تمهيد
إله الفجوات أو إله الفراغات أو إله سد الثغرات God of the gaps -على اختلاف الترجمة- هو المصطلح الذي يستعمله الملحدون وبكثرة في حواراتهم مع المؤمنين، وهو يشير إلى “جعل الفراغات أو النقص في المعرفة العلمية دليلاً على وجود الإله”[1]، وبمقتضى هذا المفهوم يكون كل ما يمكن تفسيره بعلم الإنسان ليس من اختصاص الإله، وهذا يعني أن دور الإله يتحدد في الـ”فجوات” التي لم يتم تفسيرها علمياً. وهذه الفكرة تتضمن الدمج بين التفسيرات الدينية والتفسيرات العلمية بحيث يمكن القول أنه “كلما تمكن العلم من إعطاء شرح أدق للعالم قل دور الإله في هذا العالم”[2].
وبهذا البيان يتضح أن هذا المصطلح يستخدم عند الملاحدة للإشارة إلى كون المؤمنين ينسبون ما يجهلون سببه أو يعجزون عن تقديم تفسير علمي له للإله، فهذا الأمر يُركز عليه الملحدون بكثرة وبشكل ملحوظ جداً في حواراتهم ومناظراتهم، وفي ذلك يقول الدكتور عمرو شريف: “لا تخلو مناظرة بين المؤمنين والملحدين من الحديث عن مفهوم “إله سد الثغرات God Of The Gaps“، فيتهم الملحدون المؤمنين بأنهم عندما يعجزون عن تفسير شيء بأسلوب علمي فإنهم ينسبون فعله إلى الإله لتغطية جهلهم، وفي نفس الوقت ينطلقون من هذا الجهل للاستدلال على وجود الإله”[3].
إله الفجوات أو الفراغات في أطروحات بسام البغدادي
على خطى غيره من الملحدين حاول الكاتب بسام البغدادي[4] نقد اعتقاد المؤمنين بوجود الإله من خلال توظيف مضمون هذا المصطلح وإن كان لم يذكر ذلك صراحةً، ولكن المضمون الذي عرضه يكشف بوضوح عن ذلك، لأنه يتوافق معه تماماً، ويمكننا أن نستعرض ما طرحه بهذا الخصوص في مقالة له بعنوان: (من خلق الكون؟) من خلال تقسيم ذلك إلى ثلاث مراحل[5]:
المرحلة الأولى: (مرحلة التمهيد والتهيئة)
حاول البغدادي في هذه المرحلة التمهيد لطرح مضمون مصطلح إله الفجوات أو الفراغات من خلال التأكيد على دور العلم في الإجابة عن الأسئلة التي تتعلق بالكون، وذلك في قوله:”السؤال عن وجود الكون سؤالٌ علميٌ بحتٌ مثله مثل أيِّ سؤالٍ آخر نبحث له عن جوابٍ، فهل لمرض الإيدز علاجٌ؟ هل هناك شيءٌ ما بعد حدود الكون؟ هل هناك أكوانٌ أخرى؟ هل هناك كائناتٌ عاقلةٌ مثلنا تعيش في كواكب أخرى؟ كل هذه الأسئلة أسئلةٌ مهمةٌ، ونبحث لها عن جوابٍ، طبعاً؛ لكن لا علاقة لها بموضوع الله لسببٍ بسيطٍ جداً، وهو أنَّ وجود الله من عدمه لن يؤثِّر على النتيجة– وفي هذه الحالة وجود الكون“[6].
بعدها يتساءل قائلاً: “لماذا يتم إلصاق مهمة الخلق بالله تحديداً؟ ما هي الدلائل التي تشير الى أنَّ هناك عملية خلقٍ؟ وبأن الخالق هو الله تحديداً دون كلِّ الآلهة الأخرى؟ ألا يمكن أنْ يكون سبب وجود الكون هو سببٌ طبيعيٌ جداً موجودٌ في الكون ذاته ولا يحتاج إلى قوةٍ سحريةٍ عاقلةٍ لإيجاده؟”[7].
ويضيف بعدها قائلاً: “السؤال عن خلق الكون سؤالٌ قائمٌ على مغالطةٍ منطقيةٍ بحتةٍ، يحاول فيها السائل خداع عقل المتلقِّي من خلال افتراض وجود عملية خلقٍ، وكلُّ ما علينا هو العثور على الفاعل، وفي هذه الحالة يتم افتراضه الله. كما أنَّ اعتقاد بعض العلماء بوجود الله لا يعني بأنَّ الله موجودٌ، أو بأن الله خالقٌ، بل يعني فقط بأن هناك من يعتقد به فقط”[8].
المرحلة الثانية: (مرحلة طرح المفهوم وتوظيفه لإنكار الإله)
في هذه المرحلة بدأ البغدادي بطرح مضمون فكرة إله الفجوات أو الفراغات وتوظيفها بشكل واضح جداً من أجل الوصول إلى النتيجة التي يريدها، وهي إنكار وجود الإله، حيث تساءل قائلاً: “ما هي علاقة أصل الكون بالإيمان بوجود الله من عدمه؟ على سبيل المثال، لو اكتشف العلماء غداً طريقة نشوء الكون، فهل سيتوقف المؤمن عن الإيمان بالله؟ أَلَن يبحث المؤمن عن فراغٍ علميٍّ جديدٍ يضع الله فيه؟ الطريقة سهلةٌ؛ لنتذكر بأنَّ الله في سالف الزمان كان يقوم بالملايين من الوظائف في الطبيعة، والتي تقلَّصت شيئاً فشيئاً مع اكتشاف العلم الحديث كأسباب سقوط المطر، وجريان السحاب، وشروق الشمس، وغيرها الكثير”[9].
وأردف قائلاً: “في كلِّ مرةٍ نكتشف أنَّ سبب حدوث الأشياء هي قوانين الطبيعة البحتة، يتم دفع الله درجةً إلى الوراء، فيقول المؤمنون بأنَّ الله هو السبب وراء مسبِّباتها. وعندما يتم اكتشاف السبب وراء مسبباتها كذلك، يتم دفع الله درجةً أخرى للوراء وهلمَّ جرًّا”[10].
ويستمر البغدادي في توظيف مفهوم إله الفجوات أو الفراغات العلمية لإنكار وجود الخالق إلى أن يقول: “الفكرة الدينية لا تجد حرجاً في حشر الله في كل الفراغات العلمية، لأنها بالأساس قائمةٌ على أنَّ وجود الله هو مسألةٌ بديهيةٌ، وعلى المؤمن التصديق بها دون أيِّ سؤالٍ. لذلك نجد المؤمن –ودفاعاً عن هذه الفكرة التي يجد نفسَه مجبراً للإيمان بها– يسعى لخلق الأسباب لإيمانه، في كل فراغٍ علميٍ يخطر على باله“[11].
المرحلة الثالثة: (مرحلة التحصين وسد الهجمات المحتملة)
بعد أن انهى البغدادي توظيفه لمضمون مفهوم إله الفجوات أو الفراغات العلمية لصالح عدم الإيمان بالإله الخالق؛ انتقل في هذه المرحلة لتحصين نفسه من أي هجوم مضاد قد يتعرض له الملحدون إذا ما طُولبوا بالإجابة عن مسألة تفسير نشأة الكون مثلاً، وذلك من خلال التأكيد بأن انتقادهم للمؤمنين لا يعني امتلاكهم للأجوبة الصحيحة دائماً، إذ يقول: “فإنَّ الاعتقاد الشائع بأنَّ الملحد أو اللاديني أو اللا أدري يمتلك جواباً لكل شيءٍ هو اعتقادٌ دينيٌ مغلوطٌ، ولا أساس له من الصحة. هذا الاعتقاد راسخٌ في عقل المؤمن بسبب اعتقاده الأزليِّ بالأجوبة السحرية لكل مجهولٍ يجهله. ولهذا يفترض المؤمن بأن هذا المجهول يجب أن يكون معلوماً لمن ينكر وجود الله. من هنا يتضح أنَّ الله في عقل المؤمن هو ذلك الفراغ الشاسع الذي يأتي بعد علامة الاستفهام في كل سؤالٍ لا يعرف إجابته. الله كان ولازال صورةً لجهلنا الإنساني، الذي يتقلَّص اليوم بفضل انتشار المعارف والعلوم”[12].
وقفات مع إله الفجوات/الفراغات العلمية
موضوع إله الفجوات أو إله الفراغات له ارتباط وثيق ببحث العلة والمعلول في الفلسفة الإسلامية، ولذا لابد وأن تكون لنا عدة وقفات نوضح فيها بعض المطالب المهمة المتعلقة بهذا البحث، ومن خلالها سيتضح لنا الخلل والقصور في توظيف الملحدين لهذا المصطلح بما فيهم الكاتب بسام البغدادي، علماً بأن عرضنا سيكون مرتكزاً على شرح هذه المطالب دون الاستدلال عليها.
أولاً: ثبوت العلية وأهميتها
إن ثبوت قانون العلية وكونه حاكماً على العالم من الأمور البديهية، فنظام هذا العالم قائم على قانون العلة والمعلول، ولذلك نجد حتى من يعارض هذا القانون فإنه في استدلاله على نفيه يثبت العلية من حيث لا يشعر ويبرهن عليها، وذلك لأنه يريد من هذا الاستدلال أن يكون علة لنفي العلية، وذلك حتى يكون برهانه ودليله علة لإبطال مبدأ العلية[13].
وبتعبير الشهيد الصدر فإن: “مبدأ العلية هو الركيزة التي تتوقف عليها جميع محاولات الاستدلال في كل مجالات التفكير الإنساني… وحتى الاستدلال على رد مبدأ العلية الذي حاوله بعض الفلاسفة أو العلماء، يرتكز على مبدأ العلية أيضاً لأن هؤلاء الذين يحاولون إنكار هذا المبدأ، والاستناد في ذلك إلى دليل، لم يكونوا يقومون بهذه المحاولة لو لم يؤمنوا بأن الدليل الذي يستندون إليه، سبب كافٍ للعلم ببطلان مبدأ العلية. وهذا بنفسه تطبيق حرفي لهذا المبدأ”[14].
وإذا أردنا أن نفهم ما هو المراد من قانون العلية؟ فيمكننا القول أنه: “نوع ارتباط بين شيئين، أحدهما علة، والآخر معلول، بل هو ارتباط وثيق وعميق؛ إذ يكمن هذا الارتباط في أن العلة موجودة للمعلول؛ لأن ما يحصل عليه المعلول من العلة هو تمام حقيقته ووجوده، فلولا العلة لما كان المعلول، ولا يوجد في غير العلية مثل هذا الارتباط المؤدي إلى انعدام كل واحد من طرفي الارتباط إذ انعدام الآخر، فحاجة المعلول إلى العلة من أشد الحاجات؛ لأنها حاجة وافتقار في أصل الوجود، فإذا أردنا تعريف العلة –بناءً على ذلك- فلابد أن نقول: “هي ما يحتاج إليه المعلول في وجوده”[15].
ثانياً: العلية بين علماء الطبيعة والفلاسفة
يختلف المراد بالعلة في مصطلح علماء الطبيعة عن العلة المصطلح عليها عند الفلاسفة الإلهيين، والفرق بينهما كبير وشاسع، لأن الفلاسفة يجعلون الشيء علة لشيء آخر إذا كان موجداً له، وإلا فإنهم لا يعتبرونه علة باصطلاحهم، وكمثال على ذلك نجد أن البيت إذا تم بناءه عن طريق سلسلة من التغييرات فإن الفلاسفة لا يعتبرون البناء علة للبيت أبداً، وذلك لأنه لم يوجده، وإنما كانت هناك مواد جاهزة للبناء وما قام به رجل البناء هو مجرد ترتيب هذه المواد بشكل مخصوص، وأما علماء الطبيعة فإنهم يعتبرون ذلك علة للبيت بخلاف الفلاسفة، وهكذا أيضاً الأب والأم بالنسبة إلى الولد، فإنهما علة في مصطلح علماء الطبيعة، في حين أنهما في مصطلح الفلاسفة ليس أكثر من “مقدمة” و”معد” و”منفذ”[16].
ومن هنا نفهم معنى مقولة الفلاسفة (لا مؤثر في الوجود إلا الله)، أي “أن الإيجاد منحصر بالله سبحانه وتعالى، وكل ما عداه فواعل معدة، لا فواعل حقيقية. وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في موردين، ففي قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ* أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) عمل الفلاح هنا ليس هو الزرع، بل هو الإعداد لأن يفاض الزرع من الله سبحانه وتعالى، وكذلك الصورة النوعية. وفي قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ* أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الخَالِقُونَ) عمل الإنسان هنا ليس هو إيجاد النطفة، فالخلق حقيقة منه سبحانه وتعالى، وإنما عمل الإنسان هنا هو علة إعدادية وشرط لإفاضة الصور من الله تعالى”[17].
ومن هنا نلاحظ أن رؤية الملاحدة بما فيهم البغدادي لمسألة العلة والمعلول تتناسب مع رؤية علماء الطبيعة، أي العلة بمعنى الفواعل المعدة لا الفواعل الحقيقية، وذلك لأنها لا تتناسب مع رؤية الفلاسفة الذين لا يجعلون الشيء علة لشيء آخر إذا كان موجداً له.
ثالثاً: العلة والمعلول بين المتكلمين والفلاسفة
من المسائل التي اختلف حولها المتكلمون والفلاسفة هي مسألة الحدوث والقدم، فهل العالم حادث أم قديم؟[18]المتكلمون المسلمون يرون أن العالم حادث لأن القديم هو الله سبحانه وتعالى وحده فقط، وكل ما سواه حادث، لأنه بحسب كلامهم إذا لم يكن الشيء حادثاً وكان قديماً فلا يكون مفتقراً إلى الخالق (العلة)، فلو فرضنا أشياء أخرى قديمة غير الله سبحانه تعالى فلا تكون مفتقرة إلى الخالق، لأنها ستكون مثله تعالى واجبة الوجود بذاتها.
وأما الفلاسفة الإلهيون فيرون أن الحدوث مختص بعالم الطبيعة، أما عوالم ما فوق الطبيعة والمجردات فهي قديمة، كما يعتقدون أيضاً أن الأصول والكليات في عالم الطبيعة قديمة والحادث فيه هو الفروع والجزئيات فقط، ولذلك فإنهم يرفضون كلام المتكلمين القائل بأن العالم حادث، ويردون عليهم بالقول: إن الاشتباه يكمن في افتراضهم أن الشيء إذا كان أزلياً دائماً فهو غير مفتقر إلى العلة قطعاً، في حين أن الأمر ليس كذلك؛ لأن افتقار الشيء إلى العلة أو غناه عنها يرتبط بذات الشيء، وكونه واجب الوجود أو ممكن، ولا ربط له بمسألة حدوثه وقدمه[19]. ويضربون لذلك هذا المثل وهو: أن شعاع الشمس نابع منها، سواءً أقلنا بعدم وجوده في زمان ما، أم قلنا بأزليته، لأنه لو افترضنا أزلية الشمس، فافتراض أن شعاع الشمس أزلي وأبدي مثلها لا يعني أنه غني عنها.
وبهذا المثل يتضح أن مراد الفلاسفة الإلهيون عندما يؤكدون على قدم العالم ليس إثبات افتقاره إلى العلة، لأنهم يدعون أن نسبة العالم إلى الله كنسبة الشعاع إلى الشمس، ولكن الفارق هو أن الشمس لا تعي ما تفعله ولا تصدر أفعالها عن إرادة وقصد، أما الباري سبحانه وتعالى فهو عالم بذاته وأفعاله[20].
الحدوث الزماني والحدوث الذاتي
حتى إذا عُبر عن العالم بأنه حادث فليس المراد بهذا الحدوث أنه مسبوق بالعدم، إذ يمكن التمييز بين أمرين: الحدوث الزماني والأسبقية الزمانية والحدوث الذاتي والأسبقية الذاتية، والقدم الزماني والقدم الذاتي، وأما الحدوث الزماني فواضح وهو الأسبقية الزمانية، ولكن الحدوث الذاتي فسيتضح المراد منه من خلال المثال التالي:
“عندما تمسك القلم بيدك، وتحركه… فهنا نسأل: ما هو الأسبق؟ حركة القلم أو حركة اليد؟ هل نستطيع أن نقول “تحرك القلم فتحركت يدي”؟ أم أن الصحيح هو أن نقول “تحركت يدي فتحرك القلم” بالتأكيد الجواب الثاني هو الصحيح. فحركة اليد هي سبب حركة القلم، وحركة اليد أسبق من حركة القلم، وبالتالي حركة القلم أمر حادث بالنسبة إلى حركة اليد. لكن من الناحية الزمانية، هما يتحركان معاً، ولا نستطيع أن نقول إن حركة اليد أسبق زماناً من حركة القلم، لأن الأسبقية هنا ذاتية وليست زمانية، وحدوث حركة القلم بالنسبة لحركة اليد حدوث ذاتي لا زماني…. إذاً نحن هنا نتحدث عن حدوث ذاتي”[21].
من المثال المتقدم يتضح أن المتكلمون يعتقدون بالحدوث الزماني، وأما الفلاسفة فلم يقبلوا ذلك، وادعوا أن الحدوث –فيما لو عُبر بهذا التعبير طبعاً- لا ينحصر في الحدوث الزماني، لأنهم يعتقدون بأنه لا تلازم بين إمكان الوجود والحدوث الزماني من ناحية، ولا تلازم بين وجوب الوجود والقدم الزماني من ناحية أخرى. بل يمكن أن يكون هناك شيء ممكن الوجود وهو قديم زماناً، كما يمكن أن يكون هناك شيء قديم زماناً وله لون من الحدوث كما يقول الفلاسفة، وهذا الحدوث هو ما يسمى بـ(الحدوث الذاتي)[22].
لذلك فإننا نلاحظ أن رؤية الملحدين لمسألة نشأة الكون تصور بأنه إذا ثبت بأن العالم قديم فسينتهي الاعتقاد بوجود الإله الخالق، وهذا بالتأكيد مجانب للصواب، لأن رؤية الفلاسفة الإلهيين قائمة على القول بقدم العالم أو بحدوثه الذاتي (غير المسبوق بالعدم)، ومع ذلك يؤكدون على افتقاره لله سبحانه وتعالى كما في مثال الشمس وشعاعها.
ثالثاً: العلية والمعلولية وتلازم الوجود
بناءً على ما سبق؛ فإنه ليس المراد من قانون العلية هو التوالي الزماني أو المعية الزمانية، لأن من الممكن أن يوجد ذلك بين شيئين دون أن يكون أي منهما علة أو معلولاً للآخر، وإنما العلية هي نوع من الارتباط الوجودي بين شيئين، فيكون هذا الموجود ناشئ من ذاك، بمعنى أن وجوده مرتهن بوجود الشيء الآخر، ونحكم على نحو القطع باستحالة أن يحظى الثاني بالوجود لولا وجود الأول[23]، وبحسب كلام الشيخ المطهري فإن: “هذه العلاقة أقوى من علاقة التوالي الزمني، أو علاقة التقارن الزمني اللتين قد تراهما عين الإنسان بين شيئين دون أن تحكم بأن أحدهما ناشئ من الآخر، ودون أن تحكم بارتهان وجود الثاني بوجود الأول بحيث يكون وجود الثاني محالاً لولا وجود الأول”[24].
كما أنه ليس المراد من قانون العلية أن العلة شيء والمعلول شيء آخر، والعلة تعطي شيئاً للمعلول، لا أبداً، لأننا عندما نقول (تعطي العلة للمعلول)، فإن هذا من باب ضيق التعبير كما يقول الدكتور عبدالجبار الرفاعي، وإلا ففي الواقع المعلول غير موجود قبل علته، والعلة لا تعطي شيئاً للمعلول، وإنما العلة تعطي ذات المعلول، فتوجده، إذ لا وجود لطرفين، لكي تقوم العلة بإعطاء المعلول شيئاً ما[25].
ومن هنا نفهم ما يُطلق عليه الشيهد الصدر بقانون (التعاصر بين العلة والمعلول)، وذلك في قوله: “لما كنا نعرف الآن أن وجود المعلول مرتبط ارتباطاً ذاتياً بوجود العلة، فنستطيع أن نفهم مدى ضرورة العلة للمعلول، وأن المعلول يجب أن يكون معاصراً للعلة، ليرتبط بها كيانه ووجوده، فلا يمكن له أن يوجد بعد زوال العلة، أو أن يبقى بعد ارتفاعها”[26].
الخلق عملية مستمرة ومتواصلة
بناءً على ما سبق أيضاً من بيان رؤية الفلاسفة؛ فإن الاعتقاد بأن الكون قديم لا يعني أنه غير مخلوق، بل إن مفهوم الخلق ليس كما يتصور البعض من أنه كان غير موجود ثم وجد، لأن الخلق عملية مستمرة ومتواصلة، ويمكن استفادة هذا المعنى أيضاً من مفهوم المعاصرة بين العلة والعلول، وحول ذلك -كون الخلق علمية متواصلة باستمرار- يقول الدكتور حسن بن أحمد اللواتي:”إن الاعتقاد بأن الخلق والإيجاد هو عبارة عن نقطة زمانية بعيدة أمر خاطئ وملتبس؛ لأن الخلق هو ارتباط الموجود بموجده، ولو حدث أن انفصل هذا الارتباط في أية لحظة لانتفى وجود الموجود المعلول أساساً. إذن؛ فالخلق والإيجاد أمر مستمر في كل آن وليس لحظة ولادة حدثت منذ أمد بعيد وانتهت؛ لذلك فإن الكون يمكن دراسة التغيرات الملحوظة عليه بالفيزياء، ومن خلال بقية العلوم ذات العلاقة بهذا الشأن، وأن يكون للكون بداية زمانية أو لا يكون له بداية زمانية لا يتعارض في كلتا الحالتين مع كونه محتاجاً للعلة والسبب في وجوده؛ لذلك فإنه ليس من الصحيح البحث عن موضوع البداية الزمانية لإثبات الخالقية، كما أنه ليس من الصحيح محاولة نفي البداية الزمانية بهدف نفي الخالقية”[27].
وهذا المفهوم للخلق قد لا يتفق مع مضمون ما يطرحه الملحدون بما فيهم البغدادي بخصوص مسألة خلق الكون والحياة، حيث ذكر أن هذا من الأسئلة العلمية التي”لا علاقة لها بموضوع الله لسببٍ بسيطٍ جداً، وهو أنَّ وجود الله من عدمه لن يؤثِّر على النتيجة”[28]، فإذا كان مقصوده من هذا الكلام أن عملية الخلق بدأت وانتهت في فترة معينة، فهذا بالتأكيد لا ينسجم مع مفهوم الخلق المستمر والمتواصل كما هو واضح.
رابعاً: أنواع العلل:
عندما يكتب الإنسان شيئاً على ورقة، فإنه بالإمكان تصور أربعة أنواع من العلل، وهي[29]:
1. العلة المادية: التي تعني المواد الضرورية التي يلزم توفرها لظهور هذه الكتابة، أي الورقة الخالية من الكتابة والحبر المخزون منه بضع غرامات في القلم، والقلم الذي تكتبون به، وبفقدان أي من هذه الأشياء لا يمكن أن توجد تلك الكتابة تماماً، مثلما لا يمكن وجود الشيء من العدم، فهذه الأمور علل مادية للكتابة.
2. العلة الصورية: وتعني الشيء الذي يعطي الشكل المطلوب للمادة، فصورة خط الكتابة لا تتشكل إلا إذا كتبتها على وفق أشكال وترتيب الحروف المشكلة لكلماتها، فكلمة ((فديتك)) لا تظهر إلا إذا رسمت حروفها بأشكالها الصحيحة وطبقاً لترتيبها في الكلمة، فإذا تغير أي منها لم تظهر هذه الكلمة.
3. العلة الفاعلية: أي القوة التي تقوم بفعل الكتابة وترسم حروفها وكلماتها بالحبر والقلم على الورقة.
4. العلة الغائية: وهي العلة الدافعة للقيام بهذا الفعل، أي الهدف الذي تريدون تحقيقه من الكتابة على الورقة، كأن يكون هدفكم إرسالها إلى شخص معين؛ لكي يطلع على ما تريدون وينفذ ما تطلبون، هذا إذا كان لديكم هدف معين من القيام بهذا العمل طبقاً لهذا المثال بالنسبة لأفعال الإنسان[30].
الوجود ما بين العلة الفاعلية والعلة الغائية
ما يهمنا من أنواع العلل الآن هو العلة الفاعلية والعلة الغائية، لأنه من كلمات البغدادي وغيره من الملحدين يتضح أنهم يفسرون نشأة الكون بناءً على العلة الفاعلية (الآلية) فقط، فهم لا ينكرون وجود العلة الفاعلية، وإنما ينكرون وجود العلة الغائية. يقول الشيخ المطهري: “لا تجد في العالم برمته أي عالم، بل وأي عاقل يفسر ما يجري في العالم الكوني على أساس الصدفة، بمعنى فقدان العلة الفاعلية فمثلاً لا تجد من يقول بأن الأمطار تهطل تلقائياً دون علة، أو أن الشمس أو الأرض تدور تلقائياً دون علة … ولذلك لا يوجد عاقل واعٍ ينكر العلة الفاعلية ويقول مثلاً: إن أمور العالم تجري دون علة فاعلية”[31].
إذاً لا خلاف بين المؤمنين والمحلدين في مسألة ثبوت العلة الفاعلية، وإنما كل الخلاف في مسألة ثبوت العلة الغائية.
ضرورة وجود العلة الغائية
إن غاية ما توصل إليه العلة الفاعلية هو القول بلزوم أن يكون لكل معلول علة ولكل أثر مؤثر موجد لمعلوله، وهذا لا يكفي لتفسير نشأة الكون والحياة، ومن هنا ندرك الحاجة لوجود العلة الغائية، لأن الأمر يتطلب توفر إرادة وإدراك واختيار، وهذا الأمر لا توفره العلة الفاعلية، لأن دورها ينحصر فقط في بيان الوسيلة التي من خلالها يتم تحقيق هدف معين[32]. وكما يعبر الشهيد المطهري: “يجب حتماً افتراض أن يكون الفاعل يتحلى بقوة الإدراك بمعنى معرفة ما يقوم به واستخدام قوته الفعلية على أساس الحكمة والتدبير”[33]، وهذا الأمر منعدم في حال الاكتفاء بتفسير الكون بالعلة الفاعلية فقط.
لذلك لابد من وجود علة غائية للمعلول، فهي التي تكشف عن وجود إرادة وانتخاب في العلة، ويوضح الشيخ المطهري هذا الأمر بعبارات جميلة في قوله: “بمعنى أن هذه العلة الموجدة للمعلول كانت في مقام يمكنها من خلق معلولها بشكل آخر، لكنها انتخبت الشكل الذي خلقته عليه من مجموع الأشكال المتنوعة والممكنة، فلماذا انتخبت هذا الشكل بالذات؟ واضح أن هذا الانتخاب جاء على أساس غاية معينة، وهذا الأمر يكشف عن حتمية وجود شعور وإدراك في هذه العلة لكي تتمكن من معرفة الغاية ومعرفة أن هذا الشكل وهذا البناء الذي أوجدت المعلول عليه يشكل وسيلة مناسبة للوصول إلى تلك الغاية، ولذلك أوجدته كوسيلة لبلوغ الغاية”[34].
حدود العلة الفاعلية (الوسيلة والغاية- الآلية العلمية والفلسفة)
بناءً على ما سبق؛ يكون دور العلة الفاعلية مقتصر على دور الآلة والوسيلة فقط ولا يتجاوز أبعد من ذلك، لأن العلة الغائية لا يمكن تفسيرها من خلال العلم التجريبي، ولذا نجد أن الدكتور عمرو شريف عندما يتحدث عن المعرفة الدينية يقول: “يمر الطريق إلى تحصيل المعرفة (أي معرفة) من خلال الإجابة على سؤالين: السؤال الأول: لماذا (الغائية أو الحكمة) why؟ لماذا خُلق الكون؟ لماذا خُلقت الحياة؟ لماذا الشقاء والتألم؟… أدرك العلماء أن التعرض لهذه الأسئلة، التي تبحث في “الغاية” من الأشياء، يقع خارج نطاق العلم، فأنكر بعضهم الغائية، وقبلها البعض وتركوها لأهل السبق فيها، وهم الفلسفة ورجال الدين. السؤال الثاني: كيف (الآلية أو الكيفية) How؟ ذلك هو مجال العلم، بشرط إخراج المخادعين والأدعياء من الميدان”[35].
وكمثال على ضرورة وجود العلة الغائية نقول: إذا عرفنا كيفية عمل بعض الأجهزة كالتلفاز والراديو أو الحاسب الآلي، فإن هذا لا يغنينا عن معرفة من هو موجدها ومخترعها، لأن وجود قوانين وآليات لعمل هذه الأجهزة لا يعني بأنه لا يوجد هناك واضع لها، والبحث عن ذلك متعلق بالعلة الغائية وحدها، وهذا خارج عن حدود العلم التجريبي كما ألمحنا لذلك سابقاً.
هل هناك تنافٍ بين العلة الغائية والعلة الفاعلية
لا يعني قولنا بعدم إمكانية تفسير العلة الغائية من خلال العلم التجريبي بأن هناك تقاطع وتنافٍ بينها وبين العلة الفاعلية (الآلية)، أو لنقل بين التفسير الآلي (الفاعلي) بحسب الرؤية العلمية والتفسير الغائي بحسب الرؤية الفلسفية والدينية، أبداً لا يوجد أي تنافٍ بين الأمرين، لأن العلاقة بينهما ليست عرضية وإنما طولية، ويمكن توضيح ذلك بإيراد مثال (أجزاء السيارة) الذي ذكره الشيخ الدكتور مرتضى فرج في كتابه (أفي الله شك) في التالي:
إذا نظرنا إلى أجزاء السيارة نظرة علمية موضوعية، لوجدناها لا تعمل بطريقة غائية، ولكنها تعمل بطريقة آلية عمياء وفقاً لقوانين آلية محددة. فنفير (=منبه) السيارة مثلاً لا يعمل ليحذر المارة من اقتراب السيارة، وإنما يعمل بسبب وجود تيار كهربائي يتحول في دائرة معينة، ولأنه يحدث آلياً ذبذبة في غشاء معين… إلخ. والعجلة (=الإطار) تدور لا لتدفع السيارة إلى الأمام، بل لأن كمية معينة من الطاقة الفيزيائية قد وصلت إلى محور العجلة.
يعقب الشيخ الدكتور مرتضى فرج على هذا المثال بقوله: “إذا سلمنا بهذا اللون من التفكير، فإن القارئ قد يعتقد أنه أمام لغز محير. فأجزاء السيارة تعمل بلا شك بطريقة آلية طبقاً لقوانين فيزيائية محددة، لكن لا يزال من الصواب أن نقول إن كل عجلة، وكل صمام، وكل مسمار… إلخ له وظيفة يؤديها، ويمكن النظر إلى هذه الوظيفة على أنها غرض أو غاية لو أننا اعتبرنا السيارة كلها على أنها نتيجة تخطيط، أو تدبير صانع لها، لكن الغرض هنا هو خارج الآلة، إنه في ذهن الإنسان الذي صممها”[36].
من هنا نستطيع أن نقول بأن التفسير الآلي الذي يقوم على أساس بيان العلة الفاعلية والتفسر الغائي الذي يقوم على أساس بيان العلة الغائية لا يتنافيان، لأن الأول يقدم في تفسيره السبب الآلي لوقوع الحدث، وأما الثاني فهو يقدم تفسيره لبيان الغرض الذي من أجله يتم حدوث الحدث، ولذا من غير الصحيح أن ننفي وجود العلة الغائية إذا عرفنا كيفية عمل العلة الفاعلية، وذلك لأنهما غير متعارضتان.
الخلاصة والنتائج
ثمة أبحاث أخرى تتعلق ببحث العلة والمعلول ولكن فيما تقدم كفاية[37]، ونخلص للنتائج التالية:
إن تصور الملاحدة لمسألة العلة والمعلول يختلف عن تصور الفلسفة الإلهية لها، وذلك لأن الفلسفة الإلهية لا تعتبر شيئاً علة لشيء آخر إلا إذا كان موجوداً له، وإلا فهو بمثابة مقدمة للإعداد والتنفيذ ليس إلا.
ترى الفلسفة الإلهية أن العالم قديم، وهذا لا يعني أنه غير مفتقر إلى علة، ويضربون لذلك مثلاً بشعاع الشمس الذي هو أزلي وأبدي مثلها، ولكنه في وجوده غير مستغني عنها.
إذا عُبر عن العالم بالحدوث، فليس المراد أنه ليس قديماً بمعنى أنه مسبوق بالعدم، أي (الحدوث الزماني)، وإنما المقصود به هو ما يُسمى بـ(الحدوث الذاتي)، وكمثال لذلك هو حركة اليد والقلم، حيث أن حركة اليد ليست سابقةً زماناً لحركة القلم.
بناءً على ما سبق؛ فليس المقصود بقانون العلية في الفلسفة الإلهية هو التوالي الزماني أو المعية الزمانية، لأنه من الممكن أن يوجد تقارن زماني أو توالي زماني بين شيئين ولا يكون أحدهما علة للآخر، كأن يكون أحدهما ليس ناشئاً في وجوده من الآخر.
يُصور الملاحدة بأن الحاجة لوجود الإله الخالق تفرضها مصلحة براجماتية لتحقيق هدف معين، وهو سد الفجوات أو الفراغات العلمية، وهذا مجانب للصواب، لأن هناك أسباباً وأدلة حقيقية عقلية وليست براجماتية على وجود الخالق سبحانه.
إن اعتقاد الملاحدة بأن معرفة سبب وكيفية عمل قوانين الكون تُلغي الحاجة لوجود الخالق غير صحيح، وبحسب تعبير البغدادي “وجود الله من عدمه لن يؤثِّر على النتيجة”، وذلك لأن مفهوم الخلق في الفلسفة الإلهية ليس عملية بدأت وانتهت في فترة زمنية معينة، وإنما هو عملية متواصلة ومستمرة.
لا خلاف بين الملاحدة والفلاسفة الإلهيين في مسألة ثبوت العلة الفاعلية، وإنما الخلاف في ثبوت العلة الغائية، علماً بأن معرفة كيفية عمل العلة الفاعلية لا يُغني عن الحاجة للعلة الغائية كما يظن الملاحدة، وضربنا لذلك مثالاً ببعض الأجهزة كالتلفاز والراديو والحاسب الآلي، فالتعرف على آليات وقوانين عمل هذه الأجهزة، لا يلغي ضرورة وجود واضع لهذه القوانين والآليات التي من خلالها يتم عملها، فالأول يعبر عن العلة الفاعلية، وأما الثاني فيعبر عن العلة الغائية.
بناءً على ما سبق؛ فإن حدود العلة الفاعلية هو في تقديم تفسير آلي من خلال بيان دورها كوسيلة للفعل، وهذا هو ما يقوم به العلم التجريبي، وأما العلة الغائية فهي تجيب عن الأسئلة التي يعجز العلم التجريبي عن الإجابة عنها، والتي تتعلق بالإجابة عن الغاية من الفعل كالسؤال عن لماذا خُلق الكون؟
ليس هناك تنافٍ بين العلة الفاعلية والعلة الغائية، لأنه ليس هناك أي تنافٍ بين عمل الإله الخالق وبين عمل القوانين العلمية، لأن العلاقة بين الخالق سبحانه وهذه القوانين هي علاقة طولية وليست عرضية.
لذلك كله؛ فإنه من غير الصحيح ما يُصوره الملاحدة من أن المؤمنين بالإله الخالق ينطلقون لافتراض وجوده سبحانه من الجهل والفراغات العلمية، وذلك من خلال توظيف مصطلح إله الفجوات أو الفراغات العلمية، وكأن المؤمنين بأجمعهم ينطلقون في إيمانهم بالخالق من الجهل والعمى، بحيث لا ينسبون الأسباب إلى الخالق سبحانه وتعالى إلا في الموارد التي يجهلونها فقط، وهذا بالتأكيد مجانب للحقيقة والصواب، وذلك لأن القول بالإله الخالق كما يقول الدكتور عمرو شريف”ليس لتفسير ما نعجز عن تفسيره، وليس تفسيراً بديلاً عن العلم، إنه وراء التفسيرات، سواءً ما وصلنا إليها أو عجزنا. لذلك فإن ادعاء الملاحدة أن المتدينين يفسرون بالإله ما لم يفسره العلم بعد هو ادعاء مجحف خطأ من بدايته”[38].
سلمان عبدالأعلى-الأحساء
22/9/1437هــ
[4] مر التعريف به في مقالي السابق المُعنون بـ (أنتوني فلو ومغالطات الملحدين.. بسام البغدادي نموذجاً).
[13] مبادئ الفلسفة الإسلامية للدكتور عبدالجبار الرفاعي ج2، ص79، دار الهادي للطباعة والنشر بيروت-لبنان، الطبعة الثانية 1426هـ -2005م.
[14] فلسفتنا للسيد الشهيد محمد باقر الصدر، ص355، الطبعة الرابعة 1433هـ 2012م، دار التعارف للمطبوعات بيروت-لبنان.
[17] شرح بداية الحكمة، تقرير لأبحاث السيد كمال الحيدري بقلم الشيخ خليل رزق، ج2، ص16، الطبعة الثالثة 1431هـ-2010م، دار فراقد للطباعة والنشر قم-إيران.
[18] المراد عند الفلاسفة من حدوث الشيء كونه مسبوقاً بالعدم، وأنه لم يكن ثم كان، ومرادهم من قدم الشيء: أنه موجود دائماً، فلم يطرأ عليه العدم مطلقاً. (الفلسفة للشيخ المطهري، ص77).
[21] أفي الله شك؟ للشيخ الدكتور مرتضى فرج، ص304، الطبعة الأولى 2013م، دار الانتشار العربي بيروت-لبنان.
[22] المصدر السابق، ص305. وفي ص306 يقول:” كما أكد الفلاسفة على أن الاعتقاد بأن للعالم بداية زماناً ليس من لوازم التوحيد، بل يرون أن العكس هو الصحيح، أي أن من لوازم التوحيد –في نظرهم-الاعتقاد بعدم كون العالم حادث زماناً وأن له بداية”.
[24] التوحيد للشيخ المطهري، ص28، ترجمة عرفان محمود، مؤسسة أم القرى، دار الحوراء للطباعة والنشر والتوزيع.
[27] المصمم الأعظم للدكتور حسن بن أحمد اللواتي، ص189، الطبعة الثانية 1436هـ-2015م، الدار العربية للعلوم ناشرون.
[29] راجع كتاب التوحيد للشيخ المطهري، ص83-84، علماً بأني أخذت الأمثلة منه بالنص، علماً بأنه في ص83 يقول: “ولتوضيح الأمر نذكر مثالاً لا يبين المراد بصورة كاملة، لكننا مضطرون لذكره لتوضيح المفهوم، وهو مثال عادة ما يذكرونه في هذا الباب…”. ثم يذكر مثال الكتابة على الورقة مع الأربعة أنواع من العلل.
…