أحدث المقالات

الدراسة التاسعة عشرة: نظم القرآن والكتاب: إعجاز القرآن ــــــ

1ـ هوية البحث ــــــ

عنوانه: «نظم القرآن والكتاب: إعجاز القرآن». المؤلف: القِسّ يوسف درّة حداد. الناشر: منشورات المكتبة البوليسية، لبنان ـ بيروت ـ عدد المجلدات: مجلَّد واحد، 208 صفحة. توضيحات إضافية: ذكرنا سابقاً أنّ هذا الكتاب هو واحد من سلسلة الكتب التي صدرت تحت عنوان «دروس قرآنية»، وشملت هذه الدروس ما يلي: 1ـ الإنجيل في القرآن؛ 2ـ القرآن والكتاب: الكتاب الأول: بيئة القرآن الكتابية، الكتاب الثاني: أطوار الدعوة القرآنية؛ 3ـ نظم القرآن والكتاب: الكتاب الأول: إعجاز القرآن، الكتاب الثاني: معجزة القرآن. وللمؤلِّف أيضاً كتب صدرت تحت عنوان: «في سبيل الحوار الإسلامي المسيحي»، وقد شملت ما يلي: 1ـ مدخل إلى الحوار الإسلامي؛ 2ـ القرآن دعوة «نصرانية»؛ 3ـ القرآن والمسيحية؛ 4ـ أسرار القرآن؛ 5ـ المسيح ومحمد في عرف القرآن؛ 6ـ سيرة محمد وسرّه.

وللمؤلف كذلك «دراسات إنجيلية» شملت: 1ـ الدفاع عن المسيحية: في إنجيل متى، وبحسب مرقس؛ 2ـ تاريخ المسيحية في الإنجيل: بحسب لوقا، وفي سفر أعمال الرسل؛ 3ـ فلسفة المسيحية: الكتاب الأول: الرسول بولس، الكتاب الثاني: رسائل بولس؛ 4ـ صوفية المسيحية: الكتاب الأول: في الإنجيل بحسب يوحنا، الكتاب الثاني: في سفر الرؤيا؛ 5ـ المسيح في الإنجيل؛ 6ـ «إنجيل» بولس؛ 7ـ سيرة المسيح وسرّه؛ 8 ـ دروس إنجيلية؛ 9ـ الدفاع عن المسيحية من تاريخها وتعاليمها.

2 ـ هدف البحث ــــــ

يحاول الباحث خلال هذه الدراسة؛ واستناداً إلى آرائه وفهمه واجتهاده الشخصي، إثبات ما يلي: 1ـ ليس الإعجاز ميزة القرآن وحده، بل هو ميزة التوراة والإنجيل من قبل.

2ـ إن القرآن ما جاء إلاّ ليشهد ويؤكِّد ذلك، فكما أن الحيّ القيوم أنزل القرآن كذلك أنزل التوراة والإنجيل.

3ـ إن كلمة «الفرقان»، بحسب ما جاء في القرآن الكريم، تعني التوراة والإنجيل والقرآن، أي إن الله عندما أنزل «التوراة والإنجيل والقرآن» فقد أنزل الفرقان كله، ليفرق بين الحق والباطل، كما أن الإعجاز البياني ميزة «الفرقان» كله.

4ـ إن الإعجاز القرآني جاء في البيان وفى القول الجميل، أما الإعجاز في الإنجيل فقد جاء في القول الإلهي المعجِز والعمل الإلهي المعجِز، ـ أي إن الإعجاز في الإنجيل لم يكتفِ بالإعجاز البياني والبلاغي وحده ـ كما هو في القرآن ـ، بل شمل الإعجاز في العمل الإلهي أيضاً.

وقفة تأمل ــــــ

يبدو أن الكاتب خلال هذه الدراسة يحاول أن يثبت بعض التصورات الذهنية المسبقة، والتي ذكرت في هدف البحث، وذلك بكل وسيلة ممكنة، فنجده خلال البحث والدراسة يتلاعب بالألفاظ والمصطلحات، فيعرض المفاهيم المغلوطة، ويفسِّر الآيات القرآنية حسب فهمه واستيعابه الشخصي، وأحياناً يقوم بتقطيع وتجزئة آراء العلماء، أي إنه يستشهد بآراء العلماء بشكل ناقص، كل ذلك من أجل دعم آرائه، وإثبات تصوراته الذهنية المسبقة، وبالتالي الانتصار لدينه ومذهبه وعقيدته الشخصية، فهو بعيد كلَّ البعد عن الأسلوب الحيادي ومبادئ المنهج العلمي في الدراسة والبحث.

3ـ منهج البحث ــــــ

اعتمد الباحث في هذه الدراسة على منهج التحليل الوصفي، فقام بعرض الأفكار ودراستها ووصفها وتحليلها، ومن ثَمّ التوصُّل إلى بعض النتائج الخاصة بالبحث.

أما النتائج التى عرضها الباحث فهي تبدو غير دقيقة، ولا يمكن الاعتماد عليها من الناحية العلمية والعقلية ـ كما أشرنا إلى ذلك سابقاً ـ؛ وذلك لعدة أسباب:

1ـ لم يقم الباحث بدراسة مقارنة بأسلوب علمي دقيق وبشكل موضوعي ما بين «القرآن الكريم» و«الكتاب المقدس».

2ـ لم ينقل بدقة وبشكل كامل آراء العلماء ـ كما ذكرنا سابقاً ـ، بل كثيراً ما يُقطِّع النصوص، أو يعرضها عرضاً ناقصاً.

3ـ غالباً ما يقوم بإصدار الأحكام معتمداً على فهمه واجتهاده الخاص أمام النص، دون الأخذ بالرأي العلمي الدقيق القائم على الأدلة العقلية والنقلية المعتبرة.

4ـ لم يلتزم بالأسلوب الحيادي في البحث، بل كثيراً ما يبدو أنّه منحاز إلى مذهبه وعقيدته.

4 ـ إطار البحث ــــــ

جاء البحث بصورته الإجمالية وفقاً للمخطط التالي:

توطئة: هذا بيان للناس، الفصل الأول: تاريخ الكلام في إعجاز القرآن؛ الفصل الثاني: الإعجاز البياني في سلم الإعجاز المطلق: الفنون الجميلة، إعجاز القرآن في نظمه وبيانه؛ الفصل الثالث: كيفية الوحي القرآني: باللفظ أم بالمعنى؟؛ الفصل الرابع: لغة القرآن: لغة قريش ولغة نجد، لغة القرآن ولغة الشعر الجاهلي؛ الفصل الخامس: تأليف القرآن في تنزيله: نزول القرآن منجّماً، علم المناسبة: الروابط لترتيب الآي في السورة؛ الفصل السادس: في بيان القرآن: مدرسة يحيى الدمشقي ومجاز القرآن، وفيه بحوث: وجوه الخطاب في القرآن، المجاز في القرآن، التشبيه في القرآن، الاستعارة في القرآن، الكناية والتعريض في القرآن، الحصر والاختصاص في القرآن، الإيجاز والإطناب في القرآن، الخبر والإنشاء في القرآن، إعجاز القرآن في بيانه العربي؛ الفصل السابع: البديع في القرآن: أنواعه مائة ونيف، مواقف أصحاب الإعجاز من البديع، هل من إعجاز في التوراة والإنجيل؟؛ الفصل الثامن: الإعجاز في نظم القرآن؛ الفصل التاسع: المحكم والمتشابه من القرآن؛ الفصل العاشر: الناسخ والمنسوخ في القرآن؛ الفصل الحادي عشر: غريب القرآن؛ الفصل الثاني عشر: أساليب نظم القرآن وفنونه؛ الفصل الثالث عشر: ما هو إعجاز القرآن؟؛ خاتمه الكتاب: الإعجاز ما بين الإنجيل والقرآن، وقد اشتملت على ما يلي: أولاً: التحدي بالإعجاز في الإنجيل والقرآن، ثانياً: أثر هذا التحدي بهما عند السامعين، ثالثاً: الإعجاز بالأقوال والأعمال فيهما، رابعاً: أقوال الأستاذ العقّاد في إعجاز الإنجيل، خامساً: «الفرقان» كلّه معجز.

5 ـ النتائج ــــــ

من النتائج التي يمكن الإشارة إليها حسب تصورات الباحث خلال هذه الدراسة ما يلي:

1ـ إن التوراة والإنجيل والقرآن ـ بحسب شهادة القرآن ـ هي «الفرقان»، والفرقان كلّه معجز؛ لأنّه تنزيل الحيّ القيوم، فالإعجاز قائم ما بين التوراة والقرآن، وما بين الإنجيل والقرآن.

2ـ لقد وقع التحدي بالإعجاز في الإنجيل والقرآن، ولكن العبرة في مدى تأثير هذا التحدي، ومدى رد الفعل عليه عند الشعب، فكان جواب الشعب على القرآن في مكة: {إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هذا إِلاّ قَوْلُ الْبَشَرِ} (المدّثر: 24 ـ 25).

أما جواب الشعب على كلام المسيح، حيث كان يعلّم في المجامع والجميع يشيدون بمجده، وكانوا جميعاً يشهدون له، ويعجبون بالكلام المعجز الخارج من فيه، وكانوا يقولون: «أَوَليس هذا ابن يوسف؟» (لوقا: 4: 14 ـ 22)، «ثمّ دخل الجمع وأخذ يعلم، فبهتوا من تعليمه؛ لأنه كان يعلم كمن له سلطان، لا كالكتبة» (مرقس: 1: 21).

3ـ لقد وقع الإعجاز البياني والبلاغي في التوراة والإنجيل والقرآن لأنها جميعاً (الفرقان)، على حدّ قول القرآن([1])، ولكن ما بين إعجاز القرآن وإعجاز الإنجيل فارق جوهري. لقد أجمع القوم على أن إعجاز القرآن في القول الجميل، أي في البيان والبلاغة فقط، وإعجاز الإنجيل قائم في سحر البيان وسرّ المعجزات الشاملة معاً، أي في القول الإلهي المعجز والعمل الإلهي المعجز.

الدراسة العشرون: القرآن دعوة نصرانية ــــــ

1 ـ هوية البحث ــــــ

عنوانه: «القرآن دعوة نصرانيّة»([2]). المؤلف: القِسّ يوسف درّة حداد([3]). الناشر: المكتبة البوليسية، لبنان ـ بيروت. تاريخ النشر: الطبعة الثانية، 1986م. عدد المجلدات: مجلَّد واحد، 745 صفحة.

2 ـ هدف البحث ــــــ

يستهدف الباحث خلال هذه الدراسة تحقيق ما يلي:

1ـ إثبات أن «القرآن الكريم» ما هو إلاّ «دعوة نصرانية» في جميع ما جاء به من عقائد وأحكام وقيم أخلاقية وغيره، وخاصة عقيدة القرآن في «الروح»، وفي «كلمة الله» و«روح القدس»، وفي كلّ ما يرتبط بالسيد المسيح وأمّه مريم. فهي تجليات تثبت نصرانية القرآن، وأن هذه النصرانية التي يذكرها القرآن هي غير المسيحية.

 2ـ إثبات أن المسلمين طوال قرون عديدة قد «أخطأوا في فهم القرآن وفهم الإسلام فهماً صحيحاً. وعدم الفهم الصحيح هذا أدّى إلى «سوء التفاهم» المتواتر ما بين الإسلام والمسيحية. وكان ذلك يشكل مصدر الصراع الأليم والأثيم بينهما عبر التاريخ.

3ـ يحاول الكاتب بيان أنَّ «الحقيقة القرآنية» تجمع بين الإسلام والمسيحية في أصل واحد هو «نصرانية محمد والقرآن»، ومن ثم السعي لتقييم المفاهيم تقييماً صحيحاً، وتحسين الصلات الأخوية لفتح «حوار أخوي جديد» بين الإسلام والمسيحية؛ ليمثل «طليعة عهد جديد» من الإخاء الأصيل والولاء النبيل حتى أمد طويل.

3 ـ منهج البحث ــــــ

اعتمد الكاتب في هذه الدراسة على المنهج التاريخي والاستقرائي، وكذلك على منهج تحليل النصوص القرآنية؛ لإثبات آرائه وأفكاره، فقام بدراسة الوقائع التاريخية وتحليل الأفكار وعرض النتائج، معتمداً في كل ذلك على أسلوب الجدل الاستدلالي، إلاّ أنَّ منهج الباحث وأسلوبه في البحث لم يكن قائماً على أسس ومبادئ علمية، بل أكثر استشهاداته واستنتاجاته تستند على فهمه واجتهاده الشخصي، لذا جاءت أكثر نتائج دراساته منحازة وبعيدة عن الموضوعية والحيادية، فلا يمكن الاعتماد عليها أو الاطمئنان بها.

4 ـ إطار البحث ــــــ

جاء البحث بصورته الإجمالية وفقاً للمخطط التالي: هذا بلاغ الناس؛ تمهيد: سرّ «النصارى» في القرآن: البحث الأول: أنوار كاشفة من الإنجيل والقرآن، البحث الثاني: صلة القربى بين الإسلام والمسيحية عبر «النصرانية»، البحث الثالث: أنوار قرآنية هادية، ما بين «النصرانية» والدعوة القرآنية؛ الفصل الأول: «النصارى» في مصادر الوحي الإنجيلي: البحث الأول: يسوع الناصري، ويسوع المسيح، البحث الثاني: انقسام أتباع يسوع في الاسم إلى «نصارى» و«مسيحيين»، البحث الثالث: انقسام أهل الإنجيل في العقيدة إلى سنة وشيعة، البحث الرابع: «شيعة النصارى» في «العهد الجديد»؛ الفصل الثاني: «النصارى» في التاريخ: توطئة: تاريخ «النصارى» في «عهد الفترة»، البحث الأول: موجز تاريخ «النصارى»، البحث الثاني: هجرة «النصارى» إلى الحجاز، البحث الثالث: إنجيل «النصارى»؛ الإنجيل بحسب العبرانيين، البحث الرابع: علم الكلام عند «النصارى»، البحث الخامس: أسلوب الدعوة عند «النصارى»، البحث السادس: عقيدة «النصارى»، البحث السابع: الشريعة والصوفية عند «النصارى»؛ الفصل الثالث: «النصرانية» في مكة والحجاز قبل الإسلام: توطئة: المسيحية و«النصرانية» في جزيرة العرب قبل الإسلام، البحث الأول: الدعوة الإنجيلية في الحجاز من وحي القرآن والتاريخ، البحث الثاني: «النصرانية» في مكة والمدينة والحجاز من وحي السيرة، البحث الثالث: محمد على درب «النصرانية» من وحي السيرة، البحث الرابع: مبعث محمد، ودور أئمة «النصارى» فيه، من وحي الحديث والسيرة، البحث الخامس: أثر القِسّ ورقة بن نوفل في محمد والقرآن من وحي الحديث، البحث السادس: انتساب الدعوة القرآنية إلى «النصرانية» بنصّ القرآن نفسه؛ الفصل الرابع: الوثائق القرآنية: تمهيد: المبادىء القرآنية لفهم ما تشابه من القرآن، البحث الأول: الوثائق المكية لانضمام محمد إلى «النصارى»، البحث الثاني: الوثائق المكية لقيام «النصارى» مع محمد بالدعوة القرآنية، البحث الثالث: الوثائق القرآنية المدنية «لتنصُّر» محمد ودعوته، البحث الرابع: الوثائق القرآنية المدينة لإسلام «النصارى»؛ الفصل الخامس: الدلائل الحسان على «نصرانية» القرآن: توطئة: الدعوة القرآنية هي «النصرانية» عينها، البحث الأول: «نصرانية» القرآن في دعوته، البحث الثاني: «نصرانية» القرآن في ظواهره البارزة، البحث الثالث: نصرانيةً القرآن في أساليبه، البحث الرابع: «نصرانية» القرآن في صيغ الإيمان، البحث الخامس: «نصرانية» القرآن في عقيدته؛ الفصل السادس: مفاجآت تاريخية حول الدعوة القرآنية: توطئة: «النصرانية» غير المسيحية، البحث الأول: النصارى من بني إسرائيل في مكة والحجاز، البحث الثاني: «نصرانية» محمد قبل مبعثه وفي دعوته، البحث الثالث: «نصرانية» القرآن؛ الفصل السابع: النتائج الحاسمة من الواقع القرآني: توطئة: الظاهرة الكبرى في القرآن أنه قريب وبعيد معاً…، البحث الأول: مصادر الإسلام في نظر الإيمان والعلم، البحث الثاني: القرآن دعوة «نصرانية»، البحث الثالث: في عرف القرآن لا يصح إسلام بدون إيمان بالمسيح واالإنجيل، البحث الرابع: «نصرانية» القرآن هي صلة الوصل الكيانية بين الإسلام والمسيحية؛ خاتمة الكتاب: القول الفصل بين الإسلام والمسيحية، الشهادة لله وللمسيح على حرف واحد، على خلاف في التأويل.

5ـ نتائج البحث ــــــ

إن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ـ حسب فهمه الشخصي للحوادث التاريخية واجتهاده الخاص أمام النصوص القرآنية، الواضحة في بيانها والجلية في حقائقها ـ هي ما يلي:

1ـ حسب رأي الباحث فإنّ النتيجة الحاسمة التي تظهر من تحليل الوثائق القرآنية التي درسناها ومن الدلائل الحسان هو أنّ «القرآن دعوة نصرانية».

2ـ إنّ مصدر الخطأ في فهم حقيقة الدعوة القرآنية يقوم على سوء فهم لغة القرآن واصطلاحها في اسم «النصارى» واسم «بني إسرائيل».

3ـ حسب اعتقاد الباحث فإنّ عرف القرآن أنّه لا يصح إسلام بدون إيمان بالمسيح والإنجيل.

4ـ إنّ «نصرانية القرآن» هي صلة الوصل الكيانية بين الإسلام والمسيحية، فالإسلام القرآني هو «النصرانية» عينها، في «أمة وسط» بين اليهودية والمسيحية.

5ـ إنّ أتباع المسيح منذ مؤتمر صحابة المسيح في أورشليم عام (49ميلادية) افترقوا إلى «سنة» و«شيعة»، فالمسيحيون من الأمميين الذين اكتفوا بشرع الإنجيل وإمامة رسل المسيح عليهم هم «المسيحية السنّية»، أما «النصارى» من بني إسرائيل الذين تشيّعوا للتوراة، فأقاموا أحكامها مع أحكام الإنجيل، وتشيّعوا لأهل بيت المسيح ـ أولاد عمه ـ، فهم «النصرانية» الشيعة، وهذه النصرانية هي التي تبناها القرآن باسم الإسلام في دعوته، فكان القرآن دعوة «نصرانية».

6ـ إنّ الإسلام القرآني هو «النصرانية» عينها، فنسبة الإسلام إلى المسيحية كنسبة الشيعة إلى السنة، فهما فرعان لأصل واحد.

وهذا ما يجهله أو يتجاهله المسلمون والمسيحيون. فما بين الإسلام والمسيحية وحدة دينية محورها الإيمان بالمسيح: {كَلِمَتُهُ ألقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} (النساء: 170). إذاً حرف الإيمان واحد، وإنْ اختلف التأويل، ومهما اختلف الخّطان في تطورهما، فما بين الإسلام والمسيحية أصل جامعٌ هو «نصرانية القرآن».

7ـ إضافة إلى ما سبق فإنّ الكاتب يؤكد ما يلي:

أـ «نصرانية القرآن» هي محور الحوار بين الإسلام.

ب ـ بين الإسلام والمسيحية الشهادة لله وللمسيح على حرف واحد، وتأويل مختلف، وإنّ الشهادة الواحدة الجامعة بين الإسلام والمسيحية هي: «أشهد أن لا إله إلاّ الله، و{إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنْهُ} (النساء: 170)».

6ـ وقفة تأمل مع الكاتب ومنهجه في البحث ــــــ

1ـ أكد الباحثون من خلال دراستهم لكتب يوسف درة حداد أنّه يريد قولبة الإسلام في نصرانية لا يعترف بصلاحيتها أصلاً، وإنما يعتبرها بدعة سبقت المسيحية، وثبت ضَلالها، ويرى أن مسيحية التثليث والفداء قد قضت عليها قضاءً مبرماً، وحسب فإنّ المسيحية تنظر إلى النصرانية على أنها مغالطة وخلط وفوضى، وإن الإسلام «نسخة متأخرة» عن النصرانية المنحرفة التي انقرضت، لذا لا بد للمسلمين من «الارتقاء» إلى ما يدعو إليه الحداد وأمثاله.

أما الحقائق التاريخية والعلمية والعقلية فقد أثبتتْ خلاف ذلك، فليس الإسلام هو النصرانية، وليس الإسلام هو المسيحية أبداً.

2ـ يحاول الحداد أن يظهر نفسه وكأنه منطقيٌّ وموضوعيٌّ في بحوثه،إلاّ أن طابع العداء والتحامل على الإسلام وعلى المسلمين يبدو جليّاً من خلال تحليلاته المغلوطة واستنتاجاته الخاطئة، كما أثبت ذلك كثير من الباحثين الذين تصدّوا لنقد كتاباته نقداً علمياً وموضوعياً، أمثال: السيد محمد حسين فضل الله، والأستاذ أحمد عمران، والدكتور عبد الرحمن بدوي، والدكتور سامي عصاصة، وغيرهم.

3ـ نجد الحداد خلال أسلوبه في البحث يخطط ويصمم وهو يهدف إلى غاية يحاول بلوغها متذرِّعاً بآي الذكر الحكيم، فيقدِّم، ويحرّف، ويغالط، ويجزّىء، ويقطع الشواهد، ويفتري على القرآن، وعلى التاريخ، وعلى أصول الإسناد، كما أنّه يحاول أن يجعل كتابه منبر دعاية لعقيدته، وهو يقدِّم أناجيل مَنْ جاؤوا بعد أكثر من قرن من غياب السيد المسيح.

الدراسة الحادية والعشرون: القرآن ليس دعوة نصرانية ــــــ

1ـ هوية البحث ــــــ

عنوانه: «القرآن ليس دعوة نصرانية». المؤلف: الدكتور سامي عصاصة. الناشر: دارالوثائق، دمشق ـ سورية. تاريخ النشر: الطبعة الأولى، 2003م. عدد المجلدات: مجلَّد واحد، 204 صفحة.

2ـ هدف البحث ــــــ

استهدف الباحث خلال هذه الدراسة ما يلي:

1ـ الرد على كتابي الحداد والحريري: «القرآن دعوة نصرانية»؛ و«قس ونبي».

2ـ إثبات أن الحريري والحداد لم يلتزما بأصول المنهج العلمي في بحوثهما، فطريقتهما في البحث لا تتصف بالموضوعية أو الحياد أو العدل، وكذلك إثبات عدم توفر حسن النية لديهما، وأنهما لا يبحثان عن الحقيقة، وإنما يريدان إثبات وجهات نظر متحيزة ومحدودة سلفاً، تهدد الوئام، وتثير الفرقة والتناحر بين الديانتين.

3ـ الدعوة إلى الحوار «المسيحي ـ الإسلامي» النزيه القائم على التفاهيم والمحبة، والتعايش السلمي، وإلى كلّ ما يؤدي إلى طريق الوئام والوفاق، وشجب العدواة والتشرذم.

3ـ منهج البحث ــــــ

اعتمد الباحث في هذه الدراسة على المنهج التحليلي، والمنهج التاريخي، والوثائقي، والمنهج الاستقرائي؛ لتتبع الحوادث التاريخية وتحليلها؛ وذلك للكشف عن الأخطاء والمغالطات التي جاء بهما الحداد والحريري، وبيان الحقائق من خلال مصادرها الأصلية. كما قام الباحث بدراسة النصوص وتحليلها؛ لاستخراج الأفكار الصحيحة، وإعادة بنائها؛ للتوصل إلى النتائج المطلوبة، فكان أسلوبه في البحث أسلوباً جدلياً استدلالياً، يستند إلى الأدلة العقلية والنقلية في ضوء الأسس والمناهج العلمية.

4ـ إطار البحث ــــــ

جاءت هذه الدراسة وفقاً للمخطط التالي: المقدمة: لمن هذا الكتاب؟، ما النصرانية؟ الجزء الأول: الأحوال السائدة في الحجاز قبل الإسلام، ورقة بن نوفل: ديانته، نصرانيته، ورقة الأبيوني النصراني المتخنث المتحنف، ورقة رئيس النصارى، فتور الوحي، ورقة يتنبأ بنبوة محمد، ورقة مترجم الإنجيل، أرقام قرآنية، الإنجيل الضائع في رمال مكة، ورقة يزوج محمد‘ من خديجة، ورقة الزعيم، ورقة سيد مكة، ورقة يحدد محمد‘ خليفة له، شريحة نصرانية طاغية في مكة، الحداد وسورة الضحى، ورقة النبي وخديجة النبيّة، الوثنية في صلب عائلة محمد، مكة الوثنية أم المؤمنة الموحِّدة؟، تحريف الوحي، خلوة وصوم وتعبد؛ متفرقات من كتابي الحريري والحداد: الحريري المتواضع البريء، قدرة الخالق وقدرة الإنسان، إعادة الإسلام إلى إبراهيم الخليل، الجميع على ضلال الأرذلون، الاعترافات بنجاح محمد، القس الرئيس والقس المعاون، وحدة القرآن والإنجيل، وحدة الإسلام والنصرانية، الجشع نحو المغانم، محمد‘ يقرأ ويكتب، تعميد محمد وشرح صدره، الاستعلاء النصراني على العرب، نهضة العرب نصرانية، قرآنان، قس بن ساعدة نصراني، بين اليهود والنصرانية؛ الجزء الثاني: الفوارق التي تفصل القرآن عن الإنجيل، الفوارق التي تفصل القرآن عن التوراة، أقوال مفكرين مسيحيين، نوح السكران وكنعان البريء، إبراهيم وسارة وفرعون، المصريون في التوراة، يهوذا يزني مع أرملة ابنه، ابنتا لوط تحملان منه، شعب إسرائيل يزني، دمويّة موسى التلمودي، موسى، فتح أريحا، الأمر بإبادة ستة شعوب، انتقام يعقوب من شكيم بن حمود، لحم الجثة يُباع لغير اليهود، ابن النبي يغتصب أخته، داوود يزني بزوجة أوريا ويرسله إلى الموت، لماذا هذه المقتطفات من التوراة؟؛ الخاتمة، المصادر والمراجع.

5ـ نتائج البحث ــــــ

من أهم النتائج التي أشار إليها الكاتب خلال هذه الدراسة ما يلي:

1ـ إنّ الحريري والحداد بدآ دراستيهما من منطلق غير حياديّ.

2ـ يتصف منهجهما بالحقد والتناقض، فهما يبحثان عن الثغرات والهنات للتهديم وإثارة النعرات الطائفية. وقد اعتمدا على أسلوب في الكتابة يؤدي إلى طريق يثير القلق والضغينة، ويزيد رقعة الاختلاف بين أتباع الديانتين المسيحية والإسلامية. وهذا يخالف الشعار الذي رفعه الحداد والحريري بأنهما يكتبان في سبيل الحوار المسيحي ـ الإسلامي، والتعرُّف على الحقائق، وكشف القواسم المشتركة، والابتعاد عن إثارة النعرات الطائفية، وإيجاد سبل الوفاق والوئام بين المؤمنين، كما يدّعيان.

3ـ بيَّن الباحث كذلك أنّ الإسلام يختلف مع المسيحية في أكثر من نقطة لاهوتية، كما أُشير إلى ذلك خلال البحث.

4ـ وأخيراً أكدَّ الباحث أنّ «الحوار المسيحي ـ الإسلامي» المطلوب لا بدّ أن يُقام وفقاً لما جاء في الآية الكريمة: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ} (النحل: 135)، حيث إن هذه الآية تؤكد على أمرين شديدي الأهمية: الأول: الجدال بالحسنى. وهذا مطلوب من طرفي الجدال، وليس من طرف واحد فقط؛ الثاني: إنّ إصدار أحكام على أتباع ديانات أخرى ليس من واجبات المسلمين على الأرض، كما أشارت إلى ذلك الآية الكريمة نفسها: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ}. ومن هنا لابد من السعي إلى ترسيخ الوئام، وشجب محاولات العداء والتفرقة والانزواء.

الدراسات المقارنة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ـــــ

أولاً: نماذج من الدراسات المنتخبة ـــــ

وسأشير هنا إلى بعض الدراسات المنتخبة، وبأسلوب مختصر؛ وذلك لأجل التعرُّف والاطلاع على هذه الدراسات قدر الإمكان.

الدراسة الأولى: الأسفار المقدسة عند اليهود، عرض ونقد ــــــ

1ـ هوية الدراسة ــــــ

عنوانها: «الأسفار المقدسة عند اليهود، عرض ونقد». المؤلف: غير مذكور. الموقع:

http://www.ebnmaryam. cam/ holy asfar/ two.htm

عدد الصفحات: 13.

 

2ـ هدف البحث ــــــ

1ـ التعريف بالأسفار المقدسة عند اليهود، وبيان حقيقتها من حيث الشكل والمحتوى؛ 2ـ إجراء دراسة نقدية لتقييم هذه الأسفار وفقاً للحقائق التاريخية والدينية.

3ـ منهج البحث وأسلوب الباحث ــــــ

اعتمد الباحث في هذه الدراسة على المنهج التاريخي، والوثائقي، والمنهج الوصفي، والمنهج المقارن. وكان أسلوب الباحث جدلياً استدلالياً وعلمياً في آن واحد.

4ـ إطار البحث ــــــ

تضمن البحث العناوين الرئيسية التالية: المطلب الأول: التعريف بالأسفار المقدسة عند اليهود؛ المطلب الثاني: عرض موجز لمحتويات الأسفار: القسم الأول: التوراة، القسم الثاني: أسفار الأنبياء، وتنقسم إلى قسمين هما: 1ـ أسفار الأنبياء الأول (المتقدمين)، 2ـ أسفار الأنبياء الأخر (المتأخرين)، القسم الثالث: أسفار الكتب (أو كتب الحكمة)؛ المطلب الثالث: نقد التوراة المحرَّفة وما يتبعها من أسفار، 1ـ نقد سند كتبهم المقدَّسة وعدم صحة نسبتها إلى أنبيائهم، 2ـ نقد المتن، وبيان ما فيه من مواطن التحريف والتبديل والخطأ؛ المطلب الرابع: القسم الثاني من الأسفار المقدَّسة عند اليهود: التلمود: التعريف اللغوي والاصطلاحي للتلمود، أقسام التلمود: (المشنا) و(الجمارا): 1ـ أقسام المشنا، 2ـ أقسام الجمار، طبعات التلمود، منزلة التلمود عند اليهود؛ المطلب الخامس: نقد التلمود، حقيقة التلمود، الطوائف والفرق اليهودية المنكرة للتلمود، بعض مبادىء التلمود وتعاليمه الفاسدة.

5ـ تقييم البحث ــــــ

 تمكن الباحث خلال هذه الدراسة أن يفي بأهداف البحث. وتميز الباحث بسعة اطلاعه وقدرته العلمية، فكان موضوعياً وعلمياً في كل تحليلاته ونقده واستنتاجاته.

الدراسة الثانية: شخصية المسيح في القرآن ــــــ

1ـ هوية الدراسة ــــــ

عنوانها: «شخصية المسيح في القرآن». المؤلف: إسكندر جديد. الموقع:

http//:www. arabicbibile. com/ arabic/ a jesus. htm

عدد الصفحات: 7 صفحات A4.

2ـ هدف البحث ــــــ

يحاول الباحث خلال هذه الدراسة، واستناداً إلى عقيدته المسيحية وفهمه الشخصي، بيان ما يلي:

1ـ فكرة القرآن للعقائد المسيحية في ضوء الآيات المكية والمدنية، وبيان أسباب الاختلاف في المفاهيم الأساسية؛ 2 ـ بيان شخصيّة المسيح ومعجزاته وبنوّته في القرآن؛ 3ـ الرد على التصورات الإسلامية الخاطئة بالنسبة لفكرة بنوّة المسيح وألوهيته في ضوء القرآن والكتاب المقدس.

3ـ منهج الباحث ــــــ

حاول الباحث أن يعتمد على المنهج التحليلي للنصوص، والمنهج الاستقرائي، والمقارن، فقام بدراسة الأفكار وتحليلها ونقدها وفقاً لعقيدته وفهمه واجتهاده الشخصيّ.

4ـ إطار البحث ــــــ

تناول الباحث هذا الموضوع وفقاً للعناوين التالية:1ـ المسيح في الإسلام؛ 2ـ ميزات المسيح في القرآن؛ 3ـ معجزات المسيح في القرآن؛ 4ـ بنوّة المسيح في القرآن؛ 5ـ لاهوت المسيح في الإسلام.

5ـ تقييم البحث ــــــ

لم يكن الباحث في هذه الدراسة حيادياً في بحثه. ولم يراجع الباحث المصادر والمراجع المعتبرة لدى المسلمين. ولم يستفد من آراء العلماء وأهل الفن في ما عرضه من أفكار ومناقشات. وقام بتفسير الآيات القرآنية تفسيراً يتفق مع آرائه، ويدعم عقيدته المسيحية. ومن هنا جاءت استنتاجاته في هذه الدراسة ضعيفة ومتحيزة، ولا يمكن الاعتماد عليها علمياً.

الدراسة الثالثة: لاهوت المسيح بحسب يوحنا، دراسة مقارنة في ضوء المسيحية والإسلام ــــــ

1ـ هوية الدراسة ــــــ

عنوانها: «لاهوت المسيح بحسب يوحنا، دراسة مقارنة في ضوء المسيحية والإسلام». المؤلف: غير مذكور. الموقع:

http//:www.arabicbible.com/arabic/a ـ bible.htm

 عدد الصفحات: 156 صفحة A4.

 

2ـ هدف البحث ــــــ

يحاول الباحث خلال هذه الدراسة أن يثبت صحة المعتقدات المسيحية (البولسيّة) في ضوء شرح وتفسير (إنجيل يوحنا)، ومقارنة ذلك بما جاء في القرآن الكريم وبعض المصادر الإسلامية؛ لأجل إثبات وتأييد تلك المعتقدات.

3ـ منهج البحث ــــــ

اعتمدت هذه الدراسة على المنهج التحليلي الوصفي، وعلى المنهج المقارن. ويميل أسلوب الباحث في هذه الدراسة إلى الجدل الاستدلالي، وإلى الحوار والمناظرة.

4ـ إطار البحث ــــــ

تناولت هذه الدراسة الإصحاح الأول إلى الإصحاح الحادي عشر من (إنجيل يوحنا)، شرحاً وتفصيلاً وتطبيقاً ومقارنةً بالمفاهيم الإسلامية وآي القرآن الكريم.

5ـ تقييم البحث ــــــ

هذه الدراسة ـ كسابقتها ـ لم تلتزم الأسلوب الحيادي في البحث، بل كانت منحازة لإثبات وتأييد صحة العقائد المسيحية المواكبة لآراء بولس، وقامت بتفسير الآيات القرآنية تفسيراً يتناسب مع المفاهيم والتصورات المسيحية.

الدراسة الرابعة: تحريف الكتاب المقدّس ــــــ

1ـ هوية الدراسة ـــــ

عنوانها: «تحريف الكتاب المقدس». المؤلف: غير مذكور. الموقع:

http//:www.arabicbible.com/a ـ jesus.htm

عدد الصفحات: 17 صفحة A4.

2ـ هدف البحث ــــــ

يحاول الباحث من خلال الأدلة النقلية والعقلية إثبات أن الكتاب المقدس هو كلام الله الموحى للبشر، وكذلك إثبات عدم تحريف الكتاب، وكذلك الإجابة عن التساؤلات التالية: 1ـ هل هناك إنجيل واحد أم أربعة؟ 2ـ ألم يحرَّف الإنجيل؟ 3ـ كيف يؤمن المسلمون بإنجيل برنابا إن كانوا لا يؤمنون إلاّ بإنجيل عيسى؟

3ـ منهج الباحث ــــــ

اعتمد الباحث خلال دراسته على المنهج التحليلي الوصفي، والمنهج المقارن، والاستقرائي، والاستدلالي. واستعان بالأدلة القرآنية؛ لإثبات آرائه استناداً إلى فهمه واجتهاده الشخصي. فكان أسلوبه استدلالياً جدلياً.

4ـ إطار البحث ــــــ

تناول الباحث هذه الدراسة وفقاً للمخطط التالي: المقدمة؛ القسم الأول: الفصل الأول: محتويات الكتاب المقدس؛ أولاً: العهد القديم، ثانياً: العهد الجديد، الفصل الثاني: وحي الكتاب المقدس، أدلة من الكتاب المقدس والقرآن: أولاً: آيات من الكتاب المقدس نفسه، ثانياً: القرآن الكريم؛ القسم الثاني: الاعتراضات على الكتاب المقدس: 1ـ هل يوجد إنجيل واحد أم أربعة؟ 2ـ ألم يحرَّف الإنجيل؟ الباب الأول: هل يوجد إنجيل واحد أم أربعة؟: الفصل الأول: مفهوم الوحي في المسيحية والإسلام، الفصل الثاني: كيف يؤمنون بإنجيل برنابا بينما لا يؤمنون إلا بإنجيل عيسى؟ الفصل الثالث: الإنجيل وبشائره الأربعة، القرآن ونسخه السبعة: 1ـ الأدلة على وجود القرآنات السبعة، 2ـ معنى تحريف الأحرف السبعة، 3ـ حرق القرآنات الستة الأخرى، الباب الثاني: عدم تحريف الكتاب المقدس: الفصل الأول: مفهوم الآيات القرآنية التي توحي بتحريف الكتاب المقدس، الفصل الثاني: شهادة الكتاب المقدس لعدم تحريفه، الفصل الثالث: شهادة القرآن لعدم تحريف الكتاب المقدس، هل حدث التحريف قبل زمن النبي محمد (وهو الرأي الذي ينادي به البعض)، حدوث التحريف بعد زمن محمد، الفصل الرابع: شهادة المنطق على عدم تحريف الكتاب المقدس: أولاً: أين تمَّ التحريف؟، ثانياً: من الذي قام بالتحريف؟، ثالثاً: في أيّة لغة تمَّ التحريف؟، الفصل الخامس: شهادة علم الآثار بعدم تحريف الكتاب المقدس، الفصل السادس: شهادة علماء الإسلام بعدم تحريف الكتاب المقدس، ملخص عن صحة الكتاب المقدس وعدم تحريفه.

5ـ النتائج الحاصلة ــــــ

حسب رأي الباحث فإنّه تمكن خلال هذه الدراسة أن يصل إلى ما يلي:

1ـ إن التحريف المتوهَّم، والذي توحي به بعض الآيات القرآنية، ناتجٌ عن سوء فهم هذه الآيات فهماً صحيحاً.

2ـ إن ادعاء تحريف الكتاب المقدس قبل زمن النبي محمد وبعده باطلٌ.

3ـ ثبت عدم تحريف الكتاب المقدس بشهادة المنطق، وعلم الآثار، وأقوال علماء المسلمين.

6ـ تقييم إجمالي للدراسة ــــــ

إن النتائج التي توصل إليها الباحث لا يمكن بأيّ وجه من الوجوه الاعتماد عليها؛ وذلك لأن منهجية البحث خرجت عن الأسلوب الحيادي، واتّسمت بالانحيازية، وفيها شيء من الخلط والمغالطات؛ وذلك لاعتماده على فهمه الخاص واجتهاده الشخصيّ. والكاتب يحاول الاستشهاد بالآيات القرآنية وتفسيرها وفقاً لتصوّراته الذهنية وعقائده المسيحية، دون الرجوع إلى المصادر والمراجع المعتبرة في الدراسات القرآنية والتفسيرية.

الدراسة الخامسة: العقائد النصرانية في التفسير الإسلامي ــــــ

1ـ هوية الدراسة ــــــ

عنوانها: «العقائد النصرانية في التفسير الإسلامي»([4]). المؤلف: الدكتور مصطفى بوهندي. الموقع: موقع الشهاب للإعلام ـ العقائد النصرانية في التفسير الإسلامي:

http://www. chihab. net/ quran ـ n. php.

 عدد الصفحات: 23 صفحة A4.

2ـ هدف الدراسة ــــــ

هذا البحث محاولة جادّة من الباحث للكشف عن الدخيل من الإسرائيليات وثقافات أهل الكتاب في كتب التفسير. ويحاول الباحث خلال دراسته الإجابة عن السؤال المحوري لهذا البحث، وهو: «إلى أي حد استطاع علم التفسير أن يعين القارىء على التعامل الجيد مع النص القرآني؟»، ويعتقد الباحث «أن ما يوجد في كتب التفسير والتراث من عقائد ومفاهيم وأفكار منحرفة، مأخوذة من الإسرائيليات، لم يكن سببه ما راج في المجتمع الإسلامي من هذه العقائد والأفكار والمفاهيم فقط، وإنما يرجع وبشكل أساسي إلى العلوم الإسلامية نفسها، وعلى رأسه علم التفسير، حيث ساهمت بقواعدها وأصولها ومناهجها ومصادرها ورجالاتها في رواية هذه الأخبار، والترويج لها، وتزكيتها، وتقديسها، ورفعها إلى درجة النص النازل من السماء، بل إلى درجة تأطير النص القرآني نفسه، فلا يفهم إلا في ضوئها».

3ـ منهج البحث ــــــ

اعتمد الباحث في هذه الدراسة على أكثر من منهج علمي وفق متطلبات هذا البحث، منها: المنهج التحليلي الوصفي، والمنهج المقارن، والمنهج الاستقرائي، والاستدلالي. ويتّسم أسلوب الباحث بجرأة كبيرة على نقد النصوص، واهتمام متزايد بسلامة النص القرآني مما يراه الباحث خطأ في الفهم والتأويل، وقد تكونت لدى الباحث آراء جديدة في فهم نصوص القرآن الكريم، بحيث جعلته يتكلم وكأنه استوعب معاني تلك النصوص، وتكشفت له أسرارها وخباياها، وقد عرض آراءه التي توصل إليها، وقام بنقد وتفنيد كل ما يخالف ذلك.

4ـ إطار البحث ــــــ

 قسم الباحث هذه الدراسة إلى أربعة أبواب، وهي كما يلي: الباب الأول: مقدمات في أصول التفسير، الباب الثاني: الألوهية والنبوة، الباب الثالث: المعاد، الباب الرابع: القضاء والقدر والحكمة والتعليل.

5ـ نتائج الدراسة ــــــ

من النتائج التي أشار إليها الباحث خلال هذه الدراسة ما يلي:

1ـ يؤكد الباحث في مواضع كثيرة أن البيان القرآني قائم بنفسه ومكتمل، وأنه لا يحتاج إلى إضافة من أيّ أحد، وأن كل ما يفعله الناس هو اكتشاف جواهر وعجائب ذلك البيان، وهي مسألة لم يقل بخلافها المفسِّرون ولا غيرهم من المسلمين.

2ـ يؤكد الباحث على بطلان القول بأن القرآن الكريم على أربعة أوجه: قسم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى؛ وقسم لا يُعْلَمُ إلاّ بالبيان النبوي؛ وقسم يعلمه العلماء؛ وقسم يعلمه عامة الناس ممن يعرفون اللغة العربية؛ وذلك لأن هذا القول يرجع «بالأساس إلى اعتقاد النقص في البيان القرآني».

3ـ انتقد الباحث «الحَجْرُ» والتحديد والمنع الذي يمارسه البعض على التعامل المباشر مع النص القرآني، ووصف كلّ مَن يخالف ما هو مألوف من آراء في كتب التفسير بالابتداع والقول بغير علم ومخالفة ما عليه العلماء وغير ذلك.

4ـ يدعو الباحث إلى الاهتمام بتفسير القرآن بالقرآن؛ إذ إنه ـ مع كونه «عملية اجتهادية قابلة للصواب والخطأ ـ يمتاز عن غيره من العمليات التفسيرية بكون مادته ثابتة من حيث ورودها، فلا تحتاج إلى بحث في الصحة والضعف».

5 ـ يعتقد الباحث أنّ معنى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} ليس «لا يعلم وقوعه وعاقبته إلاّ الله تعالى»، أي إن الباحث يخلص إلى تبني القول بأن القرآن كلّه محكم، بمعنى معلوم المعنى، وأنه لا يوجد فيه عبارات أو ألفاظ لا يعلم معناها إلا الله تعالى، كما أنّه ليس هناك معانٍ يختص بها الراسخون في العلم، بل كل ما في القرآن يمكن أن يفهمه كل الناس.

6ـ يرجِّح الباحث رأي القائلين بعدم وقوع النسخ في القرآن الكريم.

7ـ أكَّد الباحث أن هناك فرقاً بين التفسير النبوي للقرآن والتفسير بالحديث النبوي، وبيّن أن التفسير بالحديث النبوي هو فعل الراوي واجتهاده، ولا يكون معناه بالضرورة أن الرسول× قصد بذلك الحديث تفسير تلك الآية. ويرى الباحث أيضاً أن عملية التعامل مع الأحاديث النبوية في تفسير النص القرآني عملية اجتهادية معقَّدة، ومعرضة للخطأ والصواب، وتحتاج إلى تحكيم السياق القرآني من جهة، وإدراك المرمى الحديثي من جهة أخرى.

8ـ استناداً إلى ما سبق يرى الباحث أن ما صنف في كتب الحديث تحت عنوان «كتاب التفسير» هي مجرد نماذج وأمثلة لها علاقة ما بالآيات، بل إنها كثيراً ما تفرض على تلك الآيات معاني آخرى لا علاقة للآيات بها، وأن النص القرآني في أصله غنيّ عن بيانها. ومن هنا فهو يستدل على رفض كون السنّة مبيّنة وشارحة للقرآن بوجود كثير من الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة والإسرائيليات والخرافات.

9ـ ينتقد الباحث جعل أقوال الصحابة في المرتبة الثالثة من مصادر التفسير؛ وذلك لقلّة تلك المرويات. كما أنَّ الصحابي ـ كغيره من البشر ـ معرَّض للخطأ في اجتهاده في تفسير النصوص القرآنية. ويردّ الباحث رأي من يقول بأن «قول الصحابي لا مجال للاجتهاد فيه، وأنّه يأخذ حكم المرفوع إلى النبي‘»، حيث يرى أن هذا الرأي كان قد شكل مدخلاً خطيراً دخلت منه العقائد الإسرائيلية والنصرانية إلى مرويّات الصحابة؛ وذلك لأن الصحابة ـ حسب رأيه ـ لم يكونوا يروون عن النبي‘ وحده، وإنّما كانوا يروون عن بعضهم البعض، وإنّ الصحابة المكثرين من الراوية لم يجمعوا مرويّاتهم إلاّ بعد وفاة النبي‘، كما كانوا يروون عن كبار التابعين، ومُسلِمَة أهل الكتاب ومن تثقَّف بثقافتهم.

ثانياً: عناوين بعض الدراسات المقارنة على مواقع الإنترنت ــــــ

1 ـ «الاعتقاد بتحريف الكتاب المقدس» (3 صفحات).

http: //www. Arabicbible.com/arabic/a ـ bible. htm

2ـ «المسيح في الكتاب المقدس» (7 صفحات).

http: //www. arabicbible.com/arabic/a ـ jesus.htm

3ـ «الروح القدس أم محمد؟» (صفحتان).

 http: //www. arabicbible.com/arabic/a ـ spirit. htm

4 ـ «الحق الكامل عن عيسى المسيح» (4 صفحات).

http: //www. arabicbible.com/arabic/a ـ jesus. htm

5 ـ «من هو المسيح حقاً؟» (صفحة واحدة).

http: //www. arabicbible.com/Arabic/a ـ jesus. htm

6 ـ «الكتاب المقدس: محتواه، مخطوطاته، وترجماته» (6 صفحات).

http: //www. arabicbible.com.

7 ـ «ماذا يقول الكتاب المقدس عن النبي محمد رسول الإسلام؟» (8 صفحات).

http: //www.the arabic christian ministry.htm.

8 ـ «هل يُعقل أن يموت المسيح مصلوباً؟» (8 صفحات).

http: //www.arabicbible. com/a jesus.htm.

9ـ «تحريف الكتاب المقدس: قيمة الكتاب والإنجيل في نظر القرآن» (20 صفحة).

http: //www.arabicbible.com.

   و يشتمل على العناوين التالية: الدين الواحد في الثلاثة هو التوحيد الكتابي؛ التوحيد الكتابي المنزل هو الإسلام؛ الإنجيل هو كلام الله على لسان كلمة الله؛ الإنجيل هدى وموعظة للمسلمين، كما هو للمسيحيين؛ المسيح في عرف القرآن نفسه؛ خاتمة النبوة والكتاب؛ هل من تحريف في الكتاب والإنجيل؟ شهادة القرآن بصحة الكتاب المقدس.

10 ـ «عقيدة «ابن الله» في التوراة» (صفحة واحدة).

11 ـ «الله واحد في ثلاثة أقانيم»، ناشد حنا (13 صفحة).

http://www.arabicbible.com/arabic/a god/islam.htm.

12 ـ «لاهوت الروح القدس وعمله»، يوسف قسطة (3 صفحات).

http://www. arabicbible/aspirit. htm.

13 ـ «اهدنا الصراط المستقيم» ـ تفسير مسيحي لسورة الفاتحة (صفحتان).

http://www. arabicbible. com/arabic/a ـ salvation. htm.

14 ـ «الرد على تهمة التحريف» (14 صفحة).

http://www. arabicbible. com/arabic/a ـ bible. htm.

15 ـ «حقيقة الكتاب المقدس».

http://www. ebnmaraym. com/truth ـ of ـ bible. htm.

16 ـ «الكتاب المقدس»، الدكتور يوسف عطية (نؤمن بالله، ونؤمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله، وصدق لقصص الكتاب المقدس، وأنها حقيقة وليست خيالاً،…).

http://www. copticchurch. org/arabicarticles/bible. htm.

17ـ «استحالة تحريف الكتاب المقدس»، للدكتور عادل حليم، (شهادة تفرد الكتاب المقدس، في وحدته، وصدق قصصه، وأنها حقيقة وليس خيالاً…).

18ـ «رأي القرآن بالكتاب المقدس» (يصادق القرآن على ما جاء في التوراة والإنجيل في أكثر من موضع وآية، فكرة أن الكتاب المقدس وقع عليه التحريف، تأكيد للمسلمين على حقيقة استحالة تحوير وتغيير ذلك الكتاب…).

http://www. thegrace. org/a ـ quran1. htm.

19ـ «الكتاب المقدس يحمل في ذاته دلالة وحيه» (إثبات حقيقة وحي الكتاب المقدس…).

http://www.baytaallah.com/insp11. htm.

20ـ «الإيمان المسيحي وإله الكتاب المقدس الحي المبارك»، «أمهات الكتب الإسلامية وحقيقة جمع القرآن العثماني»

http://www. geocities.com/about christianity.htm.

21ـ «هل تنبأ الكتاب المقدس عن نبيّ آخر؟».

http://www. islameyat. com/ arabic/ derasat/ hal tanba2. htm.

22ـ «هبة الكتاب المقدس» (أصدرت الهيئة الكهنوتية في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وثيقة تعليمية تفيد أن بعض أجزاء «الكتاب المقدس» غير صحيحة.

http://www. alarabiya. net/articles/ 2005/10/05/17432. htm.

23ـ «ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد؟»

http: //www. arabchurch. com/forums/show thread.

http://www.arabic. islamic web.com/christianity /muhammad ـ deadat.htm.2.html.

24ـ «متى وُلدت التوراة؟ ما الذي تعرض له الكتاب المقدس في تاريخه الأول؟ (الغموض في تاريخ الكتاب المقدس لم يُثِرْه المسلمون،… تحقيق النصوص المقدسة، التي تمثل حقيقة العهدين…).

http://www. tawdeeh. com/naqd ـ nasrania/weladt. htm.

25ـ «التناقض في أن الكتاب المقدس المسيحي كالكتاب المقدس اليهودي، كلاهما أخذ على أنه حقيقة».

http://www.arabiyat.com/forums/show thread?= 8 threadid.htm.

26ـ «هل أخطأ القرآن في اسم والد مريم كما يزعم المتخرِّصون؟»

http://www. tafsir. net/ ads/adlink. php? adid = 6.htm.

http://www. tafsir. org/index. php? do = maqalat.htm.

27ـ «شبهات المستشرقين حول جمع القرآن».

http://www. tafsir. net/vb/show thread. php? t = 53q. htm.

الهوامش

_______________________

([1]) آل عمران: 2 ـ3.

([2]) هذا الكتاب هو أحد الكتب الصادرة ضمن سلسلة «في سبيل الحوار الإسلامي المسيحي / 2»، للمؤلف.

([3]) ولد (القِسّ) الأب يوسف درّة حداد في عام 1913م، وتوفي في عام 1979م، في مدينة يبرد الواقعة على مقربة من وسط الطريق الواصل بين دمشق وحمص تقريباً، درس اللاهوت وتخرج من (إكليرية حنّة الصلاحية) في القدس، تحدث الأب جورج فاخوري البولسي عن أعمال الحداد مادحاً إيّاها، ولكنه لم ينسَ أن يتحفظ على مضمونها بذكره للشوائب التقنيَّة التي جاءت فيها.

ويقول أحد الكتّاب: «عَلِمنا من مرجع موثوق جداً بأنَّ الكنيسة التي كان الحداد من أتباعها جمَّدت نشاطه في سنواته الأخيرة؛ لأنها وجدت في كتاباته اقتباسات كثيرة من القرآن الكريم، من شأنها أن تبلبل فكر الرعية أكثر مما تخدم الهدف المتوخّى من الكتاب، لقد كان الحداد كمن يتاجر بثلج الجبل، فلم يُرضِ البائع ولا الشاري، لقد أجهد نفسه في إبراز نصرانية الإسلام ومحمد، وجار على الإسلام وعلى محمد، ولكن كنيسته لم ترضَ عنه. (راجع: سامي عصاصة، «القرآن ليس دعوة نصرانية»: 6).

([4]) نشرت هذه الدراسة تحت عنوان «التأثير المسيحي فى تفسير القرآن»، للمؤلف، راجع الدراسة (16) من هذا التقرير.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً