أحدث المقالات

منذ أن أحتل الصهاينة أرض فلسطين ضمن استراتيجية بعيدة المدى، ونحن نرفع شعارات لا للتطبيع والموقف سلاح والمصافحة اعتراف. ورغم كل هذه الشعارات وبعض المحاولات الجادة والناجحة في طريق المقاطعة مثل لجنة المقاطعة BNC، ‏التي تشكلت في عام ٢٠٠٥بعد توقيع ١٧٠جمعية مؤسسة فلسطينية على نداء من أجل المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، والتي ينشط فيها مجموعة من الشباب والشابات بشكل فاعل ومؤثر ومثمر، لدرجة أن يعلن يسرائيل كاتس رئيس الاستخبارات الصهيوني أنه يتعين على إسرائيل تنظيم عملية شطب هادفة للمدنيين ، وهو تعبير يدلل على القيام بعملية اغتيالات لنشطاء في مجال المقاطعة . إلا أن استراتيجيات الصهاينة العابرة لكل اعتبارات الهوية استطاعت أن تحقق نجاحا في العالم العربي وخاصة في الخليج. حيث اعتمدت على عمليات تشويه الوعي العربي وتدميره وإعادة رسمه بطريقة تصب في مصلحتها الوجودية في المنطقة. خطواتها كانت كالتالي: تشويه مفهوم المقاومة ومساواته بالارهاب من خلال مجلس الأمن وسن القوانين دون تعريف واضح للارهاب. لدرجة أن يصرح الرئيس الفرنسي هولاند بجملته الشهيرة ” معاداة الصهاينة هي معاداة السامية” وكلنا يعلم أن معاداة السامية في الغرب قانون يعاقب مرتكبه بالعزل الاجتماعي بعد التجريم. ثم قامت بمذهبة المقاومة وتصنيفها بتصنيفات عصبوية، بعد ضرب إسفين الخلاف المذهبي لتهيء القابليات لقبول تصنيفاتها وإسقاط رموز المقاومة بالضربة المذهبية لتسقط كل انجازاتهم، والتي أهمها تحطيم ادعاء أسطورة أن الجيش الصهيوني هو جيش لا يقهر، بعد أن أسقطت هيبته تحت أقدام المقاومين وضرباتهم، فبعثت أمل التحرير مجددا في نبص الجماهير. وبعد أن غيرت بوصلة عداء الشعوب من الكيان الصهيوني إلى أعداء وهميين لأسباب مذهبية، بدأت تطرح نفسها وبمساعدة أنظمة مستبدة كصديق حميم لنا، وكانت زيارة وفد رياضي صهيوني إلى قطر وارتفاع علم إسرائيل مرفرفا في سمائها جس نبض لردود الفعل على توسيع خطوات التطبيع، وبما أننا صمتنا صمت القبور ولم تشكل لنا هذه السابقة أي التفاته، رغم أننا كشعوب تشغلنا توافه الأمور بل يشغلنا كل ما هو مذهبي، حيث نبدي استعدادا للانشغال ببعضنا البعض ونعادي بعضنا البعض، إلا أننا أمام حدث كارثي كهذا لم نكلف أنفسنا حتى بأن نستنكر وهو أضعف الإيمان. وهنا لا أنسى كثير من الأنظمة في منطقتنا التي كان لها فضل كبير في دعم الكيان الصهيوني ليصل إلى هذه النتائج المبهرة، ولا أنسى فضل كثير من الشعوب التي لجهلها وتسليم وعيها لهذه الأنظمة مكنت الصهاينة من تحقيق حلمهم الاستراتيجي، في أن يصبحوا أصدقاء لا أعداء أبديين.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً