أحدث المقالات

مقدمات في التحقيق حول أسباب ضعف الرواية ومعايير تنقيحها وتصحيحها

ـ القسم الثالث ـ

أ. عبد المهدي جلالي(*)

ترجمة: نظيرة غلاب

نكمل في هذا القسم الثالث من المقال دراسة الفصلين الأخيرين من الباب الثاني، والباب الثالث، من كتاب الأخبار الدخيلة، للعلاّمة الشيخ محمد تقي التستري.

الفصل الثالث: الأحاديث التي لنية مبيَّتة قد تم الزيادة فيها، أو النقيصة منها، أو تم  تغيير بعض مفرداتها.

1ـ جاء في رواية للخطيب البغدادي عن الرسول الأكرم’: «إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقبلوه؛ فإنه أمين مأمون»([1]).

وكان سند  هذه الرواية في «تاريخ بغداد» هو التالي: «حدثني الحسن بن محمد الخلال، قال: أخبرنا يوسف بن أبي حفص الزاهد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الفقيه إملاءً، قال: حدثني أبو النضر الغازي، قال: أخبرنا الحسن بن كثير، قال: أخبرنا بكر بن أيمن القيسسي، قال: أخبرنا عامر بن يحيى الصريمي، قال: أخبرنا أبو الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله’:..

يقول الخطيب البغدادي في هذا السند: إنه لم يروِ هذه الرواية فقط بهذا السند الذي يوجد فيه أبو النضر الغازي، الحسن بن كثير، بكر بن أيمن القيسسي وعامر بن يحيى الصريمي، وقد كان هؤلاء الأربعة واسطة بين محمد بن إسحاق وأبو زبير، وكلهم ضعفاء([2]).

أما الأصل الحقيقي لهذه الرواية فهو ما رواه نصر بن مزاحم في كتاب «واقعة صفين» عن الحسن البصري، عن النبي الأكرم’: «إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقتلوه»([3]).

ويقول الحسن البصري إثر هذه الرواية التي رواها بنفسه: إن أحداً نقل له أن أبا سعيد الخدري قال: «لم نفعل، ولم نرَ من وفق في ذلك».

وكما رأينا فقد تم تغيير لفظة «فاقتلوه»  بـ «فاقبلوه». كما تم زيادة عبارة «فإنه أمين مأمون»، حتى لا يقع المستمع في حيرة، بل ينقاد بكل قوّة لتأييد معاوية والانصياع لظلمه.

2ـ ما جاء في كتاب «الأربعين»، لأبي النعيم الأصفهاني(430هـ)، في حاشية عن أخبار الإمام المهدي#، وهي الرواية الواحدة والعشرين والخامسة والثلاثين في إسناد لابن مسعود وابن عمر: «لن تقوم الساعة إلا بعد أن يبعث الله رجلاً من أهل بيتي، اسمه اسمي، واسم ابيه اسم أبي، حتى يملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً»([4]).

في هذه الرواية تم زيادة عبارة كاذبة، وهي «واسم أبيه اسم أبي». وقد تواترت الروايات التي تتحدث عن مهدي آخر الزمان عن النبي الأكرم’، وعن أمير المؤمنين×، لذا فقد سعى المنصور الدوانقي السفاح العباسي؛ لتلميع صورته، بعد أن عانى الناس من ظلمه الكثير، أن يدّعي المهدوية لابنه، في حين أن جلّ كتب التاريخ تؤكِّد أن اسم ابنه كان محمد، وأما هو فإن اسمه كان عبد الله. كما أنه أراد بوضعه هذا، وتحريفه للروايات، وكذبه على الرسول الأكرم عمداً، كسب التأييد لابنه في توليته للعهد بعده([5]).

هناك أخبار أخرى تشير إلى أن وضع هذه الرواية ـ التغيير والزيادة فيها ـ كان لخدمة مصالح محمد بن عبد الله بن الحسن المحض، وذلك في مواجهته للإمام الصادق× بعد شهادة والده الإمام الباقر×. وقد عُرف عنه كثرة مجادلته للصادق، وكثرة مواجهته له. وقد كتب النوبختي في كتابه «فرق الشيعة»: «عندما استشهد الإمام الباقر× نادت جماعة من أصحابه ـ الذين خرجوا عن تعاليم الإمام بعد استشهاده ـ، وكان من بينهم: المغيرة بن سعيد، بإمامة محمد بن عبد الله».

وقد كان أهل محمد بن عبد الله بن الحسن ينادونه بالمهدي بين الناس؛ حتى يركِّزوا لديهم هذا المعتقد. ولأنه كان حادّاً في كلامه، ولم يكن فصيحاً، وضعت له روايات أخرى تقول: «المهدي ثقيل اللسان، وليس بالفصيح». ولأن أمه كانت تسمى هند فقد جعلوا رواية أخرى؛ لمزيد من التنسيق والترتيب، فقالوا: «اسم أمه مكوَّن من ثلاث حروف أولها «هاء» وآخرها «دال»([6]).

والدليل على أن عبارة «اسم أبيه اسم أبي» قد زيدت في الرواية؛ لأغراض ذكرنا بعضها، أن نفس الرواية ـ ولكن بدون تلك العبارة ـ قد رواها كلٌّ من حذيفة وزرّ بن عبد الله، ورواها ابن عمر بسند آخر، كما رواها أبو النعيم. وقد قال الكنجي الشافعي: إن الترمذي هو الآخر قد روى هذه الرواية، ولكن بدون تلك الزيادة([7]).

الفصل الرابع: أحاديث متفرقة في موضوعات مختلفة:

1ـ ما جاء في كتابي «سليم بن قيس الهلالي» و«إرشاد القلوب»، نقلاً عن سليم، رواية عن محمد بن أبي بكر أنه قال: «حين وفاة أبي كنت إلى جانبه، وسمعته يولول، ويدعو بالويل والثبور.: «واويحاه! واويلاه!»، فخرج كلٌّ من عائشة أم المؤمنين، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعمر، يريدون الوضوء استعداداً لإقامة صلاة الميت، فسمعوا محمد بن أبي بكر يلقِّن أباه، ويصرّ عليه في النطق بالشهادة: «قل لا إله إلا الله»، فيجيبه أبوه: «لن أقول، وأبداً لا أستطيع قولها، حتى أموت وألقى جهنم، فيعود ليكرِّر الدعاء على نفسه بالويل والثبور»، وعندما أتى عمر، وفهم ما جرى، قال: «كل ما قاله ـ يعني أبو بكر ـ مجرّد هذيان وهجر، فأنتم عائلة إذا جاءكم الموت هذيتم وهجرتم!».

والأدلة على ضعف الرواية وكذبها ما يلي:

1ـ لم يكن لمحمد بن أبي بكر من العمر حين وفاة أبيه غير سنتين وأشهرٍ قليلة، فقد ولد في سنة حجة الوداع، وكانت في السنة العاشرة للهجرة.

ويردّ الشيخ المجلسي على مَنْ قال بأنه ربما أخطأ الناسخون فوضعوا اسم محمد بن أبي بكر بدل أحد إخوته، فيقول: إن اسم محمد قد تعدَّد أكثر من مرة في الرواية، وقد تحدَّثت نفس الرواية عن استشهاده بمصر، مما يعني أن الحديث عن التحريف، أو حتى التصحيف، لا دليل عليه. وقول العلامة المجلسي: إن تكلُّم محمد بن أبي بكر في تلك السن المبكرة قد تعود إلى بعض كرامات الإمام علي× هو أيضاً كلام لا دليل عليه؛ لأن سياق الرواية يشير إلى أن محمد بن أبي بكر في تلك الرواية كان رجلاً مكتمل الأهلية، ولم يكن طفلاً في السنين الأولى من طفولته. ولو كان الحال معجزة أو حديثاً عن كرامة لكان هناك ما يشير إليها([8]).

2ـ لم يقبل كلٌّ من الشيخ المفيد وابن الغضائري كتاب سليم، وطعنا فيه بإظهار عيوبه وهفواته. فالشيخ المفيد في شرح كتاب «الاعتقادات للصدوق» قال: «الكتاب الذي نسب إلى سليم مروياً عن أبان بن عياش فالمعنى فيه في الجملة صحيح»([9]). ومع ذلك فإنه غير موثوق، ولا يصحّ العمل بكل ما جاء فيه، فقد اختلط فيه الصحيح بغيره، مما يعني أنه تعرض للتدليس والوضع. فما لم توجد قرينة لا يمكن الاطمئنان إلى كل أخباره([10]).

أما ابن الغضائري فقد قال: «كتاب سليم بدون أدنى شك كتاب موضوع، ويحمل في ثناياه ما يدل على كذبه وزيفه، كرواية محمد بن أبي بكر حين كان يعظ أباه، وقد كان على فراش الموت، أو كالروايات التي تدّعي أن الأئمة عند الشيعة ثلاثة عشر».

أما العلامة التستري فإنه يقول: «رغم أن ابن الغضائري قد طعن في الكتاب، ورآه موضوعاً مكذوباً عن سليم، إلا أن رأي الشيخ المفيد كان أكثر علمية، فكل كتاب له قرائن على صحته، وإذا غابت القرينة وجب التوقف، ولا يجب العمل بالرواية في هذه الحال، أما ما دلت القرينة على صحته فالعمل به مطلوب».

بعد أن تبيَّن ضعف كتاب سليم، واتضحت عيوبه، فإن نقل المشايخ الثلاثة منه، وتنويه الشيخ النعماني به، ومدحه، لا يشفع للكتاب أو يعيد له الاعتبار([11]).

3ـ نقل الواقدي ـ وهو من العامة ـ في رواية عن أبي بكر «أن أبا بكر أوصى زوجته أن تغسِّله عند مماته، وإذا ثقل عليها الأمر أن تستعين بابنه محمد بن أبي بكر». وعلَّق الواقدي على هذه الرواية بالقول: إنه قد وقع في الرواية سهوٌ أو غفلة؛ لأن محمد بن أبي بكر حين وفاة أبيه لم يكن سوى طفلاً في السنة الثالثة من عمره»([12]).

2ـ ما رواه الشيخ الكليني في «الكافي»، كتاب الحجة، باب في شأن ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ﴾ وتفسيرها، عن الحسن بن عباس بن حريش، عن أبي جعفر الثاني ـ الإمام الجواد× ـ، عن الإمام الصادق×، عن الإمام الباقر×، رواية يعيب فيها الإمام الباقر× على عبد الله بن عباس، وينبئه أن عيناه ستفقدان البصر بضربة من جناح جبريل×، يوم أنكر قول علي أمير المؤمنين× في شأن ليلة القدر. كما أن الرواية قد وردت فيها عبارة استخفاف بعقل عبد الله بن عباس. وضمناً تشير الرواية إلى عداء ابن عباس لأهل البيت^([13]).

والأدلة على ضعف الرواية ما يلي:

1ـ إن الإمام الباقر× كان يحبّ ابن عباس كثيراً. فقد نقل الكشي عن الإمام الصادق×: «كان ابن عباس محبوباً إلى أبي، فقد كانت أمه تلبسه لباسه حتى يذهب بمرافقة أطفال بني عبد المطلب إلى ابن عباس. وبعد أن فقد ابن عباس بصره ذهب إليه أبي، فسأله ابن عباس: مَنْ أنت؟ فأجابه×: أنا محمد بن علي بن الحسين، فقال ابن عباس: «فلا تغتمّ لعدم معرفة الآخرين لك ـ يريد معرفة منزلته× ـ، فأنا أعرفك، ومعرفتي لك تغنيك عن معرفة الآخرين».

2ـ الرواية تشير إلى أن ابن عباس كان كارهاً لأهل البيت، بينما قد سجَّل له التاريخ مواقفه العظيمة في إظهار الحق، وذلك في مطارحاته لمرتبة الإمامة مع كلٍّ من عمر، وعائشة، وابن زبير، وغيرهم.

3ـ جاء في الرواية أن ابن عباس فقد بصره بضربة من جناح جبرائيل×؛ بسبب ردّه لقول علي× في ليلة القدر: «إنه في كل ليلة تعرض الأمور على الأئمة الاثني عشر^»، بينما كتب المسعودي قائلاً: إن ابن عباس فقد بصر لكثرة بكائه حزناً على الإمام علي والحسن والحسين^. وإذا كان هذا حقّاً فقد كان أعداء علي من الكثرة ومن الفظاعة ما لا يتحمَّله ملك في السماء أو بشر في الأرض، فلماذا لم يُصِبْهم جناح جبرائيل، فيعمي بصرهم بعد أن عميت بصيرتهم، ويذهب ببصر واحد ممَّن وقف كثيراً في وجه أعداء أهل البيت^ وردّ مزاعمهم!؟

في المعارف لابن قتيبة أن ثلاثة قد فقدوا بصرهم، واحداً بعد الآخر: عبد المطلب،ابنه العباس، وابنه عبد الله (يعني الجد والابن والحفيد). وقد استهزأ معاوية بهم، وقال: «أنتم بنو هاشم لابدّ وأنكم ترتكبون عيباً في عملكم لذلك تعاقبون بالعمى». وقد رد عليه ابن عباس: «أما انتم بنو أمية فلشدّة معاصيكم ومكركم فقد عميت بصيرتكم»([14]).

4ـ لقد كان ابن عباس قريباً من علي×، ومن الموالين له. وهذا ما جعل معاوية بعد صفّين يأمر بلعنه على منابر الصلاة مع علي والحسنين^ ومالك الاشتر([15]).

5ـ من جهة السياق الداخلي للرواية فإنه يظهر منها عدم التناسق بين عباراتها، والخلل بين جملها، فلا يمكن الخلوص منها إلى معنى. كما أن أبسط الناس لا يمكن أن يكون تفكيره وجوابه بتلك البساطة والسذاجة، فما بالك بأئمة أهل البيت^، الذين هم مثال للإنسان الكامل علماً وأخلاقاً وسلوكاً. ويكفي الرجوع إلى ما ثبت من كلامهم، حيث يظهر منها عصمتهم وتجلي مقامهم وعلوّ شأن كلامهم، وأنه ليس كلاماً لأناس عاديين علت مراتبهم في العلم، بل كلام أناس علموا بظهر الغيب، وهم مظهر لوجه الله في أرضه([16]).

وللأسف فإن هذا الضعف لم يُصِبْ فقط هذه الرواية، بل ابتُليت به كلّ الروايات التسع التي شملها هذا الباب، والتي رويت جميعها عن طريق سند واحد، نقلاً عن كتاب ابن حريش([17]). «ومن علائم الوضع والكذب في الرواية: اختلال عباراتها، إنْ من جهة النظم، أو القواعد الأدبية، أو الركاكة في اللغة، والتي تتناقض مع كون النبي وأهل بيته من أفصح العرب، فتكون الركاكة وعدم الصحة أو التضارب في الكلام مستحيلة منهم»([18]). وقد حملت تلك الرواية من الأخطاء الأدبية، وفي المعنى، ما يظهر حالة الوضع فيها بسهولة وبدون أدنى عناء. وكمثال على هذا قول الراوي: «استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعاً. ثم قال: هل تدرون ما أضحكني؟ قالوا: لا. قال: زعم ابن عباس أنه من الذين ﴿قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾»([19]).

6ـ ما يستنتج من هذه الرواية أن ابن عباس قد حاجّ الإمام الباقر× في إمامته، بينما المشهور أن ابن عباس قد فارق الحياة في الطائف سنة فتنة الزبير، أي سنة 68هـ، بينما كانت زيارة الإمام الباقر× لابن عباس وهو طفلٌ صغيرٌ، فكيف يحاجُّه في إمامته ولم تصِرْ له الإمامة بعد([20]).

(a)      ابن حريش في عيون الرجاليين

هو أبو علي الحسن بن عباس بن حريش الرازي. روى عن أبي جعفر الثاني (الإمام الجواد×). وهو ضعيف، رديء الحديث، ومضطرب الألفاظ. رواياته في كتاب ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ﴾ فاسدة.

وكتب العلامة التستري في «قاموس الرجال»: إن الفهم الحقيقي لآراء النجاشي وابن الغضائري في ابن حريش لا يتم إلا بالرجوع إلى الروايات التي رواها في باب ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ﴾ من «الكافي». فقد ذكرت له تسع روايات كلّها بسند واحد عن الإمام التاسع، والتي هي في أغلبها فاسدة العبارات، وفيها غرابة عن اللسان العربي الفصيح([21]). لينوِّه بعد هذا بكلام النجاشي، قائلاً: «جزى الله خيراً ابن الغضائري. فبعد أن ذكر اسم ابن حريش أخذ في وصف كتابه، فقال: «عبارة الكتاب فاسدة، وفارغة المحتوى، ليس لها أية قيمة أدبية أو علمية، علم منها الوضع والاختلاق».

ولم يكن رأي تلميذ ابن الغضائري النجاشي مخالفاً لرأي أستاذه، فقد رأى هو الآخر أن كتاب ابن حريش قصص بلا قيمة، واختلاق ووضع.

أما علي بن الحكيم فقد كتب يقول في ابن حريش: ضعيف، وليس من اللائق الاعتماد على رواياته، فهي موضوعة([22]).

و ما يستدعي العجب هو قول الفضل بن شاذان في سهل بن زياد الآدمي، وهو من روى ذلك الكتاب عن ابن حريش: «إنه أحمق يقيناً»([23]).

(b)     الأدعية والزيارات بين الوضع والتحريف

الباب الثالث: الأدعية والزيارات التي تعرضت للتحريف والوضع.

الفصل الأول: الأدعية المحرفة.

1ـ ما جاء في الزيارة الشعبانية التي ذكرها السيد ابن طاووس في «إقبال الأعمال»، نقلاً عن ابن خالويه. وتوجد في «مفاتيح الجنان» ضمن الأعمال العامّة المستحبّة في شهر شعبان:

أـ «إلهي لم أسلِّط على حسن ظني قنوط الإياس، ولا انقطع رجائي من جميل كرمك». الشاهد عندنا في هذا المقطع فعل «لا انقطع»، فالأصل «لم أقطع»؛ لتناسبه مع الفعل السابق عنه «لم أسلِّط»، فكلا الفعلين متعدِّيَيْن مجزومين بدخول (لم) التي تدخل على الفعل المضارع.

ب ـ «إلهي إن حطّتني الذنوب من مكارم لطفك فقد نبّهني اليقين إلى كرم عطفك». فيظهر أن لفظة «نبَّهني» محرَّفة، والصحيح «نوّهني»، فبعد أن حطته الذنوب يأتي اليقين ليرفعه ولينوّهه، وهو المناسب، وليس التنبيه الذي لا يتلاءم والحطّ.

حط تتناسب ونوّه. بينما يتناسب التنبيه مع الإنامة، التي أتت في الدعاء مباشرة بعد هذا: «الهي إن أنامتني الغفلة… فقد نبهتني المعرفة».

ج ـ «يا قريباً لا يبعد عن المغترّ به». الشاهد عندنا في هذه العبارة كلمة «المغتر به»، أي الذي غُرّر به فظنّ الأمن والأمان في جهة أخرى غير الله، فيصبح هنا نوعٌ من التناقض، فكيف تؤمن به أنه قريباً منك، وفي نفس الوقت أنت ترى الأمان في حضن غيره. لذا يُعتَقَد أن الكلمة الأصل، والتي صُحِّفت أو حرِّفت، فأصبحت المغتر ّبه، هي إما «المعتزّ به»، بمعنى أنت يا ربي قريباً ممن اعتزّ بعبوديتك والانتساب إليك بالطاعة والانقياد؛ أو «المعنّز به»، أي الذي يؤمن أنه دائماً في محضر لطفك ورأفتك، وفي مقام عنايتك([24]).

فيكون الصحيح: يا قريباً لا يبعد عمن عنّز به (كلأته عنايتك وحظي بلطفك)، ويا قريباً لا يبعد عن المعتزّ به (لمن هو معزز ومكرَّم حين وحّدك وعبدك مستسلماً).

2ـ ما جاء في «المصباح»، في حاشية زيارة عاشوراء، في دعاء صفوان بن مهران؛ وفي «مفاتيح الجنان»، بعد زيارة عاشوراء، ضمن ما يستحب الدعاء به عقب قراءة زيارة عاشوراء، يوجد في القسم الأخير من ذلك الدعاء خطابٌ موجَّه إلى أمير المؤمنين وإلى أبي عبد الله الحسين عليهما الصلاة والسلام: «انصرفت يا سيدي يا أمير المؤمنين، ومولاي، وأنت يا أبا عبد الله يا سيدي، وسلامي عليكما متصل…».

يظهر أن الضمير المنفصل «أنت» تحريف لكلمة أخرى، وبالدقة لفعل «أُبْتُ» الماضي، مصدره «أَوْب»، بسكون الواو وفتح ما قبلها، والذي يعني عدتُ ورجعتُ([25]).

وفعل «أبت» وفعل «انصرفت»، الذي جاء في أول الفقرة «انصرفت يا سيدي يا أمير المؤمنين…» يتلاءمان، إنْ من جهة الترادف، أو من جهة لحن القراءة. بخلاف ضمير «أنت»، فليس له أيّ معنى، بحيث إذا قطعنا بصحته يكون المعنى «انصرفت أنا وأنت يا أبا عبد الله»([26])!! والذي لا يتناسب وقوله: «و سلامي عليكما متَّصل».

3ـ ما جاء في دعاء الصباح، المنسوب إلى أمير المؤمنين×، حيث قال:

أـ «واغرس اللهم بعظمتك في شرب جناني ينابيع الخشوع». والشاهد عندنا في هذه العبارة فعل «اغرس»، الذي  لا يتناسب وكلمة «ينابيع»، وليس لها أي معنى. لذا يكون الصحيح «و اغزر»، وقد جاءت في بعض النسخ الأخرى([27])، بمعنى أفِضْ واملأ حتى يصبح مشرب الفؤاد غزيراً.

ب ـ «فبئس المطية التي امتطت نفسي من هواها، فواهاً لها لما سولت لها ظنونها ومناها». يقول العلامة التستري: إن كلمة «فواهاً لها» لا تتناسب ومقام تأنيب النفس وعدّ عيوبها ومعاصيها. وهذا ما تبيِّنه بوضوح الفقرة التالية لها: «وتبّاً لها لجرأتها على سيدها ومولاها»، بينما كلمة «فواهاً لها» تعني التحسين والمدح والرضا بفعل النفس.

وقد استشكل العلامة على الفيروزأبادي (صاحب القاموس المحيط)، الذي قال أن «واهاً» كلمة تعني التلهُّف([28])، وقال: «لعله قرأها (واه)، بينما الكلمة التي وردت في الدعاء هي «واهاً» بالتنوين، والتي لا تعنى ما تعنيه «واه». إذاً تكون الكلمة التي حُرِّفت في الدعاء يجب أن تبقى في نفس سياق تأنيب النفس والغضب عليها. لذا فالكلمة الأصحّ هي «فويلاً لها»، التي تعني تبّاً لها، وتوعدها بالويل والثبور([29]).

ولكن ما فات العلامة التستري أن الفيروزأبادي لم يكن  الوحيد الذي قال: إن «واهاً» تعني التلهُّف، بل هناك كذلك صاحب لسان العرب، الذي قال: «إن «واهاً» كما تعني التعجب والتحسين كذلك تفيد التفجع والتلهف، وتقول في التفجع: واهاً وواه أيضاً».

وإذا ما دقَّقنا في استعمالات «واهاً» نجد أنها إذا استعملت مضافاً إليها «له» أو «لها» فعندها تفيد التحسين والتعجب، وإذا استعملت مضافاً إليها «على» (واهاً عليه) أفادت حينها التفجُّع والتلهف([30]).

لذا فإن قول العلامة التستري: إنها إذا كانت منوَّنة «واهاً» أفادت التحسين والقبول، وإذا استعملت بدون تنوين «واه» أفادت التحسر والتلهف، لا دليل عليه. لذا يكون التحريف الذي وقع في الجملة هو تبديل «على» بـ «لـ»، فبدل «واهاً عليها» كتب «واهاً لها».

4ـ ما نقله الشيخ الطوسي في «مصباح المتهجد» عن معلى بن خنيس، عن الإمام الصادق×، ضمن الأدعية الخاصة بشهر رجب؛ وفي «مفاتيح الجنان» ضمن أدعية أيام رجب: «اللهم إني أسالك صبر الشاكرين لك، وعمل الخائفين منك…».

ومن أهم أساليب التحريف هو تغيير موضع الكلمة، ووضع إحداها في مكان الأخرى([31]). بينما العبارة الصحيحة هي «اللهم إني أسالك عمل الشاكرين لك، وصبر الخائفين منك؛ فالشاكر يحتاج إلى العمل، من إنفاق وعبادة وخدمة العباد وكل ما يشمله العمل الخالص لله، حتى يتحقَّق له الشكر، والخائف يحتاج الى الصبر، ليتجنب المعاصي والذنوب، ويحتاج الصبر في تحمُّل ما يشقّ على نفسه من الابتلاءات والمصائب.

ومن الأمثلة الأخرى على قلب مكان الكلمات وتغيير مكانها: «اللهم أنت العلي العظيم وأنا عبدك البائس الفقير، أنت الغني الحميد وأنا عبدك الذليل». وقد لوحظ تحريف في ترتيب عبارات الدعاء، فالصحيح هو «اللهم أنت العلي وأنا العبد الذليل، وأنت الغني الحميد وأنا عبدك البائس الفقير»([32]).

5ـ من الأمثلة الأخرى على تحريف الأدعية: دعاء شهر رجب، الذي جاء في «المصباح» بدون ذكر سنده، ونقله السيد ابن طاووس في «إقبال الأعمال»، نقلاً عن الحجة#: «اللهم يا ذا المنن السابغة، والآلاء الوازعة، والرحمة الواسعة…، يا من قدَّر فأحسن، وصوَّر فأتقن». بينما العبارة الصحيحة: يا من قدَّر فأتقن، وصور فأحسن»؛ لأن التقدير يستلزم الإتقان، وأما التصوير فيستلزم تحسين ما صُوِّر، وهو المناسب([33]).

الفصل الثاني: الأدعية الموضوعة والمكذوبة.

في كتاب «مصباح المتهجد» رواية لأبي جعفر بن عثمان بن سعيد عن الناحية المقدسة لإمام العصر والزمان الحجة# عليها توقيعه الشريف، وقد جاء فيها استحباب قراءة هذا الدعاء الذي يبتدئ بـ: «بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك…».

(c)      أنموذج لدعاء موضوع

وقد عدّ هذا الدعاء موضوعاً وكذباً على حضرته الشريفة. ومن الأدلة على كذبه واختلاقه ما يلي:

(d)     نقد لمتن الدعاء

1ـ وردت هذه العبارة في هذا الدعاء: «أسألك بما نطق فيهم من مشيتك»، فما هو المراد بـ «مشيئة الله في الأئمة»؟ وعلى أيّ معنى يمكننا حملها؟!.

2ـ في هذا المقطع من نفس الدعاء: «فجعلتهم معادن لكلماتك، وأركاناً لتوحيدك، وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها». لم يتَّضح إلى مَنْ تشير «التي» التي ذكرت في هذا المقطع، فهل يريد بها «ولاة أمرك»؟ وحتى لو فرضنا أنه أراد بها «ولاة أمرك» فإن المعنى غير مكتمل وناقص، وإذا عنى بها «آياتك ومقاماتك» فإن المعنى كذلك ناقص وغير كامل.

3ـ ما ورد في هذه الفقرة من الدعاء: «لا فرق بينك وبينهما إلا أنهم عبادك وخلقك».

أـ يظهر أن الضميران في «بينهما» و«أنهم» يُراد بهما شيء واحدٌ، وهو خلاف الحقيقة، فالضمير في «بينك» هو «أنت»، وأنهم التي تعني «هما» في «بينهما» مغايرةٌ ومضادّةٌ لـ «أنت» في «بينك»، الشيء الذي يجعل الكلام مضطرباً وغير مستقرّ على معنى ثابت.

ب ـ يحتمل أن المراد بـ «مقاماتك» الملائكة. والملائكة ليسوا في ذاتهم مقامات إلهية؛ لأنه لا كثرة في الذات الإلهية، ولكن لديهم مقامات إلهية([34]). فيكون المعنى بالنسبة للعبارة: «لا فرق بينك…» أن لهم كلّ الصفات الإلهية، وجميع الكمالات الإلهية، ولا فرق بينه وبينهم سوى صفة الخالقية والمخلوقية، وهو كفرٌ محضٌ([35]).

4 ـ إن جملة «يا فاقد كل مفقود…» في خطاب حضرة الحق تعالى عبارةٌ فيها انحراف وكفر، فمتى كان الله تعالى فاقداً لشيء، ومتى عُدَّ شيءٌ بالنسبة له سبحانه مفقوداً، ليكون فاقداً للمفقود؟! بل العبارة الصحيحة، والتي تجوز في حقه تعالى: «يا واجداً كل مفقود».

(e)      نقد لسند الدعاء

1ـ ممَّن جاؤوا في سند هذا الدعاء «أحمد بن محمد بن عياش». وقد جرَّحه علماء الرجال، وطعنوا في عدالته، فاعتبر عندهم ضعيفاً.

قال فيه النجاشي: «أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش بن إبراهيم بن أيوب الجوهري، أبو عبد الله، سمع الحديث، واضطرب في آخر حياته، حتى قيل فيه: إنه كان يخلط بين الأحاديث، له كتب يرويها، ومنها: كتاب أعمال شهر رجب. لقد رأيت هذا الشيخ بنفسي، لقد كان صديقاً لي ولأبي، ولقد سمعت منه كثيراً ـ يريد سمع منه أحاديث كثيرة ـ، ولكن لمّا رأيتُ شيوخي وأساتذتي يضعِّفونه لم أروِ عنه شيئاً ممّا سمعت منه، بل لقد ابتعدت عنه. كان من العلماء والأدباء الضالعين، له أشعار جيدة، كما عرف بخطه الجميل. توفّي سنة 401، رحمه الله وعفا عنه»([36]).

أما الشيخ الطوسي فقد كتب فيه: «أحمد بن محمد بن عياش، كثير الرواية، اضطرب في آخر عمره، وأخلط في الحديث»([37]).

أما العلامة التستري فقد قال في «قاموس الرجال»: إن اجتناب النجاشي لرواياته عمل حسن. نقل عنه الشيخ الطوسي في «مصباح المتهجد» الدعاء الذي مطلعه: «اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك…»، وهو دعاءٌ وهن المعاني، ومنحرف الألفاظ والعبارات، معانيه غير مقبولة البتة»([38]).

2ـ يوجد في سند ابن عياش شخصٌ عُرف باسم «خيبر بن عبد الله»، وقد روى عن محمد بن عثمان، ولكن لم يرِدْ في كتب الرجال هذا الاسم. لذا يكون هذا الدعاء مهملاً؛ لأن أحد رواته لم يرِدْ فيه مدحٌ، ولا ذمٌّ. والمهمل من أقسام الضعيف. وقد أورد اسمه كلٌّ من السيد ابن طاووس في «إقبال الأعمال»، نقلاً عن الطوسي، والعلامة المجلسي في «بحار الأنوار»، من غير أن يذكرا عن حاله شيئاً([39]).

بعض ما ورد في كتاب «الأخبار الدخيلة» من إشارات وملاحظات في الرواية وفي نقد أو مدح الرجال تستحق بحقٍّ التنويه والإشادة بها:

1ـ الإشارة إلى التصحيف الذي وقع في كتاب «اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)»، حيث تم الخلط في مواضع من هذا الكتاب بين «أبو بصير ليث المرادي» و«أبو بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي»([40]).

فأبو بصير اسم مشترك لراويين إماميين، ومن أصحاب الإمامين الباقر والصادق‘. في كثير من روايات الشيعة الإمامية يذكر اسم «أبو بصير» من دون إضافة أي قيد للتفريق بين الراويين ومعرفة المراد منهما، ولا يأتي في سلسلة السند ما يدل على أيٍّ منهما، سوى قرائن خارجية تجعلك تشير لأحدهما دون الآخر.

إن الروايات التي أتى فيها اسم «أبو بصير» مصحوباً بقيد قليلةٌ ومعدودةٌ. وكثيراً ما تكون القيود المصاحبة للاسم هي الأخرى غير كافية، تجعلك تقع في الخلط بين الرجلين، وخصوصاً أن التفريق بينهما لا يجب أن يستند إلى المحل أو الزمن؛ لأنهما كلاهما أبناء الكوفة وأبناء نفس الفترة الزمنية([41]).

2ـ إن كتاب «تهذيب الأحكام» كتاب حديثي، ولكنه في بعض الأحيان يذكر تفاسير أستاذه الشيخ المفيد، والتي تكون أقرب إلى الفقه منها إلى الحديث. وليس موضوع الكتاب الأحاديث الصحيحة، وإنما هو تحقيق في الأحاديث السليمة، أي التي ليس فيها عيبٌ هو من عيوب الأحاديث المتعارفة في علم مصطلح الحديث، وكذلك هو تحقيق في الأحاديث السقيمة، ويرجع اختياره لهذا الموضوع إلى الضرورة التي فرضها عليها محيطه، بحيث لم يكن أناس محيطه ضالعين بقواعد الرجال، ولا يستطيعون التمييز بين السليم والسقيم([42]).

3ـ حوى كتاب «دلائل الإمامة» المروي عن محمد بن جرير رستم الطبري الغثّ والثمين. وفيه روايات كثيرة عن الشيباني([43]). وقد طعن فيه كلٌّ من الشيخ الطوسي والشيخ النجاشي، حيث كتبا فيه: «ضعَّفه جمعٌ من أتباعنا، وجمعٌ من أصحابنا»([44]). أما ابن الغضائري فقد قال فيه: «كذّاب، وله يد طويلة في وضع الأحاديث».

كما أن هذا الكتاب فيه روايات متعدِّدة عن عمارة بن زيد([45]). قال فيه كلٌّ من الحسين بن عبيد الله الغضائري (الأب) وأحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري (الابن): «سئل عن عمارة فأجاب: عمارة إنسان نزل من السماء، فروى عنّا أحاديث، ثمّ طار إلى السماء»([46]).

كما قال فيه ابن الغضائري: «عمارة اسم بدون مسمى، كل ما روي عن هذا الشخص فهو كذب وبهتان، وكل روايات رويت عنه تفوح منها رائحة الكذب والوضع([47]).

4ـ كثيراً ما يذكر الشيخ الطوسي اسمين متشابهين في بابين مختلفين([48]). فمثلاً: في خصوص (يزيد وبريد)، فقد ذكر اسم «يزيد الكناسي» مرة في باب الباء من أصحاب الإمام الصادق×، ومرة أخرى في باب حرف الياء ضمن أصحاب الإمام الصادق×، ولم يوضِّح بشأنهما شيئاً. وهذا غير محمود من جانبه؛ لأنه كثيراً ما يوقع في الخلط والاشتباه في السند، بحيث لا يعرف هل هو «يزيد الكناسي» أم «بريد الكناسي»؟ ولعل الشيخ نفسه كان يقع في الخلط بينهما؛ لأنه روى رواية في «التهذيب» عن أحدهما، ونفس الرواية رواها في «الاستبصار» عن الآخر([49]). ولعل ذلك ما دفع به إلى أن يذكر الاسم مرة في باب «الباء»، ومرة ثانية في باب «الياء».

5ـ في بعض المواضع يشير علماء السنة إلى شخص سنّي بأنه شيعي. وهذا يرجع إلى عدم استيعابهم لمفهوم «الشيعي»، فهم يَرَوْن أن علياً× أفضل من عثمان فحسب، وليس بأفضل من الخليفتين الأوّلين، كـ «عمار الدهني». وقد كتب فيه النجاشي: «عمار عند العامة ثقة».

ويقول فيه بعض أهل السنة: إنه شيعي، غير رافضي([50]). ابنه معاوية بن عمار الدهني من الوجوه الشيعية المعروفة، والمشار إليها بالعلم، ومن الثقات([51]). كذلك أشار إليه الشيخ الطوسي أنه من أصحاب الإمام الصادق×([52]). كما جعل المنصور الدوانيقي وأبو حنيفة من أصحاب الإمام؛ لمجرد أنهما رويا عنه([53]).

الهوامش

(*) باحث في الحوزة العلمية.

([1]) الأخبار  الدخيلة: 230؛ تاريخ بغداد 1: 259، بيروت دار الفكر، بدون تاريخ.

([2]) تاريخ بغداد 1: 259.

([3]) الأخبار الدخيلة: 230 ـ 231؛ نصر بن مزاحم المنقري(212هـ)، وقعة صفّين: 216، حقَّقه وشرحه: عبد السلام محمد هارون، قم، نشر مكتبة المرعشي النجفي، 1404هـ. وقد روي في هذا كذلك عن عبد الله بن مسعود.

([4]) الأخبار الدخيلة: 63 ـ 66.

([5]) المصدر نفسه: 229 ـ 230.

([6]) المصدر السابق.

([7]) المصدر السابق.

([8]) المصدر نفسه: 233 ـ 234.

([9]) جاء في الأخبار الدخيلة: 234: «فالمعنى فيه غير صحيح. وفي متن شرح «الاعتقادات»، للشيخ الصدوق: «فالمعنى فيه صحيح»، ولكن بعدها قال: «غير أن هذا الكتاب غير موثوق به…». والعبارة الأخرى: «فالمعنى فيه الصحيح».

([10]) المفيد، تصحيح اعتقادات الإمامية (شرح اعتقادات الصدوق) بالإضافة إلى كتابين آخرين 5: 149 ـ 150، الطبعة الثانية، بيروت، دار المفيد، 1414هـ. ويتابع الشيخ المفيد القول: «لمعرفة الأحاديث الصحيحة من الفاسدة الموجودة في هذا الكتاب فإن الكتاب يحتاج إلى تحقيق أصحاب الحديث والضالعين بعلم الرواية»، بمعنى أن الكتاب لا يحمل فقط الأحاديث الصحيحة، بل فيه كذلك ما ليس بصحيح، ولا يمكن معرفة نوعية الأحاديث إلا عن طريق عرضها على ذوي الاختصاص.

([11]) الأخبار الدخيلة: 234.

([12]) المصدر السابق.

([13]) الأصول من كتاب الكافي 1: 247 ـ 248، ح1، صحَّحه وعلَّق عليه: علي أكبر الغفاري.

([14]) الأخبار الدخيلة: 236؛ ابن قتيبة المعارف: 325، الطبعة الأولى، بيروت، دار الكتب العلمية، 1407هـ.

([15]) المصدر نفسه: 236 ـ 237.

([16]) قال الإمام علي×: «وإنا لأمراء الكلام، وفينا تنشّبت عروقه، وعلينا تهدّلت غصونه (نهج البلاغة، الخطبة 233).

([17]) جاء سند تلك الروايات التسع كالتالي: «محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعاً، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني× (الكافي 1: 242).

([18]) دراية الحديث: 91.

([19]) الكافي 1: 247. وكذلك انظر: مرآة العقول 3: 74، ط 2، دار الكتب الإسلامية، 1336هـ. ش.

([20]) الأخبار الدخيلة: 235 ـ 236.

([21]) رجال النجاشي: 60، رقم 138؛ قاموس الرجال 3: 271.

([22]) الأخبار الدخيلة: 237؛ لسان الميزان، 2: 271، بيروت، دار الفكر، 1414هـ.

([23]) المصدر السابق.

([24]) الأخبار الدخيلة: 250؛ عباس القمي، كليات مفاتيح الجنان: 286 ـ 288، ترجمه: مصباح زاده، ط7، طهران،  مكتب نشر الثقافة الإسلامية (فرهنـﮓ إسلامي)، 1374هـ. ش.

([25]) «قلت» مصدرها «قول»، و«صمت» مصدرها «صوم»…

([26]) الأخبار الدخيلة: 252؛ مفاتيح الجنان: 843  ـ 844.

([27]) بئر غزيرة وعين غزيرة من الغزارة: الوفرة والكثرة.

([28]) واهاً له. وبترك التنوين كلمة تعجُّب من طيب كل شيء. وكلمة تلهف (انظر: القاموس المحيط).

([29]) الأخبار الدخيلة: 261  ـ 262.

([30]) يرجع إلى: لسان العرب 15: 424، مادة «ويه»؛ والمعجم الوسيط؛ وقاموس لاروس.

([31]) الآية القرآنية تقول في هذا الخصوص: ﴿يحرفون الكلم عن مواضعه﴾ (النساء: 46؛ المائدة: 13). أما في خصوص تغيير مواضع الكلمة فالآية تقول: ﴿يحرفون الكلم من بعد مواضعه﴾ (المائدة: 41).

([32]) الأخبار الدخيلة: 247؛ مفاتيح الجنان: 243.

([33]) المصدر نفسه: 248، و243 ـ 244.

([34]) ﴿وما منا إلا له مقام معلوم﴾ (الصافات: 164).

([35]) الأخبار الدخيلة: 263 ـ 264؛ مفاتيح الجنان: 245. يمكن بتغيير ضمير «بينهما» بـ «بينهم»، وإيجاد المناسبة بين «بينهم» و«أنهم»، أن تشير  بعض تلك العبارة إلى أئمتنا الاثني عشر^. ولكن حتى مع إخضاعها لتلك التغييرات تكون كذلك كفراً محضاً؛ لأن أئمتنا لم يكونوا ولن يكونوا راضين بأن تصدر في حقهم أوصافٌ ترفعهم إلى مقام الألوهية، أو تلك الأوصاف الخاصة بالذات العلية المقدسة، إلا إذا كانت بغية وصف شيء آخر غير التنزيه، أي تاويلها إلى معانٍ أخرى تليق بكونهم بشراً، لكن يجب الابتعاد عن هكذا أوصاف حتى لا تؤدّي بالناس إلى الغلو.

([36]) الأخبار الدخيلة: 264 ـ 265؛ رجال النجاشي: 85، رقم 207؛ رجال الطوسي: 413، رقم 5983، باب «من لم يروِ عن واحد من الأئمة»؛ الطوسي، الفهرست: 79، الرقم 99؛ قاموس الرجال 1: 623. كذلك يُرجى الرجوع إلى: عباس القمي، الكنى والألقاب 2: 369، الطبعة الخامسة، طهران، مكتبة الصدر، 1368هـ. ش.

([37]) المصدر السابق.

([38]) المصدر السابق.

([39]) المصدر السابق.

([40]) الاخبار الدخيلة: 33.

([41]) دائرة المعارف الكبرى الإسلامية 5: 213، الطبعة الأولى.

([42]) الأخبار الدخيلة: 40.

([43]) أبو جعفر محمد الطبري، دلائل الإمامة، الطبعة الثالثة، قم، نشر الرضي، 1363هـ. ش. في خصوص رواية الكتاب  «أبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني» يرجى الرجوع إلى هذه الصفحات: 123، 124، 127، 138، 142، 144، 147، 152، 155، 229، 234، 248.

([44]) قضى الشيباني عمراً طويلاً في البحث عن الأحاديث. وأصله كوفي. وقد كان في بداية عمله في حقل الحديث ثقة، ولكنّه اضطرب في آخر عمره. قال عنه الطوسي في الرجال: الشيباني كان كثير الرواية، وجيد الحفظ» (الرجال: 447، رقم 6390، باب من لم يروِ عن واحد من الأئمة؛ الفهرست: 216، رقم 610؛ رجال النجاشي: 396، رقم 1059).

لقد فهم النجاشي ما أُصيب به الشيباني من الخلط في الأحاديث. لذا فقد اعتزل الرواية عنه، واكتفى بالنقل عمَّن روَوْا عنه في فترة قوة حافظته وفترة عدالته (قاموس الرجال 1: 445).

([45]) بخصوص عبد الله بن محمد بلوى وعمارة بن زيد يرجى الرجوع إلى: دلائل الامامة: 84، 86، 104، 113، 114، 158، 186، 187، 212. وفي سند بعض الروايات يذكر عمارة بن زيد بدل عمارة بن زيد. ويظهر أنه خلط.

([46]) رجال النجاشي: 303، رقم 827.

([47]) الأخبار الدخيلة: 47.

([48]) حين يذكر الشيخ الطوسي أصحاب الإمام الصادق× يذكر مرّة بريد الكناسي، ومرّة يزيد أبو خالد الكناسي (رجال الطوسي: 171، رقم 2009، و323، رقم 4833). كما أن الشيخ الطوسي يكتب ضمن أصحاب الإمام الباقر×: «يزيد يكنى أبا خالد الكناسي» (المصدر نفسه: 149، رقم 1655).

([49]) الأخبار الدخيلة: 54؛ قاموس الرجال 2: 275، رقم 1072.

([50]) وقد قال عنه الذهبي: الحاكم النيشابوري شيعي، ولكنه ليس رافضياً (الأخبار الدخيلة: 186).

([51]) رجال النجاشي: 411، رقم 1096.

([52]) رجال الطوسي: 251، رقم 3525.

([53]) الأخبار الدخيلة: 186.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً