الوجود الإنساني وفق الفهم الفلسفي للإنسان ليس محصورًا في هذا الجسد المادّي الحِسّي، بل هو وجودٌ مُمْتدٌ إلى أبعادٍ قد تكون ميتافيزيقية لحواس الإنسان، لكنها شهودية لعقله إذا ما استخدمها وفق منطق سليم. فالروح هي البعد الممتد في وجود الإنسان،...
إن من أخصِّ خصائص الإنسان، وأعوص أسرار تكوينه، ابتلاءه بالوسوسة. فهي تهويمات نفسية تخالط الفكر، وتحديات روحية تختبر الإرادة، وإشارات خفية تكشف عن أعماق الباطن. ولقد أدرك علم النفس الحديث، بمنهجه التجريبي الثاقب، أنَّ هذه الوساوس ليست سقطاتٍ عابرة، بل...
١. ثبات النفس الإنسانية أمام تبدّل الأدوات منذ أن بزغ الإنسان العاقل على هذه الأرض، لم تتبدّل أعماقه الجوهرية. الغضب كما هو، الحب كما هو، الخوف كما هو، الأمل كما هو. العواطف الإنسانية ذاتها دفعت إنسان الكهوف إلى الرسم...
في زمننا المعاصر، لم تعد الفوضى مقتصرة على الشوارع أو الحروب أو النزاعات الميدانية، بل امتدت إلى فضاء غير مرئي يُسمّى "العالم الرقمي". هذه الفوضى الرقمية تتمثل في اختلاط الحقائق بالأوهام، وذوبان الحدود بين ما هو بشري حقيقي وما هو...
إنّ معالجة الفوضى الرقمية لا يمكن أن تتحقّق عبر حجب الأدوات أو العودة إلى الوراء، بل عبر استبصار المستقبل بعين نقدية وأخلاقية. التقنية ليست شرًا مطلقًا ولا خيرًا مطلقًا، بل وعاء يعكس طبيعة من يستخدمه. ولأجل ذلك، لا بد من...
ربما لا نجد لمصطلح الإرهاب بمدلوله المعاصر إلا ما يقابله في القرآن الكريم من مصطلح ـ الفساد ـ في النفس والبدن والعمل والأشياء الخارجة عن الاستقامة ويضاده الإصلاح وقد اتصل ذلك في حديث القرآن عن فساد الملوك بغزواتها وفساد الدول...
ظلت مسألة (خلق القرآن) موضع تجاذب وأخذ ورد ونقاش محتدم بين المسلمين في القرن الثالث والرابع الهجري، كان المعتزلة يؤمنون بخلق القرآن، بمعنى تاريخية القرآن، في حين تصدى أصحاب الإمام أحمد بن حنبل لدحض ومحاربة هذه العقيدة، في هذه اللحظة...
يستطيع كلّ فرد منّا أن يجلس في زاويته الخاصة، سواء أكانت في فضاء الجامعة، أم عبرالمنصات الإلكترونية أم في حلقات النقاش الديني والفكري، ليٌعدّد مزايا النظرية التي يعتنقها وُيبرز غناها وشموليتها، بل وربما يُمعن في نقد نظرية الآخر وتفكيكها. غير...
الأمّةُ لا تصيرُ خيرَ أمةٍ أُخرجت للناس حتّى تكون أمةً شاهدة (شاهدةً على الأمم)، ولا تكونُ أمةً شاهدةً حتى تكون أمةً واحدة، ولا تظلّ أمة واحدة حتى تكون أمةً وسطاً ( أي تأسَّست على الوسطية). والوسطيةُ تتجلّى في ثلاثةِ ميادين:...
ليست طقوس اللطم والنياحة وضرب الرؤوس والسلاسل (الزنجيل) في عاشوراء سوى مظهرٍ من مظاهر الوجدان الجَمعي المنحرف، حين يُختزل الوعي الديني إلى فعلٍ جسدي استعراضي يُمارَس على الجسد لا في العقل، وعلى ظاهر الجلد لا في باطن القيم. هذه الطقوس...
وداد، امرأة تبلغ من العمر أربعين عاماً، تزوّجت من باسم قبل عشرين سنة، وشاركت معه الحياة الزوجية منذ سنٍّ مبكرة. خلال هذه الفترة، كرّست وقتها وجهدها في إدارة شؤون المنزل وتربية الأبناء، دون ان تمارس عملاً آخر، الأمر الذي حرمها...
هي العدوى التي لا تصيب الجسد، بل الوعي؛ فيروس ناعم يتسلل عبر الكلمات الموروثة، والأحاديث المعادة، والفتاوى المتناسلة بلا عقل. يبدأ بسعال بسيط من اليقين، ثم يشتد حُمىً من "قال فلان عن علان"، حتى يفقد العقل مناعته أمام المقدّس المتورّم....