أحدث المقالات

أ. محمد حسن شيرزاد(*)

أ. محمد حسين شيرزاد(**)

د. أحمد پاکتچي(***)

ترجمة: حسن نصر

الخلاصة

لقد وُضعت كلمتي «الفقر» و«الغنى» في محورٍ متجاور مرّات عديدة في القرآن الكريم، وشكَّلتا زوجاً دلاليّاً متكرّراً. تُظْهِر آراء علماء المسلمين أنهم اكتفوا بذكر المعنى الحَرْفي لهذه الكلمات، ولم يكن لديهم الكثير من الاطلاع حول خلفية تكوُّن هذه المفاهيم. وتحاول هذه الدراسة، عبر الاستفادة من معطيات علم اللغة التاريخي، والأنماط العامة في الأنثروبولوجيا، أن تستكشف السياق الثقافي لبناء هذه المفاهيم؛ بغية توفير فَهْمٍ أعمق للآيات القرآنية التي تحتوي على هذا الزوج المعجمي. وتظهر الدراسة الحالية أن الاختلاف في أنماط المعيشة الحَضَرية والبَدوية في شبه الجزيرة من شأنها أن تؤدّي إلى فَهْمٍ مختلف للعالم المحيط، وتجلب بدَوْرها دلالات مختلفة، وأحياناً متناقضة، لبعض الظواهر. تكشف هذه المطالعة أن الزوج المعجمي «الفقر ـ الغنى» كان قد نشأ من طريقة تفكير أهل الحاضرة ـ وليس البادية ـ؛ نظراً إلى مسألتي الإملاق والثروة في النسيج الثقافي والاقتصادي لشبه الجزيرة.

1ـ مقدّمةٌ

استُخدمَتْ مادتا «ف ق ر» و»غ ن ي» أكثر من مرّة في القرآن الكريم في تضادّ مع بعضها، وهيأت الأرضية لنشأة زوجٍ معجمي([1]). تظهر مراجعة الآيات القرآنية أن هذه الكلمات، التي تعتبر اقتصاديّةً للوَهْلة الأولى، قد استخدمت في سياقاتٍ مختلفة. إن استخدام الفقر والغنى في القرآن قد دخل أحياناً في الأبحاث العقائدية، مثل: ما ورد في الآيات التالية: ﴿لقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أغْنِيَاءُ﴾ (آل عمران: 181)، و﴿وَاللهُ غَنِيٌّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرُاءُ﴾ (محمد: 38). ويمكن ملاحظة أنها تشير إلى وجود خطابين متنافسين في سياق الوَحْي حول مدى قدرة الله. في بعض الأحيان، تمّ استخدام الزوج المعجمي للفقر والغنى في المسائل الفقهية ـ الحقوقية، مثل: ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إٍذَا بَلَغَُوا النِّكاَحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيَْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (النساء 6)، وأحياناً في آياتٍ مثل: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمِْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً﴾ (البقرة: 273). كما استُعملت كلمتا الفقر والغنى في المجال الأخلاقي؛ إذ استنتج المفسِّرون الذين اتَّبعوا نهجاً وَعْظياً في تفسير الآية الأخيرة ضرورة حشمة الفقراء في مواجهة الناس، وهي فضيلةٌ أخلاقية([2]). وعلى الرغم من ارتباط «الفقر» مع «الغنى» في عدّة آياتٍ من القرآن، والذي يشير إلى وجود علاقةٍ دلالية بينهما، فقد درس علماء اللغة والمفسِّرون هذه الكلمات بشكلٍ منفصل، ولم يشيروا إلاّ إلى دلالتهما على «الإملاق» و»الثروة». بينما في حال النظر إلى العلاقة الدلالية بين الفقر والغنى في القرآن الكريم، ودراسة علاقة التقابل بينهما، فمن الممكن توفير أرضيّةٍ مناسبة لفَهْمٍ أكثر دقّة لهذا الزوج المعجمي في السياق الثقافي لشبه الجزيرة وقت نزول الوَحْي. تحاول الدراسة الحالية، عبر الإفادة من طرق علم الدلالة التاريخي (Historical Semantics)، التي تشتغل على البحث في التغيُّرات الدلالية للكلمات مع مرور الزمان([3])، نعم، تحاول دراسة عملية بناء معنى مادّتي «الفقر والغنى». وكذلك تعتزم هذه الدراسة أيضاً، مع الانتباه إلى الأنماط العامة في الأنثروبولوجيا، استكشاف السياق الثقافي لبناء هذه الكلمات. إن الجمع بين أساليب حلّ المشكلات في علوم الدلالة التاريخي، والأنثروبولوجيا الثقافية، يمهِّد الطريق لظهور نوعٍ جديد من المعرفة يسمّى علم الدلالة الثقافي (Cultural Semantics). في هذا النوع من الدراسة يتمّ تتبّع التحوُّلات الدلالية للكلمات ذات الصلة المباشرة بأنماط حياة مستخدميها.

2ـ أسلوب الحياة، التفكير وبناء المفاهيم

تُعَدّ شبه الجزيرة العربية عشيّة ظهور الإسلام من المناطق التي تضمَّنت أسلوبين مختلفين للحياة: البَدَويّ؛ والحَضَريّ. كان العنصر الأكثر أهمِّيةً، الذي يميِّز هذين الأسلوبين في الحياة، هو «الحركة»، مقابل «الثبات». فقد كانت الثقافة البدوية تمثِّل ثقافة الحركة والتنقُّل، والثقافة الحضرية عموماً هي ثقافة الثبات والاستقرار. وفي الثقافات البعيدة عن الجزيرة العربية كان العامل الأكثر أهمّية في التمييز بين حياة التنقل والاستقرار هو الحركة والسكون.

على سبيل المثال: كلمة Sedentary، التي تشير في اللغة الإنجليزية إلى القبائل المستقرّة، هي مشتقّة من الجَذْر اللاتيني sedere، بمعنى «الجلوس» و«عدم التحرُّك»([4]).

وكلمة nomadic، التي تشير إلى البَدْو، مشتقّةٌ من الكلمة اليونانية νομάδ، التي تعني «التجوُّل» و«السعي»([5]).

على الرغم من أن التمييز بين حياة التنقُّل والاستقرار يعتمد على عنصري الحركة والسكون، إلا أنه لا ينبغي تقليل الاختلاف بينهما إلى هذا القَدْر فحَسْب. تُظهر الدراسات الأنثروبولوجية أن الاختلاف بين أسلوبَيْ الحياة يؤدّي إلى تكوين أداء وطرق تلقٍّ مختلفة، وتعتبر دراستها مهمة، لذلك نشهد عقد مؤتمر للجمعية الكندية للأنثروبولوجيا (CASCA)، بالتعاون مع الرابطة الدولية لعلوم الأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا (IUAES)، في عام 2017م، بعنوان: «أنثروبولوجيا التنقُّل» (Anthropology of Movement)، وأحد موضوعات المؤتمر حول الهجرة وتنوّع الأداء، وطرق تلقّي البَدْو والحَضَر.

ويتّضح، بناءً على هذه الآراء، أن الاختلاف لا يكمن فقط في أسلوب حياة سكان البادية والحاضرة؛ فإدراكهم للعالم المحيط من حولهم يختلف بشكلٍ كامل، الأمر الذي يؤدي إلى بناء مفاهيم مختلفة، وأحيانا متضادّة، التي صاغَتْ تمثيلهم لتجارب العالم من حولهم.

وعلى الرغم من أن العلماء المسلمين كانوا على درايةٍ بوجود نمطَيْ حياة مختلفين في شبه الجزيرة العربية، إلاّ أننا لا نرى انعكاساً لهذه الحقيقة في تحليلهم اللغويّ، وانطباعاتهم التفسيرية. ومع ذلك، فإن نزول القرآن الكريم في مجتمع يتكوّن من ثقافات حَضَريّة وبَدَويّة قد تسبَّب في أن منشأ المفاهيم القرآنية كان حَضَرياً حيناً، وبَدَوياً أحياناً.

الدراسة الحالية، التي تمّ تنظيمها وفقاً لمقاربة علم الدلالة الثقافي، قادرةٌ على الكشف عن طبيعة «العرقية المركزية» (Ethnocentrism) في أساليب تفكير سكّان الحَضَر والبَدْو لشبه الجزيرة([6]).

يُظهر تحليل عملية بناء المفهوم في الحواضر العربية أن سكانها؛ نظراً لاعتيادهم على طريقة الحياة الحضرية، أقدموا على بناء المفاهيم من خلال التقييم الإيجابي للثبات، والتقييم السلبيّ للحركة؛ ومن ناحيةٍ أخرى، فإن أهالي بادية العرب؛ نظراً لألفتهم أسلوب حياة التنقُّل والرحيل، قاموا ببناء المفهوم مع تقييمٍ إيجابي للحركة، وتقييمٍ سلبيّ للثبات. وهكذا، تسبّبَتْ الفروقات في نمط الحياة في اختلافات ملفتة في صناعة المفاهيم الحَضَرية والبَدَوية([7]).

استناداً إلى الإطار النظري المتقدِّم نعتزم دراسة السياقات الثقافية لبناء كلمتي الفقر والغنى، وإظهار نمط الحياة الذي نشأ منه هذا الزوج المعجمي (حَضَريّ أم بَدَويّ) في النسيج الثقافي الاقتصادي لشبه الجزيرة في عصر نزول الوَحْي. ويمكن أن يكون هذا البحث خطوةً فعّالة في تفسير آياتٍ من القرآن الكريم تحتوي على هذا الزوج من الكلمات.

3ـ العلاقة بين الثبات وتراكم الثروة في الفكر الحَضَريّ

يتمّ أوّلاً ـ في هذا القسم ـ دراسة أنماط إنتاج الثروة في حواضر الحجاز. تظهر هذه الدراسة أن اعتماد الحياة الاقتصادية لأهالي الحواضر العربية على الاستقرار هيّأ الأرضية لنشوء هذا التصوُّر، وهو أن الثبات والإقامة في مكانٍ واحد من أهمّ العوامل لإنتاج وتراكم الثروة. ويتمّ التحقُّق في الخطوة التالية من أن كلمة «غنى» تستند إلى مفهوم تراكم الثروة.

أـ الحياة الاقتصاديّة لسكان الحاضرة العربيّة

لا يمكن تحقيق الحياة المستقرة في شبه الجزيرة إلاّ في مكانٍ تتوفَّر فيه الإمكانيّات الأوّلية الطبيعية، مثل: الماء والارض الخصبة نسبيّاً. وهكذا، فإن تشكُّل الحاضرة وإمكانية الزراعة مرتبطان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً في شبه الجزيرة، وكانت «الزراعة» و«العمل في البساتين» أهمّ الأنشطة الاقتصادية لسكان الحاضرة العربية.

عند الحديث عن حواضر منطقة الحجاز، الذين كان اقتصادهم يعتمد على الزراعة، يجب أن نذكر أوّلاً يثرب. فقد كانت قبائل «الأَوْس» و»الخزرج» المشهورة، التي شكَّلت ـ مع اليهود ـ السكّان الأصليين لهذه المنطقة، وتُعتبر من العرب القحطانيين، نعم، كانت قد انتقلَتْ إلى الأجزاء الشمالية من شبه الجزيرة بعد الركود الاقتصاديّ الناجم عن فيضان السَّيْل العَرِم وتدمير سدّ مأرب([8]). ولم يكونوا يمتلكون المهارات اللازمة للعيش في صحراء الجزيرة العربية؛ بسبب اعتيادهم على الحياة المستقرّة في اليمن، ولذلك استقرّوا في حاضرة يثرب، بمجرّد أن وجدوا مكاناً مناسباً للإقامة الدائمة والزراعة([9]). قلَّدوا الزراعة اليمنية، وتحوَّلوا إلى الريّ الصناعي، وحفروا العديد من آبار المياه، وحوَّلوا يثرب إلى أهمّ مركزٍ لإنتاج التمور في منطقة الحجاز([10]).

تعتبر الطائف، وهي مدينةٌ تقع جنوب شرق مكّة، حاضرةً أخرى في الحجاز، كان يعتمد اقتصادها على الزراعة والعمل في البساتين. دفعت المياه الملائمة والتربة الخصبة والمناخ المناسب بعض أعيان مكّة إلى اختيار «الطائف» مصيفاً لقضاء الصيف فيه([11]). تقع المدينة على سفح جبل «غزوان»، الذي يعتبر من أبرد مناطق الحجاز، فقد كانت تتجمَّد المياه فوق قمّته في الشتاء. اعتبر هذه الجليد أفضل مصدرٍ لتخزين المياه في الطائف، ووفَّر الاحتياجات المائية للمنطقة على مدار العام([12]).

وعند الحديث عن أصل قبيلة ثقيف ـ سكّان مدينة الطائف ـ ينبغي أن يُقال: سواء أرجعنا أصل هذه القبيلة ـ بناءً على آراء بعض علماء الأنساب ـ إلى اليمن والعرب القحطانية([13]) أو إلى بلاد الشام ـ بناءً على إشارات بعض الروايات([14]) ـ، فإنه من الواضح أنهم اعتادوا منذ فترةٍ طويلة على أسلوب الحياة المستقرّة ومتطلّباته([15]).

تشير المعطيات التاريخية إلى أن الثقفيين قاموا بتحويل الطائف إلى أهمّ مركزٍ لإنتاج القمح والعنب في الحجاز، من خلال استغلال الموارد البيئية المناسبة([16]). يذكر الأزرقي أن أهل مكّة كانوا يؤمِّنون احتياجاتهم من القمح من خلال التجارة مع الطائف([17]). ويعتقد ياقوت الحموي أن عنب الطائف، من حيث الطعم والرائحة، لم يكن له مثيلٌ في العالم([18]). كما أن من أهمّ استخدامات العنب في الطائف تحضير وإنتاج النبيذ، حيث تمّ تصديره؛ بسبب جودته، عبر طريق البخور (Incense Road)، إلى خارج حدود الحجاز، وتحديداً إلى الهند([19]).

وأخيراً، عند الحديث عن طُرُق كسب المال في حاضرة مكّة ينبغي القول: إنه لفترةٍ طويلة كان أهمّ مصدر دَخْلٍ لقريش، بما أنهم السكان الأصليّون لهذه الحاضرة، هو «زيارة الكعبة»، فقد استقطبت مكانة مكّة كمدينة حجٍّ أعداداً كبيرةً من الحجّاج من جميع أنحاء شبه الجزيرة، حاملين معهم العديد من الهدايا والنذور والأضاحي([20]). ويمكن لعائدات هذا الحجّ أن تلبّي جزءاً من الاحتياجات الاقتصادية لأهل مكّة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إقامة الأسواق الموسمية في أيام الحجّ يوفِّر فرصة للمكِّيين لتلبية جزءٍ من احتياجاتهم الاقتصادية، من خلال إدارة التجارة الإقليمية([21]). وغنيٌّ عن البيان أنه قبل حوالي نصف قرنٍ من ظهور الإسلام خضعَتْ أساليب اكتساب الثروة في مكّة الحالية لتغييراتٍ جوهرية؛ بسبب استمرار التجارة الخارجية في شبه الجزيرة، والتي بموجبها كان الاقتصاد المكّي قائماً على الحركة والانتقال([22]).

إن العلاقة المتبادلة بين تراكم الثروة والاستقرار يمكن أن تهيّئ الأرضية لتكوين فكرةٍ في حاضرة الحجاز بأن البقاء في مكانٍ واحدٍ هو أهمّ شرطٍ لإنتاج الثروة وتراكمها.

