أحدث المقالات

يعدّ الالتفات أحد المحسّنات البديعية المستعملة في اللغة العربية، وفي القرآن الكريم كثيراً، ولأهميّته اللغوية؛ نحاول رصد استعمالاته، وتطوّر فهمه الدلالي لدى العلماء المسلمين من ابن المعتز إلى المدني.

ظهور الدرس اللغوي للالتفات مع ابن المعتز وتمركزه على أحد معانيه مع قدامة ـــــــ

بدأ رصد ظاهرة الالتفات البلاغية مع عبدالله بن المعتز(296هـ)؛ حيث يذهب إلى أنّ الالتفات هو انصراف المتكلّم عن المخاطبة إلى الإخبار، وعن الإخبار إلى المخاطبة وما يشبه ذلك، أو عن معنى يكون فيه إلى معنى آخر.

ويذكر لذلك مثالين هما: قوله تعالى:>حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ<(يونس: 22)، وقوله:>إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى الله بِعَزِيزٍ وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا<(إبراهيم: 21، 59)([1]).

وبمجيء قدامة بن جعفر (337هـ)، تركّز الرصد اللغوي على المعنى الثاني الذي طرحه ابن المعتز، حيث رأى قدامة أنّ الالتفات هو أن يكون الشاعر آخذاً في معنى فكأنه يعترضه: إما شك فيه أو ظنّ بأن رادّاً يردّ عليه أو سائلاً يسأله عن سببه، فيعود راجعاً إلى ما قدّمه، فإمّا أن يذكر سببه أو يحلّ الشك فيه ([2]).

تنويع أبي هلال العسكري للمعنى الثاني للالتفات ـــــــ

ويذهب أبو هلال العسكري إلى أنّ الالتفات على ضربين:

1 ـ أن يفرغ المتكلّم من المعاني، فإذا ظننتَ أنّه يريد تجاوزه يلتفت إليه فيذكره بغير ما تقدّم ذكره به([3]).

2 ـ أن يكون الشاعر آخذاً في معنى وكأنه يعترضه شك أو ظنّ أن رادّاً يردّ عليه قوله أو سائلاً يسأله عن سببه؛ فيعود راجعاً إلى ما قدّمه، فإما أن يؤكّده أو يذكر سببه أو يزيل الشك عنه ([4]).

الالتفات والاعتراض اتحادٌ أم مغايرة؟ تنوّع مواقف الاتجاهات اللغويّة ـــــــ

ويقرّر ابن رشيق القيرواني (463هـ) أنّ الالتفاف هو الاعتراض عند قوم والاستدراك عند آخرين، وهو أن يكون الشاعر آخذاً معنى ثم يعرض له غيره فيعدل عن الأول إلى الثاني، فيأتي به، ثم يعود إلى الأول من غير أن يخلّ في شيء مما يشدّ الأول ([5])، نحو:>وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا الله وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أو حَرِّقُوهُ< (العنكبوت 16 ـ 24) ([6])، ويقول ابن رشيق: جعل ابن المعتز الاعتراض باباً على حدة وسائر الناس يجمع بينه وبين الالتفات، وعدّه قوم تتميماً ([7]).

ويرى أبو بكر الباقلاني (403هـ) أنّ الالتفات هو الاعتراض في الكلام ولولا الاعتراض لم يكن التفافاً، ومتى خرج عن الكلام الأول ثم رجع إليه على وجهٍ يلطف، كان التفاتاً ([8])، نحو قوله:>إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى الله بِعَزِيزٍ وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا< (إبراهيم 20 ـ 21) ([9])، وقوله: >وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إلى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أو تَتْرُكْهُ يَلْهَث< (الأعراف: 175 ـ 176)([10])، لا التفات فيه ولا اعتراض، وقوله:>وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ الله وَالله عَزِيزٌ حَكِيمٌ * فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ< (المائدة: 38 ـ 39)([11])، لا التفات فيه ولا اعتراض.

والظاهر أنّه خلط في أمثلته بين الالتفات والاعتراض، وأنّ أمثلته لا تتوافق مع تعريفه، ففي كثيرٍ من أمثلته لا التفات ولا اعتراض.

الزمخشري والمحاولات الجادّة لرصد فوائد الالتفات ـــــــ

وقد ذكر جار الله الزمخشري (528هـ) فوائد للالتفات ذيل بعض الآيات القرآنية، كما ذكر أنّ الهدف الرئيس له هو التفنّن في الكلام؛ لنشاط السامع والإيقاظ للإصغاء إليه ([12]).

أ ـ يقول: فائدة الالتفات في >حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم< المبالغة؛ كأنه يذكر لغير حالهم ليعجّبهم منها، ويستدعي منهم الإنكار والتقبيح ([13]).

ب ـ ومن أنواعه ما كان من الغياب إلى الخطاب، قال تعالى:>الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ< (البقرة: 2)([14])، وقوله:>وَالله الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ< (فاطر: 9)([15]).

ج ـ قوله: >إِنَّمَا يَأمركُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ الله< (البقرة: 169 ـ 170)، ففائدة الالتفات هنا الإشارة إلى ضلالهم؛ لأنه لا ضالّ أضلّ من المقلّد، كأنه يقول: انظر إلى هؤلاء الحمقى ماذا يقولون ([16]).

د ـ أمّا قوله تعالى: >وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ< (الروم: 39)، ففائدته المبالغة في المدح ([17]).

هـ ـ قوله تعالى: >وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ< (النساء: 64)، حيث الالتفات تفخيمٌ لشأن الرسول وتعظيمٌ لاستغفاره ([18]).

و ـ قوله تعالى: >عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى< (عبس: 1 ـ 3)، فائدته التخييل بالإقبال على المخاطب ومواجهته بزيادة اللوم والإنكار ([19]).

الوطواط وإخراج الالتفات من الفوضى اللغوية للقدماء ـــــــ

يرى رشيد الدين الوطواط (573هـ) أنّ الالتفات عند بعضٍ انتقالٌ من الخطاب إلى الغياب ومن الغياب إلى الخطاب نحو:>مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ< (الحمد 2 ـ 3)، وعند آخرين إكمال الأديب المعنى، ثم الالتفات إليه لبيان المثل أو للدعاء أو لغرضٍ آخر، نحو:>جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا< (الإسراء: 81)([20]).

وثمّة نوعٌ ثانٍ عند الوطواط للالتفات هو التذييل في الحقيقة، والتذييل من الإطناب الذي هو من علم المعاني.

ويعدّ الوطواط أوّل من أخرج الالتفات من خلط القدماء، وقسّمه إلى قسمين: أحدهما الانتقال من الغيبة إلى الخطاب أو التكلّم وعلى العكس، والآخر هو التذييل.

وهكذا، سمّى أسامة بن منقذ (584 هـ) الالتفات بالانصراف ([21])، إلا أنّ فخر الدين الرازي (606 هـ) أتى بتعريفٍ أحسن لأحد معنييه اللذين أشار إليهما الوطواط؛ فقال: هو تعقيب الكلام بجملةٍ تامة ملاقية إياه في المعنى، ليكون تتميماً له على جهة المثل أو غيره، ثم ذكر الآية التالية التي هي مثال الدعاء الذي ذكره الوطواط في ثاني تعريفيه:>ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ الله قُلُوبَهُم< (التوبة: 127)([22]).

ابن الأثير وتحوير الالتفات إلى أوّل معنيي ابن المعتز، محاولات نقدية للزمخشري ـــــــ

أمّا أبو الفتح ابن الأثير (637 هـ)، فرأى أنّ الالتفات مأخوذ من التفات الإنسان عن يمينه وشماله، فهو يقبل بوجهه تارةً كذا وأخرى كذلك، وكذلك يكون هذا في الكلام؛ لأنه ينتقل فيه عن صيغةٍ إلى أخرى، كالانتقال من خطاب حاضر إلى غائب، أو العكس، أو من ماضٍ إلى مستقبل أو العكس أو غير ذلك، ويسمّى أيضاً mسجاعة العربيةn التي تختصّ به هذه اللغة دون غيرها من اللغات ([23]).

وبهذا يكون ابن الأثير قد ذكر نوعين جديدين للالتفات:

1 ـ الرجوع عن الفعل المستقبل أو الماضي إلى فعل الأمر؛ قاصداً منه تعظيم حال من أجري عليه الفعل المستقبل، وتحقير حال من أجري عليه الأمر.

2 ـ الإخبار عن الماضي بالمستقبل والعكس، لكن يبدو أنهما واحد([24]).

وثمّة أمثلة لهذا الأمر منها:

أ ـ من الغائب إلى المخاطب:>وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا< (مريم: 89)، وفائدته زيادة التسجيل عليهم بالجرأة على الله والتعرّض لسخطه، وتنبيههم على عظم ما قالوه.

ب ـ من الغائب إلى المتكلّم:>سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ< (الإسراء: 1)([25]).

ج ـ من المتكلّم إلى الخطاب:>وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ< (يس: 22)؛ لأنه يريد مناصحتهم ليتلطّف بهم، ومثله: >إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ< (يس: 25)([26]).

د ـ من الخطاب إلى الغيبة:>إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوا أمرهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ< (الأنبياء: 93)([27]).

هـ ـ من الحاضر إلى الغائب:>صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ< (الحمد: 7)([28])، فقد حصل التفات في mالمغضوبn على صيغة المفعول بعد mأنعمتn.

و ـ من الغائب إلى المتكلّم:>ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أو كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أمرهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ< (فصلت: 11)؛ لأنّ طائفةً يعتقدون أنّ النجوم ليست في السماء الدنيا، فلما صار الكلام إلى ها هنا عدل عن الغائب إلى المتكلّم؛ لأنّه مهمّ تكذيباً لتلك الطائفة ([29]).

ز ـ من المتكلّم إلى الغائب:>إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ< (الدخان: 5)، حيث الفائدة هنا تخصيص النبي بالذكر ([30])، ونحوه:>يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ
فَآمِنُواْ بِالله وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِالله وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
<
(الأعراف: 158)([31]).

ح ـ من الماضي إلى الأمر: >قُلْ أمر رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ< (الأعراف: 29)؛ للعناية بتوكيد الصلاة في نفوسهم ([32]).

ط ـ من الماضي إلى المستقبل:>الله الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا< (الروم: 48)([33])، ونحوه:>وَمَن يُشْرِكْ بِالله فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ< (الحج: 31)؛ بغية استحضار صورة خطف الطير إيّاه ([34]).

ي ـ من الماضي إلى المضارع: >إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله< (الحج: 25)؛ لأنّ كفرهم وُجد ولم يستجدّوا بعده كفراً ثانياً، لكنّ صدّهم متجدّد متواصل([35])، ومثله:>أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً< (الحج: 63)؛ لإفادة بقاء أثر المطر زماناً بعد زمان، لكنّ إنزال الماء مضى واخضرار الأرض باقٍ لم يمض ([36]).

ك ـ من المضارع إلى الماضي:>وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا< (الكهف: 47)؛ لأهميّة الحشر إذ من الناس من ينكره، ومثله:>وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ< (النمل: 87)؛ للإشعار بتحقيق الفزع وأنه كائنٌ لا محالة ([37]).

ل ـ من المضارع إلى الأمر:>قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ الله وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ< (هود: 53 ـ 54)([38])، وممّا يجري هذا المجرى الإخبار باسم المفعول عن الفعل المستقبل، نحو:>ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ< (هود: 103)؛ لما فيه من الدلالة على ثبات معنى الجمع لليوم، وأنه الموصوف بهذه الصفة.

ويعتقد ابن الأثير أنّ فوائد الالتفات لا تحدّ بحدٍّ ولا تُضبط بضابط، قائلاً: الالتفات مقصور على العناية بالمعنى المقصود، وقال: قد يكون فائدة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب لتعظيم شأن المخاطب ([39]).

ويخالف ابنُ الأثير الزمخشريَّ فيما ذكره من فوائد للالتفات، قائلاً: إنّ ما قال الزمخشري من نظرية نشاط السامع يصدق في كلام مطوّل، ولكن نرى الالتفات في الكلام القصير أيضاً ([40]).

وبهذا خصّ ابن الأثير الالتفات بتغيير صيغةٍ إلى أخرى، مضيفاً إليه نوعاً جديداً، ذاكراً أمثلةً قرآنية كثيرة ومبيّناً فائدته.

ابن أبي الإصبغ ومحاولات التلفيق اللغوي ـــــــ

ويحاول ابن أبي الإصبغ (654 هـ) ذكر تعريف قدامة مهذّباً؛ فيرى أن يكون المتكلّم آخذاً في معنى، فيعترضه إمّا شكّ فيه أو ظنّ أنّ رادّاً ردّه عليه أو سائلاً سأله عنه أو عن سببه، فيلتفت قبل فراغه من التعبير عنه، فإمّا أن يجلي شكّه أو يؤكّده أو يُقرّره أو يذكر سببه ([41]).

ويبدو أنّ الالتفات عنده قسمان: الالتفات الذي عند قدامة، والالتفات الذي عند ابن المعتز، والأول هو الاعتراض الذي في علم المعاني، نحو:>فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ< (البقرة: 24)([42])، والثاني هو الانتقال من الغياب إلى الخطاب والتكلّم وبالعكس، وهو على أنحاء منها:

أ ـ من الإخبار إلى المخاطبة:>يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَأمرأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ< (الأحزاب: 50)([43]).

ب ـ من الغياب إلى الخطاب:>أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لكم< (الأنعام: 6)([44]).

ج ـ من المتكلّم إلى الخطاب:>إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ< (الكوثر: 1 ـ 2)، وهذا خطأ؛ لأنّه من المتكلّم إلى الغائب: mإنّاn و mربّn([45]).

د ـ من المتكلّم إلى الإخبار:>إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى الله بِعَزِيزٍ< (إبراهيم: 19)([46])، وهذا أيضاً خطأ؛ إذ لا التفات فيه.

وذكر ابن أبي الإصبغ أنّه قد يكون الالتفات في مرجع الضمير، نحو: >إِنَّ الْإنسان لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ< (العاديات: 6 ـ 8)؛ إذ المراد بالضمير في mإنّهn الأولى هو الله، فيما المراد بالثانية الإنسان، وقال: هذا يحسُن أن يسمّى التفات الضمائر ([47])، وهذا ما ينفرد به وحده، مضافاً إلى أن مرجع ضمير >إِنَّهُ عَلَى< هو الإنسان في بعض التفاسير .

وقد قسّم ابن أبي الإصبغ الالتفات إلى الاعتراض وإلى الانتقال من صيغةٍ إلى أخرى، أي من الخطاب إلى الغياب والتكلّم، وبالعكس، وذكر نوعاً جديداً منه أسماه التفات الضمائر، وهو أن يُذكر ضميرٌ واحد مرّتين يختلف مرجعهما.

الطيبي والتعريف الأكمل للالتفات ـــــــ

لكن تعريف شرف الدين الطيبي (734 هـ) هو الأكمل حيث اعتبره الانتقال من إحدى الصيغ الثلاث، أعني الحكاية والخطاب والغيبة، إلى أخرى لمفهوم واحد رعايةً لنكتة ([48]).

وقد ذكر أمثلةً منها قوله تعالى:>بِسْمِ الله الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ<(الفاتحة: 1 ـ 5)، والنكتة فيه أنّ العبد إذا قدّر مُثوله بين مولاه، من حقّه أن يكون حاضر القلب يقظان النفس درّاك اللمحة، سيما إذا فتح بالتحميد يستحضر سبوغ نعمائه، جلائلها ودقائقها، فإذا انتقل منه إلى اسم الذات يستجدّ لنفسه هيبة الجلال والكبرياء، ثم إذا انتقل منه على معنى الربوبية والمالكية يستزيد المحرّك، وإذا ارتقى منه إلى كونه شامل الرحمة ـ دنياها وعقباها ـ يتضاعف المحرّك، ثم إذا آل الأمر إلى أنه مالك الأمور في العاقبة ـ ثوابها وعقابها ـ يصير ذلك المحرّك إلى حدّ لا يتمالك معه إلى أن لا يقبل إلى معبوده ومعينه الحاضر المشاهد، ولا يقول: إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ([49]).

ومن أمثلته ما جاء من الخطاب إلى الغيبة:>وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِالله< (البقرة: 232)([50]).

صفي الدين الحلّي وحصر الالتفات بالاعتراض، مواصلة البحث اللغوي ـــــــ

وإذا عطفنا النظر ناحية صفي الدين الحلّي (750 هـ)، نرى أنّه يحصر الالتفات بالاعتراض؛ إذ يقول: mقال البديعيّون: هو عبارة عن الرجوع عن الخطاب إلى الغيبة أو إلى التكلّم وعلى العكسn. وفيه نظر، كذلك قال في باب الاعتراض: mالاعتراض أو الالتفاتn، مما يؤكّد أن الالتفات عنده هو الاعتراض وحده.

والمثال الجديد الذي يطرحه هو:>أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا< (فاطر: 27)([51]).

ويتواصل استعراض الأمثلة؛ فيذكر ابن القيّم الجوزيّة (751 هـ) له مثالين هما:>وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ< (الحج: 30)([52])، ولا التفات فيه، وقوله تعالى:>وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا< (مريم: 89)([53])، وهنا يرى أنّ فائدة الالتفات في الآية هي التوبيخ.

وتستمرّ الأمثلة مع ابن حجّة الحموي (837 هـ) أيضاً نحو:>إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ< (الأحزاب: 50)، و>يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ< (يوسف: 39)، حيث خاطب يوسفَ والتفت إلى زليخا([54])، وهو ليس بالالتفات؛ لأن مرجع الضميرين مختلف.

السيوطي والتأسيس لشروط الالتفات، محاولات ملامسة ظواهر لغوية قريبة ـــــــ

وتبدأ عمليّة ذكر شروط الالتفات مع جلال الدين السيوطي (911 هـ)؛ حيث يسردها، وهي:

1 ـ أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائداً إلى نفس الأمر، أي إلى المنتقل عنه.

2 ـ أن يكون في جملتين ([55]).

ثمّ يذكر لذلك أمثلةً جديدة، منها:>وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء< (الإنسان: 21)([56])، و>ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ< (الزخرف: 70 ـ 71)، حيث كرّر الالتفات في هذه الآية ([57])، و>وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ< (الحجرات: 7)، و>َمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ<، و>إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ الله< (الفتح: 1 ـ 2)، و >وَأمرنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ< (الأنعام: 71 ـ 72)([58])، ومنها ما جاء من الأمر إلى الماضي، نحو:>وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا< (البقرة: 125)، ومن الأمر إلى المضارع:>وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ< (الأنعام: 72)([59]).

ويرى السيوطي أنّه يقرب من الالتفات نقل الكلام من خطاب الواحد إلى الاثنين أو الجمع وعلى العكس:

أ ـ من الواحد إلى الإثنين:>قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ< (يونس: 78).

ب ـ من الواحد إلى الجمع:>يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء< (الطلاق: 1).

ج ـ من الإثنين إلى الواحد:>قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى< (طه: 49)، و >فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى< (طه: 117).

د ـ من الإثنين إلى الجمع:>وَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً< (يونس: 87).

هـ ـ من الجمع إلى الواحد:>وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ< (يونس: 87)([60]).

معاني الالتفات عند المدني ـــــــ

وأخيراً يذكر علي المدنيّ (1117 هـ) أنّ الالتفات عند الجمهور هو التعبير عن معنى بطريقٍ من الطرق الثلاثة: التكلّم، والخطاب، والغيبة، بعد التعبير عنه بطريقٍ آخر، ناقلاً عن السكاكي: أو أن يكون مقتضى الظاهر التعبير عنه بطريقٍ منها فعدل إلى آخر ([61])، معلّقاً على مثال السيوطي، وهو قوله تعالى:>فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا إنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا< (طه: 72 ـ 73)، بأنّه لا يصحّ؛ لأنّ شرط الالتفات أن يكون المراد بهما واحداً ([62]).

لكنّ المدنيّ يرى أنّه قد يطلق الالتفات على معنيين آخرين هما:

1 ـ تعقيب كلام بجملة مستقلة ملاقية له في المعنى على طريق المثل أو الدعاء أو نحوهما، ومثال الدعاء: >ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ الله قُلُوبَهُم< (التوبة: 127)([63]).

2 ـ أنّ تذكر معنى فتتوهّم أن السامع اختلجه شيءٌ، فتلتفت إلى كلامٍ تزيل اختلاجه، ثم ترجع إلى مقصودك، وهذا يسمّى بالاعتراض ([64]).

استخدام البلاغيين الأمثلة القرآنية في مسألة الالتفات،

وقفة إحصائيّة عاجلة ـــــــ

وبما تقدّم يظهر أنّ البلاغيّين ذكروا للالتفات أربعةً وخمسين مثالاً قرآنياً، وذلك على الشكل التالي:

2 لابن المعتز، 2 للباقلاني، 6 للزمخشري، 1 للوطواط، 17 لابن الأثير، 4 لابن أبي الإصبغ، 1 للنويري، 1 للطيبي، 1 لصفي الدين، 1 لابن قيّم، 3 للحموي، 15 للسيوطي، و1 للمدني.

*   *     *

الهوامش

(*) أستاذ مساعد في جامعة طهران.

[1] ـــ ابن المعتز، كتاب البديع، تحقيق: أغناطيوس كراتشفوسكي.

[2] ـــ قدامة بن جعفر، كتاب نقد الشعر: 53، القسطنطينية، 1302هـ.

[3] ـــ أبو هلال العسكري: 407.

[4] ـــ المصدر نفسه.

[5] ـــ ابن رشيق، العمدة في صناعة الشعر ونقده 2: 26، تحقيق: السيد محمد بدر الدين النعساني الجلمي، نشر: محمد أمين النجانجي الكتبي وشركاه، مصر، 1325هـ.

[6] ـــ الباقلاني، إعجاز القرآن: 90، تحقيق: محمد محمد شاكر، ومحمد محي الدين عبدالحميد، المكتبة السلفية، القاهرة، 1349هـ.

[7] ـــ القيرواني، العمدة في صناعة الشعر ونقده 2: 73.

[8] ـــ الباقلاني، إعجاز القرآن: 90.

[9] ـــ المصدر نفسه: 91.

[10] ـــ المصدر نفسه.

[11] ـــ المصدر نفسه.

[12] ـــ الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنـزيل 1: 11، نشر أدب الحوزة، قم، إيران.

[13] ـــ المصدر نفسه 2: 266.

[14] ـــ المصدر نفسه 1: 67.

[15] ـــ المصدر نفسه 1: 11.

[16] ـــ المصدر نفسه 1: 160.

[17] ـــ المصدر نفسه 3: 379.

[18] ـــ المصدر نفسه 1: 408.

[19] ـــ المصدر نفسه 4: 560.

[20] ـــ الوطواط، حدائق السحر في دقائق الشعر: 38، تصحيح: عباس إقبال، نشر كتابخانه سنائي وكتابخانه طهوري، إيران، 1983م.

[21] ـــ ابن منقذ، البديع في نقد الشعر: 287، دار الكتب العلمية، بيروت، 1978م.

[22] ـــ الرازي، نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز: 281، تحقيق: بكري شيخ أمين، دار العلم للملايين، بيروت، 1985م.

[23] ـــ ابن الأثير، المثل السائر 2: 3، تحقيق: محمد محي الدين عبدالحميد، بيروت، 1420هـ.

[24] ـــ المصدر نفسه 2: 11.

[25] ـــ المصدر نفسه 2: 5.

[26] ـــ المصدر نفسه: 7.

[27] ـــ المصدر نفسه: 10.

[28] ـــ المصدر نفسه: 5.

[29] ـــ المصدر نفسه: 6.

[30] ـــ المصدر نفسه: 7.

[31] ـــ المصدر نفسه: 11.

[32] ـــ المصدر نفسه: 12.

[33] ـــ المصدر نفسه: 13.

[34] ـــ المصدر نفسه: 15.

[35] ـــ المصدر نفسه.

[36] ـــ المصدر نفسه.

[37] ـــ المصدر نفسه: 16.

[38] ـــ المصدر نفسه: 11.

[39] ـــ المصدر نفسه: 4.

[40] ـــ المصدر نفسه.

[41] ـــ ابن أبي الإصبغ، بديع القرآن: 42، تحقيق: محمد شرف، مكتبة نهضة مصر بالفجالة، 1377هـ.

[42] ـــ المصدر نفسه.

[43] ـــ المصدر نفسه: 44.

[44] ـــ المصدر نفسه.

[45] ـــ المصدر نفسه.

[46] ـــ المصدر نفسه: 45.

[47] ـــ المصدر نفسه.

[48] ـــ الطيبي، التبيان في علم المعاني والبديع والبيان: 284، تحقيق: هادي عطية، عالم الكتب، بيروت، 1407هـ.

[49] ـــ المصدر نفسه.

[50] ـــ المصدر نفسه: 287.

[51] ـــ صفي الدين الحلّي، شرح الكافية البديعيّة: 78، تحقيق: نسيب نشاوي، دار صادر، بيروت، الطبعة الثانية، 1412هـ.

[52] ـــ ابن القيم الجوزية، الفوائد المشرقية إلى علوم القرآن وعلوم البيان: 144، تحقيق: لجنة تحقيق التراث بدار الهلال، بيروت، 1987م.

[53] ـــ المصدر نفسه: 143.

[54] ـــ الحموي: 60، دار القاموس الحديث، بيروت.

[55] ـــ السيوطي، الإتقان في علوم القرآن 2: 420؛ نقلاً عن الكشاف، دار الفكر، بيروت، 1420هـ.

[56] ـــ المصدر نفسه 2: 420.

[57] ـــ المصدر نفسه.

[58] ـــ المصدر نفسه: 419.

[59] ـــ المصدر نفسه: 421.

[60] ـــ المصدر نفسه.

[61] ـــ المدني، أنوار الربيع في أنواع البديع 1: 361، تحقيق: شاكر هادي شكر، النجف، مطبعة النعمان، 1388هـ.

[62] ـــ المصدر نفسه 1: 371.

[63] ـــ المصدر نفسه 1: 380.

[64] ـــ المصدر نفسه.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً