أحدث المقالات

بين الحيادية وتدخّل المترجم

أ. أحمد خيري(*)

د. علي رضا محمد رضايي(**)

مقدمة ـــــــ

مما لا شك فيه أن الترجمة عنصرٌ أساسٌ في التفاعل الإنساني، تقتبس العلوم والفكرة ثم تنشرها وفقاً لما يحتاج إليه البشر من المعرفة والحضارة والتقنية والاقتصاد والسياسية، فتطور نشاط الترجمة والاهتمام بها، واتسع نطاق دراسة قضايا اللغوية وغير اللغوية، وتحليل ما يشكل ممارستها. في البداية كان هذا الاهتمام مؤلفاً من آراء وأفكار جانبية متفرقة، لا يكاد يربط بينها رابط، ثم تشعب، بعد أن كان منحصراً بمستوى الدراسات الأدبية وبالنقد الأدبي، فبدأ يشمل فقه اللغة، واستمر الاهتمام إلى أن أخذ علماء اللغة يعتبرون دراسة الترجمة فرعاً من فروع اللسانيات الحديثة. ثم اتسع نطاق مساهمة المعنيين بالترجمة والمترجمين أنفسهم في معالجة قضايا الترجمة، وانبرى البعض لتحليل العوامل الاجتماعية والنفسية والجوانب الثقافية المؤثرة فيها، فتكاثرت النظريات سلباً وإيجاباً، فأصبح من نتائج ذلك الاقتناع بأن دراسة الترجمة دراسة شاملة، لضرورة الجمع بين عدة فروع علمية متصلة بها، حتى تكاثرت ونضجت وبلغت هذه الدراسات إلى درجة نشأ منها <علم الترجمة> كعلم من العلوم الإنسانية، مثل اللسانيات، مع التأكيد على استقلال هذا العلم بذاته وتميزه عن اللسانيات التقليدية،… أما من حيث التسلسل الزمني فقد تطورت دراسات الترجمة ونظرياتها بموازاة التحولات التي طرأت على أشكال الترجمة ووسائلها، وكان التلاقح بين الدراسات والممارسة أحد الدوافع المحركة لكل منها على طريق التقدم والتجدد؛ لأن علم الترجمة الحديث النشأة انطلق من محاولة فهم مشاكل الترجمة، والبحث عن عناصرها اللغوية وغير اللغوية لاحقاً، ومراحلها التنفيذية وآلياتها الذهنية. وستظلّ عملية الترجمة في حاجة إلى التفسير والتحليل، وسيحتاج المترجم إلى ما يقدمه علم الترجمة من شروح وإرشادات وقواعد توضح له الطريق في عمله، وتساعده على تحسين أدائه،.. إذاً ثمة تناضح طبيعي بين الفعل والوعي بالفعل، وتنافذ مستمر بين المممارسة والمعرفة النظرية، وتأثير وتأثر بين الصنعة والعلم. وإحدى هذه النظريات والمشاكل هي مشكلة التدخل ومراعاة الأمانة في نقل النص الرئيس إلى النص المترجم. وهناك أسئلة كثيرة عنها، منها: هل يجو التدخل والتصرف في النص المترجم أم لا؟ إن كان الجواب إيجاباً فلم؟ وأين؟ ومتى؟ وإلى أي حد؟ وأي من المترجمين يقوم بفعل كهذا؟ وما هو معنى الأمانة؟ و….

واللإجابة عنها يمكن القول:

تتخذ النصوص المترجمة أشكالاً مختلفة في عملية الترجمة، قد تُنفخ فيها روحٌ جديدةٌ تشابه الأصلَ إلى درجة كبيرة، أو تتحول فوراً إلى مسخ أو شَبَح هزيل ضعيف لا علاقة له بمقاصد الكلام الأصلي، ولا ببيئته الفكرية والحضارية، بل ولا ببيئته الجديدة المغروسة فيها، ولعل هذا الأمر من أكثر الأمور أهمية وخطورة في الترجمة، فمعظم الترجمات التي نراها في زماننا هذا تفتقر إلى حد كبير إلى أربعة أمور رئيسة، هي: الدقة، والضبط، والتحكم في المعنى، والقبول.

فالغالبية العظمى من الأعمال المترجمة لا تكون على درجة من الجدة والإبداع والاحتراف؛ إذ إن كثيراً من المترجمين، هواة ومحترفين، قد تعوزهم المقدرة على فهم النصوص الأجنبية بمجمل أبعادها الدلالية والوظيفية والحضارية، ويفتقرون إلى منهجية حديثة واعية وثابتة للنقل والتعريب والترجمة، فتدخل المعرفة المنقولة إلى اللغة من باب متهرئ، وتحمل معها في جملة ما تحمله تعابير مجازية واصطلاحية لا علاقة لها بالمقصود من الكلام الأصلي، وذلك لتمارس المترجم حرفية الكلام تمارساً أعمى، دون النظر في الأبعاد الحضارية والثقافية لتلك التعابير. فمن التعابير الأجنبية ما يُفهم بداهة أن تُرجم حرفياً؛ لشمولية المجاز الإنساني الذي تعبر عنه تلك التعابير، وكثير منها يخفق في تأدية المعنى المقصود في الترجمة؛ لخصوصية المجاز وطرائق التعبير لغوياً وثقافياً وحضارياً وبيئياً. وبعض المترجمين لا يراعي في الترجمة كل أبعادها بأمانة ودقة وصحة. إن الغاية الأولى من الترجمة هي التواصل ونقل المعرفة، إلاّ إذا كان هناك مانع يؤدي إلى إسقاط المعاني الكفافية والثانوية، والاحتفاظ بالمعاني الجوهرية والأساسية فيها. وما يُتّبع من أساليب حرفية في نقل الكلام، ولاسيما في المصطلحات والتعابير المجازية، غالباً ما يخفق إخفاقاً ذريعاً في هذه الناحية المهمة في الترجمة؛ ذلك أنه يولد معاني تختلف اختلافاً كبيراً عن المعاني الأصلية، ويرسم صوراً دخيلة تنفصم عن المعاني المقصودة من تلك الصور الأصلية في بيئتها الطبيعية في لغة المصدر، أما قبل الدخول في بحث نظريات الترجمة الأمينة يجدر بنا أن نشير إلى إحدى النظريات في تحديد مستويات الترجمة.

المستويات الانتقالية للترجمة في إطار النموذج الوظيفي: 1ـ المستوى الأولي؛
2ـ المستوى الوظيفي؛ 3ـ المستوى التأويلي، أو كما تسمى في الإنجليزية تباعاً (primary, operative, and interpretive).

ولا ينبغي الانتقال من مستوى إلى آخر إلا حسب ما تمليه المحددات والمقيدات اللغوية والمنطقية والحضارية في اللغة المنقول إليها. وواجب المترجم ومسؤوليته الأدبية بالدرجة الأولى الانطلاق من أقرب نقطة بين لغة المصدر ولغة الهدف، ويكون ذلك في المستوى الأولي للنقل، فإن كان هناك ما يمنع ذلك لغة أو حضارة وجب الانتقال إلى المستوى الوظيفي، وإن لم تستقم الترجمة للأسباب ذاتها وجب الانتقال إلى المستوى التأويلي.

وأثناء علمية الترجمة ضمن هذا الإطار يُضطر المترجم إلى التدخل في النص على نحو مشروع لاستيفاء المعنى أو استقامة التعبير وسلامة اللغة. وهذا التدخل (intervention) مقبول إذا تعذر إيجاد أقرب متناظر طبيعي للنص الأصلي. ولكن إذا عالج المترجم النص الأصلي والمراد منه بما يرتبط بنزعاته النفسية أو بسهو أو بعدم دراية بمتطلبات الترجمة فقد شوّه معناه؛ إذ إنه يخل بالأمانة العلمية وبنزاهة المحتوى البياني والقيمة التواصلية للنص الأصلي، فيخرجه عن الترجمة إلى الاقتباس والتأويل، وتنتفي إمكانية التنظير، وتدخل الترجمة حيز التقريب والاستنساب غير المقبول([1]).

فيمكن من خلال ما تحدثنا عنه أن نقسم التدخل أو العرض إلى نوعين: تعرض عفوي غير مقصود؛ وتعرض مقصود.

ويشمل التعرض العفوي مشاكل الفهم، والاستيعاب والنقل، والاستدلال المغلوط.

أما التعرض المقصود فما هو في الواقع إلا تغرّض وتحيز، ويمكن تصنيفه في فئتين: تعرض شخصي؛ وتعرض عام.

ويكون التعرض الشخصي لغاية في نفس المترجم تنبع من فكر معين أو نهج خاص أو عقيدة أو افتقار إلى الأمانة العلمية والمهنية، وعلى المترجم بالدرجة الأولى أن يكون محايداً تماماً، فهو همزة وصل بين لغتين، ينقل الكلام دون تشويه معانيه، أو إقحام فِكر أو معلومات ليست موجودة.

أما التعرض العام فيشمل السياسات التي تفرضها الهيئات المسؤولة لغاية أو غرض لا لعلاقة له بالترجمة، وإنما امتطى الترجمة لخدمة أغراض معينة، كدعم المجتمع من فِكر دخيلة عليه أو صيانته من التأثيرات الخارجية، فيقوم المترجم أو من يشرف عليه بتعديل الترجمة، وحذف مفاهيم لا تتناسب مع تقاليد المجتمع وقيمه وغيرها، مما يسب الإخلال بالمبادئ الخلقية، كالأمانة والنزاهة([2]).

 التدخل الإيجابي والتدخل السلبي ـــــــ

بما أن الغرض ـ في رأي بعض المترجمين ـ هو المحدِّد الرئيسي لمنهجية الترجمة، لا الكاتب أو النص الأصلي، ولا القارئ، فلم يُعنَ بضرورة اقتفاء المفاهيم القديمة التقليدية، مثل: <الوفاء> و<الأمانة> و<الترجمة الصحيحة>، وحل محلها مصطلح <الترجمة الناجحة> التي تحقق وظيفة معينة يحددها المحفز، المترجم، فاشتد الخلاف وتضاربت الآراء بين من راعي جانب الهدف وبين من مال إلى جانب الأمانة وصحة النقل.

وتأسيساً على <نظرية الهدف> التي أبدعها رايس وورمر فإن <الترجمة عملية مهدفة ومقصودة؛ لأنه من جهة يُقصد منها حصول التثاقف والتبادل الحضاري بين اللغتين؛ ومن جهة أخرى يُبغى للمترجم نفسه البلوغ إلى ما يريد من الغايات التي لا تتحقق إلا برضا المتلقين وعدم رد فعلهم السلبي حيال المؤلّف المترجم، ولا يتم هذا إلا بمسايرة المترجم مع ميزات المتلقين الثقافية والاعتقادية واللغوية>([3]).

وقال البعض الآخر: <إن مراعاة الدقة والأمانة هي من الشروط الأساسية في الترجمة؛ إذ لا تجوز الزيادة والنقصان والتحريف؛ لأنها خيانة، كما قد وضعت بعض الدول قسماً يؤدّيه المترجمون لرعاية الأمانة في الترجمة وعدم تحريف النص الرئيس، لكن المترجم قد يضطر أحياناً إلى إسقاط كلمة أو عبارة ليستقيم تعبيره>([4]).

وبما أن للترجمة ور هام في العلاقة الثقافية و… فأصغر خطأ أو خيانة أو ميلٍ فيها يمكن أن يؤدي إلى ويلات كبيرة، فعلى المترجم أن يذوب في شخصية الكاتب الحقيقية، ويلزم أن يتجلى بشيء من المحاكاة أو التقليد ليدرك دور الكاتب حق الإدراك، وبالتالي ينقل حالاته، وعليه أن يبذل الجهد الكبير ليبلغ إلى مستوى الكاتب مهما أمكن، وقد يفوقه إذا امتلك المترجم القدرات الذوقية والتعبيرية الموحية، كما قام به بودلر([5])، فلا بدّ من أن يهتم بالشكل والمضمون معاً.

ربما كان هذا العامل هو الداعي إلى إطلاق الوصف الإيطالي على كل مترجم، ناعتين إياه بكونه الكذاب أو الخائن trabuttore – traitor، والصعوبات الرئيسة تتمثل في كون الممتهن للترجمة لا ينقل المعنى المقصود بأمانة، بل يذهب أحياناً إلى أبعد من ذلك، مما قد يؤدي إلى سوء الفهم في مجال العلاقات الدولية، السياسية منها أو الاقتصادية أو غيرها، ويمكن التدليل على ذلك بذكر مجموعة من المطبات التي وقع فيها التراجمة والمترجمون، وأدت أو كادت تؤدي إلى نزاعات دموية، ومن ذلك قصة المترجم البلغاري مع الرئيس الأمريكي منذ سنوات، وقصة المترجم الروسي مع <خروتشوف> وجمال عبد الناصر، ومأساة الترجمة الإنجليزية للرد الياباني على مطالبة الأمريكيين لهم بالاستسلام، مما أدى إلى إلقاء القنابل على <هيروشيما>، وغير هذه من الأمثلة كثير في الحياة الدولية.

المترجم حرٌ أم عبدٌ؟ ــــــــ

على أساس نظرية <هولز ما نتاري> تمايل عملية الترجمة إلى الجهة التي يهتم بالمترجم كعامل حر، أو إلى الجهة التي تعطى الأرجحية لدقة النقل والأمانة، التي تنبع من ميزة الترجمة كعملية إبداعية ثقافية، ميزة مركبة من عنصرين ضرورين متناقضين، وهما: <الخلق؛ والمهنية>.

أما العنصر الأول فيغري المترجم بأن يكون حراً بشكل تام في رسم العلاقة بين حيوية الفكرة الأصلية وبين حيوية اللغة التي تستقبله عند الترجمة، وهذا الإغراء يذهب أحياناً إلى درجة تخيل المترجم حق التصرف بالفكرة الأصل وباللغة الهدف، حتى إذا اقتضى الأمر تفجيرهما، أو أحدهما، هيكلياً، على أساس أن المترجم ـ هنا ـ السيد المطلق في تأسيس صيغة العلاقة المذكورة، وفرض السلوكية النموذجية الظاهرية على كل من الفكرة واللغة المستقبلة، دون تعارض روحيتهما الأصلية.

أما العنصر الثاني فيأخذ مساراً معكوساً، بمعنى أنه يفرض على المترجم أن يتحول إلى عبد تابع لكل من الفكرة واللغة، يخضع لجبرياتهما، ويسهر على دعم ومراعاة خصوصيات واستعدادات كل منهما.

فإذا افترضنا توفر الكفاءة التقنية والذهنية واللغوية لدى المترجم، لأن عدم توفرها يلغي عنه هذه الصفة، فإن درجة نجاحه في إيجاد الموازنة النموذجية بين لحظتي حريته وعبوديته حيال كل من الفكرة واللغة المستقبلة؛ باعتبارهما طرفي عملية الترجمة، هي المعيار الوحيد الذي نميز بمقتضاه بين مترجم مجيد وآخر غير مجيد.

فالمترجم غير المجيد هو الذي ينحاز لإحدى اللحظتين على حساب الأخرى، مهما كان هذا الانحياز ضئيلاً، أي إنه ذلك الذي لا يفلح أن يكون حراً مطلقاً وعبداً مطلقاً في نفس الوقت، فكيف تبدو هاتان اللحظتان، أي الحرية والعبودية، على التوالي؟

أما المترجم المجيد فهو الذي يفلح بتحقيق ذلك، وهذا يستحق صفة المبدع بلا جدال.

المترجم المجيد يجب أن يتدخل في بعض النصوص وفقاً للظروف السياسية والثقافية والأدبية و…، كما أنه يجب أن يخضع للنص والكاتب حيناً، وأن يخضع للمتلقي حيناً آخر، مثلاً: في النصوص المرسلة أو غير الوصفية، وفي الترجمة الارتباطية، يخضع المترجم للقارئ على خلاف ترجمة النصوص الوصفية فيضطر أحياناً أن يغير بعض التغييرات في النص الرئيس زيادة أو نقصاناً([6]).

إن مدى تأثر المترجم من اللغة المتنقل عنها يكشف الكثير من التدخلات الخاصة، التي قد تأتي أحياناً من خطأ الترجمة، أو من التصرفات اللغوية المكررة التي يتصف بها كل مترجم يذوق التعبير الجدير في اللغة المترجمة إليها وفق الظروف، سواء كانت التعابير استعارية أو غير صالحة للترجمة في اللغة الثانية، أو أصبح متمسكاً بالنص عن طريق ترجمة المفردات، أو مستخدماً عبارات استعراضية غير مترجمة، وكل ذلك ينبع من محاولته للمطابقة مع النص والمتلقي([7]).

التدخل في الظروف الخاصة عندما لا يخل بالموضوع أمر جدير، بل ضروري، وقد يحذف المترجم جملة أو عبارات من النص مخلة بالأعراف، أو مسيئة للقيم والأخلاق الاجتماعية، ويلزم المترجم ترجمة بعض العبارات وفقاً لاعتبارات سياسية، فوسائل الإعلام العربي قبل الثورة الإسلامية مثلاً كانت تطلق مصطلح <العدو الصهيوني> على إسرائيل، أما الإعلام الإيراني فكان يترجم ذلك <كشور إسرائيل>، أي الدولة الإسرائيلية، لكن بعد الثورة الإسلامية أخذت وسائل الإعلام الإيرانية تطلق على إسرائيل مصطلح <رژيم صهيونيستي>، أي النظام الصهيوني([8]).

البعد الأخلاقي (أو الشرعي) والتدخل في النص ـــــــ

كما ورد في الصفحات السابقة فإن التدخل في أصل معنى النص دون أي اقتضاء لا يجوز من الزاوية الأخلاقية، لكن عندما تقتضي الظروف يمكن للمترجم التصرف فيها إجابة لما تطلبه الرقابة الذاتية أو الاجتماعية، فيحذف ويستبدل كلمات وعبارات لا تستسيغها اللغة الهدف أو المترجم نفسه، لكن يجب أن يسير في الهامش إلى ما قام به من التغييرات([9]).

عند كثير من المترجمين يتجاوز عدم التدخل في النص من الناحية الأخلاقية عن <الجواز> إلى <الوجوب>، ويجب عندهم ترجمة الكلام بما يوصل المعنى الذي يقصده القائل وإن تعارض مع مبادئهم الشخصية، بل الحقيقة والواقع نفسهما.

يقال: يمكن للمترجم أن لا يقبل ترجمة نص لا يطابق قناعاته وعقائده، لكن بعد أن يقبل بترجمته فعليه مراعاة الأمانة في النقل من الناحية المهنية، فضلاً عن الناحية الأخلاقية والاعتبارات الأخرى، ولو كان النص معارضاً لما يعتقده المترجم.

تختلف أحكام تدخّل المترجم من الزاوية الشرعية (أو الأخلاقية) طبقاً لظروف الترجمة، فمثلاً: لو كانت وظيفة المترجم (المسلم) ترجمة كلام أحد زعماء الصهاينة على قناة فضائية فعليه أن يترجم كلامه دون أي تدخل، ولو كان كله ضد الإسلام، وعلى سبيل المثال: في تجرمة مصطلح <العمليات الانتحارية> من لسان الإسرائيليين أو ذيولهم على المترجم الإيراني أو العربي المسلم أن يترجمه بنفس معناه في لسانهم، لكن إن ترجمه بعبارة <عمليات شهادت طلبانه>، أي العمليات الاستشهادية، فقد أخطأ، وهذه الترجمة أشد تضليلاً في تناول الواقع الفكري للإسرائيليين ومن يحميهم، ونفس الأمر في مصطلح <حائط المبكى> (wailing wall)، وهو معروف لدى المسلمين باسم <حائط البراق>، وكذلك <الجدار العازل> الذي يسميه الإسرائيليون (الجدار الأمني>(security wall)، فإن ترجمتها من لسان إسرائيلي في الصحف الإيرانية أو العربية إلى <الجدار العازل> (ديوار مانع) تضييع للترجمة غاية وأمانة.

إن ميزة الترجمة الديناميكية والطرق الوصول بها، مثل: الحذف، والإضافة، وتغيير المعنى، والتأويلات المختلفة، وتأكيد علماء علم الترجمة، مثل: <هرمانس>، على قابلية تبرير هذه التغييرات، أدّت لتأسيس مدرسة جديدة في الترجمة باسم (التصحيفية> (manipulation)، أي مدرسة التصحيف. ومن منظار هذه المدرسة فإن التغيير والتصرف في عملية الترجمة أمر بديهيٌ وجدير ويستطيع المترجم أن يغيّر النص وفقاً لمدارس الترجمة والهدف وسياسات النشر لتطبيق قيم مجتمع اللغة المقصد([10]).

التدخل في النصوص المختلفة وما على المترجم أن يراعيه عند نقلها ـــــــــ

1 ـ النصوص الدينية ـــــــــ

يجب على المترجم في ترجمة النصوص الدينية، وخاصةً الكتب السماوية، أن يراعي بعض الأصول والمبادئ، وهي:

الأول: نقلها بدقة ودون أيّ تحريف لحساسيتها وأهميتها.

الثاني: العناية بأبعادها الخلفية والثقافية، فبما أن معتقدات الناس ونواميسهم مبنية على هذه النصوص فإن أي تصرف في فحواها يستفزهم ويخلق مشاكل عديدة([11])، لكن عليه أن يتدخل في بعض الظروف، ويغيّر أبعاد النص المضادة أو غير المألوفة للغة المقصد، تبعاً لتباين الثقافات والمذاهب والقيم للغتين أو مجتمعين. ونشير هنا إلى بعض الأمثلة لتوضيح الموضوع: إن الألقاب والعناوين المحترمة التي توصف بها رموز ما، كالشيعة والسنة، ليدلوا على مكانتهم الدينية، قد يثير حذفها أو إضافتها أو استبدالها بعض الخلافات والحقد في الآخرين، وعلى سبيل المثال: حذف كلمة (عليه السلام) أو استبدالها باللعن بعد أسماء الأئمة^، لكن يمكن أحياناً أن لا يأتي بأسماء هؤلاء الكبار التي تثير الحساسيات عند قوم بصراحة، مثلاً: يمكن للمترجم أن يستبدل أسماء الخلفاء الراشدين وألقابهم من مدح وذم بالخليفة الأول والثاني و….؛ رعايةً للظروف الاعتقادية و….

أما في الأديان البوذية أو الهندّية فنرى بعض الحيوانات تُعد آلهتهم أو رموزهم الدينية، فإنهم عندما يودون القسم بأغلظ أيمانهم يذكرون مثلاً البقر أو الشمس وأشياء أخرى، وهنا لا بُدّ للمترجم أن ينتبه إلى هذا التباين، ويشير إليه في الهامش، ويوضّحه للقارئ الجاهل بالموضوع([12])، ولذا فإن أية إهانة أو تعريض بهذه الحيوانات من قبل المترجم نوع من التصرّف في النص.

وليس قابلاً للنسيان أنه ليس على المترجم أن يؤثر عصبياته عند الترجمة والنقل، فيؤدي إلى ما قد أشرنا إليه آنفاً، مما يخل بالأمانة، كما نلاحظ في ترجمة كتاب <وقعة صفين>، الذي يعتبر من الكتب المهمة والصادقة التاريخية، ألفه مؤلّف شيعي غير متعصِّب باسم نصر بن مزاحم المنقري، الذي قد روى الوقايع دون أي غرض تعصبي وتحريف، لكن مترجم هذا الكتاب الموقَّر قد حذف بعض الجمل المبدئية المفيدة للمعنى، إضافة إلى الحذف المخلّ، ويبدو أنه قام بتحريفه أحياناً بدوافع نابعة من اعتقاداته العصبية، فعلى سبيل المثال: ورد في النص الأصلي (ص 293): <كان عبد الله بن عمر بن الخطاب يقاتل في جيش معاوية، ويهجم على جيش علي بن أبي طالب، وهو يقول: <أنا الطيب ابن الطيب، ويريده أصحاب علي بن أبي طالب بعبارة: <أنت الخبيث ابن الطيب>، لكن تُرجمت الجملة الأخيرة بعبارة: <تو يليد زاده يليد هستي>، أي <أنت الخبيث ابن الخبيث>، وقد كرر المترجم هذا الموقف في الصفحات 158 ـ 159 في النص المتَرجم، وأسنده إلى المؤلِّف، وهذا تحريف واضح، نابع من الرقابة الذاتية والاعتقادية للمترجم([13]).

التدخل في النصوص المختلفة وكيفية تعاملها ـــــــــ

1 ـ النصوص السياسية ـــــــ

لأهمية النصوص السياسية، ودورها المحوري في العلاقات الدولية، على المترجم أن يهتم بحساسياتها ومهاويها؛ لأن خطأً صغيراً يمكن أن يكدر الأوضاع السياسية ويسبب التوترات كما أشرنا في الصفحات السابقة، فعلى سبيل المثال: إذا ذكرت صحيفة عربية من لسان معلِّق عربي كلمة <الخليج العربي> فكيف يتعامل المترجم الفارسي معها؟ هل يجوز ترجمتها بالخليج الفارسي مراعاة لما يعتقده المتلقون الإيرانيون حسب الوثائق التاريخية أم يراعي جانب المعلِّق لكي ينقل وجهة نظره إلى المتلقين؟ وكذلك ترجمة عبارة <الدولة الإسرائيلية> إلى عبارة <رژيم صهيونيستي> (الكيان الصهيوني).

2 ـ النصوص الأدبية ـــــــ

إن الأمانة والدقة في نقل الجمال الأدبي، والاحتفاظ بالأسلوب والإيقاع والمقومات الأدبية، أصل مبدئي في الترجمة الأدبية، فأيُّ إهمال فيه نوعٌ من التدخل السلبي([14])، وميزان تدخل المترجم عبر النقل وما يوحيه من عقائده وفكرته وشخصيته في النص يُظهر بتأويلاته المباينة للمعنى الأصلي، واختيار ألفاظ غير دقيقة أو لفظ مكرر للمعاني المختلفة([15]).

يشبه (aiwei shi) عملية الترجمة بالمرأة، قائلاً: إن الترجمة مثل المرأة، إن كانت جميلة ليست بأمينة، وإن كانت أمينة وصادقة ليست بجميلة، ولكن على حد المقدرة يجب على المترجم أن يهتم بالمبادئ الثلاثة للترجمة الأدبية وهي: الأمانة، والمتانة (الملاءمة)، والجمال([16]).

التقابل الديناميكي في ترجمة النصوص الأدبية أمر هام، حيث يجب الاحتفاظ بما يسمى بالأثر الأدبي؛ باعتباره الجزء الأساسي في أي عمل أدبي، وعلماء الترجمة يؤكدون التقابل الديناميكي حينما يتعلق الأمر بترجمة النصوص الأدبية، فبينما تهدف النصوص المعلوماتية إلى إثراء معرفة القراء تسعى الأعمال الأدبية إلى إنجاز أثر أدبي أو رد فعل من قبل القراء، وهذا هو الفرق الرئيسي في نوعية النصوص التي حُدد أسلوب الترجمة المتبع فيها، فترجمة النصوص العلمية تسعى إلى حفظ الرسالة التي يحملها النص، بحيث يتم استيعابها من قبل قارئ النص المترجم على نحو يشابه استيعابها من قبل قارئ النص الأصلي، فيما تحاول الترجمة الأدبية خلق تأثير جمالي يشعر به قارئ الترجمة، بحيث يكون هذا التأثير مشابهاً لذلك الذي شعر به قارئ النص الأدبي في لغته الأصلية، ويتم خلق هذا الأثر الجمالي عبر تركيب إستراتيجيات خطابية في النص الأدبي، وهذا يعني أن النص غير الأدبي يستثمر إستراتيجيات خطابية عادية ليتواصل مع القارئ، فيما يستخدم الأديب إستراتيجيات خطابية خاصة في العمل الأدبي، إضافة إلى الإستراتيجيات العادية، وهذه الإستراتيجيات الخاصة التي تميز النص الأدبي هي التي تنتج التأثير الجمالي، أي السمة الرئيسة في النص الأدبي>([17]).

والمحصلة النهائية لهذه السبل هي التأثير الأدبي أو الجمالي في النص الأدبي، وعلى المترجم الاحتفاظ بهذا الأثر، لأنه جزء من <كيفية البيان>، أي شكل النص الذي يماثل في أهميته المضمون، فإن مهمة المترجم لا تتمثل فقط في تحويل رسالة المؤلف الأصلية إلى اللغة المترجم إليها، ولكن أيضاً الاحتفاظ بكيفية التعبير، أي الإستراتيجيات النصانية، ومحاولة تكرارها ما أمكن في اللغة المترجم إليها.

3 ـ النصوص المختلفة والتباين الثقافي  ـــــــ

عندما تختلف ثقافة لغتين فعلى المترجم أن ينقل المعنى على شكل لا يتباين مع القيم الثقافية في اللغة الهدف، وعليه أن يراعي الظروف الزمانية والمكانية والاجتماعية و…؛ لأن عدم الانتباه بها يخل بفهم المعنى المراد بنسبة كبيرة، وربما يؤدي إلى سوء فهم([18]). ويبدو أن اختيار أسلوب حر للترجمة حلٌ لمشكلة التباين، لكن حسب قول ونوتي: جاوزت الدول الحد، حيث أخذت باستخدام برنامج التعديل الثقافي <culturalization>، تحاول إحباط أثر النصوص الأجنبية الغربية أينما كان، وهذا يعني القيام بعملية التدخل عامدة واعية([19]).

مستويات التدخل ـــــــ

يحدث التدخل في الترجمة على ثلاثة أصعدة: المستوى النصي؛ المستوى الدلالي؛ المستوى الجمالي (أو الأسلوبي).

المستوى النصي ـــــــ

قد يلجأ المترجم إلى التدخل في الصعيد النصي إلى اختصاص النص بحذف كلمات وعبارات منه بأغراض كثيرة، أشرت إلى بعضها في السابق، وبعض منها: تصغير حجم الكتاب لتخفيف نفقات طباعة الكتاب، أو رغبة المترجم في إنجاز عمله بسرعة، أو لوقوعه تحت الضغوط الإنتاجية، أو بسبب حاجته الماسة إلى المال، أو ظناً منه أن المواضع المحذوفة لا أهمية فيها، ولا يؤثر حذفها على القيمة الجمالية والفكرية (المعنى)، أو لأسباب أخرى، فنية كانت أو علمية، وكثيراً ما يتم الحذف لأسباب رقابية، كي لا تستغلها الرقابة لمنع الكتاب نشراً وتداولاً؛ لأن المواضع المحذوفة تتعارض مع نواميس اللغة الهدف في اعتبارات سياسية أو دينية أخلاقية جنسية، مثلاً: إني بوصف مترجم قد حذفت كثيراً من العبارات المرتبطة بالجنس في ترجمة روايات عربية؛ لأنها لم تكن تتطابق مع مبادئنا نشراً وثقافة وشرعاً. وكثيراً ما يلجأ إلى العكس، بإضافة كلمات وعبارات يمكن أن تكون مفيدة للمعنى أو زائدة مخلة لتوسيع النص وإطالته ظناً منه أنه يحسّن النص ويتلافى ما فيه من عيوب وثغرات فكرية وفنية (في النصوص الأدبية)، ويظن أنه بهذه الإضافات يقدم خدمة للمتلقي، وينسى أن مكان ما يراه من ضرورة الشرح والتفسير في الهامش، لا في صميم النص.

المستوى الدلالي ـــــــ

وهو مدى تقيد المترجم في عملية الترجمة بمعاني النص الرئيس، وتمكنه من نقل تلك المعاني إلى اللغة الهدف بدقة وأمانة، وبما أن الأمانة في ترجمة المعاني (خاصة الأدبية) مسألة نسبية فتحقيق التناظر والتكافؤ الدلالي بين النصين أمر نسبي أيضاً، لكن مدى الانحرافات الدلالية في الترجمة يختلف بدرجات متفاوتة، بعضها ضئيلة لا تخل بالمعنى كثيراً، وبعضها أخطاء أو تدخلات كبيرة تخل بالمعنى إخلالاً فاحشاً، ويرجع بعضها إلى عدم الفهم أو سوء فهم النص الأصلي، وبعضها إلى غرض المترجم تعمداً لتبديلها أو سوء تعبيرها في اللغة المقصد. إن مشكلة إساءة الفهم تتمثل كثيراً في المجاز اللغوي أو التعابير المصطلحة الخفية المعنى. وللتوضيح أكثر أذكر بعض أخطاء مترجم فارسي في ترجمة بعض أشعار ونثر نزار قباني الشاعر في كتاب (جمهوري در اتوبوس)، فقد ترجم كلمة <العشائر> في العربية إلى نفس الكلمة في الفارسية، لكن معناها يختلف من العربية إلى الفارسية، وتعني <الأقوام النازحة في طلب الكلأ>؛ وفي شعر (مسلح عزيزم) أي عزيزي المسلح (ص 127) قال في ترجمة كلمة <معدن> (بمعنى الحديد أو مجازاً تستخدم للدوام والقدرة أو السلطة) إلى نفس الكلمة في الفارسية بمعنى (المنجم أو المصدر)، وقال: <خاطرات معدني ات!> أي ذكرياتك المنجمية، ومراده ذكرياتك القديمة، و<سلطة معدن سرد را به تو داد!، ومراده آتتك السلطة الحديد البارد، أي القدرة، و<لبان تو خلاصه تاريخ نوشابه است!>، أي شفتاك ملخص تاريخ المرطَّبات الغازية!!!، وكان قصد الشاعر الخمر؛ لأن الشفة توصف بالخمر، لكن خلط المترجم المعنى بشكل مضحك.

المستوى الجمالي ــــــ

أما المستوى الجمالي فهو ما يرتبط بالنصوص الأدبية في شكلها وأسلوبها وإيقاعها والجماليات الأخرى للنص الأدبي، وأي إخلال فيها، واعية كانت أو غير واعية، تدخل في الموضوع، وأكثرها تتم على شكل سلبي؛ لأن التناظر في هذا الحقل أمر يصعب تصوره، وما قلت في الصفحات السابقة يغنيني عن إطالة البحث.

التدخلات العفوية أو اللاواعية ـــــــ

وهذا القسم من التدخل يرجع إلى البعد النفسي وما لا يشعر به المترجم من تأويلات وتفسيرات غير واعية يسندها إلى النص. فبالإضافة إلى التدخل والتصرفات العامدة الهادفة تحدث تصرفات أخر من نوع غير بارز؛ لأن المترجم ليس بجهاز إلكتروني أو رقمي، بل إنه عالمٌ من الذوق والنفسيات والعواطف والخلفيات العديدة، إنه فنانٌ شاعرٌ مبدعٌ، وكل هذه الأوصاف نابعة من النفس، إرادية كانت أو غير إرادية، ولا يستطيع مترجمٌ ألا يتأثر بشخصيته وقناعاته المعنوية، وهذا التأثير يبرز عندما يقوم باختيار الألفاظ والمفردات وكيفية تأويلاته من النص وما يحدث في الحذف والإضافات([20]).

وللتوضيح أكثر أذكر آراء بعض علماء الترجمة وعلم النفس والفلاسفة:

ـ يقول بيبكه، من وهو المترجمين المنظِّرين: إن المترجم يقوم بتأويل النص على أساس خلفياته الشخصية (أي معتقداته الخفية) والثقافية([21]).

ـ يقول ريتشموند لاتيمور: لا يستطيع المترجم أن لا يتأثّر بخلفياته وفكرته، وما هو معروف بتأثير الزمان، والمحاولة للابتعاد من أثرها، أمرٌ لا جدوى فيه؛ لأنه لا يستطيع أن يترجم في الخلاء([22]).

ـ كان الفيلسوف الشهير هيجل يعتقد أن الفنان (والمترجم بوصفه فناناً) دون أن يدري أو يريد ينتج أعمالاً مبنية على خلفياته الفكرية وثقافة عصره.

ـ كان فرويد، وهو من كبار علماء النفس، يعتقد أن الشخص يصرح من روحياته وعواطفه وعقائده ومقاصده بكلمات وأعمال لا يتنبه بها نفسه؛ وفي عملية الترجمة يجري المترجم تغييرات على حسب تأويلاته الشخصية([23]).

ويقول: إن الأخطاء اللسانية (اللحن) لها أسباب نفسية لا ننتبه لها إلا بعد تفقه عميق من مسار علم النفس.

وعلى أساس ما قلنا من العوامل المختلفة فإن اختيار المفردات والتأويلات العديدة في نص واحد من قِبل الفئات المختلفة يدل على هذا الموضوع، مثلاً: العلماء الدينيون (في الحوزات أو المدارس العلمية الدينية) يميلون إلى نوع خاص من الكلمات (ترجمات العلماء من القرآن شاهد هذه القضية)، والأدباء يؤثرون نوعاً آخر من الألفاظ والأساليب، ومن هنا فإن أسلوب واختيار الكلمات عند جبران وطه حسين يختلف عما يستسيغه عبده أو مطهري و…

نتيجة البحث ـــــــ

خلاصة القول: إن المترجم كثيراً ما يتدخل في النص، ويسقط خصائص النص الحضارية والدلالية والجمالية ومعانيه الضمنية؛ إما لعدم تحمل النص من دلالات ومضامين في اللغة الهدف؛ وإما لعدم استساغتها من قِبل المترجم نفسه، عن قصدٍ أو غير قصد، واعية أو غير واعية، مخلة بالنصّ في أبعاده كلها أم غير مخلة.

وأحياناً يتدخل المترجم جبراً حتى يحصل على إجازة الرقابة الحكومية أو الاجتماعية، وربما الرقابة الذاتية، بتعديل النص حذفاً وإضافة وتحريفاً واستبدالاً، أما الدوافع التي تغري المترجم وتفرض عليه التصرف فكثيرة منها: الثقافية والدينية والاعتقادية والسياسية.

الهوامش

____________________________

(*) ماجيستر في الترجمة بين العربية والفارسية.

(**) أستاذ مساعد في پرديس قم (التابعة لجامعة طهران).

([1]) علي محمد الدرويش، دليل المترجم.

([2]) دليل المترجم.

([3]) نادر حقاني، نظرها ونظريه هاى ترجمه: 47.

([4]) محمود شكيب أنصارى، فن الترجمة بين اللغتين الفارسية والعربية: 33.

([5]) حسين شمس آبادي، الترجمة بين النظرية والتطبيق: 84.

([6]) شمس آبادي، الترجمة بين النظرية والتطبق: 34.

([7]) سالم العيس، الترجمة في خدمة الثقافة الجماهيرية (12/10/1382).

([8]) شكيب أنصاري، فن الترجمة بين اللغتين العربية والفارسية: 33 ـ 43.

([9]) حامد حدادي، مباني ترجمة: 1384.

([10]) حقاني، نظرها ونظريه ها: 173.

([11]) لطفى پور ساعدي، أصول وروش ترجمة: 180.

([12]) شمس آبادي، الترجمة بين النظرية والتطبيق: ؟.

([13]) نشر دانش، العدد 3: 43 ـ 45.

([14]) لطفي پور ساعدي: 165.

([15]) hatim basil & ian mason, 1990, page 147.

([16]) accomadation in translation.aiwei shi.proz.com.

([17]) لطفي پور ساعدي، أصول وروش ترجمه: 140.

([18]) صلح جو علي، مترجم، العدد 42: 7 ـ 6.

([19]) pasil hatim & lan mason, 1990, page 145.

([20]) حقاني نادر، نظرها ونظريه­هاى ترجمه: 28.

([21]) حقاني نادر: 199.

([22]) يور جوادي نصر الله، درباره ترجمه: 20.

([23]) مير معز أفسانه، مترجم، العدد 34: 94ـ94.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً