أحدث المقالات

مطالعة تحليلية ونقدية مقارنة

مقدمة في التعدّد التفسيري لكلمة أهل البيت ـــــــ

تُعرّف كلمة (أهل) في اللغة بالمُستحقّ([1]) والمستوجب([2])، وهي كذلك في العرف؛ وإذا ما أُضيفت إلى شيء أو شخص دلّت على معنىً آخر باعتبار المُضاف إليه. وتُطلَق عبارة (أهل البيت) على سكّانه([3]). أمّا الفيومي، وبعد تعريفه لمعنى (الأهل) يقول عن (أهل البيت): الأصل فيه هو القرابة([4])؛ وعبّر الراغب الإصفهاني عن (الأهل) قائلاً: أهل الرجل: من يجمعه وإياهم نسبٌ أودين. إذاً، يمكننا القول بأنّ (أهل البيت) كلمة تُطلَق على كلّ ساكن في الدار سواء أكان رجلاً أم امرأة بل وحتى الأولاد، وكذلك ذوي القربى كما هو مَعروف.

أمّا فيما يتعلّق بالنبيّ’ ولمّا كان بيته’ مَهبط الوحي والنبوّة ومُختلف الملائكة، فقد تمّ استخدام كلمة (أهل البيت) ضمن مَعنيين لا ثالث لهما، فأحياناً تُشير تلك العبارة إلى آل بيت النبيّ فيُراد بها البيت وهو مكان السّكن ومحلّه، وفي هذه الحالة فإنّ (أهل البيت) الواردة هنا تُشير إلى نَفس المعنى المستخدَم للآخرين غير النبيّ، أي بمَعنى الأهل أو الأسرة أو العائلة أو أقاربه بمعناها المُطلق. لكن قد يُراد من كلمة (أهل بيت النبيّ) مكان نزول الوَحي ويُقصَد به بيت النبوّة لا غير ـ نظراً للمكانة الخاصّة التي يحظون بها ـ وليس بمعنى ساكني الدّار ولا الأسرة ولا ذوي قرباه، بل المُراد بذلك أشخاص معيّنين يستحقون أن يُطلَق عليهم لفظ (أهل البيت) وذلك لمنزلتهم العلميّة والعملية والصفات الإنسانية المتميّزة التي يتمتعون بها([5]).

ولا بدّ لنا هنا من الإشارة إلى بعض النقاط:

أولاً: بما أنّ التعريف الثاني لكلمة (أهل البيت) ينطبق على أفراد آخرين غير آل بيت النبيّ كذلك، لا بدّ للشارع من تعيين حدود ذلك. وقد يُتوَقّع أن يشمل المعنى الأوّل بعض أعضاء آل بيت النبيّ أو أن يكونوا خارجه.

ثانياً: إنّ استحقاق الانتساب إلى آل بيت النبيّ بالمعنى المذكور يتطلّب اجتياز مراحل عدّة؛ وهي مراحل ومراتب لا يُمكن إحرازها إلاّ على أساس المعايير الذاتية أو المُكتسبة الخاصة؛ لذلك نرى أنّ اعتبار (سلمان الفارسي) من أهل بيت النبيّ بموجب الحديث الشريف: «سلمان منّا أهل البيت» إنّما هو على الأساس المُشار إليه([6]).

ثالثاً: نستشفّ من الحديث الشريف للنبيّ أنّ المعنى الثاني لـ(أهل البيت) يُشير إلى أعلى أنموذج يستحقّ أن يكون الفرد فيه لينتسب إلى بيت النبوّة، وهو معنى لا يشمل إلاّ أشخاصاً معيّنين حتى أصبح ذلك المعنى بمثابة مصطلح بحيث كلّما وردت كلمة (أهل البيت) ـ أو إضافة كلمة «عترة» إليها في بعض الأحيان ـ يتبادر إلى أذهاننا أولئك الأشخاص المشار إليهم؛ مثل قوله’: «كتاب الله وعترتي أهل بيتي» في حديث الثقلين، و«مَثَل أهل بيتي كمَثل سفينة نوح» في حديث السفينة، و«اللّهم هؤلاء أهل بَيتي» في قصّة المُباهلة وحديث الكِساء، و«أهل بيتي أمانٌ لأُمّتي…» في حديث النجوم، وغير ذلك ممّا سنأتي على شرحه عاجلاً.

ومن وجهة نظر الشيعة، فإنّ تفسير عبارة (أهل البيت) المأخوذة من صُلب القرآن الكريم يتناسب وتفسير الرسول الأعظم’لها والذي يشمل جميع المعارف المتعلقة بالتنزيل والتأويل وظاهر القرآن الكريم وباطنه، بشكل لا يشوبه أيّ شبهة أو تردّد، أو وَهم أو خطأ أو هوى أو عبث. هذا، ويُمكن إثبات هذا النوع من التصوّر لتفسير (أهل البيت) وفقاً لمصادر الفريقين وكتبهم، وهي بمثابة حكمة لوجود هذا الفريق من المفسّرين في الأمّة، والذي يؤدّي بالتأكيد إلى حسم النزاع والابتعاد عن التصوّرات المغلوطة وغير المنطقيّة عن القرآن الكريم عندما يسرح كلّ أحد لإثبات ما هو عليه مستنداً في ذلك إلى القرآن.

وتنقسم أدلّة الشيعة في هذا الموضوع إلى قسمين اثنين: الأدلّة القرآنيّة والأدلّة الروائيّة؛ وسيقتصر حديثنا هنا على بحث الأدلّة الروائية دون غيرها، وبالخصوص الحديث المعروف بـ(حديث الثقلين).

الصيغة الصحيحة لـحديث الثقلين بحسب المصادر الإسلامية ـــــــ

وهو حديث يبيّن العلاقة الخاصّة لأهل البيت جميعهم مع القرآن الكريم، وقد أُشير إليه في الكثير من المصادر المعتبرة لكلا الفريقين وبأسانيد مُختلفة. وبحسب قول علماء الشيعة، فإنّ هذا الحديث منقول عن أكثر من (30) صحابيّاً([7]) عن النبيّ’، وقال آخرون من أهل السنّة بل أكثر من (20) صحابيّاً، وقد ورد الحديث المذكور مراراً وتكراراً على لسان النبيّ وفي مناسبات مُتعدّدة([8]). وعلى الرّغم من الاختلاف الموجود في نصّ الحديث([9]) لكنّ تلك النّصوص لا تتعارض مع بعضها البعض بل ويمكن الجمع بينها بشكل دلاليّ. أمّا أحد نصوص حديث الثقلين المنقول بطرق عديدة وأسانيد صحيحة لكلا الفريقين، فيقول: «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتى يَردا عليَّ الحوض»([10]).

وتجدر الإشارة إلى أنّ الذين قاموا بتحقيق مُسند أحمد بن حنبل وسعوا بشتّى الوسائل إلى إضعاف أسناد الأحاديث التي وردت فيها عبارة: «إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» أو عبارة: «إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا»، لم يشيروا إلا إلى بعض طرق ذلك الحديث، وكتبوا في ذيل تحقيقاتهم: وما ورد ممّا يُفهم منه وجوب الاقتداء بهم والأخذ بأقوالهم والعمل بها، مثل قوله: لن تضلّوا بعدهما، أولن تضلّوا إن اتّبعتموهما؛ فأسانيده ضعيفة لا يَصلح الاحتجاج بها([11])، وممّا يؤسف له أنّ تضعيفهم لأسانيد تلك الرواية إنّما هو نابع من عدم تأمّلهم ونظرتهم إلى جانب واحد وتعصّبهم الأحمق، والدليل على ذلك أنّهم يقومون بنقل الحديث المذكور على لسان عدد من الحفّاظ مثل النسائي والطحاوي وابن أبي عاصم والطبراني والحاكم بطريق أبي عوانة عن الأعمش عن حبيب ابن أبي ثابت (122 أو 119) عن أبي الطفيل (100 أو 107) عن زيد بن أرقم، ثمّ بعد ذلك يقولون: «وهذا إسناده ضعيف لانقطاعه، حبيب بن أبي ثابت…»([12])، ونظراً لكون كلا الشخصين من أهل الكوفة يحتمل اعتبارهم جميع رجال حبيب بن أبي ثابت ثقات وبعضهم حجّة، ويقولون: إنّ بعض الأئمة من أمثال الأعمش والثوريّ وشعبة وغيرهم قد رووا عنهم([13])؛ وابن الطفيل ثقة أيضاً وعلى ذلك فلا دليل على انقطاع الرواية. يُضاف إلى ذلك أنّ الحافظ المزي يعتبر حبيب بن أبي ثابت أحد الرّواة عن ابن الطفيل، وقد أورد الحاكم النيسابوري الرواية المذكورة في مُستدركه بهذا السّند أيضاً واعتبرها صحيحةً على شرط الشيخين([14])، أي شرط البخاريّ المعاصرة بين الراوي والمرويّ عنه وإحراز السّماع، أو شرط مسلم المعاصرة وإمكان السّماع بشرط وثاقة الراوي، ويُعتبر الراوي في هذا الحديث ـ وهو هنا حبيب بن أبي ثابت ـ ثقة لدى الحفّاظ جميعهم. هذا وعلى الرّغم من أنّ الذهبيّ لم يُدلِ بأيّ تعليق على الرواية المذكورة في مُستدرك الحاكم، لكنّه أيّد صحّتها عند الشيخين([15]). وبذلك فإنّ المحقّقين لمسند ابن حنبل لا يتّبعون الإنصاف في حُكمهم وهم غافلون عن أنّه لو لم يكن حبيب بن أبي ثابت قد سمعَ مثل هذا الحديث عن أبي الطفيل فإنّ ذلك يَعني أنّه قد مارس التدليس وهو ما يوجب جرحه، فيما لم نسمع من قام بجرحه حتى الآن.

أمّا النموذج الثاني، فهو حُكمهم فيما يتعلّق بسند الحديث المذكور في سنن الترمذي والمعجم الكبير للطبراني، حيث كتبا بشأن ذلك قائلين: «وإسناده ضعيف لضعف زيد بن الحسن الأنماطيّ»([16]). ومع أنّ أبا حاتم الرازي يعتبر زيد بن الحسن الأنماطيّ كوفيّاً مُنكر الحديث، لكنّ ابن حبّان ذكره في كتاب (الثّقات)([17]).

أمّا النموذج الآخر لحُكمهم، فهو ما يخصّ القاسم بن حسّان في سند هذا الحديث والمنقول في كتاب سنن ابن أبي عاصم والطبرانيّ، إذ قالوا بشأنه: «والقاسم بن حسّان، قال البخاريّ ـ فيما نَقله الذهبيّ في الميزان ـ: حديثه مُنكر ولا يُعرف، وقال الحافظ في التهذيب: قال ابن القطّان: لا يعرف حاله»([18]). أمّا ابن حبّان فقد أشار إليه في كتابه الموسوم بـ(الثقات)، وقال العجليّ بشأنه: كوفي تابعيّ ثقة. وأيّد ابن شاهين وثاقته على قول أحمد بن صالح، وأشار ابن حجر في (تقريب التهذيب) إليه بقوله: مقبول([19]). وبهذا الوصف قال ناصر الدين الألبانيّ حول (القاسم بن حسّان) في سند هذا الحديث: مجهول الحال([20]).

هذا، ويتطلّب بحث بقيّة أسناد هذه الرواية ونَقد آراء المحققين غير المنصفة لمسند أحمد، يتطلّب منّا وقتاً وجهداً إضافيّاً لا مجال لهما في هذه العجالة، وسنكتفي بالنماذج التي أشرنا إليها آنفاً ونترك الحكم على ذلك للباحث المُنصف. وممّا يُؤسَف له أنّ هذا الارتباك والتشويش الذي نشهده في رجال أسانيد الروايات لدى أهل السنّة هما اللذان يفسحان المجال لكلّ أحد بالحكم وفي موارد عديدة بحَسب هواه؛ أي كلّما احتاج الأمر إلى التضعيف تراه يستند إلى قول هذا أو ذاك ممّن جرّح الراوي وإن كان تجريحه غير قويّ ولا مُقنِع. وكلّما احتاج الأمر إلى تعديل تراه يستند إلى أقوال آخرين غير أولئك ممّن اعتبروا الراوي ثقة وإن كان توثيقه لذلك الراوي غير بعيد عن الضّعف، ولا شكّ في أنّ ذلك يبيّن أنّ هذا النّوع من الحُكم لا يَمُتّ إلى الإنصاف أو أسلوب التحقيق بشيء على الإطلاق، وخاصّة فيما يتعلّق بالرّوايات التي تشتمل على العديد من الشواهد ومُختلف الأسانيد كحديث الثقلين الذي نُقِل كلّ جزء منه وفقاً للعديد من الأسانيد، وعندما لا يكون بالإمكان ردّ مثل هذا الحديث على الرّغم من وفرة أسانيده إلاّ على أساس التعصب الأعمى الذي ما أنزل الله به من سلطان. ولعلّ هذا هو السبب الذي دفع الألباني ـ وهو من عُلماء الرجال الموثوقين عند محققي مسند ابن حنبل ـ إلى النّظر إلى واحد من أسناد الحديث المذكور بشكل مُنصف نوعاً ما، حيث يقول: «حديث صحيح… وإنّما صحّحته لأنّ له شواهد تقوّيه»([21]).

قراءة دلالية في حديث الثقلين، تحليل المصاحبة و .. ـــــــ

ومهما يَكن من أمر، فإنّ التمسّك في هذا الحديث بأهل البيت إلى جانب القرآن الكريم يبدو وكأنّه شرط لعدم الضلال، والسبب في ذلك اعتبارهم^ نسخةً دقيقة للقرآن الكريم وهم المبيّنون للكتاب، بل جميع مُعتقداتهم وآرائهم تتطابق تماماً مع كتاب الله، وهو الكتاب الهادي إلى الصراط المستقيم، وعدم التمسّك بهم إنّما هو عين الضلال بحيث إذا تمكّن أحدهم من الوصول إلى حقيقةٍ ما في القرآن الكريم واهتدى بهدى تلك الحقيقة، فإنّ ذلك يُمثّل انتفاعه واهتداؤه بأهل البيت بكلّ معنى الكلمة([22]).

يُضاف إلى ما قلناه أنّ بيان أهل البيت عن القرآن الكريم لا يشوبه الخطأ ولا ينطقون عن الهوى، وإلاّ فُقِدَ مضمون عدم الضلال بالتمسّك بهم، وأهل البيت هم العالمون بكلّ مراتب معارف القرآن الكريم ودرجات معانيه، ولو افترضنا جهلهم (حاشا لهم) بجزء من تلك المعارف فإنّهم سينفصلون عن الجزء الآخر من القرآن الكريم فيما نفى النبيّ’ وجود مثل ذلك الانفصال([23]). وفي هذا الشأن يقول عبد الكريم الشهرستانيّ (548هـ) ـ وهو أحد علماء أهل السنّة المرموقين ومؤلّف الكتاب المشهور: الملل والنحل ـ كلاماً لطيفاً أقرب إلى النّفس، ومفاده: «ومن المعلوم أنّ الذين تولّوا جمعه كيف خاضوا فيه، ولم يُراجعوا أهل البيت في حرف، بعد اتّفاقهم على أنّ القرآن الكريم مخصوص بهم وأنّهم أحد الثّقلين في قول النبيّ’: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، وفي رواية: أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا وإنّهما لن يفترقا حتى يَردا عليَّ الحوض»([24]).

شواهد التفسير الإمامي لأهل البيت في حديث الثقلين ـــــــ

المراد بعبارة «أهل البيت» في حديث الثقلين ـ والتي تصاحبها أحياناً كلمة «العترة» ـ ما يقتصر على أشخاص معيّنين ولا يشمل نساء النبيّ أو آل عقيل أو العباس أو جَعفر ولا حتى جميع أهل بَيت عليّ، وذلك لاعتبارات عديدة، منها:

أوّلاً: لم يدّع أحد من آل عقيل أو آل العبّاس أو آل جعفر ولا واحدة من نساء النبيّ([25]) في أيّة رواية من الروايات التي وردت عنهم جميعاً ـ ما عدا المعصومين الأحد عشر من ولد الإمام عليّ^ ـ لم يدّع أحد منهم أنّه أحد الثّقلين المذكورين في حديث الثقلين. قد يكون ادّعى أحدهم أنّه ينتسب إلى آل بيت الرّسول’ أو إلى بيت الرّسالة والنبوّة؛ إلاّ أنّهم لم يجرؤوا على ادّعاء أنّهم قُرناء القرآن الكريم، أمّا شاهدهم على ذلك فهو عدم معرفتهم بجميع علوم القرآن الكريم سوى أنّهم يعرفون بعض جنبات العلم الذي تعلّموه من هذا أو ذاك.

ثانياً: لو كانوا جميعاً قُرناء للقرآن بحيث إذا تمسّك أحدٌ ما بسيرتهم وسنّتهم اهتدى إلى الحقّ ونجا من الضلال، لما وقع بينهم الخلاف والاختلاف باعتبار أنّ الذين هم قرناء للقرآن هم نظراء له أيضاً، وبذلك فهم جميعاً مصونون من الاختلاف أو التفرّق.

ثالثاً: لا شكّ في أنّ النبيّ’ قد بيّن مُراده من عبارة (أهل البيت) في حديث الثقلين؛ لأنّه أراد بذلك بيان السبيل لهداية البشر وبخلاف ذلك فإنّه (حاشا له) سيكون بمثابة مَن نقض الغرض اللازم، ولطمع الآخرون المحسوبون على آل بيت الرسول في ادّعاء ذلك المقام والمطالبة بتلك المنزلة الرفيعة؛ ولذلك ورد في بعض الروايات أنّه ولمّا تلا النبيّ’ حديث الثقلين سأله أصحابه: مَن هم عترتك يا رسول الله؟ فأجاب’: هم عليّ والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة([26]). وقد نُقلت أحاديث معتبرة بهذا الشأن عن كلا الفريقين([27])، دون أن يكون هناك أيّ تناقض بينها؛ بمَعنى آخر لا نجد في مصادر الفريقين أيّ حديث للنبيّ تمّ تفسيره ولو من بَعيد على أنّ (أهل البيت) المذكورين في هذا الحديث هم غير المعصومين الإثني عشر، بل هو حديث تمّ استخدامه في كلام الرسول عند تفسيره للآيات التي نزلت بشأن أهل بيته، وهذا بالذات شاهد ودليل قاطع على تأييد القرآن الكريم لمضمون الحديث المذكور.

ونَجد في روايات الشيعة وبسند صحيح([28]) (وبعض روايات أهل السنّة) عن الإمام الصادق×، تفسيراً صريحاً للنبيّ’ بهذا الشأن، فقد أجاب الإمام على سؤال أبي بصير الذي يقول فيه: «… إنّ الناس يقولون: فما له لم يُسمّ عليّاً وأهل بيته في كتاب الله عزّ وجلّ؟ قال: قال: فقال: قولوا لهم: إن رسول الله’ نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ الله لهم ثلاثاً ولا أربعاً، حتى كان رسول الله’ هو الذي فسّر ذلك لهم، ونزلت عليه الزكاة ولم يسمّ لهم من كل أربعين درهماً درهم، حتى كان رسول الله هو الذي فسّر ذلك لهم، ونزل الحجّ فلم يقل لهم: طوفوا أسبوعاً حتى كان رسول الله’ هو الذي فسّر ذلك لهم، ونزلت: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ} ـ ونزلت في علي والحسن والحسين ـ فقال رسول الله’: في علي: من كنت مولاه، فعلي مولاه، وقال’: أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي، فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرّق بينهما حتى يوردهما عليّ الحوض، فأعطاني ذلك وقال: لا تعلّموهم فهم أعلم منكم، وقال: إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة، فلو سكت رسول الله’ فلم يبيّن من أهل بيته، لادّعاها آل فلان وآل فلان، لكن الله عز وجل أنزله في كتابه تصديقا لنبيه’: {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} فكان عليّ والحسن والحسين وفاطمة^، فأدخلهم رسول الله’ تحت الكساء في بيت أم سلمة، ثم قال: اللهم إنّ لكل نبي أهلاً وثقلاً وهؤلاء أهل بيتي وثقلي…»([29]).

وقد أيّد الإمام الهادي× كذلك صحّة الحديث فيما يتعلّق بمعنى أهل البيت كما مرّ بعد عرضه على القرآن، وخاصّة الآية 55 من سورة المائدة([30]).

رابعاً: ويشهد واقع سيرة حياة المنتسبين إلى بيت النبوّة على أنّ عليّاً× والأئمة الأحد عشر من بعده هم الوحيدون الخاتمون لمعارف القرآن الكريم وعلومه، وقد انتقل العلم الذي علّمه النبيّ للإمام علي إلى أولاده واحداً بعد آخر. وعلى هذا فلا توجد هناك أيّة رواية أو خبر يشير إلى أنّهم قالوا: لا نعلم إذا ما سُئلوا عن معنى تلك الآية([31])، أو أن يُبهتوا في مقام الاحتجاج مع الآخرين([32]) أو أن يتمكّن أيّ أحد من إبطال أدلّتهم([33]). وأمّا الذين سعوا إلى العثور على الحقيقة، فيعترفون للأئمة المعصومين بعلوّ شأنهم في العلوم واحتكارهم لحقائق القرآن([34]).

خامساً: إذا كان هناك أيّ اختلاف بين العلماء حول تعيين مصداق «أهل البيت» في حديث الثقلين، فإنّ القدر المتيقّن في أقوالهم جميعاً هو أنّ أصحاب المباهلة الذين قال عنهم رسول الله’: «أللّهمّ هؤلاء أهلي»([35]) وكذلك أصحاب الكساء الذين ذكرهم الرسول بنفس العبارات السابقة، مصادقٌ حتمي دون أدنى شكّ([36]). وقد أجمع أصحاب الكساء كذلك على أنّ (أهل البيت) المشار إليهم في حديث الثقلين هم الأبناء المعصومون من نسل الإمام الحسين.

سادساً: إنّ (أهل البيت) في حديث الثقلين هم نفس الأشخاص الموصوفون في كلام رسول الله بأنّهم (سفينة نوح)([37]) و(أمان الأمّة من الاختلاف والفرقة)([38]) و(من حاربهم فقد حارب رسول الله ومن والاهم فقد والى رسول الله)([39])، ولا شكّ في أنّ تلك الأوصاف لا تشمل من هو منسوب إلى بيت النبوّة لمجرّد الانتساب، بل هي مقتصرة على أشخاص معيّنين ممّن ينبع معين علمهم من القرآن وتتطابق سيرتهم وسنّتهم معه، ويتمتّعون بالعصمة التي يتمتّع بها القرآن الكريم. وعلى هذا فهم وحدهم يمثّلون ثِقَل القرآن وما أكثر توصيات النبيّ فيهم، ولولا ذلك ما كان بإمكان أيّ مؤمن ينتسب إلى النبي سواء عن طريق قومه أم نسبه، الحصول على مثل هذا المقام ولا نيل تلك المنزلة([40])، فهذا مخالف لتعاليم الوحي وسنّة رسول الله وسيرته.

وهكذا يبدو أنّ مفاد حديث الثقلين الذي يُعتبر من غُرر الأحاديث، كافٍ لما ندّعيه وهو ما يُغنينا عن تفصيل الأدلّة الروائية، ولا نحتاج بعد ذلك إلاّ إلى فهرسة لقسم من تلك الروايات الواردة عن رسول الله والأئمة. يقول النبيّ’ بهذا الصدد في كلامه عن أهل البيت: «هُم مع القرآن والقرآن معهم لا يُفارقونه ولا يُفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض..» ([41])، فأهل البيت هم المُرافقون للقرآن دوماً من حيث العلم والعمل، ولا ريب في أنّ جميع علوم القرآن ومعارفه موجودة ومحفوظة لديهم، ولو أنّهم كانوا يجهلون جزءاً من تلك المعارف فإنّ معناه أنّهم مُفارقون لذلك الجزء، وهو ما نَفاه كلام الرسول المذكور آنفاً.

وقد زخر نهج البلاغة بما أشار إليه الإمام علي× من أمثال هذه الأحاديث، مُزيحاً الستار في العديد من المناسبات عن العلاقة المتينة بين أهل البيت والقرآن، إضافة إلى منزلتهم وعلمهم الخاصّ بهم عن القرآن الكريم كالإشارات الموجودة في الخطبة رقم (١٤٧) التالية: «وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَعْرِفُوا الرُّشْدَ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي تَرَكَهُ، وَلَنْ تَأْخُذُوا بِمَيثَاقِ الْكِتَابِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَقَضَهُ، وَلَنْ تَمَسَّكُوا بِهِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذَي نَبَذَهُ; فَالْتَمِسُوا ذلِكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ، فَإِنَّهُمْ عَيْشُ الْعِلْمِ، وَمَوْتُ الْجَهْلِ، هُمْ الَّذِينَ يُخْبِرُكُمْ حُكْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ، وَصمْتُهُمْ عَنْ مَنْطِقِهِمْ، وَظَاهِرُهُمْ عَنْ بَاطِنِهِمْ، لاَ يُخَالِفُونَ الدِّينَ وَلاَ يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَهُو بَيْنَهُمْ شَاهِدٌ صَادِقٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ»؛ حيث نلاحظ أنّ مَن وصفهم الإمام في خطبته بأهل الرّشد وعيش العلم وموت الجهل وما إلى ذلك ليسوا إلاّ أهل البيت، والدليل على ذلك الخُطب الأخرى التي ذكرها الإمام وخصّ فيها أهل البيت وحدهم بتلك الأوصاف([42]). وما أكثر تلك الأوصاف والشواهد التي ذكرها نهج البلاغة بحقّ أهل البيت، ولو أردنا جمعها وفهرستها فقط لاقتضى ذلك العديد من الصفحات([43]).

وقد وردت أنواع من تلك التعابير في الصحيفة السجادية أيضاً حول العلاقة بين أهل البيت والقرآن، كالذي نجده في الدعاء رقم (٤)، حيث يقول الإمام زين العابدين×: «أللّهمّ يا مَن خَصّ محمّداً وآله بالكرامة… وجَعلهم ورثة الأنبياء… وعلّمهم علم ما كان وما بقي…» ([44])، وفي دعاء آخر: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَهُ (أي القرآن الكريم) عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ مُجْمَلًا، وأَلْهَمْتَهُ عِلْمَ عَجَائِبِهِ مُكَمَّلًا، ووَرَّثْتَنَا عِلْمَهُ… وقَوَّيْتَنَا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنَا فَوْقَ مَنْ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ»([45]).

ولا بدّ لنا هنا من الإشارة إلى جميع الروايات التي تحدّثت عن انتقال مصحف الإمام علي× ـ الذي اشتمل على تأويل القرآن وتنزيله ـ وعلمه الخاصّ بالقرآن الكريم ـ الذي ورثه وتعلّمه من الرسول’ ـ إلى الأئمة الأطهار^([46])، وكذلك الأحاديث المتوافرة الواصلة عن الأئمة وخاصّة الصّادقيْن‘، وقد تمّ جمع تلك الأحاديث في فهرست ضمن تفسير العياشي بعنوان (علم الأئمة بالتأويل)([47]) وفي (بصائر الدرجات)، الجزء الرابع، الأبواب (6) و (7) و (8) و (10) ، والجزء السادس منه، الأبواب (10) و (11) و (12) و (15). وقد خصّ أبو جعفر الكليني في (كتاب الحجّة) من مؤلّفه (أصول الكافي) أبواباً عديدة لهذا الموضوع، ونقل عدّة روايات في ذيل كلّ باب. وجمع المرحوم البحراني بعض الأحاديث في مقدّمة تفسيره تحت عنوان (باب في أنّ القرآن لم يجمعه كما أُنزل إلاّ الأئمة)([48]) وكذلك صاحب تفسير مَجد البيان تحت عنوان (في نبذة ممّا جاء من أنّ علم القرآن كلّه إنّما هو عندهم^) وما شابه ذلك([49]).

وقد يكون تمّ نقل بعض الروايات بسندٍ ضعيف في تلك الأحاديث أو جرت مناقشات وبحوث عدّة بشأن دلالتها على المراد، إلاّ أنّ حجم تلك الروايات كبير إلى حدّ يستطيع الإنسان معه الحصول على القدر المتيقّن والمطلوب من العلم منها.

خلاصة ـــــــ

قد يراد من كلمة «بيت النبي» مكان نزول الوحي ويقصد به بيت النبوة، و«الأهل» مضاف إليه حينئذٍ ليس بمعنى ساكني الدار، بل المراد بذلك أشخاص معينين يستحقون أن يطلق عليهم كلمة «أهل البيت» لمنزلتهم العلمية الخاصّة، وللصفات الإنسانية الإلهية المتميّزة التي يتمتعون بها. وأهل البيت بهذا المعنى ورد في أحاديث عديدة عن الرسول الكريم مثل حديث الأمان وحديث السفينة وحديث الثقلين، بحيث أصبح بمثابة مصطلح خاص.

وقد حاولنا في بحثنا هذا إثبات هذا الموضوع من طرق مختلفة وإضافة عليه:

أولاً: خلافاً لا أبداه بعض الحائدين عن سبيل الإنصاف في التشكيك في أسانيد حديث الثقلين، أثبتنا أنّ هذا الحديث من الأحاديث المعتبرة عند أهل العلم والتحقيق.

ثانياً: إثبات أن المعنيّين بـ «عترتي» أو «أهل بيتي» في حديث الثقلين هم أفراد معيّنون، وهم العالمون بكل مراتب معارف القرآن ودرجات معانيه، وهم المفسّرون له والمبيّنون لمضامينه، وأنّ جميع معتقداتهم وآرائهم تنطبق تماماً مع كتاب الله، وأنّ بيانهم للمعارف القرآنية لا يشوبه الخطأ والهوى، وأنّ التخلف عنهم وعدم التمسك بهم إنّما هو عين الضلال.

الهوامش

(*) أستاذ جامعي مساعد، وعضو الهيئة العلمية بجامعة طهران.

([1]) انظر: إبراهيم أنس، المعجم الوسيط: ٣١.

([2]) ابن سيده، المحكم ٤: ٢٥٦.

([3]) الفراهيدي، كتاب العين ٤: ٨٩؛ وابن منظور، لسان العرب ١: ٢٥٣.

([4]) الفيومي، المصباح المنير: ٣٣.

([5]) أنظر: علي أكبر بابائي، مكاتب تفسيري (مدارس التفسير): ٦٧ ـ ٦٨.

([6]) المزي، تهذيب الكمال: ٢٥١، رقم: ٢٤٣٨.

([7]) البلاغي النجفي، آلاء الرحمن ١: ٤٤، وقد أشار فيه إلى أسماء الصحابة الذين قاموا بنقل الحديث المذكور؛ وانظر كذلك: الحاشية المكتوبة في هامش المراجعات، و هناك تجد إشارات إلى أسماء أولئك الصحابة، المراجعات: ٧٢ ـ ٧٣.

([8]) ابن حجر، الصواعق المحرقة: ٨٩.

([9]) على سبيل المثال، ما ذكره مسلم بن الحجّاج في صحيحه عن النبيّ’ في خطبة الوداع: «وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله.. و أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» صحيح مسلم ٤: ١٨٧، ح٢٤٠٨؛ وانظر أيضاً: مُسند أحمد بن حَنبل ٣٢: ١٠، ح١٩٢٨؛ وابن المغازلي في المناقب: ٢٢٦، ح٢٨٤؛ وقد نقل أحمد بن شعيب النسّائي هذا الحديث عن النبيّ في نفس خطبة الغدير (حجّة الوداع) هكذا: «إني تارك فيكم ثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله و عترتي أهل بيتي؛ فانظروا كيف تخلفونني فيهما فإنّهما لن يتفرّقا حتى يَردا عليَّ الحوض» الخصائص: ١١٢، ح٧٨؛ وأيضاً مُسند أبي يعلى ٢: ٢٩٧، ح١٠٢١؛ ومناقب الغزالي: ٢٣٥، ح٢٨٣؛ وكتاب السنّة لابن أبي عاصم: ٣٣٧، ح٧٥٤، ٦٣٠، ح١٥٥٥؛ ومُسند ابن حنبل ١٧: ٢١١، ح١١١٣١؛ وسليمان الطبراني ٥: ١٦٩، ح٤٩٨٠، ٤٩٨١ و.. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ هناك بعض المصادر عند أهل السنّة ذكرت حديثاً بهذا المضمون (أي مضمون حديث الثقلين) هكذا: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و سنّتي»، لكنّ هذا الحديث ضعيف عند الباحثين من أهل السنّة بل يعتبرونه حديثاً موضوعاً؛ فانظر حسن السقاف، صحيح شرح العقيدة الطحاوية: ٦٥٤.

([10]) ومن مصادر أهل السنّة: سنن الترمذي ٥: ٦٢٢، ح٣٧٨٦ و ص٦٦٣، ح٣٧٨٨؛ ومستدرك الحاكم النيسابوري ٣: ١٠٩ ـ ١١٠؛ وكتاب السنّة: ٦٢٩، ح١٥٥٣ و ٦٣٠، ح١٥٥٨؛ والطبراني، المعجم الكبير ٣: ٦٥ ـ ٦٧، ح٢٦٧٨، ٢٦٨٠، ٢٦٨١، و ج٥: ١٦٦، ح٤٩٧١؛ ومسند ابن حميد: ١٠٧ ـ ١٠٨، ح٢٤٠. وقد بحث مولّفو كتاب «كتاب الله و أهل البيت في حديث الثقلين من مصادر أهل السنّة» هذا الحديث و تقصّوا بعض جوانبه.

ومن مصادر الشيعة: ابن شجري، الأمالي الخميسيّة ١: ١٥٥؛ والكوفي ، المناقب: ١١٢، ح٦١٦ و١١٦، ح٦١٨، و ١٣٥، ح٦٣٣، و١٧٠، ح٦٦٣، و٣١٣، ح٧٩٩، و٤٣٥ ـ ٤٣٦، ح٩٢٨ ـ ٩٢٩، و٤٤٩ ـ ٤٥٠، ح٩٤٨ ـ ٩٤٩. وهناك مصادر أخرى جمعت حديث الثقلين من كتب متنوّعة، وتلك المصادر هي: البحراني، البرهان ١: 9 ـ 15،؛ والشيخ حسين الراضي، هوامش تحقيقيّة (مُلحق بكتاب المراجعات): ٣٢٧؛ والتستري، إحقاق الحقّ ٩: ٣٠٩ ـ ٣٧٧؛ ومير حامد حسين، عبقات الأنوار ١: ١٧ ـ ٣٢٨، و٢: ١٠ ـ ٣٩٢.

([11]) أنظر الحاشية المكتوبة في مسند أحمد بن حنبل ١٧: ١٧٥.

([12]) المصدر نفسه: ١٧١.

([13]) تهذيب الكمال ٥: ٣٥٨.

([14]) المستدرك ٣: ١٠٩.

([15]) المصدر نفسه.

([16]) أنظر حاشية مسند أحمد بن حنبل ١٧: ١٧٢.

([17]) أنظر: تهذيب الكمال ١٠: ٥٠، ح٢٠٩٨.

([18]) أنظر: حاشية مسند أحمد بن حنبل ١٧: ١٧٣.

([19]) أنظر: تهذيب الكمال ٢٣: ٣٤٢، ح٤٧٨٤.

([20]) أنظر: ابن أبي عاصم، كتاب السّنن: ٣٣٧، ح٧٥٤.

([21]) المصدر نفسه.

([22]) الكليني، الكافي ١: ٥١، ٣٩٩.

([23]) حول المعاني التي تتضمّنتها عبارة افتراق القرآن الكريم عن العترة ومُستلزمات الآصرة التي هي ثمرة القرآن والعترة، راجع: محمد باقر المجلسي، مرآة العقول ٣: ٢٣٥ ـ ٢٣٦.

([24]) الشهرستاني، مفاتيح الأسرار: ١٢١.

([25]) ورد في بعض الروايات أنّ حديث الثقلين قد صرّح باستثناء نساء النبيّ من زُمرة أهل البيت؛ فانظر: صحيح مسلم ٤: ١٨٧٣، ح٢٤٠٨.

([26]) الصدوق، معاني الأخبار، الصدوق، باب معنى الثقلين والعترة: ٩٠ ـ ٩١، ح٤؛ وسند هذا الحديث صحيح؛ وراجع له: كمال الدّين ١: ٢٤٤ ـ ٢٤٥؛ والحرّ العاملي، إثبات الهداة ١: ٤٨٩، ح١٦٧، و٤٩٩، ح٢١٩؛ والحموئي، فرائد السّمطين ١: ٣١٢ ـ ٣١٨، ح٢٥٠؛ وابن عقدة، كتاب الولاية: ٢٠٢؛ و..

([27]) المصادر نفسها وانظر: كمال الدّين ١: ٢٤٠، باب ٢٢، ح٦٤؛ وعيون أخبار الرّضا ١: ٥٧، ح٢٥؛ والقندوزي، ينابيع المودة: ٤٣٠. وبهذا المضمون أيضاً أنظر كمال الدّين ١: ٢٥٣، ح٣؛ والطبرسي، إعلام الورى: ٣٧٥.

([28]) مرآة العقول ٣: ٢١٣.

([29]) أصول الكافي، كتاب الحجة، (باب ما نصّ الله عزّ وجلّ ورسوله على الأئمة) ١: ٢٨٦ ـ ٢٨٧؛ وتفسير العياشي ١: ٤٠٨، ح١٠١٢؛ وفرائد السّمطين ١: ٣١٧؛ وكتاب الولاية: ٢٠٢؛ والحسكاني، شواهد التنـزيل ١: ١٩١، ح٢٠٣.

([30]) الحراني، تحف العقول: ٤٥٨؛ وبحار الأنوار ٢: ٢٢٥، و٥: ٦٨.

([31]) راجع ـ على سبيل المثال ـ الكافي ١: ٢٨٤، و٨: ٣٩٠؛ ونهج البلاغة، الخطبة ٤٣٢، والحكمة ٢٠٦.

([32]) يَكفي أن تُراجع حول هذا الشأن (كتاب الاحتجاج على أهل اللجاج) لأحمد بن علي الطبرسي من علماء القرن السادس، حيث جمع احتجاجات المعصومين في كتابه المذكور.

([33]) وفي ردّه على سؤال حول السبب في كون الأئمة الطاهرين لا يعجزون عن الردّ على أيّ سؤال ولا يتحيّرون عند الاحتجاج، قال الإمام الرّضا×: «إنّ العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاماً، فلم يعِ بعده بجواب، ولا يحير به عن الصواب، فهو معصوم مؤيد، موفق مسدّد، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار، يخصّه الله بذلك ليكون حجته على عباده..» أصول الكافي ١: 203، ح 1، 2،، باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته.

([34]) أمثال قتادة ـ وهو أحد التابعين ـ خلال مناظرته للإمام الباقر؛ فراجع: الحر العاملي، تفصيل وسائل الشيعة ٢٧، باب ١٣، ح٢٥؛ وعلي بن الجهم في مناظرة الإمام الرضا، فانظر: ترتيب الأمالي لمحمد جواد محمودي ٢: ٧ ـ ١١؛ و..

([35]) المستدرك ٣: ١٥٠؛ وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة ٤: ١٨٧١، ح٢٤٠٤؛ وسُنن الترمذي ٥: ٢٢٥، ح٢٩٩٩، و٦٣٨، ح٣٧٢٤؛ والخصائص: ٣٣ ـ ٣٤، ح١١؛ والبيهقي، السنن الكبرى ٣: ٦٣؛ ومسند ابن حنبل ٣: ١٦٠، ح٦٠٨؛ هذا وقد اعتبر المحققون في حواشيهم أنّ أسناد أولئك هي أسناد قويّة، مُعتبرين أنّ رجال السّند هم من رجال مسلم والبخاري.

([36]) إنّ حجم الروايات المُتعلقة بحديث الكساء ونزول آية التطهير بشأنهم، وكذلك تصريح الرسول بأنّ عبارة (أهل البيت) الواردة في آية التطهير إنّما تشمل عليّاً وفاطمة والحسن والحسين فقط، إنّ حجم تلك الروايات كبير بحيث لا يبقى معه أيّ مجال للشكّ أو التردّد. وقد أخرج الحاكم النيسابوري وحده الحديث المذكور من خمسة طُرُق وربط صحّة أسانيدها بشرط البخاري ومسلم (معاً) أو أحدهما. فانظر: المستدرك ٣: ١٤٦ ـ ١٤٨.

([37]) ورد حديث سفينة نوح أو (حديث السفينة) والذي يَصف فيه رسول الله أهل بيته بسفينة نوح من ركبها نَجى ومن تخلّف عنها غرق، ورد بطرق عدّة من قبل الفريقين، وتُعتبر بعض أسانيده صحيحة. فراجع: المستدرك ٢: ٣٤٣، و٣: ١٥٠ ـ ١٥١؛ والمتقي الهندي، كنـز العمّال ٢: ٤٣٢، ح٤٤٢٩؛ والمناقب: ١٣٢ ـ ١٣٤، ح١٧٣ ـ ١٧٧؛ حيث نقل الحديث بخمسة طرق؛ ومفاتيح الأسرار: ١٩٩؛ والصواعق المحرقة: ١٨٤، ٢٣٤؛ وفرائد السمطين ٢: ٢٤٣، ح٥١٧، وص٢٤٦، ح٥١٩؛ والمعجم الصغير ١: ١٣٩، و٢: ٢٢؛ وأبا نعيم الإصفهاني، حلية الأولياء ٤: ٣٠٦؛ ومن بين المصادر الشيعية نظر: إثبات الهداة 1: ٥٥٢، ح٣٨٣، ٣٨٥.

([38]) راجع: المستدرك ٢: ٤٤٨، و٣: ٤٤٨، ١٤٩، ٤٥٧؛ والصواعق المحرقة: ١٩١، ١٤٠؛ ومحب الدين الطبري، ذخائر العقبى: ١٧؛ وينابيع المودّة: ١٩ ـ ٢١، ١٨٧، ١٨٨؛ وفرائد السمطين ١: ٤٥، و٢: ٢٥٢، ح٥٢٢، يقول رسول الله’ في هذا الحديث: إنّ نجوم السماء أمان لأهل الأرض ونجاتهم من الغرق، وأهل بيتي كذلك هم أمان لأمّتي ونجاتهم من الاختلاف، فمن خالفهم من القبائل فقد اختلفت في نفسها وكانت من حزب الشيطان.

([39]) يقول زيد بن أرقم في هذا الحديث نقلاً عن رسول الله’: إنّه قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين: «أنا حرب لمَن حاربكم وسلم لمَن سالمكم». فانظر: المستدرك ٣: ١٤٩؛ والذهبي، تلخيص المستدرك ٣: ١٤٩؛ وسنن الترمذي ٥: ٣٦٠، ح٣٩٦٢؛ وسنن ابن ماجة ١: ٥٢، ح١٤٥؛ وشواهد التنـزيل ٢: ٢٧؛ والمناقب: ٩١؛ والمعجم الصغير ٢: ٣؛ وفرائد السمطيْن ٢: ٣٨، ح٣٧٢؛ والخطيب البغدادي، تاريخ بغداد ٧: ١٣٦؛ وفيما يخصّ بقيّة مصادر هذا الحديث، راجع: إحقاق الحقّ ٩: ١٦١ ـ ١٧٤.

([40]) قال أبو بصير: قلتُ للإمام الصادق×: مَن آل محمّد؟ قال: ذريّته؛ فقلت: مَن أهل بيته؟ قال: الأئمة الأوصياء. فقلت: مَن عترته؟ قال: أصحاب العباء. فقلت: من أمّته؟ قال: المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء به من عند الله عزّ وجلّ، المتمسكون بالثقلين الذين أمروا بالتمسك بهما: كتاب الله وعترته أهل بيته الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.. فراجع: ترتيب الأمالي ٣: ٣٨، رقم١٠٩٦.

([41]) أصول الكافي، كتاب الحجّة ١: ١٩١، ح٥؛ وكتاب الولاية: ١٩٩؛ وفرائد السمطين ١: ٣١٤، ح٢٥٠.

([42]) انظر ـ على سبيل المثال ـ الخطبة رقم (٢٣٩).

([43]) راجع ـ على سبيل المثال ـ الخُطَب: ٢، ٩٧، ٨٧، ٩٣، ٩٤، ٩٧، ١٠٩، ١٢٠، ١٤٤، ١٥٤، ١٤٧، ٢٣٩.. والحكمتيْن: ١٠٩، ١٤٧..

([44]) الصحيفة السجادية، الدّعاء الرابع.

([45]) المصدر نفسه، الدعاء رقم (٤٢).

([46]) انظر ـ على سبيل المثال ـ أصول الكافي، كتاب الحجة، (باب الردّ إلى الكتاب والسنّة..) ١: ٥٩ ـ ٦٢، باب أنّ الأئمة^ هم ورثة العلم، يَرث بعضهم بعضاً العلم، ج١: ٢٢١ ـ ٢٢٣، وباب أنّ الأئمة ورثوا علم النبيّ’.. ج١: ٢٢٣ ـ ٢٢٦، وباب أنّه لم يجمع القرآن إلاّ الأئمة^ وأنّهم يعلمون علمه كلّه، ج١: ٢٢٨ ـ ٢٢٩؛ وحول مصحف الإمام علي ومضمونه ودفع الشبهات حوله، انظر: فتح الله نجارزادكان (محمدي)، سلامة القرآن من التحريف: ٦٤ ـ ٦٩، ٤٠٨ ـ ٤٥٣.

([47]) تفسير العياشي: ٩٠ ـ ٩٥.

([48]) البرهان: ١٥، ١٧.

([49]) الشيخ محمد حسين الإصفهاني، مَجد البيان: ٥٨ ـ ٦١.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً