أحدث المقالات

مواقف وتأمُّلات

أ. عماد الهلالي(*)

بمثابة تقديم

بين اليهود والشيعة في العراق صداقات وصدامات، ومواقف وحوارات ومناظرات جدليّة متعددة، قلّما سلّطت الأضواء عليها، بإمكاننا أن ندرسها ونحلّلها تحليلاً اجتماعيّاً ـ دينيّاً.

يقول كوهين (المولود عام 1943م)، أحد أعلام البحث التاريخي حول اليهود في القرون الوسطى: «بالقياس إلى ردّ الإسلام المعتدل على اليهوديّة، وبالمقارنة مع جدله الصارم ضد المسيحيّة، فإنّ الرّد اليهودي على الإسلام كان كذلك معتدلاً، خصوصاً إذا قورن بالجدل اليهودي العنيف ضد المسيحيّة في أوروبا»([1]).

وهذا ما يؤكّدوه المستشرق والباحث في التاريخ اليهودي الأستاذ برنالد لويس (Bernard Lewis)، حيث يؤكّد على الصداقة والعلاقة الحميمة بين اليهود والمسلمين، وكيف تبادلا الأفكار والتراث بين بعضهما البعض([2]).

1ـ السبت وزيارة موسى بن جعفر «الكاظم»

رُبَما يتساءل سائلٌٍ: ما علاقة زيارة الإمام موسى بن جعفر (قُتل 183هـ) ويوم السبت؟

يروي لي والدي، وهو من تجّار سوق الشورجة الشهير في بغداد، كما كان والده (جدّي) على نفس مهنة التجارة، أي البيع بالجملة في سوق الأقمشة، وتحديداً في سوق دانيال([3]) على نهر دجلة.

يتذكر والدي عندما كان يذهب في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات مع والده ـ وهو طفلٌ ـ إلى سوق الشورجة في بغداد، كان يشاهد التأثير اليهودي الواضح على سوق بغداد، حيث كان يهيمن عليه اليهود بالدرجة الأولى، والشيعة بالدرجة الثانية. ويتذكّر الوالد بأن عطلة السوق كانت يوم السبت، وليس الجمعة؛ لأنّ أغلب أصحاب المحلاّت والتجار كانوا من اليهود، والسبت بالنسبة إلى اليهود معروفٌ في احترامه وقدسيّته، فالعطلة الحقيقيّة لسوق بغداد التجاري «الشورجة» كانت يوم السبت. ولهذا السبب كان التجار الشيعة ـ وهم الأقلّية ـ يعطّلون في يوم السبت، بدل الجمعة؛ لأنّ مصالحهم تقتضي ذلك؛ بسبب معاملاتهم الوثيقة مع اليهود. ولكنْ ماذا كان يفعل التجّار الشيعة في يوم السبت؟ يذهبون لزيارة موسى بن جعفر في الكاظميّة، وهو الإمام السابع لدى الشيعة الاماميّة، ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا الحاضر تذهب الشيعة يوم السبت بكثافةٍ لزيارة موسى بن جعفر، وصارت تعرف زيارة الإمام الكاظم بزيارة السبت، ويقول العامّة من الناس: «السبت زيارة الكاظم». وهذا إنْ دلّ على شيءٍ فإنه يدلّ على مدى التأثير والتأثُّر بين مكوّنات الشعب العراقي، حتّى في مجال العقائد والموروث الشعبي والديني([4]).

2ـ الإمام عليّ بن أبي طالب والتوراة

هناك قصص وروايات تُروى عن تعامل الإمام عليّ× مع اليهود في الكوفة، كرواية وقوف الإمام مع الرجل اليهودي أمام شُرَيْح القاضي في قضيّة الدرع المعروفة. وكذلك حوارات الإمام مع اليهود في الكوفة، وما شابه ذلك من الروايات المرويّة في كتب التاريخ والحديث.

ينسب إلى الإمام عليّ بن أبي طالب، وهو في الكوفة، قائلاً: «قرأتُ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، فاختَرْتُ من كلّ كتاب كلمة: من التوراة: مَنْ صمت نجا…».

وعن الإمام عليّ أيضاً قوله: «اخترتُ من التوراة اثنتي عشرة كلمة، ونقلتها إلى العربيّة، وإنّي أنظر إليها في كلّ يومٍ ثلاث مرّات، وهي هذه:

الأولى: يا بن آدم، لا تخافنّ ذا سلطانٍ ما دام سلطاني باقياً، وسلطاني باقٍ أبداً.

الثانية: يا بن آدم، لا تخافنّ فوت الرزق ما دامت خزائني مملوءةً، وخزائني مملوءةٌ أبداً…

الثانية عشر: يا بن آدم، إنْ قمت بين يديّ فقُمْ كما يقوم العبدُ الذليل بين يدي الملك الجليل، فكُنْ كأنّك تراني، فإنْ لم تَرَني فإنّي أراك»([5]).

وهناك عدّة نسخ مخطوطة تحتوي على أربعين سورة (نصّاً) من التوراة([6])، نقلها الإمام عليّ بن أبي طالب إلى اللغة العربيّة، حقّقت وطبعت في مجلة (علوم الحديث)، التي تصدرها كليّة علوم الحديث في طهران. وهذا إنْ دلّ على شيء فإنّه يدلّ على العلاقات الثقافيّة والمعرفيّة بين اليهود والشيعة في صدر الإسلام

بعد الحمد والثناء يبدأ بـ (الفقرة الأولى): «عجبْتُ لمَنْ أيقن بالموت كيف يفرح؟!

وينتهي بـ (الفقرة المتمّمة للأربعين): يا موسى، إنّ القيامة يومٌ شديدٌ، لا يُغني والدٌ عن ولده شيئاً، ولا مولودٌ عن والده شيئاً.

كم من فقيرٍ قد ترك فقره في الدنيا، وخرج منها إلى الآخرة مسروراً مشكوراً؟!

وكم من غنيٍّ قد ترك ماله في الدنيا، وخرج منها إلى الآخرة وهو فقيرٌ وحيدٌ من ماله، نادمٌ على عمله، وجمع ماله لوارثه، وكان أشدّ النّاس عذاباً يوم القيامة، وزدناهم عذاباً فوق العذاب بما كانوا يكسبون؟! والحمد لله رب العالمين»([7]).

وإذا أردنا أن نخوض في تراث النصوص المقدّسة لدى اليهود والشيعة سنجد بعض المقاربات بين هذه النصوص وتلك. وعلى سبيل المثال: جاء في «التوراة» في سفر التثنية، المقطع 33، الآية 2: «اللهم الذي تجلّى لنا من طُور سيناء، وأشرق بنوره من جبل سعير، ولوّح به من جبل فارن، وأتى ربوات القُدّوس»([8]).

وجاء في دعاء (السَّمات)، المعروف بدعاء (الشبّور): «وبمجدك الذي ظهر على طُور سيناء، فكلّمت به عبدك ورسولك موسى بن عمران، وبطلعتك في ساعير، وظهورك في جبل فاران بربواتٍ المقدَّسين»([9]).

وجاء في أيضاً في سفر الخروج، المقطع 3، الآيتان 1 ـ 2: «وكان مُشهُ يَرْعَى غَنَمَ يترو حَمِيهِ إمام مِدْيَانَ، فَسَاقَ إِلَى طرف البرّية، حتّى جَاءَ إِلَى جَبَلِ اللهِ، إلى حُرِيبَ، فتجلّى له ملك اللهِ…»([10]).

وفي دعاء السَّمات ذكر: «وأسألك اللهمّ بمجدك الذي كلّمت به عبدك ورسولك، موسى بن عمران× في المقدّسين، فوق إحساس الكروبيّين، فوق غمائم النور، فوق تابوت الشهادة في عمود النار، وفي طور سيناء، وفي جبل حوريث([11])…»([12]).

وجاء في مقدّمة الدعاء: «دعاء السمات، المعروف بدعاء الشبّور. ويستحب الدعاء به في آخر ساعة من نهار الجمعة»([13]).

ونهار الجمعة… ما له من دلالات لدى اليهود من استحباب قراءة الأدعية ومراسيم أخرى.

وهناك بعض الأسماء لله سبحانه وتعالى، مثل: (إهيهِ أشِر إهيِه)، وردت في سفر الخروج([14])، وفي بعض الأدعية الشيعيّة، مثل: دعاء عرفة، إلاّ أنّه صُحِّف إلى(آهيّاً شراهيّاً)؛ بسبب قلّة اطّلاع بعض النسّاخ. وهناك أسماء لأنبياء وردت في التوراة، نجدها في بعض النصوص الشيعيّة، كدعاء الخامس عشر من رجب([15])، المعروف بدعاء أمّ داوود([16]).

3ـ السيد المرتضى والرجل اليهودي في بغداد

من تلك المواقف، وعلى سبيل المثال، في زمن الشريف المرتضى علم الهدى(436هـ ـ 1044م)، يذكر بأنه أصاب الناس في ذلك الوقت قحطٌ شديد، فاحتال رجلٌ يهودي على تحصيل قوتٍ يحفظ نفسه، فحضر يوماً مجلس المرتضى، فاستأذنه أن يقرأ عليه شيئاً من علم النجوم، فأذن له، وأمر له بجائزةٍ تجري عليه كلّ يوم([17]).

ونجد في تراث اليهود القرّائين بعضاً من أقوال وآراء الشريف المرتضى. وعلى سبيل المثال: رأينا في مقدّمة «كتاب الإيماء»، للفضل بن سهل التستري([18]) (كان حيّاً في أواخر الربع الثالث من القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي)، أن هناك رسالة للمتكلّم اليهودي القرّائي أبي الحسين عالي بن سليمان المقدسي (كان حيّاً سنة 472هـ / 1079 ـ 1080م)([19])، يحثّه على تأليف كتاب مختصر في عقائد القرائين، ويوصيه باتّباع منهج الشريف المرتضى في كتاب (جُمل العلم والعمل) في تأليفه لعقائد القرّائين([20]).

وإليكم النصّ العبري للفضل بن سليمان، الذي يحثّ عالي بن سليمان على اتّباع نهج الشريف المرتضى في كتابه (جُمل العلم والعمل). وقد اقتبسناه من مقال للباحث في العلاقات الإسلاميّة اليهوديّة، والأستاذ في جامعة برلين الحرّة، اغريغور شوارب([21]).

«…طلب منّي بأن أكتب خلاصة مختصرة تستوعب جميع الأحكام والعقائد، وأن أحذو حذو الشريف المرتضى في كتابه جُمل العلم والعمل»([22]).

وهذه أيضاً إحدى النسخ من كتاب «ذخيرة العالم وبصيرة المتعلّم»، للشريف المرتضى(436هـ)، والتي كتبها أحد اليهود القرّايم، وهو عالي (علي) بن سليمان، في شهر رجب سنة 472هـ. واليوم هي محفوظة في مجموعة «أبراهام فيركوفيتش»([23]) في مدينة سانت بيترسبرغ ـ المكتبة الوطنيّة الروسيّة.

«يذكر بأنّ علم الكلام المعتزلي قد تمّ تبنّيه ابتداءً من القرن التاسع الميلادي [القرنين الثالث والرابع الهجريين] وبشكلٍ متصاعد من قبل مفكِّرين يهود. كان من ممثّلي المعتزلة اليهوديّة خلال القرن الحادي عشر [الميلادي] الربّاني ساموئيل (صموئيل) بن حُفني(1013م)، والقرّائي لفي بن يافث الذي حلّت محلّ عمله قليل الصيت كتاب النعمة في الأصول أعمالُ معاصره الشهير يوسف البصير(1038م)، خصوصاً كتاب المحتوي، وكتاب التمييز. تلقّى كلٌّ من: لفي بن يافث ويوسف البصير علمهما في الكلام المعتزلي (خصوصاً البهشمي منه) في العراق، ومن ثمّ جاءا إلى القدس»([24]).

4ـ ابن طاووس والتراث اليهودي في الحلّة

وفي أواخر العصر العباسي وبداية العهد المغولي نجد عالماً شيعيّاً من مدينة الحلّة في العراق، اسمه رضي الدين أبو القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس، المعروف بابن طاووس(664هـ)، يملك مكتبةً كبيرة تحتوي على نفائس الكتب والمخطوطات الإسلاميّة وغير الاسلاميّة، منها: التوراة، وما يتعلّق بتفاسيرها، ونراه يذهب ويتفحّص في المكتبات الأخرى في العراق؛ لينسخ الكتب المهمة؛ ليوقفها في مكتبته الخاصّة، ومنها: كتاب التوراة، حيث يعير لها أهميّة خاصة، يقول: «في ما نذكره من التوراة، وجدتها مفسّرة بالعربيّة، في خزانة كتب ولد جدّي، ورّام بن أبي فراس رضوان الله عليه، عتيقة، فنسخنا منها نسخة، ووقفتها»([25]).

وفي كتابه سعد السعود، الذي ألَّفه سنة 651هـ، وعرّف فيه المؤلف كتب خزانته، ووصفها وصفاً دقيقاً، نجد أن الكتب اليهوديّة التي عرّف بها قد شغلت حيّزاً لا بأس به من كتابه([26]). «بل نجد ابنه عليّ(711هـ) يسأل أحد العلماء والشعراء اليهود([27]) في ذلك الوقت عن الجزئيات في أصول الديانة اليهوديّة»([28]).

5ـ التعامل اليهودي الشيعي في العراق في العصر الحديث

واستمرّت هذه المواقف كما ذكرنا بين اليهود والشيعة في العراق في العصر البويهي(334 ـ 447هـ / 946 ـ 1055م)، مروراً بالعصر العثماني(1299 ـ 1923م)، إلى العصر الحديث.

يقول السيد يعقوب قوجمان اليهودي العراقي اليساري، المولود في بغداد عام 1928م، والذي يمتهن مهنة الطباعة، في معرض الإجابة عن الأسئلة التي وجّهت إليه من قِبَل الكاتب والمؤرخ العراقي كاظم حبيب: «سكنّا في محلّة الشيخ الخلاّني (جامع الخلاّني). وكانت هناك اللطميّات والعزيات الشيعيّة تصل إلى هناك. وكان اليهود يسكنون في ثلاثة بيوت، ويحظون باحترام الناس، وكانت لنا علاقات طيّبة وجيّدة مع سكنة المنطقة. وكانت الخبّازة عمشة التي نشتري منها الخبز تعمل لي خبزة صغيرة نسمّيها حنونة»([29]).

 لذلك نجد مواقف وحوارات من هنا وهناك. وقد دوّن البعض هذه الحوارات والمجادلات التي وقعت بين اليهود والشيعة.

5ـ 1ـ مناظرة السيد بحر العلوم مع يهود ذي الكفل في الحلّة

منها: المناظرة التي جرت بين السيد محمد مهدي بحر العلوم(1797م) وعلماء اليهود في ذي الكفل([30])، سنة 1211هـ/ 1796 أو 1797م. ذكر موريتس شتينشنيدر([31])(1907م) مدخلاً لهذه المناظرة في كتابه: «أدب الجدل والدفاع في العربيّة بين المسلمين والمسيحيين واليهود»([32])، حيث أشار الى نسخة مخطوطة لهذه المناظرة في المكتبة البريطانيّة([33]) تحت رقم 99([34]). في عام 1942م نشر الباحث والمحقق اليهودي موشه پرلمان (2001م) ملخّصاً عن هذا الحوار، بحَسَب نسخة المكتبة البريطانيّة، مع تصحيح قسمٍ من الحوار([35]). «وفي عام 1956م طبع النصّ الكامل للمناظرة من قبل المصحّحان في مقدمة كتاب رجال بحر العلوم في مدينة النجف في العراق([36]). وفي عام 1999م ترجم الأستاذ وِرا ب. مورين نصّ المناظرة إلى اللغة الإنجليزيّة مع بعض الشروح والتوضيحات المفيدة([37]).

 وأخيراً في عام 2011م قامت السيّدة الفاضلة زابينه اشميتكه، بمعيّة السيد رضا پور جوادي، بتصحيح وتحقيق النصّ الكامل([38])، مع مقدمة رائعة للمناظرة، وعلى أكثر من 12 مخطوطة من مختلف مكتبات العراق وإيران وبريطانيا. وهذا التحقيق والتصحيح العلمي للمناظرة جعلها الرائدة من بين الطبعات السابقات([39]).

5ـ 2ـ تعامل البلاغي مع التراث اليهودي في النجف

وكذلك نرى في النجف أحد أبرز أساتذة تلاميذ محمد مهدي بحر العلوم، وهو محمد جواد البلاغي(1935م)، ينبري للحوار والجدل مع يهود العراق. يبذل جهوداً جبّارة لتعلُّم اللغة العبريّة من اليهود أنفسهم؛ لكي يقرأ الكتاب المقدس العبري من لغته الأصليّة. يقول عنه تلميذه المرجع الديني الشيعي شهاب الدين المرعشي النجفي(1990م): «رأيته مراراً يتلو العهد القديم (التوراة) العبري، في نهاية السلاسة وذلاقة اللسان، بحيث أقرّ حاخام اليهود بفضله وإحاطته بدقائق اللسان العبري»([40]).

اتخذ الشيخ البلاغي، الذي يُعَدّ علماً من أعلام الفكر الشيعي، المنهج المقارن في بعض الأحيان، عندما حاول مقارنة النصوص للكتب السماويّة الثلاثة، مثل: قصص الإله وقصص الأنبياء و… وكان يدعو الإنسان إلى الاستقراء عن الأديان؛ ليصل إلى الحقيقة([41]).

5ـ 3ـ الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء وسؤاله عن الفرق بين اليهوديّة والصهيونيّة

سُئل المرجع الكبير في مدينة النجف في ذلك الوقت الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء(1954م) عن الفرق بين الديانة اليهوديّة والحركة الصهيونيّة، حيث كان العراق آنذاك يعجّ بالحركة الصهيونيّة من جهةٍ، واخراج اليهود العراقيين من أرضهم.

وإليكم نصّ السؤال والجواب: «بعد تقبيل أياديكم الشريفة، إنني أمام مشكلة لم أستطع حلّها، ولذا أتقدّم إلى سماحتكم بهذا السؤال، راجياً من حضرتكم التفضّل بالإجابة، ولكم الشكر.

هل يوجد فرق بين الصهيونيّة واليهود؟ وإذا وُجد فرقٌ بينهما هل يشترك اليهود مع العرب في طرد الصهاينة، في حين أنّهم من عنصر ودين واحد؟ وإذا لم يوجد فرقٌ بينهما فكيف تأسّست في العراق عصبة يهوديّة لمكافحة الصهيونيّة؟ وأبقاكم الله لنا ذخراً وفخراً. (حسين فهمي الخزرجي، طالب في ثانويّة النجف)

الجواب

اليهوديّة دين من الأديان الإلهيّة، ورابطة بين الخالق والمخلوق بواسطة نبيّ من أولي العزم، ذات أحكام وطقوس تمنع الظلم والعدوان، وتدعو إلى البرّ والإحسان.

أمّا الصهيونيّة فهي جمعيّة سياسيّة محضة، تريد إنشاء دولة وتشكيل حكومة قوميّة، غير مقيّدة بعدلٍ ولا قانون، بل أساسها الظلم والعدوان، وانتزاع الحق من أهله. لا رابطة لها مع الله عزَّ شأنه بوجهٍ من الوجوه، بل قائمة على البطش والقوّة. فأين هذه من اليهوديّة الحقيقيّة؟! نعم، الصهيونيّة قد اتّخذت من اليهوديّة عنواناً وديناً لها، ولكنّها خدعاً ومكراً غير ملتزمة بأحكامها، ولا سائرة على مناهجها.

(وعلى أيٍّ) فالفرق واضحٌ. أمّا أنّ اليهود يشاركون العرب في طرد الصهاينة، أو أنّهم يساعدون الصهيونيّة بجامع اليهود سرّاً وجهراً، فذاك أمرٌ آخر لا حاجة إلى الإجابة عنه، وهو غنيٌّ عن البيان يعرفه كلّ ذي وجدان. أمّا العرب من اليهود فيكون التنازع والتدافع فيهم لعاملين: القوميّة تدفعهم إلى العرب؛ والدينيّة تدفعهم إلى اليهود، ولا ندري لأي العاملين تكون الغلبة. أمّا عصبة مكافحة الصهيونيّة فتذكّرت قول الشاعر العراقي:

هل عند معتدل القوام *** عدلٌ، وهل عند الجيل جميلُ

ومعقرب الأصداغ ما لِلَديغها *** راقٍ وما لعليلها تعليلُ

وفي هذه الكفاية، ومنه تعالى البدء وإليه النهاية، 10 ربيع الثاني 1366هـ، محمد الحسين»([42]).

5ـ 4ـ مير بصري ونقيب أشراف النجف

خيّمت مصادرة المقبرة اليهوديّة القديمة من لدن السلطات على الحقبة المشرقة في حياة اليهود في ظلّ نظام حكم عبد الكريم قاسم. تقع هذه المقبرة التي استعملتها الطائفة اليهوديّة طوال مئات السنين، حتّى مستهلّ الخمسينيات في أطراف بغداد الشرقيّة.

«ومع تعاظم حركة التطوّر والبناء أحيطت المقبرة بالبنايات، المشاغل والمحال، إذ امتدت في الحقيقة على منطقة واسعة داخل المدينة. وأراد عبد الكريم قاسم أن يشيّد في بغداد برجاً مماثلاً للصرح الذي أقامه جمال عبد الناصر في قلب القاهرة. وتوجّه قاسم لغرض إقامة البرج إلى خبراء سوفييت؛ إذ قرروا أنّ المكان المناسب لإقامته هو المقبرة اليهوديّة»([43]).

وعندما استولت الحكومة العراقية على المقبرة اليهوديّة القديمة في بغداد حزن وتألّم اليهود في ذلك الوقت، بعد النكسات المتتالية التي مرّت عليهم. يقول مير بصري(2005م): «استولت الحكومة على المقبرة اليهوديّة القديمة في بغداد، تلك المقبرة التي ضمّت رفات آبائنا وأجدادنا، فسوَّت أرضها، وعفّيت قبورها. وقلتُ في ذلك:

أقبر أبي، دُرستَ مع القبور *** فوا حربي ويا وَيحَ الدثور

أضاق بك التراب، وفي بلادي *** ترابُ القفر يعبث بالصدور؟

وهذا التراب كُوِّن من جدودي *** وآبائي على مرّ العصور»([44]).

«ولا بُدَّ لي أن أذكر في هذا المقام أنّ السيد حسين الرفيعي نقيب أشراف النجف زارني في تلك الآونة، فوجدني ساهماً مفكّراً، وسألني عن السبب، فلمّا علم به قال لي على سبيل المواساة والتلطيف: (أنت تعلم أنّ وادي السلام، مدينة الأموات، أوسع من مدينة الأحياء في النجف. فإذا ضاقت بموتاكم المقابر في بغداد فإنني أقتطع لكم جانباً من الوادي؛ ليكون مقرَّ الراحة الأبديّة لجماعتكم)»([45]).

ويردف مير بصري قائلاً: «أما في العراق فكان المجتهدان العظيمان أبو الحسن الأصفهاني ومحسن الحكيم، ومفتي الديار العراقيّة نجم الدين الواعظ، مثالاً طيّباً للتسامح والتآلف»([46]).

وصدر في مدينة النجف مؤخَّراً كتابٌ من مجلّدين، فيه بحوث ومقالات وحوارات لعلماء النجف في العصر الحاضر حول الأديان، وعلى الخصوص الديانتين اليهوديّة والمسيحيّة، حيث ستجد في هذا الكتاب رؤية علماء الشيعة في النجف حول الأديان السماويّة، وإنْ كانت جلّها تحمل طابعاً نقديّاً، ولكنْ هي خطوة نحو الأمام لفهم الآخر، والحوار معه([47]).

5ـ 5ـ كربلاء واليهود حوار كلاسيكي، قديم حديث

«لم تكن قضيّة اليهود في الأربعينيات بمنأى عن أذهان المفكّرين والباحثين، فقد عاشت هذه الطائفة فترة من الزمن في مدينة كربلاء، وتوزّع سكّانها على عدّة محلات، أهمّها: محلّة باب النجف؛ إذ قطنت مجموعةٌ منهم في زقاق حلومة الخبّاز الواقع خلف أملاك الحاج محمد رشيد الصافي، رئيس بلديّة كربلاء الأسبق، وسكنت مجموعة أخرى جنب حمام اليهودي، الذي شيّده يعقوب شكر الله اليهودي أحد ملاّكيهم المشهورين، وكان موقعه نهاية سوق العلاوي، وهو حمامٌ صغير لا يتّسع لأكثر من عشرة أشخاص، وقد أطلق على ذلك الزقاق الذي كان يقطنه أولئك اليهود (عكد اليهود)، وكان توافدهم على مدينة كربلاء قد حدث في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي»([48]).

بل كانت هناك علاقات وثيقة بين اليهود وكربلاء، كما يروي لنا الأديب والكاتب مير بصري(2005م)، يقول: «حيث اشترى اليهود أراضي وبساتين في أرباض كربلاء، وكان آل حردون العائلة الموسويّة المعروفة تلتزم الدفن في كربلاء من الحكومة([49])، وتقيم وكلاءها في البلاد؛ لتنفيذ التعهّد، فإذا حلّ شهر محرّم يدفع آل حردون المال لإقامة موكب تعزية خاصّاً باسمهم، ويختارون أبلغ خطباء المنبر الحسيني مشاركةً لهم لأهل كربلاء في التفجُّع على الإمام الشهيد.

وقد ذكرت مأساة الأمم في ملحمتي التاريخيّة (مواكب العصور)، التي تعدّ آلاف الأبيات، فقلت:

أنا للحقّ، أنا سبط الرسول *** أنا للعدل وللدين القويم

قد دعاني القوم، فلأطو السهول *** والبوادي أقمع الظلم الوخيم

وأتى يقصد أرجاء العراق *** مع أطفال ضعاف ونساء

ورجالٍ حملوا عهد الوفاء *** قلّة أهل تفان ووفاء

يا لأرضٍ قد تروّت بالدماء *** وقف الدهر أسىً في كربلاء

يشهد المأساة في القفر الخلاء *** نُثرت ثمّ صدور وعظام

وتراءى الموت مشهور الحسام *** وسواد الحزن قد غطّى السماء»([50]).

ويحدّثنا الأديب والباحث في التراث العراقي الأستاذ سلمان هادي آل طعمة عن أسلمة اليهود في محافظة كربلاء قائلاً: «وكانت هناك امرأة يهوديّة تدعى (سارة)، حمراء البشرة، فارعة الطول، ذات جسم ضخم، تمارس بيع قماش (البوبلين)، و(زليخا) الذي كان يتولّى تصليح أوعية الفافون، وقد اعتنق الدين الإسلامي الحنيف فيما بعد مع زوجته (علية)، وغيَّر اسمه إلى (محمد علي)، وقد حسن إسلامهما، واشتهرا بالتزامهما بأحكام الشريعة، وقيامهما بأعمال البرّ والإحسان، مثل: إقامة مجالس التعزية الحسينيّة، وتقديم الطعام في المناسبات الدينيّة، وحَسْب مقدرتهما الماليّة، وقد سكنا بيتاً صغيراً يقع في نهاية شارع الدخانية، قريباً من جهة السراي، جوار دكان أكبر أبو الطرشي. ولما توفي (محمد علي) هذا دفن في مقبرة وادي أيمن، عند باب طويريج، التي درست وانمحت آثارها في وقتنا الحاضر.

وتنقل الروايات أيضاً أنّ يهوديّاً آخر في كربلاء كان قد أسلم على يد العالم الشيخ حسين زين العابدين، وأصبح على مذهب الشيعة الإماميّة، وكان يرتدي الثوب الأسود في شهر محرّم الحرام، ويحمل قربة ماءٍ يسقي بها العطاش»([51]).

6ـ التعامل الأكاديمي بين اليهود والشيعة في العراق، نسيم سوسة نموذجاً

بل نجد أحد العلماء العراقيين من اليهود، وهو أحمد نسيم سوسة(1982م)، يدخل إلى الإسلام ويعتنق المذهب الشيعي (الجعفري) دون حرجٍ، وبكلّ سلاسة، يقول: «ولنعُدْ الآن إلى الموضوع الذي نحن بصدده، أي موضوع المذهب الذي انتميت إليه… ولكنْ هناك ناحية مهمّة لا يسعني إغفالها أو تناسيها، فأنا ابن المحيط نشأت فيه، وقد عرفت فيه منذ الصبا المذهب الجعفري (الاثنا عشري)، الذي يدين به أبناء بلدتي، فأصبح هذا المذهب جزءاً من تكويني العقلي والفكري، ومن واجبي تقبّله والأخذ به؛ لما يتّسم به هذا المذهب من حبّ آل البيت، ذلك الحبّ الذي تتفق جميع المذاهب على التمسّك به كفرضٍ من فروض المبادئ الإسلاميّة، فكنتُ أشعر حين أسلمتُ بأنّي وارث للمذهب الجعفريّ من المجتمع الذي نشأتُ في وسطه، شأني في ذلك شأن مَنْ يرث مذهبه عن آبائه وأجداده»([52]).

7ـ المرجع الأعلى في النجف السيد الخوئي والحبر اليهودي

عندما نطالع كتاب البيان في تفسير القرآن، لزعيم الحوزة العلميّة في النجف أبو القاسم الخوئي(1992م)، يقول: «وقد جرت محادثةٌ بيني وبين حبر من أحبار اليهود تتّصل بموضوع انتهاء شريعتهم بانتهاء أَمَد حجّتها وبرهانها. قلتُ له: هل التدين بشريعة موسى× يختصّ باليهود أو يعمّ مَنْ سواهم من الأمم؟ فإنْ اختصّت شريعته باليهود لزم أن نثبت لسائر الأمم نبيّاً آخر، فمَنْ هو ذلك النبيّ؟ وإنْ كانت شريعة موسى عامّة لجميع البشر فمن الواجب أن يقيموا شاهداً على صدق نبوّته وعمومها…

فقال: إنّ معاجز موسى ثابتة عند كل اليهود والنصارى والمسلمين، وكلّهم يعترفون بصدقها. وأمّا معاجز غيره فلم يعترف بها الجميع، فهي لذلك تحتاج إلى إثبات»([53]).

طبعاً للحوار تكملة لم ندرجه بأكمله. وهذا إنْ دلّ على شيءٍ فإنه يدلّ على مدى التقارب والحوار بين الشيعة واليهود في العراق، سواء على مستوى الناس العاديين أو الأكاديميين أو رجال الدين، وإلى وقتٍ قريب.

8ـ بين التجّار اليهود والشيعة أواصر اقتصادية وثقافية

يروي لنا إسحاق نقّاش، اليهودي العراقي المتخصِّص بالشيعة العرب في العصر الحاضر، نقلاً عن المجتهد الشيعي السيد محسن الأمين، قائلاً: «وكان دور اليهود مهيمناً على الحياة الاقتصاديّة لمدينة بغداد خلال الحكم الملكي، بحيث إنّهم أثروا كذلك من النشاط الديني ـ الاجتماعي للوسط التجاري الشيعي في بغداد والكاظمين. وقد لاحظ المجتهد الشيعي اللبناني محسن الأمين، الذي زار الكاظمين في 1934/1935، ممارسة تجّار بغداد الشيعة زيارة أضرحة الأئمة في الكاظمين يوم السبت، عِوَضاً عن الجمعة، رغم أنّ هذا اليوم هو المفضّل لزيارة الضريح الأسبوعيّة. وأوضح أنّ نشاط التجّار الشيعة في مجالهم يعتمد على خدمات التجّار والسماسرة اليهود، الذين يسيطرون على تجارة بغداد. ولذا كان على الشيعة ان يأخذوا عطلتهم الأسبوعيّة يوم السبت، على غرار التجّار اليهود»([54]).

بل نجد حتّى الآن في مدينة النجف في العراق، المدينة المقدّسة لدى الشيعة في العالم، زقاقاً معروفاً قرب مرقد الإمام علي بن أبي طالب، في شارع الصادق، يُسمّى باللهجة النجفيّة «عكد اليهودي»([55])، حيث كان يقطنه أحد يهود العراق. بل كانت هناك علاقات تربط بين التجّار الشيعة في مدينة النجف مع يهود بغداد حتّى أواسط الأربعينيّات من القرن الماضي.

الهوامش

(*) باحثٌ متخصِّصٌ في دراسات الأديان المقارنة. من العراق.

([1]) مارك كوهين، بين الهلال والصليب وضع اليهود في القرون الوسطى: 347، قدّم له: صادق جلال العظم، ترجمة: إسلام ديه ـ معز خلفاوي، ط1، كولونيا (ألمانيا) بغداد، 2007م.

([2]) للمزيد عن هذا الموضوع راجع: برنالد لويس، الإسلام في التاريخ، الأفكار والناس والأحداث في الشرق الأوسط: 235 ـ 237، ترجمة: مدحت طه، مراجعة وتقديم: أحمد كمال أبو المجد، ط1، القاهرة، المجلس الأعلى للثقافة، 2003م.

([3]) كان لليهود أسواقهم في العاصمة بغداد، كما أنهم شغلوا أماكن كثيرة في أسواق بغداد والبصرة، كان من أشهرها وآخرها سوق مرجان في منطقة العلوية بالكرادة الشرقية ببغداد. يقع سوق دانيال وسط منطقة الشورجة التجارية في بغداد، والذي بناه اليهود في ثلاثينيات القرن الماضي. عائدات السوق من إيجار المحال وغيرها كانت تذهب إلى الوقف اليهودي في بغداد.

([4]) أشار إلى هذه الحادثة أيضاً، ولو بشكلٍ آخر: إسحاق نقّاش، شيعة العراق: 414، ترجمة: عبد الإله النعيمي، ط1، دمشق ـ بيروت، دار المدى للثقافة والنشر، 1996م.

([5]) هذه الأحاديث توجد في نسخة مكتبة الوزيري في مدينة يزد الإيرانيّة، برقم 968.

([6]) يقول محقّق النسخة السيد جعفر العارف الكشفيّ: «هكذا وردت كلمة (سورة) في نسخ هذا الكتاب، وقد أبدلناها في عملنا هنا بكلمة (النصّ) حُرمة لما يتبادر من كلمة (السورة) الخاصّة بالقرآن الكريم».

([7]) عبد الله بن عبّاس، عن الإمام أمير المؤمنين× عليّ بن أبي طالب، (الأحاديث القدسيّة، أربعون نصّاً من التوراة)، إعداد: السيّد جعفر العارف الكشفيّ، مجلة «علوم الحديث»، طهران، كلية علوم الحديث، السنة 12، العدد 24: 61 ـ 85، 1429هـ ـ 2008م.

([8]) التَّوْراة: 520، التفسير الأصلي من معالي الحاخام سعديا غاؤون بن يوسف الفيّومي، نقل المخطوطات للأحرف العربيّة: حاخام ينطوب حاييم بن يعقوب دقنيش الكوهين، ط1، أورشليم، 2015م.

([9]) عبّاس القمّي، مفاتيح الجنان، ويليه كتاب الباقيات الصالحات: 109، تعريب: السيد محمد رضا النوري النجفي، ط1، بيروت، دار المرتضى، 2012م.

([10]) التَّوْراة: 134.

([11]) كلمة (حوريب) تعني صحراء سيناء، وقد صحّفت في دعاء السّمات إلى (حوريث). (انظر في ذلك: حسين توفيقي، آشنائي با أديان بزرگ: 85، ط14، طهران، سمت ـ طه ـ، جامعة المصطفى العالميّة، 2011م).

([12]) عبّاس القمّي، مفاتيح الجنان، ويليه كتاب الباقيات الصالحات: 124.

([13]) المصدر السابق: 106.

([14]) فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. (3: 14).

في حين ورد في ترجمة سعيديا غاؤون للتوراة هكذا: «قال له الأزلي الذي لا يزول، ثمّ قال: كذا قُلّ لبني يسرائيل، الأزلي بعثني إليكم». (التَّوْراة: 135، التفسير الأصلي من معالي الحاخام سعديا غاؤون بن يوسف الفيّومي، نقل المخطوطات للأحرف العربيّة: حاخام ينطوب حاييم بن يعقوب دقنيش الكوهين).

([15]) على سبيل المثال: انظر إلى بعض أسماء الأنبياء المذكورين في دعاء أم داوود: «اللهُمَّ صَلِّ عَلَى هَابِيلَ وشَيْثٍ وإِدْرِيسَ ونُوحٍ وهُودٍ وصَالِحٍ وإِبْرَاهِيمَ وإِسْمَاعِيلَ وإِسْحَاقَ ويَعْقُوبَ ويُوسُفَ والأَسْبَاطِ ولُوطٍ، وشُعَيْبٍ وأَيُّوبَ ومُوسَى وهَارُونَ ويُوشَعَ ومِيشَا والْخِضْرِ وذِي الْقَرْنَيْنِ ويُونُسَ وإِلْيَاسَ والْيَسَعِ وذِي الْكِفْلِ وطَالُوتَ ودَاوُودَ وسُلَيْمَانَ وزَكَرِيَّا وشَعْيَا ويَحْيَى وتُورَخَ ومَتَّى وإِرْمِيَا وحَيْقُوقَ ودَانِيَالَ وعُزَيْرٍ وعِيسَى وشَمْعُونَ وجِرْجِيسَ والْحَوَارِيِّينَ والأَتْبَاعِ وخَالِدٍ وحَنْظَلَةَ ولُقْمَانَ…». (عبّاس القمّي، مفاتيح الجنان، ويليه كتاب الباقيات الصالحات: 219).

([16]) انظر: حسين توفيقي، دروس في تاريخ الأديان: 148، ترجمة: أنور الرصافي، ط3، قم، منشورات جامعة المصطفى العالميّة، 2009م.

([17]) يذكر المؤرخون بأن السيد المرتضى كان يتعهّد لطلاّبه وملازمي مدرسته ومجلسه العلمي بمكافآت ماليّة جيّدة، بل إنّه كان يتعهّد لبعضهم بما يكفي مؤونة عيشهم من المال.

كما ورد في بعض كتب التراجم، منها: الميرزا محمد باقر الخوانساري الأصبهاني، روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات 4: 296، تحقيق: أسد الله إسماعيليان، قم، مكتبة إسماعيليان، 1391هـ. ومقدّمة تحقيق كتاب: أمالي المرتضى (غُرر الفوائد ودرر القلائد) 1: 9، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، صيدا ـ بيروت، المكتبة العصريّة، 2009م.

([18]) بالعبريّة: ياشار بن حسد بن ياشار.

([19]) له مؤلفات عدّة، منها: شرحٌ على سفر التكوين.

([20]) للمزيد عن عناية واهتمام اليهود القرائين بتراث الشريف المرتصى، ونقولاتهم عنه في تراثهم، انظر:

Schwarb, Gregor, (Sahl b. al ـ Faḍl al ـ Tustarī’s Kitāb al ـ Īmāʾ), Ginzei Qedem: Genizah Research Annual, 2, 2006, pp. 61.

([21]) גריגור שוורב

([22]) Schwarb, Gregor, (Sahl b. al ـ Faḍl al ـ Tustarī’s Kitāb al ـ Īmāʾ), p. 76.

([23]) Abraham Firkovich.

([24]) زابينه اشميتكه، (موارد المسلمين المخطوطة في مجموعة أبراهام فيركويج، المكتبة الوطنيّة الروسيّة، سانت بطرس برج)، النجف، مجلّة المخطوطات والوثائق الإسلاميّة، السنة الأولى، العدد 1: 63 ـ 64، 2015م.

([25]) رضي الدين أبي القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس (ابن طاووس)، سعد السعود للنفوس، عرض منضود من كتب وقف عليّ بن موسى بن طاووس: ‌79، تحقيق: فارس تبريزيان الحسّون، ط1، قم، منشورات دليل ما، 1421هـ (2000م). ويقصد من الوقف أي أوقفها في مكتبته الخاصة والكبيرة في مدينة الحلّة.

([26]) انظر: المصدر السابق: ‌63 ـ 105.

([27]) اسمه: عفيف الدين أبو عليّ بن حزقيال بن الفرج الإسرائيلي اليعقوبي.

([28]) Kohlberg, Etan, IBN TAWUS And His Library, Leiden, E. J. Brill, 1992, p. 18.

([29]) كاظم حبيب، يهود العراق والمواطنة المنتزعة: 556، ط1، ميلانو (إيطاليا) بغداد، منشورات المتوسط، 2015م.

([30]) تقع ذي الكفل في جنوب مدينة الحلّة (30 كيلو متر) بين النجف وكربلاء.

([31]) Moritz Steinschneider.

([32]) موريتس شتينشنيدر، أدب الجدل والدفاع في العربيّة بين المسلمين والمسيحيين واليهود، ترجمة: صلاح عبد العزيز محجوب إدريس، مراجعة وتقديم: محمد خليفة حسن، ط1، القاهرة، المجلس الإعلى للثقافة ـ المشروع القومي للترجمة، 2005م.

([33]) British Library.

([34]) صفحة 189 من الترجمة العربيّة للكتاب.

([35]) Moshe, Prelmann, (A Late Muslim Jewish Disputaion), Proceedings of the American Academy for Jewish Research, 12, 1942, pp. 51-58.

([36]) محمد المهدي بحر العلوم الطباطبائي، رجال السيّد بحر العلوم المعروف بالفوائد الرجاليّة 1: 50 ـ 65، حقّقه وعلّق عليه: محمد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم، مكتبة العلمين الطوسي وبحر العلوم، النجف، 1965م.

([37]) Vera. B. Moreen, (A Shīʿī ـ Jewish, Debate «Munāẓara» in the Eighteenth Century), Journal of the American Oriental Society, 119, 1999, pp. 570-589.

([38]) النص العربي، مع ترجمته الفارسيّة في ذلك الوقت.

([39]) المعلومات الكاملة لهذه الطبعة:

مناظرة بحر العلوم سيد محمد مهدي بروجردي طباطبائي(1212هـ) با يهوديان ذو الكفل، ﮔزارشهاي عربي وفارسي، با مقدّمة وتصحيح: زابينه اشميتكه ورضا پور جوادي، ط1، طهران، ميراث مكتوب، 2011م. النصّ العربي من صفحة 1 إلى 35.

([40]) منذر الحكيم ومحمد الحسّون، موسوعة العلاّمة الشيخ محمد جواد البلاغي (المدخل)، حياة العلاّمة الشيخ محمد جواد البلاغي، عصره، حياته، مختارات من ترجمته: 413، ط2، قم، المركز العالمي للعلوم والثقافة الإسلاميّة، 2010م، نقلاً عن: رسالة وسيلة المعاد في مناقب شيخنا الأستاذ، لشهاب الدين المرعشي النجفي.

([41]) للمزيد راجع: ثائر عبّاس النصراوي، الملامح العامّة لمنهج نقد الفكر الديني اليهودي عند الشيخ محمد جواد البلاغي: 332، 334، بغداد، بيت الحكمة، 2011م.

([42]) محمد الحسين آل كاشف الغطاء، قضيّة فلسطين الكبرى في خطب الإمام الأكبر الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء: 26 ـ 27، ط1، بيروت، دار الهادي، 2003م.

([43]) نسيم قزّاز، اليهود في العراق في حقبة حكم الزعيم عبد الكريم قاسم (تموز 1958 ـ شباط 1963): 39، ترجمة: صباح ناجي الشيخلي، ط1، بغداد، دار المأمون للترجمة والنشر، 2013م.

([44]) وقد عبر مير بصري عن حزنه وألمه حول هدم قبر والده المدفون في سنة 1927م بأبيات قصيدة نظمها في سنة 1968م بعنوان: «فراق القبر»، وعاد سنة 1977م برثاء والده بقصيدةٍ أخرى. (انظر: نسيم قزّاز، اليهود في العراق في حقبة حكم الزعيم عبد الكريم قاسم: 39).

([45]) جودت القزويني، تاريخ القزويني، في تراجم المنسيين والمعروفين من أعلام العراق وغيرهم (1900 ـ 2000م) 30: 36 ـ 37.

([46]) في إحدى الرسائل التي كتبها مير بصري إلى فاضل الجمالي، والمنشورة في: تاريخ القزويني، في تراجم المنسيين والمعروفين من أعلام العراق وغيرهم (1900 ـ 2000م) 30: 52، ط1، بيروت، الخزائن لإحياء التراث، 2012م.

([47]) للاطّلاع عن هذين المجلّدين راجِعْ: محمد عزّت الكرباسي ومازن طالب القرشي (إعداد)، موسوعة النجف الأشرف، علم الأديان، ط1، النجف، مركز النجف الأشرف للتأليف والتوثيق والنشر، 2015م (جزءين).

([48]) (اليهود في كربلاء)، هولنده، مجلة الموسم، العدد 125: 639، 2016م.

([49]) يقصد الحكومة العثمانيّة أيام الوالي المصلح مدحت باشا سنة 1869م.

([50]) (ذكريات من كربلاء)، مجلة الموسم، العدد 124: 47 ـ 48، هولنده، 2016م.

([51]) سلمان هادي آل طعمة، (اليهود في كربلاء)، مجلة الموسم، العدد 125: 640، هولنده، 2016م.

([52]) أحمد سوسة، حياتي في نصف قرن: 75 ـ 76، ط1، بغداد، دار الشؤون الثقافيّة العامة، 1986م.

للمراجعة انظر: الدكتور أحمد سوسة (10 ـ 6 ـ 1900 / 6 ـ 2 ـ 1982م) من اليهوديّة إلى التشيّع، صفحة مضيئة من سيرته وفصل من مذكراته)، الموسم، مجلة فصليّة مصوّرة تعنى بالتراث والآثار، هولنده (Holland)، العددان 63 ـ 64: 485 ـ 511، السنة العشرون، 2008م.

([53]) أبو القاسم الموسوي الخوئي، البيان في تفسير القرآن (ضمن موسوعة الإمام الخوئي 50: 508)، قم، مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي.

([54]) إسحاق نقّاش، شيعة العراق: 413 ـ 414، ترجمة: عبد الإله النعيمي.

([55]) عكد باللهجة النجفيّة الدارجة تعني زقاق.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً