الشيخ محمد عبّاس دهيني
القرآن معجزةٌ حاضرة
لقد حاز القرآن الكريم الصفات الخمس للمعجزة، وهي:
1) خرق العادة.
2) أن يأتي بها المدّعي لمنصبٍ إلهيّ.
3) أن يعجز الآخرون عن الإتيان بمثلها بعد تحدّيهم بالإتيان بمثلها.
4) أن تكون شاهِداً على صدق الادّعاء.
5) أن لا تكون على خِلاف مدَّعى المدَّعي للمنصب الإلهيّ.
إذن فالقرآن الكريم هو من المعجزات التي أظهرها الله تعالى على يد نبيّه محمد(ص)، بل نقول أكثر من ذلك: أنّ القرآن هو المعجزة الرئيسيّة للنبيّ الأكرم(ص)، التي تحدّى بها النبيّ الأكرم(ص) جميع الكائنات، من الإنس والجِنّ، داعِياً إيّاهم للإتيان بمثل القرآن، ولم يقدِرْ أحدٌ على ذلك، فكان القرآن المعجزة الوحيدة التي شاهدها الناس في يومنا هذا بأمّ أعينهم، في حين علموا بالمعجزات الأخرى عن طريق النقل المتواتِر.
وجوه إعجاز القرآن
حين تحدّى النبيّ(ص) الإنس والجِنّ بأن يأتوا بمثل القرآن كان كلامُه مطلقاً، بحيث كان تحدّيه لكلّ فردٍ من أفراد الإنس والجِنّ، العامّة والخاصّة، الجاهل والعالم، الرجل والمرأة،…إلخ.
كما أنّه لم يُقيِّد التحدّي بالإتيان بمثل القرآن في جهةٍ من الجهات، بل كان تحدّيه بالإتيان بمثلِ القرآن مطلقاً.
وبالتالي فمعنى آية التحدّي أنّه لئن اجتمعت الإنس والجِنّ، بكلّ أفرادهم، على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، من جميع الجهات؛ في الآتي به؛ وفصاحته؛ وبلاغته؛ ونظمه؛ والعلوم التي فيه؛ والأخبار الغيبيّة المشار إليها فيه؛ وعدم الاختلاف بين آياته؛ وغيرِ ذلك من وجوه إعجازه، لا يأتون بمثله ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظهيراً.
ومن هنا يظهر أنّ القرآن يدّعي عمومَ إعجازه من جميع الجهات([1]).
وبالتالي فلا وجه لما ادَّعاه البعض من أنّ القرآن معجِزٌ في جهةٍ واحدةٍ فقط، أو جهتَيْن، بل نقول القرآن معجِزٌ من جميع الجهات، ومنها:
إعجازُه من جهة الأخبار الغيبيّة
المُراد من الغَيْب: مرادُنا من الغَيْب ها هُنا ما كان لا يعلمه إلاّ الله عزَّ وجلَّ، ومتوقِّفاً علمُ البَشَر به على إِطْلاع الله لهم عليه؛ إذ إنّ هناك بعض المسائل ممّا يكون مجهولاً للبشر في زَمَنٍ ما، فيحسبُها أصحابُ ذلك الزمان من علم الغيب، ولكنَّها ليست من الغيب في شيءٍ؛ إذ سيعلمُها قومٌ آخرون فيما بعد، عند تطوُّر العلم ووسائل المعرفة، وتلك هي الحقائق العلميّة، التي أشار القرآن الكريم إلى كثيرٍ منها، ولكنّ بحثنا هذا لا علاقة له ببيان إعجاز القرآن من هذه الجهة.
أنواع الأخبار الغَيْبيّة: لقد تضمَّن القرآن الكريم الكثيرَ من الأخبار الغَيْبيّة، وهي على ثلاثة أنواعٍ:
1) الأخبار الغيبيّة الماضية، كقصص الأنبياء، والرُّسُل، والأمم السالفة.
2) الأخبار الغيبيّة الحاضرة، كالذي كان يُضمره ويمكُرُه المنافقون من المكائد للإسلام والمسلمين، كقوله تعالى في مسجد الضرار الذي بناه المنافقون: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ أنّهمْ لَكَاذِبُونَ﴾، وسورة التوبة فيها من هذا الضرب شيءٌ كثيرٌ.
3) الأخبار الغيبيّة المستقبَليّة، كالوقائع، والملاحم، والأحداث، والأخبار، والأمور، التي أخبر القرآن الكريم أنّها ستحصل في مستقبَل الأيّام.
إعجاز القرآن من جهة الأخبار الغيبيّة المستقبَليّة
وكلامُنا هنا هو في بيان إعجاز القرآن من حيث الأخبار الغيبيّة المستقبَليّة فقط، فنقول:
قالوا: إنّ من الآيات التي أشارت إلى حوادثَ، ووقائعَ، وأمورٍ، ستقع في المستَقبَل، ووَقَعَت فِعْلاً، بحيث كانت من المؤيِّدات والشواهِد المستَمِرّة على أنّ القرآن من عند الله، وأنَّ النبيّ(ص) صادِقٌ في دعواه النبوّة والرسالة، ما يلي([2]):
1ـ ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: 23 ـ 24).
2ـ ﴿وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ أنّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ (النحل: 5 ـ 8).
3ـ ﴿الم * غُلِبَتْ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الروم: 1 ـ 5).
4ـ ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ (الحجر: 94 ـ 95).
5ـ ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (التوبة: 32 ـ 33). ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (الصفّ: 8 ـ 9).
6ـ ﴿سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ﴾ (المسد: 3).
7ـ ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور: 55).
8ـ ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أنّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أنّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾ (الأنفال: 7).
9ـ ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً﴾ (الفتح: 27).
10ـ ﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ (الفتح: 15).
11ـ ﴿قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنْ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمْ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً﴾ (الفتح: 16).
12ـ ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: 9).
13ـ ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ أنّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ (المائدة: 67).
14ـ ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ﴾ (التوبة: 83).
15ـ ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ (آل عمران: 61).
16ـ ﴿قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ (البقرة: 94 ـ 95).
17ـ ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ (الأنعام: 65).
18ـ ﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ (القمر: 44 ـ 45).
تأمُّلٌ وتحقيق
ولكنَّ الذي يلحظه المتأمِّل في هذه الآيات، التي ذكروها كأمثلةٍ لإعجاز القرآن من حيث إخباره عن الأخبار الغيبيّة المستقبَليّة، أنّها تنقسم إلى عِدّة أقسامٍ، وهي:
1ـ ما كان إخباراً عن حوادث مستقبَليّة، وقد تحقَّقَت بالفِعْل، وكانت من الشواهِد على أنّ القرآن من عند الله وأنَّ النبيّ الأكرم(ص) صادقٌ في دعوته، كإخبار القرآن عن الروم بأنّهم سينتصرون في بضع سنين من إعلان هذا النبأ، الذي يقول الله فيه: ﴿غُلِبَتْ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الروم: 2 ـ 5).
وبيانُ ذلك أنّ دولة الرومان، وهي مسيحيّة، كانت قد انهزمت أمام دولة الفرس، وهي وثنيّة، في حروب طاحنة بينهما سنة 614م، فاغتمّ المسلمون بسبب أنّها هزيمة لدولةٍ متديِّنة أمام دولة وثنيّة، وفرح المشركون، وقالوا للمسلمين في شماتة العدوّ: إنّ الروم يشهدون أنّهم أهل كتاب، وقد غلبهم المجوس، وأنتم تزعمون أنَّكم ستغلبون بالكتاب الذي أنزل عليكم، فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم، فنزلت الآيات الكريمة يبشِّر الله فيها المسلمين بأنّ هزيمة الروم هذه سيعقبها انتصارٌ في بضع سنين، أي في مدّةٍ تتراوح بين ثلاث سنواتٍ وتسعٍ، ولم يكُ مظنوناً وقتَ هذه البشارة أنّ الروم تنتصر على الفرس في مثل هذه المدّة الوجيزة، بل كانت المقدّمات والأسباب تأبى ذلك عليها؛ لأنّ الحروب الطاحنة أنهكتها حتّى غُزِيَت في عقر دارها؛ ولأنّ دولة الفرس كانت قويّةً منيعةً، وزادها الظفر الأخير قوّةً ومنعةً.
ولكنّ الله تعالى أنجز وعده، وتحقَّقت نبوءة القرآن سنة 622م، الموافقة للسنة الثانية من الهجرة المحمّديّة.
وممّا هو جديرٌ بالذكر أنّ هذه الآية نفسها حملت نبوءةً أخرى، وهي البشارة بأنّ المسلمين سيفرحون بنصرٍ عزيزٍ في هذه الوقت الذي ينتصر فيه الروم، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾. ولقد صدق الله وعده في هذه، كما صدقه في تلك، وكان ظفر المسلمين في غزوة بدر الكبرى واقعاً في الظرف الذي صدر فيه الرومان، وهكذا تحقَّقت النبوءتان في وقتٍ واحدٍ، مع تقطُّع الأسباب في انتصار الروم كما علمت، ومع تقطُّع الأسباب أيضاً في انتصار المسلمين على المشركين على عهد هذه البشارة؛ لأنّهم كانوا أيّامئذٍ في مكّة، في صدر الإسلام، والمسلمون في قلّةٍ وذلّةٍ، يضطهدهم المشركون، ولا يرقبون فيهم إلاًّ، ولا ذمّةً([3]).
2ـ ما كان إخباراً عن أمورٍ لم تحصَل حتّى الآن، وقد أَخْبَر القرآنُ بأنّها لن تحصل أَبَداً، كإخبار الله بانتفاء قدرة المخاطَبين بالقرآن وجميع الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: 23 ـ 24).
3ـ ما كان إخباراً عن أمورٍ لم تحصَل حتّى الآن، ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ قد وَعَد بحصولِها في هذه الدنيا قبل يوم القيامة، كإخبار الله بظهور الإسلام على الدين كُلِّه، واستخلاف المؤمنين في الأرض، حيث قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (التوبة: 33).
وقال: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور: 55).
4ـ ما كان إخباراً عن أمورٍ قد حَصَلَت وانقَضَت، بيد أنّ الله عزَّ وجلَّ يُخبِر أنّه كان قد أطلَعَ نبيَّه عليها قبل وقوعِها، وقد أخبَر بها أصحابَه، ولكنَّ الآيات التي أشارت إليها قد نزلت بعد حدوثها ووقوعها، كإخبار الله أنّه قد أطلع نبيَّه على أنّ المسلمين سيكون لهم أحدُ أمرَيْن: الاستيلاء على القافلة التجاريّة لقريش أو الانتصار على جيشها الكبير، وقد وَعَدَ اللهُ المسلمين، على لسان نبيّه، بأنّ إحدى الطائفتَيْن ستكون لهم، وهذا ما حصل بالفعل، فلمّا فاتهم العير، أي القافلة، كانت لهم الغَلَبة على النفير وهو جيش قريش في حرب بدرٍ وأفرادُه زهاء ألف رجل، وقد قال تعالى في ذلك: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أنّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أنّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾ (الأنفال: 7).
ولكنَّ الإنصاف أنّ القسم الأخير لا علاقة له بموضوع الإخبار عن الأمور والحوادث المستقبَليّة؛ فإنَّ هذه الآيات تُخبِر عن حوادِث قد وقعت، وإنْ كان رسول الله(ص) قد أخبَر بها قبل وقوعها بما أطلَعَه الله عليه من علم الغَيْب، ولكنَّه لم يطَّلِع عليها بوحيٍ قرآنِيٍّ، بل اطَّلَع عليها بوحيٍ غير قرآنيّ، فلا تكون الآيات من مصاديق الآيات التي تتضمَّن إخباراً بحوادث ووقائع ستقع في المستقبَل، وبالتالي فهي خارِجةٌ عن موضوع إعجاز القرآن من حيث اشتمالُه على الإخبار بالغيبيّات، فلا ينبغي ذكرُها هاهُنا.
كما أنّ القسمَيْن الثاني والثالث لا يصلحان كشواهِد على إعجاز القرآن الكريم، وأنّه من عند الله؛ إذ لعلَّ قائلاً يقول: أنّ ما أخبَر الله به لن يتحقَّق؛ بمعنى أنّ ما أخبَر أنّه لن يحصل أَبَداً قد يحصل في مستقبَل الأيّام؛ وما أخبَر أنّه حاصِلٌ قبل يوم القيامة لا محالة قد لا يحصل، وبالتالي فكيف تكون هذه الأخبار شاهِداً على أنّ هذا القرآن من عند الله؟!
توصيةٌ
ومن هُنا نرى أنّ الأجدر بالباحثين، حين التعرُّض لموضوع إعجاز القرآن من حيث إخبارِه عن الحوادث المستقبَليّة، أن يذكروا الآيات التي أَخْبَر اللهُ بها عن حوادث قد وقعت فِعْلاً بعد نزول تلك الآيات، وتكون تلك الآيات شاهِداً لا غبار عليه على إعجاز القرآن، وأنّه من عند علاّم الغيوب.
نعم كُلَّما تحقَّق حَدَثٌ ما ممّا أخبَر القرآن به أدخلناه في الآيات الدالّة على إعجاز القرآن.
هذا، وقد خصَّصَتْ مجلَّة «نصوص معاصرة» محور عددها التاسع والأربعين (49) للحديث عن «التفسير الروائي للقرآن الكريم، الهويّة والدَّوْر والقيمة، القسم الثاني»، وذلك في أربعٍ من المقالات العلميّة القيِّمة.
وتتلوها دراساتٌ كلاميّة وقرآنيّة وتاريخيّة وفكريّة متنوِّعة.
ثمّ كان الختام بقراءةٍ في كتاب (الحدّ الجديد بين العلم والدين: التجربة الدينية وعلم الأعصاب والأمر المتعالي)، لجون هيك، وذلك في مقالة بعنوان «الحدّ الجديد بين العلم والدين: التجربة الدينية وعلم الأعصاب والأمر المتعالي، قراءةٌ في كتاب جون هيك»، للدكتور علي شهبازي.
وهي بعنوان «المدارات الفكرية، دورها في المعرفة وضرورات الوعي الفلسفي بها»، وفيها يفتتح رئيس التحرير الشيخ حيدر حبّ الله الحديث بالسؤال: ماذا يعني النَّسَق أو الإطار الفكري؟
ويعني به الفضاء الفكري والذهني الذي يتحرّك العقل هنا أو هناك ضمنه، فيفكِّر في مداره، ويخضع لقوانينه، ويسير وفقاً لمعاييره.
وتحت عنوان: (تأثير الأُطُر والمدارات على حركة المعرفة والتفكير) يقول:
1ـ لكلّ إطارٍ فكريّ عامّ فرضيّاته الممكنة والمستحيلة، أعني أنّ الإنسان إذا عاش ضمن إطارٍ ومدارٍ ما فلن يخطر في باله فرضٌ من الفروض، بينما لو عاش في مدارٍ آخر لكان هذا الفرض (مستحيل الخطور هناك) أسرع الفروض إلى ذهنه.
2ـ تخضع عمليّة تقويم الإثباتات في الموضوعات المختلفة لتأثيرات مداراتنا أيضاً. فبعض الأدلّة تظهر في عقلي واضحةً مفيدةً لليقين وقريبةً جدّاً لمنطقيّة الوقوع؛ لأنّني أسبح في مدارٍ متوالم معها ومع نسقها، بل هو الذي أولدها؛ بينما تظهر أدلّةٌ أخرى واهيةً جدّاً عندما لا تكون كذلك.
3ـ يؤدّي اختلاف الأنساق الفكريّة إلى ظهور أسئلة أو استفهامات في الذهن أو غيابها عنه، وإقبال الإنسان على الاهتمام بها وترك غيرها.
وتحت عنوان: (ما الذي نريده بالضبط على المستوى العمليّ؟) يقول: هذا كلُّه يعني لي أنّ مفاتيح الأنساق الفكريّة شيءٌ أكثر خطورة مما نتصوَّر، ومن ثم فتحديد موقفٍ واعٍ منها أمرٌ شديد الأهمّية، وانسياق عقولنا نحو نَسَقٍ فكري معيَّن من حيث لا نشعر هو أمرٌ خَطِر وحسّاس.
ويختتم حديثه بالرسالة التي يريدها من كلمته، وتتلخَّص في:
1ـ إنّ المدار الفكري يفترض ـ منطقيّاً ـ أن يكون موضوعاً للنظر قبل أن يكون إطاراً للتفكير.
2ـ إنّ المدارات الفكريّة الكبرى تحتاج عادةً لعقل فلسفيّ متعالٍ، ومن دون احترام العقل الفلسفي بالمعنى الواسع المعاصر للكلمة فلن نتمكَّن في غالب الظنّ من الوصول إلى مطالعةٍ جادّة للأنساق الفكريّة.
3ـ إنّ الدراسات المقارنة بين الحضارات، والمدارس الفكريّة والروحيّة الكبرى، والأديان بتنوّعها، مفتاحٌ لا مناص منه للولوج في مرحلة تشكيل وَعْيٍ بالأنساق الكبرى، واتخاذ موقف تتطلَّبه المرحلة اليوم، أكثر نضجاً وجدّية وقدرة.
ملف العدد: التفسير الروائي للقرآن الكريم، الهويّة والدَّوْر والقيمة /2/
1ـ في المقالة الأولى، وهي بعنوان «حجّية الروايات التفسيرية، الدائرة والنطاق»، للشيخ محمد إحساني فر لنكرودي (أستاذٌ مساعد في كلِّية علوم الحديث، ومدير قسم التفسير في مؤسَّسة علوم ومعارف الحديث) (ترجمة: حسن علي مطر)، تطالعنا العناوين التالية: المدخل؛ ماهية التفسير وملاكات الحجية في مجال التفسير؛ تعريف الحجية؛ الحجية لغةً؛ الحجية الأصولية؛ تعريف التفسير وماهية الحجّة التفسيرية؛ تعريف التفسير؛ ماهية الحجية في التفسير؛ القطع أو الاعتبار القطعي ملاك الحجية المعتبرة في التفسير؛ مباني حجية خبر الواحد؛ المباني الأربعة في حجية خبر الواحد؛ الأحاديث المعتمدة في الشريعة؛ الروايات المعتمدة في سيرة العقلاء؛ أـ الروايات المشتملة على الحجية الوجدانية؛ ب ـ الروايات المفيدة للوثوق النوعي؛ ج ـ الروايات المشمولة للتوسعة التعبّدية في السيرة؛ دائرة حجية الأحاديث التفسيرية؛ دور اختلاف مباني الحجية في دائرة الحجية؛ النظريات الجديرة بالطرح في دائرة الحجية؛ نقد النظريات الثلاث الأولى؛ نظرية حجية الأحاديث الموثوقة في المسائل العلمية والعملية؛ نظرية شمول أدلة التعبد بحجية الخبر للمسائل العلمية والعملية؛ نظرية التفصيل بين المسائل العلمية والمسائل العملية؛ تحقيق نظرية التفصيل بين الأخبار العقلائية وأخبار التوسعة التعبّدية؛ دائرة حجية الأحاديث العقلائية المعتبرة؛ دائرة حجية أحاديث التوسعة التعبّدية؛ سرّ التفصيل بين الأخبار العقلائية والتوسعة التعبّدية؛ مقدار قوّة السند والدلالة في الأخبار العقلائية والتعبّدية؛ ملاكات وشرائط الحجية في دلالة الخبر؛ عدم التفصيل بين القضايا الكلامية وغير الكلامية؛ حاجة القضايا التاريخية إلى الوثوق النوعي؛ حجية الأحاديث التفسيرية في التعارض مع الكتاب والسنّة؛ القواعد العامة في تعارض الحديث مع الكتاب والسنّة؛ حالات وأحكام التعارض؛ حالات وأحكام تعارض الحديث التفسيري مع السنّة؛ موقع الأحاديث غير المعتبرة في التفسير؛ أنواع الأحاديث غير المعتبرة؛ الفوائد المحتملة للأحاديث التفسيرية غير المعتبرة.
2ـ وفي المقالة الثانية، وهي بعنوان «التفسير الروائي للقرآن عند الفريقين، رصدٌ ومقارنة»، للدكتور الشيخ غلام حسين أعرابي (عضو الهيئة العلميّة في جامعة قم، متخصِّصٌ في مجال العلوم القرآنيّة. له مؤلَّفاتٌ متعدِّدة) (ترجمة: حسن الهاشمي)، يستعرض الكاتب العناوين التالية: صورة المسألة؛ 1ـ اهتمام الفريقين بالروايات التفسيرية؛ 2ـ أنواع الروايات التفسيرية من حيث المحتوى؛ 3ـ المذاهب المتنوّعة في التفسير الروائي؛ 4ـ آفات الروايات التفسيرية؛ النتائج.
3ـ وفي المقالة الثالثة، وهي بعنوان «التفسير الأثري في قراءةٍ ثانية»، للدكتور السيد هدايت جليلي (أستاذ وعضو الهيئة العلميّة في جامعة الخوارزمي، متخصِّصٌ في علوم القرآن والحديث. له مجموعةٌ من الكتب والمقالات) (ترجمة: سرمد علي)، نشهد العناوين التالية: 1ـ المقدّمات؛ 2ـ تحليل ونقد التعاريف المطروحة للتفسير الأثري؛ 3ـ ما الذي يفعله المفسِّر في التفسير الأثري؟؛ 4ـ نحو تعريفٍ جديد.
4ـ وفي المقالة الرابعة، وهي بعنوان «آفات المنهج الروائي في التفسير، قراءةٌ في المشكلات القائمة»، للدكتور الشيخ محمد أسعدي (أستاذٌ في الحوزة العلميّة في قم، وحائزٌ على شهادة الدكتوراه في علوم القرآن والحديث في جامعة قم. له مجموعةٌ من البحوث والمقالات) (ترجمة: حسن علي مطر)، يتناول الكاتب بالبحث العناوين التالية: مقدّمة؛ 1ـ إطلالةٌ على جذور وخلفيات التيار الروائي؛ 1ـ 1ـ الاتجاه السلبي؛ 1ـ 2ـ الاتجاه الإيجابي؛ 2ـ معرفة الآفات المنهجية؛ 2ـ 1ـ تجنُّب دراسة الروايات من الناحية السندية؛ 2ـ 2ـ تجنُّب دراسة الروايات من الناحية الدلالية؛ أـ تطبيق الروايات على الآيات بشكلٍ غير دقيق؛ ب ـ الخلط بين مختلف المفاهيم اللغوية للقرآن؛ تفسير عبارة «أهل الذكر» في الآية 43 من سورة النحل بـ «أهل بيت النبيّ»؛ تفسير عبارة «قضاء التَّفَث» في الآية 29 من سورة الحجّ بـ «لقاء الإمام»؛ السطحية في انتقاء الروايات التفسيرية في حدّ العلاقة اللفظية؛ النتيجة.
دراسات
1ـ أما الدراسة الأولى فهي بعنوان «الأديان في القرآن، نحو فهمٍ معمَّق للرؤية القرآنية للأديان وتحريف كتبها»، وهي حوارٌ مع: الشيخ محمد هادي معرفت (فقيهٌ وعالمٌ قرآنيّ بارز. له مؤلَّفاتٌ مشهودة في مجال الدراسات القرآنيّة) (ترجمة: سرمد علي).
2ـ وفي الدراسة الثانية، وهي بعنوان «بين حوار الحضارات وصراعها، قراءةٌ في النظريتين / القسم الأوّل»، للدكتور السيد صادق حقيقت (أستاذٌ مشرف في جامعة المفيد في إيران) (ترجمة: د. نظيرة غلاّب)، تطالعنا العناوين التالية: مقدّمة؛ صعود وأفول نظام الثنائية القطبية؛ النظام العالمي الجديد؛ ديناميكية القوة، وسيرها في النظام الدولي؛ 1ـ نظرية صراع الحضارات؛ تحليلٌ ونقد لنظرية صراع الحضارات؛ 2ـ نظرية حوار الحضارات.
3ـ وفي الدراسة الثالثة، وهي بعنوان «دور الولاية والعمل في النجاة، مطالعةٌ في الإطار الشيعي»، للدكتور أحمد رضا مفتاح (أستاذٌ جامعيّ متخصِّصٌ في اللاهوت المسيحي، ورئيس كلّية مقارنة الأديان واللاهوت المسيحي التابعة لجامعة الأديان والمذاهب في إيران. له أعمالٌ علميّة متعدِّدة) (ترجمة: حسن علي مطر)، يستعرض الكاتب العناوين التالية: تنويهٌ؛ دور ولاية أهل البيت(عم) في النجاة؛ دور العمل في النجاة من وجهة نظر القرآن؛ دور العمل في الروايات؛ النتائج.
4ـ وأما الدراسة الرابعة فهي بعنوان «بولس، دراسةٌ في شخصيّته ودوره الديني»، للدكتور محمد إيلخاني (أستاذ الفلسفة في جامعة طهران. له مصنَّفاتٌ عدّة في مجال الأديان وفلسفة القرون الوسطى) (ترجمة: حسن مطر الهاشمي).
5ـ وفي الدراسة الخامسة، وهي بعنوان «طروحات د. مدرّسي الطباطبائي حول حياة الإمام الصادق، دراسةٌ تحقيقية»، للدكتور السيد رضا الموسوي (باحثٌ في مجال الفكر الإسلاميّ) (ترجمة: نظيرة غلاّب)، نشهد العناوين التالية: خلاصة؛ المقدّمة؛ دراسةٌ وتحليل لهذه الموارد الأربعة؛ الأحاديث المتعلِّقة بالمدّعى الأول؛ الأحاديث المستند إليها في الدعوى الثانية؛ الأحاديث المستند إليها في الدعوى الثالثة؛ الأحاديث المستند إليها في الدعوى الرابعة؛ نتيجة التحقيق.
6ـ وفي الدراسة السادسة، وهي بعنوان «المرأة في الرؤية القرآنية، مناقشة هويّة المرأة في القرآن وفقاً لمنهج د. الشيخ الصادقي الطهراني»، للسيد محمد عقيقي (باحثٌ في الفكر الإسلاميّ. من إيران) (ترجمة: فرقد الجزائري)، تطالعنا العناوين التالية: رؤية؛ الأساس في حقوق المرأة، الاستحقاق أم المساواة؟؛ مقدّمات؛ أبرز نقاط مبنى عدالة الاستحقاق (مبنى الفقهاء التقليديين)؛ 1ـ من عدالة الاستحقاق إلى عدالة المساواة؛ 2ـ الأدلة العقلية في فضل عدالة المساواة على عدالة الاستحقاق؛ 3ـ التأكيد على الانسجام بين روح القرآن والتعاليم الإسلامية مع عدالة المساواة والمساواة في الأصل؛ 4ـ إعادة تقييم براهين اختلاف حقوق المرأة والرجل وفق مبدأ عدالة المساواة؛ بيان رؤية القرآن الكريم للمرأة؛ 1ـ موضوع الرضاعة؛ 2ـ العلاقات الاجتماعية بين المرأة والرجل؛ أـ موضوع النظر؛ ب ـ هل الحديث والمزاح مع النساء، وإثارة ضحكهنّ، حرام؟؛ ج ـ هل للمرأة والرجل الأجنبيان أن يتصافحا حين اللقاء؛ لكونهما أقارب أو أصدقاء؟ وهل ذلك يخالف الشرع؟؛ الرأي المشهور هو عدم جواز المصافحة؛ الرأي غير المشهور هو جواز المصافحة؛ الدليل على جواز المصافحة؛ 3ـ الزواج القَسْري؛ النتيجة النهائية؛ 4ـ ضرب المرأة؛ ضرورة الرجوع إلى آيات أخرى من القرآن الكريم لتحقيق فهمٍ صحيح لهذه الآية؛ 5ـ شهادة المرأة؛ 6ـ حقّ الحياة (قتل المرأة المرتدة)؛ ما الذي تعنيه حرِّية العقيدة في الإسلام؟؛ ما رأي «السنّة الصحيحة» في هذا الموضوع؟؛ ملخّص البحث.
7ـ وفي الدراسة السابعة، وهي بعنوان «أضرار التفسير الباطني عند العلاّمة الطباطبائي»، للدكتور حسين خاكپور (أستاذٌ مساعد في جامعة سيستان وبلوشستان، كلِّية الإلهيّات) والأستاذة طيّبة أكران (طالبة ماجستير، قسم علوم القرآن والحديث)، يتناول الكاتبان بالبحث العناوين التالية: المقدّمة؛ 1ـ وجهة نظر الباطنية والصوفية (الروحانيّات المتطرّفة)؛ 2ـ الشكليّون (الشكليّة المتطرِّفة)؛ 3ـ وجهة نظر أهل البيت(عم) (الجمع بين الظاهر والباطن للقرآن)؛ نبذةٌ تاريخية؛ تشخيص أضرار التفسير الباطني؛ 1ـ الأضرار الأساسية؛ أـ إنكار ظاهر القرآن الكريم؛ ب ـ عدم وجود الضابطة؛ ج ـ الجنوح من العقل في المباني التفسيرية؛ 2ـ الأضرار الأسلوبية؛ أـ عدم وجود ضابطة في معرفة معنى الكلمات؛ ب ـ الاستفادة من الرأي في التفسير الباطني؛ 3ـ الأضرار النهائية؛ أـ الجبرية وفكرة الجبر؛ ب ـ الآثار الاجتماعية السيّئة؛ النتيجة.
وأخيراً كانت قراءةٌ في كتاب (الحدّ الجديد بين العلم والدين: التجربة الدينية وعلم الأعصاب والأمر المتعالي)، وذلك في مقالة بعنوان «الحدّ الجديد بين العلم والدين: التجربة الدينية وعلم الأعصاب والأمر المتعالي، قراءةٌ في كتاب جون هيك»، للدكتور علي شهبازي (أستاذٌ في الفلسفة والأديان في جامعة الأديان والمذاهب في إيران) (ترجمة: مرقال هاشم)، حيث طالعتنا العناوين التالية: الدين بوصفه مؤسسة بشرية، والدين بوصفه أمراً معنوياً؛ الدين وعلم الأعصاب؛ المعرفة والتجربة الدينية.
هذه هي
يُشار إلى أنّ «مجلّة نصوص معاصرة» يرأس تحريرها الشيخ حيدر حبّ الله، ومدير تحريرها الشيخ محمد عباس دهيني. وتتكوَّن الهيئة الاستشاريّة فيها من السادة: زكي الميلاد (من السعوديّة)، عبد الجبار الرفاعيّ (من العراق)، كامل الهاشميّ (من البحرين)، محمد حسن الأمين (من لبنان)، محمد خيري قيرباش أوغلو (من تركيا)، محمّد سليم العوّا (من مصر)، محمد علي آذرشب (من إيران). وهي من تنضيد وإخراج مركز (papyrus).
وتوزَّع «مجلّة نصوص معاصرة» في عدّة بلدان، على الشكل التالي:
1ـ لبنان: شركة الناشرون لتوزيع الصحف والمطبوعات، بيروت، المشرّفية، مقابل وزارة العمل، سنتر فضل الله، ط4، هاتف: 277007 / 277088(9611+)، ص. ب: 25/184.
2ـ مملكة البحرين: شركة دار الوسط للنشر والتوزيع، هاتف: 17596969(973+).
3ـ جمهورية مصر العربية: مؤسَّسة الأهرام، القاهرة، شارع الجلاء، هاتف: 7704365(202+).
4ـ الإمارات العربية المتحدة: دار الحكمة، دُبَي، هاتف: 2665394(9714+).
5ـ المغرب: الشركة العربيّة الإفريقيّة للتوزيع والنشر والصحافة (سپريس)، الدار البيضاء، 70 زنقة سجلماسة.
6ـ العراق: أـ دار الكتاب العربي، بغداد، شارع المتنبي، هاتف: 7901419375(964+)؛ ب ـ مكتبة العين، بغداد، شارع المتنبي، هاتف: 7700728816(964+)؛ ج ـ مكتبة القائم، الكاظمية، باب المراد، خلف عمارة النواب. د ـ دار الغدير، النجف، سوق الحويش، هاتف: 7801752581(964+). هـ ـ مؤسسة العطّار الثقافية، النجف، سوق الحويش، هاتف: 7501608589(964+). و ـ دار الكتب للطباعة والنشر، كربلاء، شارع قبلة الإمام الحسين(ع)، الفرع المقابل لمرقد ابن فهد الحلي، هاتف: 7811110341(964+).
7ـ سوريا: مكتبة دار الحسنين، دمشق، السيدة زينب، الشارع العام، هاتف: 932870435(963+).
8ـ إيران: 1ـ مكتبة الهاشمي، قم، كذرخان، هاتف: 7743543(98253+). 2ـ مؤسّسة البلاغ، قم، سوق القدس، الطابق الأوّل. 3ـ دفتر تبليغات «بوستان كتاب»، قم، چهار راه شهدا، هاتف: 7742155(98253+).
9ـ تونس: دار الزهراء للتوزيع والنشر: تونس العاصمة، هاتف: 98343821(216+).
10ـ بريطانيا وأوروپا، دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع:
United Kingdom London NW1 1HJ. Chalton Street 88. Tel: (+4420) 73834037
كما أنّها متوفِّرةٌ على شبكة الإنترنت في الموقعين التاليين:
1ـ مكتبة النيل والفرات: http: //www. neelwafurat. com
2ـ المكتبة الإلكترونية العربية على الإنترنت: http: //www. arabicebook. com
وتتلقّى المجلّة مراسلات القرّاء الأعزّاء على عنوان البريد: لبنان ــ بيروت ــ ص. ب: 327 / 25.
وعلى عنوان البريد الإلكترونيّ: info@nosos. net
وأخيراً تدعوكم المجلّة لزيارة موقعها الخاصّ: www. nosos. net؛ للاطّلاع على جملة من المقالات الفكريّة والثقافيّة المهمّة.
([1]) الميزان في تفسير القرآن للطباطبائيّ 1: 60 .
([2]) هذه الآيات جمعناها من الكتب التالية: التبيان في تفسير القرآن للطوسيّ 1: 106؛ الجواهِر الحسان في تفسير القرآن للثعالبيّ 1: 55؛ الجامع لحكام القرآن للقرطبيّ 1: 75؛ أصول الدين للحائريّ: ؟؛ آلاء الرحمن للبلاغيّ 1: 46؛ إعجاز القرآن للباقلانيّ: 48؛ تفسير المنار لرشيد رضا 1: 170.