أحدث المقالات
ليس بإسمنا تداس الحرمة الاسلامية و ليس بإسمنا يشوه العقل المسلم، ليس بإسمنا تستغفل الشعوب الاسلامية، ليس بإسمنا يضحك العالم على المسلمين سنة و شيعة، ليس بإسمكم أيها العلماء الصادقين مع الله و رسوله و المؤمنين تصبح الفتنة فريضة… !!! و ليس من الموضوعية و النزاهة العلمية و الحكمة الاسلامية أن تفتح الملفات الحساسة و الحرجة لتناقش في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة، و بدون حضور المعنيين بقضايا هذه الملفات… هذا البعد مبدئيا يجب أن يأخذ بعين الاعتبار، على الأقل للتساؤل لماذا يفتح ملف تعدد المذهبي الإسلامي الآن و ماهي الغايات الجوهرية لهذا الإجراء و هل من المروءة و العدالة أن نتباحث تفاصيل مذهب من المذاهب الإسلامية دون حضور أتباعه على الأقل لنستشكل عليهم؟؟
بصراحة: ليس من حق أي طرف من أطراف الواقع الإسلامي أن يحاسب الآخر الإسلامي وفق معاييره الذاتية التعصبية، لأن هذا المنهج في قراءة الآخر المسلم هو صميم الطائفية والفتنة التي تنطلق من ادعاء ملكية الحقيقة الاسلامية ككل و الوصاية الايمانية بحيث تدخل ضمن الدائرة الاسلامية من تشاء و تخرج من تشاء ، و تزخرف الأقوال و الندوات و الملتقيات لتبث سموم الفرقة بين المسلمين عبر التعبئة الطائفية، و تعمل بكل اجتهاد على تمويه و تضليل الجماهير بأفكار طائفية بغيضة و أوهام تاريخية نتنة، و تستبسل في إعادة سيناريوهات التناحر الطائفي بإسم حماية بيضة الإسلام، و في المقابل لا بأس أن تنتهك بيضة الاسلام في القدس و قريبا الضفة الغربية و سوريا و من قبل في العراق و افغانستان و الصومال و السودان…ببساطة: إنها استراتيجية "فرق تسد"، التي لا يحسن لعب أدوارها سوى العرب منذ سايس بيكو…يا علماء المال و الجاه و البلاط، رجاءا بحق النبي (ص) عليكم، كفى لعبا بورقة التهييج الطائفي، لأن المسلمين الواعين الثائرين على الظلم و الزيف و التبعية للمستدمر الامريكي و الصهيوني، يعلمون جيدا من تكونوا أيها المتعالمين كما أسماكم الشيخ الغزالي "رحمه الله" أحد رواد الوحدة الاسلامية في الربع الأخير من القرن العشرين، و من فضح الزيف الاعلامي للخطابات الدينية المزيفة التي تبيع دينها و آخرتها بالدولارات ووو.. في المؤتمرات و المهرجانات الطائفية التي تعمل على صرف الوعي الإسلامي عن النباهة للمخططات الصهيونية في المنطقة العربية و الاسلامية لتجعله يستغرق في الصراعات الطائفية و الأحقاد التاريخية…
بكلمة: إن الملتقيات و الخطابات و المشاريع الطائفية -سواء ممن يدعون أنهم يمثلون المسلمين السنة أو المسلمين الشيعة- الهادفة لبث سموم الفتنة بين المسلمين و ابعادهم عن التقارب و التواصل بالتي هي احسن و التعاون من أجل وحدة الأمة، هي حركات شيطانية    لا تخدم أحدا سوى الإستدمار الصهيو-أمريكي، و هذه البرامج الفتنوية التي أصبحت رائجة هذه الأيام في عواصم المسلمين، لابد للمؤسسات الاسلامية الأصيلة و بالتحديد المؤتمر الاسلامي و التجمع العالمي للعلماء المسلمين و مجمع التقريب، على أساس أنها فعلا تهتم بمستقبل الامة الاسلامية، عليها أن تستخدم حق الفيتو الشرعي في وجه كل الحكومات الداعمة لهذه الفتن من أجل تضليل الرأي العام المسلم عن وقائع شيطانية تهدد مستقبل الوحدة بين المسلمين و جره لصراعات وهمية، لأن الصراع الطائفي داخل المجال الاسلامي بين المذاهب و الطوائف ليس فيه رابح أو خاسر بل الجميع خاسر، حيث الرابح هناك في الضفة المقابلة، يرتب متى تنطلق مشاريع التعمير بعد استكمال تدمير الاجتماع الاسلامي العام و يراهن على ضمان الحصص البترولية والغازية و التجارية، ناهيك عن أمن الشريك الصهيوني في المنطقة، إنتهاءا بتشطيب الاستعمار الناعم في المنطقة العربية و الاسلامية…

لقد آن الآوان، للعلماء المخلصين العدول في هذه الأمة لقول كلمة الحق كما قال النبي الأكرم (ص): "أجاهلية و أنا بين ظهرانيكم؟ …دعوها فإنها منتنة" لتنبيه الأمة لما يحاك لها من خلال الإعلام السمسار و السياسة المنافقة وكذا الوعظ الديني المزيف، حيث مجال كلمة الحق ابتداءا يكون للحكام فإن لم يقبلوها و يتحملوا مسؤولية الحفاظ على وحدة المسلمين بأوطانهم و زجر الطائفيين من أي مذهب كانوا ، وقتها وجب على العلماء المسلمين أن يقفو صفا واحدا تحت لواء "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ليرفعوا شعار "لا للفرقة… لا للطائفية بإسمنا" أمام الشعوب الاسلامية كافة، لأن "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون"…و الله من وراء القصد.

_________________________________________

(*) كاتب و باحث       
 
Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً