أحدث المقالات

إننا اليوم في مرحلة انتقالية سياسيا وجغرافيا والأهم أخلاقيا ، وكلما اشتد نزاع القوم وخسارتهم سيشد هؤلاء على أهل الثبات والحق صيحاتهم وحملاتهم ، نيجيريا محطة جغرافية زمانية تلطخت بدماء الأبرياء بحجج مذهبية تحت شعار محاربة الإرهاب ..

إذا هذا هو إرهابهم الذي يريدون محاربته بعد تشكيل تحالفهم الذي البسوه الاسلام ، الانقضاض الشرس على محور الممانعة الذي يقف حجر عثرة أمام مشاريع هيمنتهم على المنطقة من خلال يدهم الكبرى المتقدمة الكيان الصهيوني ، وكلما صمد هذا المحور في وجه هذه الحملة العالمية كلما اشتدت شراستهم وزاد طغيانهم.

إن مجرد الصمود في وجه الأحزاب التي اجتمعت رغم اختلافاتها الإيديولوجية والمذهبية والثقافية والهويانية على هدف واحد هو محو ثقافة الممانعة ورجالها ليس فقط من أذهان الحاضر بل من التاريخ من خلال تزويره بتشكيلات وهمية شعارها الاسلام و حجتها محاربة الإرهاب ، هذا الصمود هو صمود تاريخي وإنجاز كيير ونصر عظيم سيتحدث عنه الأجيال مستقبلا بعد أن تنكشف أغبرة المعارك وتفصح ألسنة الصباح عن الحقيقة .

معايير النصر ليست مادية تُحسب بعدد الخسائر البشرية ومساحة الجغرافيا التي يهيمن عليها كل فريق ، معايير النصر تحسب بالقوى وتوازناتها ، وبحجم المؤامرة ومدى نجاحها في التطبيق الميداني وفشلها ، وبالصمود من عدمه ونوعية هذا الصمود ونوعية العدو الذي يواجه ..

إن محور الممانعة أمام حرب كونية،، تاريخيا حدثت هذه الحرب  وحققت ما أرادت لعدم وجود ممانعة جامعة مع عدم إنكارنا لمقاومة الأبطال .. اليوم هي ذات الحرب الكونية بأدوات مختلفة وشعارات ضبابية ملتبسة لكن الفارق وجود محور مقاوم ممانع حقق انحازات تاريخية وانتصارات حقيقية أحدثت ربكة في مخططاتهم ، وجعلتهم لا يهدؤون ليلا ولا نهارا ولا يهنؤون .

كان هناك استعمار ومؤامرات تاريخيا لكن اليوم مع استمرار هذه المؤامرات هناك صمود أسطوري أمام كل المخططات وتغييراتها وأمام كل التحالفات وأدواتها وعدتها وعتادها .

وما يقدمه اليوم هذا المحور ليس فقط على مستوى العسكر أو مستوى الدعم اللوجسستي أو على مستوى التقدم التقني بل أهمها على المستوى الأخلاقي والقيمي ..

اليوم نموذج تم محوه من ذاكرة الشعوب بالتقادم وهو نموذج الاكتفاء الذاتي والنهوض بالاستغناء عن الآخر وصناعة المجد بأيدينا والتحول من ثقافة التلقي والاستهلاك والتصدير ، إلى ثقافة الانتاج والتوريد والتفاعل ..

لذلك إعادة هيبة هذا النموذج يعني بالضبط زوال كيانات وأنظمة وتبدل موازين القوى وسقوط قوى عظمى على أعتاب أقدام المناضلين من أجل الحرية الحقيقية والتحرر من كل مظاهر العبودية والاستعباد والاستعمار.

معركتنا اليوم وجودية لذلك ستشتد ويسقط أبرياء وعلينا توطين أنفسنا على البذل والتضحية لأجل العدالة والحرية والكرامة التي تمهد القابليات للحق وتمكن الحقيقة من الانبعاث مجددا ، لتحيا الأجيال القادمة أمل النور ، ومرحلة العبور الحقيقي وتترحم علينا لما قدمناه لأجل أن تهنأ هي بالسلام الحقيقي.

 

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً