أحدث المقالات

قراءة في ضوء نصوص نهج البلاغة

ترجمة: حسين الكاظمي

مقدمة ـــــــ

كلمة الاتحاد والوحدة مأخوذة من (وحد) بمعنى التوحد والانفراد([1])، وقد ذكروا في تعريفها: «صيرورة الشيئين الموجودين شيئاً واحداً، وهو حقيقي ومجازي»([2]) وقد وصف القرآن الكريم موعظته الوحيدة بقوله: {قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ} (سبأ: 43)، ويرجع معنى هذه الكلمة في الحدّ الأدنى إلى بداية خلقة آدم×؛ لأنّ الأمر بالتوحيد ونفي الشرك كان من أصول الأوامر الإلهية الأساسية الأولى، وعلى أساسه دعا الله تعالى آدم والأمم السابقة إلى الوحدة والانسجام، وحثهم على إيجاد أمةٍ واحدة منسجمة، بحيث يعتبر القرآن الكريم الانسجام والتوحّد من ميزات الأقوام والأمم السالفة: {وَما كانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا} (يونس: 19)، {كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً} (الفرقان: 25)، حيث فهم المفسرون المرادَ هنا الوحدةَ والانسجام الدينيّين([3]).

وليست كلمة الاجتماع والاتحاد ذات دلالة إيجابية فقط، بل يمكن أن يحصلا حتى في مورد الأمور الباطلة أيضاً، كما قال أمير المؤمنين× بشأن أعدائه: «فإنهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول الله قبلي»([4]).

وعلى هذا، فيجب أن يكون من أهم الأسس المقوّمة للاتحاد والانسجام أن يقوم هذا الاتحاد على أساس الحق والحقيقة؛ لكي تصل فوائده ومنافعه إلى الملل والأمم، وإلاّ فالاتحاد على الأمور الباطلة سيكون مخرّباً وضارّاً.

الوحدة الإسلامية، الضرورات والواجبات ـــــــ

اعتبر القرآن الكريم في آية الاعتصام([5]) الوحدة والإلفة نعمةً عظيمة مكّنت الأمّة من التخلّص من الذلّة والهلكة، والوصول إلى قمم العزّة والشوكة؛ وقد عبّر أمير المؤمنين× أيضاً في نهج البلاغة عن هذه النعمة الإلهية الكبيرة بالمنّة العظيمة لله على الأمّة؛ فقال: «وإن الله سبحانه قد امتنّ على جماعة هذه الأمّة فيما عقد بينهم من حبل هذه الألفة التي ينتقلون في ظلّها، ويأوون إلى كنفها، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة؛ لأنّها أرجح من كل ثمن وأجلّ من كل خطر»([6])، وكلمة (المنّة) تستعمل في النعم الإلهية العظيمة فقط، حيث يعتبر القرآن الكريم البعثة النبوية منّةً لله تعالى على العباد فيقول: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} (آل عمران: 164).

من ناحية أُخرى، اعتبر الإمام× الألفة والوحدة ملجأً وقلعة محكمة تلجأ إليها الأمّة «يأوون إلى كنفها» وإحدى الآثار المهمة للوحدة الإسلامية الحفظ والسلامة من الأخطار والمصاعب المختلفة. فمن وجهة نظر علي بن أبي طالب فإن وحدة الأمّة ليست ذات منزلة وشرف ورفعة([7]) بل لها مرتبة أعلى وأفضل مما ذكر، حيث يقول: «وأجلّ من كل خطر». ولهذا نرى الإمام علياً يعتبر نفسه أحرص الناس وأكثرهم جهداً في سبيل إيجاد الانسجام والوحدة الإسلامية، فقد كتب في جواب كتاب أبي موسى الأشعري: «وليس رجل.. أحرص على جماعة أمّة محمد’ وألفتها منّي، أبتغي بذلك حسن الثواب وكرم المآب»([8]). فقد اتضح من كلام الإمام أن خلق الانسجام بين صفوف الأمّة الإسلامية ليس أمراً صوريّاً وشعاريّاً، بل الساعون في هذا المجال إنّما يقومون بعمل مقدّس، فيه أجر جزيل وثواب عظيم.

إنّ أهمية الوحدة الإسلامية وضرورتها بدرجة يعتبر معها الإمام× جهاد مثيري التفرقة والاختلاف والنزاع في المجتمع الإسلامي أمراً ضرورياً لا يمكن اجتنابه، لأنّ التفرقة كالحشرة الفتّاكة التي بإمكانها أن تهدم أساس المجتمع وبنيته وتوفر موجبات هزيمة الأمّة وذلتها. إن مواجهة الإمام الحازمة للخوارج الذين كانوا يحملون فكراً تكفيرياً ويجيزون سفك دماء باقي المسلمين، لهو مؤشر على هذه الحقيقة؛ فبعد حادثة التحكيم وظهور فتنة الخوارج التي كانت تنذر بجوٍّ من التفرقة والرعب في المجتمع، خطب الإمام خطبةً غراء، ودعا الجميع فيها إلى الانسجام والاتّحاد الإسلامي: «والزموا السواد الأعظم؛ فإنّ يد الله مع الجماعة، وإيّاكم والفرقة؛ فإن الشاذ من الناس للشيطان كما أن الشاذ من الغنم للذئب، ألا من دعا إلى هذا الشعار فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه..»([9]).

والمعلَم المهم في هذا المقطع هو وجود التوكيدات المعنوية واللفظية الكثيرة التي تشير إلى أهمية الوحدة وضرورتها، إن وجود ألفاظ مثل (إنّ) (إيّاكم) (ألا)، (فاقتلوه)، (الزموا)، وكذلك التمثيل (تشبيه الشاذ بالخروف المنعزل عن القطيع) والكناية (تحت عمامتي، كناية عن شدّة القرب والقرابة).. ذلك كلّه يدلّ على أنه لا يجوز أن يتخذ أي سبب ذريعة لبث النزاع في الأمة، بل يجب أن تكون الأمّة يداً واحدة في دفاعها عن مصالحها ومشتركاتها، تواجه الأخطار الداخلية والخارجية بعمل موحّد ومتوافق؛ فإنها في هذه الحال فقط ستحظى بالقدرة والرحمة الإلهيّين «يد الله مع الجماعة».

وقد اعتبر ابن أبي الحديد المعتزلي كلام الإمام× متطابقاً مع كلمات النبي’، ثم نقل بعض النماذج من كلمات النبي الناظرة إلى ما ذكره الإمام ومنها: «يد الله مع الجماعة ولا يُبالى بشذوذ من شذّ» «الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد» «من فارق الجماعة مات ميتةً جاهلية»([10]). وقد اعتبر ابن ميثم البحراني أيضاً أن وجه الشبه بين الإنسان والغنم المنفرد في جملة: «فإن الشاذ من الناس للشيطان كما أن الشاذ من الغنم للذئب» هو انعزالهما عن المجتمع وانفرادهما، حيث يوفران بذلك فرصة هلاكهما؛ لأن أحدهما سيكون طعمةً للشيطان والآخر لقمةً سائغةً للذئب. وقال في شرحه لجملة: «فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه» التي تبيّن أهميّة الموضوع وخطورته: «مبالغة في الكلام، كنّى بها عن أقصى القرب من عنايته: أي ولو كان ذلك الداعي إلى هذا الحدّ من عنايتي»([11]). لقد لفتت لهجة الإمام× هذه أنظار الكثيرين ونبّهتهم إلى مؤامرة المارقين وفتنة الخوارج، وأدّت إلى تقوية التماسك الداخلي.

ومن ناحية أُخرى، سعى الإمام× كثيراً لإقناع الخوارج بقبول الحقّ والحيلولة دون حصول الاختلاف والتفرقة، وبالطبع فقد أدّت هذه السيرة العلويّة إلى رجوع الكثير من الخوارج إلى صفوف الأمّة وندمهم على أعمالهم([12]).

وبالتأمل في السيرة العلوية تنكشف لنا هذه الحقيقة، وهي أن الإمام× كان بذل كلّ ما بوسعه بهدف حفظ الوحدة وانسجام الأمّة، واستفاد من الفرص المتاحة كلها في سبيل حفظ العزّة الإسلامية وشوكة المسلمين، ولتفويت الفرصة على الأعداء في الداخل كالمرتدّين والمنافقين، والمتربّصين في الخارج كالمشركين والكفّار، وعدم تمكينهم من زرع التفرقة والاختلاف في صفوف أبناء هذه الأمّة.

وكمثال على ذلك، ما أجاب به حين حاول شخصٌ يهودي إثارة الخلافات وخلخلة الثبات الاجتماعي والسياسي بقوله بمحضر الإمام علي: «ما دفنتم نبيكم حتّى اختلفتم فيه».. ما أجاب به بنبرة حادّة مع التبكيت: «إنّما اختلفنا عنه لا فيه، ولكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتّى قلتم لنبيكم: {اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}([13]). إنّ جواب الإمام× السريع والصريح أفشل هذه الخطّة وأطفأ نار فتنة التفرقة، وصدّ اليهودي عن الاستمرار في كلامه.

يمكن للأمّة الإسلامية ـ عبر تمسّكها بقيمها وعقائدها المشتركة ـ أن تنظّم وثيقة الوحدة الإسلامية، والتي تعزل ـ على أساسها ـ الأفكار والمجموعات التكفيرية والسلفية، وتوفّر مزيداً من فرص تكامل الأمّة ونموّها. وكمثال على ذلك، الاقتدار العسكري والدفاعي للعالم الإسلامي والذي يضمن بقاء الدائرة الإسلاميّة مصونةً عن طمع الأعداء ومؤامراتهم؛ فإذا أراد المسلمون أن يفترقوا حول أصولهم الحقّة فإن أعداء الإسلام سيجتمعون حول أصولهم الباطلة، ويوجّهون الضربة إلى جسد النظام والأمّة الإسلامية.

وحين تعرّض جيش حسّان بن حسان البكري الذي أرسل من قبل معاوية على حدود الحكومة العلوية، وأحدثوا القتل والإغارة وأذى النساء والأطفال المسلمين، بل سلبوا قرط امرأة ذمّية وخلخالها.. أثار ذلك حفيظة الإمام علي فأنّب الكوفيين بشدّة وعاتبهم بقوله: «فلو أن امرأً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديراً. فيا عجبا! والله يميت القلب ويجلب الهمَّ من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرّقكم عن حقكم»([14]).

وكما هو واضح، فإنّ الإمام× يرى أن أحد الأسباب الرئيسية لوقوع هذه المصيبة والكارثة العظيمة هو تفرّق المسلمين وتشرذمهم عن حقّهم، واجتماع أعداء الإسلام وتوحّدهم على باطلهم. نعم، كان أتباع السنّة النبوية والمتمسكون بها ـ على اختلاف مذاهبهم ـ متّحدين تحت لواء الحكومة العلوية أمام غارات جيش معاوية، لم يحصل أيّ اعتداء على أموالهم وأنفسهم، بل كان الأمن يخيم عليهم جميعاً.

الوحدة والانسجام ضرورة عقلية ـــــــ

إنّ نظرة عابرة إلى وحدة المجتمعات والأنظمة التي لا تؤمن بالمبدأ والمعاد، وتعتقد أن كل الوجود يتلخّص في عالم المادة والتجربة، يقودنا إلى هذه الحقيقة وهي أن الانسجام والوحدة يمثلان بالدرجة الأولى حاجةً طبيعية وضرورة عقلية، يتمّ عبرها تأمين المصالح العامة، فليس الاتّحاد واجباً نقليّاً وشرعيّاً على المتديّنين فحسب، بل ضرورة عقلية للجميع. وبعبارة أُخرى: تستدعي الضرورة في بعض الحالات أن تتحد فئتان أو مذهبان، بينهما خلافات حادّة، لمواجهة الأخطار والتحدّيات المشتركة.

وكمثال على ذلك، نأخذ بنظر الاعتبار فئتين من الناس، كانت بينهما منذ القدم عداوة وتخاصم، وليس بينهما اشتراك في أيّ أصل أو عقيدة، فلو تحرّك سيل مدمّر باتجاه أراضيهم واحتاجوا إلى بناء سدّ محكم، وكان قسم من موادّه الأولية موجوداً عند فئة والقسم الآخر عند الفئة الأُخرى، وهم محتاجون إلى الأيدي العاملة من كلا الطرفين، ألا تقتضي الضرورة العقلية أن تجمع هاتان الفئتان المواد الأولية والقوى العاملة وتبدآن ببناء السدّ؟

إنّ صيانة الذات تقتضي في الحياة الإنسانية التنظيم والعلاقات المجتمعية أحياناً لدفع المزاحم أمام سبيل العيش، فقد يتحد شخصان عادلان وفاضلان مع بعضهما وقد يتّحد وحشان أيضاً، وكما وحّد الخطر بين النمر والغزال، والقطّة والفأر، كذلك يمكن أن يتّحد ملايين الناس للحصول على الربح مع اختلاف الأهواء وتضادّ الأهداف([15]).

ونلاحظ في السيرة النبوية أن النبي’ ـ وبهدف حفظ المصالح المشتركة ـ عقد ميثاقاً دفاعياً وأمنياً مع يهود المدينة (قبائل بني النضير وبني قريظة وبني القينقاع وباقي اليهود) لكي تبقى الحدود الإسلامية مصونةً محفوظة من التحدّيات الخارجية وسائر الأخطار المحتملة الأُخرى، وفي هذه الوثيقة التي تعدّ عملاً سياسياً عقلانياً يهدف إلى خلق أمّة واحدة بين أتباع الديانات المتعدّدة، نلاحظ بعض البنود المهمة والملفتة للنظر، ومنها ما يلي: 1 ـ الدفاع المشترك للمسلمين واليهود عن المدينة. 2 ـ اشتراكهما في تكاليف الحرب المحتملة. 3 ـ كون المسلمين واليهود أمّة واحدة. 4 ـ حرمة ظلم المعاهَد ولزوم مساعدة المظلوم. 5 ـ الروابط الحسنة مع المعاهَدين. 6 ـ منع تعاون اليهود مع أعداء النبي عن طريق إمدادهم بالأسلحة والرواحل([16]).

إنّ عقد وثيقة الوحدة والمحبّة مع اليهود الذين لا يشتركون معنا في كتاب ولا في نبيّ ولا في فقه، وتكثر جداً نقاط اختلافهم وتمايزهم عن المسلمين لهو دليل صارخ على منطق الوحدة، وعلى هذا فلا يبقى أيّ شك في أن أول طلب يطلبه النبي’ من عالم الإسلام اليوم هو عقد وثيقة الوحدة الإسلامية حول الأسس والأصول الكثيرة التي تتمتع بها الفرق الإسلامية، بل يمكننا القول على أساس السيرة النبوية: إن المسلمين ـ إضافة إلى اتحادهم فيما بينهم ـ يجب أن يعقدوا وثيقة محبّة ووحدة مع الأديان التوحيدية الأُخرى أيضاً؛ للحفاظ على قيمهم الثقافية ومصالحهم الاقتصادية أمام أعداء الدين والعدالة. وبعبارة أُخرى: يجب علينا أن نسعى للاتحاد على جبهتين: الأولى: الاتحاد في داخل المسلمين بأن يكون ما يزيد على مليار مسلم في صفّ واحد تحت عنوان الأمّة الإسلامية. والآخر: بعد تحقيق الوحدة الإسلامية يجب أن نتحرّك على تحقيق الوحدة بين موحّدي العالم؛ لكي يتحد جميع المسلمين مع جميع أصحاب الكتب السماوية ويمكنهم حينئذ القيام ضد ملحدي العالم؛ لأن الإلحاد وإنكار ما وراء الطبيعة وحصر الموجودات في عالم المادة وإنكار الوحي والرسالة والقيامة والمعاد والنبوّة والمعجزة وسائر المعارف الغيبيّة، له نتائج مرّة وعواقب وخيمة لا يمكن تحملها؛ لذا دعا الله سبحانه ـ إضافة إلى دعوته إلى اتحاد المسلمين ـ إلى إتحاد موحّدي العالم: {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ}([17]).

آثار التقارب الإسلامي ونتائجه ـــــــ

في الخطبة القاصعة، يعدّد الإمام× ـ بإحصاء دقيق ـ نتائج الانسجام الإسلامي ومضارّ التفرقة والاختلاف؛ وحيث تقوم هذه الخطبة على أساس ذمّ التكبر والأنانية والدعوة للتواضع، يمكن أن يُعدّ الكبر والتعصب والأنانية أحد العوامل المهمة للتفرقة والاختلاف؛ والإمام× بدعوته إلى التفكر والتأمل في أحوال وأوضاع الأمم السابقة يريد منّا أن نفكر جيداً في عوامل إيجاد الخير والشرّ في هذه الأمم، ثم يذكر بعض علل ومعلولات هذا الموضوع على الشكل التالي: «فإذا تفكّرتم في تفاوت حاليهم فألزموا كل أمرٍ لزمت العزّة به شأنهم، وزاحت الأعداء عنهم، ومدّت العافية فيه عليهم، وانقادت النعمة له معهم، ووصلت الكرامة عليه حبلهم: من الاجتناب للفرقة، واللزوم للألفة، والتحاضّ عليها، والتواصي بها»([18]).

فقد ذكر في هذا المقطع بعض مظاهر النجاح والعزة والتقدّم للأمّة، ثم أسباب ذلك وعلله، ثم التحذير من التفرقة، إنّه يقول: «واجتنبوا كل أمر كسر فقرتهم، وأوهن منّتهم: من تضاغن القلوب، وتشاحن الصدور، وتدابر النفوس، وتخاذل الأيدي». وبعبارة أُخرى: اجتنبوا الاختلاف والأحقاد فذلك يزلزل أساس الأمّة.

ثم يقارن الإمام بين دورين من أدوار الأمم السابقة: دور الذلّة ودور العزة، ويحدد بعض معالمهما مؤكّداً مرة أُخرى على ضرورة هذا الأمر: «فانظروا كيف كانوا حيث كانت الأملاء مجتمعة، والأهواء مؤتلفة، والقلوب معتدلة، والأيدي مترادفة، والسيوف متناصرة، والبصائر نافذة، والعزائم واحدة. ألم يكونوا أرباباً في أقطار الأرضين، وملوكاً على رقاب العالمين؟ فانظروا إلى ما صاروا إليه في آخر أمورهم حين وقعت الفرقة وتشَتتت الألفة، واختلفت الكلمة والأفئدة، وتشعبوا مختلفين وتفرقوا متحاربين؛ قد خلع الله عنهم لباس كرامته، وسلبهم غضارة نعمته، وبقي قصص أخبارهم فيكم عبرةً للمعتبرين منكم».

فهذا النص يتضمّن جملة مفاهيم:

1 ـ من معالم الأمّة المثالية والأنموذجية أن تكون مجتمعةً حول مشتركاتها (الأملاء مجتمعة)، وأن تشكّل ائتلافاً واحداً في قراراتها (والأهواء مؤتلفة)، ومن الناحية الباطنية أيضاً تكون قلوبها منسجمة وفي اتجاه واحد (القلوب معتدلة).

2 ـ من المعالم الأُخرى للأمّة المقتدرة، أن لا تستخدم قوّتها ضدّ أبنائها بعضهم ضد بعض؛ ودول المسلمين اليوم بحاجة ملحّة لجمع طاقاتها بهدف حفظ وجودها وقطع طمع المستكبرين الأجانب وأعداء الإسلام عنها (والأيدي مترادفة والسيوف متناصرة).

3 ـ الرؤية العميقة والوعي المناسب أحد العوامل المهمة في نجاح المجتمع الإنساني الواحد (والبصائر نافذة)، ودور هذا العامل الأساس يكمن في تحصين المذاهب والفرق الإسلامية من آفات السذاجة والقشرية والتعصّب والجمود الفكري.

4 ـ ومع صعوبة الوصول إلى مرحلة الاتحاد بين المسلمين، كما هو حاصل بين الشيعة والسنّة، لكن يجب السعي لتحقيق هذا الالتئام على مستوى الأمور العامّة والقرارات المصيرية، وقد عبّر الإمام عن هذا الأمر المهم بقوله: (والعزائم واحدة).

5 ـ إذا استطاعت أيّ أمّة أن تضع اختلافاتها جانباً وتجتمع على مشتركاتها وحقّقت ما سلف ذكره؛ فستتمكّن ـ تلقائيّاً ـ من جعل ثقافتها وقدرتها مسيطرةً على العالم، فإذا كانت هذه الأمّة متبعةً لثقافة القرآن فإن الأحكام والعقائد والأخلاق القرآنية ستنتشر ـ من ثمّ ـ في أنحاء العالم كافة، لا كما هي الحال اليوم؛ حيث الشرك والكفر وعبادة الأوثان ما تزال مهيمنةً على قطاع واسع في المجتمع الإنساني، وقسم من العالم الإسلامي أيضاً أسير الذلة والمهانة (ألم يكونوا أرباباً في أقطار الأرضين، وملوكاً على رقاب العالمين؟).

6 ـ إذا ابتليت أمّة بالنزاعات والخلافات المذهبية، فإنّ الله تعالى سوف يسلب منها لباس الكرامة ووفرة النعمة (قد خلع الله عنهم لباس كرامته وسلبهم غضارة نعمته..)، ويقول ابن ميثم البحراني في ذيل هذا المقطع: «هؤلاء الذين أمر باعتبار حالهم لا يريد بهم أمّةً معيّنة، بل الحال عام في كل أمّة سبقت، فإن كل أمّة ترادفت أيديهم وتعاونوا وتناصروا كان ذلك سبباً لعزة حالهم ودفع الأعداء عنهم، وكل قوم افترقوا وتقاطعوا استلزم ذلك ذلّهم وقهر الأعداء لهم»([19]).

وحين طلب عمر بن الخطاب من الإمام علي× المشورة في الأمور العسكرية والأمنيّة، أكّد الإمام ـ ضمن توصياته لعمر ـ على أن عزة المسلمين وكثرتهم ناشئة من الدين الإسلامي المبين ومن وحدتهم وانسجامهم([20])، أي أن الوحدة أحد عناصر النجاح والعزة. وفي كتاب الإمام لأهل مصر، ذكر أن من أسباب إسناده وتعاونه مع الخلفاء ـ وهو تعاون ساهم في دعم مسيرة الوحدة الإسلامية ـ خوفه من انحراف الناس، وقيام المرتدّين بالقضاء على دين النبي الأكرم’، حيث يصرّح الإمام بأنه لولا منعه من وقوع الفتنة والاختلاف لتعرّض الإسلام لضربة تهون كل المصائب عندها([21]).

ومع الأخذ بعين الاعتبار ما أسلفناه، يمكننا الإشارة إجمالاً إلى بعض آثار الانسجام الإسلامي كما يلي: 1 ـ العزة الإسلاميّة والوطنية. 2 ـ الاقتدار الإسلامي والوطني ويتبعه النمو الاقتصادي وقوّته. 3 ـ الأمن الوطني. 4 ـ اتساع المساحة الثقافية في العالم. 5 ـ كسب العافية والرحمة والنعمة الإلهية. 6 ـ إيجاد جوّ المحبة والتوافق والحيوية. 7 ـ استحكام أركان الدين. 8 ـ الحماية من الأخطار الداخلية والخارجية.

الوحدة الإسلامية، الموانع والتحديات المواجهة ـــــــ

واجه العالم الإسلامي منذ بدء تكوّنه وإلى الآن عقبات وموانع، وقفت دون وحدته وانسجامه، وسنقوم باستعراضها في مجموعتين:

أ ـ التحديات والعقبات الخارجية:

1ـ الجماعات التكفيرية والسلفية: من أهم معالم هذه الجماعات تكفير المسلمين وهدر دمائهم، وينشأ ذلك من الجمود الفكري والتعصّب الجاهلي، وكمثال على ذلك يعتبر الخوارج مرتكبَ الكبيرة خارجاً عن الإسلام ويجيزون قتله([22])، حتى قال الإمام× لهم: «فإن أبيتم إلاّ أن تزعموا أني أخطأت وضللت فلم تضللون عامّة أمّة محمد’ بضلالي، وتأخذونهم بخطئي، وتكفّرونهم بذنوبي»([23]).

وبالطبع فإن مثل هذه الجماعات موجودة اليوم أيضاً، وهي تعتقد أن من واجبها سفك دماء المسلمين، وتضع العوائق في طريق تحقّق الوحدة والألفة الإسلامية. فهم يعتقدون ـ على سبيل المثال ـ أن من يشك في كفر الشيعة وإلحادهم أو في جواز حربهم وقتلهم فهو كافر مثلهم([24]).

2 ـ جهود أعداء الداخل والخارج: سعى أعداء الإسلام دوماً إلى تفتيت العلاقات بين المسلمين وركّزوا على الخلافات الموجودة. وكمثال على ذلك، حين امتنع أبو سفيان صخر بن حرب من بيعة الخليفة الأوّل كان يدور في سكك المدينة ويقول: «إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم، يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من أموركم؟ أين المستضعفان؟ أين الأذلان علي والعباس؟ ما بال هذا الأمر في أقل حيّ من قريش؟ ثم قال لعلي: ابسط يدك أبايعك، فوالله لئن شئت لأملأنها عليهم خيلاً ورجلاً .. فزجره علي وقال: والله إنّك ما أردت بهذا إلا الفتنة، وأنك والله طالما نعيت للإسلام شرّاً! لا حاجة لنا في نصيحتك»([25]). وفي الواقع كان الإمام× مطّلعاً على خطط أبي سفيان في استهداف الوحدة وانسجام المجتمع؛ لذا وقف بحزم أمامه ومنعه من تحقيق ذلك.

3 ـ عدم الوعي وسوء الفهم: يعتبر الإمام× أنّ أحد أساليب معاوية الشيطانية هو التعتيم وتحريف الأخبار والمعلومات، وأن جهل المجتمع الشامي وانغلاقه هو الذي أدّى إلى اتخاذه مواقف معادية للحكومة العلوية، يقول: «ألا وأن معاوية قاد لمّة من الغواة وعمس عليهم الخبر، حتّى يجعلوا نحورهم أغراض المنية»([26])؛ وعلى هذا فالعدو يسعى ـ عن طريق نشر الأكاذيب وأخبار التفرقة ـ إلى تعكير الأجواء وإيقاع المواجهة بين المسلمين أنفسهم.

ب ـ التحدّيات والعقبات الداخلية:

1 ـ المانع الشيطاني: أوّل المفرقين بين المجتمعات البشرية وأحرصهم على إيجاد التفرقة هو إبليس، حيث يرى أن جو الاختلاف والتفرقة فرصة مناسبة لإغواء وإضلال الناس، وقد حذّر الإمام× أيضاً في نهج البلاغة من فتنة الشيطان وتفرقته ونبّه الجميع إلى وساوسه وخططه([27]).

2 ـ المانع النفساني: الكبر والعصبيّة أمران نفسيّان يمنعان من تحقق الوحدة، وعليه فمن الضروري لتحقيق الألفة والاتّحاد بين المسلمين أن تعالج هاتان الرذيلتان الأخلاقيتان، وفي هذا يقول النبي الأكرم’: «ليس منّا من دعا إلى عصبيّة، وليس منا من قاتل على عصبيّة، ولس منا من مات على عصبيّة»([28])، وقد تحدث الإمام علي× أيضاً في الخطبة القاصعة عن الآثار السيئة للكبر والعصبية.

وثيقة الوحدة الإسلامية، أسلوب عملي ـــــــــ

إن الالتزام العملي بنظام مدوّن ووثيقة جامعة يمكنه أن يفتح أفقاً جديداً أمام الملل والفرق الإسلامية، لكي يتمّ عن طريقه معرفة حدود الإفراط والتفريط وتحقيق الانسجام الإسلامي. وفيما يلي نذكر بعض المعالم الضرورية لهذه الوثيقة:

1 ـ التقيّد والالتزام العملي بعوامل الوحدة: فالمشتركات الدينية بين المذاهب الإسلامية كثيرة، ومن أبرزها وأهمّها القرآن الكريم وشخصية النبي الأكرم’ وقد حقّقا كثيراً من المشتركات في الأحكام والعقائد والأخلاق والتاريخ والسيرة([29]).

إن أمير البيان علي بن أبي طالب يعتبر القرآن وشخصيّة النبي الأكرم الدواء والعلاج فيقول: «اللههم واحد ونبيّهم واحد وكتابهم واحد، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه! أم نهاهم عنه فعصوه»([30])، فالإمام يعتبر وجود الاختلاف والتنازع في الأمّة التي لها ربّ واحد وكتاب واحد ونبي واحد، أمراً غريباً ومشيناً. وفي كتابه إلى مالك الأشتر أيضاً يعتبر القرآن والسنّة النبوية مرجعاً لحلّ النزاعات والاختلافات، ويوصيه بالرجوع في المشاكل والصعوبات إلى هذين الركنين العظيمين: «وأردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب ويشتبه عليك من الأمور؛ فقد قال الله تعالى لقوم أحبّ إرشادهم: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} فالردّ إلى الله: الأخذ بمحكم كتابه، والرد إلى الرسول: الأخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة»([31]).

وفي موضع آخر، يصف علي شخصية الرسول فيرى أنّ من آثار البعثة النبوية وبركاتها رفع الأحقاد والعداوات وإيجاد روح الألفة والأخوة: «دفن الله به الضغائن، وأطفأ به الثوائر، وألّف به إخواناً»([32])؛ وعلى هذا فمراجعة الأصول والمشتركات الإسلامية من قبل علماء المذاهب والالتزام العملي بها من قبل كلّ مذهب، أمرٌ ضروري يجب أن يلحظ في وثيقة الوحدة.

2 ـ التعرّف على الجماعات التكفيريّة والسلفيّة وطردها: أحد التحديات الأساسيّة المواجهة للوحدة الإسلامية وجود الفرق التكفيريّة التي تجيز كل جناية على المسلمين، وتبيح سفك دمائهم، وكان الخوارج في عصر الحكومة العلوية أصحاب هذا الفكر، وكانوا يعتبرون مجرّد ارتكاب الكبيرة موجباً للخروج عن الإسلام وموجباً للقتل، وقد اعتبر الإمام السيرة النبوية شاهداً قويّاً على بطلان فكر هؤلاء؛ فالنبي’ لم يعتبر السارق أو الزاني كافراً ومرتداً أبداً، يقول الإمام: «وقد علمتم أن رسول الله’ رجم الزاني المحصن، ثم صلّى عليه، ثم ورثه أهله، وقتل القاتل وورث ميراثه أهله، وقطع السارق وجلد الزاني غير المحصن ثم قسم عليهما من الفيء ونكحا المسلمات، فأخذهم رسول الله’ بذنوبهم وأقام حقّ الله فيهم، ولم يمنعهم سهمهم من الإسلام ولم يخرج أسماءهم من بين أهله»([33]). فهذا المقطع صريح في أن الرسول الأكرم كان يجري الحدّ على مرتكب الكبيرة ولكنه لم يجر حكم الارتداد والتكفير عليه أبداً.

ونلاحظ في صحيح البخاري وصحيح مسلم روايات كثيرة تدلّ على أن ذكر الشهادتين يوجب الحكم بالإسلام وحرمة الدم. كما أنه حين أرسل النبي’ معاذ بن جبل إلى اليمن أرشده إلى أنه إذا قال أهل الكتاب: (لا إله إلا الله ومحمد رسول الله) فعلّمهم الصلوات الخمس وباقي الأحكام الإسلامية، مما يكشف عن تشرفهم بالإسلام([34]).

لقد اعتبر النبي الأكرم’ سبّ المسلمين فسقاً والحرب معهم كفراً: «سباب المسلم فسق، وقتاله كفر»([35]) أي أن الفاسق والكافر هو من يكفّر المسلمين ويجيز قتلهم([36])؛ وعلى هذا الأساس يقول ابن تيمية في أوائل رسالة الاستغاثة من مجموعة رسائله الكبرى: «اتّفق أهل السنّة والجماعة على أن النبي’ سيشفع لمرتكبي الكبائر، وأنه لا يخلد أحد من أهل التوحيد في النار». كما ذهب ابن حزم في كتاب الفصل إلى أنه لا يمكن لأيّ مسلم أن يكفّر أو يفسّق مسلماً بسبب كلامه أو اعتقاده الذي جرى على لسانه([37])؛ من هنا يتضح مدى ابتعاد الفرق التكفيريّة والسلفيّة عن السنّة والسيرة النبويّة، وأنهم ـ تبعاً لأهوائهم وتعصّباتهم ـ يعدّون المقتدين بسيرة النبي كفرةً.

إنّنا نؤكّد على أنه يمكن للنخب في العالم الإسلامي عبر الحوار العملي ودراسة السيرة النبوية، تمييز الأفكار الصحيحة عن الأفكار المنحرفة، وأن يعزلوا المنحرفين عن السيرة النبوية([38])، وهذه المسألة من الضروريات الأساسية في تحقيق وثيقة الوحدة الإسلامية.

الهوامش

(*) باحث، يحضّر الدكتوراه في مجال علوم القرآن والحديث.

([1]) الفراهيدي، العين: 3:280.

([2]) الطريحي، مجمع البحرين 3: 158.

([3]) الطباطبائي، تفسير الميزان؛ والقرشي، السيد علي أكبر، أحسن الحديث، في ذيل الآية الكريمة.

([4]) نهج البلاغة، الكتاب: 36.

([5]) {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} المائدة: 103.

([6]) نهج البلاغة، الخطبة: 234.

([7]) ابن منظور، لسان العرب 2: 251.

([8]) نهج البلاغة، الكتاب: 78.

([9]) المصدر نفسه، الخطبة: 127.

([10]) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 8: 123، الخطبة: 127.

([11]) ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة 3: 136، الخطبة: 124.

([12]) لاحظ: السيد جعفر مرتضى العاملي، الإمام علي× والخوارج: 160 ـ 164.

([13]) نهج البلاغة، الحكمة: 309.

([14]) المصدر نفسه، الخطبة: 27.

([15]) محمد تقي الجعفري، الوحدة الإنسانية الرفيعة: 30.

([16]) المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار 19 : 110 ـ 112؛ وابن كثير الدمشقي، البداية والنهاية 3 : 273 ـ 276.

([17]) جوادي الآملي، وحدة المجتمعات في نهج البلاغة: 73.

([18]) نهج البلاغة، الخطبة: 234.

([19]) شرح نهج البلاغة 4: 295، الخطبة: 234.

([20]) نهج البلاغة، الخطبة: 146.

([21]) المصدر نفسه، الكتاب: 62.

([22]) الشهرستاني، أبو الفتح، الملل والنحل 1 ـ 121 ـ 122.

([23]) نهج البلاغة، الخطبة: 127.

([24]) لاحظ: ابن عابدين، تنقيح الفتاوى الحامدية 1: 103.

([25]) ابن الأثير، الكامل في التاريخ 2: 326.

([26]) نهج البلاغة، الخطبة: 1.

([27]) المصدر نفسه، الخطبة: 120.

([28]) لاحظ: بحار الأنوار 70 : 283، العصبية والفخر والتكاثر.

([29]) لاحظ: مجلة رسالة التقريب، العدد 37.

([30]) نهج البلاغة، الخطبة: 18.

([31]) المصدر نفسه، الكتاب: 53.

([32]) المصدر نفسه، الخطبة: 96، وبالمضمون عينه في الخطبة: 231.

([33]) المصدر نفسه، الخطبة: 127.

([34]) صحيح البخاري 2: 158؛ وصحيح مسلم 1: 150.

([35]) شرف الدين العاملي، الفصول المهمة، نقلاً عن الرسائل الكبرى لابن تيمية.

([36]) صحيح البخاري 11: 9؛ وصحيح مسلم 1: 408؛ والحر العاملي، وسائل الشيعة 8: 610.

([37]) ابن حزم الأندلسي، الفصل في الأهواء والملل والنحل 3: 291.

([38]) وقد كان الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر يتابع هذا الموضوع، وكان يطالب بالتقريب بين جميع المذاهب من السنّة والشيعة، لاحظ: حول الوحدة الإسلامية: 65.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً