ترجمة: محمد حسن زراقط
شهد القرن العشرون على مستوى العالم جهداً مميزاً في مجال تدوين المعاجم والموسوعات المهتمّة بدين خاص أو أديان عدّة، ومن بين الأديان التي حظيت باهتمام المعاجم: اليهودية والمسيحية والإسلام والبوذية والهندوسية. ولقد دُوِّنت الكثير من هذه الأعمال الموسوعية، وكان القسط الأوفر منها لقارتي أوروبا وأمريكا([1]).
موسوعة الدين والأخلاق ــــــــــ
ربما يمكن القول: إن من أقدم الموسوعات المهتمّة بالدين بشكل عام وأكثرها تفصيلاً وضبطاً وإتقاناً, “موسوعة الدين والأخلاق” (Encyclopedia of Religion and Ethics)، من تحرير المحقّق والعالم في اللاهوت المسيحي الاسكتلندي Jame Hastings، ويتألف هذا العمل من 13 مجلداً، تمّ إعداده ما بين عامي 1908 – 1926م، وأعيد طبعه ـ لمرّات عدة ـ دون إجراء أيّ تعديل عليه.
ويسجّل بعض النقاد على هذا العمل كونه منطلقاً من توجه وضعي Positivism, غير أن هذه الملاحظة ما هي إلا تهمة لا تملك مبرّرات كافية، كما يسجّل آخرون عليه بعده عن أيّ لون عرفاني، ولا أملك تجاه هذه الملاحظة إلا الموافقة عليها، بينما يرى نقاد أكثر تفاؤلاً وحسن ظن أن هذه الموسوعة أولت أكبر اهتمامها للبعد النظري ـ الإلهيات والعقائد ـ والأخلاق والفلسفة على حساب الأبعاد الأخرى للدين، وهي البعد النظري, والبعد العملي ـ العبادات والمراسم ـ والبعد الاجتماعي، وينبه آخرون إلى انقضاء ما يقرب من ستين إلى سبعين عاماً على تأليف هذه الموسوعة، مما يعني تجاوز الزمن لها ونسخها، وفي تعاقب السنوات عليها ما يدعو إلى العمل على موسوعة أخرى تتجاوزها، وتؤسّس لسدّ ما فيها من ثغرات.
ولا شك في أن أيّ عمل علمي يتقادم بسرعة هائلة في عصر السرعة الذي نعيش في أجوائه، إلا أن هذه الموسوعة التي عُمِل عليها في القرن التاسع عشر ونشرت في الربع الأول من القرن العشرين ما زالت حتى الساعة من الأعمال الهامة في البحث الديني.
وبمقارنة هذه الموسوعة بموسوعة مرسيا إلياد، موضوع هذه المقالة، نرى أن حجم المقالات حول الإسلام لا يرقى من جهة العدد في الأولى إلى عددها في الثانية, وعلى أيّ حال أعتقد أن الحكم الدقيق في مجال المفاضلة بين الموسوعتين يحتاج إلى مجال أوسع من حدود هذه المقالة.
لقد تطوّرت الأبحاث العلمية حول الدين وتاريخ الأديان في العقود الستة الأخيرة وتكاملت كذلك، ومن أبرز ما صُنِّف في هذا المجال موسوعة الدين التي أشرف عليها مرسيا إلياد، تحتوي هذه الموسوعة على أبحاث جديدة بنظرة جديدة إلى الدين، ولا أدّعي أنها ناسخة لموسوعة الدين والأخلاق السالفة الذكر, بل أراها عملاً مستقلاً ومكمِّلاً أكثر روعة وبهاءً منها.
فمن جملة ميزاتها وخصائصها أنها ـ وخلافاً لقرينتها التي كُتِبت بأيدي باحثين غربيين وبرؤية غربية ـ شكّلت حاصل عمل مجموعةٍ كبيرة من الباحثين، يصل عددهم إلى 1400 باحث، ينتمون إلى مناطق جغرافية عدة، وينتسبون إلى أديان مختلفة.
من هو مرسيا إلياد؟ ــــــــــ
وُلِد مرسيا إلياد (1907 ـ 1986م) في روما بمدينة بخارست، وهو باحث في الدين والأناسة ـ الأنثروبولوجيا ـ تخصّص بدراسة الأساطير، وكان خبيراً بشؤون الهند، تابع دراسته الجامعية في بخارست، ثم سافر إلى الهند واشتغل بدراسة الفلسفة والديانات الهندية، وعمل على إتقان اللغة السنسكريتية ودرس اليوغا، ثم عاد إلى بخارست لينال شهادة الدكتوراه بأطروحةٍ حول اليوغا، اشتغل بعد حصوله على الشهادة بالتدريس في جامعة بخارست. وكتب ونشر مجموعة من المقالات العلمية في مجال مقارنة الأديان وتاريخها، وحول الفولكلور أيضاً، كتب كذلك عدداً من القصص سنة 1940م.
شغل منصب الملحق الثقافي لبلاده في لندن، وانتقل عام 1941م إلى ليشبونة. بعد الحرب العالمية الثانية سافر إلى باريس وعمل بالتدريس في جامعة السوربون، ومنها فُتح له الباب إلى أغلب الجامعات الأوروبية؛ فاشتغل بالتدريس في جامعة شيكاغو، بوصفه أستاذاً لمادة تاريخ الأديان، وذلك بدءاً من عام 1957م.
من أعمال مرسيا إلياد الفكرية ــــــــــ
1ـ أسطورة العود الأبدي The myth of the eternal return
2ـ الـمقدّس والـدنيوي The Sacred and the Profane
3ـ الأسطورة, الأحلام والأسرار Myth, Dreams, and Mysteries
4ـ تاريـخ الأفـكار الديـنية History of Religions ideas
وقد ترجمت بعض مؤلفاته إلى اللغة الفارسية.
صرف مرسيا إلياد العقد الأخير من عمره في التخطيط لموسوعة الدين والإشراف على تدوينها, وواكبها حتى النهاية، حتى توفي بعد شهرٍ من كتابته مقدمتَها في نيسان 1986م([2]).
كان لمرسيا منهج خاص في قراءة الدين والظواهر الدينية وكان نهجه جديداً؛ فقد اعتقد بأن الرمزية الدينية Symbolism أفضل تجليات الإبداع الإنساني في تجاوبه مع هيبة الوجود وعظمته التي لا يُدرَك قرارها, هذا الإنسان الذي يراه إلياد متديّناً بالفطرة Homo Religions، والإنسان ـ بنظره ـ مساير للكون مسانخ له، وهو تصوّر ضارب بجذوره في أعماق الفكر الديني والعرفاني، كما يذهب إلى أن الأساطير القديمة لها حكم الصور الأزلية أو الأعيان الثابتة Archetypes؛ ولذلك ما تزال ذات نفوذ كبير في عقل الإنسان المعاصر. ويؤمن إلياد بأن البحث في تاريخ الأديان والغوص في هذا التراث الإنساني الضخم يولِّد في نفس الباحث محبةً للنوع الإنساني أوسع وأعمق مما تدعو إليه إنسانوية Humanism الغرب غير الدينية.
يكتب في مقدّمته لموسوعة الدين: تاريخ الأديان يكشف لنا عن مسيرة وسيرة الإنسان في تعاطيه مع المقدّس؛ أي تلك الظاهرة الشاملة التي تتجلّى بصور مختلفة([3]).
وإذا شئنا توصيف منهج إلياد وطريقته، فلا يتسنّى لنا ذلك إلا بوصفه تلفيقاً ذا وجوه عدّة، أو تعدديةً وخليطاً من الأنثربولوجيا, والظواهرية الهوسرلية والبنيوية, والتأويل أو الهرمنيوطيقا([4])، ومما تحسن الإشارة إليه في توصيف منهج إلياد عدّه المقدّس ـ وهو الجوهر المشترك لكلّ تجليات الحياة والثقافة الدينية ـ أمراً أصيلاً وبسيطاً وواحداً، لا يقبل الاختزال إلى معارف وتجارب أخرى.
تتألف موسوعة الدين في طبعتها الإنجليزية من ستة عشر مجلّداً، الجزء الأخير منها مخصّص للفهارس والدليل، وذلك في ما يقارب 8000 صفحة, وثمانية ملايين كلمة, وقد دُوَّنت خلال سبع سنوات، وأبصرت النور عام 1987م. يشتمل هذا الأثر القيم على 2750 مقالة أصلية، تمثل حصيلة جهود 1400 باحث ومحقق من خمسين بلداً، ينتمون إلى ثقافات عدة.
لقد استوعب هذا العمل الموسوعي الضخم تاريخ الأديان القديمة والحالية التي عرفها العالم بأسره، وقد حاولت الموسوعة معالجة الدين والثقافة الدينية بكل تجلّياتها: رجال الدين, والكتب المقدسة, والمؤسّسات الدينية, والآداب والشعائر والمراسم والطقوس، والمعتقدات, والرموز والقصص, والمصطلحات, والنظريات, دون أن تُغفل علاقة الدين بالفلسفة والفن والعلم والسياسة والقانون والأخلاق، وغيرها من المجالات التي تمتّ إلى الدين بصلة.
وقد عولجت المضامين والمفاهيم المشتركة بين الأديان بشكل منفصل أحياناً، وقرأت ـ في الأغلب ـ في مقالات عامة وطويلة مقسّمة إلى أجزاء، من ذلك مثلاً، مقالة حملت عنوان: الأسماء والصفات الإلهية (Attributes of Good)، حيث عالجت هذا الموضوع في الأديان الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام.
وتنسب تمام مقالات الموسوعة إلى أصحابها، وهي موقعة بأسمائهم ومرفقة بسرد للمصادر والمراجع التي اعتُمدت في تدوين المقالات.
المشاركون في تدوين الموسوعة ــــــــــ
ينقسم العاملون في الموسوعة إلى زملاء أصليين، وعددهم عشرة، اشتغلوا على تحرير مقالاتها, وإلى محرّرين فنيين متخصّصين، وعددهم يربو على الخمسين شخصاً، وكان محررو المقالات الإسلامية اثنان: أحدهما تشارلز آدامز المتخصّص في الإسلام وأستاذ جامعة مك جيل، ومؤسس مركز الأبحاث الإسلامي في جامعة كندا، وهو مركز له فرع في طهران تابع لجامعة طهران، يشرف على عمله ويدير أنشطته الدكتور مهدي محقق، وثانيهما المستشرقة والمتخصّصة في الإسلاميات الدكتورة آن ماري شيمل، أستاذة جامعة هارفارد. وسوف نتحدّث عن مقالات الإسلام والإسلاميات في هذه الموسوعة، وهنا لا بد من ذكر شيء حول منهج إلياد وزملائه في تدوينهم لها.
يقول مرسيا إلياد في مقدمته: mلقد كان من الواجب تدوين هذه الموسوعة قبل هذا الوقت؛ حيث إن ثورة المعلومات في المجالات الدينية كافّة تقتضي تقديم معلومات جديدة ودراسات حديثة حول الأديان. أضف إلى ذلك ما شهده النصف الثاني من القرن العشرين من ولادة رؤى منهجية جديدة وتفسيرات أكثر فعالية, ما أدى إلى تغير نظرة الباحثين إلى الدين، وجعلها أكثر تفهّماً للسلوك الديني الفطري عند الإنسان، حتى غدونا على معرفة أدق وأشمل حول نشأة بعض الأديان وتطوّرها والأزمات التي مرت بهاn([5]).
ويتحدّث إلياد بعد ذلك عن الاكتشافات الأثرية، والعثور على نصوص دينية قديمة كالآثار الغنوصية التي عثر عليها في نجع حمادي ـ مصر العليا ـ ومخطوطات قمران في كهوف البحر الميت, وترجمة وتصحيح بعض الكتب الدينية المقدسة المرتبطة بالأديان الآسيوية، ويضيف قائلاً: mوكذلك أحدثت أعمال لويس ماسينيون على العرفان الإسلامي تغيراً كبيراً في فهمنا للدين الإسلامي, وكذلك أعمال هنري كوربان وتلامذته، كشفت لنا كثيراً من الأبعاد التي كانت غائبةً عنا بالنسبة للمذاهب الباطنية الإسلامية، وبخاصّة المذهب الإسماعيليn([6]).
ويشير إلياد في مطاوي مقدّمته إلى أهميّة الأسطورة وإعادة تفسيرها مع غيرها من الرموز (Symbols), وغير ذلك من التوجهات الدينية الغربية كالهرمسية والكيمياء التي كان لها نفوذ كبير في الصين والهند واليونان ومصر وكذلك في العالم الإسلامي وأوروبا, وتعدّ اليوغا واحدةً من القضايا التي أعطاها إلياد حقها من الاهتمام، ولا ينسى إلياد الإشارة إلى أهمية الدور الذي يلعبه البحث حول الأديان البدائية والفلوكلور الديني القروي في فهم الظاهرة الدينية من سائر أبعادها.
ويقول في موضع آخر من مقدمته: mيهدف محرّر هذه الموسوعة وزملاؤه إلى معالجة الظاهرة الدينية وتوصيفها بشكل دقيق وعلمي، يكشف عن التجارب البشرية عامّة للأمر المقدس، بعيداً عن النظرة الاختزالية أو المحاباة للنمط الغربي من الثقافة الدينية؛ بحيث لا نكون قد أغفلنا ظاهرةً دينية بسيطة وقليلة الأهمية لحساب ظاهرة أخرى أشمل وأوسع انتشاراً، وقد حاولنا ـ بخلاف كثير من الموسوعات والأعمال المرجعية ـ أن نجعل ميدان اهتمامنا الأهم الأديان غير الغربية؛ ولتحقيق هذه الأمور جميعاً دعونا باحثين ومحققين من قارات الأرض الخمس ليساهموا في تدوين هذه الموسوعة، كلّ في مجال اختصاصهn([7]).
يقول جوزيف م. كيتاجاوا Joseph M. Kitagawa أحد المحرّرين الأساسيين والزملاء المقرّبين من إلياد في مقدّمته: mاتفق المحرّرون مع مرسيا إلياد على أن يكون المنهج العمدة في عملهم في تدوين الموسوعة علم تاريخ الأديان، الذي يملك في الوقت عينه بعدين: تاريخي ومنهاجي. في هذا الإطار يبتني البعد التاريخي على العلاقات المتبادلة بين السيرة التاريخية لكلّ دين، سواء كانت أديان ما قبل التاريخ أو الأديان البدائية أو المعاصرة، وبين تاريخ الدين بمفهومه العام، أي الأساطير والرموز والشعائر وما شابه ذلك، ويُقصَد بالدور أو البعد المنهاجي الدراسات الظواهرية والدراسات المقارنة في مجال علم اجتماع المعرفة وعلم النفس الدينيn([8]).
ويقول الباحث نفسه في تتمّة هذا العرض: mتتعامل الموسوعات ودوائر المعارف المهتمّة بالدين بأمور لا تشغل المحرّرين في أي دائرة معارف حول أيّ موضوع آخر. ومن ذلك ما يسميه ريتشارد نيبور H. Richard Niebuher المعاني الداخلية والخارجية للظواهر الدينية، مثلاً: يقول ويلفرد كنتول اسميث Wilfred Cant Well Smith: يعتقد غير المسلمين أن الدين الإسلامي دين قومي خاصّ بالأمم المسلمة فحسب، بينما يرى المسلمون أن دينهم دين الحق، وقد حاولت موسوعتنا بشكل جادّ استكشاف المعاني الداخلية لعدد من الظواهر الدينية والفصل بين المستوى الكلامي المتعلّق بالمعتقدات الخلاصية، وبين المظاهر التاريخية والاجتماعية والأنثروبولوجية للظواهر والمعتقدات الدينية, وبالتالي تحقيق التوازن بين الأمرين، ولكننا نستبعد أن يرضي عملنا في هذه الموسوعة أولئك المتمسّكين بأحد البعدين الخارجي أو الداخلي للدين، ولا شك في وجود عدد من الناس يعتقدون بأن دينهم يشتمل على الحقيقة بشكل كامل ومطلق، وليس في إمكان موسوعتنا الدخول في هذه المسألة بتفاصيلها واتخاذ موقف منهاn([9]).
وبعد هذا العرض حول الموسوعة يتضح لنا أن إلياد ومساعديه لا يدخلون على خط تقييم المعتقدات الدينية والحكم لمصلحة إثبات حقانية دين أو بطلانه, بل إنهم لم يراعوا في عملهم التقسيم المعروف للأديان إلى أديان وحي (وحيانية) وأديان غير وحيانية، أي تلك التي لا يمثل الوحي أساساً لها.
القسم الإسلامي في موسوعة الدين ــــــــــ
يظهر بوضوح اهتمام هذه الموسوعة بالإسلام والمذاهب الإسلامية، وبخاصة التشيّع، من خلال الحجم المقبول المخصّص لهذا الدين ومذاهبه، ولأجل مزيد من الوضوح حول المقالات المتعلقة بالإسلام في الموسوعة نذكر فهرساً مفصلاً لما ورد في هذا المجال.
1 ـ المقالات الخاصة بالإسلام والمخصصة للأعلام والفرق والمذاهب والمفاهيم والاصطلاحات وهي ما يلي:
علي عبد الرازق, عبد الجبار الهمداني, عبده, الأفغاني, آغاخان, أبو الهذيل العلاف, عائشة بنت أبي بكر, العلويون, علي بن أبي طالب, علي شير نوائي, السيد أمير علي، المؤرخ والمصلح الشيعي الهندي، أبو الحسن الأشعري, الأشعرية, عاشوراء ،وما ورد في هذه الموسوعة أفضل بكثير مما ورد في موسوعة الإسلام الإنجليزية، الحشاشون, العطار, البخاري ـ صاحب الصحيح ـ البيضاوي, البيروني, الخلافة, الدعوة, الدراويش, الذكر, الدروز, أليجا محمد (1897ـ1975م) قائد ثورة المسلمين السود في أمريكا، فلسفة الفارابي, فاطمة I، الغيبة، وهي من معتقدات الشيعة، الغزالي (أبو حامد), الحديث, حافظ الشيرازي, الحلاج, الحنابلة, الحرم, الحسن البصري, ابن الفارض, ابن عطاء الله, ابن بابويه, ابن باجه, ابن حزم, ابن خلدون, ابن رشد, ابن سينا, ابن تيمية, ابن تومرت, الإعجاز, الإيجي (القاضي عضد الدين), الإجماع, الاجتهاد, إخوان الصفا, الإقامة، الإيمان والإسلام, إقبال اللاهوري, الإشراقية, الإسلام (وهذه المقالة تبلغ صفحاتها السبعون صفحة وهي مركبة من عشر مقالات بعناوين: نظرة كلية, الإسلام في شمال أفريقيا، الإسلام في أسبانيا, الإسلام في جنوب صحراء أفريقيا, الإسلام في القوقاز, الإسلام في آسيا الوسطى, الإسلام في الصين, الإسلام في جنوب آسيا, الإسلام في جنوب شرق آسيا, الإسلام في الغرب, الإسلام في أمريكا), الشريعة أو الفقه, القانون الإسلامي, العام الديني الإسلامي Islamic Religions Year, الدراسات الإسلامية, الجماعة الإسلامية, الجهاد, الجنيد, الكعبة, أبو بكر الكلاباذي, الكلام, التكية, الخوارج, أمير خسرو, نجم الدين كبرى, محمد علي اللاهوري, المذهب, المدرسة, المجلسي (محمد باقر), مالكوم إكس (1925ـ1965م), مالك بن أنس, المصلحة, الماتريدي, الماوردي, أبو الأعلى الموردي, المولد أي مولد النبي 2, المعراج, المسجد, محمد 2, محمد أحمد المهدي السوداني, ملا صدرا، المسلم, الإخوان المسلمون, المعتزلة, ناصر خسرو, النظام, نظام الدين, النبوة, النور المحمدي, الكسب (في الكلام الأشعري), القاضي, القرامطة, القياس, القرآن, رابعة العدوية, محمد رشيد رضا, قراءة العزاء, فخر الدين الرازي, جلال الدين الرومي, سعدي، السماع, الصلاة, محمود الشبستري, الشافعي, الشهادة بالوحدانية, عبد الكريم الشهرستاني, شيخ الإسلام, الشيخية, التشيع (الإمامية, الإسماعيلية), أحمد السرهندي, التصوّف, الصحبة, شهاب الدين السهرودي, السنّة, الطبري, تفسير, التفتازاني, التقية, التعزية, التلاوة, نصير الدين الطوسي, العلماء, عمر بن الخطاب, الأمة, أصول الفقه, الوهابية, الولاية, الشاه ولي الله, الوقف, الزكاة, الزمخشري.
ومما يشار إليه كتابة العناوين باللغة العربية، وبحروف لاتينية، لتذكر ترجمتها إلى الإنجليزية أيضاً.
2 ـ المقالات غير المختصّة بالإسلام، ولكن ذكر فيها ماله صلة به، وقد كتبت عناوينها بالإنجليزية فقط، وهي على النحو الآتي:
الأبجدية Alphabets, الأديان العربية (ولا يخفى ارتباط هذا العنوان بالإسلام), الأسماء والصفات الإلهية Attributes of God , التنجيم Astrology, الكفر, فن الخط Calligraphy، المعتقدات Creeds, تدبير المنزل Domestic observances , الحروب الصليبية, الإكسير Elixir, معرفة الآخرة, الصوم Fasting, الجبر والاختيار Free Will and Predestination, الله God, الرسم Iconography, السحر Magic، العرفان Mysticism, وحدة الوجود Pantheism, الحج Pilgrimage, الشعر, الجدل, الروح, Soul, العبادة Worship.
3 ـ المقالات التي يحتمل أن تكون لها صلة بالإسلام، ولم أعمل في هذه المقالة على فحصها واستقصائها بشكل تام ومنها:
الوحي Revelation, العالم الآخر Other World، الحياة الأخرى After Life, المحراب Altar, الملائكة Angeles, الشيطان Satan, قصص الأنبياء, المشاهد Shrines, الجنة والنار Heaven and Hell, الحرم Sanctuary, القيامة Resurrection, الختان Circumcision,… وغير ذلك من المقالات التي تمكن الإشارة إليها.
وأودّ ـ في ختام هذا البحث ـ الإشارة إلى أنني لست بصدد تقييم هذه المقالات، لا كمّاً ولا كيفاً, ولكن على أي حال لو اخترنا ديناً آخر من هذه الأديان التي غطتها الموسوعة لما عثرنا على هذا الحجم من المقالات المخصّصة له. وقد تعرّضت الموسوعة للأديان الإيرانية القديمة من بين الأديان التي عرضت لها، ومن ذلك: الزرادشتية, والمزدكية, والمانوية.
الأديان كمجموعات ــــــــــ
حاولت هذه الموسوعة البحث عن الأديان عبر التاريخ، مغطيةً مساحة العالم المعمور جغرافياً، وقد اهتمّت بالأديان الحيّة الكبرى كالإسلام والمسيحية واليهودية, وديانات الهند, دون أن يعني ذلك تجاهل الأديان الأخرى قديمها وحديثها, بحسب تعبير الموسوعة نفسها؛ ولذلك نجد في الموسوعة مقالات عدة اهتمت بالأديان بوصفها مجموعات، ومن ذلك: الأديان الآسيوية, الأديان الأفريقية, ديانات السود في أمريكا, الأديان العاجية (ساحل العاج), الأديان العربية, الأديان القطبية, الأديان الأسترالية, الأديان البنغالية, أديان الهملايا, الأديان الأيبيرية, الأديان الهندوأوروبية, ديانات آسيا الوسطى, الأديان الإيرانية, الأديان الماليزية, أديان ما بين النهرين, أديان أمريكا الشمالية, وغيرها من عشرات المجموعات التي بحثت حولها.
الأبحاث ذات الصلة ــــــــــ
هذا وقد اشتغلت الموسوعة من بين ما اشتغلت عليه بأمور عدّة لها صلة بالدين بشكل أو بآخر, كالمذاهب, والمفاهيم, والمقولات الأساسية, وكذلك غطت الأبحاث ذات الصلة بالأخلاق والثقافة والأفكار الاجتماعية التي لها صلة ما بالدين, ومن ذلك: الدين والسياسة, الدين والعلم, الفلسفة والدين, الأدب والدين, الفيزياء والدين, السينما والدين, الثورة, اليوتوبيا (المدينة الفاضلة), الحرب والسلم وغير ذلك.
ومن المذاهب والمفاهيم الفلسفية التي بحثت الموسوعة حولها: المذهب التجريبي, المثالية, الوجودية, الأفلاطونية الحديثة, وكذلك لم تبخل على الفلاسفة فأعطتهم بعضاً من صفحاتها ومقالاتها ومنهم: سقراط, أفلاطون, أرسطو, أفلوطين, كانط, هيغل, وايتهد, هايدغر, فيتغنشتاين, بل وتعرّضت للمذاهب التي تقع من الدين على طرف النقيض أو الضدّ كالمادية, والوضعية المنطقية, والإلحاد, والماركسية.
ومما تعرّضت له الموسوعة الشخصيات الفكرية المواجهة للدين مثل فويرباخ وفرويد ونيتشه، حيث خصّصت لكلّ منهم مقالةً خاصة، وكذلك اهتمّت ببعض الأمور التي قد لا تبدو على صلة متينة بالدين ومباشرة، لكنها في الواقع مرتبطة, مثل: الماء, النار, السماء, المطر, الأسماك والحيوانات, التراب, الملح, المرآة, الأحلام, الشمس, السكوت, اللون, التدخين, اليد, الرأس, الشعر…
وهكذا يمكن القول: إن موسوعة الدين لرئيس تحريرها مرسيا إلياد كنز مليء بالمعلومات، ومرجع موثوق للمفكّرين والمثقفين ممن يهتم بالدين والمعنويات.
* * *
الهوامش
(*) أستاذ جامعي، من أشهر مترجمي الفكر الديني من اللغة الإنجليزية، له ترجمة للقرآن الكريم، متخصّص في الأدب الفارسي.
[1] ــ لمزيد من الاطلاع على هذه الأعمال، راجع مقالة: الأعمال المرجعية Reference works لـ إدغار كيرينيتش Edgar Krentz في موسوعة الدين، وهي الموسوعة التي تتحدث عنها هذه المقالة.
[2] ــ لمزيد من الاطلاع على حياة مرسيا إلياد ومؤلّفاته ومنهجه انظر: مقالة جوزيف كيتاجاوا, القريب والمطلع والزميل العارف بإلياد, في موسوعة الدين؛ وكذلك خاتمة جلال ستاري في ترجمته لأحد كتب إلياد بعنوان: جشم أنداز أسطوره: 209– 219؛ وكذلك مقالة ستاري نفسه في: كتاب توس, مقالة: نظرات في منهج إلياد وطريقته في البحث حول الدين, الدفتر الأول, طهران, منشورات توس, 1363ش/ 1984م: 167 ـ 169.
[3] ــ موسوعة الدين: 11.
[4] ــ يعود مصطلح هرمنيوطيقا إلى جذور يونانية تعني الشرح والتفسير أو الترجمة. وترتبط هذه المفردة بكلمة هرمس، وقد كانت الهرمنيوطيقا في الأصل تطلق على تفسير الكتب الدينية اليهودية، وقد أعطاها الفيلسوف والمتكلم الألماني شلايرماخر معنى أوسع من ذلك. وبعده أتى ديلتاي وسعى ليجعلها منهجاً لتدوين العلوم الإنسانية والبحث فيها، وشاع استخدام المنهج الهرمنيوطيقي في الفلسفة وعلم اللغة والنقد الأدبي والفني. ممن نحا هذا المنحى من بين فلاسفة القرن العشرين يشار إلى ماكس فيبر وهايدغر وفيتغنشتاين، وغادامر وكاسيرر وريكور وغيرهم. ويوجد تشابه أساسي بين الهرمنيوطيقا والظواهرية. تسعى الهرمنوطيقا لبناء التفسير على موقف غير شخصي، وليست الهرمنيوطيقا اسماً لمدرسة واحدة لا تمايز فيها، بل فيها مدارس وتيارات عدة لا مجال لتفصيل القول فيها في هذه المقالة.
[5] ــ مرسيا إلياد, في مقدمته على موسوعة الدين: 9.
[6] ــ المصدر نفسه.
[7] ــ المصدر نفسه: 11.
[8] ــ المصدر نفسه: 15.
[9] ــ المصدر نفسه.