أحدث المقالات

هيمنةٌ على الدراسات الإسلاميّة في الغرب

د. فاطمة جان أحمدي(*)

ترجمة: عماد الهلالي

مقدّمة ــــــ

تأثّرت علاقة الغرب بالإسلام عامّة، والتشيع خاصّة، بالفكر الاستشراقي. ولقد بدأت الأمور تسير على هذا المنوال منذ أواخر القرن الثامن عشر للميلاد على أقلّ تقدير، واستمر الحال على ذلك إلى يومنا هذا. وإذا نظرنا بواقعية إلى تاريخ الدراسات الإسلامية في الغرب سيتجلّى لنا بوضوحٍ أن البحوث العلمية في مجال التاريخ الإسلامي كانت متأثّرة بالأحكام المسبقة، وذات الصبغة الحادّة والناقمة على الإسلام، أو الاتجاهات التي تسعى لتحقيق أهدافٍ سياسية من خلال استثمار الآليّات المنهجية للدراسات الاستشراقيّة.

وقد سعى علماء الدراسات الإسلامية (Islamologists) الغربيين في هذا المجال إلى الحديث بطريقةٍ مرنة (بتساهُلٍ) حول الشرق والإسلام، وخاصة التشيُّع.

وهنا أسئلة تطرح نفسها، وهي:

ـ هل يمكن اعتبار مستشرقين أمثال: ساسي([1])، ولان([2])، ورينان([3])، وغيب([4])، وماسينيون([5])، حياديين؟

 ـ وهل كانت الأهداف العلمية الخالصة تقف وراء جهود الباحثين الأمريكيين الذين درّسوا الشرق الأوسط والإسلام إثر التقدُّم العلمي في مختلف مجالات التاريخ، وعلم اللغة، وعلم الإنسان (الأنثروبولوجيا)، وعلم الاجتماع، في القرن العشرين في كبرى المراكز العلمية الغربية، من قبيل: بريستون، وهارفارد، وشيكاغو؟

 هذه الأسئلة تدفع، من خلال تحليل تيّار الاستشراق، إلى البحث في الأهداف السياسية والثقافية، الظاهرة والخفية، في المجالات العلمية في عالم الغرب.

لقد أدّى ظهور إسرائيل على خارطة العالم إلى نشوء رؤيةٍ سياسية في التاريخ الجديد للعالم المعاصر، حيث بدأت نشاطات المستشرقين اليهود العلمية في أوائل القرن الثامن عشر في الغرب. إن تركيز بحوث اليهود على الدراسات الإسلامية، وإعطاء الأولوية للبحث حول المجتمعات الإسلامية، وكذلك إيجاد التيارات الالتقاطية أو المهجّنة، أسَّس لحركةٍ مختلفة في الغرب من أجل إيجاد التحريف والتشكيك في تاريخ الإسلام. وعلى هذا الأساس فإن كثيراً من الدارسين في المراكز العلمية التابعة للوكالة اليهودية يمكن إدخالهم في قائمة المستشرقين الغربيين. إن هذا النشاط الكبير في مجال الدراسات الإسلامية في الغرب، والعدد الكبير من المستشرقين الراغبين في البحث والدراسة في مجال التاريخ الإسلامي، يدفع إلى التأمّل بدقّة في مسار نشوء التيارات الاستشراقية، ودراستها، والتعرُّف على مخاطرها.

والبحث التمهيدي الذي بين أيديكم ما هو إلاّ سعيٌ محدود للإجابة عن التساؤلات التالية:

أـ ما هي دائرة بحث الاستشراق اليهودي؟

ب ـ ما هي أهداف الاستشراق اليهودي؟

ج ـ ما هي خصائص تيّار الاستشراق اليهودي؟

لا شَكَّ في أن استعراض الإحصائيات والتخمينات المحتملة، والفرضيات العلمية، يمكن أن يكون مفيداً للوصول إلى أهداف هذا البحث. وبناءً على هذه الحاجة الضرورية نستعرض أهمّ الفرضيات في مجال الإجابة عن الأسئلة المتقدّمة:

1ـ إن دائرة الدراسة في الاستشراق اليهودي هي العالم الإسلامي كلّه، وخاصّة تاريخ صدر الإسلام، ومصادره الأوليّة، أي اللَّبِنات الأولى للإسلام.

2ـ إن أهمّ أهداف الاستشراق اليهودي من الدراسات الإسلامية هو التشكيك وطرح الإشكالات والشبهات، وإيجاد الخَلَل، وإقامة الحوار البحثي في مجال التاريخ الإسلامي.

3ـ من خصائص الاستشراق اليهودي ما يلي:

 أـ الاستناد إلى المصادر الإسلامية غير المعتبرة، والتركيز على تحريفاتها.

ب ـ النظرة العقلانية إلى الأحداث التاريخية غير الثابتة.

ج ـ استثمار الرؤية الدينية والنظرية الدينية اليهودية في تحليل الأحداث الدينية.

د ـ البحث عن الغموض والإبهامات التي اكتنفت مصادر وتعاليم التوراة والإنجيل في المصادر الإسلامية.

تعريف الاستشراق اليهودي ـ الإسرائيلي ــــــ

تعود الجذور التاريخية لمصطلح الاستشراق، من حيث الانطلاقة والانتشار في الغرب، إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، حين ظهرت([6]) للمرة الأولى في أوروبا كلمة «الاستشراق»([7]) في إنكلترا وفرنسا (سنة 1779م)، وأخيراً في الثقافة الأكاديمية الفرنسية (سنة 1838م).

من خلال البحث والتدقيق لم نعثر على اتفاق أو توافق بين الباحثين ـ سواء بسبب رؤيتهم أو تعاليمهم العلمية، بل حتّى بسبب شمولية مصطلح «الاستشراق» ـ حول تقديم تعريف لغويّ واصطلاحي لـ «الاستشراق» بنحوٍ شمولي، ومحدَّد، ونهائي. لكنْ ما لا رَيْبَ فيه هو أن هذا التنوُّع في الآراء، وأحياناً تشتُّتها، أدّى إلى أن ينشأ في الأدبيّات تيارٌ متسامح تجاه الدراسات الغربية، وأن تتعدّد تعريفات الاستشراق في أوساط الباحثين. لذلك نرى أن تقديم تعريف يبتني على الدليل من الأهمّية بمكانٍ في المساعدة في عرض البحوث، والوصول إلى أهداف البحث.

الاستشراق مأخوذ من «ش. ر. ق»، وأضيف إليها ثلاثة حروف، هي «أ. س. ت» لتدلّ في اللغة العربية على الطلب، سواء كان حقيقياً أم مجازياً. والتعريفات اللغوية لهذه الكلمة، وهي مصدر «استشراق»، بمعنى (Orientalism)([8]). شرق المكان شرقاً أشرقت عليه الشمس([9]). وشَرَّقوا ذهبوا إلى الشَّرْق. وشرق أخذ في ناحية المشرق ووجهه. وتشرق جلس يستدفئ في الشمس وقت الشروق. و«الشارق» و«الشرق» الشمس. و«المشرق» جهة شروق الشمس، والبلاد الإسلامية في شرقي الجزيرة العربية([10]).

وأما إدوارد سعيد، المفكر والباحث المعروف، فقد عرّف الاستشراق تعريفاً غير دقيق، حيث قال: «أسلوب في التفكير مبنيّ على تميّز متعلّق بوجود المعرفة بين «الشرق» وبين «الغرب»…. الاستشراق ليس مجرّد موضوع سياسي أو حقل بحثي ينعكس سلباً باختلاف الثقافات والدراسـات أو المؤسّسات، وليس تكديساً لمجموعة كبيرة من النصوص حول المشرق…. إنه بالتالي توزيع للوعي الجغرافي إلى نصوص جمالية وعلمية واقتصادية واجتماعية، وفي فقه اللغة وما شابه ذلك في المجال المعرفي، أو العلم الذي يُتوصّل به إلى الشرق بصورةٍ منظّمة، كموضوع للتعلّم والاكتشاف والتطبيق…. نوع من الإسقاط الغربي على الشرق وإرادة حكم الغرب للشرق»([11]).

ويعرِّفه باحثٌ آخر بتعريفٍ عام، وهو أنه: «أسلوب فكري غربي يقوم على أن هناك اختلافاً جذرياً في الوجود والمعرفة بين الشرق والغرب، وأن الثاني يتميّز بالتفوق العنصري والثقافي على الأوّل»([12]).

ويعرِّف رودي بارت([13]) المستشرق الألماني الاستشراق بأنه «العلم الذي يسعى إلى تعلّم لغةٍ خاصّة. ويُدْعى هذا العلم علم الشرق، وعلم العالم الشرقي»([14]).

وأما برنارد لويس فهو يطرح سؤالاً حول الاستشراق، ساعياً بذلك لتقديم تعريفات عامّة؛ لكي يدفع الإجابة عن المعنى اللغوي والاصطلاحي لهذه الكلمة، فيقول: «استعملت كلمة الاستشراق من القدم في معنيين:

المعنى الأول يدلّ على مدرسة الفنّ. وتعود هذه الكلمة إلى مجموعة من الفنّانين من أوروبا الغربية، وهم الذين سافروا إلى الشرق، وأقاموا مدّةً في الشرق الأوسط أو أفريقيا الشمالية، ورسموا ما شاهدوه أو تخيَّلوه بأسلوبٍ رومانسي، أو بأسلوب في غاية الغرابة.

والمعنى الثاني ـ وهو الشائع، وليس له صلةٌ بالمعنى الأول ـ هو الكلمة الدالّة على علمٍ، حيث شاعت في عصر اتّساع العلوم في أوروبا الغربية في عصر النهضة العلمية. وتختصّ هذه الكلمة بالحضارات الهلنستية التي تتلمذ فيها اليونانيون، واللاّتينيون، والعبرانيّون، وإلخ».

ووفقاً لتعبيره فإن المستشرق يطلق على مَنْ كان عمدة جهده العلمي منصباً على تعلُّم اللغات غير الأوروبية([15]). وعلى هذا الأساس يسعى لإنتاج مصطلحٍ يقابل الاستشراق وفقاً لرؤية علمية، وهذه الكلمة ليست سوى «المستغرب»([16]). ورغم ذلك فهو يذكر في تعريفاته عنصري الإدراك والخيال مقترنين، ويعترف بأن ما دوَّنه الغربيّون حول الشرق لم يكن خالياً من الخيال والتصوُّر، أو الفهم الشخصي.

وبهذا يمكن بقليلٍ من التساهل والتسامح أن نوضّح المعنى الاصطلاحي للاستشراق في المفاهيم الأكاديمية بما يلي: فرع يتحاور ويؤلف ويدرِّس حول الشرق. والمستشرق هو الذي يبدي رأيه حول الشرق، ويبحث في قضاياه. وفي مفهومٍ أوسع المراد هو أسلوب فكري غربي يقوم على أن هناك اختلافاً جذريّاً بين الشرق والغرب، ويسعى إلى إعداد وتأليف سلسلة من «الاهتمامات» أو «الهموم» المدروسة في ما يتعلّق بالشرق. والاستشراق في الواقع هو عبارة عن إرادة وقصد خاصّ يهتمّ بإدراك وفهم «الشرق».

وهناك نقاشاتٌ بين الباحثين في تقديم تعريفٍ دقيق للاستشراق الإسرائيلي. لكنْ يمكن تقديم تعريفات عامّة للاستشراق الإسرائيلي تتناغم مع التعريف المتقدّم. وبعض الباحثين المعاصرين يركّز على اللغة العبرية في الاستشراق «الإسرائيلي»، فيعرِّفه قائلاً: هو حصيلة علميّة في مجال الدراسات والبحوث الإسلاميّة المكتوبة باللغة العبريّة، من قبل علماء وباحثين إسرائيليين، متخصِّصين بالدراسات الإسلاميّة والعربيّة([17]).

والنقطة الهامّة في هذا التعريف هي التأكيد على اللغة العبرية، مع أن هذا الأمر يؤدّي إلى فقدان التعريف المتقدِّم شموليته؛ لأن التقييد بعنصر «اللغة»، والعبرية على وجه الخصوص، سوف يؤدّي إلى إهمال النصوص التي تحمل الطابع الفكري اليهودي الإسرائيلي المؤلَّفة بغير اللغة العبرية. ولا رَيْبَ أن هناك كثيراً من المستشرقين الإسرائيليين الذين دوَّنوا بحوثهم ونتاجاتهم العلمية بغير اللغة العبرية (كالإنجليزية، والفرنسية، والألمانية)، ومنهم: البروفسور أوري رابين المستشرق المعاصر، وأستاذ الدراسات الإسلامية وقسم اللغة العربية في كلّية الآداب في جامعة تلّ أبيب، وصاحب أحدث ترجمة عبرية لمعاني القرآن الكريم، وله مؤلَّفات باللغة الإنجليزية والألمانية أيضاً.

لذا فإن تعريف «الاستشراق اليهودي» اصطلاحاً، وبغضّ النظر عن اللغة، هو «الحركة العلمية اليهودية» التي تهدف إلى دراسة كلّ شؤون الشرق الإسلامي، السياسية، والاقتصادية، والتاريخية، والجغرافية، والأنثروبولوجية، وغيرها، من خلال اتّباع منهج ديني، والهيمنة على البلدان الإسلامية؛ من أجل تحقيق أهدافها الدينية والسياسية، وتحقيق الهيمنة العلمية على العالم الإسلامي.

تيّار الاستشراق اليهودي الإسرائيلي ــــــ

يمكن العثور على الخطوط الفكرية للاستشراق اليهودي المبنيّ على الصهيونية بوضوحٍ من خلال إلقاء نظرة عابرة على مسار تكوّن الاستشراق في الغرب. وفقاً للدراسات فإن الاستشراق اليهودي استمرّ من خلال الاستشراق الصهيوني، والاستشراق الصهيوني بدوره، وبكلّ ما يمتلكه من شدّةٍ وسرعة، ما زال يتجلّى وينعكس في الاستشراق الإسرائيلي. وحين نلاحظ تقسيم إدوارد سعيد الرباعي لمسار الاستشراق في أوروبا في القرن الثامن عشر وما بعده سوف يتجلّى استمرار تيّار الاستشراق اليهودي في كلّ تلك الفترات بوضوحٍ.

وطبقاً لتقسيمه فقد مرّ الاستشراق بأربع مراحل:

1ـ اتّساع أوروبا ونفوذها في الشرق.

2ـ المقارنة التاريخية (معارف الشرق والعالم الإسلامي حول الغرب).

3ـ علاقة الاتجاه الرومانسي ورؤيته للشرق. ويمثّل هذا الاتجاه أشخاصٌ من قبيل: «هردر»، و«موزارت»، وأمثالهم.

4ـ تصنيف المجاميع الإنسانية (الإنسان الأمريكي، والإنساني الآسيوي، والإنسان الأوروبي، و…).

وفي هذا المجال يعتبر القسم الثاني المختصّ بالدراسات الإسلامية والمقارنات التاريخية مجالاً مناسباً لعرض الأفكار والبحوث اليهودية.

ويعتقد بعض المفكِّرين، كالأستاذ بهنسي، أن الاستشراق الإسرائيلي هو المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل التغيّر والتطوّر في «المعرفة اليهود للاستشراق». وأوّل مراحل هذه المعرفة بدأت بالاستشراق اليهودي العامّ، ثمّ استمرّ بالاستشراق «الصهيوني»، وأخيراً سيختم بالاستشراق «الإسرائيلي».

وبنحوٍ عامّ فإن الاستشراق اليهودي في التاريخ المعاصر يعتبر قسماً من الحركة الاستشراقية في الغرب، التي ظهرت في بداية القرن الثامن عشر الميلادي. وقد حقّق مكانة هامة في حركة الاستشراق الغربي الأوروبي، من خلال تنظيمه وتركيزه على الدراسات في مجال الإسلام والمجتمعات الإسلامية([18]).

والجدير بالاهتمام هو أن الاستشراق اليهودي ارتبط بالحركة الصهيونية. ويمكن بسهولةٍ استعراض المجالات المشتركة بينهما. حين ظهرت الحركة اليهودية في عام 1881 في شرق أوروبا استطاعت تحقيق أهدافها الخاصّة، ووضعت نفسها في خدمة الصهيونية، وحاولت أن تجذِّر الوجود اليهودي في فلسطين، وهو الأمر الذي تؤكّد عليه مؤلّفات المستشرقين اليهود.

وبعد الاستشراق اليهودي، الذي كان يهدف إلى دراسة الموضوعات الإسلامية، وصل الأمر ـ بعد إنشاء دولة إسرائيل عام 1948م ـ إلى مرحلة «الاستشراق الإسرائيلي»، الذي يعتبر استمراراً لـ «الاستشراق اليهودي»، و«الاستشراق الصهيوني».

ومن خلال القيام بدراسةٍ عامّة ربما يمكن فهم الاختلاط والتداخل الواضح لموضوعات الاستشراق «الإسرائيلي» بموضوعات الاستشراق «اليهودي» و«الصهيوني»، وكذلك الغربي. ومن النماذج الجيِّدة لهذا الخلط والتمازج هو نشر «ترجمات عبرية للقرآن»، حيث قام حاييم هرمن ريكندروف بترجمة ونشر أوّل ترجمةٍ عبريّة للقرآن، وصدرت في عام 1857م([19]).

وتشير الوثائق إلى أن القرآن الكريم تُرجم للمرة الثانية في فلسطين سنة 1937م على يد يوسف ريولين. ويمكن نسبة هذه الترجمة إلى حقبة «الاستشراق الصهيوني».

والترجمة الثالثة للقرآن كانت على يد «أهارون بن شيمس»، ونشرت في إسرائيل سنة 1973. وتاريخ الترجمة الرابعة في إسرائيل هو آذار عام 2005، حيث ترجمه البروفسور «أوري رابين»، أستاذ الدراسات الإسلامية والقرآنية في فرع اللغة العربية والإسلام في كلّية الآداب في جامعة تل أبيب. وهاتان الترجمتان جاءتا في فترة «الاستشراق الإسرائيلي». والأمر اللافت هو أن هذه الترجمات، ورغم رجوعها إلى مراحل مختلفة من الاستشراق اليهودي العامّ، لكنّها تحمل وجوهاً مشتركة، منها: الشبهات الكثيرة التي تثيرها حول القرآن، أو طرح الكثير من التساؤلات حول تاريخ صدر الإسلام. ومضافاً إلى ذلك: ضعف الوجوه المشتركة بين الترجمات الناقصة. وتشترك أيضاً في وجود أخطاء لغوية كثيرة ومتكرِّرة([20]).

الاستشراق اليهودي ـ الإسرائيلي، والاعتماد على لغاتٍ أخرى غير العبريّة ــــــ

لا شَكَّ أن لغة الكتابة تعتبر من عوامل الارتباط الهامة في نهضة التيار الاستشراقي الإسرائيلي. ومعظم الروّاد من الباحثين والمستشرقين اليهود كانوا يكتبون في الغالب باللغة العبرية. ولذا كان الاستناد إلى اللغة العبرية أحد مميزات الاستشراق اليهودي ـ الإسرائيلي في مرحلته الأولى. ولم يكن تدوين الاستشراق الإسرائيلي في مرحلته الأولى باللغة العبرية، بمعنى قلّة الاهتمام بسائر لغات الشعوب؛ لكنّ الاهتمام باللغة العبرية، واحترامها، وإعطائها الأولوية في التأليف، كان شائعاً بكثرة في أوساط الباحثين اليهود الأوائل. وتشير البحوث إلى أن اليهود في العصر الروماني كان يتكلَّمون ويؤلِّفون باللغة اللاتينية، وفي القرون الوسطى اختاروا اللغة العربية، حيث كانوا يعيشون في ظلّ الإسلام والثقافة العربية، وقد دوَّنوا أهم وأبرز مؤلَّفاتهم ونتاجاتهم الأدبية والثقافية باللغة العربية. ويرى بعض الباحثين أن هذه الجهود غير المنسجمة كانت من أجل تقريب اللغة العربية إلى لغة دينهم، أي العبرية([21])، مع أنه لا شَكَّ في أن التقارب بين اللغتين العربية والعبرية زاد في وتيرة هذا التفاعل.

إن تشتُّت اليهود في مختلف بقاع العالم ـ سواء بسبب الأسر أو العبودية ـ ساعدهم بشدّةٍ في استثمار سائر اللغات؛ حيث أدَّتْ هذه الظاهرة إلى ظهور طبقة من اليهود يتحدَّثون أو يؤلِّفون بلغة البلدان التي استوطنوها. لكنّ هذا الأمر لا يعني أنهم نَسُوا اللغة العبرية، حيث استمرّوا في تدوين شؤونهم الهامّة بهذه اللغة.

إن نتيجة جهود اليهود في مجال تعلُّم اللغات الأخرى لم يقتصر على هذا المستوى، بل مزجوا مختلف اللغات؛ ليبتكروا لغة خاصّة مؤلّفة من لغات حية أو مندثرة، من قبيل: «العربية ـ اليهودية»، حيث إن بعض مؤلّفات القرون الوسطى كتب بهذه اللغة، وفي الحقيقة كتب باللغة العربية، وبحروف عبرية؛ لكي لا يستطيع غير اليهود قراءتها أو الاطلاع على مضمونها([22]).

ولغة «ييديش» هي لغة مبتكرة، نتجت عن تغيير ومزج الحروف واللغة الواقعة (الحاصلة)، اشتملت على تغييرات أساسية، واستفيد منها كلغةٍ تطبيقية في الجامعات اليهودية في أوروبا. وتعتبر هذه اللغة مزيجاً من اللغة العبرية واللغات السلوفاكية الأوروبية. وقد استعملت هذه اللغة في تأليف معظم الآثار الأدبية اليهودية في القرنين الثامن والتاسع عشر للميلاد.

وبعد اتّساع موجة التغيُّرات في أوروبا في القرون الجديدة نال التغيير أيضاً الاستشراق الإسرائيلي، وكان أهمّها التوجُّه الواقعي نحو عنصر اللغة، أي غير اللغة العبرية من سائر اللغات. وأدّى ذلك إلى ازدهار سائر اللغات الأوروبية، وخاصة الإنجليزية والألمانية في أوروبا وسائر المناطق التابعة لها. وقد أدّى هذا التغيير في المنهج إلى أن يبدأ كثيرٌ من الباحثين والمستشرقين اليهود، وجَرْياً على هذا المنوال، إلى البحث والتأليف باللغات الأخرى، وخاصّة الإنجليزية والألمانية. ويمكن اعتبار البروفسور أوري رابين من المستشرقين اليهود الذين يمثِّلون كلا حقبتي التدوين اليهودية ـ الإسرائيلية. وقد شغل لفترةٍ من الزمن كرسيّ أستاذ الدراسات الإسلامية واللغة العربية في كلية الآداب في جامعة تل أبيب. ومن أبرز مؤلَّفاته أحدث ترجمة عبرية لمعاني القرآن الكريم. وقد أدرك في العصر المذكور ضرورة التأليف باللغات الإنجليزية والألمانية، حيث كتب آخر مؤلَّفاته بعنوان:

The chil: Between Bible and Quran dren of Israel and Islamic Historical Self Image.

باللغة الإنجليزية، وطبع في عام 2004م في جامعة أوكسفورد في لندن([23]).

وأما «يهوشفاط هركابي» فهو مستشرقٌ إسرائيلي، وله ارتباط واضح بالمؤسسات السياسية والتعليمية والمخابراتية الإسرائيلية. وهو مضافاً إلى مؤلفاته العديدة باللغة العبرية، له مؤلَّفات باللغة الإنجليزية. وقد ألَّف باللغة الإنجليزية عام 1977م كتاباً حمل عنوان «استراتيجيات العرب والمجابهات مع إسرائيل»، طبع في نيويورك.

وأما البروفسور يوسف سادان، أستاذ الأدب العربي التقليدي (القديم) في فرع اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة تل أبيب، فهو مثال آخر للمؤلِّفين الإسرائيليين مزدوجي اللغة. فإنّ له، مضافاً إلى المؤلفات التي كتبها باللغة العبرية، مؤلَّفات باللغة الفرنسية، أهمّها كتابٌ حمل عنوان:

Le mobilier au proche – orient medieval Leiden, Holland (E. J Brill)([24]).

ومن الجدير بالذكر أنه بعد تأسيس دولة إسرائيل لم يكن هناك إلزام بالتأليف باللغة «العبرية المعاصرة» في المؤلّفات الاستشراقية الإسرائيلية، بل إن المستشرقين الإسرائيليين بعد هذا التاريخ لم يلتزموا بتدوين نظرياتهم ونتاجاتهم العلمية الاستشراقية الإسرائيلية باللغة العبرية فقط، بل ألَّفوا باللغات العلمية العالمية المعاصرة.

تأثير الاستشراق اليهودي على الدراسات الإسلامية في الغرب ــــــ

اشتهر المستشرقون اليهود بأنهم من أوائل الذين بادروا إلى ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة العبرية واللغات الأوروبية. وقد سعى هؤلاء لتحقيق أهداف ثقافية ودينية، وربما سياسية أيضاً، من وراء تلك الترجمات. وقد حظيت هذه الترجمات بأهمّية كبيرة، وأحدثت تياراً علمياً هامّاً في الدراسات التاريخية وغيرها؛ لأنه لا رَيْبَ في أن هذه الترجمات اشتملت على أغلاطٍ وخَلْط في المواضيع والمطالب، الأمر الذي تأثيراً عميقاً في الدراسات الإسلامية في الغرب. وكان هناك الكثير من سوء الفهم والتسرّع في استخلاص النتائج، وسطحية ناشئة عن الترجمات الخاطئة للقرآن في أوروبا([25]). وقد أدَّتْ هذه الترجمات إلى نشر كمّيةٍ هائلة من الأغلاط في النصوص التاريخية، مصحوبة بالتحريف وخيانة الأمانة العلمية في نقل المواضيع، ووضعت بين يدي القرّاء في الغالب معلومات مشوّشة وملوّثة([26]). إن الباحثين الأوروبيين وغير المسلمين حين يريدون فهم الإسلام وإدراك حقيقته، أو الاطلاع على الوقائع التاريخية، يعتمدون في الغالب على مراجعة القرآن، وبما أنهم غير قادرين على فهم اللغة العربية فهم مضطرون إلى مراجعة ترجمة القرآن. ولذلك فإن الفهم الخاطئ الناشئ من الترجمات الأولى للقرآن انتقل إلى المجتمعات غير المسلمة، وبقي مسيطراً لعدّة قرونٍ على ذهنية المستشرقين، وحرف اتجاههم عن الفهم الصحيح. وعليه نشأ البحث في المصادر الأصلية والأوليّة، وكتب المراجع الإسلامية، والقيام بترجمة أمّهات التراث الإسلامي إلى مختلف اللغات، وخاصّة اللغة العبرية. وإلى جانب الترجمات العديدة للقرآن الكريم والنصوص الإسلامية، فقد أُنجزت دراساتٌ شاملة في هذا المجال. وكذلك تم افتتاح مراكز بحوث ومعاهد علمية تحمل عنوان الدراسات الشرقية. إنّ أول خطوةٍ في طريق الاستشراق والدراسات الشيعية كانت في الغرب وإسرائيل، وبالتدريج مُهِّدَتْ الأرضية لإنشاء الجامعات في هذا المجال.

مؤسَّسات الاستشراق في (إسرائيل) ــــــ

لا شَكَّ أن فكرة تأسيس جامعة في القدس كانت أسبق من قيام دولة (إسرائيل). وقد قُدِّم اقتراح تأسيس جامعة في فلسطين مرّات عديدة في اجتماعات اليهود، وفي كلّ مرّةٍ كانت هناك موانع تقف أمام تحقُّق هذه الفكرة على أرض الواقع، إلى أن نشأ فريق من الشباب الصهيوني المتأثِّر بأفكار وايزمن، والمدعوم من قِبَله، الذي كان يشغل منصب كرسي جامعة «جنوا»، وسعى هذا الفريق بجِدِّية لتحقيق فكرة تأسيس جامعة في فلسطين. وفي سبيل تحقيق هذه الفكرة طلب وايزمن، الذي كان من أوائل المنظِّرين لتأسيس هذه الجامعة، طلب من السلطان العثماني ـ الذي كانت فلسطين تحت سلطته السياسية ـ إنشاء جامعةٍ في فلسطين، لكنّ السلطان العثماني رفض هذا الطلب. ولقد أدَّت جِدِّية المسألة، والحاجة الملحّة لتأسيس الجامعة، إلى أن يشكّل المؤتمر اليهودي لجنةً لمتابعة هذه القضية. وكان كلٌّ من: وايزمن ويهودا مكنس أشهر أعضائها. لكنّ نشوب الحرب العالمية الأولى حال دون نجاح تأسيس هذه الجامعة. وأخيراً نجحت الجهود التي بذلها هذين الشخصين، ومعهم اللورد بلفور، وجمع آخر من اليهود، في انطلاق النشاطات الجامعية في إسرائيل. لقد كرَّس جوزيف هورويتس اليهودي الألماني اهتمامه للدراسات الإسلامية في جامعة فرانكفورت، وكان أوّل الأساتذة المدعوّين لرئاسة وتدريس قسم الدراسات الاستشراقية في الجامعة في القدس، ثمّ خلفه جوتهيلد ويل([27])، الذي كان متخصِّصاً في دراسات فقه اللغة العربية والتركية. إنّ تكوين فريق الدراسات الاستشراقية مَدينٌ بنحوٍ كبير للجهود التي بذلها أساتذةٌ من قبيل: بلاسنر، المتخصِّص في مجال الطبّ والفلسفة الإسلامية؛ وريولين، مترجم القرآن الكريم وكتاب ألف ليلة وليلة إلى اللغة العبرية؛ وشلومو بينس، المتخصِّص في الفلسفة وعلم الكلام الإسلامي؛ وغيرهم. ومن الجدير بالذكر أن المساعي الأولى لفريق الدرسات الاستشراقية في الأعوام الأولى اقتصرت على تقديم الخدمات العلمية لوزارة الخارجية والدفاع في إسرائيل. وكذلك أدّى تأسيس دولة إسرائيل والصراع مع العرب إلى توجيه معظم جهود هذا الفريق لإنجاز البحوث الخاصّة لهذه الأهداف. ومع هذا نرى شخصيتين هامّتين في مجال الدراسات الإسلامية في الجامعة العبريّة في القدس، وهما: ديفد آيولين؛ وماير جاكوب قسطر [مناحيم قسطر]، بدآ في تلك الأعوام بتربية وإعداد التلاميذ، وهيَّأوا الأرضية بجِدِّية لبدء الدراسات الإسلامية في الجامعات العبريّة. إنّ أهم الجامعات الموجودة في إسرائيل، والتي تتخصّص بنحوٍ كبير في مجال الاستشراق، هي:

أـ جامعة أورشليم العبرية ــــــ

تأسَّست هذه الجامعة في عام 1882م، وانطلقت نشاطاتها الرسمية في المجال العلمي في عام 1897م. لقد قامت هذه الجامعة بتفكيك مجالات البحوث، وركزّت بنحوٍ دقيق على الدراسات الآسيوية والأفريقية، والبحوث الاستراتيجية في مجال الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية، واللغة العربية وآدابها، والدراسات الهندية، والإيرانية، والأرمنية. وبهذا تكون قد حازت قسطاً كبيراً من الاستشراق اليهودي. إن مكتبتها الكبيرة التي تشتمل على ميلون مجلد تعتبر من أكبر مكتبات الشرق الأوسط([28]).

 وينضوي تحت لواء هذه الجامعة العديد من المؤسّسات، أهمّها:

1ـ مؤسّسة الدراسات الشرقية: تنشط هذه المؤسّسة في مجال اللغة العربية وآدابها، والحضارة الإسلامية في الشرق، وفلسفة الدين، والفنّ والتاريخ الإسلامي.

2ـ مركز بحوث اليهود: يهتمّ هذا المركز بالشؤون الثقافية لليهود، واليهود الساكنين في البلدان العربية والإسلامية. ويقدِّم هذا المركز غالبية دراساته على شكل كتب في مجال الاستشراق.

3ـ مركز دراسات السلام والمحبّة: تأسَّس هذا المركز في عام 1967م في الجامعة العبرية، وأطلق عليه اسم «مركز ترومان»، تقديراً للرئيس الأمريكي الأسبق «هاري ترومان»، الذي كان رئيساً لهذا المركز، وبذل جهوداً في خدمة الصهيونية وإسرائيل. وأغلب دراسات هذا المركز يتمّ تصميمها وتنفيذها حول محور الحروب العربية ـ الإسرائيلية.

4 ـ مركز دراسات التقريب بين اليهود والعرب (مارتين بوبر): وهذا المركز أيضاً مرتبطٌ بالجامعة العبرية في القدس. وأغلب اهتماماته بالدرجة الأولى هي التركيز لإيجاد النشاطات السياسية بين العرب واليهود. ويعتبر هذا المركز حلقة وصل بين المؤسّسات الحاكمة وسائر المراكز غير الحكومية التي تنشط في هذا المضمار.

مؤسّسة الدراسات الشرق أوسطية: تختص كلّ جهود هذه المؤسّسة بنشر دراسات وبحوث المستشرقين الإسرائيليين في الشؤون الإسلامية والعربية.

ب ـ جامعة تلّ أبيب ــــــ

حين تأسَّست هذه الجامعة عام 1956م كانت تضمّ عدّة كلِّيات في مختلف الفروع العلمية، وخاصّة العلوم الإنسانية، وتشتمل على 22 مركزاً للبحوث.

وأهم مراكز البحوث المرتبطة بها هي:

1ـ مركز بحوث الشرق الأوسط وأفريقيا: أسّس هذا المركز أحد المستشرقين المرتبطين بالمؤسّسة المخابراتيّة الإسرائيلية، ويدعى «رئوبين شيلواح»، وقد عرف هذا المركز باسمه. وقد كان لـ «إسحاق أرون»، وهو ضابطٌ إسرائيلي رفيع المستوى، دور هامّ في تأسيس هذا المركز. وتدور بحوث هذا المركز بنحوٍ عامّ حول دراسات الشرق الأوسط، وخاصّة البلدان الإسلامية. وعلى هذا الأساس هناك مراكز مرتبطة به في كلٍّ من: مصر، وسوريا، والعراق، والسودان.

2ـ مركز البحوث الاستراتيجية: تأسّس هذا المركز عام 1977م، وله دورٌ هام في تجميع المعلومات للمؤسّسات الحاكمة. وعليه فإن معظم نشاطاته تدور حول الاختراقات الأمنية في سائر بلدان المنطقة. ومن خصائص هذا المركز اعتماده على الكوادر الاستخبارية والأمنية الإسرائيلية.

3ـ جامعة حيفا: انطلقت نشاطات هذه الجامعة رسمياً عام 1964م. وتضمّ اليوم عشرين كلّية ومؤسّسة بحوث مرتبطة بها، أهمها: مركز دراسات الشرق الأوسط. والهدف الرئيس لهذا المركز هو الدراسات الاقتصادية والسياسية والتاريخية في الشرق الأوسط، ويمتلك عدّة منشورات في مجال الأديان والمذاهب الإسلامية في العالم العربي، والآداب والتقاليد والرسوم، وبنحوٍ عامّ الثقافة الإسلامية في الشرق الأوسط.

الهوامش

(*) باحثةٌ في مجال الاستشراق والفكر اليهوديّ.

([1]) Sacy.

([2]) Lane.

([3]) Renan.

([4]) Gibb.

([5]) Massignon.

([6]) Orientalism.

([7]) أحمد صلاح بهنسي، الاستشراق الإسرائيلي، فصليّة پانزده خرداد، العدد 10: 1.

([8]) المعجم الحديث.

([9]) ابن منظور، لسان العرب 3: 425.

([10]) المصدر نفسه؛ المعجم الوسيط، قسم ش، كلمة (ش.ر.ق).

([11]) إدوار سعيد، الاستشراق: المعرفة، السلطة، الإنشاء: 37.

([12]) أحمد عزب، رؤية إسلاميّة للاستشراق: 7.

([13]) Rudi part.

([14]) رودي بارت، الدراسات العربيّة والإسلاميّة في الجامعات الألمانيّة: 11؛ أحمد محمود هويدي، مدخل إلى الاستشراق ومدارسه: 5.

([15]) برنارد لويس، الاستشراق بين دعاته ومعارضيه: 161.

([16]) المصدر السابق: 161 ـ 163.

([17]) انظر في ذلك: محمد خليفة حسن، المدرسة اليهوديّة في الإستشراق، مجلة رسالة المشرق، العدد 1 ـ 4: 64، 65.

([18]) المصدر السابق: 45.

([19]) أتان كوهلبرغ، القرآن، الموسوعة الكاملة العبريّة، اليهوديّة وأرض إسرائيل 4: 52.

([20]) محمد خليفة حسن، المصدر السابق: 64، 65.

([21]) برنارد لويس، الاستشراق بين دعاته ومعارضيه: 137.

([22]) إبراهيم عبد الكريم، الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل: 537 ـ 540.

([23]) للتعرف على الموضوع بنحوٍ أكبر انظر: http://www.tauacil/humanities/vip/Runin/uriht

([24]) انظر: www.sadan.adab.com/publications.htm

([25]) شالوم زاوي، مصادر يهوديّة في القرآن (العبريّة): 13.

([26]) محمد عبد الله الشرقاوي، الاستشراق والغارة على الفكر الإسلامي: 35 ـ 36.

([27]) Gotthold Weil.

([28]) Encyclopedia Vol. 8, pp.219-226.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً