الشيخ محمد عبّاس دهيني
تمهيد: البلاء بين الامتحان والعقاب
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ المُهْتَدُونَ﴾ (البقرة: 155 ـ 157).
من السُّنَن الإلهيّة الجارية على الإنسان في هذه النشأة الدنيا (البلاء)، وهو يصيب كلَّ الناس على اختلاف بلدانهم وألوانهم ومناصبهم. فما من إنسانٍ إلاّ ويتعرَّض للبلاء في يومٍ من الأيّام. والبلاءُ هو الامتحان والاختبار، ولكنّ هذا لا يعني أنّه لا يكون عقاباً وجزاءً لفعل السوء. فقد يكون البلاء امتحاناً لإيمان الإنسان وصبره وتحمُّله لما يقدِّره الله عليه، وهذا هو البلاء من غير معصيةٍ أو جريرةٍ؛ وقد يكون امتحاناً لحسّ التوبة والنَّدَم والرجوع إلى الصراط المستقيم، وهو البلاء بعد عِصْيانٍ وتمرُّد، وكُفْرٍ وجُحود، فيذكِّره الله بضعفه وحاجته، وأنّ له خالقاً وربّاً يرعاه، ولا غنى له عن ربوبيّته، لعلّه يثوبُ ويرجع إليه.
مَنْ هم أكثر الناس بلاءً؟
من الطبيعيّ أن يختلف مقدار البلاء من أناسٍ لآخرين، وإنّ أكثر الناس بلاءً هم الأنبياء فالأوصياء، ثمّ الأمثل فالأمثل.
فقد رُوي في الصحيح أنّه سُئل رسول الله(ص): مَنْ أشدُّ الناس بلاءً في الدنيا؟ فقال: «النبيّون، ثمّ الأمثل فالأمثل، ويُبتلى المؤمنُ بعدُ على قَدْر إيمانه وحُسْن أعماله؛ فمَنْ صحَّ إيمانه وحسن عمله اشتدَّ بلاؤه؛ ومَنْ سخف إيمانه وضعف عمله قلَّ بلاؤه»([1]).
ورُوي عن مولانا الباقر(ع) أنّه قال: «أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثمّ الأوصياء، ثمّ الأماثل فالأماثل»([2]).
وعندما نعرف فلسفة البلاء، وأنّه اختبارٌ لقوّة الإيمان، أو امتحانٌ لحِسِّ الإيمان والتوبة، أو كفّارةٌ عن بعض المعاصي والذنوب؛ لئلاّ يحاسَب عليها يوم القيامة؛ ندرك حقيقة ما ورد في هذه الروايات.
ونحن نقرأ في القرآن الكريم: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ (الأنبياء: 35). فالبلاء فتنةٌ للإنسان. وهذه الدنيا هي دار الاختبار، وهي دار الامتحان، وهي دار الفتنة، دار التَّعَب والكَدْح. ولعلّه إلى هذا يشير الحديث الشريف عن النبيّ(ص): «لو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناحَ بعوضةٍ ما سقى منها كافراً شربةَ ماءٍ»([3]).
إذن الدنيا دار امتحان وفتنة وتَعَب ونَصَب: ﴿يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ﴾ (الانشقاق: 6)، والآخرةُ هي دار القرار، وهي الحياة الحقيقيّة الهانئة والرغيدة.
وبما أنّ الدنيا دارُ ممرٍّ وامتحان واختبار فقد كانت سنّة الله سبحانه وتعالى أن يصيب فيها الإنسانَ كثيرٌ من البلاءات، التي تتنوَّع في أهدافها؛ فمنها ما هو عذابٌ ونِقْمة إلهيّة؛ نتيجة معصية وجريرة صدرت من هذا الإنسان المُبْتَلى، فأراد الله أن ينبِّهه إلى سقطته، ويعذِّبه على فعلته، وربما يكون هذا العذاب بديلاً عن عذاب الآخرة. وإلى هذا المعنى تشير الآية الكريمة: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ (إبراهيم: 7). وقد تقدَّم منّا في ما تقدَّم من الحديث حول شكر النِّعْمة أنّ الشكر شكران: شكرٌ بالقول؛ وشكرٌ بالعمل: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ﴾ (سبأ: 13)، فمَنْ لم يشكر الله بعمله، وإنّما عصاه وتمرَّد على أوامره ونواهيه، فهو كافرٌ بنِعْمة ربِّه، وهو مستحقٌّ للعذاب الإلهيّ في الدنيا وفي الآخرة، وربما يكون العذاب في الدنيا من قبيل الابتلاءات التي نشاهد الكثيرين يتعرَّضون لها: خسارة أموال، فقد أحبّة، نقص رزقٍ، عدم ذرّيّة، وما إلى ذلك.
وقد يكون البلاء امتحاناً وتمحيصاً للمتديِّن الحقيقيّ من غيره، حيث يقول تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ (الأنبياء: 35). وها هو سيِّدُ الشهداء أبو عبد الله الحسين(ع) يوضِّح هذه الحقيقة، حيث يقول: «الناسُ عبيدُ الدنيا، والدِّين لَعْقٌ على ألسنتهم، يحوطونه ما درَّتْ معايشُهم، فإذا مُحِّصوا بالبلاء قلَّ الدَّيَّانون»([4]). والحسينُ(ع) يشير إلى سُنَّة جاريةٍ في بني آدم، فهذا هو دَأْبهم، وهذا هو سلوكهم على مرِّ الزمان. فهُمْ مع الدين إذا كانت مصلحتهم معه، وإذا ما تعرَّضوا للبلاء؛ ليميز الله الخبيث من الطيِّب، سرعان ما انفضُّوا عن الدين.
أيُّها الأحبَّة، الحسينُ(ع) سيِّدُ الشهداء، وقتيلُ كربلاء، ولكنْ قبل ذلك هو خامسُ أصحاب الكساء، ومن أهل بيتٍ زُقّوا العِلْم زقّاً، فمن الظُّلْم لأنفسنا أن لا نتعرَّف على الحسين(ع) إلاّ من خلال الأحداث الأخيرة في حياته. لقد نذر الحسينُ(ع) حياتَه كلَّها للإصلاح في أمّة جدّه، ونحن أمّتُه، يأمر بالمعروف وينهى عن المُنْكَر، فهل نقبلُه مُصْلِحاً، فنلتزمَ تعاليمه، لتصلحَ أحوالنا؟ سؤالٌ برسم كلِّ المنتسبين إلى الحسين(ع)، وإنّما الجوابُ في السلوك والعمل.
كيف نفرِّق بين البلاء والعقاب الإلهيّ؟
إذا أمكن أن يكون البلاء امتحاناً أو عقاباً فكيف نفرِّق بين البلاء الامتحانيّ والبلاء الذي هو عقابٌ إلهيّ؟
رُبَما يُقال: إنّما يكون البلاء للخلاص من العذاب الأخرويّ؛ وقد يُقال: إنّ البلاء للمؤمن رفعٌ لدرجاته، وأمّا لغير المؤمن فهو عقابٌ له؛ ويعتبر قسمٌ ثالث أنّه عند النجاح يكون بلاءً، وإذا لم يصبِرْ فهو عقابٌ.
والحقيقة أنّ الإيمان ليس عاصماً عن الخطيئة والذَّنْب. فكَمْ من مؤمنٍ يرتكب ذنوباً، ثمّ يتوب منها، ويقبل الله توبته؟! وعليه فلا يمكننا أن نعتبر الإيمانَ ميزاناً في تحديد نوع البلاء، وهل هو امتحانٌ أو عقاب؟
أمّا بالنسبة إلى الأنبياء والأوصياء الذين ثبتَتْ عصمتُهم فبلاؤهم ليس عقاباً، وإنّما هو امتحانٌ لهم، وزيادةٌ في أَجْرهم. ورُبَما يكون بلاؤهم أيضاً امتحاناً لأقوامهم، وهل أنّهم يبقَوْن إلى جانب هؤلاء الأنبياء والأوصياء أو ينفضُّون عنهم؟
وأمّا بالنسبة إلى المؤمن، المعرَّض للوقوع في الزَّلَل والخطأ، فلا يمكنه أن يعرف نوعَ هذا البلاء إلاّ بمحاسبة نفسه، واستنطاق سريرته.
فإنْ وجد أنّه قد اقترف إِثْماً، أو ارتكب خطيئةً، فليعلَمْ أنّ هذا البلاء هو جزاءُ ذلك الفعل، وأنّه نوعُ عذابٍ إلهيّ لمَنْ كفر بنِعْمة الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ (إبراهيم: 7).
وأمّا إذا توصَّل ـ بعد طول محاسبةٍ وتفتيش ـ إلى أنّه لم يرتكب ما يُغْضِب الله سبحانه وتعالى، ويخالف أمرَه ونهيَه، فليعلَمْ أنّ هذا البلاء إنّما هو امتحانٌ واختبارٌ له.
فالله سبحانه وتعالى يعرِّض عبادَه بين الحين والآخر لنوعٍ من الامتحان والاختبار يكشف لهم من خلاله ـ وإلاّ فهو العالِم بحالهم، ولا يحتاج إلى استعلامٍ ـ مدى قوّة إيمانهم وتعلُّقهم به سبحانه وتعالى. هل أنّ إيمانهم سطحيٌّ، ومجرَّد لقلقة لسان، أم أنّه إيمانٌ راسخٌ وعميق، لا تزلزله مصائبُ ومحنٌ؟ هل بلغوا فعلاً مرحلة كونهم عبيداً لله أو أنّهم لا زالوا عبيداً للدنيا، و إنّما الدِّين لَعْقٌ على ألسنتهم؟
إنّه الاختبار والامتحان لمستوى الإيمان، وكلُّ الناس خاضعون له، إلاّ أنّ فيهم ـ كما في كلّ امتحان ـ ناجحاً وفاشلاً، فهنيئاً للفائزين، وهم الصابرون على هذا البلاء.
وقد يكون هذا البلاء للكشف عن مقدار حبِّ الله في قلب هذا العَبْدِ المُبْتَلى، فهو يدَّعي أنّه يحبُّ الله، ويرجو من الله ما يرجوه المُحبُّون، فهل هو صادقٌ في دعوى محبَّته؟ مَنْ يصبر على البلاء فهو صادقٌ في دعواه، وأمّا مَنْ يجزع ويسقط أمام المصيبة فهو مدَّعٍ كذّاب.
وقد يكون هذا البلاء للكشف عن مدى تسليم هذا العبد لله، وهو الذي يدَّعي أنّه مسلِمٌ، فهل الإسلام مجرَّد نُطْقٍ بالشهادتَيْن؟! إنّ الإسلام الحقيقيّ هو التسليم لله سبحانه وتعالى في كلّ ما يختاره ويقرِّره ويريده في التكوين والتشريع؛ فلا نعترض على قضاءٍ وقَدَر، وإنّما نحتسب ما ينزل بنا من البلاء أجراً عند الله؛ ولا نعارض حُكْماً إلهيّاً؛ اتِّباعاً لرأيٍ أو هوىً.
وقد يكون هذا البلاء بسبب حبِّ الله لهذا العَبْد المُبْتَلى، فقد جاء في بعض الروايات عن النبيّ الأكرم محمد(ص) أنّه قال: «إذا أحبَّ اللهُ عبداً ابتلاه؛ ليسمع تضرُّعه»([5]).
ورُوي عن النبيّ(ص) أيضاً أنّه قال: «إذا أحبَّ الله عبداً ابتلاه، فإذا أحبَّه الله الحبَّ البالغ اقتناه، قالوا: وما اقتناؤه؟ قال: أن لا يترك له مالاً، ولا ولداً»([6]).
ورُوي عن مولانا جعفر بن محمد الصادق(ع) أنّه قال: «إنّ الله إذا أحبَّ عبداً ابتلاه، وتعهَّده بالبلاء كما يتعهَّد المريضَ أهلُه بالطَّرْف، ووكَّل به ملكَيْن، فقال لهما: أسقِما بدنَه، وضيِّقا معيشتَه، وعوِّقا عليه مطلبَه؛ حتّى يدعوني؛ فإنّي أحبُّ صوته، فإذا دعا قال: اكتبا لعبدي ثوابَ ما سألني، فضاعفاه له حتّى يأتيني، وما عندي خيرٌ له»([7]).
كيف نتخلَّص من البلاء؟
عندما يبتلي اللهُ الإنسان بأيِّ نوعٍ من البلاء عليه أن يعود إلى نفسه، فيحاسبها؛ فإنْ كان قد ارتكب إِثْماً فعليه أن يستغفر الله منه، ويتوب إلى الله توبةً نَصُوحاً لا عَوْدةَ بعدها إلى مثله، ويبرِّئ ذمَّته من تَبِعاته، حينها يعود طاهرَ الفؤاد، نقيَّ السريرة، سليمَ الإيمان، تقيَّ العمل، فيستحقَّ مغفرةَ الله ورحمتَه، والخلاصَ من عذابه وعقابه.
والاستغفار ـ أيُّها الأحبَّة ـ دواءٌ ناجعٌ لكشف الضرِّ والبلوى. فإذا ما شكا الإنسان فَقْراً في المال أو الوَلَد فعليه بالاستغفار؛ فإنّ الله سبحانه وتعالى قد قال على لسان نبيِّه نوح(ع)، مخاطباً قومه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾ (نوح: 10 ـ 12).
وكما هو الاستغفار دواءٌ لكشف الضرّ فالصَّدَقة أيضاً تدفع البلاء ـ بكلا نوعَيْه: الامتحانيّ؛ والجزائيّ ـ، كما هو مفادُ مضمونِ رواياتٍ كثيرة؛ ومنها: ما رُوي عن النبيّ الأكرم محمد(ص) أنّه قال: «إنّ الله لا إله إلاّ هو ليدفع بالصَّدَقة الداءَ والدُّبَيْلةَ([8]) والحَرَق والغَرَق والهَدْم والجنون، وعدَّ(ص) سبعين باباً من السوء»([9]).
ومنها: ما رُوي عن مولانا الصادق(ع) أنّه قال: «بكِّروا بالصَّدَقة، وارغبوا فيها؛ فما من مؤمنٍ يتصدَّق بصَدَقةٍ يريد بها ما عند الله؛ ليدفع اللهُ بها عنه شرَّ ما ينزل من السماء إلى الأرض في ذلك اليوم، إلاّ وقاه الله شرَّ ما ينزل من السماء إلى الأرض في ذلك اليوم»([10]).
والصبرُ على البلاء، وتسليمُ الأمر كلِّه لله، وطلبُ الفَرَج منه دون سواه، من أَنْجَع ما يرفع البلاء، ويكشف الضرَّ والبأساء؛ فقد رُوي عن النبيّ(ص) أنّه قال: «إنّ الله تبارك وتعالى إذا أحبَّ عبداً ابتلاه، وإذا ابتلاه فصبر كافأه»([11]). ومكافأة الله أن يفرِّج عنه كَرْبَه، ويخلِّصه ممّا هو فيه، ويُجْزِل له الثواب لصبره.
ورُوي عنه(ص) أنّه قال أيضاً: «إنّ عظيمَ البلاء يكافأ بعظيم الجزاء، فإذا أحبَّ الله عبداً ابتلاه بعظيم البلاء؛ فمَنْ رضي فله عند الله الرضا؛ ومَنْ سخط البلاء فله عند الله السخط»([12]).
ورُوي عنه(ص) أنّه قال أيضاً: «إذا أحبَّ الله عبداً ابتلاه؛ فإنْ صبر اجتباه؛ وإنْ رضي اصطفاه»([13]).
نسألُ اللهَ العَلِيَّ القَدير أن يَعْصِمَنا من الزَّلَل، ويوفِّقَنا لخَيْر العَمَل، وللصَّبْر على بلائه؛ ليوفِّيَنا أُجُورَ الصابرين.
هذا، وقد خصَّصَتْ مجلَّة «نصوص معاصرة» محور عددها الثامن والخمسين (58) للحديث عن «العلاقة بين الفقه والأخلاق»، وذلك في سبعٍ من المقالات العلميّة القيِّمة.
وتتلوها دراساتٌ فكريّة وفقهية متنوِّعة.
ثمّ كان الختام بقراءةٍ في كتاب (الحديث النبوي بين الرواية والدراية)، وذلك في مقالة بعنوان «نظرةٌ في كتاب «الحديث النبوي بين الرواية والدراية»»، للدكتور السيد حسن إسلامي.
كلمة التحرير
وهي بعنوان «كورونا والمسألة الدينيّة والشرعيّة»، ويتناول فيها رئيس التحرير الشيخ حيدر حبّ الله ما شهدَتْه مواقع الشبكة العنكبوتيّة (الإنترنت) ومواقع التواصل الاجتماعي، وخاصّةً حيث يعيش حالياً، من جَدَلٍ وقيلٍ وقالٍ، انعكست أصداؤه على شخصيّاتٍ ورموز تدخَّلت فيه سلباً أو إيجاباً.
ويعلِّق على ذلك، تحت عنوان: (كورونا والجرح العاطفيّ العقائديّ): لقد جاء هذا الأمر عقب قيام السلطات الدينيّة والرسميّة في إيران والعراق بحملة تعقيمٍ للمراقد الدينيّة وضبطٍ لحركة زيارتها، إلى حدّ الحديث عن إغلاقها المؤقَّت.
وهذا الأمر، الذي يفترض أن يمرّ دون ضجيجٍ، تسبَّب بمشكلةٍ عميقة محورها: كيف يُعْقَل أن تتحوَّل المراقد الدينيّة إلى بؤرةٍ لإضرار الناس وقتلهم وغير ذلك؟!
وهذا المشهد تسبَّب بردَّتَيْ فعلٍ:
الأولى: وهي ردّة فعل الساخرين، من بعض اللادينيّين والملحدين وأمثالهم، الذين كتبوا: إن الفيروس لم يَطَلْ إلاّ المتديّنين، الذين يدَّعون أنّ الله معهم. وإنّ كلّ أحاديثهم الدينيّة ومنظومتهم المذهبيّة هي منظومةٌ خُرافيّة أُسطوريّة بائسة، لم تتمكَّن من مواجهة فيروسٍ، كشف عورتها وفضح سترها. بل زاد هؤلاء نَقْدَهم الساخر عندما كتبوا بأنّ رجال الدِّين، الذين طالما دعَوْا الناس إلى المراقد الدينيّة وإحياء المناسبات المذهبيّة، وزعموا أنّ المراقد شفاءٌ من كلّ داءٍ، ها هم اليوم يهربون من المدينة المقدَّسة عندهم، ويفرّون بأرواحهم، ويتخلَّوْن عن عقائدهم الزائفة، ممّا يكشف عن زَيْفهم وتضليلهم وكذبهم على الناس البسطاء.
الثانية: وهي ردّة فعل شريحةٍ متديِّنة كما قلنا، رفضَتْ كلّ هذه المعطيات الواقعيّة، ودعَتْ إلى وقف تحميل المزارات مسؤوليّة الوباء، وأصرَّتْ على كون أهل البيت هم مركز الشفاء، وأنّ علينا الذهاب بشكلٍ طبيعيّ إلى المراقد، وأنّ تعطيل المراقد هو مأساةٌ تدعو لذَرْف الدموع، وهو تخلٍّ عن أهل البيت وحيدين في الشدائد، وغير ذلك مما قيل وما يزال، عبر نَسْج مشهدٍ تراجيديّ حزين.
ويتساءل سماحته: لماذا وصلنا إلى هذا المشهد؟ وكيف ظهر فريقٌ دينيّ يفكِّر بهذه الطريقة؟
أوّلاً: ليس لدينا في الفكر الإسلاميّ شيءٌ يقول بأنّ الله لا يُلحق المصائب والصعوبات بالمؤمنين، فليس عند الله شعبٌ مختار بهذا المعنى. نعم، لقد شهد اللاهوت الدينيّ اليهوديّ في الحرب العالميّة الثانية وما بعدها واحدةً من أكثر الإشكاليّات الدينية أَلمَاً في تاريخه؛ إذ بعد الذي حَلَّ باليهود في أوروبا وألمانيا ظهر سؤالٌ جريح يقول: أين هو الله الذي خلَّصنا من فرعون عبر البحر مع موسى، واعتَبَرَنا شعباً مختاراً، يهتمّ لأمرنا دَوْماً ويرعى شؤوننا؟ كيف تَرَكنا نُحْرَق ونُباد بوحشيّةٍ كبيرة، دون أن يرفّ له جفنٌ؟
ثمّ يستعرض الشيخ حبّ الله قراءته الشخصيّة بما يلي: إنّ الدنيا ليست مسرحاً للحلول النهائية المطلقة، كما يتصوَّرها الكثيرون. لو صرفنا النظر عن فكرة المخلِّص في خصوص آخر الزمان عند الأديان الإبراهيميّة الثلاثة فليس هنا حلولٌ نهائية؛ حتّى نبحث عنها، ونُصاب بانتكاسةٍ عندما لا نجدها، أو نغترَّ بصوابنا عندما نصل إلى حلٍّ في قضيّةٍ ما، ليكون الحلّ شاهدَ صدقِ إيماننا بالضرورة… كلُّ هذه المنظومات التفكيرية خاطئةٌ، وكلُّ ما قاله الدِّين من خلال قراءة مجموع نصوصه هو أنّ الإيمان يمكن أن ينفع أحياناً في رفع بلايا ومصائب، والكفر يمكن أن يُلحق بأصحابه مصائب وعذابات، وأنّ فكرة الحلّ النهائي تتلخَّص ضمن مفهوم (العاقبة)، في قوله تعالى: ﴿…وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (القصص: 83؛ والأعراف: 128). فالصورة النهائيّة هي في القيامة (وقضيّة مخلِّص آخر الزمان).
وإذا أُصيب المؤمنون أحياناً بمصائب فلا يعني ذلك تخلّي الله عنهم؛ إذ إنّ نظام الوجود قام على الأسباب والمسبَّبات الطبيعيّة التكراريّة.
ثانياً: إنّ سبب هذا الجرح العاطفي اليوم عند كثيرين شيءٌ من الخَلَل القائم في بعض زوايا الخطاب الديني، والذي يتسامح في تناول القضايا العَقْديّة والمفهوميّة والعاطفيّة، لكنّه يتشدَّد في تناول مباحث الاستبراء والاستنجاء!
فهذه المراقد كسائر الدِّيار تعرُضها القوانين الماديّة، وإلاّ أفلا تتَّسخ بسبب الزائرين؟! فلماذا نكلِّف لجاناً لتنظيفها؟! كيف لا يزيل صاحب المقام الشريف النجاسة عن مقامه المقدَّس؟! أليس في ذلك إهانة لها؛ حيث مراقد المعصومين لا يصحّ أن نصفها بأنّها تتَّسخ؟! بل ألا توضع الحماية الأمنية أمام المراقد وفيها؟! هل في ذلك إهانة؟!
إنّ من أسباب ذلك كلِّه هو تساهلنا ـ أحياناً ـ مع التكوين المفاهيميّ والعاطفيّ والعَقْديّ للناس؛ لتظهر شريحةٌ تتكلَّم بهذه الطريقة التي لا تستند إلى معطىً كلاميّ أو عَقْديّ أو فقهيّ، معتمدةً التأويلات الغريبة عن منطق البحث العلميّ في الفكر الدينيّ والوضعيّ معاً. فالتاريخ الفقهيّ عند الشيعة مليءٌ بالفتاوى التي تركِّز على حفظ النفس وعدم إلحاق الضَّرَر بالنفس والآخرين، وتركِّز على فقه الوباء والطاعون. وهناك شبهُ اتّفاقٍ إماميّ، إنْ لم يكن اتّفاقاً تامّاً ـ على التعامل بعقلانيّةٍ تامّة مع هذه الأمور، وإحالة القضيّة إلى أهل الخبرة، من علماء الطبّ وغيرهم. وإنّ الشريعة بُنيَتْ على التخفيف من الأمور العباديّة والمسؤوليّات الملقاة على عاتق الإنسان عندما يكون في ذلك خطرٌ، وخرجَتْ عن ذلك في بعض الحالات الاستثنائيّة، كالجهاد ضدّ المعتدين.
ثالثاً: إنّ الأصل والغاية من مفهوم العبادة والزيارة هو شفاء القلوب والأرواح، فهذا هو المقصد الأوّل، ولم توضع الزيارات بهَدَف أن تصبح بديلاً عن الأنشطة الطبّية أو الصحّية أو مقابلاً لجهود البشر في علاج أنفسهم ووقايتها من الأمراض. وهذه النصوص الدينية في الكتاب والسنّة، إلى جانب السيرة المتشرِّعية في القرون الأولى، تشهد على ذلك. لكنّ بعض الثقافات، التي يدعو إليها بعضٌ، تجعل الناس وكأنّها تتربَّى على أنّ هذه الأماكن الدينيّة هي لطلب الحوائج المادّية، وكأنّها بدائل عن المستشفيات والعوامل المادّية، أو كأنّها إذا عجزَتْ المستشفيات فهي حَتْماً سوف تعالج ودائماً.
هذا كلُّه لا يعني أنّ هذه الأشياء لا دَوْر لها، بل لها دَوْرٌ. ولعلّ أدوارها مشروطةٌ بشروطٍ قد تتحقَّق وقد لا تتحقَّق.
وفي سياق القضيّة نفسها يقول الشيخ حبّ الله: ظهر مَنْ يدّعي أنّ العلاج من فيروس كورونا موجودٌ في الطبّ الإسلاميّ.
وهذه الموجةُ العارمة تحت اسم الطبّ الاسلامي ـ وهي موجةٌ تأتي في سياق حُمّى أسلمة العلوم ـ تميل إلى جعل الأمور الماديّة مرتبطةً بالنصّ أكثر ممّا هي مرتبطة بالعقل والتجربة البشريّة.
والغريب أنّ بعضهم يصف علاجاً لكورونا في حين أنّ الروايات لم تتكلَّمٍ عن كورونا، ويقدِّم بعضهم نفسه خبيراً في الطبّ وهو لم يدرسه.
ويختم سماحته قائلاً: أضمّ صوتي المتواضع لكلِّ صوتٍ دعا لاتّباع سبيل العلم والمعرفة في تناول هذه القضايا، وضرورة الاهتمام بالرعاية الصحّية، والتزام ما يقدِّمه الخبراء في هذا المضمار، وعدم هَدْر ذلك كلِّه، ممّا نحن مسؤولون عنه شرعاً؛ بحجّة بعض المفاهيم التي لم يقُمْ عليها أيُّ دليلٍ علميّ أو دينيّ ثابت.
وإنّنا من موقعنا الإيمانيّ نعمل بالأسباب، لكنّنا في لحظات المصائب الكبيرة هذه لا ننسى الله ونحن نأخذ بهذه الأسباب الطبيعية، وعلينا أن نرفع في أنفسنا إحساس التوحيد لله سبحانه أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وأن نرجع إليه ونتضرَّع له وحده تبارك وتعالى أن يخلِّصنا ممّا نزل بنا، أنزله بنا عن غضبه منّا أو ابتلاءً واختباراً وامتحاناً. إنّ إيماننا يدعونا للتوجُّه الدائم إلى الله، ولا سيَّما في هذه النوازل، ولكنّه لا يرمينا في غيبوبةٍ عن الأسباب الطبيعيّة والعقلانيّة، فالعنصران معاً هما مَرْكَبُ خَلاصِنا بوصفنا مؤمنين.
إنّ ما يجري من حولنا لهو مدعاةٌ وفرصةٌ لاستذكار الموت، ونحن نسمع أخباره هنا وهناك؛ لنقترب أكثر من الله سبحانه، ونعتبر ونعرف كم هي هشّةٌ هذه الإنسانيّة؟! وكم هو هذا الإنسان أشبه بكارتون متكبِّر؟! ها هو فيروسٌ بسيط يهزّ الكرة الأرضيّة، ويشغل بالها؛ علّنا نستفيد منه لبناء نفوسنا وأرواحنا، وتحقيق المزيد من خضوع الإنسان أمام الله سبحانه. إنّها فرصةُ مراجعةٍ في البيوت؛ للعودة إلى الله، وتحقيق التخلية والتصفية الكاملة
ملف العدد: العلاقة بين الفقه والأخلاق
1ـ في المقالة الأولى، وهي بعنوان «العلاقة بين الفقه والأخلاق»، للشيخ محمد عالم زاده نوري (أستاذٌ مساعِدٌ في مجال الأخلاق في مركز أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية) (ترجمة: مرقال هاشم)، تطالعنا العناوين التالية: المقدّمة؛ ما وراء الحلال الفقهي؛ النماذج؛ العناوين الحاكمة؛ النتيجة.
2ـ وفي المقالة الثانية، وهي بعنوان «توسعة الفقه لاستيعاب الأخلاق، الضرورة والآثار»، للسيد جعفر صادقي فدكي (باحثٌ في العلوم الدينيّة) والدكتور الشيخ كاظم قاضي زاده (أستاذٌ مساعِدٌ في كلِّية علوم الحديث) (ترجمة: حسن علي مطر)، نشهد العناوين التالية: المقدّمة؛ تعريف الفقه والأخلاق؛ الأقوال والآراء؛ أـ نظرية عدم جواز توسيع دائرة الفقه وشمولها للأخلاق؛ الإجابة عن أدلّة المخالفين؛ ب ـ نظرية جواز توسيع دائر الفقه لتشمل الأخلاق؛ الأدلّة على إثبات نظرية جواز اتّساع الفقه لدائرة الأخلاق؛ 1ـ الاشتراك في الموضوع والمساحة والهدف؛ 2ـ وحدة سياق القرآن في الموضوعات الفقهية والأخلاقية؛ 3ـ وحدة أسلوب وسياق الروايات في الموضوعات الفقهية والأخلاقية؛ 4ـ سيرة ومنهج الفقهاء ومفسِّري آيات الأحكام؛ فوائد وآثار توسعة الفقه وشموله للأخلاق؛ النتيجة.
3ـ وفي المقالة الثالثة، وهي بعنوان «تَبَعيّة الأخلاق للدِّين، دراسةٌ وتحليل»، للدكتور الشيخ هادي فنائي (أستاذٌ مساعِدٌ في جامعة الإمام الخمينيّ الدوليّة، وحائزٌ على دكتوراه في الفلسفة وعلم الكلام الإسلاميّ) (ترجمة: مرقال هاشم)، يتناول الكاتب بالبحث العناوين التالية: 1ـ بيان المسألة؛ 2ـ الجذور التاريخية للبحث؛ 3ـ الإسلام ومسألة انفصال الأخلاق عن الدين؛ نقدٌ ومناقشة؛ 4ـ أبعاد حاجة الأخلاق إلى الدين؛ أـ الحاجة المعرفية؛ 1ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في ماهية وتعريف المفاهيم الأخلاقية؛ 2ـ الحاجة المعرفية في تعيين ملاك أخلاقية الأفعال؛ 3ـ الحاجة إلى الوحي في اكتشاف العلاقة بين الأفعال الأخلاقية وغايتها؛ ب ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في تأييد القضايا الأخلاقية الناتجة عن العقل؛ ج ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في مقام التحقُّق والضمانة التنفيذية؛ د ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في قداسة القضايا الأخلاقية الحاصلة من العقل؛ هـ ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في تقديم النموذج الأخلاقي؛ و ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في تعيين الأهداف؛ 5ـ تماهي الدين والفطرة في اكتشاف القضايا الأخلاقية؛ 6ـ النتيجة.
4ـ وفي المقالة الرابعة، وهي بعنوان «ضعف الثقافة الأخلاقيّة في الحضارة الإسلاميّة، وتأثير فصل الفقه عن الأخلاق»، للدكتور الشيخ محمد هدايتي (أستاذٌ مساعِدٌ في جامعة المعارف الإسلاميّة) (ترجمة: وسيم حيدر)، يستعرض الكاتب رأيه من خلال العناوين التالية: المقدّمة؛ أـ الموقع التجميلي والزائد للأخلاق؛ ب ـ فصل موضوع الأخلاق عن العلم الرسمي للفقه؛ أوّلاً: عناصر الانحصار التدريجي لموضوع الفقه في السلوك؛ 1ـ الشعور بالمزيد من الحاجة إلى السؤال عن الأعمال الشرعية؛ 2ـ الحاكمية والتناسب مع إنتاج الأحكام السلوكية؛ 3ـ الشريعة ودعوى انحصارها بالأحكام العملية؛ 4ـ الثواب والعقاب ومنزلة العمل؛ 5ـ أهمِّية الحلال والحرام وانحصارهما في الأعمال؛ 6ـ مفردة التكليف وثقل مسؤوليّاتها في الأحكام العملية؛ 7ـ البساطة وإمكانية الوصول إلى الأعمال الظاهرية؛ ثانياً: عدم إمكان تعلُّق التكليف بالصفات؛ ج ـ الشريعة السَّمْحة والابتلاء العامّ بالصفات الرذيلة؛ د ـ الإباحة وظنّ الترخيص في الخلاف؛ النتيجة.
5ـ وفي المقالة الخامسة، وهي بعنوان «الإنشاءات الطَّلَبيّة وكيفيّة فهم القضايا الأخلاقيّة في القرآن»، للشيخ حسن سراج زاده (عضو الهيئة العلميّة ومدير مجموعة الأخلاق في مركز الدراسات الإسلاميّة في إصفهان) (ترجمة: حسن علي مطر)، نشهد العناوين التالية: المقدّمة؛ الكلام الخبري والإنشائي؛ أقسام الإنشاء؛ أقسام الإنشاء الطلبي؛ الأمر؛ النهي؛ الاستفهام؛ التمنّي؛ النداء؛ العَرْض والتحضيض؛ النتيجة.
6ـ وفي المقالة السادسة، وهي بعنوان «دَوْر النيّة في الاختلاف الجَذْري بين الفقه والأخلاق، دراسةٌ في ضوء الكتاب والسنّة»، للدكتور الشيخ محمود متوسّل آراني (عضو الهيئة العلميّة في مجال المعارف الإسلاميّة في جامعة العلوم الطبِّية في طهران) (ترجمة: وسيم حيدر)، يسلِّط الكاتب الضوء على فكرته من خلال العناوين التالية: بيان المسألة؛ دَوْر النيّة في الفقه والأخلاق؛ منزلة النيّة في القرآن؛ منزلة النيّة في الروايات؛ 1ـ الروايات التي تعمل في المقارنة بين النيّة والعمل على تأصيل النيّة؛ 2ـ الروايات التي تفضِّل النيّة على العمل؛ 3ـ الروايات التي ترتِّب الثواب على النيّة حتّى إذا لم تقترن بالعمل؛ 4ـ الروايات التي تعتبر النيّة أساساً لحساب الأعمال والخلود في القيامة؛ النتيجة.
7ـ وفي المقالة السابعة، وهي بعنوان «وحدة مبدأ الإلزام بين الأحكام الأخلاقيّة والفقهيّة، دراسةٌ وتحليل»، للدكتورة صدّيقة مهدوي كني (أستاذٌ مساعِدٌ في علوم القرآن والحديث في جامعة الإمام الصادق(ع)) (ترجمة: سرمد علي)، تطالعنا العناوين التالية: 1ـ المقدّمة؛ 2ـ ضرورة الإلزام والوجوب؛ 3ـ مفهوم الإلزام والإيجاب؛ 4ـ ماهية الإلزام والإيجاب؛ 5ـ منشأ الإلزام في القضايا الأخلاقية؛ 6ـ منشأ الإلزام في القضايا الفقهية؛ 7ـ القول المختار؛ النتيجة.
دراسات
1ـ في الدراسة الأولى، وهي بعنوان «التديُّن: مفهومه وخصائصه ومؤشِّراته ومعالمه، دراسةٌ دينيّة اجتماعيّة / القسم الأوّل»، للدكتور الشيخ مهدي مهريزي (باحثٌ مشهورٌ، وأستاذٌ في الحوزة والجامعة. له مساهماتٌ فكريّةٌ متعدِّدةٌ في مجال الفكر الإسلاميّ وعلوم القرآن والحديث) (ترجمة: وسيم حيدر)، يبحث الكاتب في العناوين التالية:
الفصل الأوّل: الكُلِّيات: 1ـ بيان المسألة؛ 2ـ المفاهيم الرئيسة وذات الصلة؛ 3ـ جولةٌ حول المصادر؛ 4ـ إمكان وجواز استخراج الشواخص؛ أـ أصول الدين وفروع الدين؛ ب ـ أصول الدين والمذهب؛ ج ـ الذنوب الكبيرة والذنوب الصغيرة (الكبائر والصغائر)؛ د ـ أركان الصلاة وواجبات الصلاة؛ 5ـ ضرورة وفائدة استخراج الشواخص والملاكات؛ أـ قياس حجم التديُّن؛ ب ـ تحديد الأولويات في مقام العمل؛ ج ـ التعرُّف على الفهم الخاطئ للتديُّن؛ 6ـ الأصول الموضوعة (الاعتبارية) والفَرَضيات المُسْبَقة؛ 7ـ أسلوب البحث؛ 8ـ مساحة البحث.
الفصل الثاني: الاتجاهات نحو التديُّن: المدخل؛ المقالة الأولى: نظرةٌ إلى أبعاد ومساحات التعاليم الإسلامية؛ 1ـ رأي أبي حامد الغزالي (450 ـ 505هـ)؛ أركان الإسلام؛ 1ـ ركن العبادة؛ 2ـ ركن المعاملة؛ 3ـ ركن رؤية عقبات الطريق؛ 4ـ ركن المُنْجِيات؛ 2ـ رأي الميرداماد (969 ـ 1040هـ)؛ 3ـ رأي الأستاذ مصباح اليزدي؛ معارف القرآن؛ 1ـ معرفة الله؛ 2ـ معرفة الكون؛ 3ـ معرفة الإنسان؛ معرفة الطريق؛ معرفة الهادي؛ معرفة القرآن؛ معرفة الأخلاق؛ التعاليم العبادية في القرآن؛ الأحكام الفردية في القرآن؛ الأحكام الاجتماعية؛ 4ـ رأي بعض المحقِّقين؛ 5ـ الرأي المختار؛ المقالة الثانية: اتجاهات التديُّن.
2ـ وفي الدراسة الثانية، وهي بعنوان «تحديد هويّة الدِّين، مقارباتٌ موضوعيّة»، للدكتور علي رضا شجاعي زند (عالمُ اجتماعٍ، وأستاذٌ جامعيّ معروفٌ في مجال الدراسات الدينيّة من منظور الفكرَيْن: الاجتماعيّ؛ والسياسيّ) (ترجمة: السيد خالد سيساوي)، تطالعنا العناوين التالية: تمهيدٌ؛ 1ـ مجالات التحقيق الديني ومسألة التعريف؛ تعريف الدين لدى المتكلِّمين؛ تعريف الدين لدى المؤرِّخين؛ تعريف الدين عند علماء الإناسة؛ تعريف الدين لدى علماء النفس؛ تعريف الدين لدى علماء الاجتماع؛ تعريف الدين عند الفلاسفة؛ تعريف الدين من منظور علماء الظاهراتية ؛ 2ـ الدين ومرادفاته؛ الدين والأيديولوجيا؛ الدين والإيمان (Rel.& Faith)؛ الدين والشريعة؛ الدين والأخلاق (Rel & Ethic)؛ الدين والقدسية (Rel. and Sacredness)؛ الدين والكنيسة (Rel.& Church)؛ الدين والمذهب (Rel.& Denomination)؛ الدين والإلهيات (Rel. and Theology)؛ الدين وما وراء الطبيعة (Rel. & Super naturel)؛ 3ـ الدين ومبادئ التعريف؛ التعريف «المضيّق» أو «الموسّع»؛ التعريف «الشمولي» أو «الحصري»؛ الدين «الحقّ» أو الدين «المتحقِّق»؛ منشأ وأصل الدين أم وظيفته؟؛ ابتناء التعريف على «التجارب» أو« التجلِّيات»؛ التعريف الفردي أو الاجتماعي للدين.
3ـ وفي الدراسة الثالثة، وهي بعنوان «شرعيّة الرياضات الروحيّة وحدودها، دراسةٌ في ضوء مواقف أهل البيت واحتجاجاتهم»، للدكتور السيد أبو الفضل الموسوي (أستاذٌ في الحوزة والجامعة) والدكتور محمد فنائي الإشكوري (عضو الهيئة العلميّة، وأستاذٌ مساعِدٌ، في مؤسَّسة الإمام الخمينيّ التعليميّة ـ البحثيّة) (ترجمة: علي الوردي)، يتناول الكاتبان بالبحث العناوين التالية: الخلاصة؛ المقدّمة؛ موقف المعصومين(عم) من مفهوم «الرياضة الخاصّة»؛ 1ـ الحوار بين النبيّ(ص) وأصحاب الصُّفّة؛ 2ـ احتجاج الإمام عليّ(ع) على عاصم بن زياد؛ 3ـ احتجاج الإمام الصادق(ع) على سفيان الثوري وأتباعه؛ 4ـ احتجاج الإمام الرضا(ع) على جمعٍ من المتصوِّفة؛ تحليل الروايات واستخلاص المعايير؛ المحور الأوّل: الرياضة الروحية ومقتضيات الزمان والسلطة ودرجة الفضيلة؛ المحور الثاني: الرياضة الروحية وحقّ الأسرة؛ المحور الثالث: الرياضة الروحية والحقوق الاجتماعية والسياسية للأمة الإسلامية؛ المحور الرابع: حدود الرياضة، كمّاً وكيفاً؛ المحور الخامس: جَدَلية العلاقة بين الرياضة والعقلانية وقاعدة الأهمّ والمهم؛ استخلاصٌ.
قراءات
وأخيراً كانت قراءةٌ في كتاب (الحديث النبوي بين الرواية والدراية)، وذلك في مقالة بعنوان «نظرةٌ في كتاب «الحديث النبوي بين الرواية والدراية»»، للدكتور السيد حسن إسلامي (باحثٌ في الحوزة والجامعة، وأستاذٌ في جامعة الأديان والمذاهب في إيران) (ترجمة: السيد حسن علي الهاشمي)، وتتضمّن هذين العنوانين: القسم الأوّل: معرفة الرواية؛ القسم الثاني: معرفة الرواة.
هذه هي
يُشار إلى أنّ «مجلّة نصوص معاصرة» يرأس تحريرها الشيخ حيدر حبّ الله، ومدير تحريرها الشيخ محمد عباس دهيني. وتتكوَّن الهيئة الاستشاريّة فيها من السادة: زكي الميلاد (من السعوديّة)، عبد الجبار الرفاعيّ (من العراق)، كامل الهاشميّ (من البحرين)، محمد حسن الأمين (من لبنان)، محمد خيري قيرباش أوغلو (من تركيا)، محمّد سليم العوّا (من مصر)، محمد علي آذرشب (من إيران). وهي من تنضيد وإخراج مركز (papyrus).
وتوزَّع «مجلّة نصوص معاصرة» في عدّة بلدان، على الشكل التالي:
1ـ لبنان: شركة الناشرون لتوزيع الصحف والمطبوعات، بيروت، المشرّفية، مقابل وزارة العمل، سنتر فضل الله، ط4، هاتف: 277007 / 277088(9611+)، ص. ب: 25/184.
2ـ مملكة البحرين: شركة دار الوسط للنشر والتوزيع، هاتف: 17596969(973+).
3ـ جمهورية مصر العربية: مؤسَّسة الأهرام، القاهرة، شارع الجلاء، هاتف: 7704365(202+).
4ـ الإمارات العربية المتحدة: دار الحكمة، دُبَي، هاتف: 2665394(9714+).
5ـ المغرب: الشركة العربيّة الإفريقيّة للتوزيع والنشر والصحافة (سپريس)، الدار البيضاء، 70 زنقة سجلماسة.
6ـ العراق: أـ دار الكتاب العربي، بغداد، شارع المتنبي، هاتف: 7901419375(964+)؛ ب ـ مكتبة العين، بغداد، شارع المتنبي، هاتف: 7700728816(964+)؛ ج ـ مكتبة القائم، الكاظمية، باب المراد، خلف عمارة النواب. د ـ دار الغدير، النجف، سوق الحويش، هاتف: 7801752581(964+). هـ ـ مؤسسة العطّار الثقافية، النجف، سوق الحويش، هاتف: 7501608589(964+). و ـ دار الكتب للطباعة والنشر، كربلاء، شارع قبلة الإمام الحسين(ع)، الفرع المقابل لمرقد ابن فهد الحلي، هاتف: 7811110341(964+).
7ـ سوريا: مكتبة دار الحسنين، دمشق، السيدة زينب، الشارع العام، هاتف: 932870435(963+).
8ـ إيران: 1ـ مكتبة الهاشمي، قم، كذرخان، هاتف: 7743543(98253+). 2ـ مؤسّسة البلاغ، قم، سوق القدس، الطابق الأوّل. 3ـ دفتر تبليغات «بوستان كتاب»، قم، چهار راه شهدا، هاتف: 7742155(98253+).
9ـ تونس: دار الزهراء للتوزيع والنشر: تونس العاصمة، هاتف: 98343821(216+).
10ـ بريطانيا وأوروپا، دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع:
United Kingdom London NW1 1HJ. Chalton Street 88. Tel: (+4420) 73834037
كما أنّها متوفِّرةٌ على شبكة الإنترنت في الموقعين التاليين:
1ـ مكتبة النيل والفرات: http: //www. neelwafurat. com
2ـ المكتبة الإلكترونية العربية على الإنترنت: http: //www. arabicebook. com
وتتلقّى المجلّة مراسلات القرّاء الأعزّاء على عنوان البريد: لبنان ـ بيروت ـ ص. ب: 327 / 25.
وعلى عنوان البريد الإلكترونيّ: info@nosos. net
وأخيراً تدعوكم المجلّة لزيارة موقعها الخاصّ: www. nosos. net؛ للاطّلاع على جملة من المقالات الفكريّة والثقافيّة المهمّة.
_________________________
([1]) رواه الكليني ـ بإسنادٍ صحيح ـ في الكافي 2: 252، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبد الله(ع)، مرفوعاً.
([2]) رواه الكليني في الكافي 2: 252 ـ 253، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه؛ ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعاً، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فُضَيْل بن يسار، عن أبي جعفر(ع).
([3]) رواه الصدوق في الأمالي: 305، عن الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني، عن محمد بن عليّ بن خلف العطّار، عن حسن بن صالح بن أبي الأسود، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس، مرفوعاً.
([4]) رواه ابن شعبة الحرّاني في تحف العقول: 245، معلَّقاً.
([5]) رواه جلال الدين السيوطي في الجامع الصغير، معلَّقاً مرفوعاً؛ ورواه المتّقي الهندي في كنز العمّال 3: 325، نقلاً عن الديلمي في مسند الفردوس، معلَّقاً عن أبي هريرة، ونقلاً عن البيهقي في شعب الإيمان، معلَّقاً عن ابن مسعود وكردوس موقوفاً عليهما.
([6]) رواه قطب الدين الراوندي في سلوة الحزين، المعروف بـ (الدعوات): 166 ـ 167، معلَّقاً مرفوعاً.
([7]) رواه محمد بن همام الإسكافي في التمحيص: 55 ـ 56، معلَّقاً عن سفيان بن السمط، عن أبي عبد الله(ع).
([8]) قال الطريحي في مجمع البحرين 2: 9: الدُّبَيْلة: هي مصغَّرة كجُهَيْنة. الطاعون وخَراجٌ ودُمَّلٌ يظهر في الجَوْف، ويقتل صاحبَه غالباً. وراجع: ابن منظور، لسان العرب 11: 235، مادّة (دبل).
([9]) رواه الكليني في الكافي 4: 5، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن آبائه(عم)، مرفوعاً.
([10]) رواه الكليني في الكافي 4: 5، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولّاد، عن أبي عبد الله(ع).
([11]) رواه الإمام يحيى بن الحسين [الحسني العلوي] في الأحكام 2: 536، معلَّقاً مرفوعاً.
([12]) رواه الكليني في الكافي 2: 253، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن زيد الزرّاد، عن أبي عبد الله(ع)، مرفوعاً.
([13]) رواه الشهيد الثاني في مسكِّن الفؤاد: 80، معلَّقاً مرفوعاً.