العولمة على وزن فوعلة وتعني جعل الشيء عالميا. والمصطلح يستبطن مدلول الإرادة و الفاعلية من جهة معينة. وعليه فإن عولمة الثقافة تعني تعميم نمط ثقافي معين على العالم. وتعريفات الثقافة متعددة، ولكن بحسب تعريف اليونسكو للثقافة انها السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعا معينا أو فئة معينة وتشمل الفنون والآداب والحقوق الأساسية والقيم والمعتقدات والعادات. وحسب مالك بن نبي فإن الثقافة هي مجموعة من الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي يتلقاها الفرد منذ ولادته كرأسمال أولي في الوسط الذي ولد فيه. والثقافة على هذا هي المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه وشخصيته. فهي انعكاس لحضارة معينة مركبة من فلسفة الإنسان وفلسفة المجتمع.
وهذه التعريفات تعتبر الثقافة خصوصية وعاملا مائزا بين المجتمعات، بينما عولمة الثقافة تهدف الى تنميط الثقافة وتوحيد منظومة القيم والأذواق والأنظار ضمن نمط ثقافي معين يراد نشره في العالم واعتباره ثقافة العالم المعولم. وهناك من يدعو إلى إيجاد لغة عالمية موحدة وتذويب الخصوصيات الثقافية ضمن ثقافة عالمية موحدة.
وقد ظهر ذلك جليا بعد زوال الاتحاد السوفياتي وبروز نظام القطب الأوحد في العالم. وانطلاقا من ان العالم غدا بفعل ثورة الاتصالات وتدفق المعلومات " قرية كونية صغيرة " تتواصل عبر الاقمار الصناعية وشبكات الاتصالات والفضائيات.
وبالفعل فقد اقترب العالم من بعضه وتقلصت المسافات واخترقت الجغرافيا وتعدلت مفاهيم السيادة التقليدية للدولة وضعفت سطوتها، وتعرضت هيبة الأسرة ومكانة المدرسة لاهتزازات كبيرة. وغدت السيادة للصوت والصورة المتحركة العابرة للمحيطات والقارات والمخترقة للفضاءات دون عائق أو رقيب أو حسيب!
لقد تباينت الآراء والاتجاهات حيال العولمة بشكل عام. فقد ذهب فريق الى انها بعد سقوط الشيوعية تمثل مسارا تاريخيا طبيعيا يتجه بموجبه البشر نحو تمثل قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الفردية، ومن ثم من الطبيعي ان يتنامى دور مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاعلام وتكتسح الليبرالية الغربية مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
بينما ذهب آخرون بأنها لا تعدوا أن تكون أمتدادا للاستعمار في صورة جديدة. وهناك من يميل إلى التخصيص فيرى ان العولمة رديفة " للأمركة " حيث تسعى الى نشر وتعميم المشروع الاميركي على العالم. وبانسجام مع هذا الرأي، يرى بعض الباحثين ان مؤسسات الدعاية والاعلام الاميركية تسوق ثقافة ذات مستوى متدن تتمثل في بعض رموزها و" ماركاتها " كالجينز والأكلات السريعة والكوك وأفلام العنف وأشكال الرقص والموسيقى الصاخبة وقصات الشعر والممارسات الشاذة، وتصدر" نجوما " يمثلون هذه الثقافة وهذه الأنماط السلوكية. ومن الطبيعي ان تجد إقبالا من فئات الشباب والأحداث والمراهقين بالخصوص.
ولا تروج بشكل عام إلا في نطاق محدود جدا، ثقافة البحث العلمي والنظام والانضباط واحترام القانون وسيادته واحترام خيارات الشعوب. كما لا تصدر ثقافة الاحتكام الى صناديق الاقتراع في تقرير المصير واختيار الأنظمة المناسبة ومحاسبة الحكومات وإرساء قواعد الجدارة والأهلية وما الى ذلك. ان جل تركيزها ينصب على تصدير ثقافة الصورة التي تخاطب الحواس والغرائز ولا تصدر ثقافة الكلمة التي تخاطب العقل والفكر.
بل ان كل دارس لأبرز الحوادث السياسية وفي أهم المنعطفات التاريخية التي يشهدها العالم، يجد ان الدول الغربية بشكل عام تتعامل مع الآخر على صعيد الحقوق السياسية والوطنية بسياسات ازدواجية المعايير وبحسب أولويات مصالحها. وان مواقفها المضطربة من الثورات والانتفاضات العربية المتعددة هي أحدث شاهد على ذلك.
وأيا كان، فإن المتابع لمجريات الأوضاع في العالم يجد ان العولمة بمفهومها الشامل أخذت تزحف إلى مختلف أنحائه. وان الجماهير بدأت خشيتها تتزايد من تغول الرأسمالية تحت قناع العولمة الاقتصادية. و في ذات الوقت، يتنامى القلق لدى بعض رجال الفكر والسياسة حول مصير التنوع الثقافي والخصوصيات الحضارية للشعوب والأمم المختلفة في العالم. وعليه بدأت تتعالى بعض الأصوات هنا وهناك مطالبة بأنسنة العولمة وو ضع حد لتوحشها.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: أين تقف أمة العرب والمسلمين من هذه التحديات؟
وهذه التعريفات تعتبر الثقافة خصوصية وعاملا مائزا بين المجتمعات، بينما عولمة الثقافة تهدف الى تنميط الثقافة وتوحيد منظومة القيم والأذواق والأنظار ضمن نمط ثقافي معين يراد نشره في العالم واعتباره ثقافة العالم المعولم. وهناك من يدعو إلى إيجاد لغة عالمية موحدة وتذويب الخصوصيات الثقافية ضمن ثقافة عالمية موحدة.
وقد ظهر ذلك جليا بعد زوال الاتحاد السوفياتي وبروز نظام القطب الأوحد في العالم. وانطلاقا من ان العالم غدا بفعل ثورة الاتصالات وتدفق المعلومات " قرية كونية صغيرة " تتواصل عبر الاقمار الصناعية وشبكات الاتصالات والفضائيات.
وبالفعل فقد اقترب العالم من بعضه وتقلصت المسافات واخترقت الجغرافيا وتعدلت مفاهيم السيادة التقليدية للدولة وضعفت سطوتها، وتعرضت هيبة الأسرة ومكانة المدرسة لاهتزازات كبيرة. وغدت السيادة للصوت والصورة المتحركة العابرة للمحيطات والقارات والمخترقة للفضاءات دون عائق أو رقيب أو حسيب!
لقد تباينت الآراء والاتجاهات حيال العولمة بشكل عام. فقد ذهب فريق الى انها بعد سقوط الشيوعية تمثل مسارا تاريخيا طبيعيا يتجه بموجبه البشر نحو تمثل قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الفردية، ومن ثم من الطبيعي ان يتنامى دور مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاعلام وتكتسح الليبرالية الغربية مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
بينما ذهب آخرون بأنها لا تعدوا أن تكون أمتدادا للاستعمار في صورة جديدة. وهناك من يميل إلى التخصيص فيرى ان العولمة رديفة " للأمركة " حيث تسعى الى نشر وتعميم المشروع الاميركي على العالم. وبانسجام مع هذا الرأي، يرى بعض الباحثين ان مؤسسات الدعاية والاعلام الاميركية تسوق ثقافة ذات مستوى متدن تتمثل في بعض رموزها و" ماركاتها " كالجينز والأكلات السريعة والكوك وأفلام العنف وأشكال الرقص والموسيقى الصاخبة وقصات الشعر والممارسات الشاذة، وتصدر" نجوما " يمثلون هذه الثقافة وهذه الأنماط السلوكية. ومن الطبيعي ان تجد إقبالا من فئات الشباب والأحداث والمراهقين بالخصوص.
ولا تروج بشكل عام إلا في نطاق محدود جدا، ثقافة البحث العلمي والنظام والانضباط واحترام القانون وسيادته واحترام خيارات الشعوب. كما لا تصدر ثقافة الاحتكام الى صناديق الاقتراع في تقرير المصير واختيار الأنظمة المناسبة ومحاسبة الحكومات وإرساء قواعد الجدارة والأهلية وما الى ذلك. ان جل تركيزها ينصب على تصدير ثقافة الصورة التي تخاطب الحواس والغرائز ولا تصدر ثقافة الكلمة التي تخاطب العقل والفكر.
بل ان كل دارس لأبرز الحوادث السياسية وفي أهم المنعطفات التاريخية التي يشهدها العالم، يجد ان الدول الغربية بشكل عام تتعامل مع الآخر على صعيد الحقوق السياسية والوطنية بسياسات ازدواجية المعايير وبحسب أولويات مصالحها. وان مواقفها المضطربة من الثورات والانتفاضات العربية المتعددة هي أحدث شاهد على ذلك.
وأيا كان، فإن المتابع لمجريات الأوضاع في العالم يجد ان العولمة بمفهومها الشامل أخذت تزحف إلى مختلف أنحائه. وان الجماهير بدأت خشيتها تتزايد من تغول الرأسمالية تحت قناع العولمة الاقتصادية. و في ذات الوقت، يتنامى القلق لدى بعض رجال الفكر والسياسة حول مصير التنوع الثقافي والخصوصيات الحضارية للشعوب والأمم المختلفة في العالم. وعليه بدأت تتعالى بعض الأصوات هنا وهناك مطالبة بأنسنة العولمة وو ضع حد لتوحشها.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: أين تقف أمة العرب والمسلمين من هذه التحديات؟