نقدٌ وتعريف
السيد أحمد المددي(*)
يُعَدّ كتاب (صورة الأرض)، لمؤلِّفه أبي القاسم محمد بن حوقل النصيبي ـ بشهادة المطلعين على التاريخ والجغرافيا الإسلامية ـ من أهمّ النصوص الإسلامية وأكثرها أصالةً؛ حيث لم يكتَفِ ابن حوقل في تأليفه بما توفَّر لديه من المصادر في موضوع هذا الكتاب، وإنما قام بنفسه برحلةٍ طويلة حول البلدان استغرقت أكثر من ثلاثين سنة، ثم قام بنقل تجربته هذه ضمن هذا الكتاب.
تكمن أهمية هذا الكتاب من جهاتٍ عدة، أهمها: البُعْد التاريخي، حيث يُعَدّ من المصادر القديمة في هذا الموضوع. فقد بدأ ابن حوقل رحلته الطويلة التي ستشكل المادة الرئيسة لهذا الكتاب قبل أكثر من ألف وسبعين سنة. وقد جسَّد في هذا الكتاب كل ما شاهده وسمعه بشكلٍ دقيق. ويبدو الرجوع إلى هذا الكتاب بالغ الأهمِّية لمَنْ يريد الاطّلاع على أوضاع القرن الرابع الهجري، وأن يكوِّن رؤيةً وإدراكاً صائباً لما كتب في تلك المرحلة المتقدِّمة من الزمن. إن هذا النوع من المصادر التاريخية كما يعكس الجهود المضنية التي بذلها أسلافنا، يبين في الوقت نفسه مكمن السرّ في نفوذ الإسلام في المجتمعات الإنسانية الأخرى أيضاً. إن الحقيقة القائمة على تحشيد الدين الإسلامي الحنيف كلّ طاقاته الفكرية والعاطفية من أجل نشر العلم والثقافة على جميع الأبعاد الإنساني يضع مسؤولية ثقيلة ولاحبة على عاتق العلماء والمحقِّقين المسلمين في البرهة الراهنة.
لنقف على تاريخ تأليف هذا الكتاب، الذي يعود إلى ما قبل خمسة قرون من اكتشاف القارّتين الأمريكيتين، وهي الفترة التي كانت تعيش أوروبا خلالها أبشع حالات تخلُّفها وهمجيتها. والملفت أن ابن حوقل لم يكتب شيئاً في كتابه هذا عن المناطق الواقعة في الشمال الأوروبي؛ لشدّة البرد والصقيع الذي كان يغطيها، ولافتقار الشعوب التي تسكنها إلى الثقافة والتحضُّر!
يجب أن يشتمل هذا النوع من النصوص على درجةٍ كبيرة من الدقّة، وأن يشتمل على خرائط وصور بيانية تسهِّل على القارئ التعرُّف على الثقافات القديمة المشرقة، ليغدو مشعلاً وقبساً يضيء الطريق نحو المستقبل الماثل أمام جميع العلماء وأصحاب الجهود المخلصة والهادفة إنْ شاء الله.
اسم الكتاب
لقد ورد عنوان (صورة الأرض) في أصحّ طبعةٍ لهذا الكتاب. وقد ورد في مستهل بعض طبعات هذا الكتاب العبارة التالية: «هذا كتاب المسالك والممالك والمفاوز والمهالك وذكر الأقاليم والبلدان على مرّ الدهور والأزمان…». ومن هنا ورد عنوان هذا الكتاب في الكثير من المصادر على صيغة: (المسالك والممالك)، كما وردت تسمية هذا الكتاب في طبعته الأولى ـ وهي طبعة ليدن، لعام 1873م ـ بصيغة: (المسالك والممالك والمفاوز والمهالك).
ويبدو أن منشأ هذا الاختلاف يأتي من مطالع واستهلالات نسخ هذا الكتاب. ففي أشهر نسخ هذا الكتاب وردت العبارات المتقدمة، ولكنْ في طبعة إسطنبول ـ والتي جاءت الطبعة الثانية في ليدن على أساسها ـ ورد العنوان بصيغة: «كتاب صورة الأرض وصفتها وأشكالها ومقدارها في الطول والعرض…». ومن ناحيةٍ أخرى نجد أن ابن حوقل لم يحدِّد عنواناً لهذا الكتاب في بدايته. بَيْدَ أن صحّة نسخة إسطنبول واشتهارها بهذا الاسم ـ ولا سيَّما طبعة بيروت الأخيرة ـ دفعتنا إلى اختيار تسمية (صورة الأرض) بوصفها عنواناً لهذا الكتاب.
مَنْ هو ابن حوقل؟
كان أبو القاسم محمد بن حوقل البغدادي النصيبي يعيش في القرن الرابع الهجري. تعود جذوره إلى مدينة نصيبين (من المدن الشمالية للعراق بحدوده الراهنة)، ولكنّه كان يقطن في بغداد. ولا نعلم تاريخ ولادته بشكلٍ دقيق. فقد بدأ رحلته من بغداد سنة 331هـ([1])، ويتّضح من كلامه أنه كان في حينها رجلاً كاملاً، وعلى معرفة تامّة بالكتب الجغرافية المؤلَّفة في المرحلة التي سبقته. ومن مجموع الشواهد والقرائن المتوفِّرة يمكن القول بإنه قد ولد في بداية القرن الرابع الهجري.
وقد ذكر في كتاب (كشف الظنون)([2])، وكتاب (هداية العارفين)([3])، أن وفاة ابن حوقل كانت في عام 350هـ. وهو كلامٌ باطل بالقطع واليقين؛ إذ يصرِّح ابن حوقل نفسه في معرض كلامه عن البحرين في كتابه هذا أنه سمع هذا الكلام سنة 361هـ([4]). وفي العديد من المواطن الأخرى ـ كما هو الحال بالنسبة إلى بحث خوزستان مثلاً ـ يذكر أنه تواجد في تلك الأماكن سنة 385هـ([5]).
ومن جهةٍ أخرى أرَّخ صاحب الذريعة وفاته في سنة 380هـ، ولكنّه لم يذكر مصدر كلامه هذا([6]). وفي بعض المصادر تمّ التأريخ للفراغ من تأليف كتاب (صورة الأرض) بعام 367هـ، ولكنّها لم تقدِّم مصدراً موثوقاً يُثبت هذا المدَّعى([7]).
ومن الناحية الاعتقادية هناك مَنْ يرى ابن حوقل مجرد جاسوسٍ يعمل لصالح الفاطميين([8]). ولكنه لم يبيِّن دليله على هذه التهمة. ولكنْ يتبيَّن من بعض كلمات ابن حوقل ـ في قسم المغرب ـ أنه ينتمي إلى الطائفة الإسماعيلية.
وقد تحدَّث عن الخليفة الفاطمي الثالث بعبارة: «مولانا أمير المؤمنين المنصور بالله صلوات الله عليه وسلَّم». كما تحدَّث عن الخليفة الفاطمي الثاني (القائم) أيضاً([9]). والمثير للعجب أنه لم يتحدث عن الخليفة [الفاطمي] الرابع وهو (المعزّ)، رغم أنه أدرك فترةً زمنية طويلة من عهده وخلافته. ويتَّضح من ثنايا عبارات ابن حوقل في القسم الخاص بالمغرب من كتابه هذا أنه سافر إلى تلك البقاع مرتين، وكانت المرة الأولى في عهد المنصور(341هـ)، والمرة الأخرى في عهد الخليفة الرابع، وهو المعزّ. ومن جهةٍ أخرى نجده يقرن في الغالب اسم أمير المؤمنين وأولاده بعبارة (عليه السلام)، أو (عليهم السلام). وبشكلٍ عامّ لا يبعد أن يكون ابن حوقل شيعياً على الطريقة الإسماعيلية، رغم وجود كلام في مقدّمة طبعة ليدن ـ سنة 1938م ـ حول اختلاف النسخ بشأن قسم (المغرب) من هذا الكتاب.
كما أننا لا نمتلك معلوماتٍ كافية حول خلفيّته العلمية. وقد ورد في مقدمة طبعة بيروت أنه كان يمتهن «التجارة». وقد أشار ابن حوقل نفسه في مقدمة الكتاب إلى الغاية المادّية من أسفاره([10]). وقلما نطالع المسائل العلمية في ثنايا الكتاب، إلى الحدّ الذي لا نستطيع معه الركون إلى الإحاطة الكاملة لابن حوقل بالمسائل الجغرافية.
وبشكلٍ عامّ يجب اعتبار «ابن حوقل» رحّالةً أكثر منه عالماً جغرافياً. ومن هنا نجد «ياقوت الحموي» في معجم البلدان، رغم ذكره لابن حوقل([11])، إلاّ أنه في الأبحاث العامة المتعلقة بالمسائل الجغرافية لا يروي عنه أيَّ رؤيةٍ أو فكرة في هذا الشأن.
كما أننا لا نمتلك أدنى فكرةٍ عن خصائص حياته الشخصية، ولا نعرف هوية أبيه أو أمه أو أولاده أو ثروته، ولا نعرف شيئاً من حياته السياسة والاجتماعية. وربما شكَّل هذا الجانب الخفي من سيرته مؤيِّداً ومؤشِّراً على انتمائه إلى المذهب الإسماعيلي؛ وذلك لأن أتباع وأنصار الخلافة الفاطمية في مصر كانوا يصنَّفون في دائرة المعارضين للحكومة الرسمية، وهؤلاء لم يكُنْ لهم من طريق سوى الموت، ولن يكون لهم من موطنٍ سوى القبر لو تمكَّن الحاكم من الظَّفَر بهم، ومن هنا كانوا يختارون حياة التخفّي والتقيّة ويؤثرون منهج السرّية.
طبعات الكتاب
إن أول مَنْ بادر إلى طباعة هذا الكتاب ـ في حدود ما توفَّر لدينا من المعلومات ـ هو المستشرق الهولندي «دي خويه»([12])، حيث قام بطبعه في القسم الثاني من الكتب الجغرافية الخاصة بالعرب في ليدن سنة 1873م. وطبع للمرّة الثانية سنة 1938م في ليدن أيضاً. وإن هذه الطبعة الثانية ـ من وجهة نظري ـ هي الطبعة الأصحّ والأفضل لهذا الكتاب، رغم عدم ذكر اسم محقِّقها. وقد تمّ الاعتماد في هذه الطبعة ـ طبقاً لما ورد فيها ـ على نسخة إسطنبول التي يعود تاريخ كتابتها إلى سنة 479هـ (أي إن هذه النسخة تعود إلى مئة سنة ونيِّف من تأليف أصل الكتاب)، وتمَّتْ مقابلتها على مخطوطتين أخريين، وروجعت على طبعتي ديخويه أيضاً.
فقد بادر ديخويه إلى طباعة هذا الكتاب مرّةً ثانية، اعتماداً على المخطوطة رقم 2214 المحفوظة في المكتبة الوطنية بباريس. ولكنّ نصّ هذه الطبعة أقلّ من نصّ الطبعة الأولى، كما أنها تشتمل على إضافات من كاتب النسخة تعود إلى ما بين عامي (534 ـ 580هـ). وتشتمل هذه الإضافات على مسائل علمية أحياناً. من ذلك على سبيل المثال: في ما يتعلَّق بمصر، حيث يعترف ابن حوقل بجهله بمنابع ومصادر نهر النيل([13])، قام هذا الشخص بتقديم خريطةٍ توضِّح منابع هذا النهر ومصابّه.
وقد طبع كتاب (صورة الأرض) مؤخَّراً في بيروت طبعةً تجارية فاقدة للقيمة العلمية. وطبعت ترجمة لهذا الكتاب باللغة الإنجليزية سنة 1800م أيضاً. وقام الأستاذ الدكتور جعفر شعّار قبل بضع سنوات بترجمة القسم الخاصّ بإيران من هذا الكتاب إلى اللغة الفارسية. وقد اعتمدنا في هذا المقال على المقدّمة التي كتبها معاليه حول كتاب (صورة الأرض) ومؤلِّفه (ابن حوقل)، كما ذكر بعض التوضيحات المفيدة والنافعة جدّاً بشأن المدن والمفردات الغريبة والمعقَّدة وبعض الأمور الأخرى الواردة في هذا الكتاب. ومن الضروري جدّاً أن يعمل المحقِّقون وأصحاب الاختصاص في التاريخ والجغرافيا على تحقيق هذا الكتاب ومقارنته بالواقع الراهن.
والشيء الجدير بالذكر في خاتمة هذا القسم هو منشأ اختلاف نسخ هذا الكتاب، الذي أدى بدوره إلى اختلاف طبعاته. فحتى الآن لم نصِلْ إلى معرفة دقيقة بسبب هذا الاختلاف الفاحش الموجود بين النسخ. فهل يعود ذلك إلى قيام ابن حوقل بكتابة أكثر من نسخة لهذا الكتاب، كأنْ يكون في البداية كتبه بشكل مختصر، ثم أخذ يضيف إليه بعض الإضافات التفصيلية، أو إحداث بعض التغييرات بالتدريج، أم أن هذا الاختلاف بين النسخ يعود إلى تخفّيه واحتجابه عن أعين السلطات الحاكمة؟ وربما كان هذا الاختلاف يعود إلى اختلاف الناسخين والكتّاب. هذا ما لم نتمكَّن من تبيُّنه على نحوٍ واضح، ولم نعثر على شيءٍ يسلِّط بعض الضوء على هذه الظاهرة في ما توفَّر لدينا من المصادر.
تقييم الكتاب
أـ المزايا
يمكن بيان المزايا الرئيسة لهذا الكتاب في الأمور التالية:
1ـ قيام المؤلِّف شخصياً بالكثير من الرحلات، والحصول على المعلومات والحقائق الميدانية، والاطلاع عن كثب بشأن المدن والبلدان والطرق والمفازات والبحار. وقد صرَّح ابن حوقل في بعض مواطن الكتاب بتذمُّره وتبرُّمه من اختلاف المعلومات التي يتمّ تناقلها. ومن هذه الناحية يُعَدّ هذا الكتاب ضمن أفضل المصادر المتقدِّمة. وقد اعتمد على كتابات ابن حوقل كل مَنْ جاء بعده اعتماداً كاملاً، من أمثال: ياقوت الحموي في معجم البلدان، وأبي الفداء في تقويم البلدان.
2ـ بيان الكثير من الخصائص التاريخية حول الأسعار واللهجات واللغات التي يتحدَّث بها الناس في مختلف المناطق والمدن، والحديث عن الضرائب وما إلى ذلك من الأمور التي هي في غاية الفائدة والأهمِّية.
3ـ إزالة وتصفية الكثير من الخرافات والأوهام والشوائب العالقة في أذهان الناس. من ذلك ـ على سبيل المثال ـ: ما في الإسكندرية؛ إذ يتحدَّث الناس عن سمكة تعرف بالعروس، حسنة المنظر، لذيذة الطعم، إذا أكل الإنسان منها رأى في منامه بعض الأمور الخاصّة… يقول ابن حوقل ما مضمونه: قد رأيت تلك السمكة، وأكلتها أنا وجماعة، ولم نَرَ شيئاً من الآثار التي يتحدَّث بها الناس؛ فبان كذب هذه الحكاية([14]).
4ـ رسم الخرائط البيانية لتوضيح المسائل. والملفت أنه لا يكتفي بذلك حتّى يقوم بشرح مضامين تلك الخرائط بشكلٍ كامل. ونجده يقوم بذلك بشكلٍ فائق الدقة، بحيث لا يترك مفردةً من المفردات والألفاظ الواردة في الخريطة ـ حتّى ما كان من قبيل: الشمال والجنوب ـ إلا وعمد إلى شرحها. وكأنّه كان يخشى من تعرُّض تلك الخرائط إلى التشويه أو التحريف، وسعى من خلال تلك الشروح المسهبة إلى الحيلولة دون وقوع ذلك. ومن الجدير ذكره أنهم كانوا ـ طبقاً لتصوُّراتهم القديمة ـ يضعون الجنوب في الأعلى، والشمال في الأسفل. من هنا يجب لكي نفهم تلك الخرائط في عصرنا بشكلٍ صحيح أن ننظر إليها بالمقلوب.
ب ـ العيوب
بغضّ النظر عن الإشكال العامّ على هذا النوع من الكتب التي تمّ تأليفها على أساسٍ من نظرية وتفكير بطليموس، يمكن لنا أن نرصد بعض الإشكالات الواردة على هذا الكتاب بالخصوص على النحو التالي:
1ـ ذكر أبو الفداء في مقدّمة كتابه (تقويم البلدان): «من الكتب التي وقفت عليها في هذا الفنّ كتاب ابن حوقل، وهو كتابٌ مطوَّل ذكر فيه صفات البلاد مستوفياً، غير أنه لم يضبط الأسماء، وكذلك لم يذكر الأطوال ولا العروض؛ فصار غالب ما ذكره مجهول الأسماء والبقعة، ومع جهل ذلك لا تحصل فائدة تامة»([15]).
2ـ لم يتعرَّض في الخرائط إلى رسم الطرق والجبال والبحار وما إلى ذلك بشكلٍ دقيق، وإنما رسم جميع الأمكنة بشكلٍ دائري أو بيضوي. وهكذا فعل الأمر نفسه بالنسبة إلى البحار والجبال. ورسم الطرق بشكلٍ مستقيم دون بيان منعطفاتها ومنعرجاتها.
مصادر الكتاب
لقد اعتمد ابن حوقل ـ بالإضافة إلى المعلومات التي كانت شائعةً في عصره، والمسموعات التي نقلت إليه عبر بعض الأشخاص الذين يذكر أسماءهم في الغالب ـ على المصادر التالية:
1ـ تذكرة أبي الفرج، لابن قدامة بن جعفر([16]).
2ـ المسالك والممالك، للجيهاني([17]).
3ـ كتاب ابن فضلان (على ما احتمله السيد محمد القزويني).
4ـ المسالك والممالك، لابن خرداية([18]).
بعض النماذج
في ما يلي ننقل بعض النماذج من خلاصة كلماته، مسكاً للختام:
ـ «وعماد ممالك الأرض أربع: فأعمرها وأكثرها خيراً وأحسنها استقامة في السياسة وتقويم العمارات ووفور الجبايات مملكة إيران شهر، وقطبها إقليم بابل، وهي مملكة فارس»([19]).
ـ «فأما مملكة الإسلام فإن شرقيها أرض الهند وبحر فارس (الشامل للمحيط الهندي)، وغربيّها مملكة السودان… وشماليّها بلاد الروم… والروس والبلغار»([20]).
ـ «فكأن ما بين أقصى الأرض من المغرب إلى أقصاها من المشرق نحو أربع مئة مرحلة»([21]).
ولا بُدَّ من القول في توضيح هذا الكلام: إن هذه المسافة تقدر بحوالي 19000 كيلومتر، وحيث هي نصف قطر الكرة الأرضية، تكون بذلك قريبةً جداً من المسافة التي تقدَّر حالياً للأرض كاملة (وهي 40000 كيلومتر).
لم يتعرَّض ابن حوقل في كتابه هذا إلى الجزء الشمالي من أوروبا، ولا إلى القسم الجنوبي من أفريقيا، لافتقار تلك الأصقاع إلى الثقافة والدين واللغة والحضارة([22]).
وقد ذكر ابن حوقل أن خراج خوزستان سنة 358هـ قد بلغ حوالي ثلاثين ألف ألف درهم([23]) (أي حوالي ثلاثة ملايين ديناراً)، فإذا قدَّرنا مثقال الذهب بـ 1500 تومان، كان ذلك يعني حوالي أربعة مليارات ونصف مليار تومان).
وقد تحدَّث عن بيوت في مصر مؤلَّفة من ستّة وسبعة طوابق([24]). وقال بأن الحبشة كانت تحكم في ذلك العصر من قبل إمرأة.
الهوامش
(*) أحد الفقهاء في مدينة قم، ومن أبرز أساتذة الدراسات العليا في الحوزة العلمية. من المتخصِّصين في مجال التراث والرجال والحديث.
([1]) انظر: صورة الأرض: 3.
([2]) انظر: كشف الظنون 2: 1664.
([3]) انظر: هداية العارفين 2: 43.
([4]) انظر: صورة الأرض: 26.
([5]) انظر: المصدر السابق: 259.
([6]) انظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة 20: 377.
([7]) انظر: مقدّمة الترجمة الفارسية لكتاب (صورة الأرض).
([8]) انظر: دائرة المعارف الإسلامية 1: 145.
([9]) انظر: صورة الأرض: 71.
([11]) انظر: معجم البلدان 1: 11.
([12]) ميكال يان ديخويه(1836 ـ 1909م): مستشرق هولندي.
([13]) انظر: صورة الأرض: 147.
([14]) انظر: المصدر السابق: 156 ـ 157.
([15]) عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر، المعروف بأبي الفداء(732هـ)، تقويم البلدان: 3.
([17]) انظر: المصدر السابق: 5، 329، 453.
([18]) انظر: المصدر السابق: 329.
([21]) المصدر السابق: 12.
([22]) انظر: المصدر السابق: 9 ـ 10.
([23]) انظر: المصدر السابق: 259.
([24]) انظر: صورة الأرض: 146.