أحدث المقالات

الموسوعات الإسلامية، قراءة في كتاب موسوعة علماء العرب والمسلمين

الموسوعات الإسلامية، قراءة في كتاب

موسوعة علماء العرب والمسلمين

ترجمة: فرقد الجزائري

q موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين

q تونس: الألسكو (المنظمة العربية للتربية، والثقافة والعلوم)

يعدّ النخب والمفكرون ثروات كلّ أمّة، وقد صنعوا تاريخ الأمم وثقافتها، إذ تولّوا مهمة نقل التجارب، وصياغة المثل لمختلف الطبقات الاجتماعية، ورسم مسار الحركة الثقافية، كما يعدّ مفكرو كلّ قوم، فخرهم وعزّهم، ويحدث شرخ كبير في البناء الاجتماعي والثقافي إذا ما استبعدوا.

وقد لاقى التوجّه إلى الأشخاص البارزين، وتناول قصص حياتهم، والتأكيد على تجاربهم اهتماماً منذ سالف العصور؛ ولذلك نشأ علم الرجال، والتراجم، والأعلام في الثقافة الإسلامية، وقد طُرح علم الرجال، الذي يقدّم بيوغرافيا رموز المجتمع، في إطار كتب <Whois who> في الدول النامية، لكنّه بقي في قوالبه التقليدية في العالم الإسلامي؛ ولم يتطوّر في ضوء المعطيات الحديثة.

ويواجه الشباب الإيرانيون فقراً معلوماتياً وجهلاً بعلمائهم، وقد انتهى هذا الجهل والنقص بهم إلى أزمات اجتماعية، أدّت إلى انفصال الجيل الحالي عن تأريخه الماضي. وقد سبّب هذا الجهل ضعفاً في التعامل بين النخب، وحتى انقطاعاً في هذا التعامل وعدم مبادلة المعلومات بين الدول الإسلامية. فقد ألّفت كتب كثيرة للتعريف بالعلماء، لكنّها إمّا توقّفت في منتصف الطريق، أو أنتجت عملاً هزيلاً.

وعلى الرغم من ذلك، طبع مؤخراً كتاب <موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين>، وقد لوحظ فيه كثير من التجارب السابقة، ويعتبر أفضل نسبياً من الأعمال الإيرانية وغير الإيرانية الأخرى، ويدعم هذا المشروع، الذي خطط أن يكون في خمسين مجلداً، من قبل <الألسكو>، (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم)، التابعة لجامعة الدول العربية، ومقرّها في تونس، ويشرف على العمل مجموعة أساتذة من لبنان، وكازاخستان، ومصر، والسعودية، وسوريا، وتونس، والهند، وإيران([1])، بصفتهم الهيئة العلمية للمشروع.

مع نهاية العام الأول من عمل المشروع، أصبح عدد المجلدات الصادرة، ثمانية مجلدات، ومن المتوقع أن ينشر في كلّ عام عشرة مجلدات أخرى، أي بناء على مخطط المشروع، يجب أن يتم نشر الموسوعة خلال خمس إلى سبع سنوات.

يشمل المجلد الأول 212 اسماً، ضمن 702 صفحة، حيث يبدأ من الاسم <آلابري، أبو الحسن محمد بن الحسن>، إلى الاسم <الأسير، يوسف بن عبد القادر الحسيني>. ويحتوي المجلد الثاني على 210 أسماء، في 640 صفحة، أي من الاسم <أبو عمر، حمد بن محمد بن الحجاج>، وحتى <أيوب، كامل>. فيما يتألّف المجلد الثالث من 246 اسماً، في 760 صفحة، أي من <بابّاه> إلى <بكير، عبد الله>. وفي المجلد الرابع من هذه الموسوعة 262 اسماً، ضمن 846 صفحة، أي من الاسم <البلادي البحراني، أحمد>، إلى <الثوري>. ويحتوي المجلد الخامس 192 اسماً، في 632 صفحة، أي من <ابن جابر الأندلسي، محمد بن أحمد بن علي الهواري الأندلسي>، إلى <الجيلي، أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع>. ويتألّف المجلد السادس من 135 اسماً، في 488 صفحة، من <ابن حاتم اليامي، محمد الهمداني>، إلى <الحسيني الموسوي الجدحاء حفصي البحراني، أحمد بن عبد الرؤوف>. وقد نشر المجلد السابع في 438 صفحة، تحتوي على 162 اسماً، من الاسم <ابن الحشاء، أبو جعفر أحمد بن محمد>، إلى <الحبري، أبو عثمان سعيد بن اسماعيل>. ويقع المجلد المنشور الأخير في 688 صفحة، ويشمل 189 اسماً، من <ابن خاتمة الأنصاري، أبو جعفر أحمد بن علي>، إلى <الخيري ناصر، ابن جوهر بن مبارك>.

وتحت كل من الحروف <أ> 422 اسماً، و<الباء> 346 اسماً، و<التاء> 140 اسماً، و<الثاء>22 اسماً، و<الجيم> 192 اسماً، و<الحاء> 216 اسماً، و<الخاء> 189 اسماً، وهو المجلد الثامن من الموسوعة.

ومن مجموع 212 اسماً، في المجلد الأول، يختصّ 32 منها بالشخصيات الإيرانية والشيعية، وهم: آغا بزرك الطهراني؛ وآل الصدر؛ وآل صفا، ومحمد بن جابر بن الحاج طالب؛ وآل طاووس، أبو الفضائل أحمد بن موسى؛ وآل كاشف الغطاء، جعفر الجناحي؛ وآل محيي الدين، عبد الرزاق ابن الشيخ أمان؛ والآملي، حيدر بن علي؛ والأبرقوهي، أبو المعالي أحمد ابن إسحاق؛ والأبهري، أثير الدين المفضل بن عمر؛ والأبهري، أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح؛ والأحسائي، أحمد بن زين الدين؛ وابن الأخرم، أبو عبد الله محمد بن يعقوب؛ والأرجاني، أبو بكر ناصح الدين أحمد بن محمد؛ والأردبيلي، جمال الدين يوسف بن إبراهيم؛ والأردبيلي، أبو محمد نور الدين فرج؛ والاسترآبادي، محمد أمين بن محمد شريف؛ والاسترآبادي، جمال الدين الحسن بن محمد بن الحسن؛ والاسترآبادي، أبو محمد الحسن بن رضي الدين محمد؛ والاسترآبادي، محمد رضي الدين بن الحسن؛ والاسترآبادي، أبو نعيم عبد الملك بن محمد؛ والاسفراييني، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد؛ والاسفراييني، عصام الدين إبراهيم بن محمد بن عربشاه؛ والاسفراييني، أبو حامد بن أبي طاهر؛ والاسفراييني، عماد الدين شاهبور بن طاهر؛ والاسفراييني، أبو عوانة يعقوب بن إسحاق؛ والإسفزاري، أبو حاتم المظفر بن إسماعيل؛ والإسكاف، أبو القاسم عبدالجبار بن علي حسكان؛ والإسكافي، أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب؛ وأبو إسماعيل الأنصاري، عبد الله بن محمد بن علي؛ والإسماعيلي، أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل؛ والاسماعيلي، أبو بكر محمد بن مهران؛ والأسود الغندجاني، الحسن بن أحمد بن أبي محمد.

ملاحظات حول الموسوعة ـــــــ

ويثير عدم وجود شخص إيراني واحد بين مؤلّفي هذا المشروع الثقافي الكبير، العجبَ والتساؤل، فكتّاب الأسماء الإيرانية والشيعية من تونس والجزائر وتركيا ومصر ولبنان. في حين يدّعون بأنّ هذا العمل ينجز باستشارة سبعين جامعة ومركز علمي عربي وإسلامي وعالمي، وبمساهمة أكثر من ألفي أستاذ ومتخصّص في مختلف المجالات. ولا نقصد بأنّ الإيرانيين يقدّمون عملاً أفضل من غيرهم، لكن بما أنّهم ينتمون إلى جغرافيا وتاريخ محدّدين، يكون رأيهم في ذلك المجال الخاص أدقّ وأصحّ من غيرهم، ويمكننا ملاحظة هذا الأمر بوضوح في ما كتب حول العلماء الإيرانيين والشيعة؛ فبعض المعلومات في هذه الموسوعة ناقصة، وبعض التحليلات خاطئة، والتحيّز العربي واضح([2])، لكن لا يسع المقام لتناوله.

وتنشر هذه الموسوعة بشكل تدريجي، وستتصدر كتب الجامعات ومراكز البحوث وواجهة المكتبات خلال عدة أعوام، وفي جملة واحدة: ستكون مصدر الباحثين في العالم العربي.

ويبدو أن الشخصيات الإيرانية والشيعية سوف تقدّم كما يحلو للبعض، كما روّجوا لكذبة <الخليج العربي> الكبيرة في إعلامهم؛ لذلك على الجهات المعنية تدارك الموقف ومعالجة الأمر قبل فوات الأوان، كي تلحظ الإصلاحات والاستدراكات الضرورية في هذه الموسوعة.

*   *     *

الهوامش

(*) باحث في الحوزة والجامعة، ومختص في مجال الكتب والإصدارات.

[1] ــــ ذكر اسم الدكتور محمد علي آذرشب من أساتذة جامعة طهران ضمن أسماء الهيئة العلمية المشرفة على هذا المشروع.

[2] ــــ للأسف، ينظر بعض إخواننا العرب في الدول العربية إلى كل شيء وكل شخص ـ سواء كان من ذوات الأرواح أو الجمادات ـ بمنظار عربي وعروبي، ابتداء من الأشياء والأدوات والنظام الجمهوري والنفط والخليج، وصولاً إلى ابن سينا والفارابي.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً