أحدث المقالات

السيد غلام عبّاس موسوي مقدّم(*)

د. محمد جعفر هنري(**)

ترجمة: مصطفى رئاب

خلاصة المقال

عدا الموجودات المحسوسة، توجد في عالم الخلقة موجوداتٌ غير محسوسة، وهي غير قابلةٍ في الظروف الاعتياديّة لإدراكنا الحسّي. وأحد تلك الموجودات الخفيّة (الجنّ).

وليس الإيمان بوجود الجنّ مختصّاً بالإسلام، بل هو مقبولٌ في بقيّة الأديان الإبراهيمية، ومتجذِّرٌ في نصوصها المقدَّسة.

يعتبر الإسلام الجنّ موجوداتٍ حقيقيّةً، مثل النّاس والملائكة؛ لكنّ اليهود والمسيحيّين يعدّونها ملائكةً متمرِّدة.

مقدّمةٌ

هناك أفكارٌ وتصوُّرات حول وجود قوىً غيبيةٍ مؤثِّرة في مسيرة الحياة تأثَّرت بها أكثر الثقافات القديمة، وحتّى الثقافات الإنسانيّة المعاصرة. وإنّ إحدى أهمّ هذه المعتقدات مسألة وجود وتأثير الجنّ في حياة الإنسان.

ومضافاً إلى كونه محطَّ عنايةٍ في الأديان غير السماوية، فإنّه يتمّ في الأديان السماويّة، ولا سيَّما الإبراهيمية، إثبات الاعتقاد بوجود الجنّ، والتأكيد عليه، وإنْ كانت بينها اختلافاتٌ في عدّة نقاطٍ أيضاً.

ونحن نسعى في هذه المقالة لدراسة رؤية الأديان الإبراهيمية حول الجنّ، بنظرةٍ إجماليّة مختصرة، مع الاعتماد على المصادر الأصلية لكلّ دينٍ.

(الجنّ)، اشتقاقاً ومفهوماً

يعتبر نولدكه ـ المستشرق المعروف ـ كلمة الجنّ عربيّةً، مأخوذةً من أصلها الحَبَشيّ؛ لكنْ وفقاً لغيره من المستشرقين فإنّ جَذْر كلمة «الجنّ» موجودٌ أيضاً في اللغات الآكدية، والآرامية، والعبرية، والسريانية، بمعنى التغطية والاستتار([1]).

وإذا جئنا إلى مصنِّفي المعاجم اللغوية العربية فسنجدهم يرَوْن أنّ «الجنّ» كلمة عربيّة، ويعتبرونها مشتقة من الجَذْر (جنن)، بمعنى التغطية والستر([2])؛ وبعض محقِّقي المعاجم العربية يرَوْن جَذْر هذه المفردة هو (جنا)، لا (جنن)([3]).

وهذا المعنى موجودٌ في أغلب مشتقّات هذا الجَذْر([4])، ومن ذلك الوجه يسمّى القلب «جِنان»، حيث إنه مخفيٌّ ومستورٌ بين أضلاع الصدر، أو حيث إن الأفكار والمشاعر، كالحزن والفرح، مختفيةٌ في القلب([5]).

ويسمّى الدِّرْع جُنّة أو مِجَنّ أو مَجَنّة لأنّه يستر مَنْ يستلمه ويخفيه([6]).

ويُقال للمزرعة والبستان والأرض والعشب جنّة وجنّات؛ لأنّها تغطّي وجه الأرض. ولذلك تسمّى الجنّة بهذا الاسم، حيث إنّ وفرة أشجارها تجعل بعضها يغطّي بعضها الآخر([7]).

ويُقال للجنين جنيناً؛ لاستتاره في رحم الأمّ([8]).

ويُقال للمجنون والمختلّ عقلياً الجِنَّة؛ لأنّ عقله مستترٌ([9]). وحَسْب تعبير الراغب الإصفهاني: كأنّ جنونه مانعٌ وحائل بين النفس والعقل([10]).

وهكذا يقول العرب للقبر والكفن الجَنَن؛ لأنّهما يستران المَيْت([11]).

وما أجمل أن جمع الشاعر([12]) ثلاثةً من معاني هذه الكلمة، في قوله:

عليٌّ حبُّه جُنَّة *** قسيمُ النّار والجَنَّة

وصيُّ المرتضى حقّاً *** إمام الإنس والجِنَّة

وقد يُطلقون على الملائكة (الجنّة) أيضاً؛ لأنّهم مستورون عن نظر الناس([13]).

إذن، بالالتفات إلى المعنى اللغوي لهذا اللفظ، وهو خفاء الشيء عن الحواسّ، فإنّه يمكن عدُّ الملائكة من الجنّ([14]). كما كان عرب الجاهلية يسمّون الملائكة؛ بسبب احتجابهم عن النظر، جنّاً([15]).

وعليه يُقال لأنواع الموجودات الروحانيّة ـ غير الإنسان ـ جِنٌّ؛ لأنّها محجوبة ومختفية عن حواسّنا. وتُعَدّ الملائكة والشياطين من الجنّ. وبحَسَب بيان الفخر الرازي، فإنّه يوجد بين الجِنّ والمَلَك عمومٌ وخصوص مطلق؛ يعني كلّ الملائكة جِنٌّ، ولكنْ ليس كلُّ جنِّي مَلَكاً([16]).

يرى اللغويون([17]) أنّ مفرد الجنّ جنّي مثل: روم وروميّ، وجمعه جِنَّة([18])، وجنان([19]). كما نقرأ في القرآن الكريم:

ـ ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ (الناس: 6).

ـ ﴿وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ﴾ (الصافّات: 158).

هناك مَنْ اعتبر الجانّ اسم جمع للجنّ([20]) ـ وقد جاءت هذه المفردة بمعنى الثعبان الأبيض أيضاً([21]) ـ؛ لأنّ مفردة الجنّ استعملت مقارنةً لمفردة إنس([22])؛ قال تعالى: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ﴾ (الرحمن: 39)؛ ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ﴾ (الرحمن: 56).

يُسمَّى الجنّ في الإنجليزيّة (djinn, jinni, jinn)([23])، ويعادلها في اللغة الفارسية (پري) و(ديو)([24]). وفي التفاسير والترجمات القديمة للقرآن الكريم وضعوا مفردة «پری» معادلة لـ «الجِنّ»([25]).

وقد تمّ جمع هذه الكلمة خطأً واشتباهاً على «أجنّة»، مع أنّ «أجنّة» جمع «جنين»، لا «جِنّ»، يقول القرآن الكريم: ﴿وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ﴾ (النجم: 32). إذن من الغلط استعمال «أجنّة» لجمع الجِنّ([26]).

(الجنّ) في الإسلام

أـ في القرآن الكريم

الجنّ كائنٌ غير مرئيّ، جاء التصريح بوجوده في القرآن الكريم، 22 مرّة بلفظ (جِنّ)، و7 مرّات بلفظ (جانّ)([27]).

يوجد في القرآن ـ غير المواضع المتفرِّقة ـ سورةٌ باسم (الجِنّ)، تبيِّن للبشر مجموعةً من الحقائق حول الجِنّ، وعلى لسانهم هم. وهكذا في بداية سورة (الرحمن) يعتبر الله سبحانه كيفيّة خلق الجِنّ مختلفةً عن كيفيّة خلق الإنس؛ أحدهما مخلوقٌ من الطين؛ والآخر من النار. وبعد ذلك يكرِّر مخاطبة الناس والجِنّ بهذا التعبير: ﴿فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾.

وبالالتفات إلى الآيات التي نزلت حول الجِنّ فإنّ أهمّ علائم وخصائص الجِنّ التي يبيِّنها القرآن الكريم هي ما يلي([28]):

1ـ الجنّ موجودٌ حقيقيّ ومادّيّ، خُلق من نارٍ حارقة سامّة([29]) أو لهيب نار مختلط([30])، وكان خلقها على الأرض قبل الإنسان([31]).

2ـ هم مكلَّفون كالإنسان([32])؛ فريقٌ منهم مؤمنون صالحون ومسلمون([33])؛ وفريق كافرون([34]). وهم، مثل الإنسان، يموتون ويفنون، وتأخذ مجموعةٌ منهم مكان مجموعةٍ أخرى([35]).

3ـ لهم حشرٌ ونشرٌ ومعادٌ، مثل البشر([36])، وعصاتهم من أهل جهنّم([37]).

4ـ كانت عندهم قدرةُ النفوذ في السماوات، والتنصُّت واستراق الأخبار، لكن تمّ حَظْر ذلك عليهم([38]).

5ـ الجانّ يرَوْننا، لكنّنا لا نراهم([39]).

6ـ حَسْب آيات القرآن فإنّ الجنّ ليس عندهم علمُ الغيب([40]).

7ـ كان الجنّ حاضرين في جيش النبيّ سليمان× وضمن جنوده([41])، وكانوا يؤدُّون له أعمالاً خارقة وشاقّة([42]).

8ـ في الآيات 29 إلى 32 من سورة الأحقاف، وبعض الآيات في بداية سورة الجنّ، تمَّتْ الإشارة إلى أنّ فريقاً من الجِنّ ذهبوا إلى محضر الرسول الأكرم|، واستمعوا إلى آيات القرآن. وبتصريح المفسِّرين فإنّ شأن نزول سورة الجنّ هو هذه الحادثة([43]).

ب ـ في الحديث الشريف

لقد ورد وجود الجنّ، بشكلٍ متواتر، في أحاديث النبيّ| وأهل البيت^. والعلم بوجودهم من بديهيّات الدِّين. وقد نقل العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار أكثر من 170 حديثاً حول الجِنّ([44]). وهكذا ذكرت رواياتٌ متعدِّدة في أصول الكافي([45])، وبصائر الدرجات([46]).

توجد في هذه الأحاديث إشاراتٌ متنوِّعة إلى الجِنّ؛ بعضها بيانٌ وتفسير لمعطيات القرآن، ومن ذلك خلق الجِنّ من النار، واطّلاعهم على الأخبار الغيبيّة.

وتتضمَّن الأحاديث مسائل، مثل: مجالسة بعض الجنّ للملائكة؛ سبق خلق الجنّ على آدم؛ بعث نبيٍّ إلى الجنّ اسمه يوسف، حيث قتلوه([47])؛ مأكولات ومشروبات الجنّ([48])؛ تكاثر الجِنّ([49])؛ إمكانيّة التكاثر بينهم وبين البشر([50])؛ ومسائل أخرى من هذا القبيل.

ومفاد بعض الروايات يحكي أيضاً عن أنّ الجِنّ يستطيعون أن يظهروا في صورة حيوانات، مثل: الثعبان([51])، والكلب([52])، وحتّى الإنسان، بشكلٍ عجيبٍ وغريب.

وقد جاء في الأحاديث المنقولة عن أئمّة الشيعة أنّ أهل البيت^ لهم أتباعٌ بين الجنّ، وأعداءٌ أيضاً([53])، وأنّ الجنّ كان لهم علاقةٌ وتواصلٌ مع الأئمّة، وكانوا يسألونهم أسئلةً دينية([54])، وكانوا يعتبرون المؤمنين والشيعة من الناس إخواناً لهم([55])، وقد نقلت تقريرات متعدِّدة عن لقاءات الإمام عليّ والإمام الصادق والإمام الرضا^ مع الجنّ([56]).

وحَسْب قول الإمام الباقر× فإنّ الإمام عليّ× كان عنده وكيلٌ من الجنّ.

وفي روايةٍ أخرى نقل ابنُ عبّاس حادثةَ محاربة الإمام عليّ× لمجموعةٍ من الجنّ المتمرّدين والمنافقين([57]).

كما توجد رواياتٌ عن طلب الجنّ لنصرة الإمام أبي عبد الله الحسين×([58]).

وهكذا رُويَتْ أخبارٌ كثيرة في المصادر الشيعية والسنّية تتحدّث عن أنّ الجنّ بكَوْا على الإمام الحسين، ونُقلَتْ أشعارٌ قالَتْها الجِنّ في رثائه×([59]).

العقائد اليهوديّة في (الجنّ)

يرى بعضُ علماء الأديان أن التصوُّرات الموجودة حول الجنّ والشياطين والملائكة ليست من المعتقدات الأصليّة لليهود، بل دخلَتْ إليها عن طريق الانفتاح والتعامل مع الأديان الأخرى.

حينما تمّ نفي اليهود (في الأَسْر البابلي) صاروا على ارتباطٍ مباشر بالديانة الزرداشتية. وبعد انتهاء الأَسْر، وفي مرحلة هيمنة الإيرانيين على اليهود، طرأت تحوُّلات في التصوُّر الدينيّ اليهودي([60]). ومن عوامل ظهور هذه التحوُّلات المواجهة بين الثقافة اليهودية والثقافة الزرداشتية، حيث صار ذلك سبباً لدخول اعتقاداتٍ جديدة في هذا الدِّين([61]).

لكنْ بالالتفات إلى أنّه قد تمّ ذكر الشيطان بصراحةٍ في التوراة، في قصّة إغواء آدم، يمكن رفض هذا الرأي، إلاّ أن نقبل أنّ التوراة الموجودة فعلاً كُتبَتْ بعد الأَسْر في بابل([62]).

وعلى كلٍّ فإنّ أوّل قصّةٍ ذُكِرَتْ في العهد القديم حول الشيطان مرتبطةٌ بجنّة عَدَن([63])، حيث ظهر هناك في صورة ثعبان، وخدع حوّاء. والقصّة الأخرى مرتبطةٌ بحضور الشيطان في السماء، وفي محضر الله تعالى([64]). وكما هو مذكورٌ في الكتاب المقدّس بشكلٍ صريح فقد كان له حضورٌ في السماء، وكان ينزل إلى الأرض أيضاً([65]).

اسم الجنّ في أصله العبراني (أوب)، بمعنى (أجوف) أو (ذو معدةٍ فارغة ومنتفخة) أو (وعاء أجوف)؛ لأنّهم كانوا يعتقدون أنّ صوت الجنّ يخرج من داخل جوفه([66]). وقد جاء قريبٌ من هذا المعنى في التوراة: فإنْ قالوا لكم اسألوا الوسطاء الأرواحيّين أو المتكهِّنين المشقشقين والهامسين([67])، فتوضعين وتتكلَّمين من الأرض وينخفض كلامك كأنّه صادرٌ من التراب، ويكون صوتك من الأرض كصوت وسيط أرواحيّ، وكلامك شقشقة من التراب([68]).

وبناءً على اعتقادات الدين اليهوديّ فإنّ الجنّ يستطيع تسخير الإنسان. ومن هنا فقد نُهي أتباعه عن مرافقة ومخالطة الجنّ([69]). والإسلام ينهى أتباعه أيضاً عن التعامل مع الجنّ وشياطين الجنّ. جاء في سفر اللاويين: وإذا كان في رجلٍ أو امرأة جانٌّ أو تابعه فإنه يقتل، بالحجارة يرجمونه، دمه يكون عليه([70]).

وجاء في موضعٍ آخر منه: لا تلتفتوا إلى الجانّ، ولا تطلبوا التوابع، فتتجسَّسوا بهم، أنا الربُّ إلهُكم([71]).

كما تعتبر التوراة الارتباط بالجنّ مكروهاً ورجساً عند الربّ يهوه([72]). وبالطبع تعطي التوراة للجنّ ومَنْ يرتبط بهم قدرةً كبيرة، كما ذُكر في مطلع سفر صموئيل الأوّل: ومات صموئيل، وندبه كلُّ إسرائيل ودفنوه في الرامّة، في مدينته. وكان شاوُول قد نفى أصحاب الجانّ والتوابع من الأرض، فاجتمع الفلسطينيّون وجاؤوا ونزلوا في شونم، وجمع شاوُول جميع إسرائيل، ونزل في جلبوع. ولمّا رأى شاوُول جيش الفلسطينيين خاف واضطرب قلبُه جدّاً. فسأل شاوُول من الربّ، فلم يُجِبْه الربّ، لا بالأحلام، ولا بالأوريم، ولا بالأنبياء. فقال شاوُول لعبيده: فتِّشوا لي على امرأةٍ صاحبة جانّ، فأذهب إليها وأسألها، فقال له عبيده: هو ذا امرأةٌ صاحبة جانّ في عين دور، فتنكَّر شاوُول، ولبس ثياباً أخرى، وذهب…([73]).

ويستمرّ الكلام([74]) بحديثٍ تفصيليّ عن كيفية ارتباط المرأة صاحبة الجنّ مع صموئيل، والأحاديث المتبادلة بين صموئيل وشاوُول([75]).

«عزازيل» أحد أسماء الشيطان في الثقافة الدينيّة اليهوديّة. وهي كلمةٌ عبريّة، واسمٌ لشيطانٍ شرّير، يُذكر في التوراة، ثمّ يِلِجُ إلى الأساطير اليهوديّة. [ويبدو أنّه توجد] شياطين يطلق عليها في الاصطلاح الشياطين ماعزيّة الشكل، ورئيسها عزازيل.

عزازيل بمعنى العزيز أو المحبوب، وهو الذي كان عزيزاً ومحترماً بين الملائكة، وكانت لديه كرامةٌ وقدرةٌ ظاهرية واضحة. ومن هذا الوجه أطلقوا على الشيطان عزازيل؛ وكذلك لأنّه كان سبّاقاً ومجتهداً في عبادة الله تعالى([76]).

وعزازيل أيضاً اسمٌ لجَدْيٍ يضعون عليه كفّارة الذنوب، ويطلقونه في برِّيّة مقفرة؛ حتّى يأخذ كفّارة خطايا القوم إلى مكانٍ غير معلوم([77]).

إنّ اليهود ـ كبعض المسلمين ـ يعتبرون الشياطين والجنّ من الملائكة، أمرهم الله بالسجدة، لكنّ الشيطان؛ بسبب الحَسَد، استكبَرَ ولم يسجُدْ([78]).

ونجد في العهد القديم أنّ الشيطان بعد أن نهى الله آدم وحوّاء عن أكل ثمرة الشجرة المحرَّمة يذهب إليهما في هيئة ثعبان ـ بوصفه أذكى حيوانٍ ـ، ويبشِّرهم بأنّهم سيصيرون عرفاء وعالمين إذا أكلوا من شجرة [معرفة] الخَيْر والشَّرّ([79]).

في الأدبيّات اليهودية حول التصوُّر اليهوديّ لنهاية الزمان يمكننا مشاهدة سير ومراحل تسلُّط ونفوذ الشيطان. يمرّ هذا التصوُّر عن آخر الزمان أوّلاً بمحاكمة للملائكة المتمرِّدة، والعجزة، وأرواح «بليعال» و«مستمه»([80])، الذين تجاوزوا حدودهم. في كتاب العروج تنتهي هذا المجازاة بحدوث مواجهةٍ بين الله والشيطان. ثمّ في الحديث المرتبط بعالم الغيب، وفي كتاب عروج إشعيا([81])، يظهر الشيطان كخصمٍ لله. وفي النهاية، في مرحلة «العهد الجديد»، يتَّسع انتشار الاعتقاد الذي يتضمَّن أنّ قيام مملكة الله سيكون مقارناً لهزيمة الشيطان([82]).

نظرة المسيحيّة إلى (الجنّ)

أنكر بعضُ محقِّقي الكتاب المقدّس المسيحيّين وجودَ الجنّ([83]). لكنْ بالالتفات إلى نصّ العهد الجديد، وما يظهر من التصوُّرات المسيحية، فإنّ المسيحيّين معتقدون بوجود الجنّ، ويرَوْن أنّها كائناتٌ حقيقيّة([84]).

إنّ أحد الفروق الأساسية في معرفة الجنّ بين الإسلام والديانتين: المسيحيّة؛ واليهوديّة هو أنهما لا تعتقدان بوجود جِنٍّ صالحين ومؤمنين، وكلمة الجنّ [يعادلها في الفارسية: ديو] تعني عندهم الجنّ الأشرار فقط، وهي معادِلةٌ تقريباً للفظ الشيطان في الإسلام([85]). وهذا الموضوع متجذِّرٌ في أفكار وتعاليم الكتاب المقدَّس.

بالنسبة إلى المسيحيّين فإنّ جميع الجنّ أعوانٌ للشيطان، ويريدون أن يقهروا الإنسان ويتسلَّطوا عليه، ولذلك فإنّهم يعتبرون الجنَّ أرواحاً خبيثة أو أرواحاً شرِّيرة. ويصوِّر الإنجيل الشيطان كرئيس للجنّ([86]).

وهناك نقطةٌ أخرى ينبغي أن يتمّ الالتفات إليها في الإلهيّات المسيحيّة، وهي أنّ الانجيل يرى الشيطان من جنس الملائكة، وواحداً منهم، لا أنّه موجودٌ يقع في عَرْض المَلَك والإنسان.

والمسيحيّون متَّفقون في وجهة النظر القائلة بأنّ الشيطان كان من الملائكة([87])، يقول القدّيس أوغسطين: كان الشيطان مَلَكاً كبقيّة الملائكة، وكانت له سيرةٌ حَسَنة([88]).

يعتقد المسيحيّون أنّ طبيعة الشيطان روحانيّةٌ وملائكية، فهي، مثل طبيعة بقيّة الملائكة، متميِّزةٌ عن سائر الممكنات([89])، أعمّ من كون ذلك التميُّز عقليّاً، مثل: الإدراك والتمييز، أو حسِّياً، مثل: الرغبة والشهوة، أو إراديّاً، مثل: الاختيار الحُرّ([90]).

ويرى الكتاب المقدَّس أنّ وجود الشيطان حقيقيٌّ، بل هو أشدُّ تشخُّصاً وواقعيةً من الجنس البشريّ، حيث يسيطر ويتسلَّط على الأرواح الشرِّيرة والخبيثة([91]).

الشيطان عدوُّ الله، فهو إذن مبغوضٌ، ومن لطف ساحة الحقّ مطرودٌ ومنبوذٌ، وهو مع أتباعه في عذاب الله. ويُستنتج من الكتاب المقدَّس أنّه مع ملائكته في سلاسل الظَّلَمة، محبوسون مجازاةً لهم([92]). ولأنّه ليس من جملة المؤمنين سيُعذَّب ويعاقَب حَتْماً بالعذاب الأبديّ في ذلك اليوم([93]).

لكنْ لا بُدَّ أن يُعْلَم بأن طرد الشيطان لا يصير مانعاً من فعّاليّته ونشاطه في هذه الدنيا، بل هو إلهُ ورئيس هذا العالم، وعدوُّ الله والإنسان([94])، وعالم الوثنيّة هو نتاج صنعه؛ لكنّ السيّد المسيح قد كسر شوكته، وحطّم قدرته، وأضعف قوّة تأثير قيادته، حتّى استطاعت المسيحيّة أن تتغلَّب عليه.

إبليس له المقام الأعلى بين السَّحَرة؛ لأنّه ملك الأرواح السفليّة عند المسيحيّين وشعراء القرون الوسطى([95]). ولقد تمّ ذكر الجنّ والشيطان وإبليس في العديد من آيات العهدين: القديم؛ الجديد.

والشيطان يظهر في أيّ صورةٍ، وبكلّ وسيلةٍ، حتّى على هيئة الملائكة النورانيّين؛ لكي يخدع الناس، وينفِّرهم ويبعِّدهم عن الله([96]).

استعملت لفظ الشيطان والجنّ أيضاً للمخلوقات والأرواح الشرِّيرة، التي تدخل بأمر الله في الإنسان والحيوان، وتصيبهم بالجنون والصَّرَع والمسّ([97]).

ويذكر الإنجيل أنّ السيّد المسيح× كانت له سلطةٌ على الجنّ والشياطين، وأنّهم كانوا يتبعون أوامره. وجاء في إنجيل لوقا أنّه كان يخرج الجنّ من أبدان الممسوسين([98])؛ وذلك بالطبع بناءً على التصوُّر الباطل القائل بأنّ عيسى هو ابن الله سبحانه([99]). ويمنح الإنجيل الحواريّين أيضاً هذه القدرة للنبيّ عيسى× على علاج المسّ([100]).

ونستعرض في ما يلي بعض محاورات السيّد المسيح مع الممسوسين:

1ـ وفيما هما خارجان إذا إنسانٌ أخرس مجنون قدَّموه إليه، فلمّا أخرج الشيطان تكلَّم الأخرس، فتعجَّب الجموع قائلين: لم يظهر قطّ مثل هذا في إسرائيل! أمّا الفريسيون فقالوا: بواسطة رئيس الشياطين يُخْرِج الشياطين([101]).

2ـ ولمّا جاؤوا إلى الجمع تقدَّم إليه رجلٌ جاثياً له، وقائلاً: يا سيّد، ارحَمْ ابني فإنّه يصرع، ويتألَّم شديداً، ويقع كثيراً في النار، وكثيراً في الماء، وأحضَرْتُه إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه، فأجاب يسوع: أيّها الجيل غير المؤمن الملتوي، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أحتملكم؟ قدِّموه إليَّ هاهنا! فانتهره يسوع، فخرج منه الشيطان، فشُفي الغلامُ من تلك الساعة([102]).

3ـ وهكذا جاء في الإنجيل أنّ جِنّاً نفذوا في وجود رجلٍ ممسوس، والسيّد المسيح× أخرجهم من بَدَن ذلك الرجل، وألقاهم في قطيعٍ من الخنازير([103]).

وقد أعطى السيّد المسيح لبعض طلابه إجازةً في أن يخرجوا أرواح الجنّ والشياطين من أبدان المجانين والممسوسين: ثمّ دعا تلاميذه الاثني عشر، وأعطاهم سلطاناً على أرواحٍ نجسة حتّى يخرجوها… وأوصاهم قائلاً: …اشفوا مرضى، طهِّروا برصى، أقيموا موتى، أخرجوا شياطين([104]).

في المصادر المسيحيّة لم يتمّ تأييد قصّة امتناع الشيطان عن السجود([105])، لكنْ مثلما يقول أوغسطين: فإنّه حيث كان مَلَكاً كبقيّة الملائكة وَسْوَسَتْ له نفسه أن يجلس مكان الله، ويغتصب قدرته المطلقة. ولهذا السبب طغى وتمرَّد على الله([106]). وبالطبع هو لم يكن وحده في هذه القصّة، وهناك ملائكةٌ آخرون ارتكبوا المعصية أيضاً، وتخلّوا عن مقامهم ومسكنهم اللائق([107]).

والذي يبدو من الكتاب المقدَّس هو أنّ الملائكة الأشرار لم يكونوا ذوي عاقبةٍ واحدة؛ فبعضهم تمّ إلقاؤهم في جهنّم، وتقييدهم بالسلاسل، وسيُحتَفَظ بهم إلى يوم الدِّين والمجازاة([108])؛ وآخرون ظلّوا أحراراً، وأخذوا بمخالفة ومضادّة الملائكة الأخيار. والشيطان من جملة أولئك؛ حيث بقي طليقاً، واشتغل بالإغواء والإضلال([109]).

إنّ هدف الشيطان، كما جاء واضحاً في الكتاب المقدَّس، هو وصوله إلى مقام الله([110]). إن نيَّته هو وأتباعه أن يُلجِئوا الإنسان إلى الخطيئة والعصيان([111]). بل نجد الشيطان في العهد الجديد يوسوس للسيِّد المسيح، لكنّه لا ينخدع بوسوساته([112]).

يستطيع الشيطان أن يظهر بأيِّ شكلٍ، حتّى في هيئة ملائكة النور؛ لكي يخدع الإنسان بذلك([113]). وبتبريره للذنب والمعصية يعرضها بكيفيّةٍ تجعلها مقبولةً عند الناس، ومن خلال هذا الطريق يجرّهم إلى الخطيئة([114])، ويمنعهم من عمل الخير([115]).

وهكذا، وعلى أساس التعاليم المسيحية، فإنّ للجنّ سلطةً على أبدان الناس، وهم يستطيعون بمساعدة الشياطين الذين تحت تصرُّفهم أن يعرِّضوا البشر للأمراض والأسواء([116]). ومع أنّهم قادرون على النفوذ والتأثير في البَدَن، بل حتّى في العقل، لكنّهم لا يستطيعون أبداً أن يجعلوا حرِّية الإنسان ومسؤوليّته وإرادته خاضعةً لسيطرتهم([117]).

أمّا بالنسبة إلى عاقبة الشيطان وبقيّة الملائكة الأشرار النهائيّة فيظهر أنّ السماء كانت مركزَ قيادة الشياطين بعد سقوط الإنسان منها([118])، لكنّه مع بقيّة الملائكة الأشرار سيتمّ نَبْذُهم إلى الأرض([119])، ويحتمل أنّ طرح الشيطان في الأرض سيحدث في فترة مصيبةٍ مستقبليّةٍ عظيمة([120]).

بعد ذلك، وحين يعود السيّد المسيح إلى الأرض بكامل قدرته ومَجْده؛ لكي يؤسِّس مملكته وسلطانه على الأرض، فإنّ الشيطان سيُرْمى في الهاوية، وسيبقى في القَيْد والأَسْر لمدّة ألف عامٍ، ثمّ سيطلق سراحُه لمدّةٍ قصيرة. وسيسعى الشيطان جاهداً في هذه المدّة القصيرة لكي يضلّ الناس، وسيعزم على غَزْو واحتلال القدس بجيشٍ عظيم، لكنّ ناراً ستنزل من السماء وتُفْني جيشه، وسيُرْمى هو مع بقيّة الملائكة الأشرار في بحيرةٍ من نارٍ، ملاقياً هناك عذابه الأبدي([121]).

خاتمةٌ

نستخلص ممّا تمّ بيانُه في هذه المقالة ما يلي:

1ـ الجنّ كلمةٌ عربيّة، تعني في الأصل التغطية والستر. وهذا المعنى موجودٌ في أغلب مشتقات هذا الجَذْر.

2ـ كلّ الديانات الإبراهيميّة قبلَتْ وجود الجنّ، وتمّ التطرُّق في الكتب المقدَّسة لتلك الأديان إلى موضوع الجنّ.

3ـ في الإسلام، مضافاً إلى الآيات العديدة التي ذكرت الجنّ، فإنّ هناك أحاديث متواترة وكثيرة تؤدّي إلى العلم بوجود الجنّ.

4ـ من وجهة نظر الإسلام فإنّ الجنّ كائناتٌ حقيقيّة وغير مرئيّة، خُلقَتْ من نارٍ حارقة سامّة، أو من شعل النار المتمايزة، وخَلْقُهم وإيجادُهم على الأرض كان سابقاً على خلق الناس.

5ـ بناءً على آيات القرآن الكريم فإنّ الجنَّ مكلَّفون مثل أفراد الإنسان، ومنهم مؤمنون وكافرون، وهم يموتون كالبَشَر، ولهم حشرٌ ونشرٌ ومعاد، ولعصاتهم مكانٌ في جهنَّم.

6ـ تمنح الديانة اليهوديّة قدرةً عظيمة للجنّ ومَنْ يرتبط بهم. وتعتقد هذه الديانة أنّ الجِنّ يستطيع تسخير الإنسان والسيطرة عليه. ولهذا السبب فإنّها تنهى أتباعها عن مرافقة ومخالطة الجنّ.

7ـ ذُكِرَتْ في العهد القديم قصصٌ حول تواجد وحضور الجنّ في السماوات وفي الأرض.

8ـ تؤمن الديانة المسيحيّة أيضاً بوجود الجنّ، وأنّها كائناتٌ حقيقيّة، وهي تعتبر الجنّ أفضل من الإنسان، وأنّه إلهُ الأرض.

9ـ يرى المسيحيّون جميعَ الجنّ أعواناً للشيطان، وهم يسعَوْن للسيطرة على البشر. ولذلك فإنّهم يعتبرون الجنّ أرواحاً خبيثة أو أرواحاً شيطانية شرِّيرة. ويعتبر الإنجيل الشيطان رئيساً للجنّ.

10ـ يرى الإنجيل أنّ الشيطان من جنس الملائكة، وواحداً منهم، لا أنّه موجودٌ في عَرْض الإنسان والمَلَك. والمسيحيّون متوافقون في الاعتقاد بكون الشيطان واحداً من الملائكة.

11ـ أحد أهمّ ما يميِّز معرفة الجنّ في الإسلام عن معرفته في المسيحيّة واليهودية يكمن في أنّ اليهود والمسيحيّين لا يؤمنون بوجود جِنٍّ صالحين ومؤمنين، وكلمة الجنّ لا تعني عندهم سوى الجنّ الأشرار، وهي معادلةٌ تقريباً لكلمة الشيطان في الإسلام.

الهوامش

(*) طالبٌ في مرحلة الماجستير في مؤسّسة الإمام الخمينيّ للتعليم والأبحاث في قم ـ إيران.

(**) أستاذٌ مساعِدٌ في مؤسّسة الإمام الخمينيّ للتعليم والأبحاث في قم ـ إيران.

([1]) محمود أميد سالار، دانشنامه جهان إسلام ١٠: ٤9٠٣، ١٣٨٣هـ.ش؛

Hastings, James, Encyclopaedia of religion and ethics, p. 670, New York, Routledge, 1998.

([2]) مجموعة من المستشرقين، دائرة المعارف الإسلامية ٧: ١١، ترجمة: محمد ثابت الفندي وآخرين، القاهرة، ١9٣٣م.

([3]) www.iranicaonline.org.

([4]) الخليل بن أحمد الفراهيدي، كتاب العين ٦: ٢١، قم، هجرت، ط2، ١٤٠9هـ؛ محمد بن مكرم بن منظور، لسان العرب ١٣: 9٣، بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ط3، ١٤١٤هـ؛ فخر الدين الطريحي، مجمع البحرين ٦: ٢٢٧، مرتضوي، طهران، ط3، ١٣٧٥هـ.ش؛ ابن الأثير الجزري، النهاية في غريب الحديث والأثر ١: ٣٠٨، قم، إسماعيليان، ط4، ١٣٦٧هـ.ش؛ الفيّومي، المصباح المنير ٢: ١١٢، قم، مؤسّسة دار الهجرة، ط2، ١٤١٤هـ؛ الراغب الإصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن ١: ٤١٥، ترجمه إلى الفارسية: غلام رضا خسروي، طهران، مرتضوي، ط2، ١٣٧٤هـ.ش؛ حسن مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم ٢: ١٢٣، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد، ١٣٦٨هـ.ش؛ محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس ٨: ١١٣، بيروت، دار الفكر، 1414هـ.

([5]) أبو حاتم الرازي، الزينة في الكلمات الإسلامية العربية ٢: ١٤٧، القاهرة، ١9٥٨م.

([6]) المصدر السابق: ١٧٢.

([7]) محمد بن أبي بکر بن عبد القادر الرازي، مختار الصحاح ١: ٨٢، بيروت، دار الفكر، 1429هـ.

([8]) لسان العرب ١٣: 9٧.

([9]) المصدر نفسه؛ الزينة في الكلمات الإسلامية العربية ٢: ١٧٢.

([10]) مفردات ألفاظ القرآن: ٢٠٥.

([11]) لسان العرب ١٣: 9٤.

([12]) الطبري الآملي الصغير، نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة: ١٢١، قم، دليل، ١٤٢٧هـ؛ السيد هاشم البحراني، مدينة معاجز الأئمّة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر ١: ٢٦٠، قم، مؤسّسة المعارف الإسلامية، ١٤١٣هـ؛ حسين بن عبد الوهّاب، عيون المعجزات: ٣٢، قم، مكتبة الداوري؛ ابن شهرآشوب المازندراني، مناقب آل أبي طالب ٢: ١٦٠، قم، علاّمه، 1379هـ.

([13]) بدر الدين محمد بن عبدالله الشبلي، آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجانّ: ٧٠٦، القاهرة، المكتبة القرآنية، ١9٨٣م.

([14]) لسان العرب ١٣: 9٧؛ مجمع البحرين ٦: ٢٦٦.

([15]) محمود بن عمر الزمخشري، الكشّاف عن حقائق غوامض التنـزيل ٤: ٦٤، بيروت، دار الكتاب العربي، ط3، ١٤٠٧هـ؛ محمد بن علي الشوكاني، فتح القدير ٤: ٤٧٥، بيروت، دار الكلم الطيِّب، ١٤١٤هـ.

([16]) سميح دغيم، موسوعة مصطلحات الإمام فخر الدين الرازي: ٢٢٧، بيروت، مكتبة ناشرون، ٢٠٠١م.

([17]) مجمع البحرين ٦: ٣٠٠؛ إسماعيل حقّي البروسوي، تفسير روح البيان ١: ١٨٨، بيروت، دار الفكر.

([18]) المصباح المنير ٢: ١١٢؛ علي أكبر قرشي بنايي، قاموس قرآن ٢: ٦٣، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط6، ١٤١٢هـ.

([19]) كتاب العين ٦: ٢١؛ النهاية في غريب الحديث والأثر ١: ٣٠٨؛ مفردات ألفاظ القرآن ١: ٤١٧.

([20]) أبو منصور الأزهري، تهذيب اللغة ١٠: ٤9٦، القاهرة، الدار المصريّة، 1347هـ؛ علي بن إسماعيل سيده المرسي (ابن سيده)، المحكم والمحيط الأعظم ٧: ٢١١، بيروت، عبدالحميد الهنداوي، ١٤٢١هـ؛ تاج العروس ١٨: ١١٣.

([21]) المصباح المنير ٢: ١١٢.

([22]) لسان العرب ٦: ١٢؛ مختار الصحاح: ٤٨.

([23]) محمد علي التهانوي، كشَّاف اصطلاحات الفنون والعلوم ١: ٥٨٣، بيروت، مكتبة ناشرون.

www.britannica.com/EBchecked/topic/304033/jinni/   (2/7/2013)

N.K. Singh, A.R. Agwan, Brill Encyclopaedia of the Quran,p 43, boston, Global Vision Pub, 1987.

([24]) دانشنامه جهان إسلام ١٠: ٧9٢؛ محمد بن منصور المتحمد المروزي، الدرر في الترجمان ١: ٣، طهران، محمد سرور مولائي، ١٣٦١هـ.ش؛ زنجي سجزي، مهذّب الأسماء في مرتّب الحروف والأشياء ١: ٦٥، ترجمة: محمد حسين مصطفوي، طهران، ١٣٦٤هـ.ش.

([25]) محمد بن جرير الطبري، ترجمة تفسير الطبري ٢: ٣٥٠، ٤٨٥، ٥٤٣، تحقيق: حبيب يغمائي، طهران، ١٣٦٧هـ.ش؛ محمد بن عمر الفخر الرازي، التفسير الكبير (مفاتيح الغيب) ١٠: ٣٥٢، القاهرة، المطبعة البهيّة المصرية، ط2، 1420هـ.

([26]) دانشنامه جهان إسلام ١٠: ٤9٠٣؛ آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجانّ: ١٤.

([27]) قاموس قرآن ٢: ٦٢. محمد يوسف حريري، فرهنگ اصطلاحات قرآن: ١١٥، قم، هجرت، ط2، ۱٣٨٤هـ.ش.

([28]) دانشنامه جهان إسلام ١٠: ٤9٠٣.

([29]) الحجر: 27.

([30]) الرحمن: 15.

([31]) الحجر: 27.

([32]) الذاريات: 56.

([33]) الجنّ: 14.

([34]) الجنّ: 11.

([35]) فصّلت: 25.

([36]) الجنّ: 15.

([37]) السجدة: 13.

([38]) الجنّ: 9.

([39]) الأعراف: 27.

([40]) سبأ: 14.

([41]) النمل: 17.

([42]) سبأ: 12 ـ 13.

([43]) محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن ١٨: ٣٣٤، ترجمة: السيد محمد باقر الموسوي الهمداني، قم، جماعة المدرّسين، ط5، ١٣٧٤هـ.ش؛ التفسير الكبير (مفاتيح الغيب).

([44]) محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار ٧: ٥٢ ـ ١٠٣، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط2، ١٤٠٣.

([45]) محمد بن يعقوب الكليني، أصول الكافي ٢: ٢٤٣، ترجمة: سيد جواد مصطفوي، طهران، الدار العلمية الإسلامية، ١٣٦9هـ.ش.

([46]) محمد بن حسن الصفّار، بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد ١: 9٦ ـ ١٠٣، قم، مكتبة السيد المرعشي النجفي، ط2، 1404هـ.

([47]) محمد بن عليّ بن بابويه، عيون أخبار الرضا×: ١٨٣، ترجمة: محمد تقي آقا نجفي الإصفهاني، طهران، الدار الإسلامية.

([48])محمد باقر كمره إي، ترجمة كتاب السماء والعالم من بحار الأنوار ٧: ٥٨، طهران، الدار الإسلامية، ١٣٥١هـ.ش؛ الحُرّ العاملي، تفصيل وسائل الشيعة ١: ٣٥٨، بيروت، مؤسّسة آل البيت^، ١٤٠9هـ.

([49]) تفصيل وسائل الشيعة ٢٠: ١٢٨.

([50]) بحار الأنوار ٦٠: ٦٦؛ أصول الكافي ٢: ٢٤٥.

([51]) بحار الأنوار ٦٠: ٦٦.

([52]) ترجمة كتاب السماء والعالم ٧: ٦٦.

([53]) تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي ١: ٥٥٢، طهران، طبعة محمد كاظم محمودي، ١99٠م؛ ترجمة كتاب السماء والعالم من بحار الأنوار ٧: ٥٥.

([54]) بصائر الدرجات ١: 9٦.

([55]) ترجمة كتاب السماء والعالم ٧: ٥٥.

([56]) بصائر الدرجات ١: ١٢٣؛ أصول الكافي ١: ٣9٤؛ عيون المعجزات، ٧٤.

([57]) بحار الأنوار ٣9: ١٧٦.

([58]) المصدر السابق ٤٤: ٣٣٠؛ جعفر بن محمد بن قولويه، كامل الزيارات: 9٤، النجف الأشرف، الدار المرتضوية، ١٣٥٦هـ.ش.

([59]) محمد بن عليّ الصدوق، الأمالي: ١٦٦، طهران، كتابچي، ط6، ١٣٧٦هـ.ش.

([60]) جيمس إنس الأمريكاني، نظام التعليم في علم اللاهوت القديم ١: ٣٨٧، بيروت، الأمريكان، ١٨٨٨م.

([61]) عبد الله المبلِّغي الآباداني، تاريخ أديان ومذاهب جهان ٢: ٢٣٥، قم، سينا، ١٣٧٦هـ.ش.

([62]) هوردن ويليام، راهنماي إلهيات پروتستان: ٣٦ ـ ٣9، ٥٤ ـ ٥9، ترجمة: طاطه وس ميکائليان، طهران، علمي وفرهنگي، ۱٣٦٨هـ.ش؛ إيان باربور، علم ودين: ١٣٠، ١٣١، ترجمة: بهاء الدين خرّمشاهي، طهران، مركز نشر دانشگاهي، ط2، ١٣٦٢هـ.ش؛ حسن يوسفيان، كلام جديد: ٢٥٤، طهران، سمت، ط3، ١٣9١هـ.ش.

([63]) التكوين 3: 1 ـ 7.

([64]) أيّوب 1: 6؛ 2: 1.

([65]) أيّوب 1: 7.

([66]) محمد جواد البلاغي، الهدى إلى دين المصطفى ٢: ٦٥، بيروت، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، ١9٨٥م؛ حبيب صموئيل وفايز فارس، دائرة المعارف الكتابية: ١٥٤، القاهرة، دار الثقافة، ١99٦م.

([67]) إشعيا 8: 19.

([68]) إشعيا 29: 4.

وقد اعتمدْتُ في الترجمة على الكتاب المقدَّس باللغة العربية، ترجمة العالم الجديد، وجاء فيها مكان مفردة (الجِنّ) الذي ذكرها الكاتب (وسيط أرواحيّ) (المعرِّب).

([69]) الهدى إلى دين المصطفى ٢: ٦٤، ٦٥.

([70]) اللاويين 2٠: 27.

([71]) اللاويين 19: 31.

([72]) التثنية 18: 12؛ الملوك الثاني 23: 24.

([73]) صموئيل الأوّل 28: 3 ـ 7.

([74]) صموئيل الأوّل 28: 7 ـ 24.

([75]) أخبار الأيام الأول 10: 13 ـ 14.

([76]) صالحي حاجي آبادي، شيطان در کمينگاه: ۳٤، طهران، دار الفكر، ١٣٨٢هـ.ش.

([77]) راجع التوراة، سفر اللاويين، الباب ١٦: ٨، ٢١، ٢٦؛ السيد عبد الحجّة البلاغي، حجّة التفاسير وبلاغ الإكسير: ١٦٧، قم، حكمت، ١٣٨٦هـ.ش.

([78]) عبّاس محمود العقّاد، إبليس: ١٠9، بيروت، دار الكتب العربيّة، ط2، ١9٦9م.

([79]) التكوين 3: 1 ـ 7.

([80]) من أسماء الشيطان في الكتاب المقدَّس والديانة اليهودية.

([81]) هاکس جيمز، قاموس کتاب مقدَّس: ٧٠ ـ ٧١، طهران، أساطير، ١٣٧٧هـ.ش؛ محمد الصادقي الطهراني، بشارات عهدين: ١٨، ١9، طهران، شكرانة، ١٣9٠هـ.ش.

([82])دوشن ﮔيمن، أورمزد وأهريمن «ماجراي دوگانه باوري در عهد باستان»: ۸۷، ترجمة: عباس باقری، طهران، پژوهش فرزان روز، ۱٣٧٨هـ.ش.

([83]) الهدى إلى دين المصطفى ٢: ١٢٥ ـ ١٢٨.

([84]) رسالة كورنثوس الأولى 6: 3.

([85]) المصدر السابق: ١٢٤.

([86]) متّى 9: 34.

([87]) راجع: مك داول جاش واستيورات دان، شناخت بدعت ها (معرفة البِدَع): ٤٨، طهران، الكنيسة الإنجيلية الآشورية، ١٣٨٣هـ.ش؛ قاموس كتاب مقدَّس: ٥٤٥.

([88]) الهدى إلى دين المصطفى: ١٦٦؛ ألستر مك گراث، در آمدي بر إلهيّات مسيحي: ٢٨9، ترجمة: عيسى ديباج، طهران، كتاب روشن، ١٣٨٥هـ.ش.

([89]) أفسس 6: 12.

([90]) قاموس كتاب مقدَّس: ٥٤٧.

([91]) رسالة كورنثوس الأولى 6: 3.

([92]) رسالة بطرس الثانية 4: 2.

([93]) متّى 41: 25.

([94]) المصدر نفسه.

([95]) السيد محمد باقر حجتي، إبليس در قرآن وحديث (إبليس في القرآن والحديث): ٥٢، ٥٣، نور علم، ١٣٧٢هـ.ش.

([96]) رسالة كورنثوس الأولى 6: 3.

([97]) متّى 9: 34.

([98]) لوقا 4: 33 ـ 36.

([99]) لوقا 4: 41.

([100]) متّى 1٠: 1 ـ 9.

([101]) متّى 9: 33 ـ 34.

جاء في النصّ في المقالة بالفارسية التعبير بالجِنّ؛ لكنْ في نصّ الكتاب المقدَّس باللغة العربية تمّ التعبير بالشيطان (المعرِّب).

([102]) متّى 17: 14 ـ 21.

([103]) متّى 8: 82 ـ 33.

([104]) متّى: 1 ـ 9.

([105]) Roth, Cecil, Encyclopaedia Judaica, p. 372, Israel, Bketer publishing house jerusaleltd,1996.

([106]) درآمدي بر إلهيّات مسيحي: ٢٨9.

([107]) يهوذا: 6.

([108]) رسالة بطرس الثانية 2: 4.

([109]) رؤيا 12: 8 ـ 9.

([110]) متّى 4: 8 ـ 9.

([111]) جان دانيلو، ريشه هاي مسيحيّت در إسناد بحر ميت: ١١١، ترجمة: علي مهدي زاده، قم، أديان، ١٣٨٣هـ.ش؛ غلام حسين مصاحب، دايرة المعارف فارسي ٢: ١٢٢٢، طهران، أمير كبير، ط4، ۱٣٨٣هـ.ش.

([112]) متّى 4: 1 ـ 11.

([113]) رسالة كورنثوس الثانية 11: 14.

([114]) التكوين 3: 1 ـ 7.

([115]) مرقس 4: 15.

([116]) متّى 8: 28 ـ 32.

([117]) نظام التعليم في علم اللاهوت القديم ١: ٣٨٨.

([118]) أفسس 2: 2.

([119]) رؤيا 12: 9.

([120]) هنري تيسن، إلهيّات مسيحي: ١٤٤، ترجمة طبعة ميكائيليان، طهران، الحياة الأبدية.

([121]) رؤيا 2٠: 2 ـ 1٠.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً