أحدث المقالات





 







مهنا الحبيل 







 

تعزيزاًلمبدأ خطاب المراجعات،وتعزيز فرص الحوار،وتخفيف التوتر،أطرح هنا قراءتين ليفيهذا السياق آملاًأن تُتخذ كجدل فيأوساط الطائفة الإمامية،يقود لتكريس هذا المفهوم الوارد فيالمقالة،أما القراءة الأولى فهو مقال للشيخ حسين الراضيمن حوطة العمران إحدى بلدات الأحساء،وهو إمام جمعة له دراسة واسعة فيالمذهب الجعفري،نشر المقال فيشبكة راصد في1622010بعنوانهل كان النبيرحمة للعالمين أم لعاناً،وشبكة راصد صحيفة إلكترونية شهيرة مختصة بالخطاب الطائفي، نأمل منها تطبيق هذا المقال بدءاً بمسؤوليتها التاريخية عن بعض المقالات التي تتبنى الخطاب التحريضي الذي يُنشر في صفحاتها، ومنهجية نشر الكراهية التي تحتويها بعض المواد على الصحيفة لأهل السنة في الخليج، والذي تؤذي به المشاعر وتستفز الاستقرار الوطني، وهذا المقال الجميل للشيخ حسين المؤثّر إذا كان سيطبق في تفصيلاته ميدانياً على ثقافة أبناء الطائفة يُعدُ منهجاً متميزاً للتضييق على ثقافة اللعن والمسابة وقد عززه بنصوص نقل عديدة من مصادر شيعية وسنية، خلص الشيخ في نهاية مقاله إلى ذم اللعن والمشاتمة مهما كانت الحجة، وهو الخطاب الذي نتمنى أن يسود في مواجهة السيل الذي أضحى يفيض على المنطقة خاصة بعد احتلال العراق.

 

أما القراءة الثانية فهي لشاب مثقف وهو طارق النزر من أبناء الطائفة الإمامية، نشر مقاله في موقع خالد البديوي، والصديق العزيز خالد من أبناء بلدتنا الطرف جنوب الإحساء، التي مارست التعايش بعمقه الوطني لقرون خلت، وهو باحث متخصص له كتابات في رصد تطور الخطاب الشيعي، وقراءة الاعتدال والتطرف فيه، بما فيه التجربة الإيرانية وعصفها الفكري، ويسعى خالد في موقعه – جسور التواصل – إلى تعزيز لغة الحوار والتخفيف من نزعة الاحتقان الطائفي، وفي مقال طارق الذي عنون له ‘هجوم واعتذار من زاوية أخرى’ انتقد فيه ما اعتبره ازدواجية المعايير وتسييس قضية المواجهة للسب، مُذكراً أن سماحة السيد محمد حسين فضل الله تعرض لمواجهة عنيفة، وحملة قذف مقذعة، بل وتحريم التواصل مع فتاواه والاعتراف بمرجعيته، يقول طارق في مقالته: ‘.. لكن هذه الحادثة قد تدعونا لوقفة صادقة مع الذات، نبتعد فيها عن الكيل بمكيالين، فالمطالبة باحترام وتقدير المرجعية، وكذلك عدم تشويه صورة المراجع بطريقة لا أخلاقية ولا موضوعية، هي مطالب وجيهة ولازمة، ومن هذا المنطلق كيف يمكننا تقبّل ما جرى على سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، وهو الذي تعرض لحملة هجومية منظمة شنيعة تحت عناوين مزيفة وبغطاء علمائي، فطبعت الكتب وشيدت المواقع الإلكترونية وألقيت الخطب وأصدرت الفتاوى لمحاربة هذا العالم المجاهد الجليل، ومن أعجب الفتاوى تلك التي حرمت التعامل مع جمعية المبرات الخيرية التابعة لسماحة السيد فضل الله، مع العلم أنها جمعية خيرية بجميع المقاييس، ترعى اليتامى وتساعد الفقراء والمحتاجين، وتساهم في خدمة وطنها، ومع ذلك حتى الخير لم يسلم من هذا الهجوم اللاأخلاقي’. ولعل طارق يشير إلى تلك الحملة التي أعقبت دعوة السيد فضل الله إلى مراجعة التراث الشيعي وخطاب الشحن فيه، ومن ذلك القصة المزعومة بكسر ضلع السيدة الزهراء عليها السلام وحُرّم في حينه تسليم الخمس لوكلائه، وكنت أتمنى أن يُسجّل طارق اعتراضه على سب الرموز السنية، لكن في كل الأحوال اعتراض طارق على عملية التسييس والازدواجية يشير إلى خلل رئيسي في التبشير بالخطاب الطائفي، ودور الانتقاء السياسي في تفجيره، وهو ما يهمنا هُنا لنشير إلى خطورة هذا التلاعب والازدواجية، وتحديداً حين تبدو خلالها ملتقيات التعايش والحوار فاقدة للمصداقية، بل وتؤثّر على حيوية هذا الخطاب مستقبلاً.

 

إنني أرجو مجدداً أن تسعى المؤسسات الثقافية والمرجعية الدينية لدى أبناء الطائفة لتكريس خلاصة دراسة الشيخ حسين الراضي كمنهج عملي تُرى تطبيقاته فعلياً على الأرض وعلى سلوك الصحافة الإلكترونية، وأن يُكّف عن حملات التحريض والتسييس حتى تهدأ الأرض، ويُنزع التوتر وإن نسبياً، وإن لم يحصل هذا فالخشية من أن استمرار هذا السجال غير المحتوى ميدانياً، سوف يقود إلى دخول مرحلة جديدة من أزمة الثقة، والمجتمع بالفعل لا يحتمل مثل هذه المناورات التي تلعب بالنار فهل يتوقفون.

❊ كاتب سعودي   




Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً