أحدث المقالات

حوار مع د. غلام رضا أعواني(*)

ترجمة: السيد حسن مطر الهاشمي

المسار التاريخي لأسلمة العلوم وعلمنتها ـــــــ

_ ما هو الشكل الصحيح لأسلمة العلوم؟ وما هي الفرضيّات والقواعد التي يتعين أخذها بنظر الاعتبار في هذا المجال؟

^ سؤالٌ جيّدٌ وفي موضعه؛ فمن خلال الالتفات إلى طبيعة مجتمعاتنا الإسلاميّة، يجب التساؤل عن إمكانيّة أسلمة العلوم، ولماذا يطرحُ هذا التساؤل في الوقت الحاضر؟ وهل كان مطروحاً في الأزمنة السّابقة أم لم يكن؟ في حدود علمنا لم يكن هذا السؤال مطروحاً بهذه الصيغة؛ ففي الوقت الذي كانت فيه جميع العلوم موجودة في القرون الإسلاميّة الأولى، وكان المسلمون يسعون للحصول عليها واكتسابها برغبةٍ ونهم وصولاً إلى الكمال، حتى حقّقوا إنجازات هامّة في هذا المجال، إلا أنه لم يتمّ بحث هذه المسألة؛ إذ كان البناء على إسلاميّة جميع هذه العلوم، باعتبار أنّ العلم بشكلٍ عام أمرٌ إلهي، فيمكن أن يكون هذا دليلاً على إسلاميّة جميع العلوم، وأنه لا توجد أيّ منافاةٍ بين الإسلام والعلم. مضافاً إلى أنّ الإسلام من الأديان التي قامت على أساس العلم والمعرفة والفكر، وليس هو مجرّد إيمان، كما أنّ الإيمان بنفسه ـ كما يستفاد من الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ـ قائم على أساس المعرفة، قال تعالى مخاطباً نبيّه الأكرم’: ﰊ ﰋ   ﰌ   ﰍ ﰎ ﰏ (محمد: 19)، أي لابدّ من الوصول إلى حقيقة التوحيد من خلال العلم والمعرفة وليس بالإيمان المجرّد فقط، وعليه لم يكن هذا السؤال مطروحاً في السابق، وكان البناء على أنّ طلب العلم واجبٌ شرعيّ يفرضه الإيمانُ على كلّ مسلم ومسلمة.

 الأمر الثاني: لماذا يتمّ طرح هذا السؤال في الوقت الحاضر؟ إنّ السؤال عن إمكانيّة أسلمة العلوم يستبطن حقيقة أنّ الإسلام يقوم على أساس الرؤيّة الإلهيّة، وأنه يرفض كلّ أمرٍ لا يقوم على هذه الرؤية، حتى وإن كان علماً. وسبب طرح هذا السؤال هو أنّ بعض العلوم ـ في الأقل ـ تتعارض وهذه الرؤية الإلهيّة. طبعاً إنّ العلم في نفسه لا يتعارض مع الدين؛ لأنه من سنخ الوجود والأمر الإلهي. إلا أنّ الحاصل حاليّاً هو عدم النظر إلى العلم من هذه الزاوية والرؤية الإلهيّة. ويمكن ملاحظة ذلك من بعدين:

الأول: البعد العام المتمثل في انقطاع العلم الحديث عمّا يُسمى بالحكمة الإلهيّة أو الحكمة الخالدة.

الثاني: البعد الخاص المتمثل في انقطاع العلم الحديث عن الدين.

وإذا نظرنا إلى المسألة من زاوية البعد الأول، سنجد أن العلم في جميع المراحل التاريخيّة كانت له مراتب، وبرغم ذلك كان ينظر إليه بدرجة واحدة سواء أكان حكمة إلهيّة أم من العلوم الطبيعيّة.

وفي الشرق، كان الحكماء يُصنفون في عداد العلماء، فمثلاً لم يكن ابن سينا ونصير الدين الطوسي والبيروني وأرسطو وغيرهم مجرّد علماء في الطبيعة، وأنهم لم يكونوا من العلم الإلهي في شيء. بل كانوا يذهبون إلى أنّ الرؤية العلميّة والإلهيّة ممتزجتان في بعضهما كما يمتزج السكّر بالماء، ولم ينحرف العلم نحو الاتجاهات الدنيويّة أبداً. وكان العلم عندهم يشكّل منظومة واحدة، وكان لكلٍّ من الحكمة والعلوم الطبيعيّة منها موقعها الخاص. لكن في المرحلة المتأخرة ظهرت فجوة بين العلم الحديث والحكمة الإلهيّة، خرج فيها العلم الحديث عن القاعدة.

كذلك في البعد الثاني، نشاهد أنّ العلوم كانت متحدةً مع الرؤية الدينيّة، فواقع الدين ليس إلا نوعاً من الحكمة، حيثُ يعمل الدين على ربط الإنسان بالحكمة الإلهيّة بالمعنى الدقيق للكلمة. وفي الحقيقة إنّ الحكمة في الدين تشكّل عامل قوّة له. فيجب على الدين ـ مضافاً إلى الأعمال العباديّة ـ أن يعلّم الإنسان مبادئ الحكمة الإلهيّة الخالدة، فالذي يسلك أودية الإيمان هو حكيمٌ بالقوّة، وكلما بلغت درجات الإيمان مرحلة الفعليّة، اشتدّت تلك الحكمة وقويت في المؤمن، واشتدّت معها تلك القوّة التي يُعبّر عنها بنور الإيمان، وعندها يرى كلّ شيءٍ إلهيّاً.

 أما في الغرب فمنذ عصر النهضة انقطعت علقة العلوم التجريبيّة بالأصلين المتمثلين بالحكمة الإلهيّة والدين المسيحي. وأمّا في العصور الوسطى فقد كانت الحكمة مقدّمة على العلم، حيث كانت العلاقة بينهما طوليّة لا عرضية، وفي عصر النهضة أضحى العلم مطلقاً وفقد ارتباطه بالحكمة الإلهيّة، وكلّما اقترب هذا الانفصال من عصرنا غدت الهوّة أعمق حتى فقد آخر الخيوط التي تربطه بها، ويمكن لهذه الحقيقة أن تشكّل مؤشراً خطيراً.

وقد يعترض شخص ويقول: إنّ هذه المرحلة كانت تحتوي أيضاً بعض العلماء المتدينين، لكن ينبغي الالتفات إلى أنّ المسألة لا تتعلّق بالتديّن فقط، بل بضرورة أن يكون العلم مقروناً بالتبيين الإلهي. فهؤلاء العلماء وإن كانوا متديّنين إلا أنهم يفتقرون إلى الرؤية الإلهيّة، الأمر الذي يرفع من احتمال وقوعهم في الخطأ والاشتباه.

تحّولات الفصل بين الحكمة الإلهية والعلوم ـــــــ

_ من هنا كان العلم يوماً ما ناطقاً باسم الدين، أو كان متناغماً معه في الخطاب، ثمّ اتخذ هذا التناغم والانسجام طريقاً نزوليّاً بتقدّم الزمن، حتى اضمحلّ في المرحلة المعاصرة.

^ أجل، أصبحت العلوم مستقلّةً، وهذا ما حصل للفلسفة أيضاً؛ فبعد أن تكفلت الحكمة بضمان هذه الوحدة، إلا أنّ الفلسفة الحديثة فصمت علقتها بالرؤية الإلهية، بعد أن قام الفرض على استقلال الفلسفة عن الدين والحكمة، ولم تعد تابعةً لهما. وباعتقادي فإنّ إحدى أسباب ذلك تعود لنا نحن المسلمون، لأنّ هذه العلوم في الحقيقة كانت بضاعتنا، وقد رُدّت إلينا بعد ذلك بصيغةٍ أخرى. ففي القرن الهجري الثالث والرابع كان العلماء يدرسون جميع العلوم (الطبيعيّات والطب والرياضيّات والعلوم الإلهيّة وما إلى ذلك). ولأسبابٍ يمكن دراستها فقدت بعض هذه العلوم (الطبيعيّات) مكانتها عندنا شيئاً فشيئاً، في حين قام الغربيون باستيعاب هذه العلوم وتطويرها، ولم يحفلوا بعلومنا الأخرى ومنها علوم الحكمة والإلهيّات، وبذلك انتقلت علومنا وفنوننا إلى الغرب شيئاً فشيئاً، وقد اقترن ذلك بعصر النهضة حيث كانت الأحداث تسير سيراً تصاعديّاً ضمن تيّارٍ مناهضٍ للدين، أخذ ينظر إلى العلم من زاويةٍ بعيدة عن الرؤية الإلهيّة كلّ البعد، حتى وصلت إلينا حاليّاً على صورتها الراهنة.

وتظهر حاليّاً في مجال أسلمة العلوم التي انتقلت منّا وتكاملت عدّة مسائل، فالأسلمة تعني الارتباط بالرؤية الإلهيّة. وللأسف الشديد نجد عند دراسة الفلسفة حاليّاً تجاوزاً لفصل الطبيعيّات تحت ذريعة تطوّر العلوم وعدم جدوائيّة هذه المباحث. إلا أنّ هذا خطأ فاحش؛ وذلك لأنّ الغاية من إدراج الطبيعيّات إلى جانب الفلسفة، إضفاء الرؤية الحكمية في باب الوجود.

إنّ تكوّن العلوم الحديثة اقترن بالفلسفة الجديدة، وقد كان الكثير من الذين أقاموا صروح العلوم الحديثة من الفلاسفة أنفسهم. من هنا فإنّ العلقة بينهما وثيقة للغاية، ورؤية الفلسفة الحديثة لا تنسجم والرؤية الإلهيّة. فمثلاً كانت العلوم الحديثة التي بدأها (غاليلو) و(كابلر) و(ديكارت) ممزوجةً بالرياضيّات. فقيام الكون على أساس الرياضيّات، أو إمكانيّة تفسير الوجود على أساس الرياضيّات، كانت من المسائل المطروحة قبل المرحلة الراهنة، وربما شكّلت محور تفكير الحكماء قبل ألف سنة دون الحضارة الإسلاميّة. لقد كان للرياضيّات دورها الممتاز في المنظومة الكونيّة، ومن وجهة نظر أمثال أفلاطون فإنّ الرياضيّات تمثل آلة لفعل الله تعالى، فالرياضيات مفتاح فهم العالم، وليست هي مجرّد مقدار وكمّية صرفة. وأما في المرحلة الجديدة فينظر إلى مسألة ارتباط عالم المادّة بالرياضيّات بنحوٍ آخر. لقد سعى بُناة العلم الحديث ـ ممّن كانوا من الرياضيين أيضاً مثل ديكارت ـ من خلال توظيف الرياضيّات إلى إظهار رؤية ميكانيكيّة لهذا العالم، تقوم على أنّ هذا العالم يتحرّك من تلقاء نفسه، وقد تركت هذه الرؤية آثارها على الفلسفة فيما بعد، ثمّ انتهت إلى رؤيةٍ ميكانيكيّة صرفة.

وفي الفلسفة الجديدة وبتبعها العلم الحديث تمّ إلغاء العلل الأربع، ومنها العلّة الغائيّة. وعليه لم يعد هناك اهتمامٌ بغاية عالم الوجود وما هو المعنى من الوجود. وكذلك كان ينظر إلى العلم في السابق على أنه مطلوبٌ في نفسه، لأنه يؤدّي إلى الكمال، في حين لا يلتفت حاليّاً إلى الغاية من العلم وكمال الإنسان، وإنما ينظر إلى العلم بوصفه أداةً تطبيقيّة. وعليه فالعلم الذي نأخذه من الغرب إنما نأخذه ممزوجاً بفلسفة غير إلهيّة، فلابدّ من إعادة صياغته من جديد.

كيف يمكن إعادة إنتاج العلوم إنتاجاً إلهياً؟ ـــــــ

_ هل يمكن تجريد تلك العلوم عن الرؤية الفلسفيّة الخاصّة التي امتزجت بها، صيانة لأنفسنا من تلك اللوازم السلبيّة؟

^ أجل، لأنّ ذات العلم أمرٌ إلهيّ، وهو من سنخ الوجود، ولما لم تكن تلك الرؤية غير الإلهيّة جزءاً من العلم، وجب تغييرها.

وطبعاً لابدّ أوّلاً من الالتفات إلى أنّ العلم الحديث إنما ظهر بتلك الرؤية الخاصّة التي أشرنا إليها في الحواضر الغربيّة. فالسّؤال هنا: هل يمكن تجريد العلم الحديث من تلك الرؤية الخاصة التي كانت موجودة في الحواضر الغربيّة وأدّت إلى ظهوره، وربطه برؤية إلهيّةٍ ومعنويّة؟ وعلى فرض إمكان ذلك، لابدّ أن تتمتع تلك الرؤية الإلهيّة والمعنويّة بقوّة تعادل في الأقلّ قوّة التكنولوجيا والعلم الحديث، وأن يكونا متكافئين. بعبارةٍ أخرى: إذا كان الأمر كذلك وأمكن لهذه القوّة المعنويّة العظيمة أن تسود في ثقافةٍ قادرة على إيجاد مثل هذه النقلة النوعيّة في الإنسان، عندها سيتحوّل العلم الحديث والتكنولوجيا، ولا يبقيان على واقعهما الراهن، بل سيحدث فيهما نوعٌ من التحوّل الداخلي في ذاتهما وماهيّتهما، وسيؤدّي ذلك إلى اعتدالهما.

من جهة أخرى، ستعيد حلاوة العلوم المعنويّة والإلهيّة ولذّتها علاقة الإنسان بربّه وتنظّم رابطته بالطبيعة إلى مكانتها الأولى، وتحول دون الإفراط والتفريط الناشئيَن عن العلم الحديث، وتعيد الإنسان ثانيةً إلى فطرته الإلهيّة الناصعة والطاهرة ومرتبة الخلافة الإلهيّة، وتربطه بعالم الملكوت، عندها سيكون تسخيره للعالم تسخيراً إلهيّاً، لا تسخيراً شيطانيّاً.

سبل أسلمة العلوم ـــــــ

_ ما هي السبل العمليّة لأسلمة العلوم برأيكم؟

^ لابد من مضاعفة العمل على مبادئ هذه العلوم، وإذا أردنا النجاح في هذا المجال فعلينا التفكير بمصالح ومقتضيات العلم وأهميّة التعليم. ومن المقتضيات الذاتيّة للعلم كونه أمراً إلهيّاً تماماً، فيجب أن تكون الدوافع إليه إلهيّة، من هنا يكون طلب العلم من أفضل العبادات. فقد تمّ إضعاف الدوافع الإلهيّة للأبحاث والدراسات، بل ربّما تلبّست بالدوافع الدنيويّة وغير الإلهيّة.

لا ينبغي حصر العلم على الدولة ـ طبعاً لا أريد بذلك الانتقاص من جهود الدولة في هذا المجال ـ بل يجب إقامة مراكز ذات كيفيّات عالية من خلال دعم الناس والعمل بجدّية على البحث في هذه المسائل من خلال استقطاب الأساتذة والباحثين من ذوي الكفاءات، واجتذاب الطلاب الأذكياء للدراسة. ويمكن إنجاز ذلك من خلال خلق الدوافع لدى الأثرياء لإنفاق شطرٍ من ثرواتهم في أنشطة الحوزة والجامعة، وتأسيس الموقوفات العلميّة والتي لم تكن قليلةً في الماضي. وخلاصة القول: إن التأكيد على الكميّة قد ترك آثاراً سلبيّة على الناحية الكيفيّة بشدّة.

ما معنى وحدة الحوزة والجامعة؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟ ـــــــ

_ ما هي علاقة الوحدة بين الحوزة والجامعة بأسلمة العلوم؟ وما هو دور الوحدة في تحقيق هذه الأسلمة؟ وأساساً ماذا تعني هذه الوحدة في رأيكم؟

^ ليس معنى هذه الوحدة أن تغدو الحوزة جامعةً أو الجامعة حوزةً، بل بمعنى أن تحتفظ كلٌّ منهما بوظائفها، وفي الوقت ذاته عليهما الانسجام فكريّاً، والتعاون فيما بينهما، ولا يسعيان إلى إلغاء بعضهما. فلكلٍّ من الحوزة والجامعة وظائفها الخاصّة بها، فوظيفة الحوزة حفظ الدين وبيانه ونشره بجميع أبعاده ومنها الأخلاق الإسلاميّة والمعارف الإلهيّة على المستوى الفردي والجماعي، وعدم الاقتصار على البعد الفقهيّ، مع الإقرار بعظم حجمه. وعليه فإنّ مزاولة الحوزة للعلوم الأخرى ينبغي أن لا يكون على حساب إضعاف نشاطها في ما تضطلع به من واجبات أساسيّة. وإنّ وظيفة الجامعة مزاولة العلوم بمختلف أبعادها، وعلى الحوزة أن تتقبّل هذا الأمر. إنّ مسألة أسلمة العلوم وتبيين مبادئها صحيحة وضروريّة، لكن لا تمكن الحياة في العصر الحاضر من دون هذه العلوم. وعليه لابدّ لهاتين المؤسّستين من العمل جنباً إلى جنب، مع الاعتراف ببعضهما.

_ إنّ السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو أنّ العلوم الجامعية بمعظمها علومٌ مستوردة ومدعومة بما ذكرتموه من الأسس الفلسفيّة التي تتجه بها نحو اتجاهات خاصّة ربما تؤدّي أحياناً إلى التضادّ بل وحتى إنكار القواعد الدينيّة، وعليه كيف يمكن إقامة الوحدة بين الحوزة والجامعة؟

طبعاً، هذا الكلام لا يطابق الواقع تماماً، فإنّ الكثير من أساتذتنا في الجامعات من المتدينيين والمخلصين، ويمارسون مهامهم في الجامعات برغم الظروف الحرجة ـ الماديّة وغيرها ـ فينبغي مدّ جسور الثقة بالجامعيين لإقامة المناخ العلمي الصحيح، ولو تمّ ذلك فسيغدو بإمكان الجامعات أن تخطو خطوات واسعة لتحقيق تلك الأهداف والغايات.

أزمة انعدام الثقة بين الحوزة والجامعة ـــــــ

_ ما هي مكامن ما أشرتم إليه من أجواء انعدام الثقة؟

لا أقول بانعدام الثقة، لكن في المقابل لا ألمس مقداراً كبيراً من الثقة بين الحوزة والجامعة. ولابد من البحث في أسباب ذلك أيّاً كانت. وعلى كلّ حال ينبغي عليهما قبول بعضهما والإقرار بأنهما وإن كانا في خندقين منفصلين لكنهما يعملان لجهة واحدة. فعلى الحوزة أن تعمل على تأصيل الجامعة، لأنها حقيقة لا يمكن إنكارها ولا ينبغي تجاهلها، حتى يرى الجامعي عمليّاً أنّ بإمكانه أن يكون مؤثراً، وإنّ الأسلمة إنما تمكن من خلال بناء الثقة. وإحدى طرق بناء هذه الثقة تكمن في إقامة الارتباط والحوار للوقوف على العقبات بغية التغلّب عليها.

_ إذا كانت هناك من كلمة أخرى ترغبون بإضافتها؟

^ إنّ ما تتمتع به ثقافتنا ويدعونا إلى الفخر والاعتزاز هو احترامنا وتقديرنا للعلم والعلماء، ولا تزال هذه الحقيقة قائمة، لكن ينبغي السعي إلى تعزيزها وتقويتها وإشاعتها، حتى لا يُستبدل بالعلم غيره.


(*) أستاذ الفلسفة الغربية في جامعة طهران، كانت له حوارات عدة مع المستشرق هنري كوربان.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً