أحدث المقالات

بات النتاج الإيراني ـ ولأسباب عدّة ـ يعني الباحثين في العالم العربي أكثر من ذي قبل، وهي أسباب تتخطّى الانتماءات المذهبيّة والقومية و..، وباتت هناك حاجة لمدّ جسورٍ محكمةٍ وقويّةٍ ثقافيّاً وفكرياً بين هذين العالمين الجارين المنتميين إلى أمّة الإسلام الواحدة.

إنّ الوحدة الإسلامية، كما تتطلّب تعايش أبناء المذاهب الإسلامية المختلفة، تعايشاً يقرّ الاختلاف بل ويرحّب به، كذلك تستدعي تعايشاً بين أبناء القوميات المختلفة، يحافظ على الخصوصيات القومية والوطنية، ويسعى في الوقت عينه للاجتماع على القواسم المشتركة، ونقل التجارب القابلة للانتقال، نقلاً متبادلاً، لإنضاج التجربة الإسلامية العامة، وكسب الوقت، وتوفير الجهد، والتعلّم من تجارب الآخرين، والانطلاق مما وصلوا إليه، لا من نقطة الصفر.

ولسنا نهدف هنا إطالة الحديث عن هذا الموضوع، بقدر ما نريد الإشارة العابرة إلى خطوة جديدة نأمل أن تكون مباركةً في هذا الميدان، وذلك بالإعلان عن ولادة مجلّة جديدة تحمل عنوان (نصوص معاصرة)، وتعنى فقط وفقط بنقل المشهد الفكري والثقافي في إيران.

إنّ هذه المجلة تضمّ صوتها إلى كافّة الجهود التي بذلت حتّى الآن في هذا المجال، وتأمل أن يكون صدورها نقطة تحوّل في العلاقات العربيّة الإيرانية، ومفتاحاً ـ إلى جانب مفاتيح عدّة ـ لكلّ من يريد التعرّف على المشهد الثقافي في إيران، مهما كانت نواياه، ومهما كان قصده من وراء ذلك.

إنّها خطوة تفتخر بأن يشرف على مسارها ويرعاها علامة معروف وكاتب قدير هو الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي حفظه الله تعالى، بما عرف عنه من الوعي والانفتاح والبصيرة والمعاصرة والتسامح و.. كما تعتزّ المجلّة بالهيئة الاستشارية التي تتحف طاقمها بالإرشادات اللازمة إن شاء الله تعالى، وتشكر المجلّة صاحب المشروع سماحة السيد علي باقر الموسى رعاه المولى في خطواته التأسيسيّة القيّمة، على أمل أن تكون ـ المجلة ـ بالحجم المطلوب والمستوى الذي يريده منها القرّاء والمتابعون الكرام.

إنّ هذا العدد التجريبي ليس سوى مقدّمة للشروع في برنامجنا الذي سوف نفيض في الحديث عنه وعن رؤانا الخاصّة في نقل المشهد الثقافي والفكري في إيران بأطيافة المتعدّدة.. وذلك في كلمة تحرير العدد الأوّل إن شاء الله تعالى.

إنّ المجلّة ـ بطاقمها ـ تعلن من البداية دعوتها للقرّاء والمتابعين، لإتحافها بوجهات نظرهم الغنية، وملاحظاتهم النقدية البنّاءة، إنّ المجلّة مصرّة على فتح علاقة خاصّة بقرّائها الكرام، تتجاوز مجرّد النقل، للمزيد من التعاون لإثراء ثقافتنا جميعاً، آملين أن تعرف الساحة الإيرانية ـ بالمقابل ـ نماذج من هذا النوع، تعكس ــ بأمانة ــ المشهد الثقافي العربي الغني المعاصر، إن شاء الله تعالى.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً