أحدث المقالات

ـ القسم الأول ـ

الشيخ عبد الله مصلحي(*)

قد ورد النصّ على اثني عشر خليفة في كثيرٍ من مصادر الفريقين.

أمّا مصادر الشيعة فالأمر فيها واضح كما لا يخفى.

وأمّا بالنسبة إلى مصادر العامّة فقد ورد النصّ عن أربع طرق:

1ـ عن مسروق قال: كنّا جلوساً عند عبد الله بن مسعود، فقال له رجلٌ: يا أبا عبد الرحمن، هل سألتم رسول الله| كم تملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال: نعم، ولقد سألنا رسول الله| فقال: اثنا عشر، كعدّة نقباء بني إسرائيل([1]).

2ـ عن أبي جحيفة قال: كنت مع عمّي عند النبيّ|، فقال: لا يزال أمر أمّتي صالحاً حتّى يمضي اثنا عشر خليفة، ثمّ قال كلمةً، وخفض بها صوته، فقلتُ لعمّي ـ وكان أمامي ـ: ما قال يا عمّ؟ قال: قال يا بنيّ: كلّهم من قريش([2]).

3ـ عن عبد الله بن عمرو يقول: سمعتُ رسول الله| يقول: يكون فيكم اثنا عشر خليفة([3]).

4ـ جابر بن سمرة قال: قال رسول الله|: لا يزال الدين قائماً حتّى يكون اثنا عشر خليفة من قريش([4]).

وهذا هو النصّ المشهور عند العامّة، بحيث قلّما يوجد كتابٌ معتبر عندهم ليس فيه هذا النصّ، كما يظهر ذلك من ملاحظة تخريجاته من مصادر العامّة في الهامش.

ثمّ إنّه في نقل عبد الله بن عمرو زيادة: أبو بكر الصديق لا يلبث بعدي إلاّ قليلاً([5]).

وفي نقل آخر عنه: أبو بكر الصديق لا يلبث بعدي إلاّ قليلاً، وصاحب رحى دارة العرب، يعيش حميداً ويموت شهيداً، قيل: مَنْ هو يا رسول الله؟ فقال: عمر بن الخطّاب([6]).

وفي ثالث: أبو بكر الصديق لا يلبث بعدي إلا قليلاً، وصاحب رحى داره، يعيش حميداً ويموت شهيداً. قيل: مَنْ هو يا رسول الله؟ قال: عمر بن الخطّاب، ثمّ التفت إلى عثمان فقال: وأنت سيسألك الناس أن تخلع قميصاً كساك الله عزَّ وجلَّ، والذي نفسي بيده، لئن خلعته لا تدخل الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط([7]).

إلا أنّه لا يمكن الوثوق بهذه الزيادة، حتّى على مسلك العامّة.

والوجه في ذلك ـ مضافاً إلى اختلاف المصادر في نقل الزيادة ـ أنّ الرواية ضعيفة من حيث السند.

فرواية عبد الله بن عمرو مروية عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن شفي الأصبحي، عن عبد الله بن عمرو.

قال الذهبي: أنا أتعجّب من يحيى([8]) ـ مع جلالته ونقده ـ كيف يروي مثل هذا الباطل، ويسكت عنه، وربيعة صاحب مناكير وعجائب([9]).

كما أنّ عبد الله بن صالح وُصف بأنّه كثير الغلط([10])، وله مناكير([11]).

ثمّ إنّه قد ورد في بعض الروايات عن النبيّ| وأمير المؤمنين× وفاطمةƒ إلى عصر الصادق× التصريح بأسماء الأئمة^ واحداً بعد واحد، من أمير المؤمنين× إلى القائم×.

فهنا نشير إلى بعضها ـ ولعلّها أهمّها ـ:

الخبر الأوّل

رواية لوح جابر ـ وهي من أشهر النصوص في الباب ـ:

ومتونُها مختلفةٌ، فنذكر منها ما عثرنا عليها:

أـ محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله، عن عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن ظريف وعليّ بن محمد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله× قال: قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري: إنّ لي إليك حاجةً، فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ فقال له جابر: أيّ الأوقات أحببته، فخلا به في بعض الأيّام، فقال له: يا جابر، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمّي فاطمةƒ بنت رسول الله| وما أخبرتك به أمّي أنّه في ذلك اللوح مكتوب.

فقال جابر: أشهد بالله أنّي دخلت على أمّك فاطمةƒ في حياة رسول الله|، فهَنَّيْتُها بولادة الحسين×، ورأيت في يديها لوحاً أخضر، ظننتُ أنّه من زمرّد، ورأيت فيه كتاباً أبيض، شبه لون الشمس، فقلت لها: بأبي وأمّي يا بنت رسول الله|، ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا لوحٌ أهداه الله إلى رسوله|، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنيّ واسم الأوصياء من ولدي، وأعطانيه أبي ليبشِّرني بذلك.

قال جابر: فأعطتنيه أمّك فاطمة،ƒ فقرأته واستنسخته، فقال له أبي: فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟ قال: نعم، فمشى معه أبي إلى منزل جابر، فأخرج صحيفةً من رقّ، فقال: يا جابر، انظر في كتابك لأقرأ أنا عليك، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي، فما خالف حرف حرفاً. فقال جابر: فأشهد بالله أنّي هكذا رأيتُه في اللوح مكتوباً: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيّه ونوره وسفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين. عظِّم يا محمد أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إنّي أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبّارين ومديل المظلومين([12]) وديّان([13]) الدين، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا، فمَنْ رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي([14]) عذَّبته عذاباً لا أعذِّبه أحداً من العالمين، فإيّاي فاعبد، وعليَّ فتوكّل. إنّي لم أبعث نبيّاً فأكملت أيّامه وانقضت مدّته إلاّ جعلت له وصيّاً، وإنّي فضّلتك على الأنبياء، وفضّلت وصيّك([15]) على الأوصياء، وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين، فجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه، وجعلت حسيناً خازن وحيي، وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة، فهو أفضل مَنْ استشهد، وأرفع الشهداء درجةً، جعلت كلمتي التامّة معه، وحجّتي البالغة عنده، بعترته أثيب وأعاقب: أوّلهم عليّ سيد العابدين وزين أوليائي الماضين، وابنه شبه جدّه المحمود محمد الباقر علمي والمعدن لحكمتي، سيهلك المرتابون في جعفر، الرادّ عليه كالرادّ عليّ، حقّ القول منّي من مثوى جعفر، ولأسرّنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، أتيحت بعد موسى فتنة عمياء حندس، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع، وحجّتي لا تخفى، وإنّ أوليائي يسقون بالكأس الأوفى، مَنْ جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي، ومَنْ غيَّر آيةً من كتابي فقد افترى عليّ. ويلٌ للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي [في عليٍّ وليّي وناصري]([16]) ومَنْ أضع عليه أعباء النبوّة وأمتحنه بالاضطلاع بها([17])، يقتله عفريتٌ مستكبر، يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلقي، حقّ القول منّي لأسرّنّه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ووارث علمه، فهو معدن علمي وموضع سرّي وحجّتي على خلقي [لا يؤمن عبد به إلاّ]([18]) جعلت الجنّة مثواه وشفّعته في سبعين([19]) من أهل بيته، كلّهم قد استوجبوا النار، وأختم بالسعادة لابنه عليّ وليّي وناصري والشّاهد في خلقي وأميني على وحيي، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن، وأكمل ذلك بابنه [م‏ح‏م‏د]([20]) رحمةً للعالمين، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيّوب، فيذلّ أوليائي في زمانه، وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والدَّيلم، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشو الويل والرنّة في نسائهم، أولئك أوليائي حقّاً، بهم أدفع كلّ فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والأغلال، أولئك عليهم صلوات من ربِّهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون.

قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلاّ هذا الحديث لكفاك، فصُنْه إلاّ عن أهله([21]).

وقد رواه والد الصدوق، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحِمْيَري جميعاً، عن أبي الحسن صالح بن أبي حمّاد والحسن بن طريف جميعاً، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله×‏([22]).

ورواه الخصيبي، عن جعفر بن أحمد القصير، عن صالح بن أبي حمّاد والحسين بن طريف جميعاً، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله×([23]).

ورواه النعماني، عن موسى بن محمد القمّي أبي القاسم بشيراز سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة قال: حدَّثنا سعد بن عبد الله الأشعري، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله‏×([24]).

ورواه الصدوق، عن أبيه ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا: حدَّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعاً، عن أبي الخير صالح بن أبي حمّاد والحسن بن ظريف جميعاً، عن بكر بن صالح؛ وحدَّثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكّل ومحمد بن عليّ ماجيلويه وأحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم والحسين بن إبراهيم بن‏ تاتانة وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضي الله عنهم ـ قالوا: حدَّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله×([25]).

وكذا رواه عن أبيه ومحمد بن الحسن ـ رضي الله عنهما ـ قالا: حدَّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعاً، عن أبي الحسن صالح بن أبي حمّاد والحسن بن طريف جميعاً، عن بكر بن صالح. وحدَّثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكّل ومحمد بن عليّ ماجيلويه وأحمد بن عليّ بن إبراهيم والحسن بن إبراهيم بن ناتانة وأحمد بن زياد الهمدانيّ ـ رضي الله عنهم ـ قالوا: حدَّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله‏×([26]).

ورواه المسعودي، عن أبي الحسن صالح بن أبي حمّاد والحسن بن طريف جميعاً، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله×([27]).

ورواه في الاختصاص، المنسوب إلى المفيد، عن محمد بن معقل قال: حدَّثنا أبي، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عند قبر الحسين× في الحائر سنة ثمان وتسعين ومائتين، قال: حدَّثنا الحسن بن ظريف بن ناصح، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله‏×([28]).

ورواه الشيخ، عن جماعةٍ، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن أبي عليّ أحمد بن إدريس وعبد الله بن جعفر الحميري، عن أبي الخير صالح بن أبي حمّاد الرازي والحسن بن ظريف جميعاً، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله×([29]).

ب ـ روى الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر×، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة، وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء([30]) [من ولدها]([31])، فعددت اثني عشر، آخرهم القائم×، ثلاثة منهم محمد، وثلاثة منهم عليّ([32]).

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر×، عن جابر بن عبد الله الأنصاري([33]).

وكذا عن أحمد بن محمد بن يحيى العطّار رضي الله عنه قال: حدَّثني أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر×، عن جابر بن عبد الله الأنصاري([34]).

وكذا عن الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدَّثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر×، عن جابر بن عبد الله الأنصاري([35]).

وكذا عن أبيه رضي الله عنه قال: حدَّثنا سعد بن عبد الله قال: حدَّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر×، عن جابر بن عبد الله الأنصاري([36]).

وكذا عن محمد بن موسى بن المتوكِّل رضي الله عنه قال: حدَّثني محمد بن يحيى العطّار وعبد الله بن جعفر الحِمْيَري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر×، عن جابر بن عبد الله الأنصاري([37]).

ورواه المفيد، عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر محمد بن عليّ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري([38]).

ج ـ أبو محمد الفحّام قال: حدَّثني عمّي قال: حدَّثني أبو العبّاس أحمد بن عبد الله بن عليّ الرأس قال: حدَّثنا أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الله العمري قال: حدَّثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة قال: حدَّثني أخي محمد بن المغيرة، عن محمد بن سنان، عن سيّدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد× قال: قال أبي لجابر بن عبد الله: لي إليك حاجة أريد أخلو بك فيها، فلمّا خلا به في بعض الأيّام قال له: أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمّي فاطمةƒ.

قال جابر: أشهد بالله لقد دخلتُ على فاطمة بنت رسول الله|؛ لأهنّئها بولدها الحسين×، فإذا بيدها لوحٌ أخضر من زبرجدة خضراء، فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب من رائحة المسك الأذفر، فقلتُ: ما هذا، يا بنت رسول الله؟ فقالت: هذا لوحٌ أهداه الله عزَّ وجلَّ إلى أبي، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعده من ولدي، فسألتها أن تدفعه إليَّ لأنسخه ففعلت، فقال له: فهل لك أن تعارضني به؟ قال: نعم، فمضى جابر إلى منزله، وأتى بصحيفةٍ من كاغد، فقال له: انظر في صحيفتك حتّى أقرأها عليك، وكان في صحيفته مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز العليم، أنزله الروح الأمين على محمد خاتم النبيّين. يا محمد، عظّم أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، ولا ترْجُ سواي، ولا تخْشَ غيري، فإنّه مَنْ يرجو سواي ويخشى غيري أعذِّبه عذاباً لا أعذّبه أحداً من العالمين.

يا محمد، إنّي اصطفيتك على الأنبياء، وفضّلت وصيّك على الأوصياء، وجعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدّة أبيه، والحسين خير أولاد الأوّلين والآخرين، فيه تثبت الإمامة، ومنه يعقب عليّ زين العابدين، ومحمد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي على منهاج الحقّ، وجعفر الصادق في العقل([39]) والعمل، تنشب([40]) من بعده فتنة صمّاء، فالويل كلّ الويل للمكذِّب بعبدي وخيرتي من خلقي موسى، وعليّ الرضا يقتله عفريتٌ كافر، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلق الله، ومحمد الهادي إلى سبيلي، الذابّ عن حريمي، والقيّم([41]) في رعيّته حسن أغرّ، يخرج منه ذو الاسمين عليّ [والحسن‏]([42])، والخلف محمد يخرج في آخر الزمان، على رأسه غمامة بيضاء تظلّه من الشمس، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين والخافقين، وهو المهديّ من آل محمد، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً([43]).

ونقله الطبري بالإسناد عن أبي محمد بن الفحّام قال: حدَّثني عمّي قال: حدَّثني أبو العبّاس أحمد بن عبد الله بن عليّ الروّاس قال: حدَّثنا أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الله العمري قال: حدَّثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة قال: حدَّثني أخي محمد بن المغيرة، عن محمد بن سنان، عن سيّدنا أبي عبد الله×([44]).

د ـ روى الصدوق، عن عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب رضي الله عنه وأحمد بن هارون العامي‏([45]) رضي الله عنه قال: حدَّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري‏ الكوفي، عن مالك‏ بن السّلولي، عن [درست، عن عبد الحميد]([46])‏‏، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي السفاتج، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر×، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلتُ على فاطمة بنت رسول الله|، وقدّامها لوحٌ يكاد ضوؤه يغشى الأبصار، وفيه اثنا عشر اسماً: ثلاثة في ظاهره؛ وثلاثة في باطنه؛ وثلاثة أسماء في آخره؛ وثلاثة أسماء في طرفه([47])، فعددتها فإذا هي اثنا عشر.

قلتُ: أسماء مَنْ هؤلاء؟ قالت: هذه أسماء الأوصياء، أوّلهم ابن عمّي وأحد عشر من ولدي، آخرهم القائم. قال: جابر فرأيت فيه محمداً محمداً محمداً في ثلاثة مواضع [وعليّاً عليّاً عليّاً عليّاً في أربعة مواضع]([48]).

ورواه المسعودي، عن أبي السفاتج، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر الباقر×، عن جابر بن عبد الله الأنصاري([49]).

هـ ـ روى الصدوق عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدَّثنا الحسين بن إسماعيل قال: حدَّثنا أبو عمرو سعيد بن محمد بن نصر القطّان قال: حدَّثنا عبيد الله([50]) بن محمد السلمي قال: حدَّثنا محمد بن عبد الرحيم([51]) قال: حدَّثنا محمد بن سعيد بن محمد قال: حدَّثنا العبّاس بن أبي عمرو، عن صدقة بن أبي موسى، عن أبي نضرة قال: لمّا احتُضِر أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر× عند الوفاة دعا بابنه الصادق× ليعهد إليه عهداً، فقال له أخوه زيد بن عليّ×: لو امتثلت في تمثال الحسن والحسين لرجوت أن لا تكون أتيت منكراً، فقال له: يا أبا الحسن،‏ إنّ الأمانات ليست بالتمثال، ولا العهود بالرسوم، وإنّما هي أمور سابقة عن حجج الله عزَّ وجلَّ، ثمّ دعا بجابر بن عبد الله، فقال له: يا جابر، حدِّثْنا بما عاينت من الصحيفة، فقال له جابر: نعم، يا أبا جعفر، دخلتُ على مولاتي فاطمة بنت رسول الله|؛ لأهنّئها بمولود الحسين×([52])، فإذا بيديها صحيفة بيضاء من درّة، فقلتُ لها: يا سيّدة النساء، ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟ قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي، قلت لها: ناوليني لأنظر فيها؟ قالت: يا جابر، لولا النهي لكنت أفعل، لكنّه قد نهي أن يمسّها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ أو أهل بيت نبيّ، ولكنّه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها.

قال جابر: فإذا أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى أمّه آمنة، أبو الحسن عليّ بن أبي طالب المرتضى أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أبو محمد الحسن بن عليّ البرّ، أبو عبد الله الحسين بن التقيّ أمّهما فاطمة بنت محمد، أبو محمد عليّ بن الحسين العدل أمّه شهربانو بنت يزدجرد، أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر أمّه أمّ عبد الله‏ بنت الحسن بن عليّ بن أبي طالب×، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق وأمّه أمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أبو إبراهيم موسى بن جعفر([53]) أمّه جارية اسمها حميدة المصفّاة، أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا أمّه جارية اسمها نجمة، أبو جعفر محمد بن عليّ الزكيّ أمّه جارية اسمها خيزران، أبو الحسن عليّ بن محمد بن الأمين أمّه جارية اسمها سوسن، أبو محمد الحسن بن عليّ الرفيق أمّه جارية اسمها سمانة وتكنّى أمّ الحسن، أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجّة الله([54]) القائم أمّه جارية اسمها نرجس ـ صلوات الله عليهم أجمعين‏ ـ([55]).

ولا يخفى اختلاف هذا المتن مع ما ذكرنا في المتن الأوّل، ففي هذا: «لكنه نهي أن يمسّها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ أو أهل بيت نبيّ»، وفي ذلك: «فأعطتنيه أمّك فاطمة فقرأته وانتسخته».

كما أنّ في هذا: «لمّا احتضر أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر× عند الوفاة… دعا بجابر بن عبد الله»، وفي ذلك ـ وقريب منه في المتن الثالث ـ: «قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري: إنّ لي إليك حاجةً، فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها».

نعم من الممكن رفع هذه الإشكال بتكرار الواقعة.

إلا أنّ هناك إشكالٌ لا يمكن الإغماض عنه، وهو ما نقله الشيخ في رجاله، في ترجمة جابر بن عبد الله: مات سنة ثمان وسبعين([56]).

وقريبٌ منه في مصادر العامة([57]).

مع أنّ أبا عبد الله الصادق× ـ على ما ورد في غير واحدٍ من مصادر أصحابنا ـ ولد سنة ثلاث وثمانين([58])، أو سنة ثمانين ـ على ما ورد في غير واحدٍ من مصادر العامة([59]) ـ، فكيف يدرك الصادق× جابر حتّى ينقل ما جرى بين أبيه أبي جعفر الباقر× وبين جابر؟! بل أغرب من ذلك ما ورد في المتن الخامس من أنّ جابراً حاضر عند وفاة أبي جعفر الباقر×! مع أنّ الإمام الباقر× استشهد سنة أربع عشرة ومائة على ما في كثير من المصادر([60]).

مع أنّ هذه المتون الخمسة ضعيفة بأجمعها سنداً.

ففي الأوّل: بكر بن صالح ـ وهو ضعيف([61]) ـ؛ وعبد الرحمن بن سالم ـ وهو أيضاً ضعيف([62]) ـ.

وفي الثاني: أبو الجارود، وهو مذمومٌ على لسان أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق([63]).

وفي الثالث: يحيى بن المغيرة ومحمد بن المغيرة ـ وهما لم يوثّقا ـ؛ ومحمد بن سنان ـ وهو أيضاً لم يوثّق ـ، وهو غير محمد بن سنان المشهور؛ لأنّه لم يَرْوِ عن الصادق×.

وفي الرابع: عبد الله بن القاسم ـ وهو ضعيف([64]) ـ؛ وأبو السفاتج ـ وهو لم يوثّق ـ.

وفي الخامس: العبّاس بن أبي عمرو وصدقة بن أبي موسى وأبو نضرة، وهم لم يوثَّقوا.

 

الخبر الثاني

روى الخزّاز القمّي، عن الحسين بن عليّ قال: حدَّثني هارون بن موسى قال: حدَّثنا محمد بن إسماعيل الفزاري قال: حدَّثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث قال: حدَّثنا رشد بن سعد قال: حدَّثنا أبو يوسف الحسين بن يوسف الأنصاري من بني الخزرج، عن سهل بن سعد الأنصاري قال: سألتُ فاطمة بنت رسول الله| عن الأئمّة؟ فقالت: كان رسول الله يقول لعليّ×: يا عليّ، أنت الإمام والخليفة بعدي، وأنت‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم‏، فإذا مضى الحسن فابنك الحسين‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين فابنك عليّ بن الحسين‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه محمد أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى موسى فابنه علي‏ّ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه محمد أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه علي‏ّ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالقائم المهديّ‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم‏، يفتح الله تعالى به مشارق الأرض ومغاربها، فهم أئمّة الحقّ، وألسنة الصدق، منصورٌ مَنْ نصرهم، مخذولٌ مَنْ خذلهم‏([65]).

الخبر الثالث

روى النعماني، عن أبي الحارث عبد الله بن عبد الملك بن سهل الطبراني قال: حدَّثنا محمد بن المثنّى البغدادي قال: حدَّثنا محمد بن إسماعيل الرقّي قال: حدَّثنا موسى بن عيسى بن عبد الرحمن قال: حدَّثنا هشام بن عبد الله الدستوائي‏ قال: حدَّثنا عليّ بن محمد، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن محمد بن عليّ الباقر×، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد الله بن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول الله|: إنّ الله عزَّ وجلَّ أوحى إليَّ ليلة أُسري بي: يا محمد، مَنْ خلّفت في الأرض في أمّتك ـ وهو أعلم بذلك ـ؟ قلتُ: يا ربّ، أخي، قال: يا محمد، عليّ بن أبي طالب؟ قلتُ: نعم، يا ربّ. قال: يا محمد، إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعةً فاخترتُك منها فلا أُذْكَر حتّى تُذْكَر معي، فأنا المحمود وأنت محمد، ثمّ إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعةً أخرى فاخترت منها عليّ بن أبي طالب، فجعلته وصيّك، فأنت سيّد الأنبياء وعليّ سيّد الأوصياء، ثمّ شقَقْتُ له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو عليّ.

يا محمّد، إنّي خلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من نورٍ واحد، ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة؛ فمَنْ قبلها كان من المقرَّبين؛ ومَنْ جحدها كان من الكافرين.

يا محمد، لو أنّ عبداً من عبادي عبدني حتّى ينقطع ثمّ لقيني جاحداً لولايتهم أدخلته ناري.

ثمّ قال: يا محمد، أتحبّ أن تراهم؟ فقلت: نعم، فقال: تقدَّم أمامك، فتقدّمت أمامي، فإذا عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمد بن عليّ وعليّ بن محمد والحسن بن عليّ والحجّة القائم كأنّه الكوكب الدُّرّي في وسطهم.

فقلت: يا ربّ، مَنْ هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمّة، وهذا القائم، محلِّل حلالي ومحرِّم حرامي، وينتقم من أعدائي. يا محمد أحببه؛ فإنّي أحبّه وأحبّ مَنْ يحبّه([66]).

ورواه ابن عيّاش الجوهري، عن أبي الحسن ثوابة بن أحمد الموصلي الورّاق الحافظ قال: حدَّثني أبو عروبة الحسن بن محمد بن أبي معشر الحرّاني قال: حدَّثني موسى بن عيسى بن عبد الرحمن الإفريقي قال: حدَّثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن عليّ× قال: حدَّثني سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد الله بن عمر، ونقل مثل ما نقل النعماني([67]).

ورواه في موضعٍ آخر بهذا الإسناد، ثمّ زاد: قال جابر: فلمّا انصرف سالم من الكعبة تبعته، فقلت: يا أبا عمر، وأنشدك الله هل أخبرك أحدٌ غير أبيك بهذه الأسماء؟ قال: اللهمّ أمّا الحديث عن رسول الله| فلا، ولكنّي كنتُ مع أبي عند كعب الأحبار فسمعتُه يقول: إنّ الأئمّة من هذه الأمّة بعد نبيّها على عدد نقباء بني إسرائيل، وأقبل عليّ بن أبي طالب×، فقال كعب: هذا المقفّي أوّلهم، وأحد عشر من ولده، وسمّاه كعب بأسمائهم في التوراة تقوبيث، قيذوا، دبيرا، مفسورا، مسموعا، دوموه، مشيو، هذار، يثمو، بطور، نوقس؛ قيذمو.

قال أبو عامر هشام الدستواني: لقيت يهوديّاً بالحيرة، يقال له: عتو بن أوسو، وكان حبر اليهود وعالمهم، فسألتُه عن هذه الأسماء، وتلوتها عليه؟ فقال لي: من أين عرفت هذه النعوت؟ قلت: هي أسماء، قال: ليست أسماءً، لو كانت أسماءً لتطرَّزت في تواطي الأسماء، ولكنّها نعوتٌ لأقوام، وأوصاف بالعبرانيّة صحيحة، نجدها عندنا في التوراة، ولو سألت عنها غيري لعمي عن معرفتها أو تعامى، قلتُ: ولِمَ ذلك؟ قال: أمّا العمى فللجهل بها، وأمّا التعامي لئلا تكون على دينه ظهيراً وبه خبيراً. وإنّما أقررت لك بهذه النعوت لأنّي رجلٌ من ولد هارون بن عمران، مؤمن بمحمد|، أسرّ ذلك عن بطانتي من اليهود، الذين لم أظهر لهم الإسلام ولن أظهره بعدك لأحدٍ حتّى أموت، قلتُ: ولِمَ ذاك؟ قال: لأنّي أجد في كتب آبائي الماضين من ولد هارون أن لا نؤمن لهذا النبيّ الذي اسمه محمد ظاهراً، ونؤمن به باطناً، حتّى يظهر المهديّ القائم من ولده، فمَنْ أدركه منّا فليؤمن به، وبه نعت الأخير من الأسماء، قلتُ: وبما نعت به؟ قال: بأنّه يظهر على الدِّين كلّه، ويخرج إليه المسيح فيدين به ويكون له صاحباً، قلتُ: فانعت لي هذه النعوت لأعلم علمها، قال: نعم فعِه عنّي، وصُنْه إلاّ عن أهله وموضعه إنْ شاء الله تعالى.

أمّا تقوميث فهو أوّل الأوصياء ووصيّ آخر الأنبياء، وأمّا قيذوا فهو ثاني الأوصياء وأوّل العترة الأصفياء، وأمّا دبيرا فهو ثاني العترة وسيّد الشهداء، وأمّا مفسورا فهو سيّد من عبد الله من عباده، وأمّا مسموعا فهو وارث علم الأوّلين والآخرين، وأمّا دوموه فهو المدرة الناطق عن الله الصّادق، وأمّا مشيو فهو خير المسجونين في سجن الظالمين، وأمّا هذار فهو المنخوع بحقّه النازح الأوطان الممنوع، وأمّا يثمو فهو القصير العمر الطويل الأثر، وأمّا بطور فهو رابع اسمه؛ وأمّا نوقس فهو سميّ عمّه، وأمّا قيذمو فهو المفقود من أبيه وأمّه، الغائب بأمر الله وعلمه، والقائم بحكمه([68]).

 

الخبر الرابع

روى الخزّاز القمّي، عن محمد بن عبد الله بن المطّلب وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن عبّاس الجوهري جميعاً قالا: حدَّثنا لاحق اليماني، عن إدريس بن زياد لوى قال: حدَّثنا إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن سلمان الفارسيّ رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله| فقال: معاشر الناس، إنّي راحلٌ عن‏ قريب، ومنطلق إلى المغيب، أوصيكم في عترتي خيراً. وإيّاكم والبدع؛ فإنّ كلّ بدعة ضلالة، والضلالة وأهلها في النار. معاشر الناس مَنْ افتقد الشمس فليتمسّك بالقمر، ومَنْ افتقد القمر فليتمسّك بالفرقدين، فإذا فقدتم الفرقدين فتمسَّكوا بالنجوم الزاهرة بعدي، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

قال: فلمّا نزل عن المنبر| تبعته، حتّى دخل بيت عائشة، فدخلتُ إليه، وقلت: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، سمعتك تقول: إذا افتقدتم الشمس فتمسّكوا بالقمر، وإذا افتقدتم القمر فتمسّكوا بالفرقدين، وإذا افتقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم الزاهرة، فما الشمس؟ وما القمر؟ وما الفرقدان؟ وما النجوم الزّاهرة؟ فقال: أنا الشمس، وعليّ القمر، والحسن والحسين الفرقدان، فإذا افتقدتموني فتمسَّكوا بعليٍّ بعدي، وإذا افتقدتموه فتمسّكوا بالحسن والحسين، وأمّا النجوم الزاهرة فهم الأئمّة التسعة من صلب الحسين، تاسعهم مهديُّهم، ثمّ قال|: إنّهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي، أئمّة أبرار، عدد أسباط يعقوب وحواريّي عيسى، قلتُ: فسمِّهم لي يا رسول الله؟ قال: أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطاي، وبعدهما عليّ زين العابدين، وبعده محمد بن عليّ باقر علم النبيّين، والصادق جعفر بن محمد، وابنه الكاظم سميّ موسى بن عمران، والذي يُقْتَل بأرض الغربة ابنه عليّ، ثمّ ابنه محمد، والصادقان عليّ والحسن، والحجّة القائم المنتظر في غيبته، فإنّهم عترتي من دمي ولحمي، علمهم علمي وحكمهم حكمي، مَنْ آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي([69]).

الخبر الخامس

روى الصدوق، عن غير واحدٍ من أصحابنا قالوا: حدَّثنا محمد بن همّام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال: حدَّثني الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحارث قال: حدَّثني المفضَّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعتُ جابر بن عبد الله الأنصاري يقول‏: لمّا أنزل الله عزَّ وجلَّ على نبيّه محمد|‏: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ قلتُ: يا رسول الله، عرفنا الله ورسوله، فمَنْ أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال×: هم خلفائي يا جابر، وأئمّة المسلمين من بعدي، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن والحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته‏ فأقرئه منّي السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ سميّي وكنيّي، حجّة الله في أرضه، وبقيّته في عباده، ابن الحسن بن عليّ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يدَيْه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبةً لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ مَنْ امتحن الله قلبه للإيمان‏([70]).

ورواه الخزّاز، عن أحمد بن إسماعيل السلماني ومحمد بن عبد الله الشيباني قالا: حدَّثنا محمد بن همّام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال: حدَّثني حسين بن محمد بن سماعة قال: حدَّثني أحمد بن الحارث قال: حدَّثني المفضَّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعتُ جابر بن عبد الله الأنصاري، وذكر مثله([71]).

وورواه الراوندي، بالإسناد عن الصدوق([72]).

ونقله ابن شهرآشوب عن جابر الجعفي، في تفسيره، عن جابر الأنصاري([73]).

الخبر السادس

وروى الخزّاز، عن أبي المفضّل محمد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني قال: قال أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان‏ المقرئ ببغداد قال: حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: حدَّثنا محمد بن حمّاد بن ماهان الدبّاغ أبو جعفر قال: حدَّثنا عيسى بن إبراهيم قال: حدَّثنا الحارث بن نبهان قال: حدَّثنا عيسى بن يقظان، عن أبي سعيد، عن مكحول، وعن واثلة بن الأسقع،‏ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخل جندب بن جنادة اليهوديّ من خيبر على رسول الله| فقال: يا محمد، أخبرني عمّا ليس لله…، إلى أن قال: فأخبرني بالأوصياء بعدك لأتمسّك بهم، فقال: يا جندب، أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، فقال: يا رسول الله إنّهم كانوا اثني عشر، هكذا وجدنا في التوراة، قال: نعم، الأئمّة بعدي اثنا عشر، فقال: يا رسول الله، كلّهم في زمنٍ واحد؟ قال: لا، ولكنّهم خلف بعد خلف، فإنّك لا تدرك منهم إلاّ ثلاثةً.

قال: فسمِّهم لي يا رسول الله، قال: نعم، إنّك تدرك سيّد الأوصياء ووارث الأنبياء وأبا الأئمّة عليّ بن أبي طالب بعدي، ثمّ ابنه الحسن، ثمّ الحسين، فاستمسك بهم من بعدي، ولا يغرَّنّك جهل الجاهلين، فإذا كانت وقت ولادة ابنه عليّ بن الحسين سيّد العابدين يقضي الله عليه، ويكون آخر زادك من الدنيا شربةً من لبنٍ تشربه.

فقال: يا رسول الله، هكذا وجدت في التوراة شبّر وشبيراً، فلم أعرف أساميهم، فكم بعد الحسين من الأوصياء؟ وما أساميهم؟ فقال: تسعةٌ من صلب الحسين، والمهديّ منهم، فإذا انقضت مدّة الحسين قام بالأمر بعده ابنه عليّ، ويلقّب بزين العابدين، فإذا انقضت مدّة عليّ قام بالأمر بعده محمد ابنه، يُدعى بالباقر، فإذا انقضت مدّة محمد قام بالأمر بعده ابنه جعفر، يدعى بالصادق، فإذا انقضت مدّة جعفر قام بالأمر بعده ابنه موسى، يُدعى بالكاظم، ثمّ إذا انتهت مدّة موسى قام بالأمر بعده ابنه عليّ، يُدعى بالرضا، فإذا انقضت مدّة عليّ قام بالأمر بعده محمد ابنه، يُدعى بالزكيّ، فإذا انقضت مدّة محمد قام بالأمر بعده عليّ ابنه، يُدعى بالنقيّ، فإذا انقضت مدّة عليّ قام بالأمر بعده الحسن ابنه، يُدعى بالأمين، ثمّ يغيب عنهم إمامهم، قال: يا رسول الله، هو الحسن يغيب عنهم؟ قال: لا، ولكنْ ابنه الحجّة. قال: يا رسول الله، فما اسمه؟ قال: لا يُسمّى حتّى يظهره الله‏([74]).

الخبر السابع

روى الخزّاز، عن عليّ بن حسن بن مندة قال: حدَّثنا أبو محمد بن هارون بن موسى رضي الله عنه قال: حدَّثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدَّثني محمد بن يحيى العطّار، عن سلمة بن الخطّاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعاً، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن جعفر بن محمد×؛ وحدَّثنا محمد بن وهبان قال: حدَّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال: حدَّثنا عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: حدَّثنا الحسن بن سهل الخيّاط قال: حدَّثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله| للحسين بن عليّ×: يا حسين، يخرج من صلبك تسعة من الأئمّة، منهم مهديّ هذه الأمّة، فإذا استشهد أبوك فالحسن بعده، فإذا سُمَّ الحسن فأنتَ، فإذا استشهدت فعليٌّ ابنك، فإذا مضى عليّ فمحمد ابنه، فإذا مضى محمد فجعفر ابنه، فإذا مضى جعفر فموسى ابنه، فإذا مضى موسى فعليّ ابنه، فإذا مضى عليّ فمحمد ابنه، فإذا مضى محمد فعليّ ابنه، فإذا مضى عليّ فالحسن ابنه، فإذا مضى الحسن فالحجّة بعد الحسن، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً([75]).

الخبر الثامن

روى الخزّاز، عن أبي الحسن عليّ بن الحسن بن محمد قال: حدَّثنا أبو محمد هارون بن موسى رضي الله عنه، في شهر ربيع الأوّل سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، قال: حدَّثني أبو عليّ محمد بن همّام قال: حدَّثني عامر بن كثير البصري قال: حدَّثني الحسن بن محمد بن أبي شعيب الحرّاني قال: حدَّثنا مسكين بن بكير أبو بسطام، عن سعد بن الحجّاج، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك؛ قال هارون: وحدَّثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي قال: حدَّثني أبو النصر محمد بن مسعود العيّاشي، عن يوسف بن السّخت البصري قال: حدَّثنا إسحاق بن الحارث قال: حدَّثنا محمد بن البشّار، عن محمد بن جعفر قال: حدَّثنا شعبة، عن هشام بن يزيد، عن أنس بن مالك قال: كنتُ أنا وأبو ذرّ وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم عند النبيّ|…، إلى أن قال: ثمّ قال×: لمّا عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ودَّعني جبرئيل×، فقلت: حبيبي جبرئيل أفي هذا المقام تفارقني؟ فقال: يا محمد، إنّي لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتي، ثمّ زخّ بي في النور ما شاء الله، فأوحى الله إليّ: يا محمد، إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعةً فاخترتك منها فجعلتك نبيّاً، ثمّ اطّلعت ثانياً فاخترت منها عليّاً فجعلته وصيّك ووارث علمك والإمام بعدك، وأخرج من أصلابكما الذرّية الطاهرة والأئمّة المعصومين، خزّان علمي، فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة، ولا الجنّة ولا النار.

يا محمد، أتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم، يا ربّ، فنوديت: يا محمد، ارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأنوار عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمد بن عليّ وعليّ بن محمد والحسن بن عليّ، والحجّة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب درِّي.

فقلت: يا ربّ، مَنْ هؤلاء؟ ومَنْ هذا؟ قال: يا محمد، هم الأئمّة بعدك، المطهَّرون من صلبك، وهو الحجّة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً…، الحديث([76]).

ورواه الديلمي، عن الشيخ المفيد يرفعه إلى أنس بن مالك([77]).

الخبر التاسع

روى الخزّاز، عن محمد بن عبد الله الشيباني قال: حدَّثنا رجاء بن يحيى العبرتائي الكاتب قال: حدَّثنا يعقوب بن إسحاق، عن محمد بن بشّار قال: حدَّثنا محمد بن جعفر قال: حدَّثنا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله|: لمّا عرج بي إلى السماء رأيتُ على ساق العرش مكتوباً: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيّدته بعليّ ونصرته، ورأيت اثني عشر اسماً مكتوباً بالنور، فيهم عليّ بن أبي طالب وسبطاي، وبعدهما تسعة أسماء: عليّ عليّ عليّ ثلاث مرّات، ومحمد ومحمد مرّتين، وجعفر وموسى والحسن، والحجّة يتلألأ من بينهم، فقلتُ: يا ربّ، أسامي مَنْ هؤلاء؟ فناداني ربّي جلَّ جلاله: هم الأوصياء من ذرّيتك، بهم أثيب وأعاقب([78]).

الخبر العاشر

روى الخزّاز، عن محمد بن عبد الله الشيباني والقاضي أبي الفرج المعافى بن زكريّا البغدادي والحسن بن محمد بن سعيد والحسين بن عليّ بن الحسن الرازي جميعاً قالوا: حدَّثنا أبو عليّ محمد بن همّام بن سهيل الكاتب قال: حدَّثني محمد بن جمهور العمي، عن أبيه محمد بن جمهور قال: حدَّثني عثمان بن عمر قال: حدَّثني شعبة، عن سعيد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: كنتُ عند النبيّ| وأبو بكر وعمر والفضل بن العبّاس وزيد بن حارثة وعبد الله بن مسعود، إذ دخل الحسين بن عليّ×، فأخذه النبيّ|…، إلى أن قال: يا حسين،‏ أنت الإمام، ابن الإمام، أبو الأئمّة التسعة من ولدك، أئمّة أبرار، فقال له عبد الله بن مسعود: ما هؤلاء الأئمّة الذين ذكرتهم يا رسول الله في صلب الحسين، فأطرق مليّاً ثمّ رفع رأسه وقال: يا عبد الله، سألت عظيماً، ولكنّي أخبرك أنّ ابني هذا ووضع يده على كتف الحسين× يخرج من صلبه ولدٌ مبارك سميّ جدّه عليّ×، يسمّى العابد ونور الزهّاد، ويخرج من صلب عليّ ولد اسمه اسمي، وأشبه الناس بي، يبقر العلم بقراً وينطق بالحقّ ويأمر بالصواب، ويخرج الله من صلبه كلمة الحقّ ولسان الصدق، فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا نبيّ الله؟ قال: فقال له: جعفر، صادق في قوله وفعاله، الطاعن عليه كالطاعن عليَّ، والرّادّ عليه كالرادّ عليَّ…، إلى أن قال: ويخرج الله من صلبه مولوداً طاهراً أسمر ربعةً سميّ موسى بن عمران، ثمّ قال له ابن عبّاس: ثمّ مَنْ يا رسول الله؟ قال: يخرج من صلب‏ موسى عليّ ابنه يدعى بالرضا، موضع العلم ومعدن الحلم، ثمّ قال×: بأبي المقتول في أرض الغربة، ويخرج من صلب عليّ ابنه محمد المحمود أطهر الناس خلقاً وأحسنهم خلقاً، ويخرج من صلب محمد ابنه عليّ طاهر الجيب صادق اللهجة، ويخرج من صلب عليّ الحسن الميمون التقيّ الطاهر الناطق عن الله وأبو حجّة الله، ويخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت، يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، له غيبة موسى وحكم داوود وبهاء عيسى، ثمّ تلا×: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾‏…، الحديث([79]).

 

الخبر الحادي عشر

روى الخزّاز، عن أبي المفضّل قال: حدَّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب× قال: حدَّثنا إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر قال: حدَّثني الأجلح الكندي، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله|: لمّا عرج بي إلى السماء رأيت مكتوباً على ساق العرش بالنور: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيّدته بعليٍّ ونصرته بعليّ، ورأيت عليّاً عليّاً عليّاً، ومحمداً محمداً مرّتين، وجعفراً وموسى والحسن والحجّة، اثني عشر اسماً مكتوباً بالنور، فقلتُ: يا ربّ، أسامي مَنْ هؤلاء الذين قد قرنتهم بي؟ فنوديت: يا محمد، هم الأئمّة بعدك، والأخيار من ذرّيتك([80]).

ورواه ابن شهرآشوب، مرسَلاً عن أبي أمامة([81]).

الخبر الثاني عشر

روي الخزّاز، عن محمد بن عبد الله والمعافى بن زكريّا والحسن بن عليّ بن الحسن الرازي قالوا: حدَّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدَّثني محمد بن أحمد بن عيسى بن ورطا الكوفي قال: حدَّثنا أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون قال: حدَّثنا مشيختنا وعلماؤنا، عن عبد القيس، قالوا: لمّا كان يوم الجمل…، إلى أن قال: ونزل أبو أيّوب في بعض دور الهاشميّين، فجمعنا إليه ثلاثين نفساً من شيوخ أهل البصرة، فدخلنا إليه وسلَّمنا عليه، وقلنا: إنّك قاتلت مع رسول الله| ببدر وأحد المشركين، والآن جئت تقاتل المسلمين؟! فقال: والله لقد سمعتُ من رسول الله| يقول لعليٍّ: إنّك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين…، إلى أن قال: قلنا: فكم عهد إليك رسول الله| أن يكون بعده من الأئمّة؟ قال: اثنا عشر، قلنا: فهل سمّاهم لك؟ قال: نعم، إنّه قال|: لمّا عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا هو مكتوبٌ بالنور: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيّدته بعليّ ونصرته بعليّ، ورأيت أحد عشر اسماً مكتوباً بالنور على ساق العرش بعد عليّ، منهم: الحسن والحسين وعليّاً عليّاً عليّاً ومحمداً ومحمداً وجعفراً وموسى والحسن والحجّة، قلتُ: إلهي، مَنْ هؤلاء الذين أكرمتهم وقرنت أسماءهم باسمك؟ فنوديت: يا محمد، هم الأوصياء بعدك والأئمّة، فطوبى لمحبّيهم، والويل لمبغضيهم([82]).

 

الخبر الثالث عشر

روى الخزّاز، عن محمد بن عبد الله قال: حدَّثنا أبو الحسن عيسى بن العرّاد الكبير قال: حدَّثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحفي، بالبصرة في سنة عشر وثلاثمائة، قال: حدَّثنا محمد بن عمارة السكّري، عن إبراهيم بن عاصم، عن عبد الله بن هارون الكريحي قال: حدَّثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد بن سلامة، عن حذيفة اليمان قال: صلَّى بنا رسول الله| ثمّ أقبل بوجهه الكريم علينا، فقال: معاشر أصحابي، أوصيكم بتقوى الله…، إلى أن قال: فإنّ وصيّي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب×، قائد البررة وقاتل الكفرة، منصورٌ مَنْ نصره مخذولٌ مَنْ خذله، قلتُ: يا رسول الله، فكم يكون الأئمّة من بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل، تسعةٌ من صلب الحسين×، أعطاهم الله علمي وفهمي، خزّان علم الله ومعادن وحيه، قلتُ: يا رسول الله، فما لأولاد الحسن؟ قال: إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ جعل الإمامة في عقب الحسين، وذلك قوله تعالى‏: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾‏، قلتُ: أفلا تسمّيهم لي يا رسول الله؟ قال: نعم، إنّه لمّا عرج بي إلى السماء، ونظرت إلى ساق العرش، فرأيت مكتوباً بالنور: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيّدته بعليّ ونصرته به، ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة، ورأيت في ثلاثة مواضع عليّاً عليّاً عليّاً ومحمداً ومحمداً وموسى وجعفراً والحسن، والحجّة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب درّي، فقلتُ: يا ربّ، مَنْ هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك؟ قال: يا محمد، إنّهم هم الأوصياء والأئمّة بعدك، خلقتهم من طينتك، فطوبى لمَنْ أحبّهم والوَيْل لمَنْ أبغضهم، فبهم أنزل الغيث، وبهم أثيب وأعاقب‏([83]).

الخبر الرابع عشر

روى الخزّاز، عن محمد بن الحسين رضي الله عنه قال: حدَّثنا محمد بن موسى المتوكِّل قال: حدَّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدَّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن الصادق× جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب^‏ قال: قال رسول الله|‏: حدَّثني جبرئيل عن ربّ العزّة ـ جلَّ جلاله ـ أنّه قال: مَنْ علم أن لا إله إلا أنا وحدي، وأنّ محمداً عبدي ورسولي، وأنّ عليّاً بن أبي طالب خليفتي، وأنّ الأئمّة من ولده حججي، أدخلته جنّتي برحمتي…، إلى أن قال: فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله، ومَنْ الأئمّة من ولد عليّ بن أبي طالب؟ قال: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، ثمّ سيّد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين، ثمّ الباقر محمد بن عليّ، وستدركه يا جابر، فإذا أدركته فأقرئه منّي السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمد، ثمّ الكاظم موسى بن جعفر، ثمّ الرضا عليّ بن موسى، ثمّ التقيّ محمد بن عليّ، ثمّ النقيّ عليّ بن محمد، ثمّ الزكيّ الحسن بن عليّ، ثمّ ابنه القائم بالحقّ، مهديّ أمّتي، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً…، الحديث([84]).

ورواه الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه قال: حدَّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدَّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه^، قال: قال رسول الله|…، وذكر الحديث([85]).

ورواه الراوندي، بإسناده عن الصدوق([86]).

ورواه الطبرسي، عن عليّ بن أبي حمزة([87]).

ورواه الإربلي، عن أبي حمزة الثمالي [كذا]، عن الصادق، عن آبائه^، عن رسول الله|([88]).

الخبر الخامس عشر

روى الخزّاز، عن عليّ بن الحسين بن محمد قال: حدَّثنا هارون بن موسىŠقال: حدّثنا أبو ذرّ أحمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال: حدَّثنا محمد بن حميد قال: حدَّثنا إبراهيم بن المختار، عن نصر بن حميد، عن أبي إسحاق، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليٍّ×؛ قال هارون: وحدَّثنا أحمد بن موسى العبّاس بن مجاهد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة قال: حدَّثني أبو عبد الله محمد بن زيد قال: حدَّثنا إسماعيل بن يونس الخزاعي البصري في داره قال: حدَّثني هيثم بن بشر الواسطي قراءةً عليه من أصل كتابه، عن أبي المقدام شريح بن هاني بن شريح الصائغ المكّي، عن عليٍّ×‏؛ وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري قال: حدَّثنا محمد بن عمر القاضي الجعابي قال: حدَّثني محمد بن عبد الله أبو جعفر قال: حدَّثني محمد بن حبيب الجنديسابوري، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال عليٌّ×: كنت عند النبيّ| في بيت أمّ سلمة، إذ دخل علينا جماعةٌ من أصحابه، منهم: سلمان وأبو ذرّ والمقداد وعبد الرحمن بن عوف، فقال سلمان: يا رسول الله، إنّ لكلّ نبيّ وصيّاً وسبطين، فمَنْ وصيّك وسبطيك؟ فأطرق ساعةً، ثمّ قال: يا سلمان، إنّ الله بعث أربعة آلاف‏ نبيّ، وكان لهم أربعة آلاف وصيّ وثمانية آلاف سبط، فوالذي نفسي بيده، لأنا خير الأنبياء، ووصيّي خير الأوصياء، وسبطاي خير الأسباط، ثمّ قال: يا سلمان، أتعرف مَنْ كان وصيّ آدم؟ فقال: الله ورسوله أعلم، فقال|: إنّي أعرّفك يا أبا عبد الله، وأنت منّا أهل البيت، إنّ آدم أوصى إلى ابنه شيث، وأوصى شيث إلى ابنه شبّان، إلى أن قال: وأوصى سلمة إلى بردة، وأوصى بردة إليّ، وأنا أدفعها إلى عليٍّ، فقال: يا رسول الله، فهل بينهم أنبياء وأوصياء أُخَر؟ قال: نعم، أكثر من أن تحصى، ثمّ قال×: وأنا أدفعها إليك يا عليّ، وأنت تدفعها إلى ابنك الحسن، والحسن يدفعها إلى أخيه الحسين، والحسين‏ يدفعها إلى ابنه عليّ، وعليّ يدفعها إلى ابنه محمد، ومحمد يدفعها إلى ابنه جعفر، وجعفر يدفعها إلى ابنه موسى، وموسى يدفعها إلى ابنه عليّ، وعليّ يدفعها إلى ابنه محمد، ومحمد يدفعها إلى ابنه عليّ، وعليّ يدفعها إلى ابنه الحسن، والحسن يدفع إلى ابنه القائم، ثمّ يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله‏([89]).

الخبر السادس عشر

روى الخزّاز، عن محمد بن عليّ بن الحسين رضي الله عنه قال: حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدَّثنا محمد بن همّام قال: حدَّثنا أحمد بن مابنداذ قال: حدَّثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين^ قال: قال رسول الله|: لمّا أُسري بي إلى السماء أوحى إليَّ ربّي ـ جلَّ جلاله ـ فقال: يا محمد، إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعةً فاخترتك منها وجعلتك نبيّاً، وشققتُ لك من اسمي اسماً فأنا المحمود وأنت محمد، ثمّ اطّلعت الثانية فاخترت منها عليّاً وجعلته وصيّك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذرّيتك، وشققتُ له اسماً من أسمائي فأنا العليّ الأعلى وهو عليٌّ، وجعلت فاطمة والحسن والحسين من نوركما، ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة، فمَنْ قبلها كان عندي من المقرَّبين.

يا محمد، لو أنّ عبداً عبدني حتّى ينقطع ويصير كالشنّ البالي، ثمّ أتاني جاحداً لولايتهم، ما أسكنتُه جنّتي، ولا أظللته تحت عرشي. يا محمد، أتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم، يا ربّ. فقال عزَّ وجلَّ: ارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا بأنوار عليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمد بن عليّ وعليّ بن محمد والحسن بن عليّ ومحمد بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب درّي. فقلت: يا ربّ، مَنْ هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمّة، وهذا القائم الذي يحلّ حلالي ويحرِّم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحةٌ لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين([90]).

ورواه الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدَّثنا محمد بن همّام قال: حدَّثنا أحمد بن مابنداذ قال: حدَّثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن المفضَّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه^، عن أمير المؤمنين×([91]).

الخبر السابع عشر

روى الخزّاز، عن عليّ بن الحسين بن محمد قال: حدَّثنا هارون بن موسى التلّعكبري قال: حدَّثنا عيسى بن موسى الهاشمي بسُرَّ مَنْ رأى قال: حدَّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ^ قال: دخلتُ على رسول الله| في بيت أمّ سلمة، وقد نزلت هذه الآية: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾، فقال رسول الله|: يا عليّ، هذه الآية نزلت فيك وفي سبطيّ والأئمّة من ولدك. فقلتُ: يا رسول الله، وكم الأئمّة بعدك؟ قال: أنت يا عليّ، ثمّ ابناك الحسن والحسين، وبعد الحسين عليّ ابنه، وبعد عليّ محمد ابنه، وبعد محمد جعفر ابنه، وبعد جعفر موسى ابنه، وبعد موسى عليّ ابنه، وبعد عليّ محمد ابنه، وبعد محمد عليّ ابنه، وبعد عليّ الحسن ابنه، والحجّة من ولد الحسن. هكذا وجدت أساميهم مكتوبةً على ساق العرش، فسألت الله تعالى عن ذلك؟ فقال: يا محمد، هم الأئمّة بعدك، مطهَّرون معصومون، وأعداؤهم ملعونون([92]).

الخبر الثامن عشر

روى الخزّاز، عن عليّ بن الحسين بن محمد قال: حدَّثنا عتبة بن عبد الله الحمصي بمكّة قراءةً عليه سنة ثمانين وثلاثمائة قال: حدَّثنا موسى القطقطاني قال: حدَّثنا أحمد بن يوسف قال: حدَّثنا حسين بن زيد بن عليّ قال: حدَّثنا عبد الله بن حسين بن حسن، عن أبيه، عن الحسن^ قال: خطب رسول الله| يوماً، فقال ـ بعدما حمد الله وأثنى عليه ـ: معاشر الناس، كأنّي أُدعى فأجيب، وإنّي تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله؛ وعترتي أهل بيتي، ما إنْ تمسّكتم بهما لن تضلّوا، فتعلَّموا منهم ولا تعلِّموهم؛ فإنّهم أعلم منكم، لا يخلو الأرض منهم، ولو خلت إذن لساخَتْ بأهلها.

ثمّ قال×: اللهمّ، إنّي أعلم أنّ العلم لا يبيد ولا ينقطع، وأنّك لا تخلي أرضك من حجّةٍ لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور؛ لكيلا تبطل حجّتك، ولا تضلّ أولياؤك بعد إذ هديتهم، أولئك الأقلّون عدداً، الأعظمون قدراً عند الله.

فلمّا نزل عن منبره قلتُ: يا رسول الله، أما أنت الحجّة على الخلق كلّهم؟ قال: يا حسن، إنّ الله يقول‏: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾، فأنا المنذر وعليّ الهادي. قلتُ: يا رسول الله، فقولك: إنّ الأرض لا تخلو من حجّةٍ، قال: نعم، عليّ هو الإمام والحجّة بعدي، وأنت الحجّة والإمام بعده، والحسين الإمام والحجّة بعدك، ولقد نبّأني اللطيف الخبير أنّه يخرج من صلب الحسين غلامٌ يقال له: عليّ، سميّ جدّه عليّ، فإذا مضى الحسين أقام بالأمر بعده عليّ ابنه، وهو الحجّة والإمام، ويخرج الله من صلبه ولداً سميّي وأشبه الناس بي، علمه علمي وحكمه حكمي، هو الإمام والحجّة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلبه مولوداً يقال له: جعفر، أصدق الناس قولاً وعملاً، هو الإمام والحجّة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب جعفر مولوداً يقال له: موسى، سميّ موسى بن عمران×، أشدّ النّاس تعبّداً، فهو الإمام والحجّة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب موسى ولداً يقال له: عليّ، معدن علم الله وموضع حكمه، فهو الإمام والحجّة بعد أبيه، ويخرج الله من صلب عليّ مولوداً يقال له: محمد، فهو الإمام والحجّة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب محمد مولوداً يقال له: عليّ، فهو الحجّة والإمام بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب عليّ مولوداً يقال له: الحسن، فهو الإمام والحجّة بعد أبيه، ويخرج الله تعالى من صلب الحسن الحجّة القائم، إمام شيعته ومنقذ أوليائه…، الحديث([93]).

الخبر التاسع عشر

روى الخزّاز، عن الحسين [بن] محمد بن سعيد الصيرفي قال: حدَّثني أبو الحسن عليّ بن محمد بن شبنوذ قال: حدَّثنا عليّ بن حمدون قال: حدَّثنا عليّ بن حكيم الأودي قال: أخبرنا شريك، عن عبد الله بن سعد، عن الحسين بن عليّ، عن النبيّ|‏ قال: أخبرني جبرئيل×: لمّا ثبّت الله عزَّ وجلَّ اسم محمد على ساق العرش قلت: يا ربّ، هذا الاسم المكتوب في سرادق العرش أرني أعزّ خلقك عليك، قال: فأراه الله عزَّ وجلَّ اثني عشر أشباحاً أبداناً بلا أرواح بين السماء والأرض، فقال: يا ربّ، بحقّهم عليك إلاّ أخبرتني مَنْ هم؟ قال: هذا نور عليّ بن أبي طالب، وهذا نور الحسن والحسين، وهذا نور عليّ بن الحسين، وهذا نور محمد بن عليّ، وهذا نور جعفر بن محمد، وهذا نور موسى بن جعفر، وهذا نور عليّ بن موسى، وهذا نور محمد بن عليّ، وهذا نور عليّ بن محمد، وهذا نور الحسن بن عليّ، وهذا نور الحجّة القائم المنتظر…، الحديث([94]).

 

الخبر العشرون

روى الخزّاز، عن محمد بن عبد الله بن المطَّلب الشيباني رضي الله عنه قال: حدَّثنا محمد أبو بكر بن هارون الدينوري قال: حدَّثنا محمد بن العبّاس المصري قال: حدَّثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال: حدَّثنا حريز بن عبد الله الحذّاء قال: [حدَّثنا] إسماعيل بن عبد الله قال: قال الحسين بن عليّ× قال: لمّا أنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ هذه الآية: ﴿وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ‏﴾ سألتُ رسول الله| عن تأويلها؟ فقال: والله ما عنى غيركم وأنتم أولو الأرحام، فإذا مِتُّ فأبوك عليّ أَوْلى بي وبمكاني، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أَوْلى به، فإذا مضى الحسن فأنت أَوْلى به، قلتُ: يا رسول الله فمَنْ بعدي أَوْلى بي؟ فقال: ابنك عليّ أَوْلى بك من بعدك، فإذا مضى فابنه محمد أَوْلى به من بعده، فإذا مضى فابنه جعفر أَوْلى به من بعده بمكانه، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أَوْلى به من بعده، فإذا مضى موسى فابنه عليّ أَوْلى به من بعده، فإذا مضى عليّ فابنه محمد أَوْلى به من بعده، فإذا مضى محمد فابنه عليّ أَوْلى به من بعده، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن أَوْلى به من بعده، فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك، فهذه الأئمّة التسعة من صلبك…، الحديث([95]).

الخبر الواحد والعشرون

روى الخزّاز، عن عليّ بن الحسن بن محمد قال: حدَّثنا هارون بن موسى قال: حدَّثنا محمد بن إبراهيم النحوي قال: حدَّثنا الحسين بن عبد الله البكري، عن أبيه، عن عطاء، عن الحسين بن عليّ قال: قال رسول الله| لعليٍّ×: أنا أَوْلى‏ بالمؤمنين‏ منهم بأنفسهم، ثمّ أنت يا علي‏ّ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ بعدك الحسن‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم‏، ثمّ بعده الحسين‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ بعده عليّ‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ بعده محمد أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم‏، وبعده جعفر أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ بعده موسى‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ بعده عليّ‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ بعده محمد أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ بعده عليّ‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ بعده الحسن‏ أَوْلى‏ بالمؤمنين من أنفسهم،‏ والحجّة بن الحسن، أئمّة أبرار، هم مع الحقّ والحقّ معهم([96]).

الخبر الثاني والعشرون

روى الخزّاز، عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن العيّاشي قال: حدَّثني جدّي عبيد الله بن الحسن عن أحمد بن عبد الجبّار قال: حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن المخزومي قال: حدَّثنا عمر بن حمّاد قال: حدَّثنا عليّ بن هاشم البريد، عن أبيه قال: حدَّثني أبو سعيد التميمي، عن أبي ثابت مولى أبي ذرّ، عن أمّ سلمة قالت: قال رسول الله|: لمّا أُسري بي إلى السماء نظرتُ فإذا مكتوبٌ على العرش: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيّدته بعليٍّ ونصرته بعليّ، ورأيتُ أنوار عليّ وفاطمة والحسن والحسين وأنوار عليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمد بن عليّ وعليّ بن محمد والحسن بن عليّ، ورأيت نور الحجّة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب دُرّي، فقلت: يا ربّ، مَنْ هذا؟ ومَنْ هؤلاء؟ فنُوديت: يا محمد، هذا نور عليّ وفاطمة، وهذا نور سبطَيْك الحسن والحسين، وهذه أنوار الأئمّة بعدك من ولد الحسين، مطهَّرون معصومون، وهذا الحجّة يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً([97]).

ـ يتبع ـ

الهوامش

(*) باحثٌ متخصِّص في مجال علم الكلام والرجال.

([1]) مسند أحمد بن حنبل 1: 398؛ المستدرك 4: 501؛ مسند أبي يعلى 8: 444، ح5031؛ 9: 222، ح5322؛ المعجم الكبير 10: 157 ـ 158، ح10310.

([2]) المستدرك 3: 618؛ المعجم الكبير 22: 120؛ الرواة عن سعيد بن منصور: 44؛ التاريخ الكبير 8: 410 ـ 411، الرقم 3519؛ طبقات المحدّثين بأصبهان 2: 89 ـ 90، الرقم 140.

([3]) الآحاد والمثاني 1: 73، ح13؛ 1: 96، ح67؛ ابن أبي عاصم، السنّة: 534، ح1152؛ 534 ـ 535، ح1154؛ 543 ـ 544، ح1169؛ 544، ح1171؛ المعجم الأوسط 8: 319؛ المعجم الكبير 1: 90، ح142؛ تاريخ مدينة دمشق 30: 229؛ 39: 182؛ 39: 476؛ 65: 408.

([4]) مسند أحمد بن حنبل 5: 86؛ 5: 87؛ 5: 87 ـ 88؛ 5: 89؛ 5: 90؛ 5: 92؛ 5: 93؛ 5: 95؛ 5: 97؛ 5: 98؛ 5: 99؛ 5: 101؛ 5: 106؛ 5: 108؛ صحيح البخاري 8: 127؛ صحيح مسلم 6: 3؛ 6: 4؛ سنن أبي داوود 2: 309، ح4279؛ 2: 309، ح4280؛ 2: 309، ح4281؛ سنن الترمذي 3: 340، ح2323؛ 3: 340، ح2324؛ المستدرك 3: 617؛ الآحاد والمثاني 3: 126، ح1448؛ 3: 126 ـ 127، ح1449؛ 3: 127، ح1450؛ 3: 127، ح1451؛ 3: 127، ح1452؛ 3: 127، ح1453؛ 3: 128 ـ 129، ح1454؛ ابن أبي عاصم، السنّة: 518، ح1123؛ مسند أبي يعلى 13: 456 ـ 457، ح7463؛ صحيح ابن حِبّان 15: 43؛ 15: 44؛ 15: 45 ـ 46؛ الحدّ الفاصل: 494، ح608؛ المعجم الأوسط 1: 263؛ 3: 201؛ 4: 189؛ المعجم الكبير 2: 195؛ 2: 196؛ 2: 197؛ 2: 199؛ 2: 206؛ 2: 208؛ 2: 214؛ 2: 215 ـ 216؛ 2: 218؛ 2: 223؛ 2: 226؛ 2: 241؛ 2: 253؛ 2: 254؛ 2: 255؛ 2: 255؛ 2: 256؛ التاريخ الكبير 1: 446، الرقم 1426؛ 3: 185، الرقم 627؛ تاريخ بغداد 2: 124، الرقم 516؛ تاريخ مدينة دمشق 21: 288.

([5]) الآحاد والمثاني 1: 73، ح13؛ ابن أبي عاصم، السنّة: 534، ح1152.

([6]) الآحاد والمثاني 1: 96، ح67؛ ؛ ابن أبي عاصم، السنّة: 543 ـ 544، ح1169.

([7]) المعجم الكبير 1: 54 ـ 55، ح12.

([8]) أي ابن معين، وهو قد يروي في بعض المصادر هذه الرواية عن عبد الله بن صالح.

([9]) ميزان الاعتدال 2: 444.

([10]) تقريب التهذيب 1: 501، الرقم 3399.

([11]) ميزان الاعتدال 2: 440.

([12]) في العيون: مذلّ الظالمين.

([13]) في الغيبة (للنعماني)، وكمال الدين، والاختصاص، زيادة: يوم.

([14]) في العيون: عذابي.

([15]) في الغيبة (للطوسي) زيادة: عليّاً.

([16]) في الغيبة (للنعماني): إنّ المكذِّب به كالمكذِّب بكلّ أوليائي، وهو وليّي وناصري. وفي العيون وكمال الدين والغيبة (للطوسي): إنّ المكذِّب بالثامن مكذِّب بكلّ أوليائي، وعليّ وليّي وناصري. وفي الاختصاص: فإنّ المكذِّب لأحدهم المكذِّب لكلّ أوليائي، وعليّ وليّي وناصري.

([17]) في الغيبة (للنعماني) زيادة: وبعده خليفتي عليّ بن موسى الرضا×. ‏

([18]) ليس في الغيبة (للنعماني) والعيون وكمال الدين والاختصاص والغيبة‏ (للطوسي).

([19]) في الاختصاص والغيبة (للطوسي)، والغيبة (للنعماني) زيادة: ألف.

([20]) ليس في الغيبة (للنعماني) والعيون وكمال الدين والاختصاص والغيبة (للطوسي)‏.

([21]) الكافي ‏1: 527 ـ 528، ح3.

([22]) الإمامة والتبصرة: 103، ح92.

([23]) الهداية الكبرى: 364.

([24]) الغيبة: 62، ح5.

([25]) عيون أخبار الرضا× ‏1: 41 ـ 42، ح2.

([26]) كمال الدين ‏1: 308، ح1.

([27]) إثبات الوصية: 271.

([28]) الاختصاص: 210.

([29]) الغيبة: 143 ـ 144.

([30]) في الإرشاد زيادة: والأئمة.

([31]) ليس في الخصال والعيون وكمال الدين. وهو الصواب كما لا يخفى، وإلاّ صار عددهم ثلاثة عشر!

([32]) الكافي ‏1: 532، ح9.

([33]) مَنْ لا يحضره الفقيه ‏4: 180، ح5408

([34]) كمال الدين ‏1: 311 ـ 312؛ عيون أخبار الرضا× ‏1: 46 ـ 47، ح6.

([35]) كمال الدين ‏1: 313، ح4؛ عيون أخبار الرضا× ‏1: 47، ح7.

([36]) الخصال ‏2: 477 ـ 478، ح42.

([37]) كمال الدين ‏1: 269، ح13.

([38]) الإرشاد ‏2: 346، ح15.

([39]) في البشارة: القول.

([40]) في البشارة: سبب.

([41]) في البشارة: القائم.

([42]) ليس في البشارة.

([43]) الأمالي: 291 ـ 292، ح13.

([44]) بشارة المصطفى: 183.

([45]) في كمال الدين: القاضي.

([46]) في كمال الدين: درست بن عبد الحميد.

([47]) في إثبات الوصية زيادة: يرى من ظاهره ما في باطنه، ويرى من باطنه ما في ظاهره.

([48]) عيون أخبار الرضا× ‏1: 46، ح5؛ كمال الدين ‏1: 311، ح2.

([49]) إثبات الوصية: 268. وما بين المعقوفتين [ ] ليس في إثبات الوصية.

([50]) في كمال الدين: عبد الله.

([51]) في كمال الدين: عبد الرحمن.

([52]) في كمال الدين: الحسن.

([53]) في كمال الدين زيادة: الثقة.

([54]) في كمال الدين زيادة: على خلقه.

([55]) عيون أخبار الرضا× ‏1: 40 ـ 41، ح1؛ كمال الدين ‏1: 305، ح1.

([56]) رجال الطوسي، الرقم 134.

([57]) الثقات 3: 51؛ مشاهير علماء الأمصار: 30؛ التعديل والتجريح 1: 455؛ وفيها: مات سنة ثمان وسبعين. تاريخ مدينة دمشق 11: 239؛ وفيه: مات سنة سبع وسبعين. أسد الغابة 1: 258؛ وفيه: مات سنة أربع وسبعين.

([58]) تاريخ أهل البيت: 81؛ الكافي ‏1: 472؛ إثبات الوصية: 182؛ المقنعة: 473؛ الإرشاد ‏2: 179؛ عيون المعجزات: 85؛ دلائل الإمامة: 245؛ تهذيب الأحكام ‏6: 78؛ إعلام الورى ‏1: 514؛ مناقب آل أبي طالب ‏4: 280.

([59]) الثقات 6: 131؛ مشاهير علماء الأمصار: 206؛ تهذيب الكمال 5: 97؛ الوافي بالوفيات 11: 98.

([60]) تاريخ أهل البيت: 80؛ الكافي ‏1: 469؛ المقنعة: 473؛ الإرشاد ‏2: 158؛ تهذيب الأحكام ‏6: 77؛ تاج المواليد: 92؛ إعلام الورى ‏1: 498؛ مناقب آل أبي طالب ‏4: 210.

([61]) رجال النجاشي: 109، الرقم 276؛ رجال ابن الغضائري: 44، الرقم 19.

([62]) رجال ابن الغضائري: 74، الرقم 79.

([63]) رجال الكشّي، الرقم 413 ـ 417.

([64]) رجال ابن الغضائري: 78، الرقم 90؛ رجال النجاشي: 226، الرقم 593.

([65]) كفاية الأثر: 195. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 351 ـ 352.

([66]) الغيبة: 93، ح24. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 280.

([67]) مقتضب الأثر: 23 ـ 24.

([68]) مقتضب الأثر: 27 ـ 29. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 222 ـ 224.

([69]) كفاية الأثر: 40 ـ 42. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 289 ـ 290.

([70]) كمال الدين ‏1: 253. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 249 ـ 250.

([71]) كفاية الأثر: 55 ـ 54. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 251.

([72]) قصص الأنبياء: 360 ـ 361.

([73]) مناقب آل أبي طالب ‏1: 282. وعنه: بحار الأنوار ‏23: 289.

([74]) كفاية الأثر: 57 ـ 59. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 304 ـ 305.

([75]) كفاية الأثر: 61 ـ 62. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 306 ـ 307.

([76]) كفاية الأثر: 69 ـ 73.

([77]) إرشاد القلوب ‏2: 415 ـ 416.

([78]) كفاية الأثر: 74 ـ 75. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 310.

([79]) كفاية الأثر: 81 ـ 84. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 312 ـ 313.

([80]) كفاية الأثر: 105. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 321.

([81]) مناقب آل أبي طالب ‏1: 296. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 321.

([82]) كفاية الأثر: 114 ـ 118. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 324 ـ 325.

([83]) كفاية الأثر: 136 ـ 138. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 331 ـ 332.

([84]) كفاية الأثر: 143 ـ 145.

([85]) كمال الدين ‏1: 258 ـ 259، ح3.

([86]) قصص الأنبياء: 368.

([87]) الاحتجاج ‏1: 68.

([88]) كشف الغمّة 2: 510.

([89]) كفاية الأثر: 146 ـ 150. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 333 ـ 335.

([90]) كفاية الأثر: 152 ـ 153.

([91]) كمال الدين ‏1: 252، ح2؛ عيون أخبار الرضا× ‏1: 58، ح27.

([92]) كفاية الأثر: 155 ـ 156. وعنه: بحار الأنوار 36: 336.

([93]) كفاية الأثر: 162 ـ 164. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 338 ـ 340.

([94]) كفاية الأثر: 169 ـ 170. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 341.

([95]) كفاية الأثر: 175 ـ 176. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 343 ـ 344.

([96]) كفاية الأثر: 177. وعنه: بحار الأنوار 36: 345.

([97]) كفاية الأثر: 185 ـ 186. وعنه: بحار الأنوار ‏36: 348.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً