أحدث المقالات

مطالعة في الأسباب والأشكال والمظاهر

د. علي رضا محمدرضائي(*)

أ. نفيسة أفصحي(*)

قانون الحاجة الى تطوّر اللغة بتطوّر المعاني ـــــــ

كما نعلم، التفكير الإنساني دائماً معرّض للتغير والتحول والحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي بنيت على التفكير الإنساني تتأثر بهذا التغير. وبما أن الألفاظ هي التي تعبّر عن هذا التفكير فلابدّ لها من الخضوع للتطور والتغير.

إنّ الألفاظ أشبه شيء بكائن حيّ، تنمو بنموّ الحياة الاجتماعية وتتحرّك بتحرّكها، والمعاني التي هي علاقة متبادلة بين اللفظ والمدلول تنمو ـ طبعاً ـ بنموّ الألفاظ وتغيرها. تأسيساً على هذا تحيا ألفاظٌ وتموت أخرى وتتبدل مفاهيم بعض الألفاظ بمفاهيم أخرى؛ لأن الحياة الإنسانية تحتاج في حقبة من الزمن لفظاً مع مدلوله الخاص وتحتاج في حقبة أخری مدلولاً آخر؛ فلابدّ من تطوّر دلالة الألفاظ لهذه الحاجة الإنسانية وإذالم تتطوّر اللغة فإن عوامل الفناء تتغلّب عليها.

وللتطور الدلالي أنواع؛ منها: تعميم الدلالة، تخصيص الدلالة، انحطاط الدلالة، رقي الدلالة، انتقال الدلالة، التطور إلى المعاني المضادّة والمشترك اللفظي. كما أنّ لذلك عوامل كثيرة، منها العوامل الاجتماعية والنفسية واللغوية، وهو ما سنتحدّث عنه في هذا الموجز.

التطور الدلالي في واقع اللغات البشرية، العوامل والمظاهر ـــــــ

ينطلق الإنسان مع الزمن، وتتطوّر اللّغة التي هي أداته لإظهار أفكاره، تتطّور به وبالزمان؛ فلا يمكن للإنسان الذي يعيش في العصر الحديث أن ينطق بكلمات العصر الجاهلي ومعانيها الخاصة، لكن ليس من الضروري أن يتسرّب هذا التغيّر إلى جميع المفردات ومعانيها، بل ينحصر في بعض الكلمات التي مضى عصرها، ولم تعد لها أيّة مكانة في العصر الآخر.

فالّلغة ـ وهي مادّة حيّة وظاهرة اجتماعية ـ تخضع كما يخضع غيرها من ألوان النشاط الإنساني لعوامل الزمان؛ فتتأثر سلباً وإيجاباً([1])؛ إبراهيم السّامرائي، مباحث لغوية: 92، النجف الأشرف، مطبعة الآداب، 1971م. لأنها ليست أداة صناعية خارجة عن علاقاتها بالمجتمع الذي تعيش فيه، بل هي صورة له نابضة بالحياة([2]).

والألفاظ ـ في مبدأ أمرها ـ ليست إلا جثثاً هامدة يبعث المتكلّم فيها الحياة متأثراً بمجتمعه وعوامله النفسية، فالكلمات لا تدلّ بنفسها على شيء، ولكن المفكّر يستعملها، فيصبح لها معنى([3]).

لقد تساءل «كوهن» في صدر كتابه([4]) قائلاً: «هل يتغيّر المعنى؟» ثم أجاب قائلاً: «إنّ نفس الكلمات ـ بسبب تطوّر اللّغة خلال الزمن ـ تكتسب معنى آخر وتشرح فكرة أخری، فعلى هذا فإنّ ما نعنيه بتغيّر المعنى هو تغيير الكلمات لمعانيها»، ويقول أولمان: «إن المعنى علاقة متبادلة بين اللّفظ والمدلول؛ وعلى هذا يقع التغيّر في المعنى، كلّما وجد أيّ تغيّر في هذه العلاقة الأساسية»([5]).

التطور الدلالي أو التغير الدلالي([6]) مصطلح من مصطلحات علم الدّلالة الحديث، ويطلق على تغيّر معنى الكلمة على مرّ الزمن بفعل إعلاء أو انحطاط أو توسّع أو انحصار([7]) أو انتقال؛ فتنتقل الكلمة من معنى إلى آخر أو تضيف إلى معناها معنى آخر جديداً دون أن تترك الأول فتتعدّد بتلك المعاني التي تدلّ عليها وتستعمل في أيّ واحد منها حسب الأحوال والمقامات. والغالب أن يحصل هذا التبدّل على مرّ الأيام وتقلّبات العصور ويسمّى في هذه الحال تطوراً؛ لأنه انتقال بالكلمة من طور إلى طور([8]).

إن كلمة «طعن» في العربية كانت تستعمل في العصر الجاهلي للضرب بالرّمح، ثم استعملت بعد الإسلام في علم الحديث والرواية؛ فيقال: «فلان مطعون في روايته»، ثم استعملت في العصر الحديث بمعنى قضائي خاص كالطّعن في الدعاوى والانتخابات، وبقيت هذه المعاني كلّها ملازمة للكلمة يعيّن أحدَها سياق الكلام ([9]).

وشأن اللغة الفارسية في ذلك شأن اللغة العربية، فكلمة «فرهنك» التي كان معناها «الأدب» واستعملت أخيراً بمعنى «المعجم»،أخذت معاني تستنبط من كلمة “education” فحملت كلمة «التعليم والتربية» ما أخذت كلمة «فرهنك» من “education” فتحرّرت كلمة «الثقافة» ثم استعملت في كل ما يستنبط من كلمة «culture» باتجاهات علم الاجتماع وعلم الأنساب([10]).

إن هذه المعاني التي تتوالى على الكلمة الواحدة قد ينسخ الثاني منها الأول والتالي السابق، وقد يتفرّع بعضها من بعض وتتصل بالمعنى الأصلي للكلمة بنوع من الصلة، وقد يبقى هذا المعنى الأصلي مستعملاً مع المعاني الأخرى أو يكون منسياً مهملاً([11])، على سبيل المثال كلمة «الصفي» كانت قبل الإسلام بمعنى الغنائم، لكنّها بعدالإسلام لم تطلق على ذلك المعنى قطّ واستعملت بمعنى المنتخب والمختار.

ويحدث «التطور الدلالي» تدريجياً في أغلب الأحوال، لكنه قد ينتهي آخر الأمر بتغير كبير في المعنى. وإن تغيّرات المعاني غالباً ما تكون صدى لتغيّر الميول الاجتماعية([12])، وتغيّر الحياة الإنسانية ومسايرتها للزّمن؛ فينتج عنه اتّساع التطور عند لغويي العصر الحديث بمعنى مطلق التغيير سواء كان هذا التغيير سلبياً أم إيجابياً([13]).

ويعرض هذا التطور طبيعياً إيجابياً إذا كان نتيجة تأثر بحضارة أمة من الأمم، وكذلك للنظم والعقائد والتقاليد والعادات أثر في ذلك، كما أن للمستوی الثقافي والبيئة أثر لا يقلّ عن ذلك أبداً([14]).

واللّغتان العربية والفارسية أنموذجان من اللغات التي تأثرت إحداهما بالأخرى على مرّ العصور، وهو تأثر أدّى إلى التطور الدلالي في بعض مفردات هاتين اللّغتين.

أنواع التطور الدّلالي، نماذج دالّة من اللغتين: العربية والفارسية ـــــــ

استطاع اللّغويون بعد طول نظر في ما يطرأ على المعاني من تغيّرات في لغات كثيرة، أن يحصروا هذه التغيرات في أنواع رئيسة تصدق على جميع اللغات:

1 ـ التغير الانحطاطي أو «الخافض»:

هذا النوع من التغير في المعنى يصدق على الكلمات التي كانت دلالتها تعدّ في نظر الجماعة نبيلة رفيعة قوية نسبياً، ثم تحولّت هذه الدلالات فصارت دون ذلك مرتبة أو أصبح لها ارتباطات تزدريها الجماعة([15]). فهناك ألفاظ تبدأ حياتها بأن تعبّر في قوّة عن أمر شنيع أو فظيع حتى إذا طرقت الآذان فزع المرء لسماعها، ثم تمرّ الأيام ويكثر تداولها بين الناس، فيستعملونها في مجال أضعف من مجالها الأول، وهنا تنهار القوّة التي في الدلالة الأولى ويصبح اللفظ بعد شيوعه مألوفاً لا تخيف دلالته ولا تفزع الناس([16]). ومن ذلك كلمة «القتل» الذي يكون معناه الأصلي ذا دلالة قوية ورَفيعة وهو يلقي إلى المخاطب الخوفَ والوحشة، لكن نرى أن هذه الكلمة تستعمل في كثير من الأحيان في الشجار العادي وتدلّ في هذا الحال على معنى أضعف من معناها الأصلي وهو «الأذى الشديد» وهكذا نرى أن معنى هذه الكلمة ينحطّ من المعنى القويّ الرفيع إلى المعنى الضعيف المنحط وهذا يصدق على الفارسية أيضاً.

2 ـ التغير المتسامي:

يتضح من اسم هذا النوع من أنواع التغير في المعنى أنه يطلق على ما يصيب الكلمات التي كانت تشير إلى معان هيّنة وضعيفة نسبياً، ثم صارت تدلّ على معان أرفع أو أشرف أو أقوی. من ذلك في العربية انتقال كلمة «بيت» من الدلالة على المسكن المصنوع من الشعر إلى «بيت» الضخم الكبير المتعدّد «المساكن» الذي نعهده في المدن([17]). وفي الفارسية كلمة «رعنا» التي كانت تدل على «أحمق ومتكبر» وقد كان لها دلالة سلبية وهي «المرأة السافرة المزججة الحواجب والمكحولة العيون المزينة» لكن تغيّرت الدلالة وصارت تدلّ الآن على «المرأة الجميلة الحسناء»([18]).

3 ـ التغير إلى التخصيص أو «تخصيص المعنى»:

وهو أن يضيق معنى الكلمة على مرّ الزمان، فتتحوّل دلالتها من معنى كلّي إلى معنى جزئي، أو يقلّ عدد المعاني التي تدلّ عليها، أي أن الكلمة أصبحت بالتخصيص دالّة على بعض ما كانت تدل عليه من قبل([19]). ويمكن تفسير التخصيص الدلالي بأنه نتيجة إضافة بعض الملامح التمييزية للّفظ فكلّما زادت الملامح لشيء ما قلّ عدد أفراده([20]). فمن ذلك في العربية كلمة «الرّكعة» كانت تطلق على كل قومة من القيام ثم استعملت في الشرع للدلالة على هيئة مخصوصة في الصلاة([21])، وفي الفارسية كلمة «دهقان» الذي كان يشمل عدة معان في اللغة الفارسية الكلاسيكية منها: «إيراني»،«مالك» و «الإيراني الإقطاعي» لكن حدّدت دائرته الدلاليّة في اللغة الفارسية اليوم ويستنبط منه معنى «كشاورز» أي الزارع و «برزكر» فقط([22]).

  1. التغير إلى التعميم أو «تعميم المعنى»:

وهو عكس اتجّاه التخصيص، فهو يعني تحويل الدلالة من المعنى الجزئي إلى المعنى الكلّي، وبه تصبح الكلمة تدلّ على عدد من المعاني أكثر مما كانت تدلّ عليه من قبل أو تدلّ على معنى أعم من معناها الأول. فمن ذلك في العربية كلمة «الورطة» بمعنى «الهلاك»، وأصل معناها «الوحل تقع فيه الغنم فلا تقدر على التخلّص» وقيل: أصلها «أرض مطمئنة لا طريق فيها يرشد إلى الخلاص»، ثم استخدمت في كلّ شدّة([23]). وفي الفارسية لفظ «شبيخون» ومعناه الأصلي «الهجمة الفجائية في اللّيل»، وقد توسّع معناه على مرّ الزمن وبات يدلّ الآن على كل الهجمات الفجائية، سواء في الليل أم النهار([24]).

  1. التغير إلى المعاني المضادّة:

من الملاحظات الصادقة على أكثر اللغات، إن لم يكن جميعها، استعمال كلمة للدلالة على معنى معين واستعمالها في الوقت عينه للدلالة على ضدّ هذا المعنى([25]). وقد أطلق على هذه الكلمات مصطلح الأضداد. وتفسير اللغويين لذلك أنّ الكلمة استخدمت في عصر لأحد المعنيين، ثم استخدمت في عصرٍ تال للمعنى المضاد، وهذا يرجع إلى ناحية نفسية؛ ذلك لأن الإنسان عندما يفكّر في شيء، إنما يفكّر في ضده([26]).

ومن ذلك في العربية كلمة «أسرّ» تطلق على «الكتمان» و «الإعلان» ومثال ذلك بمعنى «الكتمان» قوله تعالى: ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭼ (يونس: 54)، ومما أتى بمعنى «الإعلان» قول الفرزدق:

فلمّا رأى الحجاج جرّد سيفه أسَرَّ الحروريّ الذي كان أضمرا([27])
  1. إنتقال الدلالة:

يعتمد هذا الشكل من التغير الدلالي على وجود علاقة مجازية، قد تكون علاقة مشابهة عن طريق الاستعارة ([28])، أي استخدام الكلمة في غير معناها الأصلي لوجود هذه العلاقة، وقد تكون علاقة غير المشابهة وتأتي عن طريق المجاز المرسل([29]) بعلاقاته المختلفة، ويسمّى هذا المعنى غير الأصلي للكلمة بالمعنى المجازي([30]) أي المحوّل عن طريق المجاز. ومن أمثلة انتقال الدلالة لعلاقة المشابهة في العربية كلمة «التلوين» والتي تعني في الأصل «تقديم الألوان من الطّعام للتفكّه والتلذّذ»، ثم أطلق على تغيّر أسلوب إلى أسلوب آخر([31]). وفي الفارسية لفظ «خام» الذي كان معناه الأصلي «الأكلة» أو «الفاكهة» لما يجهز للأكل ويستعمل في المعنى الثانوي والمجازي للإنسان الذي لم يستعدّ ولم يجرّب أمراً أو عملاً([32]).

وعلاقات غير المشابهة كثيرة منها:

1 ـ علاقة السّببية: وهي ذكر السبب وإرادة المسبَّب. من ذلك في العربية كلمة «الثبور» وأصله «الحبس»، ثم أطلق على «الهلاك» مجازاً؛ لأنه يسبّب الهلاك([33]). وفي الفارسية كلمة «باران» التي تعني المطر، وقد تطلق مجازاً على «النعمة» لأن المطر سببٌ للنعمة والرحمة.

2 ـ علاقة الكلية: أي إطلاق اسم الكلّ على جزء منه، مثل قوله تعالى: ﭽﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭼ (البقرة: 19)([34])، فكلمة «أصابع» استعملت هنا بدلاً من رأس الإصبع؛ لأن الإنسان يدخل رأس إصبعه في أذنه لا كلّ أصابعه، وهذا يصدق في الفارسية أيضاً.

3 ـ علاقة الجزئية: أي إطلاق الجزء وإرادة الكل، مثل إطلاق العين على الجاسوس في العربية([35]). وفي الفارسية كلمة «سر» التي تعني ـ بالمعنى الحقيقي ـ الرأس، ومعناها المجازي هو الوجيه الأرفع، كما ورد في شعر سنائي:

تا شدى فارغ از كلاه وكمر بر سر آن زمانه كشتى سر

والمعنى: إذا أصبحتَ فارغاً عن تعلّقات الدنيا أصبحتَ سَيدَ العصر([36]).

4 ـ علاقة الآلية: وهو أن يسمّى الشيء باسم آلته، مثل تسمية اللغة لساناً في قوله تعالى: ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ (إبراهيم: 4)([37])، كما يطلق اللسان في الفارسية أيضاً على اللغة.

7 ـ المشترك اللّفظي:

قد يحدث أنّ لكلمة معنى في عصر ما، ثم يطلق عليها معنى آخر في العصر نفسه أو في عصر آخر لعوامل مختلفة، ويبقى المعنيان للكلمة، فتصبح الكلمة ذات معنيين بالاشتراك؛ فالمشترك هو اللفظ الواحد له أكثر من معنى([38])، والسياق هو الذي يحدّد دلالة اللفظ في كل موضع يأتي فيه وما يجاوره من لفظ([39])  ويبدو أن هذا التطور في دلالات الكلمات يؤدي إلى الاشتراك اللّفظي. ومثال ذلك في العربية كلمة «الخال» لأخ الأم وللشامة في الوجه وللبعير الضخم وللسحاب([40])، وفي الفارسية كلمة «شير» وهي تطلق على «الأسد» و«الحليب» و«حنفية الماء».

أسباب التطور الدلالي ـــــــ

اللغة ـ كما قلنا ـ ليست ساكنةً بحال من الأحوال، بالرغم من أن تقدمّها يبدو بطيئاً في بعض الأحيان. فالأصوات والتراكيب وصيغ الكلمات ومعانيها معرّضة كلّها للتغير والتطور. واللغة منتقل من جيل إلى آخر على فترات تتخللّها تغيرات وانحرافات دائمة. وهذه الحقيقة ذاتها تؤدّي إلى المرونة في الاستعمال اللّغوي وإلى عدم ثبات الظواهر اللغوية أكثر من أيّ عامل آخر([41]).

إضافة إلى ذلك، كانت هناك عوامل أخرى تؤثر على المعاني وتؤدّي إلى تطوّرها، ويمكن انقسام هذه العوامل إلى نوعين: فبعض هذه العوامل مقصود كقيام المجامع اللغوية والهيئات العلمية بمثل ذلك عند وجود الحاجة إلى خلع دلالات جديدة على بعض المفردات التي تطلّبتها الحياة الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية الجديدة([42])، ويقال لهذا النوع من التطور: التطور الخاص أو المقصود. أمّا البعض الآخر من هذه العوامل فهو غير مقصود، وهي التي تؤدّي إلى تطوّر اللغة دون إرادة أفراد الجماعة التي تتحدّث بها، فلا تقصد ذلك ولا تتعمده ولا تستطيع مقاومته، ويقال لهذا النوع من التطور: التطور العام أو التلقائي([43]).

والعوامل غير المقصودة كثيرة نذكر بعضها:

1 ـ عوامل تتعلّق باستخدام الكلمات؛ فمدلول الكلمة يتغير تبعاً للحالات التي يكثر فيها استخدامها؛ فكثرة استخدام العام مثلاً في بعض ما يدلّ عليه، يزيل مع تقادم العهد عموم معناه ويقصر مدلوله على الحالات التي شاع فيها استعماله. ولدينا في اللغة العربية وحدها آلاف من أمثلة هذا النوع؛ فمن ذلك جميع المفردات التي كانت عامة المدلول ثم شاع استعمالها في الإسلام في معان خاصة تتعلّق بالعقائد أو الشعائر… كالصلاة مثلاً حيث معناها في الأصل الدعاء ثم شاع استعمالها في الإسلام في العبادة المعروفة لاشتمالها على مظهر من مظاهر الدّعاء، حتى أصبحت لا تنصرف عند إطلاقها إلى غير هذا المعنى([44]). وكذلك في الفارسية كلمة «نماز» التي كان معناها الأصلي «الاحترام والتعظيم»، لكنّها الآن تستعمل بمعنى خاص لفريضة من الفرائض الإسلامية فقط، وهي ما يعادل كلمة «الصلاة» في العربية([45]).

وكثرة استخدام الخاص في معان عامة عن طريق التوّسع تزيل مع تقادم العهد خصوص معناه وتكسبه العموم؛ فمن ذلك في اللغة العربية مثلاً كلمة «البأس»؛ فالبأس في الأصل «الحرب» ثم كثر استخدامه في كل شدّة، فاكتسب من هذا الاستخدام عموم معناه([46]). وفي الفارسية كلمة «بول» الذي كان اسم أصغر سكّة كانت رائجة، لكن اليوم قد عمّمت هذه الكلمة وتلقي إلى الذهن نقوداً تستعمل في البيع والشراء على الإطلاق سواء أكان النقد حديديّاً أم ورقيّاً([47]).

وكثرة استخدام الكلمة في معنى مجازي تؤدي غالباً إلى انقراض معناها الحقيقي وحلول هذا المعنى المجازي محلّه؛ فمن ذلك مثلاً في اللغة العربية كلمة «مجد» فالمجد معناه في الأصل «امتلاء بطن الدّابة من العلف»، ثم كثر استخدامه مجازاً في الامتلاء بالكرم حتى انقرض معناه الأصلي وأصبح حقيقة في هذا المعنى المجازي([48]).  وفي اللغة الفارسية مثلاً كلمة «سبنج» التي كان معناها الأصلي «القوافل ومحلّ إقامة المسافرين مؤقتاً» واستعمالها المجازي في معان «المؤقتي والعابرة» أدّى إلى نسيان معناها الأصلي([49]).

وكثرة استخدام الكلمة في العبارات السلبية ينزع عنها معناها الأصلي ويكسبها معنى العموم والإطلاق فتصبح أشبه شيء بأداة من أدوات النفي. فمن ذلك في العربية كلمات «قط وأبداً» وما إليها([50]). وكذلك في الفارسية كلمات «هركز، وأصلاً».

واستخدام الكلمة في فنّ بمعنى خاص يجرّدها في هذا الفن من معناها اللغوي ويقصرها على مدلولها الاصطلاحي. ويدخل في هذا مصطلحات الآداب والفلسفة والقانون و… ومن ثم نرى أن الكلمة الواحدة تستعمل في الشعر بمعنى وفي الرسائل بمعنى آخر وفي السياسة بمعنى ثالث و…

2 ـ عوامل تتعلّق بأصوات الكلمة؛ فثبات أصوات الكلمة يساعد على ثبات معناها، وتغيّرها يمهّد أحياناً السبيل إلى تغيره([51])،بحيث تصبح تلك الكلمة مماثلة لكلمة أخرى لها معنى آخر؛ فإن كلمة «كُماش» الفارسية بمعنى «نسيج من قطن خشن» قد تطوّرت فيها «الكاف» فأصبحت «قافاً» فشابهت الكلمة العربية «قماش»، بمعنى «أرذل الناس» و «ما وقع على الأرض من فتات الأشياء ومتاع البيت»، فأصبحت هذه الكلمة العربية ذات دلالة جديدة على المنسوجات([52]).

3 ـ عوامل تتعلّق بالقواعد؛ فقد تمهّد قواعد اللغة نفسها السّبيل إلى تغير مدلول الكلمة وتساعد على توجيهه وجهة خاصة؛ فتذكير كلمة «ولد» مثلاً في العربية (ولد صغير) قد جعل معناها يرتبط في الذهن بالمذكّر، ولذلك أخذ مدلولها يدنو شيئاً فشيئاً من هذا النوع حتى أصبحت لا تطلق في كثير من اللّهجات العامية إلاّ على الولد من الذكور([53]). وفي الفارسية كلمات «دارم وداشتم» التي كانت بمعنى «صاحب شيء» حتى قبل سبعين سنة تقريباً، وبعد ذلك عرضت عليها قاعدة لغوية خاصة وتستعمل في بنية الفعل الحال المستمر والماضي المستمر([54]).

4 ـ وقد يكون العامل في تغيّر معنى الكلمة أنّ الشيء نفسه الذي تدلّ عليه، قد تغيّرت طبيعته أو عناصره أو وظائفه أو الشؤون الاجتماعية المتصلة به وما إلى ذلك؛ فعلى سبيل المثال كلمة «الريشة» في العربية كانت تطلق على آلة الكتابة أيام أن كانت تتخذ من ريش الطيور، لكن تغيّر الآن مدلولها الأصلي تبعاً لتغير المادة المتخذة منها آلة الكتابة، فأصبحت تطلق على قطعة من المعدن مشكّلة في صورة خاصة([55]). وفي الفارسية مثلاً كلمات «صدره، سرداري، ار خالق، كليجه وجبّه» كانت تستعمل حتى القرن الأخير؛ لأن الناس كانوا يلبسون هذه الملابس في تلك الحقبة وكانوا يحتاجون إلى أسمائها طبعاً([56]). لكن الآن يلبس الناس ملابس أخرى ويحتاجون إلى أسماء جديدة لملابسهم، إذاً لابدّ لتلك الكلمات ومعانيها أن تزول وتتبدّل إلى أسماء أخرى.

5 ـ قد يكون العامل في التطور الدلالي سوء الفهم؛ إن الإنسان يقيس ما لم يعرف على ما عرف من قبل ويستنبط على أساس هذا القياس، فيصيب في استنباطه حيناً ويخطأ حيناً آخر، فيستخرج دلالة جديدة قد تصادف الشيوع والذّيوع بين النّاس([57]).

6 ـ وقد يكون العامل في تغيّر المعنى أسباباً نفسية؛ إن الآداب الاجتماعية والحياء والاشمئزاز والتشاؤم والتفاؤل كلّها أسباباً نفسية تدعو إلى اختفاء كثير من الألفاظ والعدول عنها إلى غيرها من الألفاظ التي يكنّى بها عن الأشياء التي يستحيى من ذكرها أو يخاف أو يتشاءم من التلّفظ بأسمائها، وذلك كبعض أعضاء الإنسان وأفعاله وبعض أنواع الحيوان([58]).

7 ـ وقد يكون العامل في تغير المعنى أسباباً اجتماعية؛ إن الثورات الاجتماعية ولاسيّما الفكرية والتطور الاجتماعي بسبب ما تؤدي إليه من تبديل الأشياء التي يراها الإنسان أو يستعملها وتبدّل المفاهيم.. تؤدي في غالب الأحوال إلى تطوّر لغوي، فتموت ألفاظ وتحيا أخرى وتتبدل معاني بعض الألفاظ، وهي التي كان لها معنى واستعيرت لمعنى جديد هو نتيجة تلك الثورة أو ذلك التطور الفكري([59]). وعلى سبيل المثال كان لانتقال العرب من همجية الجاهلية إلى حضارة الإسلام ومن النطاق العربي الضيّق الذي امتازت به حضارتهم في عصر بني أمية إلى الأفق العالمي الواسع الذي تحوّلوا إليه في عصر بني العباس، أجلّ أثر في نهضة لغتهم وتطوّر دلالات الكلمات([60]).

وفي اللغة الفارسية مثلاً إثر الثورة الإسلامية في إيران ـ وقد كانت ثورةً اجتماعية وفكرية ـ تغيّرت دلالة بعض الكلمات لأسباب سياسية، مثل كلمة «آزادي» التي كانت قبل ذلك مقيّدة بدائرة المسائل الأخلاقية وكانت مرتبطة بالأحوال النفسية، لكن هذه الكلمة بعد الثورة الإسلامية دخلت إلى دائرة الكلمات السياسية وتغيّر مدلولها الأخلاقي([61]).

كما أن انتشار أديان أو مذاهب اجتماعية جديدة يقترن غالباً بظهور مفردات لغوية جديدة في صياغتها أو في معناها على الأقل للدلالة على المفاهيم الجديدة([62]). مثلاً ظهور الإسلام أدّى إلى حذف كثير من المفردات التي لم يبق لوجودها أي مبرّر في المجتمع الإسلامي، كالصفي والنشيطة والمرباع فضلاً عن كثير من ألفاظ وأسماء القبائل والأيام والأشهر. وأدّى أيضاً إلى ظهور ألفاظ كالإيمان والنفاق والفسق والصلاة التي تدخل في دائرة المسائل الدينية وكثير غيرها ظهرت بمعانيها الجديدة.

8 ـ وقد يكون العامل في التطوّر الدلالي،السّياق المضلّل الذي نسمع فيه الكلمة لأول مرّة، فإننا عندما نسمع جملة أو نقرؤها، نرى الكلمات التي تشتمل عليها، يفسّر بعضها بعضاً، فإذا كانت واحدة منها غير مألوفة لنا، حاولنا بطبيعة الحال تفسيرها، معتمدين على سياق النص([63]).

9 ـ وقد يكون العامل في تغيّر مدلول الكلمة، انتقالها من لغة إلى لغة؛ فقد يخصّص مدلولها العام وتقصر على بعض ما كانت تدل عليه في لغتها الأصلية، وقد يعمّم مدلولها الخاص وقد تستعمل في غير ما وضعت له لعلاقة ما بين المعنيين وقد تنحط إلى درجة وضيعة في الاستعمال فتصبح فحش الكلام وهجره، وقد تسمو إلى منزلة راقية فتعتبر من نبيل القول ومصطفاه([64]). وهذا هو الذي يسمّى «الدخيل». واللغتان العربية والفارسية أنموذجان بارزان من اللغات التي انتقلت بعض كلماتها إلى الأخرى وتغيّرت دلالتها إثر هذا الانتقال؛ فقد كنت تجد في الفارسية طائفة كثيرة من الألفاظ العربية كان للفرس طرائق في الاستعارة منها ما هو مفرد بقي على بنائه في العربية ومنها ما ألحقوه بلواحق فارسية ركبوها مع الألفاظ العربية، ومنها ما سبق بزيادات فارسية ركبوها أيضاً([65]). كما تجد في العربية ألفاظاً فارسية كثيرة عرضت عليها هذه التغيرات التي ذكرناها؛ فمن ذلك في الفارسية كلمة «أوباش» التي كان معناها في اللغة العربية «مجتمع فيه أجناس مختلفة من الرجال» لكن إذا انتقلت إلى الفارسية أطلقت على «أراذل الناس»([66]) وفي العربية كلمة «تَفتَه» التي هي بمعنى «نسيج العنكبوت» لدى الفرس. وقد استعاره العرب «لضرب رقيق من النسيج يشبه نسيج العنكبوت تشبيهاً»([67]).

10 ـ وقد يكون العامل، مبلغ وضوح الكلمة في الذهن؛ فكلّما كان مدلول الكلمة واضحاً في الأذهان قلّ تعرّضه للتغير، وكلّما كان مبهماً غامضاً كثر تقلّبه([68]).

11 ـ وقد يكون العامل في التطور الدلالي، كثرة استعمال لفظ في موضع معيّن بجوار ألفاظ معينة. فلفظ «اتقى» في العربية بمعنى «وقى نفسه» استعمل بمعناه الأصلي في مثل قوله تعالى: ﭽ ﯶ ﯷ ﭼ (آل عمران: 131)، ﭽ ﯰ ﯱ ﭼ (البقرة: 48)، ﭽ ﯱ ﯲ ﭼ (الأنفال: 25)، ﭽ ﮘ ﮙ ﭼ (الحجرات: 12)، ثم استعمل بمعنى إيجابي أعمّ من المعنى الأصلي، فالتقوى غدت تفيد العمل الصالح والمتقون هم الصالحون دون ملاحظة المعنى الأصلي وإن كان المؤدّى واحداً([69]). وفي الفارسية كلمة «صالح» التي انتقلت من العربية إليها بمدلولها الديني ويكثر استعمالها للعمل الصالح، وقد كان معناها الأصلي «كل شيءٍ يكون صالحاً وحسناً».

نتيجة البحث ـــــــ

لا ريب أن للألفاظ دوراً هاماً في الحياة الإنسانية وهي التي تعبّر عن التفكير الإنساني ولولاها لاختفى التفكير الإنساني وما كان له مجالٌ للظهور والبروز إلى الساحة الإنسانية. على هذا الأساس لابدّ للألفاظ أن تكون مرتبطة ومتصلة بأحوال الاجتماعات البشرية في حقبات مختلفة، إذاً هي تتطوّر وتتغيّر نحو التطور، وإذا كانت الألفاظ لا تتّجه باتجاه التغير فعوامل الفناء تغلب عليها. ويبدو أن الكلمة إذا كانت في حقبة وإقليم تدلّ على معنى ثم تحول معناها ودلالتها في حقبة أخرى في ذلك الإقليم نفسه إلى معنى آخر، فيمكن لنا حينئذٍ أن ندعو ذلك بالتطور الدلالي.

وهناك عوامل مختلفة تؤدي إلى تطور دلالة الكلمات، لكن يبدو أن العامل الاجتماعي من أهمّ العوامل في ذلك؛ إذ بين الكلمات والمجتمع علاقة متبادلة وبما أن المجتمع معرّض للتغير دائماً فلابدّ للألفاظ أن تتغيّر أيضاً كي تحيا.

الهوامش

(*) أستاذ بجامعة طهران، برديس قم.

(*) طالبة اللغة العربية وآدابها بجامعة طهران، مرحلة الماجستير.

([1]) إبراهيم السّامرائي، مباحث لغوية: 92، النجف الأشرف، مطبعة الآداب، 1971م.

([2]) عبد الغفار حامد هلال، علم اللّغة بين القديم والحديث: 181، الطبعة الثالثة، 1989م.

([3])المصدر نفسه: 205.

([4]) The diversity of meaning

([5]) أحمد مختار عمر، علم الدلالة: 235، الطبعة الرابعة، القاهرة، عالم الكتب، 1993م.

([6]) Semantic change

([7])  فريد عوض حيدر، علم الدلالة: 71، الطبعة الأولى، القاهرة، مكتبة الآداب، 2005م.

([8])  محمد المبارك، فقه اللّغة وخصائص العربية: 207، الطبعة الثانية، بيروت، دار الفكر، 2000م.

([9]) المصدر نفسه: 208.

([10]) داريوش آشوري، باز انديشي زبان فارسي: 74، الطبعة الأولى، طهران، مركز.

([11]) المبارك، فقه اللغة: 209

([12]) محمود السّعران، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي: 280، بيروت، دار النهضة العربية.

([13]) مجدي إبراهيم محمد إبراهيم، بحوث ودراسات في علم اللّغة: 194، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية.

([14]) السامرائي، مباحث لغوية: 92.

([15]) السعران، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي: 280.

([16]) عوض حيدر، علم الدلالة: 85.

([17]) السعران، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي: 282.

([18]) حسين وثوقي، واژه شناسي وفرهنك نكارى در زبان فارسي: 33، الطبعة الأولى، طهران، باز، 1383ش/2004م.

([19]) عوض حيدر، علم الدلالة: 75.

([20]) مختار عمر، علم الدلالة: 246.

([21]) عوض حيدر، علم الدلالة: 76.

([22]) مهري باقري، مقدمات زبان شناسي: 213، الطبعة السابعة، طهران، قطرة، 1383ش/2004م.

([23]) عوض حيدر، علم الدلالة: 77.

([24]) باقري، مقدمات زبان شناسي: 214.

([25]) السعران، علم اللغة مقدمة للقارئ العربي: 285.

([26]) عوض حيدر، علم الدلالة: 86.

([27]) راجع: عباس أبو السّعود، أزاهير الفصحى في دقائق اللّغة: 295، القاهرة، دار المعارف.

([28]) Metaphor

([29]) Motonymy

([30]) Transferred meaning

([31]) عوض حيدر، علم الدلالة: 79.

([32]) باقري، مقدمات زبان شناسي: 210.

([33]) عوض حيدر، علم الدلالة: 80.

([34])عوض حيدر، علم الدلالة: 82.

([35]) المصدر نفسه: 82.

([36]) محمد خليل رجائي، معالم البلاغة در علم معاني وبيان وبديع: 317، الطبعة الخامسة، شيراز، مركز نشر دانشكاه شيراز، 1379ش/2000م.

([37]) المصدر نفسه: 83، وللمزيد راجع المصدر نفسه، ومبحث المجاز المفرد المرسل في كتاب جواهر البلاغة لمصطفى الهاشمي: 180.

([38]) حسن ظاظا، كلام العرب: 89، الطبعة الثانية، دمشق، دار القلم، 1990م.

([39]) محمود عكاشة، الدلالة اللّفظية: 64، الطبعة الأولى، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 2002م.

([40]) محمد علي عبدالكريم الرّديني، فصول في علم اللغة العام: 278، الطبعة الأولى، بيروت، عالم الكتب، 2002م.

([41]) الرّديني، فصول في علم اللغة العام: 256.

([42]) مجدي إبراهيم، بحوث ودراسات في علم اللغة: 194.

([43]) حامد هلال، علم اللغة بين القديم والحديث: 209 بتصرّف.

([44]) علي عبدالواحد وافي، علم اللغة: 320، الطبعة العاشرة، القاهرة، نهضة مصر، 2005م.

([45]) برويز ناتل خانلري، تاريخ زبان فارسي: 105، الطبعة الخامسة، طهران، سيمرغ، 1374ش/1995.

([46]) عبدالواحد وافي، علم اللغة: 320.

([47]) برويز ناتل خانلري، زبان شناسي وزبان فارسي: 135، الطبعة الثالثة، طهران، بنياد فرهنك ايران، 1347ش/1968م.

([48]) عبدالواحد وافي، علم اللغة: 320.

([49]) باقري، مقدمات زبان شناسي: 210. س

([50]) عبدالواحد وافي، علم اللغة: 320.

([51]) المصدر نفسه: 321.

([52]) رمضان عبدالتواب، التطوّر اللّغوي: 191، الطبعة الثانية، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1990م.

([53]) عبدالواحد وافي، علم اللغة: 322.

([54]) وثوقي، واژه شناسي وفرهنك نكارى در زبان فارسي: 33.

([55]) عبدالوحد وافي، علم اللغة: 325.

([56]) برويز ناتل خانلري، زبان شناسي وزبان فارسي: 113، الطبعة الثانية، طهران، امير كبير، 1343ش/1964م.

([57]) عبدالتواب، التطوّر اللغوي: 190.

([58]) المبارك، فقه اللغة: 215.

([59]) المبارك، فقه اللغة: 214.

([60]) عبدالواحد وافي، علم اللغة: 257 بتصرّف.

([61]) راجع: آشوري، باز انديشي زبان فارسي: 76.

([62]) المبارك، فقه اللغة: 214.

([63]) عبدالتواب، التطوّر اللغوي: 189.

([64]) عبدالواحد وافي، علم اللغة: 324.

([65]) إبراهيم السّامرائي، الدّخيل في الفارسية والعربية والتركية: 37، الطبعة الأولى، بيروت، مكتبة لبنان الناشرون، 1997م.

([66]) راجع: المصدر نفسه: 3.

([67]) راجع: المصدر نفسه: 49.

([68]) عبدالواحد وافي، علم اللغة: 322.

([69]) المبارك، فقه اللغة: 212.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً