أحدث المقالات

د. الشيخ عصري الباني([1])

تحدَّثنا في القسم الأول من هذا المقال عن مجموعة من الملاحظات والنقود التي ترد على تفسير البيان في تفسير القران للسيد ابو القاسم الخوئي(ر) وفي هذا المقال سنكتمل الحديث عن هذه الملاحظات والنقود:

أولاً: أمية النبيّ(ص)

تناول السيّد الخُوئي(ر) أُميّة النبيّ(ص) في تفسيرهِ تحتَ عُنوان: “القرآن والمعارف” يقول: ” صرَّح الكتابُ في كثير مِن آياتهِ الكريمة بأنَّ مُحمَّداً أمّي، وقد جَهَر النبيُّ بهذهِ الدعوى بين ملأٍ مِن قومهِ وعشيرته الذين نشأ بين أظهُرهم وتربَّى في أوساطهم، فلم يُنكرْ أحدٌ عليه هذهِ الدعوى، وفي ذلكَ دلالةٌ قطعيّة على صِدقهِ فيما يدّعي. ومع أُمّيته فقد أتى في كتابهِ مِن المعارف بما أبهر عُقول الفلاسفة وأدهش مُفكّري الشرق والغرب مُنذ ظُهور الإسلام إلى هذا اليوم، وسيبقى موضعاً لدهشة المُفكّرين وحيرتهم إلى اليوم الأخير، وهذا مِن أعظم نواحي الإعجاز. ولنتنازل للخُصوم عن هذهِ الدعوى، ولنفرض أن مُحمَّداً لم يكن أُميّاً… ([2])” ثُمَّ يدخلُ في النقاش.

وقولهِ: “ولنتنازل للخُصوم عن هذهِ الدعوى، ولنفرض أن مُحمَّداً لم يكن أُميّاً” هذا لونٌ مِن ألوان الجَدَل، وإلّا فهو قد أثبتَ أُمّيتهُ بشكلٍ واضحٍ وصريح في الجُمَل الأولى التي تقدم ذكرها فقضيّةُ أُميّة النبيّ قضيّةٌ مقطوعٌ بها عند السيّد الخُوئي(ر).

وعند الرجوع إلى ما يقوله أهل البيت(عم) في معنى (النّبي الأمي) نجدهم يخالفون هذا الراي بل ويصفون القائل به بالكذب ويلعنوه بغضب ونشير هنا إلى بعض هذه الاخبار:

1ـ عن جعفر بن محمد الصوفي قال سألت أبا جعفر(ع) محمد بن علي الرضا(ع) وقلت له يا بن رسول الله لم سمى النبي الأمي قال ما يقول الناس قال قلت له جعلت فداك يزعمون إنما سمى النبي الأمي لأنه لم يكتب فقال: (كذبوا عليهم لعنة الله انى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة([3])) فكيف كان يعلمهم مالا يحسن والله لقد كان رسول الله(ص) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لسانا وإنما سمى الأمي لأنه كان من أهل مكة و مكة من أمهات القرى وذلك قول الله تعالى في كتابه: (لتنذر أم القرى ومن حولها([4]))([5]).

2ـ عن يحيى بن عمران الحلبي عن أبيه عن ابن عبد الله (ع) قال: سئل عن قول الله (عز وجل): (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ([6])) قال: (بكل لسان([7])).

3ـ عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله (ع) في قول يوسف: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ([8]))،قال: (حفيظ بما تحت يدي عليم بكل لسان([9])).

وهل هناك مقايسة بين يوسف(ع) وبين محمّد(ص)؟.

ـ عن علي بن أسباط عن أبي جعفر(ع): (قلت إنّ النّاس يزعمون أنّ رسول الله لم يكن يكتب ولا يقرأ! فقال: كذبوا لعنهم الله، أنّى يكون ذلك، وقد قال الله عزَّ وجل: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ([10])) فكيف يُعلّمهم الكتاب والحكمة وليس يُحسن أن يقرأ ويكتب، قلت: فلم سُمّي النّبي الأمي؟ قال: لأنّه نُسب إلى مكّة، وذلك قولُ الله عزّ وجل لتنذر أمّ القرى ومَن حولها، فأمّ القرى مكة، فقيل أمي لذلك.

ولو ان السيد الخوئي(ر) رجع إلى اصول وقواعد فهم حديث اهل البيت(عم) بحسب ما هم يريدون لا بحسب ما يخرجه من بناة افكاره المستندة إلى قواعد واصول العامة لعرفوا ان النبي(ص) ليس أميا.

ثانياً: موضوع تحريف القران

حينما يكون الحديث عن موضوع تحريف القران فانه يقال في الاوساط الحوزوية بان افضل بحث كتب ما كتبه السيد الخوئي(ر) في تفسير البيان ولكننا نجد في هذا المنهج مجموعة من المؤاخذات العلمية نشير اليها من خلال امور:

الاول: نفيه للتحريف اللفظي

قال(ر): ” 1 ـ معنى التحريف: يطلق لفظ التحريف ويراد منه عدة معان على سبيل الاشتراك، فبعض منها واقع في القرآن باتفاق من المسلمين، وبعض منها لم يقع فيه باتفاق منهم أيضا، وبعض منها وقع الخلاف بينهم. واليك تفصيل ذلك:

الأول: ” نقل الشئ عن موضعه وتحويله إلى غيره ” ومنه قوله تعالى: ” من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ” ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله فإن كل من فسر القرآن بغير حقيقته، وحمله على غير معناه فقد حرفه. وترى كثيرا من أهل البدع، والمذاهب الفاسدة قد حرفوا القرآن بتأويلهم آياته على آرائهم وأهوائهم. وقد ورد المنع عن التحريف بهذا المعنى، وذم فاعله في عدة من الروايات. منها: رواية الكافي بإسناده عن الباقر(ع) أنه كتب في رسالته إلى سعد الخير: ” وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية… “.

الثاني: ” النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات، مع حفظ القرآن وعدم ضياعه، وإن لم يكن متميزا في الخارج عن غيره”. والتحريف بهذا المعنى واقع في القرآن قطعا، فقد أثبتنا لك فيما تقدم عدم تواتر القراءات، ومعنى هذا أن القرآن المنزل إنما هو مطابق لاحدى القراءات، وأما غيرها فهو إما زيادة في القرآن وإما نقيصة فيه.

الثالث: ” النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين، مع التحفظ على نفس القرآن المنزل “. والتحريك بهذا المعنى قد وقع في صدر الاسلام، وفي زمان الصحابة قطعا، ويدلنا على ذلك إجماع المسلمين على أن عثمان أحرق جملة من المصاحف وأمر ولاته بحرق كل مصحف غير ما جمعه، وهذا يدل على أن هذه المصاحف كانت مخالفة لما جمعه، وإلا لم يكن هناك سبب موجب لإحراقها، وقد ضبط جماعة من العلماء موارد الاختلاف بين المصاحف، منهم عبد الله ابن أبي دود السجستاني، وقد سمى كتابه هذا بكتاب المصاحف. وعلى ذلك فالتحريف واقع لا محالة إما من عثمان أو من كتاب تلك المصاحف، ولكنا سنبين بعد هذا إن شاء الله تعالى أن ما جمعه عثمان كان هو القرآن المعروف بين المسلمين، الذي تداولوه على النبي ـ ص ـ يدا بيد. فالتحريك بالزيادة والنقيصة إنما وقع في تلك المصاحف التي انقطعت بعد عهد عثمان، وأما القرآن الموجود فليس فيه زيادة ولا نقيصة. وجملة القول: إن من يقول بعدم تواتر تلك المصاحف ـ كما هو الصحيح ـ فالتحريف بهذا المعنى وإن كان قد وقع عنده في الصدر الأول إلا أنه قد انقطع في زمان عثمان، وانحصر المصحف بما ثبت تواتره عن النبي ـ ص ـ وأما القائل بتواتر المصاحف بأجمعها، فلا بد له من الالتزام بوقوع التحريف بالمعنى المتنازع فيه في القرآن المنزل، وبضياع شئ منه. وقد مر عليك تصريح الطبري، وجماعة آخرين بإلغاء عثمان للحروف الستة التي نزل بها القرآن، واقتصاره على حرف واحد.

الرابع: ” التحريف بالزيادة والنقيصة في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل، والتسالم على قراءة النبي ـ ص ـ إياها “. والتحريف بهذا المعنى أيضا واقع في القرآن قطعا. فالبسملة ـ مثلا – مما تسالم المسلمون على أن النبي ـ ص ـ قرأها قبل كل سورة غير سورة التوبة وقد وقع الخلاف في كونها من القرآن بين علماء السنة، فاختار جمع منهم أنها ليست من القرآن، بل ذهبت المالكية إلى كراهة الاتيان بها قبل قراءة الفاتحة في الصلاة المفروضة، إلا إذا نوى به المصلي الخروج من الخلاف، وذهب جماعة أخرى إلى أن البسملة من القرآن. وأما الشيعة فهم متسالمون على جزئية البسملة من كل سورة غير سورة التوبة، واختار هذا القول جماعة من علماء السنة أيضا ـ وستعرف تفصيل ذلك عند تفسيرنا سورة الفاتحة ـ وإذن فالقرآن المنزل من السماء قد وقع فيه التحريف يقينا، بالزيادة أو بالنقيصة.

الخامس: ” التحريف بالزيادة بمعنى أن بعض المصحف الذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل “. والتحريف بهذا المعنى باطل بإجماع المسلمين، بل هو مما علم بطلانه بالضرورة.

السادس: ” التحريف بالنقيصة، بمعنى أن المصحف الذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القرآن الذي نزل من السماء، فقد ضاع بعضه على الناس “. والتحريف بهذا المعنى هو الذي وقع فيه الخلاف فأثبته قوم ونفاه آخرون([11]) “.

إذن القران في نظر السيد الخوئي(ر) محرف من جهة القراءات ومن جهة البسملة ومن جهة المعنى ولكن الكلمات نقية من التحريف في زمن عثمان بن عفان.

وفي كلام السيد الخوئي(ر) مجموعة من الامور ينبغي الاشارة اليها ومناقشتها فاننا نجد فيه تناقض وتهافت:

1ـ ان الله تعالى حين نزّل القرآن كان مقصوده المعاني لا الألفاظ فإذا وقع التّحريف في القضيّة الكبرى وهي (المعاني) فتحريف الألفاظ قضيّة صغرى فما الفائدة أن تبقى ألفاظ القرآن محفوظة، والمعاني محرّفة؟!.

2ـ ان السّيد الخوئي(ر) يرفض اختلاف القراءات للقرآن، ويعتبرها تحريف للقرآن ـ مع ان العامة يقولون بانها من الله وهي شرعيّة وهذه القراءات موجودة الآن، وهناك مصاحف مختلفة مطُبوعة بقراءات مختلفة ـ فأين حفظ الله للقرآن إذن؟!.

3ـ لماذا يرفض السّيد الخوئي(ر) أنّ القرآن محفوظ بحفظ حقيقي كامل عند المعصومين(عم)، ويعتقد أنّ المصحف الموجود بين أيدينا مصحف محفوظ 100% مع اقراره بما وقع فيه من النّقص والزّيادة؟!، مع ان الروايات الكثيرة المتوترة تشير إلى أنّ القرآن محفوظ بحفظ حقيقي كامل عند المعصومين(عم) نشير إلى بعضها:

أـ صحيحة([12]) جابر قال: سمعت أبا جعفر(ع) يقول: (ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب(ع) والأئمة من بعده(عم)([13])).

ب ـ صحيحة([14]) بريد بن معاوية قال: قلت لأبي جعفر(ع): ” قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب “؟ قال: إيانا عنى، وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي(ص)([15]).

ج ـ في محاججة أمير المؤمنين(ع) مع الصّحابة ينقل فيه للصّحابة ما قاله له رسول الله(ص): (أوليس كتاب ربّي أفضل الأشياء بعد الله عزّ وجل؟ والّذي بعثني بالحق لئن لم تجمعه بإتقان لم يُجمع أبداً فخصني الله عز وجل بذلك من دون الصحابة([16])).

فكلام النبي(ص) موجه للناس اذ ليس هناك قَسَم بين علي وبين النّبي (صلوات الله عليهما والهما). والنّبي يتحدّث عن إتقان المعصوم، وليس إتقان شخص عادي، فهو يُشير بعبارته إلى أنّ القرآن سيجمع ولكن من غير إتقان.

د ـ عن جابر، عن أبي جعفر(ع) أنه قال: (ما يستطيع أحد أن يدعي أنه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء ([17])).

قوله (ما يستطيع أحد) عدم الاستطاعة والقدرة على دعوى ذلك ظاهر بالتجربة والامتحان واعتراف العامّة بأنّ أئمّتهم الثلاثة وغيرهم من الصحابة لم يعلموا جميع ما في القرآن. وقوله (كلّه) مبالغة في التأكيد والمراد بظاهره ألفاظه وبباطنه معانيه، أو المراد بظاهره معانيه الأوّليّة وبباطنه معانيه الثانية والثالثة بالغاً ما بلغ.

قوله (غير الأوصياء) فلهم رتبة التقدم والخلافة دون غيرهم إذ الإمام إذا لم يعلم جميع القرآن لزم إهمال الخلق وبطلان الشرع وانقطاع الشريعة. وكلُّ ذلك باطلٌ بحكم العقل والنقل.

هـ ـ عن جابر قال: سمعت أبا جعفر(ع) يقول: (ما من أحد من الناس يقول: إنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذب، وما جمعه وما حفظه كما أنزل الله إلا علي ابن أبي طالب(ع) والأئمة من بعده(عم)([18])).

4ـ ان السّيد الخوئي(ر) يعتبر القراءات المختلفة للقرآن تحريف، وأنّها ليست ورادة عن النّبي(ص)، ولكنّه في ذات الوقت يفتي بجواز الأخذ بها الصّلاة مُستنداً في ذلك إلى ما جاء عن المعصومين بأنّ القراءة الجائزة هي أن نقرأ بما يقرؤه النّاس، مع أنّ الأئمة(عم) لم يتحدّثوا عن القراءات السّبعة، ولم يقصدوا بهذا القول القراءات الكثيرة، وإنّما تحدّثوا عن القراءة الشّائعة في زمانهم فكيف يكون التّحريف غير واقع في القرآن؟.

5ـ ان السّيد الخوئي(ر) يعتبر ان الحركات فيها زيادة ونقيصة، والحروف كذلك، والنّقص يقع بكلمة أو كلمتين وهذا يعني عدم حفظ للقرآن.

6ـ إذا كان الإنسان قادراً على أن يوجد آليّة لحفظ هذه الآثار لقرون من الزّمان، فهل أنّ الله يعجز عن حفظ قرآنه بحيث تتطرّق له كلّ ألوان التّحريف التي ذكرها؟!.

7ـ ان السّيد الخوئي(ر) يعتبر ان التّحريف قد حصل في صدر الإسلام، و عدم حصوله بعد زمان عثمان مع ان قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ([19])) التي استدل بها على حفظ القرآن فهي عامة فلا تقول أنّ الحفظ للقرآن يبدأ من زمان عثمان وإلى يومنا هذا فقط، أمّا قبل زمان عثمان فلا يوجد حفظ للقرآن فالله تعالى إمّا أن يحفظ القرآن من البداية إلى النّهاية، وإمّا أن لا يحفظ القرآن.

8ـ أنّ القول بعدم تحريف القرآن بعد زمان عثمان هو مخالف لحديث أهل البيت(عم)، فلماذا السّيد الخوئي(ر) يخالف حديث أهل البيت(عم)؟!.

9ـ لو دافع مدافع عن السّيد الخوئي(ر)بالقول بتضعيف روايات أهل البيت(عم)، فإنّ تضعيف الرّوايات من جهة الأسانيد يسقط اعتبارها بنسبة 50% فقط، ويبقى احتمال 50% آخر أنّها صدرت من المعصوم. والكلام بأنّ القرآن بعد زمان عثمان لم يتعرّض للتّحريف هو كلام العامة ـ وهو كلام بشري غير معصوم ـ فلماذا نجعل قول العامة (الغير معصوم) راجحاً على قول المعصوم؟!.

10ـ ان راي السّيد الخوئي(ر) الذي ذهب فيه إلى أنّ القرآن الّذي جمعه عثمان هو القرآن الّذي تداوله المسلمون عن النّبي(ص) يداً بيد هذا الرّأي اعتمد فيه على كلام السجستاني في كتابه المصاحف فمن قال أنّ الرّوايات الّتي أوردها السجستاني في كتابه المصاحف صحيحة؟ فالسّيد الخوئي(ر) منهجه البحث عن الأسانيد؟ فما السّند الصّحيح لروايات السجستاني في كتابه المصاحف؟.

11ـ ان التعبير بانه كلام تافه هي عبارة غير مناسبة عندما يكون الراي منقولا عن الائمة(عم) خصوصا اذا كان هذا الاحتمال قائم وهناك روايات كثيرة تؤيده.

12ـ اذا كان القران نازلا للبشر فلماذا السيد الخوئي(ر) يخالف مبناه الذي التزم به في اول التفسير في عدم النقل الا بأسانيد صحيحة عن اهل البيت(عم) ونقل عن العامة؟!.

13ـ ان الرّشاد الصّواب جاء في قول الأئمة(عم): (دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلافهم ([20]))، فلماذا يخالف السّيد الخوئي(ر) احاديث أهل البيت(عم) ويذهب إلى صحة راي العامة الذين امرنا بمخالفتهم في حالة تعارض الآراء؟!.

ولأجل ذلك نجد مدح العامة لتفسير البيان فان السّيد الخوئي(ر) بذل جهداً كبيراً في تفسيره البيان، ولكنه بذل هذا الجهد بشكل مضاد لِما يقوله أهل البيت(عم)، وبشكل موافق تماماً لِما يقوله العامة! ولهذا نجدهم يمدحون كتاب السّيد الخوئي(ر) ومثال على مدح العامة وثنائهم لبحث السّيد الخوئي(ر) بخصوص صيانة القرآن من التّحريف ما قاله محمود أبو ريّة أحد علماء الأزهر في كتابه (أضواء على السّنة المحمّدية) من مدح وثناء للسّيد الخوئي ولتفسيره البيان فيقول: ” ومن شاء أن يقف على كل ما قيل في هذا الأمر فليرجع إلى كتاب الاتقان للسيوطي، وكتاب التبيان للجزائري والجزء الأول من ” البيان في تفسير القرآن ” للعلامة المحقق الكبير السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي. وهذا الكتاب وحده كاف في بيان هذا الأمر لأن مؤلفه الجليل قد درسه درسا وافيا، وفصل فيه القول تفصيلا بحيث لا تجد مثله في كتاب آخر حتى ليجب على كل مسلم أن يقرأه ليستفيد منه علما ومعرفة([21])“.

ولو كان البحث الّذي كتبه السّيد الخوئي موافق لمنهج أهل البيت(عم)، لما كنّا وجدنا هذا المدح من محمّود أبو ريّة لكتاب السّيد الخوئي(ر).

قد يقول البعض أنّ محمود أبو ريّة صار من اتباع مدرسة أهل البيت(عم)، وجوابه:

ـ ان كتابه (أضواء على السّنة المحمّدية) كتبه أيّام تسنّنه، فهو كتاب سني مخالف لاهل البيت(عم) بنسبة 100% واذا وجدنا كلمة منصفة هنا أو هناك وعنده اراء يختلف فيها مع علماء الازهر واثيرت حوله الشكوك والشبهات لانه يخالف الآراء الشائعة لكن هذا لا يدل على انه صار شيعيا.

ـ ان السبب الذي دعاه إلى مدح السيد الخوئي(ر) ودعوته لكل مسلم لان يقرا الكتاب لان الذي كتبه السيد الخوئي(ر) مؤيد بنسة 100% لما تتبناه العامة وهو مضاد في عين الوقت 100% لما يقوله ائمة اهل البيت(عم) فقد نصر اقوال العامة والتي تبتني على نظرية ان الله حفظ هذا القران عند هذه الامة وهو كلام معارض ومناقض ومضاد لما قاله اهل البيت(عم)، وفي عين الوقت فند وضعف جميع احاديث اهل البيت(عم).

ـ لماذا لم يمدح ابو رية تفسير القمي أو العياشي أو فرات أو نور الثقلين؟! السبب يعود لما ذكرناه من ان البيان موافق لهوى العامة وأما ما ذكرناه من التفاسير فهو مخالف لذلك ومن اجل ذلك كالوا له المديح.

 

الثاني: الاستدلال بالسّنة على نفي التّحريف

يتحدّث(ر) عن أدّلة حفظ القرآن عن الأمّة فيقول: ” الدّليل الثّالث: أخبار الثّقلين الّذين خلّفهما النّبي في أمّته وأخبر أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض، وأمر الأمّة بالتّمسك بهما، وهما الكتاب والعترة. وهذه الأخبار متظافرة من طرق الفريقين والاستدلال بها على عدم التّحريف في الكتاب يكون من ناحيتين:

الناحية الأولى: أنّ القول بالتّحريف يستلزم عدم وجوب التّمسك بالكتاب المنزل لضياعه على الأمّة بسبب وقوع التّحريف، ولكن وجوب التّمسك بالكتاب باق إلى يوم القيامة، لصريح أخبار الثّقلين، فيكون القول بالتّحريف باطلاً جزماً، وتوضيح ذلك: أنّ هذه الرّوايات دلّت على اقتران العترة بالكتاب، وعلى أنّهما باقيان في النّاس إلى يوم القيامة، فلا بدّ من وجود شخص يكون قريناً للكتاب ولا بدّ من وجود الكتاب ليكون قريناً للعترة، حتّى يردا على النّبي الحوض، وليكون التّمسك بهما حافظاً للأمة عن الضّلال، كما يقول النّبي في هذه الحديث.

ومن الضّروري أنّ التّمسك بالعترة إنّما يكون بموالاتهم، واتّباع أوامرهم ونواهيهم والسّير على هداهم، وهذا شيء لا يتوقف على الاتّصال بالإمام، والمخاطبة معه شفاهاً، فإنّ الوصول إلى الإمام والمخاطبة معه لا يتيسّر لجميع المكلّفين في زمان الحضور، فضلاً عن أزمنة الغيبة، واشتراط إمكان الوصول إلى الامام لبعض الناس دعوى بلا برهان ولا سبب يوجب ذلك، فالشّيعة في أيام الغيبة متمسكون بإمامهم يوالونه ويتبعون أوامره، ومن هذه الأوامر الرجوع إلى رواة أحاديثهم في الحوادث الواقعة، أما التمسك بالقرآن فهو أمر لا يمكن إلا بالوصول إليه، فلا بد من كونه موجوداً بين الأمة، ليمكنها أن تتمسك به، لئلا تقع في الضلال، وهذا البيان يرشدنا إلى فساد المناقشة بأن القرآن محفوظ وموجود عند الإمام الغائب، فإنّ وجوده الواقعي لا يكفى لتمسك الأمة به([22]) “.

فالقران في نظره حفظه لنا عثمان بن عفان منذ زمانه والى يومنا الحاضر مع ان القراءات موجودة ولا يستطيع ان ينكر وجودها ـ رغم عدم اعتقاده بصحتها ـ وهذه القراءات كتب التفسير حولها وطبعت المصاحف وقرئ بها في كل مكان.

وفي معرض الجواب على ما قاله(ر) نقول:

أولاً: من خلال أحاديث النبي والائمة(عم) ستتبين لنا حقائق القران المحفوظ عندهم فقط ومن نعرف مراد الامام الغائب(عج)

ثانياً: ان هذا الكلام من السّيد الخوئي(ر) هو للجدل فقط، فحتّى مع وقوع التّحريف الّلفظي فإنّنا نتمسّك بالكتاب وهو حجّة علينا وهو ما جاء عن الأئمة(عم)، ففي صحيحة([23]) سالم بن أبي سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله(ع) وأنا أسمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس، فقال أبو عبد الله(ع): مه مه! كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس، حتى يقوم القائم، فإذا قام أقرأ كتاب الله على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه علي، وقال: أخرجه علي(ع) إلى الناس حيث فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله كما أنزله الله على محمد(ص)، وقد جمعته بين اللوحين، فقالوا هوذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن، لا حاجة لنا فيه، قال: أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا، ابدا إنما كان على أن أخبركم به حين جمعته لتقرؤه([24])).

ثالثاً: إذا كان السّيد الخوئي(ر) يثبت صيانة القرآن من التّحريف بسبب حديث الثّقلين، فلماذا يرفض السّيد الخوئي(ر) اكثر حديث الثّقلين بحجة ضعف السند؟ فلماذا لا يكون حديث العترة مُصاناً بنفس هذا الدّليل؟! فحديث العترة هو أحدُ الثّقلين فلماذا يصون حديث الثّقلين الثّقل الأوّل دون الثّاني؟.

الثالث: الدفاع عن الطريقة التي جمع بها ابو بكر القران

يقول(ر): ” ولو سلمنا أن جامع القرآن هو أبو بكر في أيام خلافته، فلا ينبغي الشك في أن كيفية الجمع المذكورة في الروايات المتقدمة مكذوبة، وأن جمع القرآن كان مستندا إلى التواتر بين المسلمين، غاية الأمر أن الجامع قد دون في المصحف ما كان محفوظا في الصدور على نحو التواتر([25]) “.

وفي معرض الجواب على ما ذكره السيد الخوئي(ر) نقول: ان مصادر العامة ذكرت روايات حول طريقة جمع القران في زمن ابي بكر ولكن السيد الخوئي(ر) يرفض هذه الروايات ويدافع عن الطريقة التي وصل بها القران من قبل ابي بكر، ويدعي بان ابا بكر قام بجمع القران بطريقة التواتر بين المسلمين وهي طريقة قطعية في الصدور، وهو اختلاق من السيد الخوئي(ر) لطريقة جديدة صحيحة جمع بها ابو بكر دفاعا عن المصحف الذي جمعه ابو بكر وهذا ما لا تلتزم به العامة انفسهم بل هو تبرع منه(ر)على سبيل الخيرية للعامة وهو كلام لا اساس له من الصحة من جهات:

1ـ انه لم يكن موجودا ومطلعا حسيا على هذا المعنى.

2ـ عدم وجود رواية عن اهل البيت(عم) تدل على هكذا مدعى.

3ـ عدم وجود رواية عن العامة تشير إلى هذا الموضوع.

ثم يقول: ” نعم لا شك أن عثمان قد جمع القرآن في زمانه، لا بمعنى أنه جمع الآيات والسور في مصحف، بل بمعنى أنه جمع المسلمين على قراءة إمام واحد، وأحرق المصاحف الأخرى التي تخالف ذلك المصحف، وكتب إلى البلدان أن يحرقوا ما عندهم منها، ونهى المسلمين عن الاختلاف في القراءة، وقد صرح بهذا كثير من أعلام أهل السنة([26])“.

فجميع هذه الاقوال التي ذكرها(ر) من اعلام أهل السنة في الوقت الذي يترك احاديث اهل البيت(عم) حيث انه يتناولها رواية رواية ويسقطها فهو اما ان يتمسك بأقوال أهل السنة واما ان يقترح من عنده اراء لا وردت عن أهل البيت(عم) ولاعن عن العامة ولا هو كان شاهدا عليها بل هي من عنده من اجل ان يكمل الصورة.

الرابع: نفي العبث بالقرآن

رد(ر) على إشكال يثار على بحثه في هذا التّفسير فيما يتعلّق بالعبث بالقرآن، وقد سماه شبهة، فقال: “الشّبهة الثّالثة: إنّ الرّوايات المتواترة عن أهل البيت قد دلّت على تحريف القرآن فلابد من القول به. والجواب: إنّ هذه الرّوايات لا دلالة فيها على وقوع التّحريف في القرآن بالمعنى المتنازع فيه، وتوضيح ذلك: إنّ كثيراً من الرّوايات، وإن كانت ضعيفة السّند، فإنّ جملة منها نُقلت من كتاب أحمد بن محمد السياري، الذي اتّفق علماء الرجال على فساد مذهبه، وأنّه يقول بالتّناسخ، ومن علي بن أحمد الكوفي الّذي ذكر علماء الرّجال أنّه كذّاب، وأنّه فاسد المذهب، إلّا أنّ كثرة الرّوايات تُورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين، ولا أقل من الاطمئنان بذلك، وفيها ما روي بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التّكلم في سند كلّ رواية بخصوصها([27])“.

فالسّيد الخوئي(ر) في كلامه نص على مجموعة امور:

1ـ أنّ الرّوايات الواردة عن أهل البيت(عم)، والقائلة بتحريف القرآن بلغت حدّ التّواتر، وإذا بلغت حدّ التّواتر، فلا حاجة للبحث في الأسانيد حينئذ.

2ـ قال أنّ بعض هذه الرّوايات ضعيفة، ولكنّ كثرة الرّوايات تُورث القطع بصدور بعضها.

3ـ أنّه قال (ولا أقل من الاطمئنان بذلك) أي أنّها إن لم تورث القطع، فهي تورث الاطمئنان.

4ـ أنّه قال أنّ من هذه الرّوايات الكثيرة الّتي قالت بالتّحريف، منها ما قد ورد بطريق معتبر بحسب قواعد الرّجال.

ولكنّه بعد طرحه لهذه المعطيات واعتقاده بوجود روايات عن المعصومين(عم) تقول بالتّحريف، يتوقف ويغضّ الطّرف عنها، ويذهب إلى عنوان آخر! فأين الشّبهة الّتي دٌفعت؟! فهي قائمة اذ اثبت ان هناك روايات تقول بوجود التحريف وهي متواترة ولكنه يعطيها وجه اخر وهو ان هذه الروايات يقصد منها التحريف المعنوي مع ان المراجع للروايات يجد نوعين من التحريف فبعضها يتحدث عن التحريف اللفظي والاخر يتحدث عن التحريف المعنوي، ومن النماذج على ذلك:

1ـ عن جابر قال قال أبو جعفر(ع) دعا رسول الله أصحابه بمنى([28]) قال: (يا أيها الناس انى تارك فيكم الثقلين اما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ثم قال أيها الناس انى تارك فيكم حرمات الله كتاب الله وعترتي والكعبة البيت الحرام ثم قال أبو جعفر(ع) اما كتاب الله فحرفوا واما الكعبة فهدموا واما العترة فقتلوا وكل ودايع الله فقد تبروا([29])).

تشير هذه الرواية إلى ان النبي(ص) جمع اصحابه قبل في منى في حجة الوداع فبلغهم بحديث الثقلين مقدمة لبيعة الغدير، وتشير إلى ثلاثة امور جميعها فيزيائية وليست معنوية هدم الكعبة وقتل العترة وتحريف الكتاب والتقييد بالمعنوي لا دليل عليه.

2ـ عن أبي ذرّ رحمة الله عليه قال لما نزلت هذه الآية: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ) قال رسول الله(ص) يرد علي أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فراية مع عجل هذه الأمة فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي فيقولون اما الأكبر فخرفناه ونبذناه وراء ظهورنا واما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه، فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد علي راية مع فرعون هذه الأمة، فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي فيقولون اما الأكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه واما الأصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي رأيه مع سامري هذه الأمة فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي فيقولون اما الأكبر فعصيناه وتركناه واما الأصغر فخذلناه وضيعناه وصنعنا به كل قبيح فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ثم ترد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي فيقولون اما الأكبر ففرقناه (فمزقناه ط) وبرئنا منه واما الأصغر فقاتلناه وقتلناه، فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع امام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين، فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي فيقولون اما الأكبر فاتبعناه وأطعناه واما الأصغر فأحببناه وواليناه ووازرناه ونصرناه حتى أهرقت فيهم دماؤنا، فأقول ردوا الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم ثم تلا رسول الله(ص): (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ([30]))([31])“.

ففي الرواية نجد ان الكلام يتكرر مع راية فرعون الامة ومع راية عجل الامة في انهم حرفوا ومزقوا القران وهذا هو التحريف اللفظي واما قولهم خالفناه فيريدون التحريف المعنوي.

3ـ عن جابر، عن النبي(ص) قال: (يجئ يوم القيامة ثلاثة يشكون: المصحف، والمسجد، والعترة، يقول المصحف يا رب حرفوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا رب عطلوني وضيعوني، ويقول العترة يا رب قتلونا وطردونا وشردونا، فأجثوا للركبتين في الخصومة فيقول الله عز وجل لي: أنا أولى بذلك منك([32])).

فالتحريف والتمزيق في الرواية فعل فيزيائي وعملية طبيعية.

الخامس: استدلاله بقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ([33])) لنفي التحريف

يعقد السّيد الخوئي(ر) بحثا حول قوله تعالى: (انا نحن نزلنا الذكر) فيقول: ” الدليل الأول ـ قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). فإن في هذه الآية دلالة على حفظ القرآن من التحريف، وأن الأيدي الجائرة لن تتمكن من التلاعب فيه. والقائلون بالتحريف قد أولوا هذه الآية الشريفة، وذكروا في تأويلها وجوها: الأول: ” أن الذكر هو الرسول ” فقد ورد استعمال الذكر فيه في قوله تعالى”: قد أنزل الله إليكم ذكرا “. رسولا يتلوا عليكم آيات الله “. وهذا الوجه بين الفساد: لان المراد بالذكر هو القرآن في كلتا الآيتين بقرينة التعبير ” بالتنزيل والانزال ” ولو كان المراد هو الرسول لكان المناسب أن يأتي بلفظ ” الارسال ” أو بما يقاربه في المعنى، على أن هذا الاحتمال إذ تم في الآية الثانية فلا يتم في آية الحفظ، فإنها مسبوقة بقوله تعالى: “وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إن لمجنون”. ولا شبهة في أن المراد بالذكر في هذه الآية هو القرآن، فتكون قرينة على أن المراد من الذكر في آية الحفظ هو القرآن أيضا. الثاني: ” أن يراد من حفظ القرآن صيانته عن القدح فيه، وعن إبطال ما يتضمنه من المعاني العالية، والتعاليم الجليلة”. وهذا الاحتمال أبين فساد من الأول: لان صيانته عن القدح إن أريد بها حفظه من قدح الكفار والمعاندين فلا ريب في بطلان ذلك، لان قدح هؤلاء في القرآن فوق حد الاحصاء. وان أريد أن القرآن رصين المعاني، قوي الاستدلال مستقيم الطريقة، وأنه لهذه الجهات ونحوها أرفع مقاما من أن يصل إليه قدح القادحين، وريب المرتابين فهو صحيح ولكن هذه ليس من الحفظ بعد التنزيل كما تقوله الآية، لان القرآن بما له من الميزات حافظ لنفسه، وليس محتاجا إلى حافظ آخر، وهو غير مفاد الآية الكريمة، لأنها تضمنت حفظه بعد التنزيل. الثالث: ” أن الآية دلت على حفظ القرآن في الجملة، ولم تدل على حفظ كل فرد من أفراد القرآن، فإن هذا غير مراد من الآية بالضرورة وإذا كان المراد حفظه في الجملة، كفى في ذلك حفظه عند الامام الغائب(ع)”. وهذا الاحتمال أوهن الاحتمالات: لان حفظ القرآن يجب أن يكون عند من انزل إليهم وهم عامة البشر، أما حفظه عند الإمام(ع) فهو نظير حفظه في اللوح المحفوظ، أو عند ملك من الملائكة، وهو معنى تافه يشبه قول القائل: إني أرسلت إليك بهدية وأنا حافظ لها عندي، أو عند بعض خاصتي. ومن الغريب قول هذا القائل إن المراد في الآية حفظ القرآن في الجملة، لا حفظ كل فرد من أفراده، فكأنه توهم أن المراد بالذكر هو القران المكتوب، أو الملفوظ لتكون له أفراد كثيرة، ومن الواضح أن المراد ليس ذلك، لان القرآن المكتوب أو الملفوظ لا دوام له خارجا، فلا يمكن أن يراد من آية الحفظ وإنما المراد بالذكر هو المحكي بهذا القرآن الملفوظ أو المكتوب، وهو المنزل على رسول الله(ص) وسلم والمراد بحفظه صيانته عن التلاعب، وعن الضياع، فيمكن للبشر عامة أن يصلوا إليه، وهو نظير قولنا القصيدة الفلانية محفوظة، فإنا نريد من حفظها صيانتها، وعدم ضياعها بحيث يمكن الحصول عليها. نعم هنا شبهة أخرى ترد على الاستدلال بالآية الكريمة على عدم التحريف. وحاصل هذه الشبهة أن مدعي التحريف في القرآن يحتمل وجود التحريف في هذه الآية نفسها، لأنها بعض آيات القرآن، فلا يكون الاستدلال بها صحيحا حتى يثبت عدم التحريف، فلو أردنا أن نثبت عدم التحريف بها كان ذلك من الدور الباطل. وهذه شبهة تدل على عزل العترة الطاهرة عن الخلافة الإلهية، ولم يعتمد على أقوالهم وأفعالهم، فإنه لا يسعه دفع هذه الشبهة، وأما من يرى أنهم حجج الله على خلقه، وأنهم قرناء الكتاب في وجوب التمسك فلا ترد عليه هذه الشبهة، لان استدلال العترة بالكتاب، وتقرير أصحابهم عليه يكشف عن حجية الكتاب الموجود، وإن قيل بتحريفه، غاية الأمر أن حجية الكتاب على القول بالتحريف تكون متوقفة على إمضائهم([34]) “.

ولنا على هذا الكلام مجموعة من الملاحظات:

1ـ ان السيد الخوئي(ر) يثبت حفظ القران ولكنه لم يبرز لنا وثيقة الله (عز وجل) التي تثبت حفظ القران في الآية مختصاً بفترة ما بعد عثمان وانه تعالى عاجز عن الحماية من التحريف قبل عثمان.

2ـ اذا كان القران مشكوكا ومشبوها فكيف يستدل بجزء منه لإثبات صحة ذلك المشكوك والمشبوه؟ فهذا كلام خلاف المنطق لان هذا التشكيك ينال هذا الجزء منه. اذا فلابد من الاتيان بشيء من خارج هذا المشكوك للاستدلال على صحته.

3ـ ان القول بان هذه الاية معروفة المسلمين فهو فرار من المنطق السليم من جهة ان جميع الايات القرانية معروفة عند المسلمين ومع ذلك شبهة التحريف تثار، وهكذا تقسيم القران إلى 30 جزء وجعل اسماء لها ثم احزاب وارباع وهذه التقسيمات لا يعرف من اختلقها فهي ليست من النبي(ص) ولا حتى في المصحف الامام(العثماني) حيث إن أجزاءه 7، وهكذا بقية المصاحف الاخرى، فهذه حقيقة معروفة عند الجميع ولكنهم لا يعرفون اصلها وفصلها.

4ـ اذا كانت الآية تتحدث كما يقول السيد الخوئي(ر) عن حفظ القران عند الامة فلماذا حصل التغيير في تقسيم القران؟ فهذا يعد خرقا لحفظ القران فالباري تعالى اذا اراد ان يحفظ شيئا فالمفروض ان يحفظ على هيئة واحدة وشكل واحد لا ان يكون 7 اجزاء ويتحول إلى 30 جزءا.

5ـ صحيح اننا عندما قلنا بانه لا يستدل بالمشكوك على صحه المشكوك لكنه كلام في سياق الجدل ولكننا نعتقد ان القران قراننا و هذه الآية هي منه وان هناك تأكيدات واضحة في الآية المباركة وهذه التأكيدات تشير إلى انه لابد ان يكون محفوظا حفظا كاملا ولكن مع الواقع لا نجد ان هناك حفظا كاملا كما هو مؤكد في هذه الآية الصريحة والواضحة.

6ـ ان المقصود بالآية نفس الجهة التي نزل عليها الذكر و هي نفس الجهة التي يحفظ فيها هذا الذكر وهذا واضح من الآية فلا يعقل ان يكون محفوظا عند غير هذه الجهة اذا اردنا ان نأخذ الكلام بسياقه العام فالنبي واله (صلوات الله عليهم) عندهم يحفظ لأنها هي الجهة الوحيدة التي تستحق ان ينزل عليها الذكر وهي المأمونة على تفسيره وشرحه ومن هنا نجد الرواية عن علي(ع) انه قال: (ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه(ص)، فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال هذا الشيطان أيس من عبادته. إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي([35])) فهي الشركة لمحمد(ص) وسيكون الكتاب محفوظا عند هذه الجهة.

7ـ لابد من ان نفرق بين القران والمصحف فان للقران حقيقة الهية وصلة نورية فيما بين المنزل والمنزل عليه، فالقران حقيقة اكبر واوسع من الالفاظ الموجودة في المصحف والتي هي ارضية تتناسب و العالم الدنيوي والمخلوق البشري يستطيع من خلالها ان يتواصل مع حقيقة القران التي هي اكبر واوسع من هذا المصحف المحدود فالمصحف شيء والقران شيء.

السادس: روايات اهل البيت(عم)حول عدم تحريف القران

ان الروايات عن اهل البيت(عم) في موضوع حفظ القران عند المعصوم(ع) وكذلك ان القران قد حرف من قبل العامة من جهتين الاولى جهلهم فلم يكونوا على علم كامل بما نزل على رسول الله(ص)، ومن جهة ثانية تحريفهم لايات القران الكريم عمدا وقصدا، وسنستعرض هنا اهم النماذج بما يتناسب والمقام:

1ـ عن مكحول قال: قال أمير المؤمنين علي بن ـ أبي طالب(ع): (لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي محمد(ص) أنه ليس فيهم رجل له منقبة إلا وقد شركته فيها وفضلته ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم،… وأما الخامسة والخمسون فإن رسول الله(ص) قال لي: سيفتتن فيك طوائف من أمتي فيقولون: إن رسول الله(ص) لم يخلف شيئا فبماذا أوصى عليا؟ أوليس كتاب ربي أفضل الأشياء بعد الله عز وجل والذي بعثني بالحق لئن لم تجمعه بإتقان لم يجمع أبدا ” فخصني الله عز وجل بذلك من دون الصحابة([36])).

ونشير هنا إلى عدة امور في هذه الرواية:

أوّلاً: النبي يقسم وهو لا يحتاج إلى هذا القسم بينه وبين علي(ع) ولكنه(ص) يريد ان يوجه هذا الكلام الينا.

ثانياً: ان النبي(ص) يشير إلى اتقان المعصوم لا جمع الناس العاديين وعبر باتقان لا لان عليا(ع) سوف لن يجمعه باتقان بل لان النبي(ص) عالم بان الصحابة سيجمعون القران وانهم سيجمعونه بجهل وبدون اتقان وهو ما اشارت اليه مصادر العامة عن هذا الجمع فعن عبيد بن السباق ان زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله عنه ان عمر اتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وانى أخشى ان يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وانى أرى ان تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد قال أبو بكر انك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما امرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبى بكر وعمر رضي الله عنهما فتتبعت القرآن اجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه([37]).

وان عثمان يجمع المصاحف المختلفة ويحرقها وربما يكون ما في مصحف ابن مسعود هو الادق وجمع الناس علة مصحف واحد فهل هكذا تنقل وتجمع العلوم والحقائق؟! فالنبي يشير إلى هذه الحالة التي ستجري على القران بانه سوف يجمع ولكن من دون اتقان.

ثالثاً: نقله عن كتب العامة وتفاسيرهم وتجاهل تفاسير الشيعة

إذا رجعنا إلى فهرست المصادر لتفسير البيان نجد ان السيد الخوئي(ر) حين كتب تفسير البيان لم يكن تفسير الامام العسكري(ع) من مصادره سواء كان رافضاً له أو قابلا به مع كونه مصدرا من مصادر اهل البيت(عم) التفسيرية، وفي عين الوقت نجد الكثير من المصادر التي رجع اليها من كتب العامة وتفسيرهم نذكر منها:

ـ احكام القرآن للجصاص

ـ احكام القرآن للرافعي

ـ الاحكام في أصول الاحكام

ـ اظهر الحق للدهلوي

ـ امتاع الأسماع

ـ تاريخ الطبري

ـ تفسير ابن حيان

ـ تفسير ابن كثير

ـ تفسير الرازي

ـ تفسير الشوكاني

ـ تفسير الطبري وقد أكثر النقل عنه

ـ تفسير القرطبي

ـ تفسير المنار

ـ تفسير روح المعاني

الى اخره من كتب وتفاسير العامة وهذه الظاهرة ترجع إلى ان علماء الشيعة ومنهم السيد الخوئي(ر) يهتمون لامرين اساسيين في تاليفاتهم:

الأوّل: الرد على اراء العامة في جهة من الجهات.

الثاني: السعي إلى ارضاء العامة في جهة ثانية.

وما بين ارضاء العامة والرد عليهم يتسرب فكر العامة ومناهجهم إلى كتبنا وثقافتنا الشيعية.

فما ذكره السيد الخوئي(ر) في تفسير البيان نجده في بعض الاحيان يناقش اراء العامة وتارة اخرى ياخذ به فنقله عن العامة ليس جميعه للرد لكنه يعرض عن آراء أهل البيت(عم) ومن الامثة على ذلك: انه نقل عن تفسير علي بن ابراهيم مرة واحدة فقط، ونقل عن تفسير البرهان 14 مرة، ومن الكافي 15 مرة.

في حين ينقل عن تفسير الطبري 15 مرة، وعن تفسير القرطبي 22 مرة، ومن الناسخ والمنسوخ للنحاس 28 مرة، ومن صحيح البخاري، 12 مرة، ومن صحيح مسلم 17 مرة، فنحن اذا جمعنا احاديث مسلم والبخاري يكون العدد 30 مرة فيكون ما نقل عنهما ضعف ما نقله عن الكافي!.

______________________________

([1]) أستاذ التاريخ في جامعة المصطفى(ص) العالمية ـ قم المقدسة.

([2]) الخوئي، ابو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ص 48

([3]) الجمعة: 2.

([4]) الشورى: 7.

([5]) الصفار، محمد بن الحسن بن فروخ، بصائر الدرجات، ص246.

([6]) الانعام: 19.

([7]) الشيخ الصدوق، علل الشرائع، ج 1 ص125، الوفاة: 381هـ، تقديم: السيد محمد صادق بحر العلوم، سنة الطبع: 1385 ـ 1966 م،

الناشر: منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها ـ النجف الأشرف.

([8]) يوسف: 55.

([9]) الشيخ الصدوق، علل الشرائع، ج 1 ص125.

([10]) الجمعة: 2.

([11]) الخوئي، البيان، ص197 ـ 200.

([12]) محمد بن يحيى(امامي ثقة)، عن أحمد بن محمد (امامي ثقة)، عن ابن محبوب (امامي ثقة)، عن عمرو بن أبي المقدام (امامي ثقة) عن جابر(امامي ثقة).

([13]) الكافي، ج1 ص228

([14]) علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عمن ذكره جمعيا عن ابن أبي عمير، عن أبن أذينة، عن بريد بن معاوية

([15]) الكافي، ج1 ص229.

([16]) الشيخ الصدوق، الخصال، ص: 579، الوفاة: 381هـ،تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، سنة الطبع: 18 ذي القعدة الحرام 1403 ـ 1362 ش، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.

([17]) الصفار، محمد بن الحسن بن فروخ، بصائر الدرجات، ص 193 ، الوفاة: 290هـ، تصحيح وتعليق وتقديم: الحاج ميرزا حسن كوچه باغي، سنة الطبع: 1404 ـ 1362 ش، المطبعة: مطبعة الأحمدي ـ طهران،الناشر: منشورات الأعلمي ـ طهران.

([18]) بصائر الدرجات ص 193.

([19]) الحجر: 9.

([20]) الكليني ، الكافي، ج 1 ص8، الوفاة: 329هـ، تحقيق: تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، الطبعة: الخامسة، سنة الطبع: 1363 ش، المطبعة: حيدري، الناشر: دار الكتب الإسلامية ـ طهران.

([21]) أبو رية، محمود ، أضواء على السنة المحمدية، ص: 249، الوفاة: 1385، الطبعة: الخامسة، الناشر: نشر البطحاء.

([22]) الخوئي، البيان، ص211 ـ

([23]) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى(امامي ثقة) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(امامي ثقة) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ(امامي ثقة) عَنْ سَالِم‏(امامي ثقة).

([24]) الكافي، ج2 ص 633.

([25]) الخوئي، ابو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ص 257.

([26]) المصدر السابق.

([27]) المصدر السابق، ص226.

([28]) وروي عن طريق العامة انه بعرفة عن جابر بن عبد الله قال: ” رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على

ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس إني تركت فيكم من [ما] إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي “. الترمذي، سنن الترمذي،ج 5 ص 328، الوفاة: 279، تحقيق وتصحيح: عبد الرحمن محمد عثمان، الطبعة: الثانية، سنة الطبع: 1403 ـ 1983 م، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت ـ لبنان.

([29]) الصفار، محمد بن الحسن بن فروخ، بصائر الدرجات، ص434.

([30]) ال عمران: 106 ـ 107.

([31]) القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، ج 1 ص110، الوفاة: نحو 329، تصحيح وتعليق وتقديم: السيد طيب الموسوي الجزائري، الطبعة: الثالثة، سنة الطبع: صفر 1404، الناشر: مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر ـ قم ـ ايران.

([32]) الحر العاملي، وسائل الشيعة ، ج 5 ص 202، الوفاة: 1104، تحقيق: مؤسسة آل البيت(عم) لإحياء التراث، الطبعة: الثانية، سنة الطبع: 1414، المطبعة: مهر ـ قم، الناشر: مؤسسة آل البيت(عم) لإحياء التراث بقم المشرفة.

([33]) الحجر: 9.

([34]) الخوئي، ابو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ص 207 ـ 209.

([35]) نهج البلاغة: الخطبة: 192.

([36]) الشيخ الصدوق، الخصال، ص579.

([37]) البخاري، صحيح البخاري، ج 6 ص99، الوفاة: 256، سنة الطبع: 1401 ـ 1981 م، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً