د. الشيخ رسول رضوي(*)
الشيخ أحمد جمشيديان(**)
المقدّمة
إن من بين المعتقدات المشتركة بين الأديان الإلهية الاعتقاد بوجود منقذٍ يظهر في آخر الزمان؛ ليقضي على جميع المفاسد والسيئات، ويحوّلها إلى خيرات وحسنات، وأنه سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً. ويُسمّى هذا المنقذ في الديانة الزرادشتية والزرادشتيين الإيرانيين بـ «سوشيانت»، واسمه في الدين الإسلامي والتشيّع هو «المهديّ#».
وحيث تمّ العثور على هذه المقولة في المصادر الإيرانية الزرادشتية ـ التي هي من الناحية التاريخية بحَسَب الظاهر أقدم من المصادر الإسلامية ـ، وهناك من ناحيةٍ أخرى تناغمٌ وتشابه وتوافق كبير بين هاتين المقولتين في المصادر الإيرانية والإسلامية، من قبيل: الانتساب إلى النبيّ، والحفاظ على المنقذ، وإخفاء الحمل بكلا المنقذين، والظهور في النقطة المركزية، والممهّدين للظهور، وأنصار كلا المنقذين، وإقامة الحكومة العالمية، وما إلى ذلك من الأمور المشتركة الأخرى، ذهب بعض المستشرقين إلى الادّعاء بأن الاعتقاد بـ «المهديّ» بين المسلمين، ولا سيَّما الشيعة، هو ادعاءٌ مقتبس من الاعتقاد بـ «سوشيانت» السائد بين الإيرانيين القدامى، والذي تكامل لاحقاً. بل إن هؤلاء المستشرقين لا يكتفون بالقول بتأثير المهدوية بالسوشيانتية فحَسْب، بل قالوا: إن اعتقاد الديانة اليهودية والمسيحية بظهور المنجي متأثِّرٌ بدَوْره بتلك العقيدة أيضاً، وقالوا بأن هذه العقيدة قد تبلورت في المرحلة الأولى في الديانة الإيرانية القديمة، وإن الإيرانيين الأقدمين قاموا بنشرها بين اليهود، ثم نقلوها إلى المسيحيين والمسلمين.
ونرى اجترار هذه الدعوى بين الكثير من المستشرقين وأذنابهم، من أمثال: شائل شاخت، وجيمز دارمستيتر، وإجناتس جولدسيهر، وأحمد كسروي، وأحمد أمين المصري، وآخرين. وعلى سبيل المثال نشير في ما يلي إلى جانب من هذه المدّعيات:
أـ لقد دفع شغف المستشرق الفرنسي «جيمز دارمستيتر»([1]) بالأساطير الإيرانية القديمة إلى السعي ـ في تحليله لمفهوم المهدوية ـ لإيجاد صلة بين المهدوية والسوشيانتية، وأصرّ على تأثُّر العرب والمسلمين في الاعتقاد بالمهديّ بسوشيانت الإيراني، وقال في ذلك: «نعلم كيف أقام محمد شريعته… عندما ظهر كانت الجزيرة العربية تشهد، بالإضافة إلى الوثنية الوطنية العريقة، حضورَ ثلاث ديانات أجنبية، وهي: الديانية اليهودية، والديانة الثانية هي الديانة المسيحية، والديانة الثالثة والأخيرة هي الزرادشتية، أي الديانة التي كانت سائدةً في إيران قبل نهضة العرب… وفي الديانة الإسلامية نرى آثاراً لأصول الديانة اليهودية والمسيحية وأساطير الشعوب المذكورة. والشيء المشترك الذي نجده بين هذه الديانات الثلاث عبارة عن الاعتقاد بكائن خارق للطبيعة، يجب أن يظهر في آخر الزمان؛ ليعيد النظم والعدل السليب إلى العالم، ويمهّد لتحقيق الخلود والسعادة الأبدية»([2]).
وهو لا يبدي هذا الإصرار في الاعتقاد بالمهديّ فقط، بل يرى في عقيدة جميع الأديان، من قبيل: اليهودية والمسيحية والإسلام، في ما يتعلّق بسيطرة الشرور والقوى الشيطانية على الأرض قبيل الظهور تأثُّراً بعقيدة «أهريمن» (إله الشرّ) في عقيدة الإيرانيين القدامى. وقال في هذا الشأن: «طبقاً لتعاليم هذه الديانات الثلاث يجب أن يرزح العالم قبل ظهور المنقذ تحت سلطان قوّةٍ شريرة. وقد طبّق اليهود هذه القوّة الشريرة على مصداق هجوم يأجوج ومأجوج؛ وطبّقه المسيحيون على التنّين أو الحيوان الذي سمّوه بـ (آبوكاليبس)؛ ويرى المسلمون مصداقه في نبيٍّ كاذب أو نبيّ شيطاني يعرف بـ «الدجّال»، ويعرفه الإيرانيون بـ «الأفعى الضاحكة»، التي ترمز إلى الشرّ وأصل السيئات([3]). وفي الحقيقة فإن الإيرانيين الزرادشتيين الذين كانوا يعتقدون بحتمية ظهور المنقذ «سوشيانت» من سلالة النبيّ الإيراني، الذي هو زرادشت، (بعد دخول الإسلام إلى مناطقهم) لم يقوموا سوى بتغيير الأعلام والأسماء، لا أكثر»([4]).
ب ـ كما ذهب المستشرق اليهودي «إجناتس جولدسيهر» ـ مثل دارمستيتر ـ إلى الاعتقاد بأن المهدوية بين المسلمين ـ ولا سيَّما الشيعة منهم ـ مأخوذةٌ من الأديان السابقة، ولا سيَّما الزرادشتية والديانة الإيرانية القديمة. وقال في هذا الشأن: «إن الاعتقاد بمفهوم المهدوية يعود بجذوره إلى عناصر يهودية ومسيحية، ويمكن العثور فيه على بعض خصائص سوشيانت، الذي يعتقد به الزرادشتيون»([5]).
ج ـ كما سعى أحمد كسروي إلى إضفاء مسحة تاريخية على مفهوم المهدوية. وقال في هذا الشأن: «بعد أن دخل العرب إلى إيران قام العلماء الإيرانيون بتعريب أكثر الكتب الدينية البهلوية، ونقل أكثر الكتب الحماسية من اللغة الفارسية إلى العربية، وأخذوا يقرأون مضامينها في مجالسهم ومحافلهم على العرب الوافدين حديثاً، حتّى ترسّخ مفهوم الموعود في أذهانهم بالتدريج، وعاد من الصعب استئصاله من عقولهم؛ ليغدو لاحقاً جزءاً من عقائدهم الدينية، وبلغ غاية كماله في التشيُّع، وتمّ تطبيقه على المعتقدات القديمة»([6]).
كما أنه يذهب إلى الاعتقاد بأن القرآن الكريم لا يحتوي على أيّ تصريح أو تلميح حول الموعود، ويقول بأن هذه العقيدة أصبحت لاحقاً جزءاً من عقائد الشيعة. ثم أصرّ بعد ذلك على القول بأن الاعتقاد بالمهدوية والقول بالمنقذ في سائر الأديان الأخرى مجرّد أسطورة، وادّعى بأن الإيرانيين هم الذين روَّجوا للمهدوية بين المسلمين([7]).
هذه عيِّنات من المدَّعيات المطروحة بشأن تأثُّر العقيدة المهدوية بسوشيانت. ولكننا للأسف الشديد لم نعثر على نقد ومناقشة هذه المدَّعيات بشكلٍ مناسب.
وسوف نعمل في هذه المقالة على نقد هذا الادّعاء، وإثبات أصالة وسماوية الاعتقاد بالمهدوية. وفي هذا السياق سنعمل أوّلاً على بيان بعض النقاط حول هاتين العقيدتين، مع بيان أوجه الشبه الموجودة بينهما في المصادر الإيرانية والإسلامية التي أدَّت إلى ظهور هذا الادّعاء، لنشير بعد ذلك إلى الاختلافات الماهوية بين هاتين العقيدتين. وفي نهاية المطاف ستكون لنا جولةٌ بين المصادر والوقوف على مدى اعتبار المكتوبات الإيرانية الزرادشتية، مع تقديم بعض الشواهد والقرائن الدالّة على تحريف وتأثُّر هذه المصادر بالنصوص الإسلامية في السنوات التي أعقبت فتح إيران وسيطرة الإسلام الكاملة على المجتمعات الإيرانية، لندّعي أن هذا التشابه لم يكن بداعي تأثُّر المهدوية بالسوشيانتية، بل هو ناشئٌ من مسارٍ معكوس، حيث نجد تأثيراً للمعتقدات الإسلامية في المعتقدات الزرادشتية.
سوشيانت في المصادر الزرادشتية
إن المنقذ الذي تمّ التعبير عنه في الدين الزرادشتي في النصوص الإيرانية القديمة بـ «سوشيانت»([8]) مأخوذٌ من «سو» بمعنى الربح والمنفعة([9]). نجد استعمال هذه المفردة في النصوص الإيرانية ـ الزرادشتية في مفهومين، وهما: المفهوم العامّ، بمعنى «مطلق المنفعة»؛ والمفهوم الخاصّ، بمعنى «المنجي الموعود». وعلى هذا الأساس لا يمكن حمل هذه الكلمة حيثما وردت في المصادر الزرادشتية على معناها الخاصّ، الذي هو المنجي والموعود بالمطلق، بل استعملت كلمة «سوشيانت» في المصادر الزرادشتية ـ وكذلك في مصادرها المتأخّرة ـ في معانٍ مختلفة، الأمر الذي يحتاج إلى تحقيق في هذا الشأن([10]).
يجب تتبُّع جذور الاعتقاد بسوشيانت في المصادر الزرادشتية قبل كلّ شيء في «الأفستا»، وبعد ذلك في الرسائل الدينية لمزديسنا أو الزرادشتية([11]). يعمد المختصون والخبراء بكتاب الأفستا إلى تقسيم الكتاب المقدّس للزرادشتيين إلى قسمين، وهما: الأفستا القديمة؛ والأفستا الجديدة. والأفستا القديمة ـ التي تشكّل جزءاً صغيراً من الأفستا الراهنة ـ تحمل اسم «الأناشيد»([12]). وفي هذا القسم من الأفستا المعروف أنه من أناشيد زرادشت لا نجد أثراً لسوشيانت بمعناه الخاصّ([13]). بل إن زرادشت قد استعمل كلمة سوشيانت كتسمية له وللذين سيأتون بعده بشكلٍ عامّ وغير خاصّ، بمعنى مطلق النافع والمفيد([14]). وعلى هذا الأساس، وبالالتفات إلى أسلوب واستعمال مصطلح سوشيانت في الأناشيد، يمكن الادّعاء بأن مفهوم الموعود لم يكن من المعطيات الإبداعية لرسالة زرادشت([15]).
كما وردت هذه المفردة في سائر أقسام الأفستا (الأفستا الجديدة) في الغالب بصيغة الجمع، والمراد منه هو المفهوم العام، أي القادة الذي يعملون لمصلحة عامة الناس وإيصال النفع لهم([16]). ومع ذلك علينا أن نرى ما هي الموارد التي تشير في هذا القسم إلى سوشيانت بمعناه الخاصّ.
وفي تقسيمات الـ (يشت)([17]) من أجزاء فروردين يشت([18])، وزامياد يشت([19])، ورد الحديث عن الموعودين من المزدانيين والسوشيانت. وفي هذه المصادر رغم عدم وجود إشارة صريحة بشأن أحداث وجزئيات ظهور هؤلاء المنقذين، ولكنْ هناك ربطٌ واضح لمصير هؤلاء المصلحين بآخر الزمان، بحيث يمكن لنا أن نستفيد منها معنى ومفهوم المنجي والمنقذ([20]).
يشتمل الكتاب السابع من الـ (دينكرت)([21]) على بيان السيرة الذاتية لزرادشت، ثمّ الأحداث التي وقعت بعده وأبنائه وذرّيته إلى نهاية العالم([22]). وكذلك في قسم الـ (بندهشن)([23]) لا يوجد هناك أيّ إشارة سوى إلى موت الضحاك([24]) قبل ظهور سوشيانت([25])، وكذلك هناك حول مسألة المنقذ نظريات شبيهة بالنظريات الشيعية، في حين لا نرى هذه الموارد في الأفستا([26]). وفي قسم الفنديداد([27]) يتمّ التعريف بـ (سوشيانت) بوصفه المخلوق الأخير، وأن خالقه هو أهورامزدا، كما تمّت الإشارة إلى مسقط رأسه في «كيانسه» (نهر هامون)، مع التعرُّض إلى جدال زرادشت مع أهريمن([28]).
خلافاً لـ «الأفستا» تمّ طرح مفهوم الموعود في النصوص المتأخّرة، مثل: الـ «رندوهومن يسن»([29]) والـ «جاماسب نامه»([30]) وغيرهما([31]) على نحوٍ واسع للغاية، مع إضافة بعض الأغصان والأوراق عليها. كما نلاحظ هذا الأمر في سائر الكتب والنصوص الزرادشتية بشكلٍ وآخر، ومن هنا ندرك أن الاعتقاد بسوشيانت لا يمكن نسبته إلى زرادشت، وإنما هو من التعاليم التي ظهرت في النصوص والمصادر الزرادشتية المتأخّرة.
المهديّ في المصادر الإسلامية
إن المهديّ من أشهر ألقاب الإمام الثاني عشر عند الشيعة، وهو من ولد خاتم الأنبياء، واسمه هو اسم رسول الله (محمد)، والذي يُجمع المسلمون قاطبةً على أنه المنقذ والمنجي والموعود الذي سيظهر في آخر الزمان([32]). وبحَسَب معتقد الشيعة ولد سنة 255هـ، في سامراء، للإمام الحسن بن عليّ العسكري×، من نسل الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب×، وأمّه أمّ ولد رومية، اسمها «نرجس خاتون، وسوسن، وصيقل»([33]). وطبقاً للمعتقدات الشيعية بدأت إمامة هذا الإمام وهو في سنّ الخامسة، عند رحيل والده إلى الرفيق الأعلى، سنة 260هـ، ومنذ ذلك الحين دخل في غيبةٍ؛ ليكون في مأمنٍ من كيد الأعداء. وحافظ على اتصاله بالناس عبر أربعة وكلاء على مدى سبعين سنة، عُرفت باسم الغيبة الصغرى. وبعدها شاءت إرادة الله أن يدخل في مرحلة الغيبة الكبرى، حيث تنزّل فيها ارتباطه بالناس إلى أدنى مستوياته، وسيبقى غائباً حتّى يأذن له الله، ويعدّ له أسباب ومقدّمات ظهوره، حيث ستنعم أبصار العالمين بنور النظر إلى طلعته البهية([34]). إن مفردة «المهديّ» وإنْ لم ترِدْ في القرآن الكريم بشكلٍ صريح، بَيْدَ أن هناك العديد من الآيات([35]) التي تشير إلى مفهوم الإمام المهديّ# كنايةً وتأويلاً في روايات الشيعة وأهل السنّة. وعلى سبيل المثال يمكن الإشارة من بينها إلى قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص: 5).
قال الإمام عليّ× في نهج البلاغة، في تفسير هذه الآية: «لتعطفنَّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها… ثمّ تلا قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ﴾»([36]).
وقال ابن أبي الحديد المعتزلي ـ وهو من علماء أهل السنّة ـ في تفسير هذه الآية: «أصحابنا يقولون: إنه وعد بإمامٍ يملك الأرض، ويستولي على الممالك»([37]).
كما يمكن ملاحظة هذه المسألة في روايات كثيرة منقولة في مصادر الفريقين من الشيعة والسنّة، إلى الحدّ الذي قال معه الشيعة، وكذلك بعض علماء أهل السنّة، بتواتر الروايات الخاصة بموضوع الإمام المهديّ([38]). وإن هذه الروايات من الشيوع والانتشار والاشتهار بحيث قام الكثير من علماء الفريقين بتأليف كتبٍ خاصّة في هذا الموضوع والروايات الخاصة بالمهديّ#([39]).
ومن المناسب هنا أن نذكر؛ تيمُّناً وتبرُّكاً، حديثاً واحداً من بين أحاديث كثيرة وردت حول المهديّ الموعود# من قبل الفريقين، وهو الحديث الذي نقله أمير المؤمنين× عن النبيّ الأكرم| أنه قال: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّي، أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وعَدْلاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً»([40]).
مواطن الاشتراك بين المهدي وسوشيانت
من خلال البحث والتحقيق في المصادر الإسلامية والإيرانية الزرادشتية يمكن العثور على الكثير من المشتركات بين هذين المفهومين. وإن هذه المشتركات من القرب من بعضها والتشابه فيما بينها بحيث تدفع للوهلة الأولى بكلّ قارئٍ إلى القول بأن المفهوم الثاني والمتأخّر متأثّر حتماً بالمفهوم الأول والمتقدّم. وكان هذا الأمر في الحقيقة هو الذي ضلَّل بعض المستشرقين وأذنابهم، حيث قالوا بتأثُّر المهدوية بالسوشيانتية.
وفي ما يلي نشير باختصارٍ إلى بعض المشتركات بين هذين المفهومين:
1ـ الموعود([41]).
2ـ انتساب كلا الموعودين إلى نبيّ دينه([42]).
3ـ اختفاء الحمل بكلا الموعودين([43]).
4ـ الحفاظ على كلا المنقذين([44]).
5ـ ظهور كائنات شيطانية قبل الظهور([45]).
6ـ شمولية الظلم والجور للأرض قبل الظهور([46]).
7ـ الظهور في الجزء المركزي من الأرض([47]).
8ـ الممهّدون للظهور([48]).
9ـ أنصار الموعودين([49]).
10ـ إقامة الحكومة العالمية([50]).
11ـ القضاء على الشيطان والأهريمن عند الظهور([51]).
12ـ نتائج الظهور([52]).
وبطبيعة الحال هناك موارد أخرى لأوجه الشبه بين هاتين العقيدتين، ولكننا أعرضنا عن ذكرها؛ رعايةً للاختصار.
نقد دعوى تأثُّر الاعتقاد بالمهديّ# بعقيدة سوشيانت
هناك انتقاداتٌ جادّة واردة على دعوى تأثُّر المعتقدات الإسلامية بمعتقدات الأديان السابقة، ولا سيَّما الزرادشتية منها. وإن دراستها بأجمعها تحتاج إلى مساحة أوسع، ولذلك سنكتفي هنا بالإشارة إلى جانب من هذه الانتقادات.
1ـ وجود نقاط الالتقاء والتشابه بين تعاليم الأديان، وعدم دلالة ذلك على تأثُّر المتأخِّر بالمتقدِّم منها
لا بُدَّ من الالتفات إلى أن مجرّد وجود التشابه الظاهري بين المعتقدات الموجودة في الأديان المتنوّعة لا ينهض دليلاً على مدّعى المستشرقين القائل بتأثُّر عقيدةٍ بعقيدة متقدّمة عليها، وذلك للأسباب التالية:
أـ التفاوت السنخي (الماهوي)
إن المسألة الأولى التي كان يجب التركيز عليها في ما يتعلّق بموارد التشابه القائم بين الأديان هي أن هذه الأوجه من الشبه في الكثير من الموارد لا تعني مجرّد تشابه ظاهري. وفي الحقيقة فإن بين هذه المعتقدات المشتركة في ظاهرها تفاوتاً سنخيّاً وماهويّاً. ففي ما يتعلّق بسوشيانت في المعتقدات الإيرانية ـ الزرادشتية والمهديّ في العقيدة الإسلامية الشيعية ليس هناك سوى تشابه في بعض الجزئيات فقط. وفي الحقيقة هناك الكثير من الاختلافات الأساسية، ويمكن لنا أن نشير من بينها إلى الموارد التالية:
1ـ إن الاعتقاد بالمهديّ الموعود من قِبَل الشيعة لا يحتوي على مجرّد مفهوم الإنقاذ في نهاية العالم فقط، بل يرى الشيعة للمهديّ وظائف ومهامّاً متعدّدة أخرى، ليس إنقاذ العالم سوى واحدٍ منها. وفي الحقيقة فإن أهمّ ما يعتقده الشيعة في مسألة الإمام المهديّ هو أن الله سبحانه وتعالى لا يُخْلي الأرض من «الحجّة»([53])، وأن وظيفة الحجّة هي الهداية والقيادة وتوفير الأمن للأرض، كما أنه واسطةُ الفيض وما إلى ذلك. وطبقاً لهذا المبنى يذهب الشيعة إلى الاعتقاد بأن الإمام المهديّ مولودٌ، وأنه حيٌّ يمارس جميع وظائفه ومهامّه، ويتواجد بين الناس، ولكنْ بحيث لا يعرفه أحدٌ([54]). في حين أن الزرادشتيين لا يرَوْن مثل هذه الشؤون لسوشيانت؛ فالزرادشتية لا ترى لسوشيانت من دَوْرٍ سوى الإنقاذ في آخر الزمان، وإذا كان له من دَوْرٍ في الهداية فإن هذه الهداية بدورها ستنحصر في تلك الفترة من ظهوره في آخر الزمان فقط. ولذلك نجدهم يقولون بولادته في آخر الزمان؛ ليخلِّص الناس من الظلم في تلك الحقبة. وفي الحقيقة لو أننا دقّقنا النظر سنجد العقيدة السوشيانتية أقرب شَبَهاً إلى اعتقاد مشهور أهل السنّة بشأن الإمام المهديّ منها إلى عقيدة الشيعة، ومن هنا فإن الإشكال الذي أورده بعض المتعصّبين من أهل السنّة، من أمثال: ابن حزم الأندلسي([55])، وأحمد أمين المصري([56])، تَبَعاً للمستشرقين، على العقيدة الشيعية بالإمام المهديّ لن يكون له محلّ من الإعراب.
2ـ إن الإيرانيين والزرادشتيين يعتقدون بوجود ثلاثة منقذين([57])، وهم:
أـ «هوشيدر»، بمعنى المنمّي والمشرِّع للقوانين، والذي يظهر في نهاية الألفية الأولى من المرحلة الرابعة.
ب ـ «هوشيدرماه»، بمعنى مشرِّع الصلاة والدعاء، والذي يظهر في نهاية الألفية الثانية من المرحلة الرابعة.
ج ـ «استوت ارت» أو «سوشيانت»، بمعنى النافع، الذي سيظهر في نهاية الألفية الثالثة من تلك المرحلة. وبمجيئه وظهوره سوف يتجدّد العالم، وتقوم القيامة، ويخرج الأموات من الأجداث، وتبعث فيهم الحياة من جديدٍ، ويحصل الأحياء على الخلود([58]).
في حين أن الشيعة لا يقولون إلاّ بوجود منقذٍ واحد، وأن ظهوره لا يعني نهاية العالم وقيام القيامة.
ب ـ وحدة منشأ الأديان الإلهية، ومقتضى اشتراك المعتقدات
وعلى فرض اعتبار هذه المعتقدات مشتركة فيما بينها في المفهوم والماهية، والقول بأنها مشتركة بأجمعها في أصل المنقذ، وإن مكمن اختلافها إنما هو في الجزئيات والتفاصيل فقط، إلاّ أن هذا مع ذلك لا يشكِّل دليلاً على عدم أصالة العقائد المتأخّرة؛ إذ إن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار في تتبُّع جذور الأديان الإلهية (إذا اعتبرنا الديانة الزرادشتية ديناً إلهياً) هو أنه لا يجب النظر إلى الدين من الزاوية التاريخية المجرّدة، كما يفعل علماء الاجتماع العلمانيين، الذين يرَوْن في الدين نتاجاً للعوامل والمؤثِّرات الأرضية، من قبيل: الثقافة، والظروف البيئية، وما إلى ذلك، ويعتبرون الدين بذلك ظاهرةً أرضية، بل يجب أن نعتبر للدين ماهية سماوية، وننظر إليه بوصفه ظاهرة وحيانية وغير مادية. وبهذا التحليل من الطبيعي أن تبدو لنا الكثير من المسائل والمعتقدات المتشابهة فيما بينها.
إن الغفلة عن هذه الحقيقة، والنظر إلى الأديان برؤية تاريخية وظاهراتية بَحْتة، هو الذي دفع بالكثير من المستشرقين إلى طرح نظرية تأثُّر الأديان ببعضها. وإن من بين الأسباب الهامّة في الغفلة عن مسألة وحيانية وسماوية الكثير من هذه المعتقدات هو ظهور المدَّعين للمهدوية. ومن بين هؤلاء: «محمد أحمد السوداني»، الذي أدّى بالمستشرق المعروف «دارمستيتر» إلى الوقوع في الخطأ في هذا الشأن، وطرح مثل هذه النظرية([59]). وبنظرةٍ عابرة إلى كتاب دارمستيتر ندرك أنه لفهم ادّعاء المهدوية من قِبَل محمد أحمد السوداني قد تعرَّض لتاريخ ظهور المهدوية في صدر الإسلام، ثم أشار إلى الفِرَق والأشخاص الذين ادّعوا المهدوية، واختار في هذا المسار المنهج الفينومينولوجي التاريخي.
إنه في هذا المنهج؛ بالالتفات إلى تعلُّقه وشغفه الخاصّ بالأساطير الإيرانية، عمل على إيجاد صلةٍ بين العقائد الموجودة في الأديان الإبراهيمية؛ كي يقدِّم تحليلاً أرضياً للأديان اليهودية والمسيحية والإسلام([60]).
وعلى هذا الأساس إذا أردنا أن نسلك ذات الطريق الذي سلكه المستشرقون في نظرتهم إلى الأديان وتعاليمها من الزاوية التاريخية فإننا سنضلّ الطريق، ولن نهتدي إلى شيءٍ. ومن هنا نجد القرآن الكريم يشير صراحةً إلى هذا التشابه بين الأديان وتعاليم الأنبياء والنبيّ الأكرم|، معتبراً ذلك أمراً طبيعياً، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ﴾ (آل عمران: 3).
وعلى هذا الأساس لو أردنا أن نعتبر المشتركات بين الأديان دليلاً على تأثُّر الأديان المتأخّرة بالأديان المتقدّمة فإن هذا الإشكال سيَرِدُ على جميع الأديان المتأخّرة وتعاليمها، من قبيل: الإيمان بالله والتوحيد، والنبوّة العامة([61])، والمعراج([62])، والمعاد والقيامة([63])، والبرزخ([64])، والصراط([65])، والجنّة والنار وتفاصيلهما([66])، والاعتقاد بالكائنات المجرّدة، مثل: الملائكة وأمثالهم([67])، والمسائل الفرعية (الأحكام) والأخلاق([68])، والاعتقاد بوجود المنقذ([69])، وما إلى ذلك.
2ـ الشواهد التاريخية على أصالة الاعتقاد بالمهديّ الموعود عند الشيعة والمسلمين
إن شبهة تأثُّر العقيدة المهدوية بالعقيدة الإيرانية السوشيانتية إنما تكون قابلة للاعتبار إذا تمّ العثور على هذه العقيدة في القرون الإسلامية المتأخّرة، وبعد اتصال المسلمين بالإيرانيين، في حين هناك الكثير من الشواهد والقرائن الدالّة على أن الاعتقاد بالإمام المهديّ الموعود كان سائداً بين المسلمين قبل مرحلة الفتوح وارتباطهم بالإيرانيين:
أـ توفُّر الاعتقاد بالمنقذ الموعود في الآيات المكّية
إن من بين الشواهد الهامّة التي يمكن إقامتها لإثبات أصالة العقيدة المهدوية في الإسلام وجود هذه العقيدة في آيات القرآن، ولا سيَّما المكّية منها. وبالالتفات إلى هذه الآيات يتمّ دحض جميع احتمالات تأثُّر المعتقدات الشيعية، ولا سيَّما التأثُّر بسلمان الفارسي الذي التحق بالنبيّ الأكرم| في المدينة المنوّرة. ومن باب المثال: يمكن الإشارة إلى أهمّ وأشهر آية بشأن المهديّ الموعود#، أي الآيات الأولى من سورة القصص، وهي من الآيات المكّية([70])، إذ يقول تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ (القصص: 5 ـ 6).
هناك إشارةٌ في تفسير البرهان ـ على هامش تفسير هذه الآية ـ إلى حديثٍ مأثور عن الإمامين الصادقين’، يقول: «إن فرعون وهامان هنا هما شخصان من جبابرة قريش، يحييهما الله تعالى عند قيام القائم من آل محمد| في آخر الزمان، فينتقم منهما بما أسلفا»([71]).
ب ـ الأحاديث الكثيرة والمتواترة عن رسول الله| حول المهديّ#
إن من بين القرائن الأخرى التي يمكن من خلالها الوقوف على أصالة العقيدة المهدوية في الإسلام الروايات الكثيرة التي يرويها الشيعة والسنّة عن رسول الله| في هذا الشأن، وهي من الكثرة والتنوُّع بحيث لا تقتصر روايتها على الشيعة فحَسْب، بل هناك الكثير من علماء أهل السنّة الذين قالوا بتواترها([72]).
ج ـ روايات الإمام المهديّ في الكتب المدوّنة في صدر الإسلام
إن من بين الكتب القديمة والمعتبرة جدّاً بين الشيعة كتاب سُلَيْم بن قيس الهلالي(76هـ). وفي هذا الكتاب ـ الذي يمكن اعتباره من أوّل المؤلَّفات الروائية لدى الشيعة ـ هناك العديد من الروايات بشأن الإمام المهديّ الموعود#، والتي يمكن العثور على بعضها، مع اختلافٍ يسير، في التراث الروائي لدى أهل السنّة أيضاً. ومن باب المثال: يمكن الإشارة إلى الحديث الأوّل من هذا الكتاب، وهو الحديث القائل: «قال رسول الله|: … منّا ـ والذي نفسي بيده ـ مهديُّ هذه الأمة، الذي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً»([73]).
د ـ شهادة بعض الصحابة
ومن بين الشواهد والقرائن الدالّة على رسوخ هذه العقيدة بين المسلمين في صدر الإسلام المؤامرة التي قادها معاوية من أجل القضاء على العقيدة المهدوية بين المسلمين، وإطفاء جَذْوة الأمل في أفئدة الشيعة، وإبعاد أهل البيت^ عن الخلافة. ومن ذلك أنه وجّه الخطاب إلى جماعة من بني هاشم قائلاً: «زعمتم أنّ لكم ملكاً هاشميّاً، ومهديّاً قائماً، والمهديّ عيسى بن مريم، وهذا الأمر في أيدينا حتّى نسلِّمه له».
وقال ابن عباس ـ وهو من كبار أصحاب النبيّ الأكرم| ـ في جواب معاوية، حيث كان من الحاضرين: «اسمع يا معاوية، أمّا قولك: إنّا زعمنا أنّ لنا ملكاً مهديّاً فالزعم في كتاب الله شكٌّ، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَزَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ﴾ (التغابن: 8). أمّا قولك: إنّ لنا ملكاً هاشميّاً، ومهديّاً قائماً، فكلٌّ يشهد أنّ لنا ملكاً ومهديّاً قائماً، لو لم يبْقَ من الدنيا إلاّ يومٌ واحد لملّكه الله فيه، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً. أمّا قولك: إن المهديّ عيسى بن مريم فإنّما ينزل عيسى لقتال الدجّال، والمهديّ رجلٌ منّا أهل البيت، يصلّي عيسى خلفه»([74]).
3ـ احتمال تأثُّر المعتقدات الزرادشتية المتأخّرة بالمعتقدات الإسلامية
إن الكثير من الذين يدّعون أن الإمامية مَدينون في معتقداتهم لمعتقدات إيران القديمة يستندون في كلامهم هذا إلى التشابهات الموجودة بين هاتين العقيدتين في الكتب المقدّسة لدى كلا الفريقين. في حين أنه حتّى لو افترضنا وجود الاتحاد المفهومي والماهوي بين هذه المعتقدات، ونظرنا إلى هذه المسألة بالمنظار التاريخي فقط، مع ذلك نقول: لا يوجد هناك أيّ شاهدٍ قطعي من التاريخ يُثبت أن المعتقدات الشيعية ـ ولا سيَّما الاعتقاد بالمهديّ الموعود ـ كانت هي المتأثِّرة في البين؛ إذ بالنظر إلى تأخُّر بعض المصادر الزرادشتية قد ندّعي العكس، والقول: إننا وإنْ ارتضينا وجود المشتركات الاعتقادية بين الأديان السماوية، ونؤمن بأن أصل الاعتقاد بالمنقذ له جذور سماوية، ولكنْ يمكن إقامة شواهد وقرائن على أن الكثير من المشتركات الموجودة في جزئيات وخصوصيات هذه العقيدة في الديانتين لها جذورٌ في المعتقدات، ونقيم على هذا المدّعى الأدلة التالية:
أـ عدم اعتبار المصادر الإيرانية الزرادشتية، وتغيير بعضها بعد دخول الإسلام إلى إيران
في ما يتعلّق بمسألة اعتبار النصوص والكتب الزرادشتية يمكن القول: إن الأغلبية الساحقة من المستشرقين يذهبون إلى القول بعدم اعتبار النصوص الزرادشتية الراهنة. وعلى حدّ تعبير السيدة (ماري بويس)، المستشرقة المختصة في الشأن الإيراني في كتابها (تاريخ كيش زرتشت)([75]): «إن هذا الدين يعيش فقراً من حيث المصادر والوثائق»([76]).
ولإيضاح هذه المسألة يجب القول: إن المختصين في كتاب الأفستا يعمدون إلى تقسيم الأفستا الموجود حالياً إلى قسمين: الأفستا القديم، المعروف بـ (الجاتها)؛ والأفستا الجديد([77]). وإن الأفستا القديم، الذي يُعَدّ من أكثر أقسام الأفستا اعتباراً عند الزرادشتيين، يعترف الكثير من اللغويين بأنه يحتوي على خطٍّ بائد وغير مفهوم([78]). وقال المستشرق السويسري (فيدن غرين)، بشأن عدم إمكانية فهم (الجاتها): «يتعذَّر علينا فهم الجاتها على نحو القطع واليقين»([79]).
وفي هذا الشأن قال (أورسي زينر)، في كتابه (طلوع وغروب زرتشتي گري)([80]): «إن الأفستا يشغل حيّزاً صغيراً، نضطرّ معه على الدوام إلى توظيف الحدس والظنون… وإن هذا الشك والتردد حول مفهوم أحد النصوص غالباً ما يقع في قسم الجاتها»([81]).
كما يؤكّد الأستاذ (پور داوود) في هذا الشأن قائلاً: «إن اللغة المنطوقة للجاتها، بل وحتّى المكتوبة، قد بادت منذ أكثر من ألفَيْ سنة، وهذا يعني أن الزرادشتيين لم يكونوا يفهمون معاني عبارات الجاتها، وكانت عبارات الجاتها تبدو غريبة على الأذهان وغير مألوفة. ومن هنا يمكن لنا أن نستنتج أن أذهان الناس ورجال الدين الزرادشتيين لم تكن تستطيع حفظ الجاتها بشكلٍ صحيح»([82]).
وعليه، بعد اعتراف الكثير من المستشرقين والمحقّقين المختصين في إيران القديمة بأن هذا القسم من الأفستا لم يكن مفهوماً، وبإقرار هؤلاء المحقّقين كان هناك بين الزرادشتيين والموابذة وعلماء الديانة الزرادشتية مَنْ يحفظ القسم الأكبر من عبارات الأفستا دون فهم معانيها بشكلٍ صحيح، وكانوا يكتفون بمجرد ترديد الألفاظ وتكرارها فقط([83])، ومن ناحيةٍ أخرى فإن هؤلاء الحفاظ للجاتها، والذين يمثِّلون تراث الأفستا القديم، وكانوا يقومون بنقل هذا التراث مشافهةً من جيل إلى جيل، قد تبدّد شملهم في هجوم الإسكندر المقدوني، وتمّ القضاء على حلقة الوصل الشفهية الوحيدة، ولم يَعُدْ بالإمكان الحفاظ على الأجيال اللاحقة بعد تشتيت شملها المتداعي([84])، وعليه كيف يمكن الادّعاء ـ في هذه الحالة المضطربة التي فرضت نفسها على الأفستا القديمة ـ بنسبة عقيدة إلى هذه النصوص البائدة، ثمّ الادعاء بتأثير هذه العقيدة في تراث الأديان المتأخّرة.
وأما في ما يتعلّق بالأفستا الجديدة فيمكن الادّعاء كذلك بأن هذا القسم أيضاً لا يمكن الوثوق به أيضاً؛ وذلك لأن الكثير من المستشرقين أنفسهم يقولون: حيث إن الأفستا الجديد يعود إلى مرحلة دخول الإسلام إلى الحدود الإيرانية وبعد ذلك([85]) قام الموابذة وعلماء الديانة الزرادشتية؛ للوقوف بوجه الدين الجديد، والدفاع عن حيثياتهم، وإثبات سماوية دينهم، بإجراء تغييرات على الأفستا، بحيث أدى هذا التغيير إلى تحريف هذا الكتاب بعد دخول الإسلام إلى عمق الأراضي الإيرانية([86]). إن المؤيّد والشاهد الذي يمكن لنا إقامته بشأن إثبات تأثير المعتقدات الإسلامية والقرآنية في كتب الزرادشتيين أننا نجد في التعاليم الزرادشتية المرتبطة بالقرن الهجري الثالث (القرن التاسع للميلاد)، ظهوراً لزرادشت في العديد من المواطن متحدثاً مع (أهورامزدا)، ولا شَكَّ في أن هذه الصورة مقتبسة من التعاليم الإسلامية القائمة على اعتقاد المسلمين بالوَحْي. كما أننا لو أجرينا مقارنةً بين القواعد الدينية المتوفرة في الأفستا الحالية وكتب اللاهوت البهلوي الموجود حالياً وبين المقاطع المبعثرة والإشارات المختصرة الموجودة بشأن الديانة الإيرانية في العهد الساساني في آثار المؤلّفين الأجانب (من بيزنطيين وسريانيين وأرمن) سنقف على اختلافات مذهلة، وإن هذه الاختلافات تتجلّى بشكل أكبر في القصص والأساطير وعلم التكوين([87]).
ومن ناحيةٍ أخرى فإن أقدم مخطوطة للأفستا الحديثة، والمكتوبة بخط «دبيرة»([88])، وهي محفوظة حالياً في الدنمارك، يعود تاريخ كتابتها إلى عام 1325م، أي بعد مقتل زرادشت بتسعة عشر قرناً، وبعد ثمانية قرون من ظهور الإسلام([89])، مما يعني أن الزرادشتيين لم يكن لهم كتابٌ مدوّن ومعروف على مدى تسعة عشر قرناً، وإذا كان لهم مثل هذا الكتاب فإنه لم يَبْقَ له من أثرٍ. يُضاف إلى ذلك أن الزرادشتيين يُجمعون على أن الأفستا كان في الأصل أكبر بكثير من الأفستا الراهن؛ إذ يتألف الأفستا الموجود حالياً من 83000 كلمة، ويحتمل أن يكون الأصل قد اشتمل على 345700 كلمة، وهذا يعني أن الأصل كان أكبر من الأفستا الموجود حالياً بمقدار أربعة أضعاف([90]). إن هذه القرائن مجتمعة يمكنها أن تساعد على إثبات الادّعاء القائل بأن هذه النصوص الزرادشتية قد تأثّرت بالتعاليم الإسلامية، ولا سيَّما أن الكثير من المستشرقين المعروفين كانوا يتبنّون هذا الاعتقاد، وقد صرّحوا به أيضاً.
وفي هذا الشأن قال هاشم رضي، في كتابه (متون شرقي وسنت زرتشتي)([91]): «إن الوثائق الأفستائية المتوفرة بأيدينا (حول زرادشت وتاريخة والمقربين منه) شحيحة جداً، كما لا يمكن الاعتماد على المصادر البهلوية أبداً؛ وذلك لأن رواة المكاتيب البهلوية قد أفرطوا وبالغوا في هذا الشأن، في سعيٍ منهم إلى نشر الزرادشتية، وإثبات الذات، وقاموا؛ إثباتاً لعظمة النبيّ، باختلاق الروايات ووضع الأخبار، وفهم الأساطير، وتوظيف روايات المذاهب والأديان الأخرى، وبالغوا في إثبات المعاجز الكثيرة»([92]).
قال أورسي زينر، في كتابه (طلوع وغروب زرتشتي گري): «لم نعهد ديناً تعرّض إلى التحريف في مراحله الأولى بالحجم الذي تعرّض له الدين الزرادشتي»([93]).
وقال كريستيان سن، في كتابه (إيران در زمان ساسانيان)([94]): «إن جميع الكتب الزرادشتية الدينية البَحْتة، والمتوفرة حالياً باللغة البهلوية، قد تمّ تأليفها بعد قرون من انقراض الساسانيين، ولا سيَّما في القرن التاسع للميلاد (القرن الهجري الثالث)، حيث قام علماء الدين الزرادشتيين بجهود حثيثة في حقل تأليف الكتب»([95]).
ب ـ رأي المستشرقين وبعض المحقّقين القائم على تأثّر الكتب والنصوص الإيرانية بتعاليم الأديان الإبراهيمية
1ـ إحسان يار شاطر: «إن بعض أوجه الشبه بين القرآن والتراث الإيراني قد يكون نتاج مسار عكسي لتأثير الإسلام في الكتب الزرادشتية في القرن العاشر للميلاد»([96]).
2ـ جوكسي: «لقد كان لآذر فرخزادان ـ الذي يحتمل أن يكون بدأ تأليف كتاب الـ (دينكرت) في بغداد ـ تواصلٌ مع علماء الإسلام من حينٍ لآخر. كما كان يوجد مثل هذا التواصل مع الموبذان الآخر، وهو آذر باد أميدان أيضاً. فقد يكون لهما يدٌ في إضافة بعض المسائل المختلقة إلى الأساطير التي نجدها في الـ (دينكرت) والكتب الأخرى أيضاً؛ لكي يعملا على إيجاد بعض المشتركات بين السيرة الذاتية لزرادشت والنبيّ محمد|»([97]).
3ـ السيد حسن آصف آگاه، حيث قال في كتاب (سوشيانت منجي إيرانويج پيرامون نوشته هاي زرتشتي وجعل روايات آن) ([98]): «إن هذه الكتابات لم تكن ناجعة بأجمعها؛ لأنها تحمل أفكار الذين أجبروا أو تعمّدوا، بدوافع سياسية أو شخصية، على تغيير الديانة الإيرانية، وإضافة بعض المشتركات لها؛ ليثبتوا أصالتها وسماويتها، بغية إقناع الذين أسلموا مؤخّراً أن حقيقة الدين الإسلامي لا تحتوي على أصول وتعاليم جديدة. وبعبارةٍ أخرى: إن كل ما جاء به القرآن قد سبق له أن وُجد بشكلٍ آخر، وربما كان أفضل وأكمل، في الأفستا. وكان الموابذة هنا يستشعرون نقصاً في الأفستا المكتوب، وفي هذا الإطار بدأوا نشاطهم التأليفي المحموم… ومعه لم يعُدْ بالإمكان الاستناد إلى الأفستا المتأخّر لإثبات حتّى أصول الديانة الزرادشتية»([99]).
4ـ الدكتور فرهنگ مهر، حيث يعتقد بدوره أن الكثير من التعاليم والمعتقدات الموجودة في الكتب الزرادشتية متأثّرة بالتعاليم والمعتقدات الإسلامية. وقال متحدّثاً عن المعجزات المنسوبة لزرادشت وسوشيانت في كتاب الأفستا الجديد: «إن المعاجز المنسوبة في النصوص البهلوية إلى أشو زرادشت أو إلى المنقذين بعده (سوشيانت) لا وجود لها في الجاتها، ولا تنسجم مع العقل»([100]).
وفي هامش الـ (دينكرت)، و(زات سبرم) الذي يعود تأليفه إلى القرن العاشر للميلاد، و(زراتشت نامه) الذي يعود تأليفه إلى القرن الثالث عشر للميلاد، و(فركرد) الذي يعود تأليفه إلى القرن التاسع عشر للميلاد، حول المعاجز المنسوبة إلى ولادة زرادشت، ولقاءاته السبعة وحواره مع أهورامزدا وأمشاسبندان، ذهب إلى الاعتقاد بعدم أخذها بجدّية. وممّا قاله في هذا الشأن: «إن هذه النصوص قد كتبت ـ من وجهة نظري ـ بعد قرون من اندثار الساسانيين وأفول نجمهم، وكان السبب من وراء ذلك يكمن في منافسة الأديان الإبراهيمية التي بدأت تتفوّق سياسياً في المنطقة، فأخذت الزرادشتية تنسب لزرادشت معاجز توازي وتتكافأ مع معاجز أنبياء الديانات الإبراهيمية»([101]).
كما قال في حاشية الفقرة 70 ـ 71 من بندهشن حول المعاد ـ والتي تقول: «إن أورمزد الذي أوجد الناس من العدم يمكنه أن يعيد إلى الحياة ما سبق له أن أوجده من العدم» ـ: «نشاهد هنا تأثير الأديان الإبراهيمية (في ما يتعلّق بالمعاد الجسماني)، حيث كان لهذه الأديان تفوُّقٌ سياسيّ في فترة تأليف كتاب (بندهشن)».
وفي نهاية المطاف لا بُدَّ من الإشارة إلى هذه النقطة الهامة، وهي أن أمثال: «شاؤول شاخت» و«إجناتس جولدسيهر»، من الذين يدّعون تأثُّر المعتقدات الشيعية، ينوِّهون في الوقت نفسه إلى أن هذه الدعوى تبقى مجرّد فرضية، وأن إثباتها في غاية الصعوبة([102]). فقد صرّح (شاؤول شاخت) في نهاية كتابه قائلاً: «من غير السهل الحديث عن أيّ الأطراف قد أثّر في الآخر، ونادراً ما نستطيع أن نثبت بضرسٍ قاطع أيّ مفهوم خاصّ كان هو المتجذّر في تراثٍ ما، وأنه قد تسلّل من ذلك التراث إلى الثقافات الأخرى. ولذلك نضطر في أغلب الموارد إلى الاكتفاء بمجرّد التنظير»([103]).
بالالتفات إلى ما تقدّم، والقول بأن الاعتقاد بالمنقذ لم يَرِدْ أبداً في الجاتها وفي كلمات أشو زرادشت بشكلٍ مكتوب ومضبوط بشكلٍ دقيق([104])، وأن ما يمكن العثور عليه بشأن المنقذ في التراث الزرادشتي إنما يعود إلى النصوص المتأخّرة والأفستا الجديدة، يمكن الإصرار على أصالة هذه العقيدة الإسلامية، والقول: إنه حتى لو سلَّمنا بوجود أصل الاعتقاد بوجود المنقذ والمنجي في التراث الإيراني القديم، مع ذلك ندّعي أن الكثير من الجزئيات المتعلّقة بسوشيانت ناشئة من تأثُّر الزرادشتية بالتعاليم الإسلامية.
النتيجة
إن ما ادّعاه بعض المستشرقين من تأثّر العقيدة المهدوية في الإسلام ـ ولا سيَّما عند الشيعة الإمامية ـ بعقيدة سوشيانت في الديانة الإيرانية القديمة؛ بسبب أسبقيتها وتقدّمها التاريخي على الإسلام، مردودٌ؛ لعدة أمور:
أوّلاً: لو اعتبرنا الديانة الزرادشتية ديناً سماوياً كان التشابه في تعاليم الأديان الإلهية بسبب اتّحاد مصدرها أمراً طبيعياً وشائعاً، ويمكن لنا أن نضيف إلى هذه المشتركات بين الأديان السماوية نماذج من الاعتقاد بالكائنات غير المادية، من قبيل: الملائكة، ومعراج الأنبياء، والبرزخ، وما إلى ذلك.
وثانياً: لقد تمّ استعمال كلمة سوشيانت في المصادر الإيرانية الزرادشتية في معنيين: أحدهما: بمعنى خاصّ، وهو المنقذ الموعود؛ والآخر: بمعنى عامّ، وهو مطلق إيصال النفع. ولم يَرِدْ في كتاب الأفستا القديم الـ (جاتها) وفي كلمات أشو زرادشت استعماله في المعنى الخاصّ أبداً.
وثالثاً: هناك بين سوشيانت بالمعنى الخاصّ والاعتقاد بالإمام المهديّ اختلاف ماهوي؛ لأن سوشيانت في العقيدة الزرادشتية لا يقوم إلاّ بدَوْر المنقذ في آخر الزمان، خلافاً للإمام المهديّ في معتقد المسلمين، ولا سيَّما الشيعة منهم، فإن له ـ بالإضافة إلى ذلك ـ أدواراً هامّة أخرى، من قبيل: الحجة الإلهية على الخلق، والواسطة بين السماء والأرض، وما إلى ذلك. كما يعتقد الزرادشتيون الإيرانيون بثلاثة منقذين، في حين لا يعتقد المسلمون والشيعة إلاّ بمنقذٍ واحد.
ورابعاً: لا شيء من النصوص الإيرانية الزرادشتية يتمتّع بالاعتبار اللازم الذي يمكن معه نسبة اعتقاد جازم إلى الديانة الزرادشتية، والادّعاء بعد ذلك بأنها قد تركت تأثيرها على العقائد المتأخّرة.
وخامساً: بالالتفات إلى الشواهد والقرائن الكثيرة فإن الكثير من المصادر الإيرانية الزرادشتية المكتوبة التي تزخر بهذه العقيدة إنما كتبت في الفترة التي أعقبت فتح إيران وبسط الإسلام كامل سيطرته على المجتمعات الإيرانية في القرن الهجري الثالث، وكان الغاية من كتابتها وإعادة صياغتها ترمي إلى أغراض خاصّة، ولذلك نشاهد فيها تسلّل الكثير من المعتقدات الإسلامية، بما فيها مفهوم المنقذ وجزئياته.
وبالتالي فإننا ندّعي أن أصل الديانة الزرادشتية، إذا أمكن اعتبارها ديناً سماوياً، واعتبرنا الإيمان بالموعود من التعاليم السماوية، لا مندوحة لنا من القول بأن هذه العقيدة في الكثير من الجزئيات والخصائص متأثّرة بالعقيدة المهدوية الواردة في المصادر الإسلامية.
الهوامش
(*) أستاذٌ مساعِد في جامعة القرآن والحديث، ومتخصِّصٌ في قضايا الإمامة.
(**) متخرِّجٌ على مستوى الماجستير في جامعة القرآن والحديث.
([1]) جيمز دارمستيتر (1849 ـ 1894م): كاتبٌ وباحث وعالم آثار فرنسي. ولد لأبوين يهوديين تعود أصولهما إلى مدينة دارمشتات الألمانية، ومنها اكتسبت الأسرة لقبها. أكمل دراسته في باريس، وحيث كان مشغوفاً بالعلوم الشرقية فقد أوقف حياته على البحث والتحقيق في هذا المجال. المعرِّب.
([2]) جيمز دارمستيتر، مهدي أز صدر إسلام تا قرن سيزده: 5، ترجمه إلى اللغة الفارسية: محسن جهان سوز، انتشارات چاپ رنگين، 1317هـ.ش.
([3]) السيد ثامر هاشم العميدي، در انتظار ققنوس، ترجمه إلى اللغة الفارسية: مهدي علي زاده، مؤسسة آموزش وپژوهش إمام خميني، ط1، قم، 1379هـ.ش.
([4]) جيمز دارمستيتر، مهدي أز صدر إسلام تا قرن سيزده: 18.
([5]) إجناتس جولدسيهر، العقيدة والشريعة في الإسلام: 228.
([6]) علي أصغر مصطفوي، سوشيانت يا سير أنديشه إيرانيان درباره موعود آخر الزمان: 10 ـ 20 (مصدر فارسي).
([7]) انظر: منتظر حسين، ذهنيت مستشرقين وأصالت مهدويت، انتشارات آفاق، طهران، 1403هـ (مصدر فارسي).
([8]) انظر: محمد تقي راشد محصّل، نجات بخشي در أديان: 4، انتشارات منير، 1374هـ.ش؛ رضي هاشم، سوشيانت موعود مزديسنان زرتشتي: 9، انتشارات بهجت، 1389هـ.ش (مصدر فارسي).
([9]) علي أصغر مصطفوي، أسطوره سوشيانت: 53، انتشارات فرهنگ دهخدا، طهران، 1381هـ.ش (مصدر فارسي).
([10]) انظر: حسن رضائي باغ بيدي، مقاله سوشيانت در أوستا، منشور في مجلة (مقالات وبررسي ها) العلمية التحقيقية، العدد 64: 103 ـ 114، 107، شتاء عام 1377هـ.ش (مصدر فارسي).
([11]) انظر: علي أصغر مصطفوي، أسطوره سوشيانت: 53 ـ 54، طهران، 1381هـ.ش.
([12]) واسمه الفارسي (جاتها)، جمع (جات)، بمعنى: أنشودة. ويحتوي هذا الكتاب على سبعة عشر نشيداً، وكانت هذه الأناشيد تعدّ قديماً من كلمات زرادشت ذات المضمون التعليمي والحكمي لجوهر دينه. المعرِّب.
إن جزءاً صغيراً من اليسنا يعدّ واحداً من الأجزاء الخمسة الراهنة لأفستا. وهذا القسم يعدّ من أقدم أجزاء الأفستا، والمعروف أنه يحتوي على أناشيد زرادشت (هاشم رضي، أوستا كهن ترين گنجينه مكتوب إيران باستان: 103) (مصدر فارسي).
([13]) انظر: حسن رضائي باغ بيدي، مقاله سوشيانت در أوستا، منشور في مجلة (مقالات وبررسي ها) العلمية التحقيقية، العدد 64: 114، شتاء عام 1377هـ.ش (مصدر فارسي).
([14]) الأفستا، يسنه هات، الفصل 30، الفقرتان 2 و10؛ والفصل 10، الفقرة 46.
([15]) انظر: هاشم رضي، سوشيانت موعود مزديسنان زردشتي: 14، انتشارات بهجت، 1389هـ.ش (مصدر فارسي).
([16]) انظر: يسنا (الفصل 24، الفقرة 5). وفي فنديداد (الفصل 19، الفقرة 5)، وفي فروردين يشت (القسم 1، الفقرة 7).
([17]) يطلق مصطلح اليشت على أطول جزء من الأفستا الجديدة، وهو يحتوي على واحد وعشرين نشيداً في مدح آلهات الخير الإيرانية القديمة.
([18]) الأفستا، فروردين يشت، الفقرة 128.
([19]) الأفستا، زامياد يشت، الفقرات 92 و93 و95 و96.
([20]) انظر: علي أصغر مصطفوي، سوشيانت: 59، طهران، 1381هـ.ش؛ هاشم رضي، سوشيانت موعود مزديسنان زرتشتي: 10، انتشارات بهجت، طبعة عام 1389هـ.ش.
([21]) الدينكرد أو الدينكرت: كتاب ضخم باللغة الفارسية الوسيطة (البهلوية)، يعود تأليفه إلى القرن الهجري الثالث، ويعدّ من أكبر وأهمّ الكتب الزرادشتية، وقد اشتمل في الأصل على تسعة كتب، وفقد منه الكتابان الأولان وشطرٌ من الكتاب الثالث. وقد تعاقب على تأليفه شخصان، وهما: (آذر فرنبغ فرخزادان) و(آذرباد أميدان). وقد قام الأخير بتحرير الكتاب من جديد، وأضاف إليه الكتاب التاسع.
([22]) انظر: الأفستا، الفصل العاشر، الكتاب السابع.
([23]) يمكن تفسير الـ (بندهشن) بمعنى: (الخلق الأولي)، وهو كتابٌ تم تأليفه في القرن الثالث الهجري من قِبَل (فرنبغ دادويه). وهو، بالإضافة إلى أبحاث كيفية الخلق، يشتمل على إشارات تفصيلية حول النجوم.
([24]) الضحّاك: اسم مارد شيطاني يعمل لصالح أهريمان (إله الشر)، وتشير الأساطير الإيرانية القديمة إلى أنه قد استولى على إيران ظلماً وعدواناً، وأنه أباد الكثير من قوات يزدان (إله الخير)، وأن مقتله سيشكّل واحداً من علامات ظهور سوشيانت في المصادر الزدرادشتية. (انظر: د. محمد جعفر ياحقي، فرهنگ أساطير در أدبيات فارسي).
([25]) انظر: مهدي متوسليان، سوشيانت ها يا موعودان نجات بخش دين زدتشت، أطروحة على مستوى الماجستير من جامعة طهران، سنة 1375هـ.ش.
([26]) انظر: محمد حسين مرداني نوكده، مقال بعنوان: مصلح موعود در أقوام وملل جهان، منشور في شهرية موعود، العدد 79.
([27]) الفنديداد تعني القوانين الموضوعة إلى الضدّ من الشرّ، وهو من المناسك الخمسة في كتاب الأفستا الجديدة، وأكثرها يتناول الأحكام الفقهية (المشتملة على المسائل الصحية والدينية).
([28]) انظر: الأفستا، فنديداد، الفصل 5، الفقرة 19.
([29]) أحد كتب الزرادشتيين، تعود نسخته الأصلية بحسب المحقّقين، من أمثال: صادق هدايت والدكتور ويست، إلى ما قبل مرحلة الأشكانيين، بَيْدَ أن نسخته الراهنة بناء على تحقيقها ليست هي النسخة الأصلية، وإن هناك الكثير من التحريف الذي طالها. انظر: صادق هدايت، زند وهومن يسن (كارنامه أردشير پاپكان): 11، 27.
([30]) انظر: أسد الله هاشمي شهيدي، ظهور حضرت مهدي× أز ديدگاه إسلام، مذاهب وملل جهان: 352، انتشارات مسجد جمكران.
([31]) الروايات البهلوية. يعود تأليف هذا الكتاب بدوره إلى القرن الهجري الثالث.
([32]) انظر: ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 19: 29، انتشارات مكتبة المرعشي النجفي.
([33]) الحُرّ العاملي، إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 209؛ الطوسي، كتاب الغيبة للحجّة: 272، تصحيح: عبد الله الطهراني، وعلي أحمد ناصح، انتشارات دار المعارف الإسلامية، طبعة عام 1411هـ.
([34]) انظر: المصدر السابق 5: 53.
([35]) انظر: السيد هاشم البحراني، المحجة في ما نزل في القائم من الحجّة، حيث ذكر هناك أكثر من 120 آية من القرآن في ما يتعلّق بالمهدي الموعود.
([36]) الشريف الرضي، نهج البلاغة، الكلمات القصار، الحكمة رقم 209، تصحيح: محمد بن الحسين صبحي الصالح، انتشارات هجرت، قم، 1404هـ.
([37]) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 19: 29.
([38]) انظر: السجستاني، مناقب الشافعي، هامش اسم محمد بن خالد الجندي، الراوي لحديث (لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم) المختلق؛ الكنجي الشافعي، البيان في أخبار صاحب الزمان، آخر الباب الحادي عشر؛ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب 9: 125.
([39]) انظر على سبيل المثال: أخبار المهدي، لعبّاد بن يعقوب الراونجي(250هـ)؛ والأربعون في المهدي، ونعت المهدي، ومناقب المهدي، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الإصفهاني(430هـ)؛ والبيان في أخبار صاحب الزمان، لمحمد بن يوسف الكنجي الشافعي(657هـ)؛ وغيرها من الكتب الأخرى.
([40]) انظر: علي بن عيسى الأربلي، كشف الغمّة في معرفة الأئمة 2: 476، تصحيح: هاشم رسولي محلاتي، انتشارات بني هاشمي (الطبعة القديمة)؛ سنن أبي داود السجستاني 2: 309، ح4282، انتشارات دار الفكر، بيروت، 1410هـ.
([41]) انظر: الأفستا، الفقرتان 92 و93؛ الأفستا، فروردين يشت، القسم 1، الفقرة 7؛ الطوسي، كتاب الغيبة للحجّة: 184.
([42]) انظر: الأفستا، فروردين يشت، الفقرة 62، وفروردين يشت، الفقرات 128 ـ 129؛ الإربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة 2: 476؛ سنن أبي داوود السجستاني 2: 309، ح4282.
([43]) انظر: نوشيروان، دار بار بهمن، صد در نثر وصد در بندهشن: 35؛ الطوسي، كتاب الغيبة للحجّة: 243.
([44]) انظر: الأفستا، فروردين يشت، الفقرة 62، وفروردين يشت، الفقرات 128 ـ 129؛ الحُرّ العاملي، إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 104.
([45]) انظر: حميد رضا نگهبان، واكاوي أسطوره ضحّاك، فصلية أدبيات فارسي، الصادرة عن الجامعة الإسلامية الحرّة في مشهد؛ جيمز دار مستيتر، مهدي أز صدر إسلام تا قرن سيزده: 18.
([46]) انظر: الأفستا، يشت ها، القسم الرابع عشر؛ الإربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة 2: 476.
([47]) انظر: الأفستا، فقرة هشن، الفصل الحادي عشر، الفقرة 6؛ الأفستا، فروردين يشت، الفقرة 128؛ محمد بن إبراهيم النعماني، الغيبة: 279، تصحيح: علي أكبر الغفاري، انتشارات نشر الصدوق، 1379هـ؛ الحُرّ العاملي، إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 5: 191.
([48]) انظر: رقية بهزادي، بند هش هندي، نصّ باللغة الفارسية الوسيطة (البهلوية الساسانية): 181، مؤسسة الدراسات والتحقيقات الثقافية، 1368هـ.ش؛ علي أصغر مصطفوي، سوشيانت: 176 ـ 177؛ الأفستا، زند بهمن يسن، الفصل 9، الفقرات 9 ـ 12.
([49]) انظر: الأفستا، يشت ها 2، الفقرة 100؛ النعماني، الغيبة: 279. وفي المصادر الإيرانية القديمة تمّ التعريف بخمسة عشر رجلاً وخمس عشرة امرأة من أنصار سوشيانت.
([50]) انظر: الأفستا، يشت 19، الفقرة 94؛ القرآن الكريم، القصص: 5، النور: 55؛ تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 2: 85.
([51]) انظر: الأفستا، زامياد يشت، الفقرتان 92 ـ 93؛ محمد باقر المجلسي، المهديّ الموعود في الجزء الحادي والخمسين من بحار الأنوار: 1135، ترجمه إلى اللغة الفارسية: علي دواني، انتشارات إسلامية.
([52]) السيد فضل الله مير دهقان، تطبيق دو موعود در إسلام وزرتشت، اللجنة العلمية لمؤتمر العقيدة المهدوية العالمي؛ الطوسي، كتاب الغيبة للحجّة: 474؛ المفيد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 2: 384، تصحيح: مؤسسة آل البيت^، انتشارات مؤتمر الشيخ المفيد، 1413هـ.
([53]) انظر: الكليني، الكافي 1: 178، باب أن الأرض لا تخلو من حجّة.
([54]) انظر: الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة 2: 28.
([55]) انظر: ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والنحل 1: 372.
([56]) انظر: أحمد أمين المصري، ضحى الإسلام: 301، ترجمه إلى اللغة الفارسية: عباس خليلي.
([57]) انظر: مهدي متوسليان، سوشيانت ها يا موعودان نجات بخش دين زرتشت، أطروحة على مستوى الماجستير من جامعة طهران، 1375هـ.ش؛ هاشم رضي، سوشيانت موعود مزديستان زرتشتي: 11، انتشارات بهجت، 1389هـ.ش.
([58]) انظر: هاشم رضي، سوشيانت موعود مزديستان زرتشتي: 11.
([59]) انظر: جيمز دارمستيتر، مهدي أز صدر إسلام تا قرن سيزده: 5، ترجمه إلى اللغة الفارسية: محسن جهان سوز، انتشارات چاپ رنگين، 1317هـ.ش.
([60]) انظر: سيد رضي موسوي گيلاني، مهدويت أز ديدگاه دين پژوهان غربي، انتشارات بنياد فرهنگي حضرت مهدي موعود، ط3، 1390هـ.ش.
([61]) انظر: الأفستا، هات 44، الفقرة 11.
([62]) انظر: كشميري فاني (الملا محسن)، دبستان المذاهب: 78، إعداد: علي أصغر مصطفوي، انتشارات ندا، ط1، طهران، 1361هـ.ش؛ ناصر مكارم الشيرازي وآخرون، تفسير نمونه (تفسير الأمثل) 12: 15، دار الكتب الإسلامية، قم.
([63]) انظر: الأفستا، فنديداد، القسم 19؛ العهد القديم، التلمود والعهد الجديد، إنجيل متى، الفقرتان 22 و30، نقلاً عن: تاريخ جامع مسيحيت، جان بي ناس، ترجمه إلى اللغة الفارسية علي أصغر حكمت؛ والقرآن الكريم، الجاثية: 26، وغير ذلك.
([64]) انظر: مهدي ملايري، تاريخ وفرهنگ إيران در دوران انتقال أز عصر ساساني به عصر إسلامي 6: 326، انتشارات توس، ط1، 1379هـ.ش؛ عبد الرحيم گواهي، جهان مذهبي أديان در جوامع إمروز، نشر فرهنگ إسلامي، ط1، 1384هـ.ش؛ القرآن الكريم، المؤمنون: 100.
([65]) انظر: الأفستا، هات 51، الفقرة 13، والقسم 130 ـ 131؛ المجلسي، بحار الأنوار 8: 6، باب الصراط.
([66]) انظر: فرهنگ مهر، ديدي نو أز ديني كهن، انتشارات جامي، ط1، طهران، 1374هـ.ش؛ العهد القديم، المزامير، 13: 88؛ ميدرارش تهيليم، المرتبط بالفقرة السابعة من المزمور 11: 51؛ العهد الجديد، إنجيل متى، 26: 41 ـ 46، نقلاً عن: فرهنگ أديان جهان، تأليف: هينلز جان آر، مركز مطالعات وتحقيقات أديان ومذاهب، 1368هـ.ش؛ القرآن الكريم، فاطر: 1.
([67]) انظر: كريستيان سن به آرثر، إيران در زمان ساسانيان: 59، انتشارات ديني كتاب، ترجمه إلى اللغة الفارسية: رشيد ياسمي، مقالة (أوصاف وياري گران خداوند در أوستا وعهد عتيق)، بقلم: حسين حيدري ومحمد آقاجاني، مجلة أديان وعرفان، صيف عام 1391هـ.ش.
([68]) انظر: عباس قدياني، فرهنگ جامع تاريخ إيران، انتشارات أرون، نرم أفزار تاريخ إيران إسلامي 2: 846؛ إحسان يار شاطر، حضور إيراني در جهان إسلام، انتشارات مرواريد، 1381هـ.ش؛ القرآن الكريم، البقرة: 183.
([69]) انظر: العهد القديم، كتاب النبي دانيال: 1567، الفقرة: 1 ـ 3، ترجمه إلى اللغة الفارسية: فاضل خان الهمداني؛ العهد القديم، أشعيا، الباب 11، الفقرات 1 ـ 8، والباب 42، الفقرات 1 ـ 20؛ العهد الجديد، إنجيل مرقس، العهد الجديد، إنجيل يوحنا، الباب 16، الفقرات 13 ـ 23؛ الإربلي، كشف الغمّة في معرفة الأئمة 2: 476.
([70]) انظر: ناصر مكارم الشيرازي وغيره، تفسير نمونه (تفسير الأمثل) 16: 1.
([71]) السيد هاشم البحراني، البرهان في تفسير القرآن 4: 254، انتشارات مؤسسة البعثة، 1374هـ.ش.
([72]) انظر: السجستاني، مناقب الشافعي، ذيل اسم: محمد بن خالد الجندي راوي حديث (لا مهديّ إلاّ عيسى بن مريم) المختلق؛ الكنجي الشافعي، البيان في أخبار صاحب الزمان، آخر الباب 11؛ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب 9: 125.
([73]) كتاب سُلَيْم بن قيس الهلالي 2: 567، انتشارات الهادي، 1405هـ.
([74]) المجلسي، بحار الأنوار لدرر أخبار الأئمة 33: 257، انتشارات دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1403هــ؛ مهدي الفتلاوي، مع المهدي المنتظر في دراسة مقارنة بين الفكر الشيعي والسني: 16، انتشارات الدار الإسلامية، بيروت، 2001م.
([75]) تاريخ الديانة الزرادشتية.
([76]) ماري بويس، تاريخ كيش زرتشت 2: 73، ترجمه إلى اللغة الفارسية: همايون صنعتي زاده، انتشارات گسترده، طهران، 1393هـ.ش.
([77]) انظر: المصدر السابق 1: 139؛ فرهنگ جامع تاريخ إيران 1: 153.
([78]) انظر: ماري بويس، تاريخ كيش زرتشت 3: 38.
([79]) نقلاً عن مقال: (تأثير بينش زرتشت بر فرهنگ بشري در نگاه أنديشمندان جهان) (مصدر فارسي).
([80]) سطوع وأفول الديانة الزرادشتية.
([81]) أورسي زينر، طلوع وغروب زرتشتي گري، ترجمه إلى اللغة الفارسية: تيمور قادري، انتشارات أمير كبير، ط3، طهران، 1384هـ.ش.
([82]) إبراهيم پور داوود، يادداشتهاي كات ها: 303، انتشارات أساطير، ط1، طهران.
([83]) انظر: جان بي ناس، تاريخ جامع أديان: 48، ترجمه إلى اللغة الفارسية: علي أصغر حكمت، انتشارات پيروز وانتشارات علمي فرهنگي.
([84]) انظر: ماري بويس، تاريخ كيش زرتشت 3: 38.
([85]) انظر: أورثر كريستيان سن، إيران در زمان ساسانيان: 92، ترجمه إلى اللغة الفارسية: رشيد ياسمي، انتشارات دنياي كتاب، 1368هـ.ش.
([86]) انظر: أورس زينر، مغان: 21؛ جيمز دارمستيتر، مهدي أز صدر إسلام تا قرن سيزده: 4 ـ 5، ترجمه إلى اللغة الفارسية: محسن جهان سوز؛ أورثر كريستيان سن، إيران در زمان ساسانيان: 163 ـ 164، ترجمه إلى اللغة الفارسية: رشيد باسمي.
([87]) انظر: المصدر السابق: 210.
([88]) في العهد الساساني تمّ ابتكار أبجدية من الزبورية والبهلوية، كتب بها الأفستا، وتمّت تسمية هذه الأبجدية بالأبجدية الأفستائية أو دين دبيرة. المعرِّب.
([89]) انظر: إبراهيم پور داوود، كهن ترين كتاب آسماني در زمان إيران باستان: 457، انتشارات دنياي كتاب، ط10، طهران، 1393هـ.ش.
([90]) انظر: إبراهيم بور داود، گات ها: 49.
([91]) النصوص الشرقية والتراث الزرادشتي.
([92]) هاشم رضي، متون شرقي وسنتي زرتشتي 1: 21، انتشارات بهجت.
([93]) أورسي زينر، طلوع وغروب زرتشتي گري: 30، ترجمه إلى اللغة الفارسية: تيمور قادري.
([94]) (إيران في الحقبة الساسانية).
([95]) أورثر كريستيان سن، إيران در زمان ساسانيان: 92، ترجمه إلى اللغة الفارسية: رشيد باسمي.
([96]) إحسان يار شاطر، حضور إيراني در جهان إسلام: 32، انتشارات مرواريد، 1381هـ.ش (مصدر فارسي).
([97]) نقلاً عن: ستيز وستايش: 80؛ مقالة بشأن دينكرت، بقلم: محمد رضا نظري.
([98]) (سوشيانت المنقذ الإيراني، بشأن الكتابات الزرادشتية واختلاق رواياتها).
([99]) سيد حسن آصف آگاه، سوشيانت منجي إيرانويج: 257، انتشارات آينده روشن.
([100]) فرهنگ مهر، ديدي نو أز ديني كهن: 109، انتشارات جامي، ط1، طهران، 1374هـ.ش.
([102]) انظر: إحسان يار شاطر، حضور إيراني در جهان إسلام: 34، 1381هـ.ش (مصدر فارسي).
([103]) شاؤول شاخت، أز إيران زرتشتي تا إسلام: 345، ترجمه إلى اللغة الفارسية: مرتضى ثاقب فر، انتشارات ققنوس، 1381 هـ.ش.
([104]) انظر: هاشم رضي، متون شرقي وسنتي زرتشتي 1: 21، انتشارات بهجت.