّى نهاية شهر دي (أي خلال عشرة أشهر) تمّ الإبلاغ عمّا يقرب من 527000 حالة نزاعٍ وشجار في الأماكن العامّة من إيران. (موقع راديو فردا).

([26]) رغم أن إحصائية الانتحار في إيران أقلّ من نسبتها في الكثير من البلدان الأخرى، بَيْدَ أن مقارنة هذه الإحصائية بالقياس إلى الإحصاءات المسجّلة للأعوام المنصرمة في إيران تشير إلى زيادةٍ ملحوظة، بحيث إن نسبة الانتحار البالغة 3,1 لكلّ مئة ألف شخص، والمسجّلة في عام 1363هـ.ش، قد ارتفعت إلى 6 لكلّ مئة ألف شخص من السكان في عام 1383هـ.ش. في حين كانت نسبة الانتحار في الأعوام الثلاثة: 1384 و1385 و1386هـ.ش على التوالي: 8,5، و5,5، و6,5 لكلّ مئة ألف شخص.

قال المسؤول العامّ في إدارة السلامة النفسية في وزارة الصحة: هناك ستة أشخاص من بين كلّ مئة ألف شخص في إيران يحاولون الانتحار سنوياً، وهو يعادل 4200 شخص سنوياً، ولكنْ لا يكتب النجاح لجميع هذه المحاولات. (موقع Markaz – ejtemaee.com، بتاريخ: 7 / تير / 1390هـ.ش).

([27]) صرّح الشيخ الأميني، خطيب صلاة الجمعة في قم، قائلاً: إن المسؤولين في مجال عدد المدمنين في البلاد لا يقدِّمون إحصائياتٍ صحيحةً بعدد المدمنين الحقيقي، ويتذرَّعون لذلك قائلين: إن الكشف عن الأعداد الحقيقية ليس بالعمل الصائب، بَيْدَ أني أمتلك إحصائياتٍ مخيفةً ومرعبة، لا تتناسب مع شأن النظام. (موقع خبر أونلاين، بتاريخ: 2 / 4 / 1391هـ.ش).

كما أعلن رئيس شرطة مكافحة المخدِّرات عن ضبط 180 طنّاً من المخدِّرات في البلاد على مدى الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية. وقال الضابط (علي مؤيدي)، على هامش مؤتمر مكافحة المخدِّرات في إصفهان، ضمن ندوةٍ خبرية: حتّى نهاية شهر مرداد من هذه السنة، وفي إطار 660 عملية خاصّة بمكافحة المخدِّرات، تمّ الكشف عن 180 طنّاً من المخدرات، تتراوح ما بين 140 طنّاً من الترياق، و23 طنّاً من الحشيشة، وثلاثة أطنان من الهيروئين، وطنّاً ونصف الطنّ من المورفين، بينما يتعلَّق الفائض بسائر الموارد المخدِّرة الأخرى.

وأضاف ـ بعد الإشارة إلى القضاء على 850 عصابة كبيرة من تجّار المخدِّرات، ومقتل عشرين مهرِّباً أثناء المواجهات ـ قائلاً: لقد تمّ القبض على 111 ألف مهرّب محترف في إعداد وتوزيع ونقل المخدِّرات والأفيون، وتمّ تشكيل 93 ألف إضبارة؛ لتأخذ مسارها القانوني في الدوائر القضائية.

وأضاف هذا المسؤول قائلاً: إن الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية شهدت ارتفاعاً بنسبة 2% بالقياس إلى الفترة المشابهة لها من السنة الماضية. وصرَّح قائلاً: إن 75% من المخدِّرات المضبوطة قد تمّ العثور عليها في المدن الحدودية، وأما النسبة المتبقّية فقد تمّ العثور عليها في سائر محافظات البلاد الأخرى (موقع (أ)، بتاريخ: 28 / شهريور / 1391هـ.ش).

([28]) إحصائية خروج العقول من الوطن: تقع إيران من حيث خروج الطاقات والعقول في الصدارة عالمياً، إذ إن ما يقرب من 25% من مجموع الإيرانيين المتخرِّجين يقيمون حالياً في الدول النامية. وطبقاً لإحصائية صندوق النقد الدولي يسعى ما بين 150 إلى 180 ألف إيراني متخرِّج جامعيّ إلى الخروج من إيران سنوياً، وقد احتلّت إيران المرتبة الأولى من بين واحد وتسعين بلداً نامياً وغير نامٍ. وخروج هذا العدد من العقول من إيران سنوياً يساوي خروج 50 مليار دولار من الثروة الوطنية سنوياً. وفي عام 1388هـ.ش قالت وزارة العلوم الإيرانية في تصريحٍ لها: إن 400 شخص من بين 12 ألف طالب جامعي سافروا إلى مختلف البلدان الأجنبية منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية في عام 1357هـ.ش؛ لإكمال الدراسة في الخارج على نفقة الدولة، لم يعودوا إلى البلاد. وكذلك هناك ستّون ألف طالب جامعي إيراني يواصلون الدراسة في خارج إيران. وطبقاً للإحصاءات الرسمية فإن نسبة خروج المتخرِّجين من الجامعات من إيران بالنسبة إلى مجموع هذا العدد يبلغ 15%.

وفي عام 2006م تمّ إنفاق 5,1% من الفائض الداخلي على الحاجات التعليمية في البلاد، وهو بالمقارنة إلى سائر البلدان الأخرى في العالم يحتلّ المرتبة السابعة والستّين. وتُقدَّر الخسائر الناجمة من هروب العقول الإيرانية إلى خارج البلاد بعشرات مليارات الدولارات سنوياً.

وطبقاً للإحصائية الصادرة عن مختلف المؤسّسات والمنظمات الحكومية، من قبيل: التقارير الأسبوعية لمؤسّسة الإدارة والتخطيط، فإن تسعين طالباً من بين 125 طالباً من الذين شاركوا في الأولومبيات العالمية العلمية في العام المنصرم، وحازوا مراتب في هذه الأولومبيات، يدرسون حالياً في الجامعات الأمريكية. وإن الكثير منهم لا يعودون إلى إيران أبداً.

وطبقاً لإحصائية صندوق النقد الدولي هناك حالياً أكثر من 250 ألف مهندس وطبيب إيراني، وأكثر من 170 ألف إيراني من ذوي الدراسات العليا، يقيمون في الولايات المتّحدة الأمريكية. وطبقاً للإحصائية الرسمية لإدارة الجوازات في عام 1387هـ.ش يهاجر يومياً 15 حاملاً لشهادة الماجستير، و3,2 حاملاً لشهادة الدكتوراه، وما مجموعه 5475 من حملة البكالوريوس إلى خارج الوطن. كما أضاف تقرير صندوق النقد الدولي قائلاً: إن أكثر من 15% من الثروة البشرية الإيرانية قد هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، و25% من هذه الطاقات قد هاجرت إلى البلدان الأعضاء في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي في أوروبا.

وحالياً هناك ما لا يقلّ عن أربعة ملايين إيراني يقيمون في خارج إيران. ومن بين هؤلاء المهاجرين الإيرانيين يُعتَبَر المقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر دَخْلاً بين نظرائهم في سائر البلدان الأخرى؛ حيث إن 30% منهم يعمل في مجال الإدارة، و20% منهم يعمل في الشؤون التقنية والأمور الجامعية. وكذلك من بين مجموع مئة ألف إيراني في ألمانيا صدر في السنوات المنصرمة ألفا كتاب، في حين لم يصدر من بين مليوني مهاجر تركي ألماني سوى 100 كتاب. (موقع اللجنة العلمية للإحصاء في جامعة الشهيد چمران).

([29]) قال رئيس منظمة المكتبات العامة في كافّة أنحاء البلاد: بلغ معدّل قراءة الكتب في سنة 1389هـ.ش 18 دقيقة و47 ثانية في اليوم. طبقاً لتقرير مراسل المركز الإخباري (السيد واعظي) في مراسم توزيع الجوائز للفائزين في مسابقة صندوق الكتاب، حيث أضاف قائلاً: لقد كان هذا المعدل سنة 1388هـ.ش يبلغ 18 دقيقة و12 ثانية، وكان سنّ مَنْ شملهم الاستطلاع يزيد على الاثني عشر عاماً.

وفي معرض بيانه أن بعض الأشخاص والمسؤولين قد تحدَّثوا عن إحصائية ترصد دقيقتين لمعدل قراءة الكتب قال: إن هذه الإحصائية تعود إلى مدن البلاد قبل 37 سنة، حيث كان 65% من أفراد الشعب آنذاك يعانون من الأمّية. وأضاف (واعظي) قائلاً: إن معدّل قراءة الكتاب منذ عام 1378هـ.ش وحتى الآن يقدَّر بشكلٍ سنوي. وقال: إن آخر إحصائية لمعدّل تلاوة القرآن وقراءة الأدعية تشير إلى عشرين دقيقة في اليوم.

وأضاف رئيس منظّمة المكتبات العامة في البلاد: لقد تراجع معدَّل قراءة الصحف في السنوات الثلاثة الأخيرة، بحيث انخفض من 44 دقيقة إلى 24 دقيقة. (موقع تابناك، بتاريخ: 30 / آبان / 1390هـ.ش).

يذهب الكثير من الخبراء إلى تحديد رقم معدّل قراءة الصحف لكلّ مواطنٍ إيراني بدقيقتين في اليوم الواحد. وهو رقم تمّ استنتاجه على أساس المعايير والأرقام الحقيقية. بينما معدّل القراءة لكلّ كندي 22 دقيقة، ولكلّ هولندي 25 دقيقة، ولكلّ فرنسي 26 دقيقة، ولكلّ إنجليزي 60 دقيقة. (موقع همشهري، بتاريخ: 23 / دي / 1390هـ.ش).

([30]) جاء في وكالة فارس للأنباء بتاريخ: 15 / 8 / 1385هـ.ش، في الخبر رقم 85813421: طبقاً لأحدث التقارير لسنة 2006م لمنظمة الشفافية الدولية فقد احتلّت إيران من بين 163 بلداً في العالم المرتبة رقم (106) في فساد المسؤولين الحكوميين والسياسيين (السلامة الاقتصادية)، وبذلك تكون قد تنـزَّلت 13 درجة بالقياس إلى مرتبتها في العام المنصرم، حيث كانت قد بلغت المرتبة رقم (93).

وجاء في صحيفة (انتخاب): نشرت منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية تقريرها السنوي بشأن الفساد المالي والإداري يوم الأربعاء. وطبقاً لما ورد في هذا التقرير حصلت إيران على 28 درجة من مئة، حيث تراجعت 13 درجة؛ لتحتلّ المرتبة 133 من بين 174 بلداً. وقد احتلّت كوريا الشمالية والصومال وأفغانستان المراتب الأخيرة، بينما كانت الدانمارك وفنلندا ونيوزيلندا في المراتب الأولى (موقع: بازتاب إمروز، بتاريخ: 16 / آذر / 1391هـ.ش).

([31]) جاء في موقع تابناك، بتاريخ: 25 / خرداد / 1391هـ.ش، بشأن تناول المشروبات الكحولية في إيران: طبقاً لتقريرٍ شبه رسمي: يتمّ تهريب أكثر من سبعين مليون ليتر من أنواع المشروبات الكحولية بقيمة 730 مليون دولار سنوياً. هذا، بغضّ النظر عن الكحول المصنّعة داخلياً. وقد أدّى الإفراط في تناول المشروبات الكحولية المصنّعة داخلياً طوال العقود المنصرمة إلى أعراضٍ وتَبِعات مفجعة بالنسبة إلى مستهلكيها.

([32]) ورد في موقع آفتاب، بتاريخ: 30 / خرداد / 1391هـ.ش، ما يلي: تشير الإحصاءات والأرقام المعلنة إلى أن قيمة تجارة السجائر في إيران تصل إلى أكثر من 3000 مليار تومان. وتشير التقديرات السنوية إلى استهلاك ما يقرب من 65 مليار سيجارة في إيران. وإذا قسَّمنا هذا الرقم على عشرين سوف يعادل ذلك ثلاثة مليارات سيجارة. وإذا اعتبرنا قيمة كلّ علبة سجائر بألف تومان كحدٍّ وسط ستكون قيمة الإنفاق على السجائر في إيران سنوياً في الحدّ الأدنى ثلاثة آلاف ومئتين وخمسين توماناً، أي ما يقرب من 3,2 مليار دولار.

وفي موقع (بازتاب إمروز)، بتاريخ: 26 / أرديبهشت / 1391هـ.ش، بشأن تدخين الشيشة، ورد ما يلي:

إن تدخين الشيشة؛ للتسلية، ومن حينٍ لآخر، آخذٌ بالازدياد، حيث يمارس هذه الظاهرة في طهران ما يقرب من 45% إلى 48%، وتتراوح هذه النسبة بين الأطفال ما بين 4% و8%.

([33]) هناك في البلاد سبعة ملايين ملفّ قضائي: طبقاً لتقرير القسم المركزي للإعلام قال السيد غلام رضا سعيدي، في الاجتماع القطري السابع والعشرين للاسعاف الاجتماعي: إن هذا العدد الكبير من الملفّات القضائية مستقلٌّ عن الملفات الموجودة في مراكز شورى حلّ الاختلاف. وأضاف قائلاً: هناك 250 ألف سجين في إيران، ومع أخذ أفراد أسرهم في الحسبان فإنهم يعتبرون عرضةً للآفات الاجتماعية.

وأضاف نائب وزير العدل قائلاً: هناك ما يقرب من عشرين مليون مواطن معرَّض للضرر في البلد، بحيث يحتاج كلّ واحدٍ منهم إلى إسعافٍ اجتماعي للوقاية من ارتكاب الجرائم. وأضاف سعيدي قائلاً: إن اليابان، التي يبلغ عدد نفوسها 130 مليون نسمة، لا تحتوي محاكمها على أكثر من 250 ألف ملفّ قضائي، الأمر الذي يشير إلى فاعلية النشاطات الاجتماعية اليابانية؛ من أجل الحيلولة دون ارتكاب الجرائم في هذا البلد. وقد اعتبر أن حجم الجرائم والملفات القضائية في إيران لا ينسجم مع الثقافة الإيرانية والإسلامية الغنية بالقِيَم والمبادئ.

وقال خطيب صلاة الجمعة في قم الشيخ الأميني: هناك الكثير من الملفات القضائية التي لا تزال موجودةً في رفوف المحاكم، وعددها كبيرٌ جداً. وطبقاً للإحصائية الصادرة من قِبَل المسؤولين في الدوائر القضائية هناك آلاف الملفات، وهذا الأمر لا يبشِّر بخيرٍ. (موقع خبر أونلاين، بتاريخ: 2 / 4 / 1391هـ.ش).

([34]) هناك 1740 مصداقاً ومورداً من الجرائم في البلاد. لقد صرَّح ذو القدر قائلاً: حتى العام الماضي كنا نعرف 1640 مصداقاً وعنواناً من عناوين الجرائم التي تمّ تعريفها في القوانين، وخلال هذه السنة يبدو أن هناك 100 عنوان جرمٍ جديد سيضاف إلى هذا العدد، بمعنى أنه تمَّتْ المصادقة في مجلس الشورى على هذه العناوين التي شخّص النوّاب أنها من الجرائم التي يجب تعريف حدودها ومعاقبة مَنْ يرتكبها. وإذا استمر الوضع على هذه الحالة رُبَما وصلت أنواع ومصاديق الجرائم إلى عنان السماء. وعليه يجب أن تقف هذه الظاهرة، ويتمّ وضع حدٍّ لها، وهو ما سوف يتمّ من خلال الحوار والتعاطي مع مجلس الشورى، إنْ شاء الله تعالى.

([35]) وكالة الحوادث: صرَّح رئيس شرطة المباحث (ناجا) قائلاً: يتمّ فتح عشرين ألف قضية غشّ واحتيال سنوياً في البلاد، وإن 60% من الذين يحكم عليهم بالسجن في هذه القضايا هم من غير أصحاب السوابق الجنائية.

وقال العميد حسن بتولي، في مؤتمر (التدريب العسكري لموظفي الدولة في قطاع المهامّ الشرطية والتحقيقية)، في معرض كلامه حول تعرُّض ما بين 200 إلى 300 ألف للاحتيال سنوياً: في عام 1384هـ.ش تمّ تحديد 220 حالة احتيال وغشّ تتراوح ما بين الكبيرة والصغيرة في قطرنا، وأضاف قائلاً: إن الإحصائية الأخيرة ليست مشرِّفةً لنا أبداً، ومن الطبيعي أن نواجه زيادةً في عدد الملفات والإضبارات الجنائية مع زيادة حوادث الغشّ والاحتيال، وتَبَعاً لذلك يزداد حجم مهامّ ومسؤوليات الشرطة.

وقال السيد بتولي: إن هناك 13 مليون ملفّ يتمّ فتحه في السلطة القضائية سنوياً. وطبقاً لتصريح المسؤولين في هذه السلطة يضاف إليها ما يقرب من أربعة ملايين ملفّ قضائي سنوياً، وأضاف قائلاً: بالنظر إلى عدد قضاتنا البالغ 7000 قاضٍ يمكن القول: إن حصة كلّ ملفّ قضائي من الدراسة لا تزيد على الأربعة وأربعين دقيقة تقريباً. (انظر: صحيفة اطّلاعات، بتاريخ: الخميس، 13 / شهريور / 1391هـ.ش، العدد: 25404).

([36]) ارتفاع حالات الغرق في بحر قزوين بنسبة 44%: خلال صيف هذا العام قضى 222 شخصاً غَرَقاً في سواحل بحر قزوين على امتداد المحافظات الثلاثة: جيلان ومازندران وگلستان، حيث يشكّل هذا العدد بالقياس إلى السنة المنصرمة ـ التي قضى فيها 154 شخصاً غرقاً في سواحل هذه المحافظات الثلاث ـ زيادة بنسبة 44,1%.

وطبقاً لتقرير مراسل صحيفة (آفتاب)، نقلاً عن الإدارة المركزية للعلاقات العامة والشؤون الدولية لمنظّمة الطبّ العدلي في البلاد، إن من بين مجموع الغرقى في صيف هذا العام في المحافظات الثلاثة: جيلان ومازندران وگلستان، كان عدد الغرقى: 200 رجلاً، و22 امرأة، كما سجّل شهر مرداد العدد الأكبر للغرقى، حيث بلغ أعداد الموتى فيه 104 شخصاً.

ومن ناحية موقع ومكان الغرق كانت الحالات الأكبر من الغرق قد وقعت في محافظة مازندران، والتي بلغت 42 حالة في سواحل محمود آباد، ومحافظة جيلان حيث بلغ عدد الغرقى 20 غريقاً، وفي سواحل رشت ومحافظة گلستان، حيث غرق ستّة أشخاص في سواحل ميناء تركمن.

ارتفاع حالات الغرق في المحافظات الثلاث خلال ستة أشهر بنسبة 44%: كما ارتفع عدد الضحايا بسبب الغرق خلال الأشهر الستّة الأولى من هذه السنة في المحافظات الثلاث: جيلان ومازندران وگلستان، بالمقارنة إلى الفترة ذاتها من العام المنصرم، بنسبة 44%. ففي الأشهر الستة الأولى من هذا العام قضى 307 شخصاً في محافظة جيلان ومازندران وگلستان غرقاً، حيث بلغ هذا العدد بالقياس إلى الفترة المماثلة لها من السنة الماضية ـ حيث مات فيها 210 أشخاص غرقاً ـ زيادةً بلغت نسبتها 46,1%.

طبقاً لهذا التقرير فقد شكّل عدد الضحايا من الرجال الغرقى في الأشهر الستة الأولى من هذه السنة 275 رجلاً، بينما بلغ عدد الضحايا من النساء 32 امرأة، كما كانت أعمار الغرقى، البالغ عددهم 109 شخصاً، تتراوح ما بين 21 إلى 30 سنة، حيث تبلغ نسبتهم 35,5% من مجموع الغرقى.

وفي الأشهر الستة الأولى من هذه السنة احتلّت محافظة مازندران المرتبة الأولى في عدد الغرقى، حيث بلغت 182 حالة، تليها محافظة جيلان، حيث بلغ عدد القتلى فيها 92 غريقاً، ثمّ گلستان، حيث بلغ عدد الغرقى فيها 33 غريقاً.

ومن بين هذه الأشهر الستة كانت الحصة الأكبر لشهر مرداد، حيث سجّل 104 حالة وفاة بسبب الغرق، وكانت 70 حالة منها قد وقعت في سواحل محافظة مازندران، و28 حالة في سواحل محافظة جيلان، وستّ حالات في سواحل محافظة گلستان. (موقع im0.ir، بتاريخ: الثلاثاء، الموافق للحادي عشر من شهر مهر سنة 1391هـ.ش).

([37]) أشار (عادل آذر) إلى أن إيران إذا قيست ببلدٍ مثل: اليابان ـ من ناحية امتلاكها للمصادر الطبيعية، من قبيل: النفط والغاز والثروات الأخرى ـ سندرك أن إيران تعيش وضعاً مثالياً، ومع ذلك نجد بلداناً، من قبيل: اليابان وكوريا الجنوبية وتركيا، تتمتّع بمكانةٍ اقتصادية أفضل. ثم أضاف قائلاً: إن مرتبة إيران الاقتصادية في العالم تقع ضمن البلدان بعد المئة ـ للأسف الشديد ـ، كما تحتلّ المرتبة الخامسة والسبعين بين سائر البلدان الأخرى من ناحية الرفاه الاقتصادي. هذا، ويرتفع حجم التضخُّم في إيران إلى عددٍ من رقمين. إن لهذه المشاكل ـ بطبيعة الحال ـ أسباباً متعدّدة، وبعضها يعود بجذوره إلى عمق المسائل التاريخية، ومشاكل الحكومات السابقة، ولا سيَّما في القرن الأخير.

قال المدير الحالي لمركز الإحصاء في إيران: لقد كانت ميزانية الإعمار في عام 1387هـ.ش ـ على سبيل المثال ـ قد بلغت ألف مليار تومان. بَيْدَ أن قسماً كبيراً من هذه الميزانية قد تمّ التفريط بها أو تبديدها؛ بسبب سوء الإدارة السابقة أو عدم كفاءتها. إن هذه المشاكل تمثِّل أكبر الآفات التي تهدّد اقتصاد البلد. واليوم؛ بسبب البطالة والتضخّم وعدم السيطرة على السيولة النقدية ـ رغم امتلاك إيران للمصادر الطبيعية الضخمة ـ، هناك أكثر من عشرة ملايين شخص يرزحون تحت خطّ الفقر المدقع، وأكثر من ثلاثين مليون يعيشون تحت خطّ الفقر النسبي. (موقع آفتاب، بتاريخ: 7 / خرداد / 1391هـ.ش).

([38]) إن نسبة البطالة ـ طبقاً لأحدث التقارير الصادرة عن مركز الإحصاء في إيران ـ قد بلغت في ربيع العام الجاري 12,9%. فقد أشار التقرير الأخير الصادر عن مركز الإحصاء الإيراني إلى أن نسبة البطالة بين السكّان البالغ أعمارهم فوق العشر سنوات خلال ربيع عام 1391هـ.ش قد بلغ 12,9%، وهو بالمقارنة إلى شتاء عام 1390هـ.ش، حيث بلغت نسبة البطالة 14,1%، قد شهد انخفاضاً بنسبة 1,2%.

وفي ذات هذا التقرير فقد بلغت نسبة المشاركة 38,2%، وهذه النسبة بالقياس إلى النسبة المعلنة في الشتاء المنصرم قد شهدت تحسُّناً بنسبة 2,3% أيضاً. بَيْدَ أن مقارنة نسبة البطالة في ربيع العام الجاري إلى الفترة المشابهة لها في عام 1390هـ.ش تشير إلى ارتفاع البطالة بنسبة 0,6%، وهو بطبيعة الحال ينطوي على انخفاظ بنسبة 0,6% في حجم مشاركة السكّان الذين تتجاوز أعمارهم عشر سنوات.

هناك حالياً ـ طبقاً لهذا التقرير ـ 3,1 مليون ـ فوق عشرة أعوام ـ عاطلٍ عن العمل، ومن بين هذا العدد هناك ما يعادل 2,6 مليون شخص من سكان المدن، وخمسمئة ألف شخص من سكان القرى (موقع شفاف، بتاريخ: 22 / مرداد / 1391هـ.ش). تشير دراسة نتائج إحصاء الأيدي العاملة لعام 1390هـ.ش إلى ارتفاع نسبة البطالة في ثمان محافظات إلى عددٍ من رقم واحد، وفي 23 محافظة إلى عددٍ من رقمين. وعلى أساس هذا التقرير حصلت محافظة يزد على أدنى نسبةٍ، حيث بلغت نسبة البطالة فيها 6%، وحصلت محافظتي ألبرز ولرستان على أعلى نسبة، حيث بلغت نسبة البطالة فيهما على التوالي: 19,3% و19,2%.

طبقاً لإحصائية مركز الإحصاء في إيران كانت المحافظات الأدنى من حيث نسبة البطالة عبارة عن المحافظات التالية: يزد بنسبة 6%، وخراسان الجنوبية وزنجان بنسبة 8,4%، وكلستان بنسبة 8,7%، وآذربيجان الشرقية بنسبة 8,8%، وخراسان الرضوية بنسبة 9,1%، وقم بنسبة 9,8%، وسيستان وبلوشستان بنسبة 9,9%.

كما أن النسبة الأكبر من حيث البطالة فهي من نصيب المحافظات التالية: محافظة ألبرز بنسبة 19,3%، وفارس 18,5%، وجيلان بنسبة 16,6%، وإيلام وكرمانشاه بنسبة 15,7%، وكهكيلوية وبوير أحمد بنسبة 14,1%، وكردستان بنسبة 14%، وچهار محال وبختياري بنسبة 13,3%، وإصفهان بنسبة 13,2%، وآذربيجان الغربية بنسبة 13%، وأردبيل بنسبة 12,7%، وقزوين وهمدان بنسبة 12,4%، وخراسان الشمالية وكرمان بنسبة 12,1%، وطهران بنسبة 11,3%، وبوشهر ومركزي وهرمزكان بنسبة 11%، وخوزستان بنسبة 10,5%، وسمنان بنسبة 10,3%، ومازندران بنسبة 10,2%.

مقارنة البطالة في المحافظات في عامي 1389 و1390هـ.ش: طبقاً لهذا التقرير، في مجموع 31 محافظة سنة 1390هـ.ش، كانت نسبة البطالة في 23 محافظة من رقمين، وثمانية محافظات من رقمٍ واحد، بينما في مجموع 30 محافظة سنة 1989هـ.ش، كانت النسبة في 24 محافظة من رقمين، وفي ستّ محافظات من رقمٍ واحد. وعليه، طبقاً لهذا التقرير، كانت نسبة البطالة سنة 1390هـ.ش بالمقارنة إلى سنة 1389هـ.ش قد شهدت انخفاضاً وتراجعاً في 21 محافظة، وهي المحافظات التالية: آذربيجان الشرقية، وأردبيل، وإصفهان، وإيلام، وبوشهر، وطهران، وچهار محال وبختياري، وخراسان الجنوبية، وخراسان الرضوية، وخوزستان، وزنجان، وسمنان، وسيستان وبلوشستان، وفارس، وقم، وكردستان، وجيلان، ومازندران، وهرمزگان، وهمدان، ويزد. بينا شهدت نسبة البطالة في عام 1390هـ.ش بالمقارنة إلى عام 1389هـ.ش ارتفاعاً وزيادة في المحافظات التالة:آذربيجان الغربية، وخراسان الشمالية، وقزوين، وكرمان، وكرمانشاه، وكهكيلوية وبوير أحمد، وگلستان، ولرستان، ومحافظة مركزي. (موقع تابناك، بتاريخ: 28 / فروردين / 1391هـ.ش).

([39]) تحتلّ إيران المرتبة السادسة من بين 218 بلداً في العالم من حيث النسب العالية للسجناء. وفي ما يلي قائمة صادرة عن مركز الدراسات العالمي للسجناء في العالم. (موقع آفتاب نيوز، بتاريخ: 8 / آذر / 1391هـ.ش):

([40]) هو السيد علي الحسيني الخامنئي.

([41]) انظر موقع: KHMAMNEEI.IR (لقاء شباب محافظة خراسان الشمالية، بتاريخ: 23 / 7 / 1391هـ.ش).

([42]) موقع شركة الاتصالات في إيران: (Tci.ir).

([43]) مقالة (گوهر وصدف دين)، بقلم: (الشيخ عبد الله جوادي الآملي)، المنشورة في مجلة (پاسدار إسلام)، العدد 225: 8 ـ 9، سنة 1379هـ.ش.

([44]) للمزيد من الاطلاع انظر: كتاب (مدارا ومديريت): 3 ـ 4، لمؤلِّفه: عبد الكريم سروش.

([45]) للمزيد من الاطلاع انظر: المصدر السابق: 4 ـ 6.

([46]) الآراء والسلوكيات الدينية للشباب ودلالاتها على المعلومة.

([47]) دراسة المعتقدات الدينية والتوجُّهات العلمانية والأصولية بين الشباب الجامعي.

([48]) دراسة مسار تقبُّل الشباب المتديِّن اجتماعياً.

([49]) إعداد وبنية اختبار التوجُّه المذهبي استناداً إلى الإسلام.

([50]) مسعود آذربايجاني، تهيه وساخت آزمون جهت گيري مذهبي با تكيه بر إسلام: 24.

([51]) دراسة أوضاع التديُّن بين مستخدمي الإنترنت.

([52]) دراسة حجم وأنواع التديُّن بين الجامعيين.

([53]) المباني النظرية للمعايير الدينية.

([54]) محمد باقر الصدر، المدسة القرآنية: 39 ـ 40، دار التعارف، 1410هـ.

([55]) ابن تيمية، منهاج السنّة النبوية 5: 88؛ مجموع الفتاوى 19: 206. وانظر أيضاً: دايره المعارف بزرگ إسلامي 9: 383. والكتاب الذي صدر مؤخّراً تحت عنوان: ابن تيمية وتقسيم الدين إلى أصول وفروع: 93 ـ 95، لمؤلِّفه: عبد الله بن محمد بن خضر الزهراني، مكتبة الرشد، 2011م ـ 1432هـ.

([56]) العلاّمة الحلّي، الباب الحادي عشر: 3.

([57]) الميرزا القمّي، أصول دين: 5. (مصدر فارسي).

([58]) العلاّمة الحلّي، الباب الحادي عشر: 2 ـ 3.

([59]) الميرزا القمّي، أصول دين: 5. (مصدر فارسي).

([60]) السيد محمد كاظم اليزدي، العروة الوثقى 1: 597، شرائط إمام الجماعة، المسألة رقم 13.

([61]) المصدر السابق 1: 448، واجبات الصلاة.

([62]) مستند العروة الوثقى 3: 8.

([63]) محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار 70: 73، ح26.

([64]) غرر الحكم: 342، ح7835.

([65]) نهج البلاغة، الخطبة الثانية.

([66]) للاطلاع على ذلك انظر: مجموعه مقالات كنگره بزرگداشت عبد العظيم 1: 129 ـ 160، 193 ـ 244؛ المجلة الفصلية (علوم حديث)، العدد 5: 29 ـ 54؛ والعدد 9: 120 ـ 169.

([67]) لقد أكّد النبيّ الأكرم| والأئمّة الأطهار^ على هذا الأمر مراراً وتكراراً، كما أصرّ عليه العلماء والمتكلِّمون المسلمون أيضاً. ويمكن النظر ـ على سبيل المثال ـ إلى هاتين الروايتين:

1ـ عن السكوني، عن أبي عبد الله× قال: قال رسول الله|: (إن على كلّ حقٍّ حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه). (الكافي 1: 69).

2ـ وعن أبي هريرة، عن النبيّ| قال: (سيأتيكم عنّي أحاديث مختلفة، فما جاءكم موافقاً لكتاب الله ولسنّتي فهو منّي، وما جاءكم مخالفاً لكتاب الله وسنّتي فليس منّي). (سنن الدارقطني 4: 133).

وقد رُوي هذا المضمون في المصادر الحديثية والروائية لدى الفريقين بطرق متعدّدة:

ففي مصادر الشيعة انظر: الكافي 1: 60 و62 و67 و69؛ 6: 58؛ تهذيب الأحكام 7: 275؛ الاستبصار 1: 190؛ الاحتجاج 2: 446 و450؛ أمالي الصدوق: 367، المجلس 58، ح16؛ تحف العقول: 134 و458؛ تفسير العياشي 1: 8 و9؛ جامع الأخبار: 181، الفصل: 141؛ اختيار معرفة الرجال: 224، رقم 401؛ قرب الإسناد 1: 44؛ المحاسن 1: 220 و221 و226؛ عيون أخبار الرضا× 2: 20، الباب 30، ح45؛ بحار الأنوار 2: 235، باب 29، ح20؛ مستدرك الوسائل 17: 306، باب 9، ح21422؛ الإيضاح: 312؛ مجمع البيان 1: 39.

وفي مصادر أهل السنة انظر: سنن الدارمي 1: 146؛ مجمع الزوائد 1: 107؛ المعجم الكبير 21: 244؛ دستور معالم الحكم: 78؛ كنـز العمال 1: 175 و179 و183 و190 و191 و196 و197.

([68]) هناك الكثير من الروايات الدالّة على وقوع الوضع والاختلاق في الأحاديث، وهو ما أكَّد عليه العلماء المسلمون في المراحل اللاحقة. كما تشير المؤلَّفات الكثيرة في هذا الخصوص إلى هذه الظاهرة أيضاً. رُوي عن رسول الله| أنه قال: (أيها الناس كثرت عليَّ الكذّابة). الكليني، الكافي 1: 62. وعن الإمام الصادق× أنه قال: (إنا أهل البيت صدّيقون، لا نخلو من كذّابٍ يكذب علينا). رجال الكشي: 108. وقال الشيخ المفيد صراحةً: (وجملة الأمر أنه ليس كلّ حديثٍ عُزي إلى الصادقين^ حقّاً عليهم، وقد أُضيف إليهم ما ليس بحقٍّ عنهم). الشيخ المفيد، تصحيح الاعتقاد: 147. وقال العلاّمة الشعراني: (وفي كلّ ألف حديثٍ يوجد أكثر من خمسين حديثاً كاذباً قطعاً). الشعراني، المدخل إلى عذب المنهل: 27.

([69]) إن إباحة وشيوع النقل بالمعنى والمضمون هو من القواعد التي يجب الالتفات إليها في تفسير وفهم النصوص الروائية؛ وذلك أن الرواة كانوا في بعض الأحيان ينقلون مسموعاتهم بألفاظ أخرى أو بعباراتٍ شبيهة بما عليه الأصل في إيصال المعنى، وقد قال المحقّق الحلّي في هذا الشأن: (يجوز رواية الخبر بالمعنى، بشرط أن لا تكون العبارة الثانية قاصرةً [عن] معنى الأصل، بل ناهضة بجميع فوائدها؛ لأن الصحابة كانت تروي مجالس النبيّ| بعد انقضائها وتطاول المُدَد، ويبعد في العادة بقاء ألفاظه× بعينها على الأذهان). المحقّق الحلّي، معارج الأصول: 153.

وقال صاحب كتاب (معرفة الحديث)، في معرض كلامه حول كيفية النقل والرواية: (كان بعض الرواة يعتبرون تدوين الحديث وكتابته أمراً حَسَناً، ولكنّهم كانوا يسمعون الحديث ويحفظونه في صدورهم، وحيثما وجدوا فرصةً عمدوا إلى كتابته، وإنْ بألفاظ أخرى. وكان هذا هو دَيْدَن أغلب الرواة. وكان هناك مَنْ يسارع إلى كتابة الحديث فور سماعه؛ لكي ينقله بلفظه، وهم قلّةٌ قليلة من الرواة). انظر: معرفة الحديث: 23.

وهناك من علماء أهل السنّة مَنْ قال: (يشهد حال أكثر الصحابة والمتقدّمين أنهم كانوا ينقلون الرواية بالمضمون؛ والدليل على ذلك نقلهم لحادثةٍ أو قضيةٍ واحدة بألفاظ مختلفة). منهج نقد المتن: 77.

وبذلك يتمّ إرجاع روايات متعدّدة إلى خبرٍ واحد أحياناً. وقد نقل هذا المنهج عن السيد البروجردي في مقام استنباط الحكم (مجلة الحوزة، العدد المزدوج 43 ـ 44: 215 ـ 216 و217؛ آيينه پژوهش، العدد 7: 19؛ البدر الزاهر: 136 و137 و149 و169)، وبذلك فإنها تخرج عن حدود الاستفاضة أو التعدّد، كما لا يمكن إبداء حساسية علمية دقيقة تجاه القوالب المنقولة. وكان سماحته ملتفتاً إلى هذه المسألة في استنباطاته. (انظر: البدر الزاهر: 62). وإنما كان يرى الموضع علامة على صدور الألفاظ عن المعصوم إذا تكرّرت في الأصول المعتبرة. (انظر: المصدر السابق: 126).

([70]) في الدراسات الدينية يجب العمل على جمع كافّة الأقوال والسيرة العملية للنبيّ الأكرم| والأئمة الأطهار^، ثمّ العمل بعد ذلك على استنباطها واستخراجها. إن فصل الروايات من بعضها لا يُعَدّ عملاً صائباً. كما يُعَدّ عدم أخذ السيرة العملية للنبيّ الأكرم والأئمّة الأطهار بنظر الاعتبار منـزلقاً كبيراً.

وعليه لا بُدَّ من تكوين رؤية شاملة للثقافة التي تبلورت على مدى ثلاثة قرون من الزمن. وفي ضوء هذه الرؤية تعمل الكثير من الكلمات على شرح وتفسير بعضها. وكذلك في ضوء السِّيَر العملية يتمّ التعرف على بعض الكلمات الخاطئة أيضاً.

([71]) مجلة الحوزة، العدد المزدوج 43 ـ 44: 145. (مصدر فارسي).

([72]) محمد باقر الصدر، اقتصادنا: 404.

([73]) المصدر السابق: 412.

([74]) مجلة: آيينه پژوهش، العدد 5: 64.

([75]) المصدر السابق: 69.

([76]) انظر: فوائد الأصول 3: 324.

([77]) انظر: مصباح الأصول 2: 235 ـ 239.

([78]) الميزان في تفسير القرآن 10: 351.

([79]) انظر: الميزان في تفسير القرآن 1: 296؛ 6: 57؛ 8: 62 و66 و141 و261؛ 9: 211 ـ 212؛ 10: 349؛ 13: 353؛ 14: 25 و133 و205 ـ 207؛ 17: 174.

([80]) عارف وصوفي چه مي گويد؟: 254 ـ 255. (مصدر فارسي).

([81]) حجّة الإسلام والمسلمين السيد عبد الله فاطمي نيا، موقع alame_amini.blogfa.com، وموقع خبر آنلاين، بتاريخ: 24 / فروردين / 1389هـ.ش.

([82]) رسالة في السير والسلوك: 93.

([83]) المصدر السابق: 94 ـ 95، بشرح وإيضاح: حسن المصطفوي.

([84]) أسرار التوحيد: 199.

([85]) الخواجة عبد الله الأنصاري، مناجات نامة، رقم 278.

([86]) خاطره هاي آموزنده: 345. (مصدر فارسي).

([87]) انظر: إحياء علوم الدين 1: 10 ـ 11، تصحيح: الشيخ عبد العزيز السيروان.

([88]) انظر: كيمياي سعادت 1: 7 ـ 9، إعداد: خديو جم. (مصدر فارسي).

([89]) المصدر السابق 1: 7 ـ 8.

([90]) الوافي 1: 133.

([91]) انظر: شرح أصول الكافي 2: 55 ـ 56.

([92]) الوافي 1: 134.

([93]) روح الله الموسوي الخميني، الأربعون حديثاً: 385 ـ 398.

([94]) انظر: مرتضى المطهَّري، الأعمال الكاملة (مجموعه آثار أستاد شهيد مطهري) 2: 65. (مصدر فارسي).

([95]) انظر: معارف قرآن: 11 ـ 16.

([96]) المصدر السابق: 14.

([97]) (إعداد وتدوين اختبار الاتجاه الديني استناداً إلى الإسلام).

([98]) انظر: مسعود آذربيجاني، تهيه وساخت آزمون جهت گيري مذهبي با تكيه بر إسلام: 65. (مصدر فارسي).

([99]) للمزيد من الاطلاع انظر: حديث پژوهي 3: 55 ـ 65 (مبحث التقرير الموضوعي والمضموني للأحاديث).

([100]) عبد المجيد الشرفي، مفكِّر تونسي، من مواليد مدينة صفاقس. مختصٌّ في الفكر والحضارة الإسلامية.

([101]) ارجعْ في هذا المجال إلى مادّة (ر ح م) في: محمد فؤاد عبد الباقي، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.

([102]) يُسمّيه (علي أومليل) الإسلام المعياري، في كتابه (الإصلاحية العربية).

([103] (Situation hermeneutique.

([104]) انظر أنموذجاً من النظرة التقليدية إلى هذه الظاهرة والنافية لأثر العوامل التاريخية في نشأة المؤسسات الإسلامية في: عبد الحيّ الكتاني، التراتيب الإدارية.

([105]) انظر مثلاً: ترجمتي البهلول بن راشد وسحنون في: محمد الطالبي، تراجم أغلبية مستخرجة من مدارك القاضي عياض، تونس، 1968م.

([106]) من أشهر الأمثلة على ذلك ما فعله علماء الدين بالحلاّج وابن شنبوذ وابن رشد والسهروردي.

([107]) عبد المجيد الشرفي، الإسلام والحداثة: 26 ـ 29.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً