نظرة موجزة إلى تدوين الحديث عند أهل السنّة ـــــــ
يرتبط أحد أسباب اختلاف الحديث الموجودة بين حديث الشيعة وحديث أهل السنّة بمسألة الكتابة والتدوين، فمن المُسَلّم بالنسبة لأحاديث أهل السنّة أنّها كانت ممنوعة الكتابة، بالرغم من الروايات الموجودة عندهم والتي سَمَح فيها رسول الله2 بكتابة وتدوين الحديث([1]). وقد كانت هناك بعض المساعي المحدودة في كتابة بعض الروايات عن الرسول 2 والمتفرّقة هنا وهناك مثل وجود بعض الكتابات الدالّة على وجود تدوين للحديث في زمن النبي 2([2])؛ وبالرغم من ذلك كلّه وتحت غايات مختلفة حجّموا ــ بل منعوا ــ تدوين الحديث بعد رحلة الرسول2([3]).
وقد استمرّت هذه السياسة ما يُقارب القرن من الزمان، ونتيجة لذلك المنع أصاب الروايات الصادرة عن الرسول 2 ضرر كبير بحيث ضاع الكثير منها، واضطرّ البعض إلى النقل بالمعنى عن رسول الله 2، بينما ابتُلي البعض الآخر بجعل الروايات وتحريفها([4]).
وأخيراً، وفي نهاية القرن الأول الهجري، قام عمر بن عبد العزيز ــ أحد خلفاء بني أميّة ممّن طاب مولده وتيقّظ ضميره ــ بإصدار الأوامر إلى عامله في المدينة بالسماح بكتابة الحديث ورفع الحظر عنه، فقد جاء في خطابه إلى أبي بكر محمد بن حزم الأنصاري: mأنظر ما كان من حديث رسول الله 2 أو سنّته فاكتبه؛ فإنّي قد خفت دروس العلم وذهاب العلماءn ([5]).
وقد صرّح بعض المحقّقين أنه رغم وجود حُسن نية من جانب الخليفة الأموي وإصدار أوامره في السماح بكتاية الحديث إلاّ انه لم يُمتثل أمره بسرعة، لماذا؟ لأنّ مدّة خلافة عمر بن عبد العزيز كانت سنتين وخمسة أشهر فقط، مبدؤها سنة ثمان أو تسع وتسعين، ومنتهاها بموته عام 101هـ، فلم يُنقل امتثال أمره بتدوين الحديث في زمانه([6]).
mويبدو أنه لمّا عاجلَت المنيّة عمر بن عبد العزيز انصرف ابن حزم عن كتابة الحديث.. وفَتَرَت حركة التدوين فجدَّ في هذا الأمر ابن شهاب الزهريn([7])، لذلك يعتبر ابن شهاب أوّل من بدأ بتدوين الحديث عند أهل السنّة؛ ومن المحتمل أيضاً أن يكون تأخير امتثال أمر عمر بن عبد العزيز لكون الخليفة الثاني هو الذي نهى عن كتابة الحديث فيكون أمره أقوى من أمر عمر بن عبد العزيز، ولهذا لم تأخذ كتابة الحديث في زمان الخلافة الأمويّة دَورها في تنظيم الحديث وترتيبه([8])، ولم تتحقّق كتابة الحديث بصورة فعليّة إلاّ في القرن الثاني متزامنةً مع خلافة بني العبّاس، وقد انتهت بتصنيف جملة من المسانيد والصحاح والسنن([9]).
كانت هذه خلاصة تاريخ كتابة الحديث عند السنّة، وقد كان هناك فاصلة كبيرة بين صدور الحديث من الرسول 2 إلى تدوينه بعد أكثر من قرن، ممّا أدى إلى ضياع الكثير من الروايات، وأدّى إلى ظهور الأحاديث المجعولة عنه 2. والدليل على كثرة جعل الحديث بروز مئات الألوف من الأحاديث المجعولة بين أهل السنّة، ليجتهد بعدها المحدّثون في استخراج الروايات وانتخابها من بين مئات الألوف منها، ومن ثم ترتيبها في كُتُبهم([10]).
وقد أشار العلامة الأميني في الجزء الخامس من كتابه: الغدير، إلى الكثير من الأحاديث المجعولة، وبشكل مبسوط ومفصّل([11]).
أما الشواهد التاريخية بخصوص كتابة الحديث عند الشيعة، فإن المشكلات والحوادث التي وقعت لأهل السنّة لم تقع ولم تحدث عند كتابة الحديث في الوسط الشيعي، فالفاصلة بين صدور النص وكتابته لم تتضمّن أي تغيير يُلحَظ في ألفاظ الحديث، كما لم يحدث تغيير فاحش في معانيه، أضف إلى ذلك قلّة الأحاديث المجعولة عند الشيعة مقارناً بآلاف الأحاديث المجعولة عند أهل السنّة.
لماذا اهتمّ الشيعة بكتابة الحديث؟ ـــــــ
يمكن القول بأن كبار الشيعة ــ وعلى رأسهم أصحاب الأئمة الأطهار Fــ وبالإستفادة من ثقافتهم القرآنية وسيرة الرسول 2 وأئمتهم، قاموا بكتابة الحديث وتثبيته في صحفهم منذ البداية؛ فكان لهم قَصَب السّبق في ذلك المضمار.
إنّ أول أمر جادَ به الوحي من الله سبحانه:>اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ<، وأكثر المفسّرين على أن هذه السورة أول ما نزل من القرآن، وأول يوم نزل جبرئيل B على رسول الله2([12]) كان القلم فيه هو الوسيلة التعليميّة، علاوة على ذلك، فإن الله سبحانه في سورة>ن وَالْقَلَمِ< والتي تعتبر من أقدم السور القرآنية النازلة على رسول الله 2، يُقسم بالقلم والكتابة، وهذا مطابق لأحد الوجوه التفسيريّة التي جاء بها العلامة الطبرسي في مجمع البيان([13])، ونجد في القرآن شواهد كثيرة يتكلّم فيها الله سبحانه عن آلات الكتابة وأدواتها([14])، فالله سبحانه يوصي في آية الدَّين بكتابته إلى أجل مسمّى: >يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ< (البقرة: 282)، ويقول سبحانه في فلسفة كتابة الدَّين في الآية نفسها: >ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ الله وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ<، ففي إنجاز معاملات الدَّين والقرض ــ وهي مجرّد إعطاء أموال للآخرين ــ يهتمّ سبحانه بها ويعلّمنا كيف نكتب الدين فيما بيننا، فمِنْ باب أولى أن يهتمّ سبحانه بمسائل أكبر منها، كالمسائل الدينيّة التي يتوقّف حفظ الدين والشريعة على تدوينها وكتابتها.
المسألة المهمّة الآخرى في القرآن هي تأكيده واستعماله لكلمة (الكتاب)([15]) في مصاديق متنوعّة ومناسبات مختلفة، فمن أسماء القرآن (الكتاب)، وكذلك استعمل القرآن كلمة الكتاب مضافةً إلى مصاديق أخرى مثل كتاب الأبرار وكتاب الفجار وكتاب مبين([16])، وكذلك استعمل كلمة الكتاب بشكل مطلق أيضاً؛ فقال: >مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ< (الحديد: 22)، فوجود هكذا تعابير في القرآن أدّى إلى أن يُلزم بعض الصحابة والتابعين بكتابة الحديث وتدوينه، وكان من جملتهم محمد بن سعد؛ حيث يكتب أبو هلال عنه: mقيل لقتادة: يا أبا الخطاب! أنكتب ما نسمع؟ قال: وما يمنعك أن تكتب وقد أنبأك اللطيف الخبير أنه قد كتب وقرأ: >قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى< (طه: 52)n([17]).
هذا بالنسبة للآيات الموافقة لتدوين الحديث الشريف، أمّا الروايات فرسول الله2 كان مِن الموافقين على كتابة الحديث وتدوينه، فكان لا يمانع مَنْ كان عنده القدرة على الكتابة في تدوين كلامه 2، وكان الأصحاب أيضاً لديهم صُحُف كتبوا فيها ما جاء عن الرسول 2، وكُتُب التاريخ مليئة بأسماء هؤلاء الذين كانت لديهم صُحُف، وهناك شواهد ودلائل على ذلك، ليست هذه المقالة بصَدد ذكرها([18]).
وننقل شاهداً واحداً على ما تقدّم من كلامنا، إذ فيه حسمٌ لهذا الموضوع، وهو الحوار الذي جرى بين عبدالله بن عمرو بن العاص وبين رؤساء قريش وكبرائهم في تدوين الحديث الشريف، وقد نقلت هذا الحوار أكثر الكتب الحديثيّة السنيّة، أما نحن فنكتفي بنقل الحادثة من مسند أحمد بن حنبل على لسان عبدالله بن عمرو بن العاص.
يقول: mعن يوسف بن ماهك، عن عبدالله بن عمرو قال: كنت أكتب كلّ شئ أسمعه من رسول الله 2، أريد حفظه، فنَهَتْني قريش، فقالوا: إنّك تكتب كلّ شيء تسمعه من رسول الله 2، ورسول الله 2 بشر يتكلّم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتابة، فذكرت ذلك لرسول الله، فقال: اكتبْ، فوالذي نفسي بيده ما خرج منّي إلاّ حقّn([19])، وبَعدَ أن سمع عبدالله بن عمرو بن العاص هذا الحديث من رسول الله 2، قام بجمع ما عنده من أحاديثه 2 وأسماها (الصحيفة الصادقة)، وقد اشتهرَت بهذا الإسم، وهي تحتوي على ألف حديث أو ألف خطبة، كما قال ابن الأثير([20])، وكانت هذه الصحيفة عزيزةً على قلب عبدالله بن عمرو mقال مجاهد: أتيت عبدالله بن عمرو؛ فتناولت صحيفةً تحت مفرشه، فمنعني، قلت: ما كنت تمنعني شيئاً! قال: هذه الصادقة (فيها) ما سمعت من رسول الله 2 ليس بيني وبينه أحد، إذا سَلٍمتْ لي هذه وكتاب الله والوَهْط، فلا أبالي علام كانت عليه الدنيا، والوَهْط أرضٌ كانت له يزرعهاn([21]).
وكتب صبحي الصالح حول تأثير كلام رسول الله 2 في عبدالله بن عمرو بن العاص يقول: mومنْ أشهر الصّحف المكتوبة في العصر النبوي mالصحيفة الصادقةn التي كتبَها جامٍعُها عبدالله بن عمرو بن العاص من رسول الله، وقد اشتملَت على ألف حديث، كما يقول ابن الأثير، وإذا لم تصل هذه الصحيفة كما كتبها عبدالله بن عمرو بخطّه، فقد وصل إلينا محتواها؛ لأنه محفوظ في مسند الإمام أحمد؛ حتى ليصحّ أن نَصفَها بأنها أصدق وثيقة تاريخيّة تثبت كتابة الحديث على عهده صلوات الله عليه، ويزيدنا اطمئناناً إلى صحّة هذه الوثيقة أنها كانت نتيجة طبيعيّة ومحتومة لفتوى النبي 2 لعبدالله بن عمرو وإرشاده الحكيم له، فقد جاء عبدالله يستفتي رسول الله % في شأن الكتابة قائلاً: أكتب كل ما أسمع؟ قال: نعم، قال: في الرضا والغضب؟ قال: mنعم فإني لا أقول في ذلك إلاّ حقّاًn، ويخيّل إلينا أنه لابّد أن يكون عبدالله بن عمرو قد أخذ في كتابة الأحاديث بعد هذه الفتوى الصريحة من الرسول الكريم، وتلك الصحيفة الصادقة كانت ثمرة هذه الفتوى، وآية اشتغال ابن عمرو بكتابة هذه الحصيفة وسواها من الصحف أيضاً قولُ أبي هريرة الصحابي الجليل: mما مِن أصحاب رسول الله 2 أحد أكثر حديثاً عنه منّي، إلاّ ما كان من عبدالله بن عمرو؛ فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب وأكبر الظن أن عمرو بن شعيب، وهو حفيد عبدالله بن عمرو، إنّما كان يروي فيما بعد من أحاديث هذه الصحيفة قارئاً أو حافظاً من أصلها، وقد أتيحَ للتابعي الجليل مجاهد بن جبير أن يرى هذه الصحيفة عند صاحبها عبدالله بن عمروn([22]).
وعليه، يمكن أن نستفيد من نفس حديث أبي هريرة في حقّ عبدالله بن عمرو، حيث قال: mما كان أحدٌ أحفظ لحديث رسول الله 2 منّي إلاّ عبدالله بن عمرو بن العاص، فإنه كان يكتب ولا أكتبn([23]) أن أمر الكتابة كان واسعاً عند الرجل، سيما ونحن نعرف أنّ أبا هريرة نفسه من المُكْثرين في نقل حديث رسول الله2، وعنده الآن في الجوامع الروائية لأهل السنّة 5374 حديثاً([24]).
ونستنتج ــ بعد نقل الآيات القرآنية والروايات المرتبطة بكتابة الحديث ــ أنّ كتابة الحديث بالنسبة للشيعة كان شائعاً سائغاً، خصوصاً وأن أئمة الشيعة F كانوا يؤكّدون على كتابة الحديث وتدوينه.
ومن دون الحاجة لذكر القرائن الدالّة على كتابة الحديث الشريف والحثّ عليه، نقول: إنّ تاريخ كتابة الحديث عند الشيعة قد مرَّ بمقطعَين زمنيين، هما:
أ ــ كتابة الحديث عند الشيعة إلى ما قبل الإمامَين الصّادقَين.
ب ــ كتابة الحديث عند الشيعة بعد الإمامين الصادقَين.
ا ـ كتابة الحديث عند الشيعة إلى ما قبل الإمامين الصادقّين ‘ ـــــــ
الفترة ما قبل الصادقَين مواكبةٌ تماماً للقرن الأول الهجري، وهي الفترة الزمنيّة التي كانت فيها سياسة منع التدوين سائدةً؛ لأن الساسة في ذلك الوقت كانوا يرومون كتمان فضائل أئمة أهل البيت F، وتحجيم الشيعة وعدم السماح لهم بالانطلاق لتعليم أحاديث الرسول 2، خصوصاً فضائل أهل البيت.
ومّما يُؤسف له أنّ كثيراً من الروايات الدالّة على اهتمام الأئمة بالكتابة لم تقع تحت أيدينا؛ لأن الحقد الأموي لم يترك شيئاً إلاّ وخرّبه وحاول إزالته، لكن رغم ذلك كلّه، كانت هناك إشارات تحكي اهتمام الأئمّة F بكتابة الحديث، وأهمّها:
1 ــ محمد بن الحسن الصفار: قال رسول الله 2 لعلي %: mأكتب ما أملي عليك، قال علي %: يا نبي الله! وتخاف عليَّ النسيان؟ قال: لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت الله لك أن يحفظك فلا ينساك، لكن اكتُبْ لشركائك، قال: قلت: ومن شركائي يا نبي الله؟ قال: الأئمة من ولدكn([25]).
يجب القول ــ في توضيح هذا الحديث ــ : إنّ علي بن أبي طالب % كان من جملة كتّاب رسول الله 2، وكتَبَ الكثير من روايات الرسول 2 في السرّ والعلانية، وهذا الحديث يُظهر الكتابة الخاصّة لعلي % في محضر رسول الله 2 حيث جاء فيه كلامٌ عن الميراث الخاص لعلوم أهل البيت E وعلى رأس هذه المواريث الكلام عن مصحف علي % ذي المحتوى القرآني، وكتاب الجامعة ذي المحتوى الفقهي.
2 ــ يروي زرارة عن الإمام الصادق % قال: mجاءت فاطمة I تشكو إلى رسول الله 2 بعض أمرها، فأعطاها رسول الله 2 كريسة وقال: تعلّمي ما فيها، فإذا فيها: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو لٍيَسْكُتn([26]).
ولتوضيح هذا الحديث؛ هناك شواهد على وجود صحيفة عند فاطمة I، مٍنْ جُملتها الرواية التي ينقلها محمد بن جرير الطبري في كتابه (دلائل الإمامة)، فحسب هذا الحديث ترى فاطمة I قيمة هذه الصحيفة معادلةً لوجود أبنائها: الحسن والحسين H، وهذه الصحيفة ذات القيمة العالية جاء فيها الحديث المذكور في بداية الفقرة: mمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره..n([27]).
3 ــ صرّح السيوطي في كتاب تدريب الراوي، أنّ علياً وابنه الحسن ــ بعد رحلة الرسول 2 ــ كانوا من الداعين لكتابة الحديث الشريف: mاختلف السّلف من الصحابة والتابعين في كتابة الحديث فكَرهها طائفة، منهم: ابن عمرو، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبو موسى، وأبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وابن عباس، وآخرون، وأباحها طائفة وفعلوها، منهم: عمرو، وعلي، وابنه الحسن، وابن عمر، وأنس، وابن عباس، وابن عمر أيضاً، والحسن، وعطاء، وسعيد بن جبير، وعمر بن عبد العزيزn([28])، وقد جاء هذا الكلام في مقدّمة ابن صلاح مع شيء من الاختصار([29]).
4 ــ نقل الدارمي عن شرحبيل بن سعيد: mدعا الحسن بنيه وبني أخيه؛ فقال: يا بنيّ وبني أخي! أنّكم صغارُ قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلّموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه ــ أو قال يحفظه ــ فليكتبه وليضعه في بيتهn([30]).
5 ــ وأسند الديلمي عن عليّ مرفوعاً: <إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بسنده>([31]).
6 ــ ويكتب الخطيب البغدادي: <عند علي % صحيفة فيها أحكام أسنان الإبل، وحكم ديّة بعض أقسام الجراحات، وقال يوماً: <مَن يشتري منّي علماً بدرهم>، يقول أبو خيثمة: <قمت بشراء ورقة بدرهم وكتبت فيها تلك الروايات>([32]).
7 ــ قال الكليني في حديث عن قول أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور، قال: <خطب أمير المؤمنين خطبةً بعد العصر، فتعجّب الناس من حُسن صفته، وما ذكره من تعظيم الله جل جلاله، قال أبو إسحاق: فقلت للحارث: أوما حفظتها؟ قال: كتبتُها، فأملاها علينا من كتابه: الحمد لله الذي لا يموت ولا تنقضي عجائبه..>([33])، ويُظهر هذا الحديث علاقة أصحاب علي % بكتابة الحديث.
كما وطبقاً لروايات أخرى، يظهر أنّ علياً كان يخطب ومجموعة كبيرة من الصحابة تكتب ما يقول، وفي بعض الأحيان كان يأمرهم بالكتابة، أو يُملي بنفسه عليهم بعض المطالب وهم يكتبون، وإليك بعض الشواهد على ذلك:
8 ــ عن ظريف بن ناصح قال: حدّثني رجل يُقال له: عبدالله بن أيوب، قال: حدثني أبو عمرو المتطبّب، قال: عَرَضْتُهُ على أبي عبدالله % قال: <أفتى أمير المؤمنين% فكتب الناس فُتياه وكتب به أمير المؤمنين إلى أمرائه ورؤس أجناده..>([34]).
9 ــ عن الأصبغ بن نباتة قال: <خَطَبَنا أمير المؤمنين في داره ــ أو قال: في القصر ــ ونحن مجتمعون، ثم أمر صلوات الله عليه فكتب في كتاب وقُرئ على الناس..>([35]).
10 ــ عن أبي جميلة قال: <قال أبو عبدالله %: كتب أمير المؤمنين إلى بعض أصحابه: أوصيك بتقوى الله>([36]).
11 ــ وكان لعلي % كتّاباً يعملون بإمرتِه، فكانوا يكتبون الرسائل والأوامر التي تصدر منه %، ومن جملة أولئك الكتّاب نذكر أبا رافع وأبناءه: علياً وعبدالله، وقد ذكر النجاشي في كتابه أن أبا رافع وابنه علياً، كانا من المصنّفين الأوائل للشيعة وكانوا أصحاب كُتُب([37])، ويذكر الشيخ الطوسي كاتباً آخر لعلي% اسمه مسلم([38]). وهؤلاء الكتّاب يكتبون الرسائل التي يُخاطب بها علي بن أبي طالب الآخرين والمجاميع المعاصرة له ــ الموالون والمخالفون ــ وقد وصلت هذه الرسائل بأيدينا إلى اليوم، وهي موجودة في نهج البلاغة، تتقدّم كل رسالة عبارة: <ومٍنْ كتاب له %>([39]).
12 ــ من أجل لملمة البحث، ننقل ما جاء في كتاب المستشار عبد الحليم الجندي مؤلّف كتاب (الإمام جعفر الصادق)، فقد أشار إلى تقدّم الشيعة في تدوين العلوم عدّة مرات في كتابه، حيث كتب في أحد الموارد: <مَنَعَ عمر تدوين الحديث؛ لخوفه من اختلاط القرآن بالحديث، لذلك تأخّرَ تدوين الحديث عند أهل السنّة قرناً كاملاً، وفُتحَ باب الجرح والتعديل وجعل الحديث، وكذلك فقدان الكثير من الروايات، أمّا علي بن أبي طالب %، فقد اهتمّ بتدوين الحديث من أول يوم توفّي فيه رسول الله 2، واهتمامه بأمر التدوين جَعَل منه مرجعاً يرجع إليه الصحابة في المسائل التي ظلّ فيها عمر حائراً لا يحري جواباً>([40]).
2 ـ كتابة الحديث عند الشيعة عصر الصادقَين H وما بعده ـــــــ
قبل زمان الإمامَين الصادقين كان عهد منع تدوين الحديث، أما في عصرهما وما بعده فحلّ عصر التدوين، حيث ازدهرَت حركت التدوين ورُفع المنع عنه.
وقد انتهزَ الإمامان الصادقان H هذه الفرصة الذهبيّة في تربية وتدريب مجموعة من التلاميذ على تدوين العلوم، فكانوا يرغّبونهم ويحثّونهم على ذلك.
وقد كانت هناك عدّة طُرق سلكها الصادقين H، ومَن جاء بعدهما من الأئمة في تدوين العلوم، فإمّا أن يقوم الإمام بنفسه بإملاء الدروس على تلاميذه وهم يكتبون، وإمّا أن يجعلوا الردّ على أسئلة شيعتهم بواسطة الكتابة وليس شفاهاً؛ لذا صار عندنا في عهد الصادقَين وما بعدهما مجموعة من الروايات المدوَّنة على شكل مكتوبات حديثيّة، أو مجاميع (المسائل)([41]).
وكان أصحاب الصادقَين H يهيّئون أسئلتهم ويكتبونها قبل الذهاب إلى الإمام، وكانوا يتركون فراغاً بعد كل سؤال يكتبونه، فإذا ما أجاب الإمام على سؤالهم بادروا إلى كتابته في ذلك الفراغ وهم جالسون في مجلسهم. وكان أولئك الصحابة يكتبون حتى الأحاديث التي لا تستحقّ الكتابة بنظر الإمام.
على كلّ حال، فقد كانت هناك توجيهات وأوامر مِن قِبَل الأئمة المعصومينE ــ سيما في عصر الصادقَين H ــ حول كتابة الحديث، وقد جمع الكليني خمسة عشر حديثاً في (باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسّك بالكتب)، يمكن مِن خلالها، ومن خلال بعض المصادر الحديثيّة الأخرى، إثبات المطلب السابق المختصّ بتشديد الأئمة E على التدوين.
1 ــ عن حسين الأحمسي عن أبي عبدالله %، قال: <القلب يتكل على الكتابة>([42]).
2 ــ عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله % يقول: <اكتبوا فإنّكم لا تحفظون حتى تكتبوا>([43]). والجدير ذكره أن راوي هذا الحديث هو أبو بصير، وهو أعمى لا يبصر، لكنّه ــ امتثالاً لأمر الإمام الصادق % ــ كان يستفيد من الكاتب في مسألة كتابة الحديث([44]).
3 ــ عن عبيد بن زرارة قال: قال أبو عبدالله %: <احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها>([45]).
والظاهر أنّ الإمام الصادق % كان يشير إلى مسألة مهمّة حول احتياج الناس للحديث في وقت يضيق الخناق عليهم فيه، فلا يستطيعون الوصول إلى أئمتهم، فلا يبقى هناك ارتباط إلا الروايات التي بين أيديهم؛ لذا ينقل أبو سعيد الخيبري عن الإمام الصادق % عندما تكلّم مع المفضلّ بن عمر الرواية التالية:
4 ــ قال لي أبو عبدالله %: <أكتُب وبثَّ علمك في إخوانك، فإنْ متّ فأورث كُتُبك بَنِيك؛ فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه الاّ بكُتُبهم>([46]).
ونتيجةً لتوجيهات الصادقَين H المؤكِّدة، قام الصحابة بكتابة الحديث بلهفة وشوق، وهناك شواهد متعدّدة على ذلك منها:
5 ــ عن أبي بكير، قال: دخل زرارة على أبي عبدالله % قال: <إنكم قلتم لنا: الظهر والعصر على ذراعين، ثم قُلتُم: أبردوا بها في الصيف، فكيف الإبراد بها؟ وفتح ألواحه ليكتب ما يقول..>([47]).
6 ــ عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله % عن امرأة ترضع غلاماً لها من مملوكة حتى تفطمه يحلّ لها بيعه؟ قال: <لا، حرم عليها ثمنه، أليس قد قال رسول الله 2: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب!؟ أليس قد صار ابنها؟ فذهبتُ أكتبه، فقال أبو عبدالله %: وليس مثل هذا يكتب>([48]).
7 ــ كتب السيد ابن طاووس في كتابه مُهَج الدَّعوات، قال عبدالله بن زيد النهشلي: <كان جماعة من خواصّ موسى بن جعفر H من أهل بيته وشيعته، في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف، يحضرون عنده، يكتبون فيها ما أفتى ونطق به ــ سلام الله عليه ـ>([49]).
8 ــ عن علي بن أسباط عن الرضا % ــ في حديث الكنز الذي قال الله عز وجلّ: >وكان تحته كنز لهما< ــ قال: قلت له: جُعلت فداك أريد أن أكتبه قال: <فضرب يده والله إلى الدواة ليضعها بين يدي، فتناولت يده فقبّلتُها، وأخذت الدّواة فكتبته>([50]).
ويكتب الشيخ الحرّ العاملي ــ معلّقاً على هذا الحديث ــ أقول: ومثل هذا كثير جدّاً في أنهم كانوا يكتبون الأحاديث في مجالس الأئمة بأمرهم، وربّما كتبها لهم الأئمة بخطوطهم([51]).
ونظراً لتوجيهات الأئمة E فيما يخصّ موضوع كتابة الحديث، واشتياق الأصحاب إلى تدوين الروايات، صار عندنا المئات من الأصول الحديثيّة في مدّة قصيرة، صاحَبَها الكثير من التأليفات في هذا المجال، ولا يسع المجال هنا لنقلها والبحث فيها.
لكنّ الإشارة هنا إلى أنه قبل ظهور (مصطلح الحديث) بشكل رسمي، قام الأئمة E بتعليم وتفهيم أصحابهم كيفيّة تحمّل الحديث وطُرُق نقله إلى الآخرين، حيث علّموهم مسالك كثيرة في هذا المضمار، وذلك لكي لا يضيع ما ورّثه الأئمة السابقون من حديث وروايات، ويكون انتقاله لمن بعدهم بصورةٍ سريعة وأمينة؛ وهناك شواهد كثيرة على ذلك:
9 ــ عن عبدالله بن سنان قال: قلت لأبي عبدالله %: يجيئني القوم فيستمعون من حديثكم فأضجر ولا أقوى، قال: <فاقرأ عليهم من أوّله حديثاً، ومِن وسطه حديثاً، ومِن آخره حديثاً>([52]).
ويكتب العلامة المجلسي في ذيل هذا الحديث: <ومّما يستدلّ به على ترجيح السماع من الشيخ على إسماعه هذا الحديث، فلولا ترجيح قراءة الشيخ على قراءة الراوي لأمَرَهُ بترك القراءة عند التضجّر>([53]).
10 ــ عن أحمد بن عمر الحلاّل قال: قلت لأبي الحسن الرضا %: الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول: أروِهِ عنّي يجوز لي أن أرويه عنه؟ قال: فقال: <إذا علمت أنّ الكتاب له فاروِه عنه>([54])، فهذا الحديث يجوّز نقل الحديث عن طريق المناولة، سواء كانت مقرونة بالإجازة أو غير مقرونة([55]).
11 ــ وعن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينوله قال: قلت لأبي جعفر الثاني%: جُعلت فداك إنّ مشايخنا روَوَا عن أبي جعفر وأبي عبدالله H وكانت التقيّة شديدة فكتموا كتبهم ولم تُروَ عنهم، فلمّا ماتوا صارت الكتب إلينا، فقال: <حدّثوا بها فإنّها حقّ>([56]).
والظاهر أنّ المجلسي يستنتج من هذا الحديث جواز طريقة الإعلام في مسير تحمّل الحديث وانتقاله([57]).
12 ــ ونلخّص هذا القسم من المقالة ونختمه بنقل ما قاله مصطفى عبد الرزاق في كتاب (تمهيدٌ لتاريخ الفقه الإسلامي)، يقول: إنّ الغرض الأساسي للشيعة في تدوين الفقه والحديث لأئمّتهم هو اعتقادهم بعصمة أئمتهم، ويصرّح قائلاً: <من الواضح أن شروع تدوين الفقه عند الشيعة أسبق؛ لأنّ الشيعة يعتقدون بمفهوم العصمة، وأن أجلى وأوضح مصداق للعصمة عندهم أئمتهم، وهذا الغرض أو الهدف مناسب جداً لكتابة وتدوين الفتاوى والقضاء الذي يفتي به أئمتهم، وكتابة كل ما يتفوّهون به>([58]).
* * *
الهوامش
(*) عضو الهيئة العلمية في جامعة طهران، ومسؤول الدراسات والتحقيق في كلية الإلهيّات والمعارف الإسلامية، باحث مختصّ في تاريخ الحديث الإسلامي.
[1] ــــ مجيد معارف، تاريخ عمومي حديث: 46.
[2] ــــ علوم الحديث ومصطلحه: 12 ـ 32.
[3] ــــ مجيد معارف، تاريخ عمومي حديث: 84.
[4] ــــ المصدر نفسه: 151.
[5] ــــ سنن الدارمي 1: 126.
[6] ــــ حسن الصدر، تأسيس الشيعة: 278.
[7] ــــ أبو ريّة، أضواء على السنة المحمّدية: 260؛ وابن عبدالبرّ، جامع بيان العلم وفضله 1: 77.
[8] ــــ المصدر نفسه: 265 ـ 268.
[9] ــــ التفاصيل موجودة في كتب حديث أهل السنة؛ فراجع: محمد لطفي الصبّاغ، كتاب الحديث النبوي مصطلحه، بلاغته وكتبه، الباب الخامس، كتب الحديث: 237 ـ 281.
[10] ــــ وهناك بعض الإحصائيات في هذا المجال منها:
أ ـ أحمد بن حنبل كان يحفظ مليون حديث، وعندما كتبَ مسنده استفاد من سبعمائة وخمسين ألف حديث، وعنده مسند بثلاثين ألف حديث.
ب ـ مالك كان يروي مائة ألف حديث، لكنه عندما كتب الموطأ انتخب أولاً عشرة آلاف حديث، ثم جدّد النظر في الأحاديث فاختار عدّة مئات فقط.
ج ـ البخاري في تأليف صحيحه كان تحت يديه ستمائة ألف حديث، لكنّه عندما كتب الجامع الصحيح استفاد من ثلاثمائة حديث فقط.
د ـ أبو داود، كان بيده خمسمائة ألف حديث و.. انظر تفاصيل ذلك عند الدكتور شانه جي، علم الحديث: 36 ـ 45؛ وأبو رية، أضواء على السنّة المحمديّة: 296، 308، 317، 328.
[11] ــــ الأميني، الغدير 5: 297 ـ 356.
[12] ــــ الطبرسي، مجمع البيان 10: 282.
[13] ــــ وقيل: إنّ (ما) مصدرية، وتقديره: والقلم وسطرهم؛ فيكون القسَم بالكتابة، انظر: الطبرسي، مجمع البيان 10: 499.
[14] ــــ انظر: محمود راميار، تاريخ القرآن: 276.
[15] ــــ المصدر نفسه: 26 ـ 30.
[16] ــــ المطففين: 7 ـ 17.
[17] ــــ ابن سعد، الطبقات الكبرى ج7 ، ق2.
[18] ــــ ارجع للبحوث المفصّلة في هذا الجانب:
محمد عجّاج الخطيب، السنّة قبل التدوين؛ وامتياز أحمد، دلائل التوثيق المبكر والحديث؛ ومحمد رضا الجلالي، تدوين السنّة الشريفة.
[19] ــــ مسند أحمد بن حنبل رقم 6510 مع التعليق: صحّحه الحاكم 1: 104 ـ 106؛ قال الألباني: صحيح؛ وانظر: سنن الدرامي 1: 125؛ وسنن أبي داود، رقم 3646؛ وأسد الغابة 4: 245؛ وسنن الترمذي 5: 39.
[20] ــــ أسد الغابة 3: 244.
[21] ــــ المصدر نفسه 3: 245.
[22] ــــ علوم الحديث ومصطلحه: 16 ـ 18.
[23] ــــ أسد الغابة 3: 244.
[24] ــــ القاسمي، قواعد التحديث: 72.
[25] ــــ الصفّار، بصائر الدرجات: 187.
[26] ــــ الكليني، الكافي 2: 667.
[27] ــــ نقلاً عن: علي أكبر الغفاري، تلخيص مقباس الهداية: 227.
[28] ــــ السيوطي، تدريب الراوي 2: 61، ووفقاً لهذا التقرير الذي حكاه السيوطي فإنّ عمر من الموافقين على كتابة الحديث في أوائل خلافته، لكنّه عدل عن رأيه وصار من المخالفين والمانعين له فيما بعد.
[29] ـــ معرفة أنواع الحديـث: 292.
[30] ــــ سنن الدرامي 1: 130.
[31] ــــ تدريب الراوي 2: 63.
[32] ــــ تقييد العلم: 9.
[33] ــــ الكافي 1: 141.
[34] ــــ المصدر نفسه 7: 330.
[35] ــــ المصدر نفسه 2: 49.
[36] ــــ المصدر نفسه 2: 136.
[37] ــــ رجال النجاشي، رقم: 1، 2.
[38] ــــ رجال الطوسي: 276.
[39] ــــ جاء في نهج البلاغة تسعةٌ وسبعون رسالة لعلي % مفصّلة ومختصرة، لكن يمكن الاطّلاع على أكثر من ذلك الرقم في المصادر الروائية والتاريخيّة لنهج البلاغة وجمعها.
[40] ــــ عبدالحليم الجندي، الإمام جعفر الصادق: 25.
[41] ــــ الكافي 1: 52.
[42] ــــ المصدر نفسه 1: 52.
[43] ــــ المصدر نفسه.
[44] ــــ معرفة الحديث وتاريخ نشره: 23.
[45] ــــ الكافي 1: 52.
[46] ــــ المصدر نفسه.
[47] ــــ الكشي، اختيار معرفة الرجال، رقم: 226.
[48] ــــ الطوسي، تهذيب الأحكام 8: 344.
[49] ــــ نقلاً عن تلخيص مقباس الهداية: 226.
[50] ــــ الحرّ العاملي، وسائل الشيعة 18: 58.
[51] ــــ المصدر نفسه.
[52] ــــ الكافي 1: 52.
[53] ــــ المجلسي، بحار الأنوار 2: 166.
[54] ــــ الكافي 1: 52.
[55] ــــ بحار الأنوار 2: 167.
[56] ــــ الكافي 1: 53.
[57] ــــ بحار الأنوار 2: 167.
[58] ــــ أسد حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة 3: 497.