أحدث المقالات

The Language Of God
(A Scientist Presents Evidence For Belief)
• طبعة أولى يوليو 2006 م
• عدد الصفحات 283 ورقة.
• المؤلف : د. فرانسيس كولنز، قائد مشروع الجينوم الشهير، وهو أكبر مشروع علمي تم إنجازه مؤخراً، والذي استمر أكثر من عشر سنوات و حقق طفرات علمية في البيولوجي وهندسة الجينات.

فكرة الكتاب
يدور الكتاب حول ثلاث نقاط رئيسية؛
١- إثبات وجود خالق للكون من ناحية علمية عبر أدلة فلكية وكيميائية وبيولوجية.
٢- عدم وجود تعارض بين العلم والإيمان.
فلكل منها ميدان مختلف يتناول الإجابة على أسئلة مختلفة.
٣- نظرية التطور لا تُحتّم الإستغناء عن خالق لهذا الكون، وإنما تكشف عن المُخطط الذي اختاره الله لخلق الحياة.
——- تعليق المُـلخِّص ——-
إن كان هناك كتاب يستحق الترجمة إلى اللغة العربية فهو هذا الكتاب، لأن مؤلفه عالمٌ كبير يتحدث بلغة علمية عصرية يثبت بها وجود خالق لهذا الكون.
الكتاب رائع ومُلهم جداً وغني بالمعلومات المهمة والتجارب الثرية والأفكار القيمة، فالمؤلف أجاد في صياغة وعرض أفكاره بلغة علمية رصينة، ولذلك يحتاج قاريء الكتاب إلى مقدمات في بعض العلوم كالفلك والفيزياء والكيمياء والبيولوجي لهضم محتوى الكتاب بشكل جيد.
لابد من الإشارة إلى أن الكاتب يعتنق الدين المسيحي إلاّ أنه منصف حيث ذكر الإسلام والنبي محمد ﷺ وأشاد بالمباديء التي جاء بها والأهداف التي حققها.
تَـنَـصُّـل
النقاط المذكورة في الملخص لا تعني الموافقة أو المعارضة، كما أن المعلومات والأرقام ليست مُحقـقة وإنما نُـقِلت كما وردت في الكتاب من أجل الأمانة العلمية.
ملخص الكتاب
•إعلان اكتمال مشروع الجينوم
في الشهر السادس من عام 2000 عندما وقف الرئيس بل كلينتون لإعلان نجاح مشروع الجينوم كنت واقفاً إلى جنبه وهو يلقي كلمته والذي جاء فيها ( اليوم نحن نتعلم اللغة التي خلق الله بها الحياة، نحن نشعر بالرهبة أمام الجمال والروعة والتعقيد من هذه الهدية السماوية والمقدسة من الله)، لم اشعر بالخجل عندما ادخل كلمة *الله* عدة مرات في الإعلان، بل العكس تماماً، لأني أنا الذي شاركته في كتابة الكلمة.
وعندما جاء دوري لإلقاء الكلمة قلت:
(نحن قبضنا على أول لمحة للغة التي لم تكن معروفة من قَـبل إلاّ عند الله)
بالنسبة لي هذا الإكتشاف الكبير هو انجاز علمي وهو عبادة حقيقية لله. فالعالم في المختبر يعبد الله لأن الإيمان والعلم مكملان لبعضهما البعض.
•السؤال المحوري لهذا الكتاب
في هذا العالم الذي يسوده علم التطور والكونيات والجينوم، هل هناك انسجام بين النظرة العلمية والروحانية؟
في اعتقادي لا يوجد تعارض بين العلم والإيمان بالله، فالعلم يجيب عن أسئلة في ميدان الطبيعة، والإيمان بالله يجيب عن أسئلة في ميدان الروحانيات. ولذلك لا يمكن استخدام اللغة والأدوات المعرفية للعلوم الطبيعية في استكشاف عالم الربوبية والتي محلها القلب والروح. لا يستطيع العلم في الإجابة على الأسئلة الوجودية مثل:
لماذا وُجد الوجود؟
ما هو معنى وجود الانسان؟
ماذا يحدث بعدما نموت؟
لا يمكن تجاهل هذه الأسئلة الخالدة لأن لدى الإنسان شغف لمعرفة الإجابة الحقيقية عليها.
•التحول من الإلحاد إلى الإيمان
يظن البعض أن إيماني القوي بوجود خالق نابع من وراثة وثقافة إجتماعية وأن ترسبات الماضي هي التي دعتني لاستخدم الأدوات العلمية لإثبات وجوده، بينما العكس هو الصحيح، حيث نشأت في أسرة متحررة بعيدة عن التدين ولم يكن الدين جزء من طفولتي، وعندما دخلت الجامعة وكان حديث الطلاب عن الإلحاد اقتنعت به، وبقيت ملحداً بعدها لمدة 26 عاماً، حتى جاءتني مريضة مؤمنة يوما ما وفي خلال حديثي معها وهي تتحدث عن الإيمان سألتني: ما هو معتقدك؟ هذا السؤال الذي حاولت اتجنبه لمدة 26 سنة شغل تفكيري لأيام طويلة وأسئلة ملحة: هل هناك سؤال في الوجود أهم من معرفة *هل هنالك إله؟*. من هنا بدأت رحلة البحث عن الحقيقة عبر الأديان العالمية حتى وقع في يدي كتاب للعالم لويس من أكسفورد والذي كان ملحداً سابقاً وأكثر شيء أدهشني طرحه ل “قانون الأخلاق” في كتابه الأول (الصح والخطأ كمفتاح لمعنى الكون) والثاني (أنواع الحب الأربعة)، مثلا، ما الذي يدفع الإنسان للإيثار والتضحية لإنسان آخر لا يعرفه وقد يتأذى من هذه التضحية بخسارة مادية تصيب جسده وقد تفقده حياته؟، هذا السؤال يمثل تحدي صارخ ضد التطوريين، فمن أين جاء هذا الوعي الداخلي في الإيثار والتضحية من أجل الغرباء؟ لابد من قوة خارجية زرعت قانون الأخلاق بداخلنا وهي الطريقة التي يتجلى فيها الخالق للإنسان.
•العلم والإلحاد
على مر التاريخ وعبر الجغرافيا البشرية كان هناك شغف فطري موجود في قلب كل انسان للبحث عن الإله، ولم يلعب الإلحاد أي دور تاريخي في حياة البشر حتى جاء عصر التنوير والماديات، ولكن لم يكن اكتشاف قوانين الطبيعة هي الدافع للإلحاد، فإن أكبر العلماء مثل غاليليو ونيوتن كانوا مؤمنين أقوياء، ولكن الإلحاد انتشر بسبب ظلم الحكام الذين كانوا مدعومين من الكنيسة، وعندما تخلص الثوار منهما قرروا التخلص من جميع تراثهم بما في ذلك الإله.
وأما خلال الـ ١٥٠ سنة الماضية فقد اتكأ الإلحاد على نظرية التطور لدارون، والتي نفت وجود تصميم ذكي للكون وإنما تطورت الأشياء بشكل تدريجي دون هدف، وهذا يُقوض القاعدة التي يستخدمها المؤمنون في إثبات وجود الخالق.
لكن هذه مغالطة كبيرة، وهي التي استند عليها ريتشارد داوكنز في جميع كتبه، فإذا كان داوكنز يدعي أن اثبات وجود الإله عبر الأدوات العلمية غير ممكن، فكذلك نفي وجود الإله عبر الأدوات العلمية غير ممكن!
التطور والإنتخاب الطبيعي هي الطريقة التي اختارها الله لخلق الكون، ومن يريد ان يتخذ طريق الإلحاد عليه أن يأتي بأدلة أخرى، لأن نظرية التطور لا تُدعم الإلحاد.
•إله الفراغات
God Of the Gaps
نشأت حركة “التصميم الذكي” بداية التسعينات من القرن الماضي والتي تقف ضد نظرية التطور، لتثبت أن هناك أعضاء معقدة في الأجسام الحية لا يمكن تقليصها كخطوات تراكمية صغيرة تطورت لتكون ذلك العضو، فهي تعتمد في تكوينها على بعضها البعض، ومثال ذلك العين والتي حيّرت دارون واعترف بنفسه أن تطور العين أمر غريب!
وهنا يستغل أصحاب فكرة “التصميم الذكي” قصور العلم الحالي في تفسير بعض الظواهر على أنه لابد من وجود قوة خارجية تدخلت في هذا التصميم، ولكن هذه الفكرة خطرة على الإيمان نفسه، فماذا لو اكتشف العلم مستقبلاً تفسيراً لهذه الظواهر وسّد هذه الفجوات العلمية، كما حدث مثلاً مع تفسير ظاهرة الخسوف والكسوف؟
أليس هذا الأمر سيدفع بتقليص الحاجة لوجود إله كلما سَدّ العلم فجوة حتى تـتقـلص الكثير من الفراغات ويتقلص معها دور الإله؟
هذه النظرة الضيقة لدور الإله تحدث ضرر على الإيمان بوجود الله أكثر من المنفعة التي قد تحدثها مؤقتاً، لذا ينبغي على المؤمنين الإبتعاد عن هذه الطريقة في اثبات وجود الله.
•الإيمان المتطور
وهو الإيمان المنسجم مع العلم والذي ينبغي على المؤمنين الإلتزام به، ويقوم على الأُسُـس التالية:
١- وُجِد الكون من العدم قبل 14 مليار سنة
٢- تم ضبط الكون ليصبح قابل للحياة
٣- بالرغم من عدم معرفة كيف نشأت الحياة على الأرض إلاّ أنه عندما بدأت الحياة أخذ التطور والإنتخاب الطبيعي دوره في تطور الكائنات الحية عبر فترة زمنية طويلة.
٤- عندما بدأ التطور لم تـتدخل أي قوة خارجية فيه.
٥- البشر هم جزء من هذا التطور ولهم جد مشترك مع القرود العليا.
٦- لكن البشر لهم خاصية فريدة تـتحدى التفسير التطوري، هذه الخاصية تشير إلى طبيعتنا الروحية والتي تشمل المباديء الأخلاقية ومعرفة الخير والشر والبحث عن الإله.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً