الشيخ رضا مختاري(*)
تمهيد
لقد تميز الفقه عن باقي العلوم؛ لما له من مكانة هامة من مختلف الأبعاد والحيثيات. فحياة الفرد المسلم والمجتمع تدور مدار ما يستنبطه الفقيه من أحكام تشريعية. لذا فعدل المنطق أن نقول: إن إحياء وتجديد البحث الفقهي ليس من مقدور أحد سوى علماء الحوزة العلمية والمدارس المختصة في العلوم الدينية، بل إن إحياء البحث الفقهي وتجديده يجب أن يصبح من أولويات هذه المدارس والحوزات العلمية، فمهمتها اليوم تنطلق من رفع موانع تجديد هذا العلم، وانتزاع ما يعترض هذه الطريق، والعمل على استيعاب مشكلات المجتمع وتحديات العصر؛ حتى لا يبتعد المجتمع والفرد المسلم عن الحدود الشرعية، ويطلب الإجابات عن كل التحديات اليومية من غير الشرع.
لن يكون البحث في الموروث الفقهي عملية سهلة ويسيرة؛ نظراً لكون الفقه من العلوم القديمة. فقد ظهر علم الفقه قبل ألف سنة. لذا فإن الأمر يستدعي الإحاطة التامة بالموروث الفقهي، كما أن إعمال النظر في هذا الموروث، والتعرض له بالنقد أو التزكية، لن يكون ميسَّراً إلا من خلال الاطلاع على المراحل التي قطعها الفقه في مراتب التطور والاستكمال، والظواهر التي واكبت هذا التطور، أو كانت سبباً في اتخاذ علم الفقه لمنحى دون آخر. كل هذا يصبح ممكناً من خلال قراءة الموروث الفقهي.
ومن المهم الإشارة إلى كون مقاطع مهمة من الموروث الفقهي لا زالت ضمن المخطوطات التي تنتشر في أرجاء مختلفة من المكتبات الخاصة أو العامة، ممّا لم يؤمّن للباحثين والمهتمين الاطّلاع على مكامنها. وما ظهر منها فهو في صورة صعبة أو غير محققة. مع ملاحظة أن العديد من العلماء العظام ممَّن دوّنوا كتباً في الفقه أو في بعض أبوابه كانت لهم إلى جانب ذلك رسائل متعددة في مسائل مختلفة من المواضيع الفقهية كتبوها بشكل مستقلّ، كصلاة الجمعة في زمان الغيبة، تقليد المرجع الميت، تقليد الأعلم، خراج الأراضي، الغناء، الرضاعة، إرث الزوجة، العدالة، القبلة، ثبوت الهلال، الطهارة والنجاسات، ذبائح أهل الكتاب، إلى غير ذلك من المواضيع المتفرقة. وقد تحدث العلامة حسن زادة آملي عن أهمية هذه الرسائل المستقلة في مواضيع الفقه المختلفة، قائلاً: «تعتبر رسائل العلماء ذات مكانة كبيرة في التراث العلمي، فقد عملوا فيها على إفراد بعض الموضوعات الفقهية بالبحث والتدقيق وتخصيصها بطول النظر والتحقيق. لذا جاءت في مضمونها أكثر غنى من الأبحاث المبسوطة في الكتب والمؤلفات العامة». وإن تصحيح ونشر إحدى عشرة رسالة فارسية كانت بمثابة فتح كبير في التعرف على هذا الموروث، وإن ترتيب هذه الرسائل وجمع مواضيعها الواحد إلى جانب الآخر يفسح المجال للإلمام التام بالموضوع، وبالتالي يحدِّد الحكم الشرعي والأدلة المستنبطة منها، ممّا يعود على الفكر الإسلامي، وخاصة الجانب التشريعي منه، بالفائدة.
من المواضيع الفقهية التي حظيت باهتمام الفقهاء، وخصَّصوا لها أبحاثاً منفردة في رسائل متعددة، موضوع «الغناء»، وخصوصاً أنه من المواضيع الكبيرة المبتلى بها، ومن تحديات العصر والمرحلة. ولحسن الحظ فإن العديد من الرسائل التي كتبت في «الغناء» بقيت مصونة من حوادث الدهر، ووصلت إلى أيدينا سالمة. وقد تقدم صاحب هذا المقال بعرض اقتراحه في نشر هذه الرسائل إلى ذوي الاختصاص من المحقّقين والباحثين، وذلك قبل ستّ سنوات، ضمن مقالات إلى المحقِّقين والمهتمين في مجلة «آيينه پـژوهش، العدد 3: 54 ـ 55، مهر وآبان 1369هـ.ش. وقد عهد إلينا، إلى جانب مجموعة من الزملاء، تصحيح وعرض نماذج أولى من هذه الرسائل. وقد كنا طرحنا قبل ثلاث سنوات هذا الموضوع على سماحة الشيخ صادق لاريجاني، وقد أبدى قبوله، بشرط أن يبدأ العمل ضمن التحقيقات التي تجرى في المدرسة العلمية «ولي العصر#»، وأن يكون موضوع الغناء الخطوة العملية الأولى في هذا الميدان، وإن شاء الله سيتمّ عمّا قريب نشر أول نموذج لهذا الموروث الفقهي في أكثر من ألفي صفحة. وسنعمل ضمن هذه المقالة على عرض تعريف مجمل؛ حتى ترتسم للقارئ صورة عن طريقة العمل وخطوطه العريضة. إذاً فهذه السطور هي مجرد رؤوس أقلام، والتفصيل فيها سيكون في مقدمة الميراث الفقهي إلى جانب التوضيحات الكافية.
يشتمل ملف: الموروث الفقهي / الغناء على خمسة أقسام، مرتبة بالشكل التالي:
القسم الأول: رسائل الغناء.
القسم الثاني: كلمات متفرقة حول باب الغناء.
القسم الثالث: ببليوغرافيا الكتب التي تتناول موضوع الغناء من الناحية الفقهية.
القسم الرابع: الأحاديث التي جاءت في الغناء.
القسم الخامس: الغناء في فكر مدرسة أهل السنة.
وهذا عرض مختصر لما تحت هذه العناوين الخمسة.
القسم الأول: الرسائل المصنفة في الغناء
هذا القسم، الذي يعد أهم الأقسام وأكثرها تفصيلاً، يشتمل على حوالي ثلاثين رسالة فقهية في الغناء، وهي من تأليف فقهاء بارزين، مصحّحة، وقد رتّبت وفق تاريخ وفاة مؤلفيها، وتم نشرها. وتجدر الإشارة إلى أن فقهاءنا قد ألّفوا رسائل في الغناء تفوق هذا العدد بكثير، لكنننا لم نتوصل إلا إلى هذه الثلاثين، وضاع الباقي؛ لأسباب عديدة. فبعد أن ظننا أن التأليف في هذا الموضوع كان قليلاً تبين؛ ومن خلال التحقيق والبحث ووضع الرسائل إلى جانب بعضها البعض، مع ملاحظة تواريخ وفاة مؤلِّفيها، واعتبارات أخرى، أن الكتابة في هذا الموضوع كانت كثيرة، وانكشف لنا وجود ثلاثين رسالة مخطوطة. مع التنبيه على أن تصحيح وتنقيح، ومن ثم نشر هذه الرسائل وفق الترتيب التاريخي، مجلبة للفائدة الكثيرة، نذكر اليسير منها في النقاط التالية:
1ـ يظهر السجل الذاتي للعديد من العلماء الكبار أنهم كانوا دائمي البحث والتحقيق، وقد بذلوا مجهوداً كبيراً في مناقشة العديد من المواضيع المبتلى بها. وبعد الفحص والبحث تمكّنّا من الحصول على عدد من الرسائل حول موضوع الغناء. وبملاحظة هذه النسخ تبين لنا أن ما كتبه هذا السلف الصالح من الفقهاء والعلماء حول موضوع الغناء هو في واقع الأمر أكثر من هذا العدد بكثير، الشيء الذي لم نكن نتصوَّره في بادئ الأمر. فبعض الكتب التي تم الاعتماد عليها كمصادر، مثل: كشف الحجب والأستار، وأهم منه «الذريعة»، للعلامة الطهراني، لم تعرِّف سوى بثلث عدد هذه الرسائل، ولم يكن لصاحب الكتاب اطّلاع كامل على الرسائل الأخرى، وهذا في حدّ ذاته يبين أن الاعتماد على هذه المصادر غير كافٍ في التعرف الكامل على موروثنا الفقهي القديم. وللمثال: فإن هذه الكتب المصادر الأم لم تعطنا أية معلومة عن رسالة الشيخ الحرّ العاملي في الغناء، وهذا يدعونا إلى البحث في هذه الرسائل المتبقية نفسها، وبالفعل فإن ما أفرزته من معلومات هامٌّ جداً.
2ـ إن معرفة المرحلة التاريخية لانشغال الفقهاء والعلماء القدامى بأحد الفروع الفقهية، ومعرفة المراحل التي قطعها في مجال التطور، عمل يفسح الكثير من الفرص أمام الاستنباط، وهذا لا يتيسر إلا في ضوء ما نقوم به من دراسة لهذه الرسائل المخطوطة.
إن أول رسالة كتبت في الغناء تعود للمحقِّق السبزواري(1090هـ)، ولم نصل إلى رسالة أقدم من هذا التاريخ، لكن عدد الرسائل التي كتبت في الغناء بعد المحقق السبزواري وإلى يومنا هذا كبير جدّاً، وهذا يكشف عن أن موضوع الغناء لم يكن من المواضيع المبتلى بها قبل 1000 سنة من تاريخنا، وبالتالي لم تكن هناك من ضرورة فقهية تدفع إلى أن يفرد علماؤنا القدامى رسائل لهذا الموضوع. ولعلنا نستطيع حصر الأسباب الموضوعية لوفرة التأليف في الغناء بعد المحقق السبزواري في عاملين:
أـ نمو التفكر الصوفي واتساع مساحته داخل المجتمع، وذلك في أواخر الحكم الصفوي، فأصبحت أدبياته وأساليبه، والتي كان السماع والغناء يمثل ركناً مهماً فيها، تستقطب أفئدة الناس بشكل كبير، مما حدا بالعلماء؛ ومن موقع حفظ الدين وحراسته، إلى التأليف حول التصوف. وقد كان القدر الكبير منصبّاً على أدبياتهم وشطحاتهم، وبالتالي كثرت الكتابة في الغناء والموقف الشرعي منه. ونذكر على سبيل المثال، لا الحصر: «الاثنا عشرية»، للشيخ الحر العاملي&، و«السهام المارقة» للشيخ علي العاملي&. هذا بالإضافة إلى العديد من الرسائل التي اختصت بباب الغناء، وأفردته بالتحقيق والبحث.
ب ـ وقد يكون الداعي الثاني نظرية كلّ من: الفيض الكاشاني في باب الغناء، التي أدلى بها ضمن كتبه: (الوافي)، و(المحجة البيضاء)، ومفاتيح ومقدمات (تفسير الصافي)؛ والمحقق السبزواري صاحب (الكفاية)، التي تحدث عنها ضمن هذا الكتاب، وضمن رسائل مستقلة، حيث قال باستحباب التغنّي بالقرآن. وقد كانت هذه النظرية سابقة تاريخية، جرّت تبعات وردات فعل كثيرة، حيث شمَّر العديد من العلماء للردّ عليهما، ونقد هذه النظرية، ضمن رسائل خاصة بالغناء، من بينها: رسائل كلٍّ من: الشيخ علي العاملي حفيد الشيخ حسن صاحب المعالم؛ الملا إسماعيل الخواجوئي؛ المير لوحي؛ والشيخ الحر العاملي. وقد كتب الشيح وحيد البهبهاني في حاشيته على «مسالك الأفهام» يقول: «وصاحب (الكفاية) استثنى الغناء في القرآن. وسمعت أن الفضلاء كتبوا رسائل كثيرة، أزيد من عشرين رسالة، ردّاً عليه».
وتجدر الإشارة إلى أنه قد كتبت رسائل أخرى في الغناء، مؤيدةً لنظرية التغنّي بالقرآن، ومدافعة عنها.
وحاول آخرون كتابة رسائل تدافع عن العزاء الحسيني، وتردّ على الشبهات التي أثيرت حوله، مبينةً أنّ عزاء سيد الشهداء الحسين× لا يدخل ضمن الغناء، ولا يجب إخضاعه لحكم الغناء مطلقاً.
3ـ إن أسلوبنا في دراسة الرسائل التي كتبت في الغناء تكشف لنا عن قيمة اجتهادات الفقهاء في هذا الموضوع، وما ابتكروه من نظريات جديدة مستنبطة من أدلتها التفصيلية. كما تفسح المجال أمامنا لمعرفة الكتب أو الشخصيات العلمائية التي كان لها تأثير على الفقهاء ضمن هذه الرسائل. وفي موازاة ذلك تكشف لنا عن مدى تأثير هذه الرسائل على الأوساط العامّة والمقلِّدة. فهذه الرسائل هي مجال لاستخراج العديد من الأبحاث والمواضيع التي تجعلنا في الحد الأدنى نفقه مراد الفقهاء في الموضوع، وتجعلنا ندرك صدر وذيل كلامهم والقرائن الحافة به.
4ـ كما أن طريقة العمل هذه تجعل مساحة المصادر أكبر وأكثر أمام الباحث، أعمّ من المجتهد المدرس والفاضل والطالب، بحيث إنه بعيداً عن الإرث الفقهي وعما يفتحه عملنا من مجال للحصول عليه والاطلاع عليه بشكل كبير لن يكون في وسع هؤلاء الباحثين الظفر بأكثر من رسالة أو رسالتين في أحسن الأحوال، هذا إذا لم نقل بأنهم قد لا يكون لهم أيّ اطلاع على وجود هذه الرسائل من الأساس.
5ـ كما سبق وقلنا فإن جمع هذه الرسائل وترتيبها ترتيباً خاصّاً وإلى جانب بعضها البعض يكشف لنا عن معلومات كثيرة في الموضوع، وإن كان مجرد إحياء التراث في حدّ ذاته عملاً عظيماً وجمَّ الفائدة في معرفته، إلى جانب كون التعرف على هذه النسخ، وإخراجها إلى جمهور القرّاء والباحثين، يفتح أمامهم آفاقاً جديدة في التعرف على مؤلفين ربما لم يسبق لهم معرفتهم، ومن ثم تصحيح الفهارس، ويعمل على رفع الإشكالات والأخطاء التي توجد في بعض فهارس وببليوغرافيات النسخ الخطية التي توجد في المكتبات وغيرها من الأماكن المختصة. ونحن في عملنا إنما نكتفي بالرسائل التي تتحدث عن موضوع الغناء، وقد لا يكون هناك جديد فقهي في الموضوع، ولكن عملنا كان تجميع هذه الرسائل، ومن ثم تحقيقها وتصحيحها. وقد عُدّ عملنا هذا شاقّاً؛ بلحاظ ما قمنا به من البحث عن هذه الرسائل، وتجميعها من المكتبات الخاصة والعامة الكثيرة والمنتشرة على طول أرجاء إيران، وهو العمل الذي تطلّب جهوداً كبيرة كثيرة وزمناً تجاوز السنتين، ولعل العدل والإنصاف يطلب القول بأن هذا العمل بهذه الصفات لابدّ وأن يسفر عن الجديد.
نعم، قد تكون ضمن هذه الرسائل بعض الفقرات المتكررة، كتلك التي اهتمت باستحضار معاني الغناء في اللغة والاصطلاح، لكن ليس من العدل القيام بحذف هذه القطعات تحت أية ذريعة؛ لأنها جزء من تلك الرسائل، ولا يجوز لنا إجراء أي بتر، أو إخضاع هذه الرسائل للجرح أو التعديل، فهي جزء موروث من كبار علمائنا، وجزء هامّ من الموروث الفقهي.
وهذا القسم من عملنا يشمل العديد من الرسائل الهامة، والبحث فيه مهمّ وشيّق للغاية، مثل: رسائل كلٍّ من: المحقق السبزواري، والشيخ الحر العاملي، ومحمد رسول كاشاني، والمولى حبيب الله الكاشاني، والشيخ محمد هادي الطهراني حفيد الوحيد البهبهاني، والشهرستاني، والكشميري، وغيرهم كثر. وسيكون ضمن السطور القادمة فهرس كامل لهذه الرسائل.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك رسائل أخرى لعلماء وفقهاء لا زالوا على قيد الحياة. ولتعميم الفائدة والإحاطة الكاملة بما كتب في موضوع الغناء سنتحدث عن هذه الرسائل والكتب ضمن القسم الثالث لهذا المقال، الذي خصَّصناه لببليوغرافيا الرسائل التي كتبت في الغناء.
القسم الثاني: أقوال متفرقة في باب الغناء
بالإضافة إلى الرسائل المستقلة، والدوريات الفقهية التي تشمل كذلك أبحاثاً في الغناء، أدرج علماؤنا بعض الأقوال المتفرقة حول الغناء ضمن آثارهم الأخرى، وذلك إثر تعرضهم لمبحث الغناء. وقد غابت عن العديد من طلاب الفقه والفقهاء؛ إما لأنهم لم يسمعوا بها؛ أو إنهم سمعوا بهم ولكن لم يتمكنوا من الحصول عليها. من هنا فعملنا يتيح الاطّلاع على هذه الآثار التي تعرضت لمبحث الغناء، والتعريف بهذه الدوريات والكتب، وذلك في القسم الثالث من بحثنا، وفي القسم الثاني سنقوم بعرض ما قيل في الغناء خارج الكتب المختصة والدوريات الفقهية. وبالمناسبة فإن بعض هذه الأقوال ما زال في صورة مخطوطات، ولم يتم نشره قبل هذا، من قبيل: بعض استفتاءات حجة الإسلام الشفتي، وكتاب «حديقة الشيعة»، للرضوي.
وكمثال عمّا سنقوم بعرضه ضمن القسم الثاني: خطب السيد المرتضى علم الهدى المتعلّقة بالغناء، التي جاءت في كتابه «الأمالي». كذلك خطب كلٍّ من: العلامة الشعراني في حواشيه على (الوافي)، والعلامة المجلسي الأول، والسيد الشفتي في بعض استفتاءاته، والأستاذ جلال الدين الهمائي في تعليقاته على (مصباح الهداية)، وخطب الإمام الخميني الخاصة بموضوع الغناء، وسنعرض عن عرض خطب الكتب والدوريات الفقهية التي يسهل الحصول عليها أو التي تم الاطلاع عليها من لدن شريحة عريضة من طلبة الفقه والفقهاء؛ وذلك منعاً للتكرار. وسنقوم بإعطاء فهرس كامل يغطي كل الكتب والدوريات وما شاكلها حول الغناء.
القسم الثالث: ببليوغرافيا الغناء
يشتمل هذا القسم على ثلاثة فصول، وهي:
الفصل الأول: الآثار المستقلة.
الفصل الثاني: الآثار غير المستقلة.
الفصل الثالث: الآثار التي تم نشرها.
وفي الفصل الأول نعرض بإجمال جميع الرسائل، أعم من التي لها نسخ أو ليس لها نسخ. ومن خلال هذا القسم سنشخص عدد الرسائل التي كتبت في الغناء، التي ضاعت أو لم نتمكن من الحصول عليها، وما هو عدد الرسائل التي وصلتنا، والتي تم نشرها.
وفي الفصل الثاني سندرج عناوين الدوريات الفقهية التي تشتمل على مباحث في الغناء، ونعرض بالتالي مواقع موضوع الغناء فيها.
وفي الفصل الثالث سنعرف ـ وبشكل مفصَّل ـ بالرسائل والكتب التي كتبها المعاصرون لنا حول الغناء، والتي تم نشرها.
ويلاحظ أننا في الفصل الثالث سنقدم للباحثين وطلبة الفقه مجموعة من الكتب والدوريات التي لم نتعرض لها في الفصلين الأول والثاني، سواء بلحاظ كون هذه الأخيرة تتضمن مطالب أكثر مما عليه الرسائل أو بلحاظ كونها خارجة تخصُّصاً عن المجموعة الأولى والثانية؛ بلحاظ كوننا نقتصر فيها على ما كتبه الفقهاء والمختصين، الذين لا زالوا على قيد الحياة.
القسم الرابع: أحاديث الغناء
ونورد ضمن هذا القسم جميع الأحاديث التي جاءت في الغناء، مع ذكر سندها ومتنها. وهي الأحاديث التي استخرجناها من الرسائل التي كتبت في الغناء، وتم الاستشهاد بها. بالإضافة إلى الأحاديث التي جاءت ضمن المصادر الحديثية، كالكتب الأربعة، والبحار، والوافي، والوسائل، والمستدرك، وكتب أخرى، مرفقةً بجميع التوضيحات اللازمة، مع عرضها في نظم وترتيب خاص؛ وذلك لتسهيل البحث أمام الباحثين والمشتغلين بالأحاديث الفقهية حول الغناء.
ونلفت نظر الفضلاء إلى أن عملنا هذا في تجميع الروايات التي وردت في الغناء، وترتيبها بنفس الشكل الذي ذهبنا إليه، عملٌ جديدٌ في حدّ ذاته، ولم يسبق إليه، وإلا لو وجدناه لكان حسبنا؛ لأننا في عملنا هذا لا نروم التكرار أبداً.
القسم الخامس: أهل السنة والموقف من الغناء
لقد خصَّصنا الأقسام الأربعة السابقة لمدرسة الشيعة، وخصَّصنا هذا القسم لباب الغناء في الفقه السني؛ وذلك لاعتبارات خاصة، أهمها: ما أدلى به السيد البروجردي حين قال: إن الفقه الشيعي يمثّل حاشية على الفقه السني، وإنه ما لم يطّلع الفقيه والمجتهد على الفقه السني فإن عملية استنباط الحكم الشرعي تصبح عملية صعبة، وقد تخطئ في العديد من المواطن؛ لأن العديد من أحاديث أئمتنا المعصومين^ لا تتّضح إلا بالنظر إلى مذهب العامة وكلامهم.
من هنا ارتأينا أن نأتي ضمن هذا الفصل بخلاصات لمباحث الغناء وفق المذهب السني، تشبه ما جئنا به في الأقسام الأربعة، بحيث نطرح نماذج لقسم الرسائل، فنأتي برسالتين في الفقه حول الغناء؛ واحدة تقول بالتحريم؛ وأخرى بالحلية، حتى نتيح للباحث الشيعي الاطلاع على الأسلوب الفقهي السني، وكيفية تناولهم للموضوع من خلال الاستدلال والاستنباط، بالإضافة إلى أن بعض علمائنا قد عمدوا إلى النقل من آثار العامة في استدلالهم على الحكم الشرعي في موضوع الغناء.
كما سنعمل ضمن هذا القسم على درج ببليوغرافيا للرسائل المستقلة حول الغناء، وكذا الدوريات الفقهية.
وفي الختام سنعمد إلى تجميع أحاديثهم في الغناء، ومن ثم درجها بشكل منظم.
وفي ختام هذه الصورة المجملة عن العناوين والمواضيع التي سنعمل عليها ضمن مشروعنا الفقهي هذا لابدّ من التذكير بالأمور التالية:
1ـ إن هدفنا من هذا المشروع الفقهي يكمن في عدة أمور: إحياء الموروث الفقهي، وتعبيد الطريق أمام الباحثين من الطلبة والفقهاء؛ للظفر بالمصادر والاطلاع على طرق استنباط الحكم الشرعي في الغناء، وإبداع أسلوب جديد في إحياء هذا الموروث، وجلب أنظار طلاب العلوم الدينية وعلمائها نحو آثار أسلافنا. من هنا نحن في هذا المشروع العلمي لسنا في صدد طرح الفتوى أو ترجيح أحد الموقفين: الحلية أو الحرمة، على الآخر، بل عملنا هو في كبراه ملتزم بعرض هذا الموروث الفقهي كما هو، وتجميعه، وتصحيحه. وبمعنى آخر: عملنا ينحصر في عد هذا الموروث، وترتيبه بشكل ينسجم ومعطيات الموضوع والحكم الشرعي. وإجمالاً فعملنا يقوم على هدف خدماتي، بحيث نهيئ أرضية الاستنباط للباحث والفقيه، وعموماً فمشروعنا خارج تخصُّصاً عن دائرة القول بالحرمة أو بالحلية.
2ـ نود أن نشير إلى أن عدد الرسائل التي تم طبعها حتى الآن قليل جداً، وأن ما يعادل 90% من العدد الكلي للرسائل لم يتم طبعه، أو أنه تم طبعه طباعة حجرية تكاد لا تخلو من الأخطاء والأغلاط الكثيرة.
3ـ إن العديد من هذه الرسائل ليس له سوى نسخة واحدة، وقد تم تصحيحها، ممّا يعني أن عملنا في التعامل معها يصبح مضاعفاً، بحيث نصحِّح النسخة الأصلية، ونصحِّح ما تم تصحيحه.
4ـ ضمن الكتب الببليوغرافية المهمة، كالذريعة، لم يتم التعريف سوى بثلث مجموع الرسائل التي كتبت في الغناء، وأما الثلثين الآخرين فإننا أجرينا البحث الطويل والتنقيب العميق للحصول عليها، واستخراجها من الكتب المتناثرة بين المكتبات العامة والخاصة على طول مساحة إيران.
5ـ لقد ساهم العديد من زملائنا الأفاضل في عملية التصحيح، والتعريف، وإعداد النسخ والمطبوعات. لكن الجهد الأكبر والمساهمة الكبرى كانت لسماحة الأخ الفاضل محسن صادقي.
ومَنْ يروم المزيد من التوضيحات حول مشروعنا، وطريقة عملنا، فإننا نحيله إلى مقدمة «الموروث الفقهي»، حيث سيجد فيها ما يجيب عن تساؤلاته واستفساراته.
فهرس مشروع جمع الموروث الفقهي حول الغناء والموسيقى
ولمزيد من المعلومات هذا فهرس القسم الأول والثاني من مشروعنا العملي «الموروث الفقهي / الغناء والموسيقى»:
1ـ الرسائل المفردة المستقلّة
1ـ رسالة المحقق السبزواري(1090هـ). 2ـ رسالة الشيخ علي العاملي(1103هـ). 3ـ رسالة الشيخ الحر العاملي(1104هـ). 4ـ رسالة المير لوحي السبزواري(1113هـ). 5ـ رسالة محمد الدارابي(1130هـ). 6ـ رسالة السيد ماجد البحراني(عاش خلال سنة 1152هـ). 7ـ رسالة الملا إسماعيل خواجوئي(1173هـ). 8ـ رسالة السيد حسين القزويني(1208هـ). 9ـ رسالة عبد الصمد الهمداني(1216هـ). 10ـ رسالة الميرزا القمي(1231هـ). 11ـ رسالة محمد رسول كاشاني(1258هـ). 12ـ رسالة محمد جعفر الشهرستاني(1260هـ). 13ـ رسالة آغا محمود كرمانشاهي(1269هـ). 14ـ رسالة السيد محمود الخوانساري(1291هـ). 15ـ رسالة الملا نظر علي الطالقاني(1306هـ). 16ـ رسالة السيد مهدي موسوي الكشميري(1309هـ). 17ـ رسالة الميرزا عبد الغفار تويسركاني(1319هـ). 18ـ رسالة محمد إبراهيم الأنجداني(1320هـ). 19 ـ منظومة الشيخ هادي الطهراني(1321هـ). 20ـ رسالة الشيخ هادي الطهراني(1321هـ). 21ـ رسالة الميرزا حسين سنقري(1322هـ). 22ـ رسالة يوسف الأردبيلي(1339هـ). 23ـ رسالة الملا حبيب الله شريف الكاشاني(1340هـ). 24ـ رسالة السيد مهدي رضوي الكشميري(1346هـ). 25 ـ رسالة محمد الحسيني المرعشي(عاش في سنة 1355هـ). 26ـ رسالة الشيخ محمد رضا النجفي(1362هـ). 27ـ رسالة عرب باغي الأروميي(1369هـ). 28 ـ رسالة الشيخ محمد علي سنقري(1378هـ).
2ـ الأقول المتفرقة
1ـ أقوال الشيخ الصدوق(381هـ). 2 ـ أقوال السيد المرتضى(436هـ). 3ـ أقوال العلامة الحلي(726هـ). 4ـ أقوال المير صدر الدين (الصغير) محمد الدشتكي(عاش في 974هـ). 5ـ أقوال العلامة محمد تقي المجلسي(1070هـ). 6ـ أقوال الملا محمد علي السبزواري(1078هـ). 7ـ أقوال السيد محمد المير لوحي(عاش في 1085هـ). 8ـ أقوال الملا خليل القزويني(1089هـ). 9ـ أقوال المحقق السبزواري(1090هـ). 10ـ أقوال الفيض الكاشاني(1091هـ). 11ـ أقوال الشيخ علي العامي(1103هـ). 12ـ أقوال الشيخ الحر العاملي(1104هـ). 13ـ أقوال العلامة محمد باقر المجلسي(1110هـ). 14ـ أقوال السيد علي خان المدني(1120هـ). 15ـ أقوال عبد الحي الرضوي الكاشاني(عاش في سنة 1152هـ). 16ـ أقوال الملا إسماعيل خواجوئي(1173هـ) 17ـ أقوال حزين اللاهيجي(1180هـ). 18ـ أقوال آغا محمد علي كرمانشاهي(1216هـ). 19ـ أقوال الملا محمد مهدي الإسترآبادي(1259هـ). 20ـ أقوال السيد كاظم الرشتي(1260هـ). 21ـ أقوال حجة الإسلام الشفتي(1260هـ). 22ـ أقوال الملا آغا دربندي(1297هـ). 23ـ أقوال الملا محمد النراقي(1297هـ). 24ـ أقوال الشيخ محمد حسين الإصفهاني(1308هـ). 25ـ أقوال الشيخ زين العابدين المازندارني(1309هـ). 26ـ أقوال الميرزا أبو الفضل الكلانتري الطهراني(1316هـ). 27ـ أقوال السيد عبد الحسين الآري(1342هـ). 28ـ أقوال محمد معصوم الشيرازي(1344هـ). 29ـ أقوال الشيخ الحائري اليزدي(1355هـ). 30ـ أقوال الفاضل كروسي(1365هـ). 31ـ أقوال الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء(1373هـ). 32 ـ أقوال السيد هبة الدين الشهرستاني(1386هـ). 33ـ أقوال العلامة الشعراني(1393هـ). 34ـ أقوال الأستاذ الشهيد مطهري(1399هـ). 35ـ أقوال الأستاذ جلال الدين الهمائي(1400هـ). 36ـ أقوال الشيخ محمد رضا الطبسي(1405هـ). 37ـ أقوال الامام الخميني(1409هـ). 38ـ أقوال السيد الخوئي(1413هـ). 39ـ أقوال السيد الكلبايكاني(1414هـ). 40ـ أقوال الشيخ الأراكي(1415هـ).
وكما أشرنا في مقدمة الموضوع فإن باب الغناء هو أوّل موضوع أخذناه في إطار التجميع والبحث ضمن «طرح الموروث الفقهي الكبير». وقد نظمناه في خمسة أقسام، بلغت ما مجموعه ألفا صفحة. وإن المواضيع التي سوف نختارها ستكون على نفس الطراز المتبع في موضوع الغناء، مع الإشارة إلى تنوع المواضيع ضمن هذا الموروث، مما يجعل البحث فيها شيِّقاً وذا فائدة كبيرة.
فهرس مشروع التراث الفقهي العام
1ـ الغناء، الموسيقى. 2ـ ولاية الفقيه. 3 ـ ولاية الأب والجد. 4 ـ الربا. 5ـ الارتداد. 6ـ القضاء. 7ـ الحدود، القصاص، الديات، التعزير، التبعيد، الحبس. 8ـ الحقّ والحكم. 9ـ العدالة (المعتبرة في القاضي والمفتي والحاكم و…). 10ـ الأموال، الدرهم والدينار. 11ـ الأرض (أراضي الخراج و…). 12ـ الضرائب. 13ـ الخمس. 14ـ الزكاة. 15ـ أهل الكتاب (ذبائحهم، نكاحهم، طعامهم). 16ـ البلوغ (البنت والولد). 17ـ تقليد الأعلم. 18ـ تقليد الميت. 19ـ الوقت. 20ـ القبلة. 21ـ التقية. 22ـ الضرر والعسر والحرج. 23ـ قاعدة لا تعاد. 24ـ قاعدة اليد. 25ـ اللباس المشكوك فيه. 26ـ النية. 27ـ الكفارات. 28ـ أخذ الأجرة على الواجبات. 29ـ صلاة الجمعة. 30ـ صلاة المسافر. 31ـ الموسع والمضيق. 32ـ مناسك الحج. 33ـ الارث. 34ـ إرث المرأة. 35ـ الحبوة. 36ـ المتعة. 37ـ منجِّزات المريض (في مقابل المعذرات). 38ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 39ـ الوقف. 40ـ العقود والإيقاعات.
________________________
(*) باحث وأستاذ في الحوزة العلمية، من أبرز المختصّين بالتراث الديني، له كتابات وتحقيقات عدّة، من إيران.