أحدث المقالات

تقويم ودراسة في المواقف والاتجاهات

ترجمة: مرتضى الساعدي

 

المقالة I.                     مقدمة

تشكل الأحاديث المتعلقة بالطب كماً لافتاً للنظر من مجموع التراث الحديثي الإسلامي، بعض هذه الأحاديث يتضمن توصيات للوقاية والصحة، بينما يتعرض البعض الآخر لأدوية الأمراض وعلاجها، وقد اهتم المحدثون منذ بدايات عصر التدوين للكتب الحديثية، فخصصوا فصولاً لها في مؤلفاتهم أو أنهم ألّفوا كتباً مخصصة لهذا الموضوع، وحدثت اختلافات في وجهات النظر في ما بينهم منذ العصور القديمة، أوجدها اختلافهم في] التعامل مع هذه الأحاديث وكيفية الاستفادة منها، فبعض هؤلاء المحدثين لم يعرها اهتماماً واسعاً، وحمل كثيراً منها على الظروف المزاجية والمناخية، بينما دافع البعض الآخر عن هذه الأحاديث جميعاً، وذكر شروطاً لابد من توفرها لكي تؤثر هذه التوصيات الطبية أثرها المرجو اليوم، وقد توسع علم الطب من جهة، ومن جهة أُخرى طرح بعض الأطباء المسلمين نظرية العودة إلى الطبيعة في العلاج، ومن ثَمَّ العودة إلى التراث الإسلامي القديم، فطرحت هذه الخلافات القديمة بشكل أكثر وضوحاً وصارت مجالاً للدراسة والتتبع أكثر من ذي قبل.

ولكي نفهم طريقة التعامل مع هذه الأحاديث لابد من تقديم بعض التساؤلات من قبيل:

1ـ هل يمكن اعتبار الأحاديث الطبية كالأحاديث التي تتعرض للأحكام الشرعية، والتي لها جذور عميقة مرتبطة بالوحي الإلهي، بلا فرق بينهما؟

2ــ وإذا كان الرد بالإيجاب، فما هي الأسس والمعايير التي يجب الاستناد إليها لفهم هذه الروايات؟

3ــ وأما إذا كان الرد بالنفي، فما قيمة هذه الروايات؟ وكيف ينبغي لنا التعامل معها؟

السطور الآتية ستعرض المصادر الحديثية التي تطرقت للقضية الطبية وتناقش في مدى ارتباط الطب والأحاديث الطبية بالوحي الإلهي، كما تشير ـ على نحو الإجمال إلى الآراء المختلفة وأدلة أصحابها، مع تحليل مختصر لكل واحد منها.

ونحن في هذه المقالة سنطرح السؤال الأول للبحث من مجموع هذه الأسئلة الثلاث ونرجئ السؤالين الآخرين إلى مقالات قادمة.

وبناءً على هذا تنقسم مباحث هذه المقالة إلى قسمين:

1ــ المصادر الروائية للأحاديث الطبية.

2ــ كون هذه الأحاديث الطبية مأخوذة من الوحي.

المقالة II.                   1ـ المصادر الروائية للأحاديث الطبية

ذكرنا قبل قليل أنّ المحدثين المسلمين بذلوا جهوداً في الاهتمام بالأحاديث الطبية، فكتبوا فيها كتباً خاصة، أو خصصوا لها فصولاً من كتبهم الأخرى، وسنتعرض لهذه الجهود المبذولة عند كلٍّ من الشيعة والسنة:

المقالة III.                أـ المصادر الحديثية عند الشيعة

كتب الحديث عند الشيعة التي خصصت فصولاً منها لعرض الروايات الطبية، هي:

1ــ فقه الرضا، المنسوب للإمام الرضا× (202هـ)، باب الطب، ص 340ــ341.

2ــ دعائم الإسلام، للنعمان بن محمد بن حيان (363هـ)، كتاب الطب، ج2، ص135.

3ــ السرائر، لمحمد بن أحمد بن إدريس (543ــ598هـ)، كتاب الطب، ج2، ص 137.

4ــ المهذب، لابن البراج (400ــ481هـ)، كتاب الطب، ج2، ص 444ــ452.

5ــ الفصول المهمة في أُصول الأئمة، لمحمد بن الحسن المعروف بالحر العاملي (1032ــ1104هـ).

(ومما يجدر ذكره أنّ مؤسسة آل البيت:× بطبعتها الأخيرة لهذا الكتاب وفي المجلد الثالث قامت بطبع فصل مستقل لهذه الروايات هو (الطب والنوادر)، وعدد الروايات فيه 342 رواية).

6ــ بحار الأنوار، لمحمد باقر المجلسي (111هـ)، كتاب الطب، ج59، وج95، ص183، باب الزكام.

المصادر الحديثية عند الشيعة التي تختص بذكر الأحاديث الطبية هي ([1]):

1ــ طب الرضا أو الرسالة الذهبية، للإمام علي بن موسى الرضا× (153ــ202هـ).

(وقد نقل العلامة المجلسي هذه الرسالة عن عدة طرق([2]) في <بحار الأنوار>)([3]).

وقد ذكر في قصة تدوين هذه الرسالة أنّ الخليفة المأمون كان قد أقام مجلساً في نيشابور، ودعا له الأطباء والفلاسفة، وكان الإمام الرضا أيضاً حاضراً في ذلك المجلس، فجرى حديث حول الطب، ولكن الإمام× كان ساكتاً ولم يشارك، حتى توجه إليه الخليفة المأمون وسأله أن يبدي رأيه، فأجابه الإمام×، وقد كان الخليفة المأمون قاصداً مدينة (بلخ)، بينما كان الإمام الرضا× باقياً في نيسابور، ولذلك كتب رسالة للإمام يدعوه فيها أن يدون هذه المسائل الطبية، فكتب الإمام له هذه الرسالة، وأرسلها له، فلما أطلع عليها المأمون سُرَّ بها، وأمر أن تكتب بماء الذهب، ولذلك اشتهرت بـ <الرسالة الذهبية>.

وقد اهتم علماء الفريقين بهذه الرسالة، وكتبت عليها شروح كثيرة، كما ترجمت أكثر من مرة إلى لغات أُخرى([4]).

2ــ طب الأئمة، لابنا بسطام (341هـ)، شرح وتعليق: محسن عقيل، بيروت، دار المحجة البيضاء، دار الرسول الأكرم، 1414هـ ـ 1994م، ص767.

وقد جمعت روايات الأئمة الطبية في هذا الكتاب مع ذكر سلسلة السند، ولكن بدون أي شرح أو توضيح، كما لا نلاحظ أي تبويب أو تصنيف لمواضيعها.

قام محسن عقيل (محقق الكتاب) بإضافة هوامش وتعليقات نقلاً عن الكتب الطبية مما سبب زيادة حجم الكتاب.

كما قام السيد محمد مهدي الخرسان بكتابة مقدمة للكتاب، أشار فيها إلى أهميته في قائمة الكتب الطبية عند الشيعة، وأضاف إليها مقدمة حول ابني بسطام.

والجدير بالذكر أننا لم نعرف النسخة التي اعتمد عليها شارح الكتاب، والمعلق حينما طبع الكتاب، والجدير بالذكر أننا توصلنا إلى النسخ التالية للكتاب:

1ــ الإلهيات، مشهد، بتاريخ 972هـ.

2ــ المدرسة العلوية، بتاريخ 1055هـ.

3ــ المرعشي، مؤرَّخ بتاريخ 1055هـ.

وقد طبع هذا الكتاب طبعات متعددة سابقاً:

1ــ طهران، 1377هـ، ضمن مجموعة يعتبر هذا الكتاب هو القسم الثالث منها، وقد كتب المرحوم البروجردي مقدمة له.

2ــ الهند، وعدد رواياته 409 حديثاً([5]).

3ــ طب النبي، لأبي العباس جعفر المستغفري (432هـ)، النجف الأشرف ــ المكتبة الحيدرية، 1385 هـ ــ 1965م.

وقد أورد العلامة المجلسي هذه الرسالة كاملة في كتاب بحار الأنوار، ج9، ص290ـ301، وحكم هذه الرسالة صغير، وخصصت له الصفحات 10 ـ 34.

ويبدأ الكتاب بمقدمة للسيد محمد مهدي الخرسان في خمسة صفحات، وكذلك مقالتين أُخريين أُدرجتا مع الكتاب تحت عنوان: (أول مجتمع وآخر رسول)، للشهيد پاك نجاد؛ (لماذا اخترت الدين الإسلامي)، لأحمد أمين النجفي.

والقسم الأساسي من الكتاب ــ والذي هو روايات الطب النبوي ــ يقع في 24 صفحة، وعدد رواياته 157 رواية.

وقد ذكرت الروايات فيه بدون ذكر مصادرها وخالية من الإسناد وبلا تبويب، كما أنّ كاتب المقدمة أيضاً لم يذكر النسخة التي اعتمد عليها الكاتب ولا كيفية طبع الكتاب، وإنما اكتفى بنقل وصية الشيخ نصير الدين الطوسي بقراءة هذا الكتاب، وكلام العلامة المجلسي حول هذا الكتاب في (بحار الأنوار)، وتوجد الآن في مكتبات إيران 16 نسخة خطية لهذا الكتاب، وهي كما يلي:

1ــ مكتبة الفيضية، 1995، بتاريخ 971هـ.

2ــ الأستادي، فهرست النسخ الخطية، تحت الرقم 160، ص 56، ش2، بتاريخ 1082هـ.

3ــ مكتبة (الأستانه الرضوية المقدسة)، ش 6779، بتاريخ 1084هـ.

4ــ مكتبة (الأستانه الرضوية المقدسة)، بتاريخ 1070هـ.

5ــ مكتبة المسجد الأعظم، ترجع إلى الحادي عشر الهجري.

6ــ مكتبة (ملك)، ترجع إلى القرن الحادي عشر.

وفي المصادر الثلاثة الأخيرة أشير لها باسم (طب النبي لأبي الوزير بن أحمد الأبهري)، ولكن المقصود كتاب المستغفري.

7ــ مكتبة دار الحديث، 5/147/7ج/2ط.

8ــ مكتبة المرعشي، ش 2644.

9ــ مكتبة (الأستانه المقدسة الرضوية)، ش 9779.

10ــ مكتبة (أستانه حضرت معصومة)، ش 5861.

11ــ مكتبة (آية الله كلبايكاني)، ش 137/29/5797.

12ــ مكتبة (آية الله كلبايكاني)، ش 127/17/3347 مكتوبة في 1285هـ.

13ــ مكتبة (آية الله كلبايكاني)، ش 127/9/1587، مكتوبة في 1304هـ.

14ــ مكتبة (آية الله كلبايكاني)، ش 184/27/5514، ترجع إلى القرن الحادي عشر.

15ــ المكتبة الشخصية لجواد شريف في محلة (خوي)، ش 24.

16ــ المكتبة الوطنية، ش 1380/4، ترجع إلى القرن الحادي عشر.

وتوجد ترجمتان لهذا الكتاب باللغة الفارسية: الأولى ترجمة السيد محمود الموسوي الزرندي، والتي طبعت في سنة 1328 شمسي، والثانية ترجمة محمود المراغي، المطبوعة في سنة 1379شمسي.

وكذلك طبعت بصور متعددة([6]) (جيبي وحجري وغيره) في الأعوام 1281/1293 /1304/1318هـ.

4ــ طب الأئمة، للسيد عبد الله شبر (1188ــ1242هـ)، بيروت،الإرشاد للطباعة والنشر.

والسيد شبر مع اعتقاده بأنّ الطب له جذور من الوحي، ويجب الإقبال عليه، جمع الروايات الواردة عن النبي والأئمة^ المرتبطة بالطب والأدوية، ولكن أُسلوب الكتاب لا يرتبط بالموضوع، بل إنّ العنوان يختلف عن المعنون، فلا تجد أي شرح أو تعليق من المؤلف حول هذه الروايات، ولم تذكر مصادر هذه الروايات، ولا سلسلة الإسناد([7]).

المقالة IV.               ب ـ مصادر أهل السنة

مصادر أهل السنة التي يختص البعض منها بالأحاديث الطبية هي:

1ــ صحيح البخاري (2561هـ)، 120 حديثاً، كتاب الطب، ج7، ص2،كتاب المرض والطب، ج7، ص11([8]).

2ــ صحيح مسلم (261هــ)، ج7، ص13([9]).

3ــ سنن ابن ماجة (273هـ)، كتاب الطب، ج2، ص1137.

4ــ سنن أبي داود (275هــ)، كتاب الطب ج2، ص219.

5ــ السنن الكبرى، للنسائي (303هـ)، كتاب الطب، ج6، ص351.

6ــ المستدرك، للحاكم النيسابوري (405هـ)، كتاب الطب، ج5، ص84.

7ــ مجمع الزوائد، للهيثمي (807هـ)، كتاب الطب، ج5، ص84.

8ــ شرح مسلم، للنووي، باب الطب والمرض، ج41، ص169.

9ــ المصنف، لابن أبي شيبة، كتاب الطب، ج5، ص421.

وأما المصادر الحديثية المستقلة لأهل السنة فهي:

1ــ الطب النبوي، لأبي نعيم الأصبهاني (336ــ430 أو 432هــ)، تحقيق: عمر رجب، ألمانيا marbury-lahn، جامعة فيليبس، 1969م، 189صفحة([10]).

وقريباً أيضاً تم تحقيق هذا الكتاب بعنوان رسالة دكتوراه، وطبع بهذا العنوان، دراسة وتحقيق: مصطفى خضر دونمز التركي، جزءان، بيروت، دار بن حزم، 427هـ ـ 2006م.

وتوجد صورة نسخة لهذا لكتاب في مكتبة المرعشي العامة، تحت الرقم 902هـ، في 141صفحة، والتي سقط من آخرها بعض الأجزاء([11]).

2ــ الطب النبوي، لموفق الدين عبد اللطيف البغدادي (577ــ629هـ)، تحقيق: يوسف علي بدوي، دمشق ــ بيروت، دار ابن كثير، 1410هـ ـ1990م، عربي،314صفحة.

وطبع أيضاً هذا الكتاب أيضاً بتصحيح: عبد المعطي أمين القلعة جي.

ويوصف عبد اللطيف البغدادي بأنه عالم كثير التصنيف العلمي في مجالات الطب والأدب، وقد جمع المؤلف كتابه مستنداً إلى معلوماته الطبية، بالإضافة إلى الروايات المختلفة عن النبي الأكرم’، ولذلك لا يعتبر هذا الكتاب كتاب حديثياً خالصاً؛ لأنه اشتمل على تحليل وشروح كثيرة من المؤلف بالإضافة إلى الأحاديث.

وقد قسم البغدادي كتابه إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: خصصه المؤلف للأصول والقواعد العلمية والعملية للطب.

القسم الثاني: جعله تحت عنوان (الأدوية والأغذية)، ويتناول المأكولات وآثارها العلاجية، وكذلك الأدوية المركبة.

وأما القسم الثالث: فهو مختص بعلاج الأمراض.

وقد قام محقق الكتاب علي بديوي بتقديم ترجمة إجمالية عن البغدادي، وكذلك أخرج عشرين مرجعاً ومصدراً حديثياً للكتاب.

وقد تم تصحيح هذا الكتاب اعتماداً على إحدى النسخ الموجودة في المكتبة الظاهرية.

3ــ الشفاء في الطب المسند عن السيد المصطفى، لأحمد بن يوسف التيفاشي (580ــ651هـ)، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، بيروت، دار المعرفة، 1408هـ ـ 1988م، 289صفحة.

ولد المؤلف في مدينة (قفصة)، إحدى المدن الأفريقية، وبدأ تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه، ثم انتقل إلى مصر، وهناك تعرف على أبي يوسف البغدادي، وكذلك سافر إلى دمشق وتلمذ على تاج الدين الكندي.

ذكر في المقدمة أنّ أبا نعيم الأصبهاني جمع الروايات الطبية المنقولة عن النبي’ في كتاب (طب النبي)، ولكنها جاءت بأسانيد مختلفة وأحياناً متكررة، ولذلك قام المؤلف بحذف الأسانيد والروايات المتكررة، واستثنى من ذلك أسانيد أبي نعيم والصحابي الذي ينقل مباشرة عن النبي’، وتم تقسيم الكتاب على أساس كتاب أبي نعيم في سبع مقالات كالتالي:

1ــ فضل صناعة الطب وما جاء في تعلمه.

2ــ معرفة ترتيب البدن وترتب الصحة.

3ــ أنواع العلل ومعرفة علاج كل نوع منها.

4ــ معرفة العقاقير ومنافعها.

5ــ الحمية ومعرفة قوى الأغذية.

6ــ الفواكه.

7ــ اللحمان.

4ــ الطب النبوي، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي(673ــ748هـ)، تحقيق وشرح وتعليق: أحمد رفعت البدراوي، بيروت، دار أحياء العلوم، 1406 ـ 1986م.

اعتبر الذهبي في مقدمته للكتاب أنّ من أهم الواجبات المفروضة على المسلمين بعد التقرب إلى الله تعالى بأداء الطاعات واجتناب المعاصي هو عبارة عن الالتفات إلى صحة البدن وعلاج الأمراض التي تطرأ عليه، وانطلاقاً من هذه النظرية أقدم على جمع الروايات المتعلقة بالمحافظة على الصحة وعلاج الأمراض، ودوّنها في هذا الكتاب.

ويتكون الكتاب من ثلاثة فنون:

الفن الأول: في قواعد الطب: علمه وعمله.

الفن الثاني: في الأدوية والأغذية.

الفن الثالث: في علاج الأمراض.

وقد جمع الذهبي إلى جانب الروايات الطبية شروحاً وتعليقات حول هذه الروايات، ونقل جملة من كلمات الحكماء بهذا الخصوص.

5ــ الطب النبوي، لابن قيم الجوزية (691ــ751)، تحقيق: عبد الغني عبد الخالق، بيروت، دار الفكر، 1377 ـ 1957؛ ودار الندوة الجديدة، (نسخة مصورة)، تحقيق: سيد إبراهيم، القاهرة؛ دار الحديث، 1411 ـ1991م، تحقيق: د. السيد الجميلي؛ دار الكتاب العربي، 1407 ـ 1986م، ج1، 1412/1992م، ج2.

جمع ابن القيم الروايات المتعلقة بالطب والصحة والعقاقير في 125 فصلاً، وتشاهد بعض التعليقات والتوضيحات في ثنايا الروايات. وفي الفصول الأخيرة لكتاب الأدوية والأطعمة قام بترتيبها وفقاً لحروف الهجاء.

6ــ طب النبي المعروف بــ(المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي)، لجلال الدين السيوطي (880ــ911هـ)، تحقيق وتخريج: حسن محمد مقبولي الأهدل، بيروت، مؤسسة الفكر الثقافية، ج1، ص1406هـ ـ 1986م، ج2، 1418هـ ـ 1998م، ص502.

قدم المحقق تحقيقه لهذا الكتاب بعنوان رسالة مقدمة لدورة الماجستير، وقد قابله بأربع نسخ، علماً بأنه يعرف بالنسخ الثمانية لهذا الكتاب في مكتبات العالم([12]).

يذكر السيوطي ما مضمونه: (جمعت في هذا الكتاب الأخبار والآثار الأعم من الصحيحة والحسنة والضعيفة، ويشكل مجموعة هذه الأخبار 667 رواية، وقد نقل في هذا الكتاب روايات متعددة عن الإمام علي× والإمام الباقر×، وقد ألحق بالكتاب شروح وتعليقات مأخوذة من بعض الكتب، ككتاب <القانون> لابن سينا).

وقد قام إبراهيم مجمل جميل ونشأت المصري بتصحيح مختصر لهذا الكتاب، حيث طبع في مكتبة القرآن بالقاهرة.

7ــ المنهل الروي في الطب النبوي، لمحمد بن أحمد بن علي بن طولون الدمشقي (880ــ953هـ)، مراجعة وتعليق: الشيخ زهير عثمان الجعيد، بيروت، دار ابن زيدون، 1416هـ ـ 1996م، 294صفحة، يقول ابن طولون في المقدمة ما مضمونه: اهتم المحدثون منذ القدم بجمع الروايات الطبية، بعض منهم يذكرون هذه الروايات مع الإسناد، كابن نعيم الأصفهاني، وأبي المحاسن بن عبد الهادي، وبعضهم ذكر تلك الروايات ولكن بدون إسناد، كالذهبي والسيوطي.

ثم يضيف: <أعددت الكتاب متبعاً الطريقة الأولى (مع السند)، ولكنني شعرت بميل إلى الطريقة الثانية، لذلك وضعت كتاب (المنهل الروي)>.

وقد حذا حذو السيوطي في مقدمته فقال: <وقد أدرجت الأحاديث الأعم من الصحيحة والحسنة والضعيفة، وكذلك الآثار الموقوفة والمقطوعة>.

وكذلك قام المؤلف بشرح الأحاديث، ولكن لم تعرف الخطة المتبعة في تنظيم الكتاب. كما أنه ليس معروفاً على أيّة نسخة اعتمد في طبع الكتاب، واكتفى بمقدمة في صفحتين تضمنت ترجمة لابن طولون([13]).

المقالة V.                  2ـ ارتباط الروايات الطبية بالوحي

هل للطب جذور في الوحي؟ وهل تعد معالجة الأمراض الجسدية جزءاً من رسالة الأنبياء؟

تختلف آراء المفكرين الإسلاميين في هذا المجال؛ فبعضٌ منهم يدعي أنّ هذه الروايات على الإطلاق مأخوذة عن الوحي، ويدافع عن هذا الرأي؛ بينما يرى البعض الآخر عكس ذلك مطلقاً، واختار بعض آخر منهم طريقاً وسطاً، وذهبوا إلى القول بأن بعض هذه الروايات له جذور في الوحي بينما بعضها الآخر ليس كذلك. ونحن هنا سنلقي الضوء على هذه الآراء الثلاثة:

المقالة VI.               أ ـ نظرية الجذور الوحيانية للروايات الطبية

ومن الذين صرحوا بهذا الرأي:

1ــ مؤلف كتاب (دعائم الإسلام) النعمان بن محمد (363هـ)، حيث خصص قسماً من كتابه للروايات الطبية، فقد ذكر: <روينا عن رسول الله’ وعن الأئمة الصادقين من أهل بيته^ آثاراً في التعالج والتداوي وما يحل من ذلك وما يحرم. وفي ما جاء عنهم^ لمن تلقاه بالقبول وأخذه بالتصديق بركة وشفاء إن شاء الله تعالى، لا لمن يصدق في ذلك وأخذه على وجه التجربة)([14]).

2ـ ويكتب الشيخ المفيد (336ــ413هـ) بهذا الخصوص: <الطب صحيح، والعلم به ثابت، وطريقه الوحي، وإنما أخذه العلماء عن الأنبياء^، وذلك أنه لا طريق إلى علم حقيقة الداء إلاّ بالسمع، ولا سبيل إلى معرفة الدواء إلاّ بالتوقف، فثبت أن طريق ذلك هو السمع عن العالم بالخفيات تعالى، والأخبار الواردة عن الصادقين^، مفسرة بقول أمير المؤمنين×: <المعدة بيت الأدواء والحمية رأس الدواء> و<عوّد كل بدن ما اعتاد>، وقد ينجع في بعض البلاد، من الدواء من مرض يعرض لهم ما يهلك من استعمله لذلك المرض من غير أهل تلك البلاد، ويصلح لقوم ذوي عادة ما لا يصلح لمن خالفهم في العادة، وكان الصادقون^ يأمرون بعض أصحاب الأمراض باستعمال ما يضر بمن كان به المرض، فلا يضرهم؛ وذلك لعلمهم^ بانقطاع سبب المرض، فإذا استعمل الإنسان ما يستعمله كان مستعملاً له من الصحة من حيث لا يشعر بذلك، كان علمهم بذلك من قبل الله تعالى على سبيل المعجزة لهم والبرهان لتخصيصهم به وخرق العادة بمعناه، فظن قوم أنّ ذلك الاستعمال إذا حصل مع مادة المرض نفع، فغلطوا فيه، واستضروا به، وهذا قسم لم يورده أبو جعفر، وهو معتمد في هذا الباب والوجوه التي ذكرها من بعد، فهي على ما ذكره، والأحاديث محتملة لما وصفه حسب ما ذكرناه»([15]).

3ــ ويوافق ابن قيم الجوزية (751هـ) الشيخ المفيد، ولذلك كتب قائلاً: <وليس طبه’ كطب الأطباء، فإنّ طب النبي’ متيقن قطعي إلهي صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل، وطب غيره أكثره حدس وظنون وتجارب، ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول واعتقاد الشفاء به وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور ــ أن يلتق هذا الملتقى ــ لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها، بل لا يزيد المنافقين إلا رجساً إلى رجسهم ومرضاً إلى مرضهم، وأين يقع طب الأبدان منه؟ فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة، كما أنّ شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة، القلوب الحية، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن، الذي هو شفاء نافع، وليس ذلك لقصور في الدواء، ولكن لخبث الطبيعة وفساد المحل وعدم قبوله> ([16]).

4ــ ويذكر السيد عبد الله شبر (1188 ـ 1242هـ) في كتابه (طب الأئمة) حول ذم إهمال الروايات الطبية ما نصه: <قد ورد عنهم^ في أنواع المداواة والمعالجات، وحفظ الصحة، واستدفاع البلايا والأمراض والمضرات بالأدوية والأغذية والأذكار والأدعية، أخبار متكاثرة وروايات متضافرة، أجلّ من أن تحصى، وأوسع من أن تستقصى.

ولكن في زماننا هذا وما ضاهاه قد أقبل الناس على المفضول، وتركوا أحاديث أهل بيت الرسول، وأمسى علم الحديث في زماننا مهجوراً، وأصبح كأن لم يكن شيئاً مذكوراً؛ برواج العلوم الباطلة بين الجهال المدعين للفضل والكمال، مع اعتراضهم بأن زلال العلم لا ينفع إلا إذا أخذ من ينابيع الوحي والإلهام، وأن الحكمة لا تنجع إذا لم تؤخذ من نواميس الدين ومعقل الأنام، كما في النبوي: (أنا مدينة العلم وعلي بابها، أنا مدينة الحكمة وعلي بابها، فمن أراد المدينة فيأتها من بابها).

والعجب من اعتناء جمع من العلماء الأعلام والفضلاء الكرام بالكتب الطبية، والرجوع إليها، والتعويل عليها،وعدم الاعتناء بما ورد عن أئمة الأنام^، وما خطر في بعض الأوهام وعرض لأرباب الإفهام الكاسدة من أن الوارد في ذلك لو كان حقاً لما تخلف، مع أنه كثيراً ما يتخلف، حتى أوّلوا الأخبار في ذلك بتأويلات بعيدة، وحملوها على محامل غير سديدة، فهو جهل محض، ومحض جهل، لا يخفى على من له أدنى فهم وعقل، كما أوضحناه في جملة من كتبنا، سيما (مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار> ([17]).

5ــ ويذهب محمد أبو شهبة أيضاً إلى هذا الرأي، ويفرق بين الأحاديث الطبية وبعض الأحاديث المتعلقة بالحياة العادية، وقد ذكر في الشأن: <وفرق كبير في الأسلوب بين هذين الحديثين ـ يقصد به حديث الذبابة وحديث تمر العجوة ـ وأمثالها من أحاديث الطب وبين قصة تأبير النحل؛ لأنّ النبي’ لم يسقها مساق القطع واليقين، وإنما ساقها مساق الرجاء: (لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً). ومعظم أحاديث الطب ــ إن لم تكن كلها ــ إنما ساقها النبي’ مساق القطع واليقين، مما يدل على أنها بوحي من الله سبحانه وتعالى>([18]).

6ــ ويذهب علي رضا قره بلوط، مؤلِّف كتاب (موسوعة طب النبي)، إلى هذا الرأي أيضاً، فقد ذكر <أنّ النبي’ الذي كان دائماً تحت رقابة الوحي وإرشاده لم يرسل ليعلم الشريعة فقط، إنه قد شكل أحسن نموذج في المواضيع الدنيوية، ولا سيما المواضيع الطبية؛ لأن النبي’ قام بتطبيق ما كان يطبقه من الأوامر التي تلقاها عن طريق الوحي، فبدأ كمعجزة بطب جديد، وقام ببيانات وتطبيقات نالت اهتمام طب يومنا الحاضر في مواضيع كثيرة، وقد تأسى به الصحابة والتابعون بعد عهده في المواضيع الدينية والطبية على حد سواء، وبعد هذه التوضيحات عدّ مصادر الطب النبوي كما يلي: القرآن الكريم؛ والأحاديث الشريفة المستندة إلى الوحي والقياس والتجربة؛ التعديل والتصحيح> ([19]).

7ــ ويبين شاكر شبع أحد الكتاب المعاصرين، مع تبنيه لهذا الرأي، شروط تأثير هذا الطب على الشكل الآتي: <إنّ للمعالجة والتداوي وفق المنهج الطبي المروي عن أهل البيت^ شروطاً وإضافات روحية؛ إذ ينبغي للمريض أن يتعاطاها بخلوص نية وصدق اعتقاد نابع من عزائم القلب وصميمه، وأن لا يتسرب إلى نفسه الشك في الإطار العام لهذا المنهج وسائله المادية والروحية> ([20]).

وقد تمسك بخصوص شروط هذا التأثير برواية نقلها العلامة المجلسي في بحار الأنوار، وهي: <وقد روينا عن جعفر بن محمد× أنه حضر يوماً عند محمد بن خالد أمير المدينة، فشكا محمد إليه وجعاً يجده في جوفه، فقال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي× أنّ رجلاً شكا إلى رسول الله’ أنّ وجعاً يجده في جوفه، فقال: خذ شربة عسل وألقِ فيها ثلاث حبات شونيز أو خمساً أو سبعاً، واشربه، تبرأ بإذن الله، ففعل ذلك الرجل، وبرئ، فخذ أنت ذلك، فاعترض عليه رجل من أهل المدينة كان حاضراً، فقال: يا أبا عبد الله، قد بلغنا هذا وفعلناه فلم ينفعنا، فغضب أبو عبد الله× وقال: إنما ينفع الله بهذا أهل الإيمان به والتصديق لرسوله، ولا ينتفع به أهل النفاق ومن أخذه على غير تصديق منه للرسول، فأطرق الرجل> ([21]).

المقالة VII.             ب ـ نظرية بشرية الروايات الطبية

ينتصر عدة من أصحاب الرأي من المسلمين لنفي ارتباط الطب بالوحي، وقد صرحوا بنظريتهم هذه، ونذكر رأيين من جملة هذه الآراء:

1ــ يعتقد ابن خلدون بأن <للبادية من أهل العمران طب منحوه في غالب الأمر تجربة قاصرة على بعض الأشخاص، متوارثة عن مشايخ الحي، ربما يصح في البعض إلا أنه ليس على قانون طبيعي ولا موافقة المزاج، وكان في العرب أطباء من هذا القبيل معروفون، كالحارث بن كلدة وغيره، والطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل، وليس من الوحي في شيء، وإنما هو أمر كان عادياً عند العرب> ([22]).

2ــ ويذهب شاه ولي الله أيضاً إلى هذا الرأي، ولكنّه عبر بتعابير تختلف عن تعابير ابن خلدون، يقول: <فالسنة المروية عن النبي’ المدونة تنقسم إلى قسمين: أولاهما: هي السنة المأمورة، وهي داخلة في مجال تبليغ الرسالة، فلابد من تصنيف الأحاديث المتعلقة بالاعتقاد والعبادات تحت هذا القسم. أما ثانيتهما فهي السنة التي هي ليست مأمورة، وغير داخلة في مجال تبليغ الرسالة، وللإشارة إلى هذا النوع من السنة فقد قال النبي’: إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر. فالأحاديث المتعلقة بالطب داخلة في هذا النوع من السنة> ([23]).

المقالة VIII.          ج ـ النظرية التلفيقية

مرّ بنا أنّ جمعاً من علماء المسلمين يعتقدون بأنّ قسماً من التراث المأثور في مجال الطب له ارتباط بالوحي بينما القسم الآخر مأخوذ من الطب التجريبي، وقد صرح بذلك بعضهم، كما صرح به البعض الآخر بشكل غير مباشر، ومن الذين ينتمون إلى هذا الفريق:

1ــ الشيخ الصدوق (381هـ)، حيث يذكر في كتابه: (الاعتقادات): <اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب أنها على وجوه: منها ما قيل على هواء مكة والمدينة، فلا يجوز استعماله في سائر الأهوية، ومنها ما أخبر به العالم× على ما عرف من طبع السائل ولم يتعدَّ موضعه؛ إذ كان أعرف بطبعه منه، ومنها ما دلّسه المخالفون في الكتب لتقبيح صورة المذهب عند الناس، ومنها ما وقع فيه سهو من ناقله، ومنها ما حفظ بعضه ونسي بعضه، وما روي في العسل أنه شفاء من كل داء فهو صحيح، ومعناه أنه شفاء من كل داء بارد؛ وما روي في الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير فإنّ ذلك إذا كان بواسيره من حرارة؛ وما روي في الباذنجان من الشفاء فإنه في وقت أدراك الرطب لمن يأكل الرطب دون غيره من سائر الأوقات، وأما أدوية العلل الصحيحة عن الأئمة^ فهي آيات القرآن وسوره والأدعية على حسب ما وردت به الآثار بالأسانيد القوية والطرق الصحيحة.

وقال الصادق×: (كان في ما مضى يسمى الطبيب المعالج، فقال موسى×: يا رب ممن الداء؟ فقال: مني يا موسى، فقال: يا رب فممن الدواء؟ فقال: مني. قال: فما يصنع الناس في المعالج؟ فقال: يطيب أنفسهم بذلك، فسمي الطبيب طبيباً لذلك، وأصل الطب التداوي، وكان داوود× تنبت في محرابه في كل يوم حشيشة فتقول: خذني، فإني أصلح لكذا وكذا، فرأى آخر عمره حشيشة نبتت في محرابه فقال لها: ما اسمك؟ فقالت: أنا الخروبية، فقال داوود: خرب المحراب، فلم ينبت فيه شيء بعد ذلك. وقال النبي’: (من لم تشفه (الحمد لله) فلا شفاه الله تعالى> ([24]).

2ــ ويرى أبو سليمان الخطابي (388هـ)، وهو من شراح الحديث في العصور الأُولى أن <الطب على نوعين: الطب القياسي، وهو طب اليونانيين، والذي يستعمله أكثر الناس في أوسط بلدان أقاليم الأرض؛ وطب العرب والهند، وهو الطب التجاربي، وإذا تأملت أكثر ما يصفه النبي’ من الدواء إنما هو على مذهب العرب، إلا ما خص به من العلم النبوي الذي طريقه الوحي، فإن ذلك فوق كل ما يدركه الأطباء أو يحيط به حكمة الحكماء والألباء، وقد يكون بعض تلك الأشفية من ناحية التبرك بدعائه وتعويذه ونفثه، وكل ما قاله من ذلك هو فعل صواب وحسن جميل يعصمه الله أن يقول إلاّ صدقاً وأن يفعل إلا حقاً> ([25]).

3ــ وقد خصَّص أبو إسحاق الشاطبي (790هـ) في كتابه (الموافقات) فصلاً لعلوم ومعارف العرب، وقال: «فصحت الشريعة منها ما هو صحيح، وزادت عليه، وأبطلت ما هو باطل، وبيّنت منافع ما ينفع من ذلك، ومضار ما يضر منه>([26]).

وهنا يتعرض لبعض العلوم، كالنجوم والتاريخ حتى يصل إلى علم الطب، حيث يقول عنه: <ومنها علم الطب، فقد كان في العرب منه شيء لا على ما عند الأوائل، بل مأخوذ من تجارب الأميين، غير مبنيّ على علوم الطبيعة التي يقررها الأقدمون، وعلى ذلك المساق جاء في الشريعة، لكن على وجه جامع شاف قليل يطلع منه على كثير، فقال تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}، وجاء في الحديث التعريف ببعض الأدوية لبعض الأدواء، وأبطل من ذلك ما هو باطل، كالتداوي بالخمر والرقى التي اشتملت على ما لا يجوز شرعاً> ([27]).

4ــ وينقل العلامة المجلسي(1111هـ) مطلباً عن بعض المحققين وعن الخطابي في موضعين من كتابه، ولم ينتقد رأيهما، ولذلك يغلب الظن بأنه موافق لهم، ولكن هناك أيضاً شواهد أُخرى في كلامه على عكس ذلك، حيث يقول: <قال بعض المحققين: الطبيب الحاذق في كل شيء، وخص المعالج به عرفاً، والطب نوعان: نوع طب جسد، وهو المراد هنا؛ وطب قلب، ومعالجته خاصة بما جاء به رسول الله عن ربه تعالى، وأمّا طب الجسد فمنه ما جاء في المنقول عنه’؛ ومنه ما جاء عن غيره، وغالبه راجع إلى التجربة، ثم هو نوعان: نوع لا يحتاج إلى فكر ونظر، بل فطر الله عليه الحيوانات، مثل ما يدفع الجوع والعطش؛ ونوع يحتاج إلى الفكر والنظر، كدفع ما يحدث في البدن مما يخرجه عن الاعتدال، وهو إما إلى حرارة أو برودة، وكل منهما إما إلى رطوبة أو يبوسة أو إلى ما يتركب منهما، والدفع قد يقع من خارج البدن؛ وقد يقع من داخله، وهو أعسرهما، والطريق إلى معرفته لتحقيق السبب والعلامة، والطبيب الحاذق هو الذي يسعى في تفريق ما يضر بالبدن جمعه أو عكسه، وفي تنقيص ما يضر بالبدن زيادته أو عكسه، ومدار ذلك على ثلاثة أشياء: حفظ الصحة؛ والاحتماء عن المؤذي؛ واستفراغ المادة الفاسدة، وقد أُشير إلى الثلاثة في القرآن: فالأول من قوله تعالى في القرآن: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}؛ وذلك أن السفر مظنة النصب، وهو من مغيّرات الصحة، فإذا وقع فيه الصيام ازداد، فأبيح الفطر إبقاء على الجسد، وكذلك القول في المرض؛ والثاني: وهو الحمية، من قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ}، وقد استنبط منه جواز التيمم عند خوف استعمال الماء البارد؛ والثالث: من قوله: {أَوْ بِهِ أَذىً مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ}، وقد أشير بذلك إلى جواز حلق الرأس الذي منع منه المحرم؛ لاستفراغ الأذى الحاصل من البخار المحتقن في الرأس>([28]).

وقد تعرضنا سابقاً لكلام الخطابي.

5ــ ويرى الدكتور ناظم النسيمي في كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث) أنّ الروايات المنقولة في مجال الطب تتنوع إلى أربعة أنواع:

أولاً: الطب الوقائي، أي الروايات التي توصي بحفظ الصحة البدنية وسلامة البيئة والوقاية من الأمراض، فهو يعتقد وفرة المعلومات والمسائل المتعلقة بالطب في التراث الإسلامي؛ باعتبار أنّ المناهج العامة للصحة وإطلاع الناس على الصحة العامة إنما هو من وظيفة الدولة، والنبي’ هو المؤسس الأول لأول دولة إسلامية، وبعض هذه المسائل الطبية وردت في القرآن الكريم والبعض الآخر على لسان النبي’.

ثانياً: قسّم النسيمي مباحث الطب العلاجي إلى خمسة أقسام:

1ــ مشروعية المعالجة بالأدوية الطبيعية، وعدم تعارض ذلك مع مفاهيم التوكل والإيمان بالله والتوحيد.

2ــ العلاج الروحي بالقرآن الكريم والرقى.

3ــ محاربة الإشاعات المنتشرة بين الناس حول المجال الطبي.

ويرى المؤلف أنّ بيان هذه الأقسام الثلاثة إنما هو من وظيفة الرسول’ لأنه القائد الروحي والدنيوي للأمة.

4ــ الحمية (الرجيم).

5ــ المعالجة بالأدوية العادية والطبيعية.

ولا يرى أنّ هاذين القسمين الأخيرين من وظيفة الأنبياء، بل هي موكولة إلى تجارب المختصين.

ثالثاً: المسائل المتعلقة بالجنين وجنسه (ذكر أو أُنثى) والوراثة.

رابعاً: العمل الطبي.

ولم يُبدِ المؤلف رأياً حول هذين النوعين الأخيرين، هذا بالإضافة إلى الغموض الذي يلف آراءه السابقة؛ لأنه يعتبر الطب الوقائي من وظائف الدولة، وثلاثة أقسام من الطب العلاجي من وظائف الدين والدولة، وبالنتيجة لم يبين بوضوح أيّ الأقسام من وظيفة الدين والأنبياء([29]).

6ــ ويقول صاحب كتاب (موسوعة الأحاديث الطبية)، بعد تقييمه العام للأحاديث الطبية: <إنّ علم الطب منذ بدايته الأُولى إنما هو وليد الوحي، وتجارب البشر هي التي ساعدت في اتساعه، ولذلك لا يمكن القول بأنّ الوحي هو الطريق الوحيد للحصول على علم الطب، ومن جهة أُخرى فإنّ النبي الأكرم’ والأئمة^ يمتلكون معارف واسعة، ومن ضمنها علم الطب، ولكنهم لم يظهروا أنفسهم بعنوان أطباء، وهذا في حد ذاته دليل على انفصال الدين عن الطب، وعلى هذا الأساس كان إقدام الأئمة على المسائل الطبية نادراً، ويعد نوعاً من بعض الكرامات لهم^>([30]).

وفي معرض تقييمه للروايات الطبية، وبعد أن ينقل كلام الشيخ الصدوق، يضيف قائلاً: <مع أنّ هذا الكلام مقبول على الإجمال، ولكن هذا سيؤدي إلى حرمان الناس من تراث أهل البيت^>.

وعلى هذا الأساس يصنفون الروايات الطبية إلى ثلاثة أصناف:

1ــ ما صدر عنهم^ بعنوان المعجزة لعلاج الأمراض والعاهات.

2ــ الروايات المتعلقة بالوقاية والطب الوقائي.

3ــ الروايات المتعلقة بالعلاج، وتنقسم هي الأخرى إلى قسمين: العلاج بالقرآن والرقى؛ والعلاج بالأدوية الطبيعية.

وبالنسبة إلى الروايات التي تتضمن الإعجاز والكرامات فهي مختصة بالأئمة^، ولذا فهي خارجة عن مفهوم الروايات الطبية.

وكذلك الروايات المتعلقة بالوقاية يمكن عرضها على الناس، وهي متناسبة غالباً مع المعايير العلمية، وتلحق بها كذلك روايات العلاج بالقرآن والرقى. ويعتقد الكاتب فيما يخص روايات العلاج بالأدوية الطبيعية أنها أفضل وسيلة لتنصب حولها الأبحاث والاختبارات العلمية، والذي صار اليوم أمراً شائعاً([31]).

7ــ ويذهب الدكتور مصطفى خضر دونمز، محقق كتاب (أبو نعيم)، أيضاً إلى نفس الرأي، حيث يقول: <وخلاصة القول أنّ بعض الأدوية التي أوصى بها النبي لبعض الأمراض أتت عن معرفته وتجربته الشخصيتين، ولم تنشأ من المعلومات التي هي وليدة الوحي، فليست ملزمة إلزاماً شرعياً، وأما الأحاديث المتعلقة بمبادئ الطب وما يدخل في مجال الحكم الشرعي فهي حصيلة الوحي>([32]).

وبعد عرض تقرير حول هذه الآراء الثلاثة التي دارت حول الروايات الطبية ومكانتها يمكننا القول بأن الطريق الصحيح للتحليل والتقويم هو أن تتم أولاً دراسة الأدلة والشواهد الخاصة بالطب، ومن ثم دراسة الأدلة العامة والشاملة، أي أهداف الرسالة ومقاصد الشريعة، حتى نستطيع على ضوئها تبني رأي معينٍ.

وفي ثنايا الروايات الطبية رواية تؤيد الرأي الأول، أي تعتبر الشؤون الطبية جزءاً من شؤون الأنبياء^، وفي مقابل ذلك توجد رواية أُخرى تعتبر الطب علماً بشرياً محضاً، فهل يمكننا الوصول إلى نتيجة نهائية انطلاقاً من هاتين الروايتين؟

لابدّ أولاً من أن نعرض متن هاتين الروايتين:

المقالة IX.                أـ الروايات الدالة على ارتباط الأحاديث الطبية بالوحي

1ــ في علل الشرائع: عن الربيع صاحب المنصور: <حضر أبو عبد الله مجلس المنصور يوماً، وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب، فجعل أبو عبد الله ينصت لقراءته، فلما فرغ الهندي قال له: يا أبا عبد الله، أتريد مما معي شيئاً؟ قال: لا، فإنّ ما معي خير مما معك، قال: وما هو؟ قال: أُدواي الحار بالبارد، والبارد بالحار، والرطب باليابس، واليابس بالرطب، وأرد الأمر كله إلى الله، وأستعمل ما قاله رسول الله’، وأعلم أن المعدة بين الداء وأنّ الحمية هي الدواء، وأعوّد البدن ما اعتاد. فقال الهندي: وهل الطب إلاّ هذا؟ فقال الصادق×: أفتراني من كتب الطب أخذت؟ قال: نعم، قال: لا والله، ما أخذت إلاّ عن الله سبحانه، فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟ فقال الهندي: من أين لك هذا العلم؟ فقال: أخذته عن آبائي^ عن رسول الله’ عن جبرئيل× عن رب العالمين (جل جلاله) الذي خلق الأجساد والأرواح، فقال الهندي: صدقت، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله وعبده، وأنك أعلم أهل زمانه> ([33]).

2ــ عن الإمام علي×، وسئل فقيل: إنّ في القرآن كل علم إلاّ الطب، فقال: أما إنّ في القرآن لآية تجمع الطب كله: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}([34]).

3ــ وروى السيد في كتاب (النجوم) عن رسالة أبي إسحاق الطرسوسي: <إن الله أهبط آدم من الجنة، وعرّفه علم كل شيء، فكان مما عرّفه النجوم والطب>([35]).

4ــ قال الأصبغ بن نباتة: <سمعت أمير المؤمنين× يقول لابنه الحسين×: يا بني، ألا أُعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب؟ فقال: بلى>([36]).

المقالة X.                  ب ـ الروايات الدالة على كون علم الطب علماً بشرياً

1ــ تم تقسيم العلوم في الروايات إلى قسمين: علم الأديان؛ وعلم الأبدان، بمعنى أنّ علم الطب وضع في مقابل علم الدين: قال مولانا الصادق×: <لا يستغني أهل كل بلد عن ثلاثة، يفزعون إليها في أمور دنياهم وآخرتهم، فإن عدموا ذلك كانوا همجاً: فقيه عالم ورع، وأمين خير مطاع، وطبيب بصير ثقة>([37])، ومثل هذه الرواية: <العلم علمان: علم الأديان؛ وعلم الأبدان>([38]).

2ــ كان الأئمة^ يرجعون الناس إلى الأطباء، وهم أنفسهم كانوا يرجعون إلى الأطباء، روي أنّ رسول الله’ عاد مريضاً، وسأله: <ألا ندعو لك طبيباً؟ فقال: وأنت تأمر بهذا يا رسول الله؟ قال: نعم، إن الله لم ينزل داءً إلا وقد أنزل له دواءً([39]). وروي أنّ رجلاً جرح على عهد رسول الله’ فقال: ادعوا له الطبيب، فقالوا: يا رسول الله، وهل يغني الطبيب من شيء؟ فقال: نعم، ما أنزل الله من داء إلاّ أنزل له شفاءً>([40]).

ونقل أيضاً عن نبي الله موسى× أنه مرض، وامتنع عن مراجعة الطبيب، وطال مرضه، حتى أُوحي إليه: «لا أبرأتك حتى تتداوى بما ذكروه لك([41]).

وقال سعد بن أبي وقاص: مرضت فعادني النبي’، فوضع يده بين ثدييّ، حتى وجدت بردها في فؤادي، فقال: إنك رجل مفؤود، ائتِ الحارث بن كلدة أخا ثقيف؛ فإنه رجل يتطبب، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليلدك بهن» ([42]).

3ــ كان الأئمة^ يبينون للناس طب زمانهم، فـ <عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن إسحاق بن حسان، عن عيسى بن بشير الو اسطي، عن ابن مسكان وزرارة، قالا: قال أبو جعفر× طب في ثلاث: شرطة الحجامة، والحقنة، وآخر الدواء الكي.

وعن أبي جعفر الباقر×: طب العرب في خمسة: شرطة الحجامة، والحقنة، والسعوط، والقيء، والحمام، وآخر الدواء الكي.

وعن أبي جعفر الباقر×: طب العرب في سبعة: شرطة الحجامة، والحقنة والحمام، والسعوط، والقيء، وشربة عسل، وآخر الدواء الكي، وربما تزاد فيه النورة([43]).

وفي الكافي: عن إسماعيل بن حسن المتطبب: قلت لأبي عبد الله× إني رجل من العرب ولي بالطب بصر، وطبي طب عربي، ولست آخذ عليه صفداً؟ فقال: لا بأس قلت: أنا نبط الجرح ونكوي بالنار؟ قال: لا بأس، قلت: ونسقي هذه السموم الاسميحقون، والغاريقون؟ قال: لا بأس، قلت: إنه ربما مات؟ قال: وإن مات>([44]).

4ــ السماح بمراجعة الأطباء اليهود والنصارى: «وعنه (جعفر بن محمد)×: إنّ قوماً من الأنصار قالوا له: يا رسول الله، إن لنا جاراً اشتكى بطنه، أفتأذن لنا نداويه؟ قال: بماذا تداوونه؟ قالوا: يهودي ها هنا يعالج من هذه العلّة، قال: بماذا؟ قالوا: بشق البطن فيستخرج منه شيئاً، فكره ذلك رسول الله’، فعاودوه مرتين أو ثلاثاً، فقال: افعلوا ما شئتم، فدعوا اليهودي، فشق بطنه، ونزع منه رجرجاً كثيراً، ثم غسل بطنه، ثم خاطه وداواه فصح، وأخبر النبي’ فقال: إنّ الذي خلق الأدواء جعل لها دواءً، وإنّ خير الدواء الحجامة والفصاد والحبة السوداء ــ يعني الشونيز ــ([45]).

وعن جعفر بن محمد×: أنه سئل عن الرجل يداويه اليهودي والنصراني؟ قال: لا بأس، إنما الشفاء بيد الله» ([46]).

5ـ كلمات الإمام الرضا× في كتاب (الرسالة الذهبية): <فقال أبو الحسن×: عندي من ذلك ما جرّبته وعرفت صحته بالاختبار ومرور الأيام، مع ما وقفني عليه من مضى من السلف>.

وقال كذلك: <فإنه وصل إليّ كتاب أمير المؤمنين في ما أمرني من توقيفه على ما يحتاج إليه مما جرّبته وما سمعته في الأطعمة والأشربة و…>([47])، ويغلب الظن أنه مع جمع كلتا الطائفتين من الروايات، مع الالتفات إلى العناوين الكلية التي وردت في الكتاب والسنة في باب أهداف الرسالة ومقاصد الشريعة، يمكننا ترجيح الرأي الثالث، وهناك روايات لها جذور في الوحي في ثنايا الروايات، وهناك أيضاً بعض الروايات تضمنت تجارب الأئمة^، أو منقولة عن تجارب الآخرين، ولكن كيفية تمييز هاتين الطائفتين من الروايات، وكيفية التعامل معها، تتطلب بحثاً مستقلاً.

الهوامش

(*) أستاذ جامعي متخصِّص في علوم الحديث، ورئيس تحرير مجلة علوم الحديث الفارسية، من أبرز المساهمين في مشروع فلسفة الفقه، له مؤلَّفات عدة في الفقه والحديث و…

([1]) عدّد بعض الكتّاب أربعين رسالة وكتاب حول الروايات الطبية، راجع: كتاب (پژوهش حوزة، ش 17ــ18، ص 115ــ122.

([2]) نقل العلامة المجلسي هذا الحديث في (بحار الأنوار) على شكل إجازة عن طريقين: أحدهما بخط نور الدين علي بن عبد العالي الكركي؛ والآخر ورد في مؤلفات بعض الأفاضل، وهذا أيضاً له سند.

([3]) بحار الأنوار 59: 306ــ328 (متن الحديث)، و328ــ356 (شرح الحديث).

([4]) هناك أكثر من عشرين ترجمة وشرحاً لهذه الرسالة، وقد طبع بعضها، راجع طب الإمام الرضا، لباقر شريف القرشي: 18ــ20 فصلنامه پژوهش حوزة، ش 17، ص 111ــ112. أقدم نسخة خطية لهذه الرسالة موجودة في مكتبة السيد الحكيم في النجف، والمرقمة بالرقم 37، وقد كتبت في سنة 715هـ.

([5]) الذريعة، 15: 139.

([6]) راجع آخر تحقيق لهذا الكتاب قام به حيدر الوائلي: 28ــ34.

([7]) ومما يجدر ذكره أنه منذ ذلك الحين إلى اليوم ألفت كتب عديدة لجمع الروايات الطبية، وهذه بعض عناوينها:

1ــ طب الإمام الكاظم، لشاكر شبع (1423هـ ـ 2002م).

2ــ طب الإمام موسى الكاظم، لعبد الحسين الجواهري.

3ــ طب المعصومين، للبيب بيضون.

4ــ طب الإمام علي، لمحسن عقيل.

5ــ طب الرضا وطب الصادق، للعلامة العسكري.

6ــ طب الوحي، لده سرخي.

7ــ موسوعة الأحاديث الطبية، لمحمد الري شهري.

([8]) عدد الروايات المتعلقة بالطب في صحيح البخاري 120 رواية، كما تشير الإحصائيات (فتح الباري، 10: 252).

([9]) عدد الروايات المتعلقة بالطب في صحيح مسلم 120 رواية، بناءً على الإحصائيات (فتح الباري، 10: 252).

([10]) المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع، لمحمد عيسى الصالحية 5: 253.

([11]) دائرة المعارف (بزرگ إسلامي) 6: 336.

([12]) الطب النبوي: 55، و62ــ64.

([13]) ورد في بعض كتب الفهارس عند أهل السنة أسماء بعض الكتب الأخرى التي لم تطبع إلى اليوم أو أنها مفقودة أساساً، ومن جملة مؤلفي هذه الكتب:

1ــ ابن السني (364هـ).

2ــ ابن أبي عاصم (278هـ).

3ــ ابن طرخان (720هـ).

4ــ عبد الملك بن حبيب (238هـ).

5ــ ابن ساعد (749هـ).

6ــ المقدسي الحنبلي.

7ــ ضياء الدين المقدسي (642هـ).

8ــ حبيب النيسابوري.

9ــ الصفتي الزيني.

10ــ القسطلاني.

11ـ ابن حزم (456هـ).

12ــ السخاوي (902هـ).

13ــ يوسف بن محمد الرمدي (776هـ).

14ــ شمس الدين البعلي (709هـ).

15ــ داود بن فرج.

16ــ حسن بن محمد النيسابوري (406هـ)؛ نجم الدين محمد بن محمد الغزي (1061هـ).

17ــ ابن التلميذ (560هـ).

18ــ خضر بن محمود العطوفي (948هـ).

19ــ صالح بن عبد العزيز المارديني (ق12). راجع: الشفاء في الطب، أحمد بن يوسف التيفاشي: 19ـ20، الطب النبوي، لعبد اللطيف البغدادي: 13ـ15، الطب النبوي، للسيوطي: 37ــ39.

([14]) دعائم الإسلام 2: 135، ح457.

([15]) تصحيح الاعتقاد: 121ــ122، بحار الأنوار 59: 75.

([16]) زاد المعاد 4: 35ــ36.

([17]) طب الأئمة: 15ــ16.

([18]) دفاع عن السنة، ص 342.

([19]) موسوعة الطب النبوي 1: 14.

([20]) طب الإمام الكاظم×: 25.

([21]) بحار الأنوار 59: 72ــ73، ح28.

([22]) مقدمة ابن خلدون 2: 1172.

([23]) حجة الله البالغة 1: 128.

([24]) الاعتقادات: 89ــ91، بحار الأنوار 59: 74.

([25]) أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري 2: 108: فتح الباري 10: 170؛ بحار الأنوار 59: 137.

([26]) الموافقات 2: 50.

([27]) نفس المصدر: 52.

([28]) بحار الأنوار 59: 78.

([29]) الطب النبوي والعلم الحديث 1: 112ــ 118.

([30]) موسوعة الأحاديث الطبية 1: 15ــ 19.

([31]) نفس المصدر 1: 20ــ 21.

([32]) موسوعة الطب النبوي 1: 115.

([33]) علل الشرائع: 99، ح1؛ الخصال: 512، ح3؛ بحار الأنوار 10: 205، ح9.

([34]) الدعوات: 75، ح174، بحار الأنوار 62: 267،ح42.

([35]) سفينة البحار 2: 78.

([36]) بحار الأنوار 59: 267، ح42، سفينة البحار 2: 79.

([37]) تحف العقول: 321.

([38]) كنز الفوائد 2: 107؛ معدن الجواهر: 25، الرواشح السماوية: 202، بحار الأنوار 1: 220، ح 52.

([39]) تاريخ بغداد 14: 248.

([40]) بحار الأنوار 59: 70ــ 72، ح 25.

([41]) إحياء علوم الدين 4: 413.

([42]) سنن أبي داود 2: 223، كتاب الطب، ح 3875.

([43]) بحار الأنوار 62: 262، ح 20ــ 22.

([44]) الكافي 8: 193، ح229؛ بحار الأنوار 62: 66، ح16.

([45]) بحار الأنوار 59: 73، ح30.

([46]) نفس المصدر، ح 31.

([47]) نفس المصدر: 308.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً