مقدمة [ طرح القضية وتقديم الفرضية ]ــــــــــ
تكمن الغاية التي يسعى العلماء لتحقيقها في كل علم في صياغة القوانين، لأنّه بالاستناد إليها يمكن وصل موضوعات ذلك العلم ببعضها، ويحبّذ العقل البشري القوانين التي تفسّر جدلية العليّة، بمعنى خلق علاقة ثابتة بين حدث سابق (العلة) وحدث لاحق (المعلول)، لذا، يقتفي الباحثون ــ بمختلف صنوفهم ــ أكثر هكذا قوانين، بمن فيهم الباحثون القرآنيون حيث تنطبق هذه القاعدة العامة على ما يصطلح عليه اليوم: علوم القرآن. ولكن، ما هي هذه القوانين أو لنقل: ما هي أهمّها؟
1 ــ قانون الفعل وردّ الفعل
1 ــ 1 ــ دراسة العناصر المؤلّفة لهذا القانون بصورة مستقلة
ألف) الفعل (act, action, work) هو العمل، الصنع([2])، الأثر التدريجي لشيء على شيء آخر([3])، التاثير المتبادل في الشيء([4])، التجربة([5])، التصرّف الفعلي أو النتيجة([6])، استهلاك القوة والطاقة([7]).
إنّ الدقّة التي أبداها بعض المؤلفين([8]) الذين أوجدوا معادلة العام والخاص وذلك بفضل اتكائهم على مسألة نية العامل للتمييز بين العمل والفعل والصنع([9])، قد أضفى على القانون الذي نحن بصدده وضوحاً أكبر، والغاية من هذا الفعل جلب منفعة والاحتراز من خطر ودفع ضرر([10])، وهذا يعني تأثر أداء الإنسان بعوامل عديدة مثل الدافع والنزعة والمقتضيات وظروف البيئة المختلفة([11])، وفي ذات الوقت، خلق علاقة وثيقة من نوعٍ ما بين الفعل والفاعل ونية الفعل؛ علاقة تتيح لنا تصنيف الحالات والصفات الإنسانية([12]) من قبيل الحسد، العُجب، البخل… ضمن وصف العمل، لأنّ أفعال الإنسان ــ كما قيل ــ تتمّ بتأثير جذب وقوة([13])، فضلاً عن أنّه في التعريف المصطلحي للفعل([14]) تمّت الاستفادة من مفردات مثل الحالة، النوعية، الصفة والكيفية إلى جانب الحدث، الأمر، الحادثة، الواقعة، الطارئ، وهذا يعني أنّ الفعل([15]) يرتبط برباط محكم بثلاثة عناصر هي: الحركة والحالة والعملية، وهو يعبّر عن حركة ثابتة تتمّ في مدّة وجيزة وظرف زمني محدّد. هذا، في الوقت الذي سعى البعض من خلال استخدام مصطلح (سير العملية = Process) للفعل أن يرفع الخط الفاصل بين الحركة والحالة([16]).
ب ــ النتيجة وردّ الفعل (reflex, reaction) هي الحصيلة، الارتكاس، الرّجع، الاستجابة، وأخيراً ردّ الفعل، ونودّ القول هنا بأنّ ما نعنيه هو النتائج القهرية والطبيعة للأفعال، أي الأشياء التي تتولّد تلقائياً، وليس حيثيّاتها، والملاحظة الأخيرة هي أنّ كملة «الحياة» التي نتحدّث عنها تشير إلى أنّ المقالة تركّز على النتائج في هذا العالم الدنيوي وليس العالم الأخروي.
1 ــ 2 ــ دراسة العناصر المؤلّفة للقانون بصورة كلية
بعيداً عن العوام والسطحيين الذين يرون الفكر الإنساني عاجزاً عن استيعاب العلاقة بين الأفعال ونتائجها، فإنّ هذه النظرية، وبالتجربة العملية، تقع موضع تسالم كل العقلاء، وهو أنّ لكل فعل ارتكاساً وردّ فعل، ولكن ثمّة سؤال يبرز هنا وهو: هل تكفي التجربة الشخصية لإثبات حكم عام؟ بالطبع لا، لذلك، يجب أن تتوالى التجارب وتتكرّر، والسبيل إلى هذا التجارب يمرّ عبر أمرين: الدراسة الميدانية، والمكتبات، وإذا ما تهيّأت الأسباب للحل الثاني فسوف تمهّد لهذه النظرية لتأخذ صفة القانون.
1 ــ 3 ــ القرآن الكريم إطار مناسب لهذه النظرية
بمقدورنا أن نجد قصائد وموضوعات في الأدب والتاريخ بصورة مبعثرة، عامة وموضوعية في هذا المجال، لكنّ مع ذلك، فإنّ البحث والتحقيق في القرآن الكريم بالنسبة للإنسان المسلم ينطوي على ميزة راقية، وذلك لما يتمتّع به هذا الكتاب من خصائص فريدة.
1 ــ 4 ــ ضرورة توفير الأولويات وبيان مراحل دراسة هذه النظرية في القرآن
دراسة هذه النظريّة في القرآن تتطلّب اجتياز حاجز الأولويات التالية:
ألف ــ الاستقصاء وتقسيم الأفعال، ب ــ تسليط الضوء، على الأقل، على بعض العلاقات الثابتة بين الأفعال والنتائج، ج ــ توضيح تأثيرات الوعي بهذا القانون على الفرد والمجتمع.
1 ــ 4 ــ 1 إحصاء الأفعال القرآنية وتقسيمها
تكرّر ذكر الفعل وردّ الفعل في القرآن الكريم حوالي 1086 مرة([17])، ومع دمج الحالات المتشابهة مع بعضها نحصل على 200 موضوع مختلف. وبتصنيف الأفعال إلى صالح (الإيجابي أو الخيّر) وطالح (السلبي أو الشرّ) تنقسم الموضوعات إلى النحو التالي:
الف ــ 78 موضوعاً في الأفعال الصالحة، مثل التقوى والصبر والوفاء والشكر…
ب ــ 122 موضوعاً في الأفعال الطالحة، مثل الكفر والكتمان والتحريف والعُجب …
أما التقسيم الثانوي للأفعال، وفي ضوء الأبعاد الفردية والاجتماعية، فإنّ التصنيف الأدقّ لها يكون وفق الصورة التالية: الأول ــ الأفعال الصالحة الفردية والاجتماعية؛ الثاني ــ الأفعال الطالحة الفردية والاجتماعية.
1 ــ 4 ــ 2 بيان العلاقات الثابتة بين الأفعال ونتائجها والتمهيد للاستدلال الاستقرائي([18])
ينطوي هذا الموضوع الذي يشكّل قاعدةَ هذه المقالة، على أهمية استثنائية، وذلك لأنّه يعبّر عن مراحل تبلور قانون معيّن. وهنا، يتمّ توضيح عملية اتّساق الخبرات الشخصية للأفراد مع كلام الله، وبالتالي مراحل الصيرورة التي تمرّ بها النظرية لتصبح قانوناً. وبتعبير آخر، في هذه المرحلة، يقوم العقل بعملية المراجعة والتمحيص في تفاصيل الأفعال الفردية والاجتماعية الموجودة في القرآن الكريم، وذلك من أجل صياغة القانون العام لها، ومن خلال التحليق في فضاء الآيات القرآنية واستنطاق روحها، يمكن الكشف عن العلاقة الثابتة بين الأفعال ونتائجها، وبالتالي البرهنة على هذا القانون بالاستدلال الاستقرائي.
إنّ بيان هذه العلاقة الثابتة، من جهة، جاء طبقاً للعدد الملفت المذكور سلفاً وهو 1086 حالة بالنسبة للأفعال الصالحة والطالحة الفردية والاجتماعية، ومن جهة ثانية، فهي تحتاج إلى تنظيم وترتيب استناداً إلى النتائج الفردية والاجتماعية. وبالرجوع إلى القرآن الكريم نلاحظ أنّ الآيات الواردة في هذا الشأن تتفرّع إلى مجموعتين: ألف ــ الآيات التي تؤكّد على القانون المذكور بصراحة ووضوح، وتؤيّد صحّة هذه النظرية، ب ــ الآيات التي لم تشر إلى هذا القانون مباشرة وبصراحة، لكنّها برهنت على صحّته من خلال دراسة موضوعية ومن جميع الزوايا.
وطبقاً لما تقدّم ذكره، نبدأ بدراسة الأفعال الصالحة والطالحة ونتائجها الفردية والاجتماعية، ولكن قبل ذلك، نرى من الضروري استعراض بعض الملاحظات الخاصّة بالموضوع، وهي:
1 ــ من بين الـ 78 حالة من الأفعال الصالحة ونتائجها، سنكتفي بالإشارة إل عدد محدود منها.
2 ــ في كل حالة نذكر أولاً الفعل، ثم نبتعه بردّ الفعل أو ردود الأفعال ولكن بعد العلامة «!».
3 ــ المقصود بردّ الفعل النتائج والعواقب والآثار والأعراض التي تعقب الفعل، وطبعاً له علاقة مباشرة بالفعل، وإن كانت مسألة درك المباشرة من عدمها، ليست مطلقة ومتساوية، بل نسبية ومتباينة تبعاً لتباين الأفراد واختلافهم.
4 ــ على الرغم من أنّه من الناحية المبدئية لكل فعل ردّ فعل واضح ومختلف، ولكن عملياً، ذكرت أحياناً عدّة ردود بالنسبة لبعض الأفعال، وهذه بدورها نتيجة لإدغام الحالات القابلة للتركيب، وإلاّ لازداد عدد ردود الفعل أكثر ممّا هو عليه الآن.
5 ــ كما ذكر في مشروع البحث، فإنّ جميع ردود الأفعال والتفاصيل المشار إليها والنتائج المتوفرة تعتمد منهج الاستقراء التام، لكنّا في مقالتنا هذه اقتصرنا على ذكر مختارات منها.
6 ــ إنّ توضيح طبيعة هذا الارتباط وسير النتائج وتعليل القانون بشكل تفصيلي في هذه المقالة أمر غير ممكن، لأسباب عدّة نذكر منها سعة البحث، وعدم تصريح القرآن، وضرورة الاستنباط الشخصي الذي سيشكّل بالتالي نقطة خلاف، ولكن تمّت الإشارة إلى ذلك في الهوامش بإيجاز وكلما دعت الضرورة وذلك بهدف الإطلاع.
2 ــ دراسة نتائج الأفعال الصالحة على ضوء النصّ القرآني ــــــــــ
2 ــ 1 ــ دراسة نتائج الأفعال الصالحة
2 ــ 1 ــ 1 ــ دراسة نتائج الأفعال الفردية
1 ــ الزواج ! الخلاص من الفقر والعوز
إنّ مسألة وجود الجنس الآخر في المجتمع، وضرورة الزواج هي من أعمّ، وفي ذات الوقت، من أشكل قضايا الحياة، لكن ولأسباب مختلفة، يتمّ تجاهل هذه الأولوية، أو تأجيل موعدها، وهنا يسجّل عامل الفقر حضوراً قوياً، وكم من الشباب ممّن عزفوا عن الزواج لمجرّد أنهم يحملون انطباعات قائمة عن واقعهم ومستقبلهم المعدم، مضيفين إلى المعضلات الفردية والاجتماعية تضخماً وعبثاً إضافياً، بينما الأمر على العكس من ذلك تماماً، حيث إنّ نتيجة الزواج تُختزن في الخلاص من الفقر والعوز، وهو بحقّ داء يحمل دواءه معه، وعمل تكون الخشية منه أكبر من الوقوع فيه، لأنّ الله أمر به وضمن أن يغني الفقراء من فضله ممّن يبغون الزواج (سورة النور: 32)، دون أن ننسى أنّ الرزق يعتمد على كفاءة الإنسان وكفاحه، طبعاً إذا أذنت المشيئة الإلهية (نفس الآية الكريمة)، وقد ضمن الله تعالى ذلك في صفة «الواسع» الواردة في آخر الآية، ما يعني أن لا انتهاء لقدرة الله وعلمه ورحمته وفضله. إذن لا رادّ لقوله، ومن أوفى بعهده من الله؛ فضلاً عن أنّ ذكر لفظ «عليم» بعد واسع (النور: 32) تشير إلى إحاطة العلم الإلهي بما يختلج في القلب من شهوة جنسية وقدرتها التدميرية. أي أنّ الله عليم بحركات القلب والعقل وسكناتهما لدى الإنسان فيما يتعلّق بقضايا الجنس، ولهذا، فهو يوصي بقضائها عن الطريق الحلال الشرعي، وفي الوقت نفسه، المتوازن، وهو الزواج، لئلا يُصار إلى إحكام القيود عليها بالقوة والتطرّف من فوق، فتضمحلّ هذه الغريزة الطبيعية وتنطفئ، أو أن تفتح الأبواب على مصراعيها دونما وازع ولا رادع، فتفجّر التفسخ من الداخل وتُشرّع للانحلال والفساد الاجتماعي، وتمهّد الطريق أمام المؤمنين([19]).
يقول الإمام جعفر الصادق B نقلاً عن رسول الله 2: «من أعرض عن الزواج خوفاً من الفقر، ظنّ بالله السوء، لأنّ الله تعالى قال: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله»([20]).
وفي هذا السياق، روي أنّ رجلاً جاء إلى رسول الله 2 وشكى إليه فقره وقلّة حيلته، فقال له الرسول الكريم 2: «تزوّج، فاغتنى الرجل بعد ذلك» ([21]).
2 ــ التوكل ! بلوغ الخير النهائي
التوكل يعني الاعتماد([22]) وطلب الوكيل وإيكال الأمور للخبير، والمتوكل هو الذي يرجع إلى دليل رؤوف وشفيق، وذلك لعدم توفّره على الخبرة والقدرة في جميع المجالات، ومن هذا الباب، تتحقّق أهدافه المشروعة. قد يكون المثال الأقرب للمتوكل الحقيقي هو الأعمى التائه في غابة موحشة، فمن أجل النجاة بنفسه، يسلّم قيادها إلى البصير بالأمور المجرّب، والتوكّل على الله يعني فناء الإرادة الإنسانية في الإرادة الإلهية، والاعتماد عليه وكيلاً، له حقّ التصرّف التامّ، وتسليم مقاليد كل شيء لأيدٍ أمينة مقتدرة، كما هو الحال مع المحامي الأمين الذي يحرص على كسب قضية موكّله، فيبذل كل ما في وسعه لتحقيق هذه
الغاية، كذلك التوكّل على الله يعني تحقيق الأهداف بصورة أكيدة([23])، أو
كما يقول الإمام الصادق B: تحقيق حاجات المؤمن([24])، وباختصار بلوغ الخير النهائي.
ومن هذا المنطلق، فإنّ المتوكّل يجب أن لا يفرح أو يغتمّ اعتباطاً لمسيرة الحياة صعوداً وهبوطاً (التوبة: 51)، وأن لا يقنع بمتاع الدنيا النزر والفاني (الشورى: 36)، بل عليه أن يبحث عن الأرقى والأدوم، حتى يأمن حبائل الشيطان ومكائده، ويحرّر نفسه من سلطانه (النحل: 99)، والمتوكّل المؤمن مجاهد؛ لأنّه موقن بأنّ نصر الله آتٍ لا محالة (الأنفال: 61؛ آل عمران: 160)، وعندما يسمع باجتماع جيشٍ عرمرم لمحاربته، لا يرتهب، بل يتضاعف إيمانه بالله، ويقوى حبل توكّله ويستحكم، فتكون عاقبة أمره أن ينقلب بنعمة من الله وفضل، دون أن يمسسه سوء، وفي الوقت نفسه، يكون قد اتّبع رضوان الله وقبوله (آل عمران: 173، 174).
في المقابل، عواقب عدم التوكّل على الله، هي الحرمان الأكيد من بلوغ الأهداف، لأنّ الله أقسم على نفسه بذلك([25])، بمعنى أنّ القوانين التي وضعها الله تحيل الآمال الفارغة إلى يأس وسراب.
3 ــ الشكر ! تنمية القدرات الروحية
الشكر([26]) تصوّر النعمة وإظهارها، ويتحقّق ذلك بالمعرفة القلبية، والثناء على المنعم، وسوقها في طريق رضاه، والشاكر هو الذي يشكر على قدر الاستحقاق، والشكور كثير الشكر.
أمّا عاقبة الشكر، فهي النماء والزيادة (إبراهيم: 7) في جميع أبعاد الوجود، لأنّها السبيل الوحيد للارتقاء الروحي وتكامل الاستعدادات النفسية، كما أنّ هذه الشمولية في الأبعاد لا تتنافى مع زيادة النعم بوصفها معياراً([27]).
إنّ تحقّق هذه الخصيصة في الإنسان الشاكر، وهي التمتّع باستعدادات روحية خارقة، أدّت إلى أن يختار الله للرسالة، هذه المهمة الخطيرة، من بين عباده الشاكرين. هذه الوشيجة بين الشكر ونماء الاستعدادات ومعيار الاصطفاء لحمل الرسالة تكشف عن نفسها بجلاء في هذه الآيات المباركة: >أَلَيْسَ الله بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ< الأنعام: 53، >الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ< الأنعام: 124. كما أنّ التصريح بقلّة الشكور من العباد (سبأ: 13) بشكل عام، وتسمية النبي
إبراهيم B (النحل: 120)، والنبي نوح B (الإسراء: 3) من بين الأنبياء بالشاكر والشكور على التوالي بشكل خاص يساعد في حدّ ذاته على خلق هذه الصلة.
على العكس تماماً من المتكبّر الذي هو بعيد عن استيعاب حقائق الآيات (الأعراف: 146)، فالشاكر يحظى على الدوام باهتمام الآيات وعنايتها (الأعراف: 57)، وفي كل مرة تضاف إلى علمه اللدنّي إضافات، وهو ما يفتأ يطوي رحلته من ظلمات الجهل صوب نور العلم (إبراهيم: 5؛ الشورى: 34)، وقد كان لقمان يمثل تجسيداً حيّاً للشكر (لقمان: 12)، من هنا غدا يذكر بوصفه رمزاً للحكمة الإلهية([28]).
4 ــ الصبر ! تبديل النقمة إلى نعمة
الصبرحبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع([29])، والصبور هو الذي يوطّن نفسه الضعيفة على تحمّل الشدائد بالتمرين والجهد الكبير، وعاقبة الصبر تبديل النقمة إلى نعمة وذلك عن طريقين:
ألف ــ بالجَلَد والقدرة على تحويل مصيبة الحرب إلى نعمة النصر: إنّ عاقبة الصبر والثبات في ميدان المعركة، النصر واستلام مقاليد الأمور، وقد انعقد نصر الأنبياء (الأنعام: 34) وأتباعهم (آل عمران: 145) دائماً بناصية الصبر([30])، فالظفر في الحرب ــ باعتباره عاقبة الصبر ــ أمر حتمي، لدرجة أنّ الله تعالى في وصفه لقوة الإيمان وضعفه يذكر بأنّ عاقبة صبر كل فرد أمام عشرة أو اثنين من المشركين هو النصر الأكيد (الأنفال: 65).
ب ــ الصبر وتبديل الجهل علماً: عاقبة الصبر على الطاعات واجتناب المحرمات هو تبديل الجهل علماً([31]) والتمتّع بفهم استثنائي، والخروج من ظلمات الجهل (إبراهيم: 5؛ القصص: 80؛ لقمان: 31؛ سبأ: 19؛ الشورى: 33).
5 ــ التصرّف الأمثل ! القضاء على حبل إبليس
ما هو التصرّف المناسب حيال من تصدر عنه الشرور بفعل الوساوس النفسية والشيطانية؟ للوهلة الأولى ثمّة توصية غير متعقّلة وبدائية ومُجهدة، ألا وهي مقابلة الشرّ بالشرّ، وهي توصية سيكون حصادها تأزيم العلاقات، وخلق العداء وتغذيته، بينما للقرآن رأي آخر في الموضوع، وهو مقابلة السيئة بالحسنة، ليس هذا فقط، بل أن يكون الردّ بالتي هي أحسن وأفضل، ومن الطبيعي أنّ نتيجة هذا العمل ستكون التحوّل من علاقات عداء مسمومة إلى وشائج ودّ حميمية (فصلت: 34).
الملاحظة الهامّة الواردة في الآية الكريمة هي الإشارة إلى معيار التشخيص في هذا المجال، أي الحصول على ثمرة ما، بمعنى أنّنا يمكننا ضمان علاقات على أفضل مستوى إذا ما اتَّبعنا الوصفة القرآنية في إحلال علاقة ملؤها الودّ والمحبّة بين اثنين محل علاقة التخاصم والتناحر.
6 ــ العبادة ! تحصين ضدّ وساوس الشيطان
العبادة هي الرقّ والخضوع وغاية التذلّل([32])، والعابد هو الطائع لله، والعبد هو المملوك خلاف الحرّ، وقد استعملت في القرآن لتفيد غرضين:
ألف ــ استعمال عام، بمعنى المخلوق الدائن، أي من دان لملك الله سواء أكان المخلوق المعني مؤمناً بهذه العبودية معتقداً بها مسلّماً لها (مريم: 93) أو معرضاً عنها غير آبه بها.
ب ــ استعمال خاص، وتعني العارف برقّه والموقن بمملوكيته، المؤدّي لفروض الطاعة والولاء، والداخل في العبودية (الفجر: 30).
وعاقبة العبادة ــ حسب المعنى الثاني ــ هي التحصّن من سلطان الشيطان ونفوذه([33])، وانطلاقة الفهم وإمكانية مشاهدة آيات الله في الآفاق (الحجر: 42؛ الإسراء: 65؛ ص: 83)، ومثال ذلك ما ورد في قصة النبي موسى B (الكهف: 60 ــ 82)، هذا العبد الصالح، حيث وصفه القرآن الكريم بقوله >عبداً من عبادنا<، ثم أشار إليه بعبارة >وعلّمناه من لدنّا علماً<، كما يطلق القرآن الكريم على الرسول الأعظم 2 لكثرة عبادته، صفة المتلقّي لآيات الله البيّنات (الحديد: 9) والرائي لها، إذ تفتح هذه الرؤية أبواب اليقين أمامه، وهي أعلى درجات الإيمان، كما ورد في روايةٍ للإمام جعفر الصادق B([34]).
7 ــ التقوى ! الرحمة والبركة
يقول الراغب([35]) في مفرداته في بداية بيانه لكلمة «وقاية» وهي: «المحافظة على شيء من ضرر يحتمل أن يسبّبه شيء آخر»، وينتقل إلى شرح المعنى التحقيقي للفظ تقوى وهو (الإلجاء، والحماية وصون النفس عمّا تخاف وتخشى)، وفي الختام، يقدّم المعنى الشرعي المتداول فيقول: التقوى هي صون النفس من المعاصي من خلال ترك ما يُنهى عنه، ويكون إتمامه بترك بعض المباحات([36]). ومن خلال نظرة تحليلية فاحصة في السطور الآنفة يتجلّى لنا أنّ بين جنباتنا نفساً بحاجة إلى المحافظة والصيانة، لأنّها عرضة للضرر والإصابة. إذن، فصون النفس في تقويتها، لكنّ السؤال هنا كيف يمكن المحافظة على النفس، وما هي السبل الكفيلة بصيانتها؟ الإجابة عن هذا السؤال تستدعي استنباطاً قرآنياً على هذا النحو وهو: أنّ النفس باعتبارها خلقاً آخر (المؤمنون: 14)، وبسبب كونها أمّارة بالسوء، تحفّز الإنسان على ارتكاب المعاصي (يوسف: 53)، كانت هذه هي بالضبط نقطة ضعفها، ومنفذ الشرور إليها، لذا، يجب نهيها عن الهوى والأمل (النازعات: 40)([37]).
إنّ عاقبة التقوى، التفيّؤ بظلال الرحمة الإلهية (الأعراف: 13). وتقوى الوالهين، هي التي تسوق الفرد إلى محيط الرحمة الإلهية اللامنتهي، وهي المحطة النهائية في الرحلة، وتتلخّص هذه الرحمة في حبّ محمد المصطفى 2 وآله الكرام E والتبري من أعدائهم ومعاداتهم، ولن يؤتاها إلاّ ذو حظِّ عظيم وبعناية إلهية خاصة، فهؤلاء هم مهبط الرحمة الإلهية في الدنيا والآخرة([38])، وهم عنوان رحمانية الله ورحيميته، كما أنّ الرسول الكريم 2 هو تجسيد الرحمة للعالمين (الأنبياء: 107)، والنبي إبراهيم B كان يستظلّ برحمة أهل البيت E الخاصة (هود: 73).
ومن مظاهر هذه الرحمة طرح البركة في الرزق، والتمتّع بنعم الله([39]) (الطلاق: 2 و3)، بالإضافة إلى الفهم الحقيقي للكتب السماوية ومن جملتها القرآن الكريم (البقرة: 2)، والإنجيل (المائدة: 46)، والتوراة (الأنبياء: 47)، ويحظى المتّقي بفهم واستيعاب خاصّين، لذلك فهو يتميّز عن غيره (الأنفال: 29).
8 ــ الذكر ! السكينة والبصيرة
المعنى الأول للذكر، قدرة النفس واستعدادها في حفظ المعرفة المكتسبة، أمّا المعنى الثاني فهو حضور شيء في القلب أو القول([40]).
وعاقبة هذا العمل (الذكر) هو الذكر المتبادل، أي ذكر الله للعبد([41]) (البقرة: 152)، ومعنى ذلك حصول الطمأنينة والسكينة القلبية([42]) (الرعد: 28).
ونشير هنا إلى ملاحظة هامّة وهي: على الرغم من أنّ آيات قرآنية أخرى تعزو حصول الطمأنينة القلبية إلى قضايا أخرى مثل الحياة الدنيا (يونس: 7)، والخير الدنيوي (الحج: 11)، لكن، بما أنّ الجار والمجرور مقدّمان على العامل([43]) فيكون حصول الاطمئنان القلبي مقتصراً على ذكر الله تعالى، لهذا السبب، فإنّ عدا ذلك من الاطمئنان إنّما هو اطمئنان زائف، من نسج الأحلام والخيال الشخصي، ولهذا السبب بالذات، فإنّ هذه الحالة وحدها هي التي تقع موضع رضا الله وتأييده، وباقي الحالات مصيرها إلى الخسران المبين (الحج: 11)، وتحشر جميعها في جهنّم وبئس المهاد (يونس: 7).
إنّ تذكّر الله حين التعرّض للوساوس الشيطانية، وهو نفسه الوعي والبصيرة، أو الفراسة كما وردت في الروايات([44])،لله وتأييده، وباقي الحالات مصيرها غلى الأحلام والخيال الفردي، ولهذا السبب بالذات، فإنّ هذه الحالة وحدها هي تعيد الفرد إلى ذاته ونفسه، وتحصّنه ضدّ سهام وساوس الشيطان وحبائله. ومن ناحية أخرى، هناك الوعد الإلهي الحق بنصرة المؤمنين الذين ليس فقط لم يخافوا في مقابل الأعداء، بل ثبّتوا أقدامهم، وذكروا الله كثيراً([45]).
9 ــ الصلاة ! النهي عن الفحشاء والمنكر
لقد ذكر الكثير حول الأصل اللغوي للفظ الصلاة([46])، ونسبتها إلى الله تعالى والملائكة والمؤمنين([47])، واستعمالاتها المختلفة في القرآن وأهمّيتها، لكن مقصودنا في هذه المقالة الصلوات الخمس المتعارفة.
عاقبة هذا العمل، هي النهي عن الفحشاء والمنكر([48]) (العنكبوت: 45)، وبعبارة أوضح، انمحاء الشرور([49]) (هود: 114)، لكونها إحدى الأمثلة البارزة للحسنة، وذلك في نهاية القانون العام لتأثير إزالة الحسنات للسيئات([50]).
ومن نماذج انمحاء الشرور نذكر، انطفاء الحرص الشديد والهلع([51]) (المعارج: 19)، لقد خلقت هاتان الصفتان مع الإنسان([52])، وهما لازمتان له، بحيث إنّ جميع البشر العاديين حينما يواجهون المصاعب والشدائد، يجزعون، وحين يرفلون في العزّ والنعميم يأخذهم البخل والعُجب. والصلاة تطهّر الإنسان من أدران هذه الخصال القبيحة، وتجعله يحظى بهداية كتاب الله ورحمته (النمل: 3؛ لقمان: 3)، وفضل الله([53]) (النور: 37؛ فاطر: 30).
2 ــ 1 ــ 2 دراسة الآثار الاجتماعية
1 ــ القصص ! الأمن الاجتماعي
القصاص يعني الانتقام والردّ بالمثل على القاتل من قبل وليّ الدم، أي معاملة القاتل بنفس النحو الذي عامل به المقتول([54])، وعاقبة هذا العمل الذي ظاهره إعدام شخص، أمنٌ مستتب وحياة اجتماعية مستقرة (البقرة: 179).
يقول العلامة الطباطبائي في هذا الموضوع([55]): تشير الآية الكريمة إلى الحكمة من تشريع هذا الحكم، وفي نفس الوقت، تعتبر ردّاً على الذين يتوسّمون في العفو والدية معاني أسمى من القصاص لجهة بسطهما مشاعر الحب والعطف بين أفراد المجتمع. إذن، فالعفو، وإن كان دليل تخفيف ورحمة، لكنّ المصالح العامة للمجتمع لا تؤمّن إلاّ في ظلّ تطبيق القصاص، ولا يمكن أن نحفظ حياة أفراد المجتمع إلاّ عن هذا الطريق، وهي حقيقة يذعن لها كل إنسان عاقل يتعامل بالمنطق. وعبارة لعلكم تتّقون (البقرة: 179) هي بمنزلة التعليل لهذا التشريع أي القصاص، أي لتكون وسيلة تردعكم عن قتل النفس المحرّمة([56]).
2 ــ 2 ــ دراسة عاقبة العمل الطالح
3 ــ بيان تأثير الوعي بهذا القانون على الفرد والمجتمع ــــــــــ
يلبّي هذا القانون القرآني طموحنا في هذا المجال من العلم والمعرفة، بمعنى: ألف ــ يقنع العقل، ويشبع رغبة الإنسان في حبّ الاستطلاع([57])، لأنّه وقف على العلاقة الثابتة بين الأفعال ونتائجها في القرآن. ب ــ يساعد على نشر النشاطات اللاحقة للإنسان، ويهيّؤه للتنبّؤ بعواقب أعماله وأعمال الآخرين، ومن خلال تذكيره بالنتائج الطيبة أو السيئة للعمل، يهديه إلى الصحيح والسليم منها، لتكون له حصّة كبيرة ودور فاعل في تصحيح الدوافع.
[1]) أستاذ مساعد في كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية بجامعة طهران.
[2]) مفردات الراغب: 286.
[3]) الخونساري، المنطق الصوري: 138، طهران، 1983م.
[4]) الشعباني، المهارات التعليمية: 13، طهران، 1992م؛ الترابي، فلسفة العلوم: 55، طهران، 1970م.
[5]) المصدر نفسه: 61.
[6]) الشعباني، المهارات التعليمية: 13.
[7]) مطهري، التربية والتعليم في الإسلام: 415، طهران، 1995م.
[8]) الراغب، المفردات: 348.
[9]) المصدر نفسه: 268 ــ 382.
[10]) فيلسين شاله، معرفة مناهج العلوم: 30، إعداد: مهدوي، 1944م.
[11]) شعباني، المهارات التعليمية: 14.
[12]) الراغب، المفردات: 137 ــ 138، 525.
[13]) مطهري، التربية والتعليم: 348.
[14]) الشرتوني، مبادئ العربية: 10، بيروت.
[15]) شفائي، الأصول العلمية لقواعد اللغة الفارسية: 70، نوين، 1984م.
[16]) راجع: شاله، معرفة مناهج العلوم: 179؛ مطهري، التربية والتعليم: 161؛ البحراني، البرهان 1: 609، طهران، 1415؛ شعباني، المهارات التعليمية: 13؛ مكارم الشيرازي، تفسير المثل 2: 342، طهران، 1987م؛ الراغب، المفردات: 348.
[17]) راجع مشروع البحث رقم 286/1/332 بعنوان «نتائج الأعمال في الحياة القرآنية» الصادر عن جامعة طهران في 22/1/1998م، معدّ المشروع: الدكتور محمد حسين برومند.
[18]) في البداية، كان مشروع العمل البحثي يتلخص في الاستقراء التامّ، حيث يتمّ دراسة الأعمال ونتائجها بصورة منفصلة، ثم إصدار الحكم العام بشأنها، بينما سنكتفي في هذه المقالة بذكر قسم منها.
[19]) البلاغي، حجّة التفاسير 2: 568، قم، 1966م.
[20]) الفيض الكاشاني، الصافي 2: 167، طهران، 1977م.
[21]) المصدر نفسه، وللاستزادة راجع: أبو الفتوح الرازي روض الجنان وروح الجنان 14: 117، مشهد، 1995؛ الشريف اللاهيجي، تفسير اللاهيجي 3: 282، طهران، 1984م؛ القمي المشهدي، كنـز الدقائق 9: 286، طهران، 1987م؛ الحائري، مقتنيات الدرر 7: 341، طهران، 1958م؛ الشاه عبدالعظيمي، التفسير الإثنا عشري 9: 239، طهران، 1984م؛ الراوندي، فقه القرآن 3: 1044، قم، 1405هـ.
[22]) راجع: ابن منظور، لسان العرب 11: 734؛ والطريحي، مجمع البحرين 5: 495.
[23]) شبّر، تفسير شبرّ 6: 56، بيروت، 1412هـ.
[24]) الكليني، الكافي 3: 105، 107.
[25]) المصدر نفسه 3: 107.
[26]) راجع: الخليل بن أحمد الفراهيدي، العين 5: 292؛ وابن منظور لسان العرب 4: 423، والراغب، المفردات: 265.
[27]) شبّر، تفسير شبّر 3: 186.
[28]) طباطبائي، تفسير الميزان 12: 22، طهران، 1379هـ؛ الفيض، الصافي 1: 882؛ كلانتري، دليل الميزان 4: 38، 12: 20، طهران، 1983م؛ الكاشفي، المواهب العليّة 2: 386، طهران، 1317هـ؛ العاملي، الوجيز 5: 265، قم، 1413هـ؛ السبزواري، الجديد 4: 141، بيروت، 1402هـ؛ الطوسي، الأمالي: 302، قم، 1414هـ؛ الأربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة 2: 156، تبريز، 1381هـ؛ النوري، مستدرك الوسائل 11: 351، قم، 1407هـ.
[29]) الراغب، المفردات: 273؛ راجع أيضاً: الخليل بن أحمد الفراهيدي 7: 115؛ الطريحي 3: 357.
[30]) شبّر، تفسير شبرّ 1: 339.
[31]) الكليني، الكافي 3: 140.
[32]) الراغب: 319؛ ابن منظور 3: 270؛ الطريحي 3: 92.
[33]) للاستزادة راجع: الخسرواني، تفسير خسروي 5: 102، طهران، 1390هـ؛ العلوي، كشف الحقائق 2: 131، طهران، 1396هـ؛ فضل الله، من وحي القرآن 13: 197، بيروت، 1405هـ؛ الديلمي، أعلام الدين: 452، قم، 1408هـ.
[34]) الكليني، الكافي 3: 86.
[35]) الراغب، المفردات: 530.
[36]) المصدر نفسه.
[37]) للاستزادة رجع: كلانتري، دليل الميزان 14: 410، 19: 250، 5: 288، 289، 14: 169، 173.
[38]) الفتوني: 165.
[39]) راجع تفسير العياشي: 340؛ والجرجاني جلاء الأذهان 10: 98، طهران، 1958م.
[40]) الراغب، المفردات: 179؛ الخليل بن أحمد الفراهيدي 5: 436؛ ابن منظور 4: 408.
[41]) تفسير العياشي 1: 67؛ الصدوق، الأمالي: 579.
[42]) راجع القمي في تفسيره 1: 365؛ والشاه عبدالعظيمي، التفسير الإثنا عشري 6: 381؛ والكرمي، المنير 5: 70، قم، 1402هـ؛ والنوري، مستدرك الوسائل 11: 149.
[43]) الفيض الكاشاني، الصافي 1: 874.
[44]) الصدوق، الأمالي 2: 479.
[45]) كلانتري، دليل الميزان 11: 390، 391.
[46]) الراغب، المفردات: 285.
[47]) الفتوني: 217.
[48]) راجع: الطبرسي، مجمع البيان 4: 284؛ الكاشاني، منهج الصادقين 7: 163، طهران، 1987م؛ والكنابادي، بيان السعادة في مقامات العبادة 3: 207، طهران، 1344هـ.
[49]) راجع: الثقفي، التفسير المبسوط الخالد 1: 146، طهران، برهان؛ المفيد، الأمالي: 67، قم، 1413هـ؛ الراوندي، فقه القرآن 1: 80.
[50]) الفيض الكاشاني، الصافي 1: 815.
[51]) راجع: اللاهيجي، تفسير اللاهيجي 4: 579؛ والطيب، أطيب البيان 3: 191، طهران، 1987م.
[52]) المصدر نفسه.
[53]) راجع: النوري، مستدرك الوسائل 3: 164.
[54]) الفيض الكاشاني، الصافي 1: 162.
[55]) الطباطبائي، الميزان 1: 433.
[56]) راجع أيضاً: البحث العلمي، المصدر نفسه 1: 434؛ ومطهري، التربية والتعليم: 358.
[57]) فيلسين شاله، معرفة مناهج العلوم: 120.