أ.د. محمد علي آذرشب(*)
مقدمة ــــــ
يتبادر إلى الذهن من كلمة «المقاومة» عادة أنها حمل السلاح، والكفاح المسلح؛ دفاعاً عن الكرامة. لكنّ المقاومة لها معنى أوسع من ذلك. إنها سريان روح الحياة في الأمة. والجسد الحي بطبيعته مقاوم، يقاوم كل ما يتنافى مع هذه الحياة، ومع مظاهر الحياة الإنسانية من نموّ وتكامل وتطوّر واستقلال وهوية.
وفي الجزائر ـ كما في سائر أرجاء العالم الإسلامي بعد عصر الغزو الاستعماري ـ تجمّعت عوامل كثيرة للقضاء على كل ما يمتّ إلى حياة الأمة بصلة. فقد تعرّضت لتدمير ثقافي استهدف شخصية الإنسان الجزائري وهويته وكرامته على يد الاستعمار الفرنسي. وكانت الخطة التدميرية واسعة مدروسة مدعومة بالأسلحة والجيوش والبطش والتطميع والتحميق والخداع والمكر، لكنّها واجهت ما يقاوم هذا التدمير وهذه الإماتة. وانتصرت المقاومة بفضل الوعي الجديد الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة.
إذاً حرب التحرير في الجزائر لم تكن سوى مظهر من مظاهر المقاومة، وإفراز لمقاومة ثقافية انبثقت من إيمان الإنسان الجزائري بحقّه في الحياة الحرّة الكريمة، وهو إيمان يستمد جذوره من الدين المبين.
مظاهر الهدم الثقافي الاستعماري ــــــ
1 ـ الإذلال ــــــ
إن أهم مقومات الحياة الإنسانية هي العزّة. وهي وراء كل حركة تكاملية في التاريخ. كما ذهب إلى ذلك أفلاطون، وسماها «الثيموس». وتبنّى ذلك هيغل في تفسيره للتاريخ. وأقام عليها فوكوياما فكرته في «نهاية التاريخ والإنسان الأخير»([1]). ولذلك فإن كل المصلحين في التاريخ اتجهوا إلى غرس العزّة في نفوس شعوبهم والدفاع عنها.
ومن الطبيعي أن تتَّجه قوى إماتة الشعوب وإبادتها إلى عملية الإذلال والاستخفاف بقيمة الناس. فقد مارس ذلك فرعون: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ}، ويمارس ذلك كل فراعنة التاريخ والمعاصرين. وقد مارس الاستعمار الفرنسي في الجزائر هذه العملية بشكل واسع. ومن صور الإذلال: الاستهانة بالقدرات الذاتية. وهو محور هام من المحاور التي ركزت عليها الخطة الاستعمارية الأوروبية في تعاملها مع الشرق المستعمَر. والنص التالي فيه أكثر من دلالة، فهو أولاً: يستهين بالقدرات الذاتية للعربي، ثم هو أيضاً يحاول إثارة تعصّب عرقي بين العرب والإيرانيين، زاعماً أن الإنتاج الحضاري في الأندلس فارسيٌّ وليس عربيّاً، بينما هو إنتاج حضاري إسلامي، شاركت فيه كل قوميات الدائرة الحضارية الإسلامية. ولهذا النص نظائر كثيرة تحوك على نفس المنوال. يقول راوول برغو (Raoul Bergot): «العربي لا ينتمي إلى الشعوب النبيهة، وما توصل يوماً إلى تكوين مدنية خاصة به. فقصر الحمراء بروائعه ليس إنجازاً عربيّاً؛ لأن العرب لا يسكنون إلا في خيمة أو في كوخ، وإن حضارة الأندلس التي تنسب إليهم هي حضارة فارسية. وما إن انتصر الإسلام على الزرادشتية حتى انحطت بلاد فارس. والكاتب نفسه هو من القائلين: إن العربي في الجزائر غاز، مهدم، متوحش، يستحق احتقار كل متحضر. وأما البدوي فهو في نظره أشد عنفاً وشراسة؛ لانتمائه إلى شعب همجي الطباع، هدام لكل حضارة ينزل فيها أو يتفاعل معها. فقد قضى على صروح الحضارة الرومانية وكل ما حقَّقته للرقي البشري. ولذلك فكل من يفكّر بالاندماج لا يتعدى نطاق الأحلام الطوباوية»([2]).
وبشأن الجزائري بالذات فهو في رأي المستعمر: «متخلف وخامل»، وهو «لا يعرف إلا السيف، ولا ينحني إلاّ أمامه، ويدرك أننا أذكى منه، فلنظهر له أننا الأقوى، فيطيعنا»([3]).
2 ـ إبادة الإرث الثقافي ــــــ
يمثل الإرث الثقافي، من تراث مخطوط ومن ذاكرة تاريخية وعادات وتقاليد وطنية، جانباً من هوية الشعب. ومن أجل إنزال ضربة بهذه الهوية عمد المستعمر الفرنسي إلى نهب المخطوطات العربية في الجزائر وإتلاف بعضها. والوثائق الدالة على ممارسة الفرنسيين لذلك كثيرة، منها: شهادة موريس فاغنر (Maurice wagner)، الرحالة الألماني، الذي أقام في الجزائر مدة طويلة بعد احتلالها بستّ سنوات، وقال في كتابه «رحلات في ولايات الجزائر»: «جنود فرنسا قد أتلفوا عدداً كبيراً من المخطوطات النفيسة التي عثروا عليها في دار ابن عيسى بقسنطينة. وتساءل: لماذا يحرم الجزائريون من هذه المخطوطات التي تزودهم بالمعرفة؟ ثم ذكر أن كتب الشاعر الألماني شيلر قد لاقت المصير نفسه على يد الفرنسيين المحاربين»([4]).
وثمة وثيقة على غاية من الأهمية تبين محاولات المستعمر لطمس الذاكرة التاريخية لشعب الجزائر. فالكتب الدراسية التي دوَّنونها عن الجزائر تذكر أن تاريخ هذا البلد يبدأ من سنة 1830م! وتحاول أن تفصل الجزائر عن الدائرة الحضارية العربية الإسلامية، وعن انتمائه إلى المغرب العربي. ولذلك تصدّى عالم مغربي هو عبدالله كنون لهذه المحاولات، فألف كتاباً تحت عنوان: «النبوغ المغربي»، محاولاً فيه إعادة الثقة والشعور بالانتماء إلى الجزائريين، لكن السلطات الفرنسية صادرته سنة 1938م. وعلى أثر ذلك كتب محمد مكي الناصري في جريدة الوحدة المغربية مقالاً جاء فيه: «إنه كتاب أدب يعتز بالإسلام والعربية، ولكن فرنسا، حبيبة الإسلام وصديقة العرب ومربية الشرق، كما تقول ويقول دعاتها المناحيس، ضاق صدرها وانكشف سرها وافتضح أمرها، وأصبحت لا تطيق أن ترى للمغاربة وجوداً حتى في صفحات التاريخ، وفي زوايا الماضي البعيد. وسياساتها اليوم تعمل ما في المستطاع لقطع صلة المغاربة بماضيهم نهائياً، حتى لا يعرف المغربي المستعبد البائس أن له أجداداً أعزاء علماء، وحتى يؤمن إيماناً حازماً بضعفه وحقارته. وما دامت فرنسا ترمي إلى هذا الغرض فلن يسعها مطلقاً أن تسمح برواج كتاب «النبوغ المغربي»؛ لأن معنى ذلك، في منطق السياسة الفرنسية، أن المغرب الأقصى سيواصل سيره الروحي والفكري ضمن دائرة العروبة والإسلام، تلك العملية التي تركت الفرنسيين سكارى حيارى، وهذا يعرقل عملية التجنس والإدماج والتفرنس. يا فرنسا، منعتِ كتاباً، وضيّعتِ على المغاربة لذة مطالعته، كما ضيّعتِ على المؤلِّف ثمرة جهاده الفكري، وألحقتِ به خسارة مادية، ولكنكِ أقمتِ الحجة للعالم الإسلامي أجمع مرة أخرى على أنكِ أعلنت حرباً صليبية شعواء ضد العروبة والإسلام»([5]).
3ـ استهداف التعليم ــــــ
كان التعليم في الجزائر يجري غالباً في المساجد والزوايا على يد العلماء. ورأى المستعمر الفرنسي أن هذا التعليم يركز الهوية ويرسّخ الشخصية في نفس الجزائري، فراح يغلق المدارس الواحدة بعد الأخرى، حتى لم يبقَ في الجزائر سنة 1890م سوى ثلاث مدارس، وتخرَّج منها في نفس السنة 14 تلميذاً فقط.
واعترف أحد الفرنسيين بهذا التخريب التعليمي، فقال: «إن فرنسا قد جعلت مستوى تعليم المواطنين أدنى بكثير من المستوى الذي كان قائماً قبل الاحتلال»([6]).
وضيّق المستعمر على العلماء، وزجهم في السجون عند محاولتهم فتح مدارس عربية، حتى في الصحراء الجزائرية.
4 ـ استهداف اللغة العربية ــــــ
إن أبشع حرب ثقافية شنها الفرنسيون في الجزائر هي محاربة اللغة العربية. ولم يشنوا هذه الحرب على العربية باعتبارها لغة قومية فقط، بل باعتبارها لغة حضارية تشدّ الجزائر بدائرة الحضارة الإسلامية وبماضيها وتراثها الحضاري.
زار الشاعر المصري أحمد شوقي سنة 1893م الجزائر، وعاد إلى القاهرة ليقول: «ولا عيب فيها (أي الجزائر)، غير أنها قد مسخت مسخاً. فقد عهدتُ مسّاح الأحذية يستنكف النطق بالعربية. وإذا خاطبته بها لا يجيبك إلا بالفرنسية»([7]).
ولما زار أحد الصحافيين المصريين الجزائر سنة 1901م راعه وضعها العلمي، وتقهقر اللغة العربية الفصحى فيها، فقال: «هُجرت ربوع العلم، وخرجت دور الكتب، وصارت الديار مرتعاً للجهل والجهلاء، وكادت تُدرس معالم اللغة العربية الفصحى، وتطرقت إلى اللغة العامية الكلمات الأجنبية، بل أصبحت اللغة الفرنساوية هي لغة التخاطب في العواصم، مثل: وهران، والجزائر، وقسنطينة، وعنابة، وغيرها»، ثم قال: «إن حالة التعليم في القطر الجزائري سيئة جداً. ولو استمر الحال على هذا المنوال لحلت اللغة الفرنسية محل العربية في جميع المعاملات، بل ربما تندرس العربية بالمرة مع مضي الزمن، فلا الحكومة تسعى في حفظها، ولا تدع الأهالي يؤلفون الجمعيات لفتح المدارس»([8]).
5ـ إثارة النعرات القومية ــــــ
في الجزائر قوميتان، عاشتا في كنف الإسلام متآخيتين متلاحمتين، هما: البربر؛ والعرب. ويسمى البربر أيضاً «الأمازيغ» أو «الأمازيق».
حاول الاستعمار الفرنسي أن يصوّر العرب في الجزائر أنهم طارئون على سكان البلاد الأصليين (ويقصد البربر)، وبذلك يفصل بينهما. ثم حاول أيضاً انتزاع البربر من الإسلام؛ ليضمهم إلى فرنسا. ثم حاولوا تقوية اللغة البربرية وإحياءها بالكتابة والنشر. واشترك المستشرقون في هذه العملية، حين راحوا يبحثون في أصول البربر، ويرجعونها إلى أصول أوروبية.
ومن محاولات الفرنسيين أنهم أقدموا على كتابة اللهجات البربرية. كما ألفوا في تاريخ آداب اللغة البربرية بحروف لاتينية. هذا فضلاً عن محاولة إبعاد البربر عن اللغة العربية، ثم عن اللغة البربرية نفسها؛ لفَرْنَسَة بلاد القبائل نهائياً.
6- محاربة المساجد ــــــ
باسم فصل الدين عن الدولة، أو العَلمانية، أو اللائيكية، عمدت فرنسا إلى التعدي على حرمة المساجد في الجزائر، حتى قال الشاعر الجزائري محمد العبد آل خليفة (1904ـ1979م) يخاطب فرنسا:
عهــــدناك قُــدماً دولة لائكية | فكيف حرمت المسلمين المساجدا([9]) |
وعين المحتلون مسؤولاً فرنسياً لإدارة المساجد والإشراف على الوظائف الدينية!! ثم ابتلعوا أوقاف المسلمين.
يقول محمد البشير الإبراهيمي في ذلك: «وفصل الدين عن الحكومة مبدأ جمهوري فرنسي، ولكنه من أكذب المبادئ بالنسبة إلى دين الإسلام في الجزائر. فما زالت الإدارة الجزائرية في جميع عهودها متمسكة بما أورثها الاستعمار من مساجدنا أكثر وأشد من تمسك المتدين بدينه، ولا تبالي بحقوق طبيعية ولا بمبادئ جمهورية ولا بمفارقات دينية ولا بعواطف إنسانية. ولا سبب لهذا إلا الإمعان في التسلط والاحتكار، واستضعاف المسلمين واحتقارهم»([10]).
7ـ تشجيع التحجّر الفكري ـــــ
عمل الاستعمار الفرنسي على تشجيع كل ظاهرة تبعد الإسلام عن الحياة. ووجد في بعض رجال الطرق الصوفية خير معين له على تحقيق هذا الهدف.
نهضت الطرق الصوفية في المغرب العربي بدور هام في نشر الإسلام والمحافظة على التعاليم الإسلامية والتمسك بالقرآن والسنّة ومحاربة الاستعمار والاحتلال، لكنّ بعض رجالها عمد، مدفوعاً بأطماع شخصية وحوافز أنانية وأفكار بالية، إلى نشر ثقافة التحجّر والرجعية، فأعانوا المحتلين وساندوهم عن طريق نشر أفكار الجبر والتخدير الديني والاستسلام. ورفع بعض شيوخ الطرق الصوفية شعار: «اعتقد ولا تنتقد»، أي اكتف بالإيمان واخضع واستسلم. وراح بعضهم يوزع كتب السحر التي تتنبأ ببقاء فرنسا في الجزائر!!([11]).
8ـ التنصير ــــــ
كانت الإرساليات التبشيرية لتنصير الجزائريين من أبرز ظواهر الاحتلال الفرنسي. ولم يكن الدافع في ذلك دينياً بقدر ما كان حضارياً، أي إن الهدف كان محاربة الإسلام باعتباره مشروعاً حضارياً يصدّ توغّل المشروع الحضاري الغربي في العالم الإسلامي. ولذلك كرر قادة الاحتلال الفرنسي بأنهم سيحتلون الجزائر؛ «لفائدة المسيحية جميعاً»، وأنهم سينتهزون الفرصة «لنشر المدنية بين السكان الأصليين وتنصيرهم..»([12]).
إنّ أبرز وجه في حملة تنصير الجزائر الكاردينال لافيجري (1828ـ1892م) «Charles Martial Lavigerie»، وهو مؤسس رهبانية الآباء البيض في أفريقيا الشمالية والوسطى، وكانوا أمتن دعامة للوجود الفرنسي بين القبائل البربرية. وكانت محاولات التبشير أكثر نشاطاً بين البربر.
أنشأ الآباء البيض الأديرة والمياتم والمدارس المهنية، وأسسوا جمعية الكشافة الكاثوليكية، واستملكوا الأراضي الشاسعة، وأقاموا فيها قرى بأسماء مسيحية.
مظاهر مقاومة الغزو الثقافي ـــــ
لم تستطع عوامل الهدم الثقافي المذكورة أن تقضي على «حياة» الجزائريين. ومن طبيعة الحياة أن تقاوم الغزو الخارجي. ومن مظاهر هذه المقاومة:
1ـ الثورات المسلحة ـــــ
وعلى رأس هذه الثورات ثورة الأمير عبدالقادر الجزائري (1808ـ1883م). وقد بلغ ذروة قوته بين سنتي 1838 و1839م، وبسط سلطانه على نصف الجزائر، وبايعه الجزائريون، وأعلن في خطبة البيعة أن غايته القصوى «اتحاد الملة المحمدية والقيام بالشعائر الأحمدية»([13]). واستمر جهاده خمس عشرة سنة، وقد انتهى باستسلامه أمام القوة العسكرية الفرنسية. ثم كانت ثورات الجمعيات الدينية، التي تواصلت حتى سنة 1874م. وفي سنة 1954م انطلقت حركة التحرير الكبرى بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائري، واستمرت الثورة رغم المناورات السياسية الفرنسية والقمع الوحشي، واتسع عملها السياسي وعملياتها الحربية، حتى اضطرت فرنسا إلى التراجع أمام الضغط الجزائري والعالمي، فأُعلن سنة 1958م تشكيل الحكومة المؤقَّتة للجمهورية الجزائرية. وكان ذلك مقدمة لاستقلال الجزائر.
2ـ النهضة الثقافية ـــــ
وكان دورها أهمّ من الثورات المسلحة؛ لأن آثارها أعمق، وسبل محاربتها أصعب؛ ولأنها تستهدف المحور الأساس في التغيير وهو «الإنسان». وكل تغيير حقيقي يبدأ به.
نهض بالدور الأكبر في هذه النهضة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي أسسها الشيخ عبدالحميد بن باديس سنة 1931م، ثم تولى رئاستها بعد وفاته سنة 1940م الشيخ محمد البشير الإبراهيمي. وقد تأثّر أعضاء هذه الحركة بنهضة السيد جمال الدين الأفغاني وتلميذه محمد عبده([14]). واعتبرت في بادئ الأمر عملاً مرحلياً في التوعية والتعليم، ثم ما لبث أن أعلنت بعد مرحلة التأسيس أن مبادئ الإسلام تفرض هي أيضاً الاحتفاظ بالشخصية الجزائرية، ومن ثم الانفصال عن فرنسا. وخاطب ابن باديس شعب الجزائر مذكراً إياه بعروبته وإسلامه، فقال:
أشعب الجزائر روحي الفدا بنيـت علــــى الديــن أركانــــها |
لما فيك من عزة عربية فكـــانـــت سلاماً على البشريــــة |
وتحول اتجاه جمعية العلماء، وبالتدريج، من الإصلاح القائل بالتعايش مع الغربيين إلى الرفض والتمهيد للثورة. فنقل عن لسان ابن باديس قوله سنة 1940م: «لو وجدت عشرة من عقلاء الأمة الجزائرية يوافقونني على إعلان الثورة لأعلنتها»([15]). وكان يردد شعار {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
ودعمت جمعية العلماء دورَ العلماء، الذين اعتبرهم ابن باديس ورثة الأنبياء، وحاملي مشعل العلم والاصلاح([16]).
وضع القانون الأساسي لجمعية العلماء البشير الإبراهيمي. وكان شعارها «الإسلام ديننا، والعروبة لغتنا، والجزائر وطننا»([17]).
طالبت جمعية العلماء بتطوير التعليم. وكان من شعاراتها: «لا مسجد بلا تعليم، ولا إسلام بلا تعليم»([18]). فأنشأت خلال ثلاث سنوات مئة وخمسين مدرسة يتعلم فيها ما يقارب الخمسين ألف تلميذ. كما شيدت بمالها وبمساندة أفراد الشعب حوالي تسعين مسجداً في القرى الكبرى خلال سنة واحدة.
الشعر في ساحة المقاومة ــــــ
اتضح مما سبق أنّ كل محاور الهدم الثقافي في الجزائر اتجهت إلى فصل الجزائريين عن دينهم وماضيهم الحضاري ودائرة الحضارة الإسلامية العربية. ومن هنا فإن المقاومة، سواء العسكرية منها أو الثقافية، اتجهت نحو توثيق صلة الجزائريين بالدين وبالحضارة الإسلامية تراثاً وانتماءً.
ومن الطبيعي أن يكون الشعر الجزائري المقاوم يتجه هذا الاتجاه الديني الحضاري، وأن يستنهض المشاعر لحركةٍ نحو الدفاع عن الهوية والشخصية والكرامة.
مكافحة البدع ــــــ
تناول الشعر الجزائري بداية عوامل التخلّف في المجتمع الجزائري، ورأى أنها البدع التي انتشرت في الجزائر على يد بعض أصحاب الزوايا، وأنها الانحراف عن نهج الإسلام وتعاليمه. وأشهر قصيدة في هذا الموضوع هي «المنصفة»، للشاعر محمد المولود بن الموهوب (1866ـ؟؟)، التي تصف واقع الجزائر في مطلع القرن العشرين. ومطلعها يدل على المرارة التي أحس بها الشاعر من تخلف المجتمع. يقول:
صعود الأسفلين به دُهينا رمـــت أمــواج بــحر اللَّهـو منَّا |
لأنا للمعارف ما هُدينا أنــاساً للخمــــور مــلازميــنَا([19]) |
ويرى أن الابتعاد عن كتاب الله هو سبب كل شقاء:
نعم إنا شقينا إذ سُقينا ينـــادينا الكتاب لكـــل خيـــر |
كؤوس الجهل لكن ما رُوينا فهـل كنــا لـذلــك سامعيـــنا؟! |
ويرى أن الإسلام يتعارض مع الحالة الموجودة في بلاده من جهل وابتعاد عن المنافع الحقيقية للامة، فيقول:
ألا يا قوم ما الإسلام هذا أتى الإسلام يأمرنا بعلم وجمع بيـن دنيـــانــا وأخـــرى |
ودين الله رب العالمينا وسير في المنافع ما حيينا تدبـر قـــول خيــر المرسليــنــا |
ثم برؤية حضارية يتحدث عن مراكز العلم في تاريخ الإسلام، وما استفادت أوروبا من علم المسلمين أثناء الحروب الصليبية:
سلوا عن علمهم بغداد شرقاً سلوا فاساً وقاهرة بخارى سلــوا حــرب الصليب فكم أفادت |
وقرطبة وأخذ الوافدينا وبصرة، تبصروا الحق اليقينا ســواكم مــن علــوم الســالفينا |
ونستطيع أن نصف هذه القصيدة بأنها رسمت المنهج الإصلاحي برؤية إسلامية. ولذلك حظيت باهتمام الدارسين، فشرحها الشيخ عبدالقادر الميجاوي بالتفصيل في كتابه: «اللمع في نظم البدع»([20]).
وبعد محمد المولود نلقى عمر بن قدور (1886 ـ 1930م)، الذي يتناول القضايا الاجتماعية وما يشوبها من الابتعاد عن الدين والاستهتار بأحكامه، يبعث كل ذلك في نغمة شجية، كما نرى في قصيدته «دمعة على الملة» يخاطب أمته بقوله:
أكيد الليالي بالسقوط دهاها | أم المجد من سوء الفعال قلاها؟([21]) |
ثم يستعرض الأسباب التي أدت إلى هذا السقوط، ويرى أنها الابتعاد عن الشريعة، ويدعو في الخاتمة إلى التمسك بقيم الإسلام وبصيانة عزة المسلمين، فيقول:
وفيكم كتاب الله لا زال ناطقاً ينـــاشدكــم أن لا تكــونوا أذلــة |
كما كان في عهد الهدى بحجاها وكونوا أشدّاء ضد بغي عـــداهــــا |
ونرى بين شعراء الجزائر من يكرس همّه للاستيقاظ والاستنهاض والدعوة إلى التحرك، مثل: محمد سعيد الزهراوي (1899 ـ 1956م) في قصيدته تحت عنوان: «ويح الجزائر»:
ماكان لي من حاجة ومراد هبــت جمــيع الناس من نوم ولــم |
إلا تيقظ أمتي وبلادي تـــزل الجزائر فـــي لـــذيذ رقاد([22]) |
ويظهر أن الحوادث التي مرّت على الجزائر ألهبت مشاعر هذا الشاعر، فراح يستغرب من عدم تأثر أبناء شعبه بهذه الهزات:
هذي الجزائر أيقظت وأرى الجزائر في جمود لم يكن مـــا للجـــزائر لا تحــرّك ساكناً |
حتى الجماد فكان غير جماد يوماً بمعهود ولا معتاد أفلــم يكــــن أبناؤهـــا بعبادِ؟ |
ومثله محمد بن أبي شنب (1869ـ 1929م) يقول في قصيدة تحت عنوان: «أفيقوا بني عمي»:
أفيقوا بني عمي برقي المشارف فقــد ذهــب الأعلام والعلم بينكـم |
وجدّوا وكدّوا باكتساب المعارفِ ولم يبق إلاّ كلّ غمــــر وخالـــف([23]) |
ذكرنا أن الطرق الصوفية الجزائرية كان لها مواقف هامة في نشر العلم وحفظ الهوية ومقارعة المستعمر، لكن كثيراً منها أصيب بما أصيب به المجتمع عامة من جمود وانحطاط، بل أصبح بعضها عاملاً على التخلف وتثبيت أقدام المستعمر. ولذلك اتجه الإصلاحيون، ومعهم الشعر المقاوم، إلى التنديد بهذه الطرق ومكافحة ما تبثه من خرافات. ومن أهم القصائد في هذا المجال ما أنشده الطيب العقبي (1889ـ 1960م) تحت عنوان: «إلى الدين الخالص». ويبين الشاعر فيها ما يحسّه من مرارة التخلف، ويبدأها برثاء الدين، ويقول:
ماتت السنةُ في هذي البلاد وفشا داء اعتقاد باطل عَبَــدَ الكــلّ هــواء شيــخِــهِ |
قُبِرَ العلمُ وساد الجهلُ ساد في سهول القطر طراً والنجاد جدّه، ضلــــوا وظـــلّ الاعتقـاد([24]) |
الدعوة إلى الثورة ــــــ
إذا كانت مكافحة عوامل الضعف والارتخاء والانحطاط تمثل المرحلة الأولى من شعر المقاومة في الجزائر فإن الدعوة إلى الثورة هو المرحلة التالية، التي يرى فيها الجزائري أنه قادر أن يحقق النصر على هذه العوامل بالكفاح ضد الاستعمار، وكأنه أدرك في هذه المرحلة أن المشكلة الأساسية تكمن في تحرر إرادته، وفي سيطرته على مقدراته.
يقول صالح خباشة (1933ـ؟؟م)، مدافعاً عن فكرة أن الجزائر ينبغي أن تكون للجزائريين، لا لاستغلال الطامعين:
لم تزهُ جناتنا كي تنعموا رغداً لم تجرِ أنهارنا بالخير دافقة كــلا ولا انفجــرت صحراؤنا ذهباً |
وننثني نحن لا جنيٌ ولا زَهَرُ لكي يعكّرَها مستعمرٌ قَذِرُ لكي يحـــوم عليها الطامــع الغفــر([25]) |
ويدعو صالح الخرفي (1932 ـ 1988م) في قصيدته «الله أكبر» إلى الجهاد، ويبثّ الأمل في النفوس بالنصر الحتمي:
قد جاء نصر الله يا ديغول والـــواحد الرحمن جـــلّ جلالــه |
أقصر فليس يفيدك التدجيل بنجاح مـــن صدقوا الجهاد كفيــل([26]) |
ويستنهض محمد عيد النساء الجزائريات، فيقول على لسانهنّ:
صهرتنا الخطوب حتى ظهرنا كم غدونا إلى جريح طريح وحنونا على شهيد مجيدٍ واتخــذنا مـــن الرصـــاص عقوداً |
بالبطولات في كفاح الأعادي فأسونا جراحه بالضمادِ خط تاريخه بأزكى مدادِ وانتطقنا بــه علـــــى الأكبــادِ([27]) |
وباسم الثائرين يهدد صالح خباشة فرنسا المعتدية، فيقول:
قسماً سنضرمها إلى يوم القيا سنشـــق باللهــب المعامع زاحفيـ |
مة يا فرنسا أو تتوبي جاثية ـن فتنجلــي عنا الليالـــي الداجنة([28]) |
التوجّه العروبي ــــــ
ذكرنا أن المستعمر الفرنسي حاول فصل الجزائر عن دائرة الحضارة الإسلامية. وكان مما فعله استهداف اللغة العربية عن طريق تشجيع البربرية (الأمازيقية) في البداية، ثم بعدها استهدف حتى الأمازيقية ليحلّ اللغة الفرنسية في البلاد. من هنا كان الإعلان عن الانتماء العربي للجزائر يندرج في سياق المقاومة للحفاظ على الهوية والتراث والانتماء. فالعروبة في الجزائر قائمة على أساس حضاري لا يشوبها تعصّب قومي عنصري. لذلك لا نستبعد أن يكون التوجّه العروبي في الجزائر هو توجّه العرب والأمازيق معاً. يقول صالح الخرفي:
عرب نحن، والعروبة غذّت هي كالنبع دافق في الحنايا لوثة العجم إن غزتنا فبأسُ عَـرَبُ اليوم بالــدمـــاء وإنّـــا |
بهواها عروقنا ودمانا إن تكن في اللسان غاضت بيانا العربِ فينا بيانه لا يُدانى عــرب فـــي غــدٍ دماً ولسانــا([29]) |
ويشير في عبارة «غاضت بيانا» و«لوثة العجم.. غزتنا» إلى فَرْنَسَة لغة الجزائريين في عصر الاستعمار.
ويدعو شاعر آخر، وهو محمد بلعيد، إلى تعلّم الفصحى؛ لأنها لغة القرآن والتراث:
أنتم خلائفنا على ميراثنا فتدارسوا القرآن فهو هدى لكم وتعلمــوا فصحـى اللغـات فإنهــا |
وتراثنا العربي والإسلامي وشفاء أنفسكم من الأسقام علـــوية الأســــرار والأنغـــام([30]) |
ولابدّ هنا من وقفة عند الطابع الحضاري للغة العربية. فهذه اللغة قد خرجت من إطارها القومي بعد الإسلام، وأصبحت لغة الدين الجديد ولغة الحضارة الإسلامية. ولابدّ للحريصين على مستقبل العربية أن يهتموا بـإبراز وجهها الحضاري، لا أن يؤكدوا على طابعها القومي؛ لأن التوجّه الحضاري للعربية يجعلها لغة كل المنتسبين إلى دائرة الحضارة الإسلامية. أما إذا قدمناها باعتبارها لغة قومية فإن ذلك سيؤدي إلى ردود فعل القوميات الأخرى، وإلى محاولة القوميات الأخرى في دائرتنا الحضارية أن ترجع إلى لغاتها القديمة أو لهجاتها المحلية. ولعلّ موجة الأمازيقية الأخيرة في الجزائر جاءت ضمن ردود الأفعال هذه.
يأخذ الانتماء العربي أحياناً طابع الانتماء إلى الشرق، وكلاهما يعني الانتماء إلى دائرة الحضارة الإسلامية. يستنهض الشاعر الجزائري عمر بن قدور (1886 ـ 1930م) الشرق وكأنه جزء منه ومن آلامه وآماله، فيقول:
يا شرق هل هذي المصائب تنجلي يــا شرقَنا حتى متــى نجني المنــى |
أو ينتهي الغليان من ذا المرجلِ أم ذي المنـــى عنـــوان ما لم نعمل([31]) |
ويحذّر الشاعر الشرق من خداع الغرب ومطامعه التي يغطيها بأهداف التمدن، بينما هو (الغرب) رضع من لَبَن الحضارة الإسلامية، فيقول:
إن كان حقّك في الحقيقة ضائعاً صالت عليكم مطامع الغرب الذي إن كان أهل الغرب أهل تمدّنٍ ليس التمـــدن باختـلاس مــمالكٍ |
فكما تضيع إذن حقوق المغفل أرضعته لبن الترقّي الأكمل فهم الثعالب سبّقاً بتحيّل هيهـــات ما إن ذاك دأب الكُمّــل |
تقويم الشعر الجزائري المقاوم ــــــ
لشعر المقاومة في الجزائر أهميته انطلاقاً من الجوانب التالية:
1ـ إنه يأتي في جوّ تكالبت عليه ظروف إماتة الشعب الجزائري وإبعاده عن أصالته وتراثه. ولا أظنّ أن شعباً من الشعوب العربية والإسلامية انصبّت فيه جهود المستعمر عسكرياً وثقافياً للقضاء على هويته كشعب الجزائر. ومن هنا فإن مقاومته لها مدلول خاص، وتبين مدى قدرة الإسلام على صيانة الأمة من التفكك والانحلال في أصعب الظروف وأعقدها.
2ـ إن شعر المقاومة في الجزائر جمع بين التوجّه الثقافي والاستنهاض العسكري، أي إنه جسّد مفهوم المقاومة بمعناها الشامل. فقد تصدّى لتطهير المجتمع من كل عوائق تقدمه، ودعا إلى مقومات التحرك الحضاري، كالعزّة والعلم والخروج من الذاتيات الضيقة والمصالح الآنية التافهة. غير أنه لم يرقَ في مستواه إلى شعر عصر النهضة في البلاد العربية. وربما يعود ذلك إلى أن الشاعر الجزائري لم يكن مستغرقاً في مشاعره الرومانسية، ولم يرتفع عن الواقع المؤلم الذي يعيشه ليحلّق في عالم الخيال، أو ربما أنه أراد أن يخاطب الشعب الجزائري بأوضح لغة وأبسطها.
والواقع أن أغلب الشعر الجزائري في النصف الأول من القرن العشرين اتجه إلى خدمة قضايا الشعب ومعالجة مشاكله ومواجهة التحديات التي تواجه الجزائر، وعلى رأسها الاحتلال. يدعو الشاعر الجزائري إلى توظيف الشعر في اتجاه خدمة الشعب:
واخدم بشعرك شعبك الحرّ الذي واختــر لشعــرك أحسن الألفاظ لا |
مُزجَت بطينته دِما الأعراقِ تــنظم ســوى في المجـد أنـت الراق([32]) |
ويصرح رمضان حمود (1906 ـ 1929م) في نثره وشعره بهذا التوجه؛ إذ يقول:
«ولست من الذين يكتبون للتسلية أو الترويج عن النفس، ولا من الذين يتلذذون بالعبارات المنمقة الرقيقة، ولكني أكتب لأفيد وأستفيد، أكتب لا ليقال: إنه كتب، بل ليقول لي ضميري: إنك قمت بواجبك، وأديت ما عليك، فكن مطمئناً».
و يقول في أشعاره:
في الناس قوم لن يبالوا إن أتوا وضعــوا الكلام لنفسهم وضميرهــم |
بغريب لفظ أو قبيح بناء لا للأنــام كعبــــرة عليــــاء([33]) |
إذاً فالشعر المقاوم هو الغالب في المرحلة التي سبقت الاستقلال. وهو شعر كان له الأثر الهام في معركة التحرير؛ لما تبنّاه من اهتمام بقضايا الشعب ولغة الشعب.
الهوامش
(*) أستاذ جامعي، وعضو الهيئة العلمية في جامعة طهران. من أبرز الناشطين في مجال التقارب المذهبي والقومي. عضو الهيئة الاستشارية لمجلة «نصوص معاصرة».
([1]) ص 23 ـ 33، مركز الإنماء القومي، بيروت، 1993.
([2])Raoul Bergot, L’Algerie telle qu’elle est (Albert Savine), Paris, 1890, pp. 117 – 119، نقلاً عن: نور سلمان، الأدب الجزائري في رحاب الرفض والتحرير: 47، دار العلم للملايين، ط1، بيروت، 1981م.
([3])Tayeb Belloula, Les Algeriens en Eance ، نقلاً عن الأدب الجزائري في رحاب الرفض والتحرير: 46.
([4]) Actes du xiv congres international des orientalistes, Alger, 1905, 3eme Partie, pp.473-602
نقلاً عن الأدب الجزائري في رحاب الرفض والتحرير: 54.
([5]) أنور الجندي، الفكر والثقافة المعاصرة في شمال أفريقيا: 149، (الدار القومية للطباعة والنشر)، القاهرة، 1965م.
([6]) الأدب الجزائري في رحاب الرفض والتحرير: 56.
([7]) صالح الخرفي، شعراء من الجزائر: 10ـ11، منشورات معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة، 1969م.
([8]) قال ابن باديس: «إلا أن فقيدنا لو رأى من عالم الغيب حفلنا هذا لكان له في الجزائر رأي آخر، ولعلم أن الأمة التي صنعها الإسلام وهو صبغة الله، وأنجبتها العرب وهي أمة التاريخ، وأنبتتها الجزائر وهي العاتية على الرومان والفاندال، لا تستطيع ولن تستطيع أن تمسحها الأيام ونوائب الأيام» (نور سلمان، المصدر السابق: 58).
([9]) ديوان محمد العيد: 98، منشورات وزارة التربية الوطنية بالجزائر، قسنطينة، 1967.
([10]) محمد البشير الإبراهيمي، عيون البصائر: 19 ـ 20، القاهرة، 1963.
([11]) محمد طه الحاجري، جوانب من الحياة العقلية والأدبية في الجزائر: 92 ـ 93، جامعة الدول العربية، المطبعة الفنية الحديثة، القاهرة، 1968.
([12]) محمد طه الحاجري، المصدر السابق: 83.
([13]) محمد بن عبدالقادر الجزائري، تحفة الزائر في تاريخ الأمير عبدالقادر 1: 101، دار اليقظة العربية، دمشق، 1964م.
([14]) نور سلمان، المصدر السابق: 148 ـ 149.
([15]) عبدالحميد بن باديس، آثار ابن باديس 1: 89، دار اليقظة العربية، دمشق.
([16]) أنور الجندي، الفكر والثقافة: 56.
([17]) انظر: نص القانون الأساسي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومبادئها الإصلاحية في الملحق 17 من كتاب نور سلمان.
([18]) ابن باديس، آثار ابن باديس 3: 238.
([19]) محمد الهادي السنوسي، شعراء الجزائر في العصر الحاضر 2: 42، مطبعة النهضة، تونس، 1927م.
([20]) نشر في الجزائر عام 1902م، مطبعة فونتانا.
([21]) عبدالله ركيبي، الشعر الديني الجزائري الحديث: 568، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، تونس، ط 1، 1401هـ.
([22]) شعراء الجزائر 2: 172 ـ 176.
([23]) الشعر الديني الجزائري الحديث: 577.
([25]) صالح خباشة، الروابي الحمر: 125، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1970م.
([26]) نور سلمان، المصدر السابق: 336.