ب ـ عمليّة صنع مفهوم «الغنى» في اللغة العربيّة

تبيِّن مراجعة آراء علماء اللغة ومفسِّري القرآن الكريم أن المعنى الأصلي لـمادة «غ ن ى» هو التمكُّن والثراء([23]). من وجهة نظر المفسِّرين، كلّما تعدَّتْ هذه الكلمة بحرف الجرّ «عن»، مثل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً﴾ (آل عمران: 10) فهو دليلٌ على اختصاصها بمعنى «المنع» أو «الكفاية»([24]).

والنقطة التي تدعو للتأمُّل هنا هي استخدام كلمة «غنى» بمعنى الديمومة (في نفس المكان)، والذي يمكن رؤيته في أربع آياتٍ من القرآن الكريم([25]). وعلى سبيل المثال: يتفق علماء المسلمين فيما بينهم على دلالة هذه الكلمة على معنى «الإقامة» في الآية الكريمة: ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَانُوا هُمْ الْخَاسِرِينَ﴾ (الأعراف: 92)([26]).

قدَّم علماء اللغة المسلمون تفسيراتٍ مختلفة حول ارتباط معنى «الإقامة» بمعنى «الثراء» و«الكفاية». بعضها ركَّز على المكوِّن الدلالي لمعنى «الكفاية»، فعندما يقيم أحدهم في مكانٍ ما يكتفي من الحاجة للعيش في أماكن أخرى، وتُستخدم عبارة (غنى في المكان)([27]). ويُرجع البعض سبب إطلاق كلمة «مغنى» على «المكان» إلى قابلية المكان لسدّ حوائج الناس([28]). ويؤكِّد المفسِّرون ـ خلافاً لعلماء اللغة ـ على المكون الدلالي لـ «الثراء»، ويعتبرون «غَنَى في المكان» يعني الإقامة المقترنة بالتنعُّم والثراء([29]).

وعلى الرغم من اهتمام علماء المسلمين بدلالة مادّة «غ ن ى» بمعنى «إقامة»، إلا أنهم اتفقوا على أن المعنى الأساس لها هو «الثراء»، وأن معنى «الإقامة» هو أحد معانيها الثانوية. إلاّ أن البحث عن توائم مادّة «غني» العربية في اللغات السامية الأخرى يدلّ على أصالة وقِدَم معنى «الإقامة» و«السكن» في تلك اللغات.

وينبغي القول ـ على سبيل التوضيح ـ: إن جَذْر «غني» في اللغات العربية الجنوبية يفيد معنى «السكن». ويشهد على ذلك استعمال كلمة «m’n» في اللغة السبئية بمعنى «المسكن» و«المنزل»([30]). ويمكن أيضاً البحث عن توأم مادة «غني» في الفرع الكنعاني من اللغات السامية، وخاصّة العبرية. تدلّ كلمة עוּן(ʿōn) العبرية على معنى «الإقامة» و«السكن»([31])، واشتقت كلمة מָעוֹן (māʿūn) من هذا الجَذْر، بمعنى «المسكن»، و«مكان الإقامة»([32]). وتجدر الإشارة إلى أن الكلمة الأخيرة تُستخدم أيضاً كاسمٍ خاص لإحدى المدن العبرية، المدينة المعروفة الآن باسم «معين»، فضلاً عن وجود مدينة أخرى في بلاد الشام، باسم «معان»، كان قد ذكرها الجغرافيون واللغويون المسلمون([33]). وقد أشار ياقوت الحموي، بعد ذكر هذه المدينة، إلى معناها اللغوي كمنزلٍ ومقرٍّ للإقامة([34]). كما أفاد الجغرافيّون واللغويّون عن وجود مدينةٍ تسمّى «معين» في بلاد اليمن([35]). وفي هذا الصدد، يجب أن نتحدَّث عن أقدم دولةٍ تأسَّست في بلاد اليمن، والتي كانت تسمّى «معين»([36])، فقد يكون السبب في تسمية هذه الحضارة باسم «معين» هو استقرارها.

ويبدو أن المفردة القرآنية «معين»، في الآية: ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً  وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ (المؤمنون: 50)، أيضاً للتعبير عن معنى «الإقامة = السكن». إلاّ أن العديد من المفسِّرين يعتبرون أن كلمة «معين» في هذه الآية، كما في استخداماتها الأخرى، تشير إلى «الماء الجاري والمتدفِّق»([37]). لكن العلاقة المتينة بين كلمة «معين» وكلمة «قرار»، والتي تشير أيضاً إلى الثبات وعدم الحركة، من جهةٍ، وابتعاد استخدام كلمة «معين» في هذه الآية عن الأساليب المتكرّرة، مثل: ﴿كَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ﴾ (الصافات: 45؛ الواقعة: 18) و﴿مَاءٍ مَعِينٍ﴾ (الملك: 30)، التي تتحدث بوضوح عن نوع ٍمن الماء، من جهةٍ أخرى، يمكن أن تكون علاماتٍ على دلالة كلمة «معين» في هذه الآية على «الإقامة = السكن».

يجب القول عند الحديث عن كيفية صناعة مادة «غ ن ى» العربية بمعنى «الإقامة» أن دراسة الكلمات التي أعيد بناؤها من اللغة الأفروآسيوية القديمة تظهر أن هذه المادة منحوتة من الاسم المركب (ġa’/ ġo’)، الذي يعني «الحجر»، أو من جذر الفعل (’ün)، بمعنى «القطع»([38])، والتي تشير مجتمعةً إلى معنى «قطع الحجر».

في الخطوة التالية، تمّ انزياح معنى «قطع الأحجار»، بناء على قاعدة السبب والمسبّب المجازية، إلى المعنى الجديد: «الإقامة = السكن». عند مناقشة السياق الثقافي للانتقال الدلالي من «قطع الحجر» إلى «الاستقرار» ينبغي القول: إن علماء الأنثروبولوجيا، بالاعتماد على الأدلة التاريخية والأَثَرية، يعتقدون أن إحدى طرق بناء المساكن بين القبائل القديمة كانت تقطيع الأحجار والصخور([39]).

ومن المثير للاهتمام أن دَوْر القطع الحجري في بناء المساكن العربية ينعكس أيضاً في العديد من آيات القرآن الكريم. ووفقاً للآيات القرآنية، فإن من أبرز سمات قوم ثمود، الذين يُعتَبَرون من العرب القدماء، قطعهم الحجارة؛ لبناء المنازل. اعتبر المفسِّرون قاطبةً أن آية: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ (الفجر: 9) تشير إلى نَحْت الصخور؛ لبناء المنازل([40]). كما أن معظم المفسِّرين قد فهموا بحقٍّ أن آياتٍ قريبةَ المضمون منها، مثل: ﴿تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً﴾ (الأعراف: 72) و﴿وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ﴾ (الشعراء: 149)، تشير إلى طريقة بناء أهل ثمود لمنازلهم بنحت الحجر. وعليه، فإن فكرة «نحت الحجارة» بمثابة «بناء البيت»، التي أُشير إليها في اللغة العربية القرآنية باسم «جَوْب الصخر» و«نَحْت الجبال»، تحيل إلى عملية بناء المفهوم لقالب مادة «غ ن ى» في اللغة السامية القديمة. ومن المثير للاهتمام أنه في اثنين من الاستخدامات الأربعة لكلمة «غنى» في القرآن الكريم بمعنى «الإقامة» تمّ استخدام هذه الكلمة إما للإشارة إلى قوم ثمود: ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِثَمُودَ﴾ (هود: 67 ـ 68)؛ أو إلى حديث القرآن عنهم: ﴿وَأَخَذَتْ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ﴾ (هود 94 ـ 95).

كما ذكر القرآن جماعةً تسمّى «أصحاب الحِجْر»، الذين استخدموا طريقة نَحْت الحجارة؛ لبناء المنازل: ﴿وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ﴾ (الحجر: 80 ـ 82)، وقد اعتبر مفسِّرو القرآن الكريم أن «أصحاب الحِجْر» هم أهل ثمود، واعتبروا «حِجْر» هو اسم مدينتهم([41]). من المحتمل أن تسمية هذه المدينة بـ «حِجْر» لها جذورها في الدَّوْر الفعّال للحَجَر في بناء المنازل الثمودية([42]). ومن الجدير بالذكر أن سترابو، الجغرافي اليوناني الشهير، أشار في مقالته عن الجغرافيا إلى نفس المدينة باسم Egra، وذكرها أيضاً بليني المؤرِّخ الروماني وعالم الطبيعة باسم Hegra([43]).

وفي النهاية يجب القول: إن دلالة مادّة (غ ن ى) في اللغة العربية على الثروة إنما هو بالاستناد إلى معنى الإقامة والاستقرار، وهذا ما يشير إلى أن كلمة (غنى) بهذا المعنى قد تشكَّلت حَصْراً في الثقافة الحَضَريّة، حيث تعتمد البنية الاقتصادية لهم على الاستقرار والثبات في مكانٍ واحد.

ج ـ الثروة، نموذجٌ عن انتقال معنىً مشابه

يمكن البحث عن نموذجٍ آخر لصنع معنى كلمة «الثروة» في اقتصاد الحاضرة العربية، فقد ذكر علماء اللغة المسلمون أن الكلمة العربية «ثروة»، تعنى «الوفور» و»الزيادة»، وعبارة «ثَرِي الرجل» و«أثرى الرجل» بمعنى «كثر ماله»([44]). ومن وجهة نظرهم «المال الثري» هو «المال الكثير»([45]). وتدلّ كلمة «ثراء» على معنى «المال الوفير»([46]). وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد علماء اللغة أن كلمة «ثرى»، التي استعملَتْ مرّة واحدة في الآية: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى﴾ (طه: 6) لها جَذْر كلمة «ثروة» نفسه، وأطلقت على التربة الرطبة([47]). وعليه، فإن تركيبات مثل: «أرض ثرية» و«أرض ثرياء» و«أرض مثرية» تشير إلى أرض ليست تربتها رطبة، وليست جافّة([48]). وقد قادَتْ الاستخدامات المختلفة لمادّة «ث ر و» ابن فارس إلى الرأي القائل بأن المكوّنات الدلالية الرئيسة لهذه المادة اللغوية «الإضافة» و«الرطوبة = النداوة»([49]).

وينبغي أن نشير عند البحث عن توائم المادّة اللغوية «ث ر و» في اللغات السامية بدايةً إلى اللغات التي تنتمي إلى الفرع الشمالي الأعلى الذي تنتمي إليه أقدم النصوص السامية الباقية. ووفقاً للمعلومات التي بأيدينا فإن كلمة šerū / šarū في اللغة الآشورية، بالإضافة إلى إفادتها معنى «الزيادة» و«الوفرة» قد اتَّخذت أيضاً معنى «الثراء»([50]). وقام متخصِّصو اللغة الآشورية بتسجيل كلمة أخرى بصيغة mešrū / mašrū، والتي تعني «ثروة»، وأيضاً «سرعة الإنبات» و«وفرة النموّ»([51]). كما ذكر جيزينيوس دلالة الكلمة الآشورية على معنى «متشرب بالماء» و«مائي»، والتي تذكِّرنا بمعنى الرطوبة والنداوة في اللغة العربية([52]). وأخيراً، يجب أن نذكر الكلمة الآشورية šir’ū / šer’ū، والتي تعني «الأرض الصالحة للزراعة» و«الأرض المحروثة»([53]). ويظهر تفحُّص هذه البيانات أن مستخدمي اللغة الآشورية؛ بسبب متطلباتهم الثقافية والاقتصادية، وجدوا علاقة مفاهيمية وثيقة بين «الماء» و«الزراعة» و«الوفرة» و«الثروة».

وعند انتقال البحث إلى اللغات المنتمية إلى الفرع الشمالي الأوسط ينبغي القول: إن أكثر المعاني شيوعاً لكلمة «ثروة» في هذه اللغات هو «الرطوبة» و«النداوة».

وعليه، فإن الكلمة العبرية שׁרה (ŠRH) تُستخدم لتعني «الغمر» و«النقع»([54])؛ وأيضاً الكلمات תְרָא (terā) وתְרֵי (terī) في لغة «ترگوم» الآرامية مفرداتٌ لها نفس المعنى([55]). وكذلك ذكرت معاجم اللغة السريانية كلمة ܐܪܬ (terā)، بمعنى «البلل» و«الغمر» و«الانحلال»([56]). وفي اللغة المندائية يجب أن نشير أيضاً إلى مادّة TRA، والتي، مثل التوائم الأخرى في الفرع الشمالي الأوسط، تعني «رطب» و«مغمور»([57]). وفي غضون ذلك، يجب أن نذكر اللغة الأوغاريتية التي استخدمت هذه المادة بمعنىً مختلفٍ عن اللغات الأخرى المنتمية إلى الفرع الشمالي الأوسط، فبينما تشير القواميس الأوغاريتية إلى مادّة على شكل try / trw تعتبرها قابلةً للمقارنة بالكلمات العربية «ثروة» و«ثراء» و«ثرياء» و«ثرى»، وتعبر عن معنى «الخصوبة» و«الإثمار» و«الوفرة»([58]).

وتُظهر المقارنة بين استخدامات المادة اللغوية العربية (ث ر و) مع نظيرتها في اللغات السامية الأخرى، مع التحقّق من صحّة التحليل اللغوي لعلماء اللغة المسلمين، أنه في تصوُّر بعض الناطقين بالعربية تُعَدّ كلمة «الوفرة»، وعلى وجه الخصوص «الوفرة في المال»، التي يطلق عليها «ثروة»، مرهونةً بالتربة الرطبة والخصبة، التي جعلت الزراعة ممكنةً لعامّة الناس. على هذا الأساس، فإن الارتباط المفاهيمي بين «الزراعة» و«الوفرة» و«الثروة»، التي رأيناها بالفعل في اللغة الآشورية، قد تمّ أيضاً في اللغة العربية. وبناءً على ذلك، يمكن الاستدلال على أن كلمة «ثروة» كانت قد صيغَتْ في الثقافات الحَضَرية، كيثرب والطائف، حيث كانت تتمتَّع بإمكانية الزراعة. وبهذه الطريقة، فإن كلمة «ثروة»، مثل كلمة «غنى»، نشأَتْ من تصوُّر الناس المستقرّين للثروة، وتشكَّلت في السياق الثقافي للحاضرة العربية.

4ـ الربط بين الحركة والفقر في الفكر الحَضَريّ

يتّضح في هذا القسم، من خلال مناقشة أنماط اكتساب الثروة في البادية، وأيضاً في حاضرة مكّة بعد السعي وراء التجارة خارج المنطقة، أن الحياة الاقتصادية لأهالي هذه المناطق كانت تقوم على الحركة والتنقُّل. في حين اعتبرت الثقافات الحَضَرية في يثرب والطائف ومكّة (قبل ظهور التجارة الخارجية)؛ بما أنهم رأَوْا أن إنتاج الثروة وتراكمها يعتمدان على الاستقرار، نعم، اعتبرَتْ أن التنقل والحركة مصدرٌ للفقر. وكما سوف يتضح لاحقاً فإن هذا التصوُّر للفقر مهَّد الأرضية لبناء كلمة «فقر» في الثقافة الحَضَرية.

أـ الحياة الاقتصاديّة للبَدْو

اختار معظم سكان منطقة الحجاز حياة الهجرة؛ بحثاً عن الطعام؛ بسبب المناخ غير المؤاتي، والظروف البيئية غير المساعدة في المنطقة، ممّا جعل الزراعة والعمل في هذه المجالات تعتريها الصعوبات([59]). وقد حالت الأمطار غير المنتظمة دون تكوُّن مجارٍ مائية دائمة في البادية، ولهذا السبب كان البَدْو يبحثون دائماً عن الكلأ والماء، ويتجوَّلون لا محالة لمسافاتٍ طويلة([60]).

وينبغي أن يُقال، عند الحديث عن الأسس الاقتصادية لبادية العرب: إن النشاط الإنتاجي الوحيد الذي يتوافق مع أسلوب حياة التنقُّل هو تربية القطعان، وعلى وجه الخصوص تربية الإبل([61]). إن بناء معنى مفردة «الأنعام»، المأخوذة من كلمة «نعم» نتيجة التحوُّل الدلالي، تنبئ أن القطيع في الثقافة البدوية كان يعتبر مؤشِّراً على الرغبة والاستحسان. ويمكن العثور على مثالٍ مماثل في المناطق البعيدة عن ثقافة الجزيرة العربية، كما في ثقافة البدو الأتراك في آسيا الوسطى. فكلمة «tavar» في اللغة التركية الوسطى، بالإضافة إلى معنى «الماشية»، تعني أيضاً «الثروة». أرجع كلاوسن هذا التحول الدلالي بحقٍّ إلى حقيقة أن «الماشية» كانت الشكل الأكثر شيوعاً للثروة في ثقافة تلك القبائل([62]).

ولجأ أهالي بادية العرب، بجانب الأنشطة الإنتاجية، إلى النَّهْب والصيد وجمع الطعام؛ لسدّ احتياجاتهم اليومية؛ إذ إن استهلاك قطعان الماشية لم يكن يسدّ حاجاتهم على الإطلاق([63]). يعتبر علماء الأنثروبولوجيا أن التنقُّل إحدى السِّمات المشتركة للمجتمعات التي تعتمد على الصيد؛ لأن البحث عن الأطعمة الحيوانية والنباتية يتطلَّب حركةً مستمرة([64]). وبناءً عليه، كان على سكان شبه الجزيرة العربية؛ من أجل تلبية احتياجاتهم اليومية، أن يتنقَّلوا على نطاقٍ واسع في الامتداد الشاسع لصحاري الجزيرة العربية.

ب ـ الحياة الاقتصادية لأهل مكّة

كان العيش في حاضرة مكّة صعباً جداً، مقارنةً بحاضرة يثرب والطائف. وبحَسَب سورة قريش، فإن قلّة المياه والتربة غير المناسبة حرمَتْ أهل هذه المنطقة من إمكانية الزراعة، مما تسبَّب في أزمة غذاءٍ للمكّيين. وكما ذكَرْنا سابقاً، كان الحجّ إلى الكعبة وإدارة التجارة الإقليمية خلال موسم الحجّ من أهمّ ركائز الحياة الاقتصادية لأهل مكّة. أدّى السعي وراء التجارة الخارجية في شبه الجزيرة العربية إلى تغييرٍ جوهريّ في الظروف الاقتصادية لمكّة المكرمة، تغييرٍ أدّى إلى فتح صفحةٍ جديدة في تاريخ هذه المنطقة قبل ظهور الإسلام بنحو 50 عاماً، وكان هذا التحوُّل الاقتصادي نتيجةً لتوتُّر العلاقات السياسية بين الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية، وكان من أهمّ آثاره السيطرة الإيرانية على طريق الحرير، والاحتفاظ بارتفاع قيمة أسعار البضائع التي يحتاجها الرومان. وللتخلُّص من هذه المشكلة قرَّرت الإمبراطورية البيزنطية عبور الطرق الالتفافية، وكان من أهمّها: الساحل الغربي لشبه الجزيرة، بدلاً من استيراد البضائع التي تحتاجها عبر طريق الحرير. وبحَسَب الروايات التاريخية، فإن إقامة قبيلة قريش الشهيرة في مكّة مكَّنتها من إدارة التجارة الخارجية في شبه الجزيرة العربية، والتي كانت بمثابة عبورٍ للبضائع التي احتاجَتْها الإمبراطورية البيزنطية من اليمن إلى الشام، الأمر الذي أشار بوضوحٍ إلى مركزيّة الحركة والتنقل في تجارة مكّة الناشئة([65]).

كما يشهد الاهتمام بعملية بناء معنى مفردة «التجارة» على مركزيّة مكوّن التنقل في مسألة البيع والشراء. إن المادة اللغويّة «ت ج ر»، التي لها جذورٌ في الكلمة الأفروآسيوية القديمة gir / gur، التي تعني «التحرُّك = الانطلاق»([66])، أصبحت ثلاثيّةً، مع إضافة البادئة «ت»، التي تضيف معنى المطاوعة إلى الجَذْر الأساسي([67])، ومن ثمّ اتخذت كلمة ترگوم معنى «السفر» في اللغة الآرامية([68]). ونرى في الخطوة التالية بناء معنىً جديدٍ «تجارة»؛ نتيجة التحوُّل الدلالي لكلمة «سفر» في معظم اللغات السامية([69]).

وفقاً لذلك، ما كان قادراً على تغيير طريقة النشاط الاقتصادي في حاضرة مكّة هو تحويل التجارة الإقليمية المحلّية في قريش إلى تجارةٍ كبيرة غير محلِّية، ومن أجل القيام بها كان لا بُدَّ من ترك الإقامة الدائمة في مكّة، والانتقال إلى بعض الأماكن بشكلٍ منتظم. كان لهذا التطور الاقتصادي أثرٌ عميق على حياة المكّيين، إلى درجة أن الله عزَّ وجلَّ في سورة قريش ألمح إلى الإنجازات المتحقِّقة بفضل ذلك، في إشارة إلى إنجازات رحلات العمل الشتوية والصيفية([70]).

وفي النهاية لا بُدَّ من التأكيد على أنه رغم التشابه الظاهري بين ثقافتي حاضرة وبادية مكّة في بناء الحياة الاقتصادية على الحركة والتنقل، فلا ينبغي التغاضي عن أحد الاختلافات الجوهرية بينهما؛ فقد أدَّت الظروف البيئية غير المؤاتية في بوادي الجزيرة العربية إلى تحوُّل اقتصاد المنطقة إلى عمليات تنقُّلٍ غير مخطَّط لها وعرضية، وقائمة على الحظّ؛ للعثور على موارد المياه والغذاء. وفي المقابل، كان اقتصاد مكّة الحالي قائماً على تحوُّلات تجارية محدّدة مسبقاً، ومخطَّط لها في أوقات معيَّنة من السنة؛ وبمعنى آخر: بينما كان البَدْو يتجوَّلون باستمرار في الصحراء الشاسعة؛ للحصول على طعامٍ، دون وجهةٍ محدَّدة، شرع أهل مكّة، بخطّةٍ وهدفٍ معينين، في رحلات عملٍ ذات منشأ ووجهةٍ واضحة.

ج ـ عمليّة بناء مفردة «فقر» في اللغة العربيّة

اعتبر معظم علماء اللغة المسلمين أن المعنى المحوري لكلمة «الفقر» هو الحاجة والعَوَز([71]). وفي مقابل ذلك نأى ابنُ فارس بنفسه عن رأي الأغلبية، وقدَّم المعنى الأصلي لجَذْر «الفقر» على أنه «ثقب شيءٍ ما»، ولذلك أعاد مصطلح «الفقار» ـ الذي يطلق على العمود الفقري ـ إلى الثقوب والتجاويف الموجودة فيه([72]).

وعند البحث في كيفية اشتقاق كلمة «فقير» ينبغي أن يُقال: اعتبر اللغويون أن سبب تسمية الإنسان المعوز بـ «الفقير» يعود إلى تعرُّضه لأشدّ المصائب والمعاناة في الحياة([73])؛ وكأن المصائب؛ بسبب شدّتها، تكسر عموده الفقري([74]).

تظهر دراسة عملية صناعة المادة اللغوية «ف ق ر» في اللغة العربية أنه لا يمكن القبول بادّعاء علماء اللغة المسلمين أن هناك أصلاً لهذه المادة، ومحاولة توضيح كلّ الكلمات المشتقّة منها، بأدلّةٍ مختلفة، بناءً على قاعدة الاشتراك في المعنى([75]). يكشف علم أصول الكلمات «إيتيمولوجيا» ـ في المقابل ـ أن بناء مادّة «ف ق ر» قد مرّ بتاريخين مختلفين تماماً، يتضمّنان معاني مختلفة، لذلك ينبغي الاستنتاج أن هذا الجَذْر وجد مشتركات لفظية فقط في اللغة العربية، تمّ اعتبارها ـ عن طريق الخطأ ـ تعود إلى جَذْرٍ واحد.

أحد معاني الجذر اللغوي «ف ق ر» في اللغة العربية «ثقب»، وهو ما أكَّده بشكلٍ خاصّ ابن فارس، ويعتبره المعنى الرئيس لهذه المادة([76]). ولمادة «ف ق ر» بهذا المعنى جذورٌ في هذه الكلمة المزدوجة الأفروآسيوية faḳ (فَق)([77]).

لقد استمرَّتْ حياة هذه الكلمة المزدوجة في اللغات السامية القديمة، اللغة المصرية، لغة داهالو، ولغة آگو. وتسبَّب هذا الأمر في صناعة جذور لغوية عربية مختلفة، مثل: «ف ق ق»، بمعنى «ثقب»([78])، و«ف ق أ» بمعنى «شقّ»([79]). ومن المثير للاهتمام، استناداً إلى إعادة بناء الكلمات الأفروآسيوية أن مستخدمي هذه اللغة القديمة، بإضافة اللاحقة «راء» للكلمة الثنائية faḳ، والتي تعني «ثقب»، قد مهَّدوا الطريق لبناء كلمة ثلاثية fVḳir / fVḳur، وما تزال بقاياها محفوظةً في فرعي اللغات السامية والمصرية([80]). وبناءً عليه، فإن تسمية العمود الفقري بـ «فقار الظهر» تشير إلى الثقوب الموجودة بين فقرات العمود الفقري، الثقوب التي يمرّ من خلالها النخاع الشوكي، وتكون محميّةً من الإصابة. وتجدر الإشارة إلى أن مادّة «ف ق ر» بهذا المعنى، بالإضافة إلى العربية، تمّ رصدها أيضاً في اللغة السريانية بصيغة تصريف ܐܬܪܩܦ (poqartā)([81]).

يجب القول عند انتقال البحث إلى أصل مادّة «ف ق ر»، بمعنى «الإملاق»: إن الأدلة اللغوية تشير إلى أن هذه المادة مخصّصة للغات السامية التي تنتمي إلى الفرع الجنوبي. وعلى هذا الأساس، بالإضافة إلى استخدام هذه المادة في اللغة العربية الشمالية، أشار علماء الساميات إلى وجودها في اللغات العربية الجنوبية، وتحديداً بصيغة المهري والجبالي fqīr / fiqīr([82]). يعتقد علماء الساميات أن ܐܪ ܝܩܦ (paqīrā)، التي تعني الفقير، هي كلمة مستعارة من اللغة العربية التي وجدت طريقها إلى السريانية([83]).

وبالحديث عن كيفية بناء المادّة العربية «ف ق ر» بمعنى «الحاجة» يجب أن يقال: إن جذور هذه المادة يمكن العثور عليها في الكلمة الثنائية ḳar، والتي تعني في اللغة الأفروآسيوية القديمة «أن تكون في حالةٍ مُعلّقة». وبناءً على التحوُّل الدلالي فقد اتخذت معنى «السحابة»؛ لأنها معلقة بين الأرض والسماء([84]). ومضافاً إلى ذلك، فإن إضافة اللواحق «ن»، «د»، «همزة»، أدّى إلى بناء الكلمات الأفروآسيوية ḳerVd وḳeran، والتي تعني «قرد»؛ وأيضاً ḳori’، وتعني «طائر»، وكلّها تدلّ على أنواع الحيوانات التي يعدّ التعلُّق فيها سمة بارزة([85]).

ومن الجدير ذكرُه، بناءً على الأدلّة اللغوية، أن كلمة ḳar، بالإضافة إلى لعبها دَوْراً في بناء المعاني المتقدِّمة، والتي تشير جميعها فعليّاً إلى حالة التعلُّق، كانت أيضاً فعّالةً في بناء مجموعةٍ من المعاني التي لها الشكل المجازي للتعلُّق. ويمكن إظهار الدليل على ذلك باللغة العربية في عدّة أمثلةٍ، من قبيل: «اقتَرَّ الرجل» بمعنى «بحث الرجل عن بقيّة العشب في وسط الوادي»([86])؛ «قَرَيتُ البلاد وقَرَوتُها» أي «بحثاً عن البلاد انتقلت من مدينة إلى أخرى»([87])؛ «تَقَرّيتُ الماء» أي ذهبتُ بحثاً عن الماء([88])؛ «اقترار» يعني «البحث عن الطعام»([89])؛ و«استقراء» يعني البحث = التتبُّع([90])، وهي تشير بأجمعها إلى حالة التعليق وعدم الثبات، مترافقةً مع البحث الدائم والمستمر. وفي الحالات المتقدِّمة تمّ تحويل الجذر المزدوج لـ ḳr عن طريق تكرار الحرف الساكن «ر»، وإضافة نصف حرف متحرّك، وهمزة، بالترتيب، إلى الجذور الثلاثية «ق ر ر»، «ق ر و»، «ق ر ي»،  «ق ر أ».

ومن بين الأمثلة المتقدِّمة من الضروري الحديث عن دَوْر الكلمة المزدوجة ḳar في بناء مادة «ف ق ر»، فمن خلال إضافة البادئة «فاء»، وإضافة معنى «الظهور»، إلى الجذر الأصلي، تمّ توفير الأرضية لبناء معنى «فقر». وعلى هذا الأساس، فسَّر الساميون، الذين اعتادوا أسلوب حياةٍ مستقرّة، الانتقال المستمرّ للبَدْو لإيجاد موارد المياه والغذاء على أنه تعليقٌ دائم لهم، والنتيجة الاقتصادية لتحرُّكاتهم غير المنتظمة وغير المخطَّط لها على أنها حرمانٌ وبؤس.

تظهر مراجعة الاستخدامات القرآنية لكلمة «ف ق ر» أنه، بالإضافة إلى إطلاق اسم «فقير» على البَدْو الرُّحَّل، في سياق نزول القرآن الكريم، يُطْلَق على المهاجرين المكّيين الذين أخرجوا من ديارهم، وأجبروا على ترك مكّة، وفضَّلوا التشرُّد واللجوء؛ للحفاظ على عقيدتهم. قدَّم الله تعالى في سورة الحشر هذه الفئة من المسلمين على أنهم «فقراء»، ومن المصاديق الرئيسية لدفع غنائم بني النضير: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ﴾ (الحشر: 8). كما أن الانتباه إلى عملية بناء معنى مفردة «هجرة» يؤكِّد هذا التلقي التفسيري. المعنى الرئيس لمادة «هـ ج ر» في اللغات السامية هو «الترك»([91])، والتي يمكن إضافتها إلى تطبيقات هذه المادّة في اللغة العربية([92]). كما لوحظت في المادة العبرية הגר (HGR)([93]). وبهذه الطريقة فإن مسألة «الهجرة» هي حرفياً أصل المحور، وتعني الخروج القَسْري من مكانٍ ما ـ مثل: الوطن ـ، وبالتالي تتطلَّب تشرُّدَ وتجوالَ مَنْ يقوم بها. ويعود الثناء الكبير الذي مدح الله تعالى به المهاجرين، في عدّة آيات من القرآن الكريم، إلى هذه الحقيقة.

فبالإضافة إلى الآية 8 من سورة الحشر، يمكن ملاحظة إطلاق كلمة «الفقراء» على المهاجرين المكّيين في سورة البقرة. حيث قدَّمهم كأحد مصارف الإنفاق: ﴿لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 273). يشير صدر الآية، باستخدام التعبير «فقراء»، إلى وضع المهاجرين المكّيين الذين كانوا في حالة تعلُّقٍ وتجوالٍ بعد ترك مكّة، وأصبحوا فقراء معوزين. ذكرَتْ الحقيقة التاريخية التالية أنه بعد الهجرة من مكّة مُنعوا من مواصلة أنشطتهم التجارية، ولم يُسْمَح لهم بالقيام برحلات تجارةٍ (الضرب في الأرض)؛ لكسب المال. والجدير بالذكر أن التفاسير الروائية لأهل السنّة اعتبرت، بعد إيرادها للمنقولات المنسوبة إلى مجموعة من الصحابة والتابعين، أن سبب نزول هذه الآية يعود إلى المهاجرين، وفسَّرت الضرب في الأرض في الآية نفسها بـ «التجارة»([94]). كما يفهم من الآية الكريمة: ﴿أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ﴾ (الحشر: 8) أن المهاجرين المسلمين، بالإضافة إلى طردهم من وطنهم، جُرِّدوا كذلك من نظام تجارتهم الإقليمية في شبه الجزيرة، التي كانت قائمةً على مركزية قريش. إن حرمانهم من ممارسة مهنتهم الرئيسية، وعدم إلمامهم بالمهارات الاقتصادية المشتركة في يثرب، وخاصّة الزراعة، وعزلهم، وبالطبع افتقارهم إلى الدَّعْم القبلي، كلّ ذلك ساقهم في نهاية المطاف إلى الفقر والإملاق.

وفي ختام هذا البحث يجب أن يقال: إن السياق الثقافي لبناء كلمة «فقر»، ودَوْرها في تكوين زوجٍ معجميّ مع «غنى»، يجب أن يتتبَّع في أذهان أهل حواضر الحجاز. وعلى عكس الثقافة البَدَويّة، كانوا يرَوْن أن الثروة (الغنى) نتاج الاستقرار في مكانٍ واحد، ومن ناحيةٍ أخرى، رأوا أن الفقر ناتجٌ عن حركاتٍ غير منتظمةٍ وغير مخطَّط لها.

 

5ـ خاتمةٌ

سعَتْ الدراسة الحالية، بالاعتماد على معطيات علم اللغة التاريخي والنماذج العامّة في الأنثروبولوجيا، إلى دراسة الخلفيات الثقافية لبناء كلمة الفقر والغنى في سياق نزول القرآن الكريم؛ بغية الحصول على فَهْمٍ أعمق للآيات القرآنية التي تحتوي على هذا الزوج المعجمي.

وقد أظهرَتْ هذه الدراسة ما يلي:

1ـ اتجه أهالي يثرب والطائف؛ بسبب الظروف والإمكانيات البيئية المؤاتية، إلى الزراعة والعمل في البساتين، الأمر الذي يتطلَّب الاستقرار والبقاء في مكانٍ واحد. كما أن تأسيس اقتصاد أهل مكّة على محورية الحجّ، وإدارة التجارة الإقليمية، جعلهم ينظرون إلى كسب المال على أنه نتاجُ إقامةٍ دائمة في حاضرة مكّة. لذلك، لم يكن إنتاج الثروة وتراكمها في الثقافة الحَضَرية ممكناً، إلاّ من خلال العيش في منطقةٍ ما. ويُعَدّ بناء معنى «الثروة» على أساس التحوُّل الدلالي «للبقاء في مكانٍ ما»، والذي يتجلّى في كلمة «غنى»، علامةً على ذهنية أهالي الحاضرة العربية.

2ـ ولأن الثقافة الحضرية افترضَتْ أن تراكم الثروة يحصل نتيجة الثبات والبقاء في مكانٍ ما، فقد اعتبرت تنقُّلات البَدْو المستمرّة والعشوائية؛ للعثور على مصادر الغذاء، نوعاً من التجوال والتشرُّد، وعدَّتها السبب الرئيس للفقر والبؤس. إن صناعة معنى «الفقر» على أساس التحوُّل الدلالي من «التعلُّق = التِّيه»، والذي يتجلّى في كلمة «فقر»، يدلّ على انتشار هذا التعاطي بين سكّان الحاضرة العربية.

3ـ وبالإضافة إلى أن لقب «فقير» كان يطلق على البَدْو الرُّحَّل في سياق الوَحْي، فإنه يشير أيضاً بلغة القرآن الكريم إلى المهاجرين المكّيين؛ إذ إن تلك الجماعة من المسلمين أُجبروا على مغادرة مكّة، وبقبلوهم للتشرُّد والتِّيه سقطوا في الفقر.

4ـ نرى ـ بناءً على ما تقدَّم ـ أن نشأة الزوج المعجميّ «فقر ـ غنى» تولَّد من ذهنية أهل الحَضَر ـ وليس البَدْو ـ، نتيجة الفقر وتراكم الثروة في السياق الثقافي الاقتصادي لشبه الجزيرة.

الهوامش

(*) طالبٌ في مرحلة الدكتوراه في جامعة الإمام الصادق× (قسم القرآن والحديث).

(**) طالبٌ في مرحلة الدكتوراه في جامعة الإمام الصادق× (قسم القرآن والحديث).

(***) حائزٌ على دكتوراه في الفلسفة، وأستاذٌ بارزٌ في علوم القرآن والحديث، وأحد مدوِّني دائرة المعارف الإسلاميّة الكبرى.

([1]) انظر: البقرة: 273؛ آل عمران: 181؛ النساء: 6، 135؛ النور: 32؛ فاطر: 15؛ محمد: 38.

([2]) انظر على سبيل المثال: أحمد بن إبراهيم الثعلبي، الكشف والبيان عن تفسير القرآن 2: 277، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1422هـ؛ عتيق بن محمد سورآبادي، تفسير سورآبادي 1: 240، بجهود: علي أكبر سعيدي سيرجاني، طهران، نشر فرهنگ نو، 2001؛ حسين بن علي أبو الفتوح الرازي، روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن 4: 87، بجهود: محمد جعفر ياحقي ومحمد مهدي ناصح، مشهد، مؤسسة العتبة الرضوية المقدسة للبحوث الإسلامية، 1408هـ.

([3]) Campbell, Lyle (1999), Historical Linguistics, Cambridge/Massachusetts: The MIT Press, pp. 256 – 267; Palmer, F. R. (1976), Semantics: A New Outline, Cambridge: Cambridge University Press, pp. 11 – 12.

وللاطلاع على تطبيقات هذا المنهج في الدراسات القرآنية انظر: أحمد پاکتچي، أسلوب التحقيق القائم على علوم القرآن والحديث: 76 ب ، طهران، جامعة الإمام الصادق×، 2012م.

([4]) Glare, P. G. W. (1968), Oxford Latin Dictionary, Oxford: Clarendon Press, p. 1724; Donald, James (1872), Chambers’s Etymological Dictionary of the English Language,

Edinburgh: W. & R. Chambers, p. 457.

([5]) Skeat, W. (1888), An Etymological Dictionary of the English Language, London: Oxford University Press, p. 1178; Liddell, H. G. & Scott, R. (1996), A Greek-English Lexicon, Oxford: Clarendon Press, p. 394.

([6]) لمزيدٍ من المعلومات حول التمركز العرقي راجع: كلاود ريفير،  مقدّمة في الأنثروبولوجيا: 23 ـ 25، ترجمة: ناصر فكوهي، طهران، نشر ني، 1390هـ.ش.

([7]) لمزيدٍ من المعلومات حول الفروق بين الحياة العربية الحضرية والبدوية انظر: محمود شكري الألوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب 3: 436 ـ 434، بجهود: محمد بهجة الأثري، القاهرة، دار الكتاب المصري، 1314هـ؛ عمر فروخ، تاريخ الجاهلية: 56 ـ 61، بيروت، دار العلم للملايين، 1984م.

([8]) عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية 1: 121 ـ 122، بجهود: طه عبد الرؤوف سعد، بيروت، دار الجيل، 1411هـ؛ إسماعيل بن عمر ابن كثير، البداية والنهاية 2: 195 ـ 196، بجهود: علي شيري، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1408هـ.

([9]) توفيق برّو،  تاريخ العرب القديم: 188، دار الفكر ـ دمشق، دار الفكر المعاصر ـ بيروت، 1996م.

([10]) شهاب الدين ياقوت الحموي، معجم البلدان 5: 82، بيروت، دار صادر، 1995م.

([11]) توفيق برّو، تاريخ العرب القديم: 192.

([12]) الحموي، معجم البلدان 4: 9؛ انظر أيضاً: جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 4: 142، دار العالم للملايين ـ بيروت، مكتبة النهضة ـ بغداد، 1993م.

([13]) انظر: علي بن حسين أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني 4: 300، بجهود: يوسف علي الطويل، بيروت، دار الفكر، 1407هـ.

([14]) انظر: محمد بن إسحاق الفاكهي، أخبار مكّة 3: 199 ـ 200، بجهود: عبد الملك عبد الله دهيش، بيروت، دار الخضر، 1414هـ؛ أحمد بن يحيى البلاذري، أنساب الأشراف 13: 267، بجهود: سهيل زكّار ورياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، 1417هـ.

([15]) ولمزيد من المعلومات انظر: أحمد پاکتچي، الموسوعة الإسلامية الكبرى 17: 82 ـ 83 «ثقيف»، بجهود: كاظم الموسوي البوجنوردي وآخرين، طهران، مركز الموسوعة الإسلامية الكبرى، 2009م.

([16]) برهان الدين دلو، جزيرة العرب قبل الإسلام: 78 ـ 79، بيروت، دار الفارابي، 1989م.

([17]) محمد بن عبد الله الأزرقي، أخبار مكّة وما جاء فيها من الآثار 2: 239، بجهود: رشدي الصالح محلس، بيروت، دار الأندلس، 1403هـ.

([18]) الحموي، معجم البلدان 4: 9.

([19]) Bukharin, Mikhail (2010), “Mecca on the Caravan Routes in Pre-Islamic Antiquity”, The Qur’an in Context, Vol. 6, Leiden: Brill, pp. 129 – 131.

ولمزيد من المعلومات حول طريق البخور انظر: شيفا جعفري، الموسوعة الإسلامية الكبرى 17: 258 ـ 260 «طريق البخور»، بجهود: كاظم الموسوي البوجنوردي وآخرين، طهران، مركز الموسوعة الإسلامية الكبرى، 2009م.

([20]) ولمزيد من المعلومات انظر:

Juynboll, T. W. (1919), “Pilgrimage (Arabian and Muhammadan)”, Encyclopedia of Religion and Ethics, vol. 10, ed. James Hastings, Edinburgh: T. & T. Clark, p. 10.

([21]) جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 4: 5.

([22]) انظر في هذا المقال: الحياة الاقتصادية لأهل مكّة.

([23]) على سبيل المثال راجع: محمد بن مكرم ابن منظور، لسان العرب 15: 136، بيروت، دار صادر، 1414هـ.؛ أحمد بن محمد الفيومي، المصباح المنير 2: 455، بيروت، المكتب العلمية.

([24]) الفضل بن الحسن الطبرسي، مجمع البيان 2: 704، طهران، منشورات ناصر خسرو، 1993م؛ عبد الله بن الحسين أبو البقاء العكبري، التبيان في إعراب القرآن 1: 73، عمان، بيت الأفكار الدولية؛ محمد بن يوسف أبو حيّان الأندلسي، البحر المحيط في التفسير 3: 34، بجهود: صدقي محمد جميل، بيروت، دار الفكر، 1420هـ.

([25]) انظر: الأعراف: 92؛ يونس: 24 هود: 68، 95.

([26]) مثلاً انظر: الخليل بن أحمد، كتاب العين 4: 451، قم، منشورات الهجرة، 1410هـ؛ أبو عبيدة معمر بن المثنّى، مجاز القرآن 1: 221، بجهود: محمد فؤاد سزكين، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1381هـ؛ الصاحب بن عبّاد، المحيط في اللغة 5: 135، بجهود: محمد حسن آل ياسين، بيروت، عالم الكتاب، 1414هـ.

([27]) حسن بن عبد الله أبو هلال العسكري، الفروق في اللغة: 169، بيروت، دار الآفاق الجديدة، 1400هـ؛ أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة 4: 397، بجهود: عبد السلام محمد هارون، بيروت، دار الفكر، 1399هـ؛ حسين بن محمد الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن: 616، بجهود: صفوان عدنان الداوودي، الدار الشامية ـ دمشق، دار العلم ـ بيروت، 1412هـ.

([28]) حسن مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم 7: 274، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، 1989م.

([29]) عبد الرحمن بن محمد ابن أبي حاتم الرازي، تفسير القرآن العظيم 5: 1524، بجهود: أسعد محمد الطيب، المملكة العربية السعودية، مدرسة نزار مصطفى الباز، 1419هـ؛ عبد الحقّ بن غالب ابن عطيّة، المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 2: 430، بجهود: عبد السلام عبد الشافي محمد، بيروت، دار الكتاب العلمية، 1422هـ؛ أبو حيّان الأندلسي، البحر المحيط في التفسير 5: 116.

([30]) Beeston, A. F. L. et al. (1982), Sabaic Dictionary, Beyrouth: Librairie du Liban, p. 23.

([31]) Gesenius, William (1939), A Hebrew and English Lexicon of the Old Testament, ed. F. Brown, Oxford: Oxford University Press, p. 732; Zammit, Martin (2002), A Comparative Lexical Study of Qur’anic Arabic, Leiden: Brill, p. 310.

([32]) Gesenius, William (1939), A Hebrew and English Lexicon of the Old Testament, ed. F. Brown, Oxford: Oxford University Press, p. 732.

([33]) الحموي، معجم البلدان 5: 153؛ ابن منظور، لسان العرب 13: 411.

([34]) الحموي، معجم البلدان 5: 153.

([35]) الحموي، معجم البلدان 5: 160؛ ابن منظور، لسان العرب 13: 411.

([36]) إسرائيل ولفنزون، تاريخ اللغات السامية: 206، بيروت، دار القلم؛ عمر فروخ، تاريخ الجاهلية: 63.

([37]) انظر على سبيل المثال: مقاتل بن سليمان، التفسير 3: 158، بجهود: عبد الله محمود شحاتة، بيروت، دار حياة التراث العربي، 1423هـ؛ ب طه 2: 237، أبو عبيدة معمر بن المثنّى، مجاز القرآن 3: 59.

([38]) Orel, Vladimir & Stolbova, Olga (1995), Hamito-Semitic Etymological Dictionary, Leiden: Brill, pp. 36, 225.

([39]) Tylor, Edward B. (1871), Primitive Culture, London: John Murray, Vol. 1, pp 50 – 51.

([40]) مقاتل بن سليمان، التفسير 4: 688؛ يحيى بن زياد الفراء، معاني القرآن 3: 261، بجهود: أحمد يوسف نجاتي وآخرين، مصر، الدار المصرية؛ محمد بن جرير الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن 3: 113، بيروت، دار المعرفة، 1412هـ.

([41]) محمود بن عمر الزمخشري، الكشّاف عن حقائق غوامض التنـزيل 2: 586، بيروت، دار الكتاب العربي، 1407هـ؛ ابن عطيّة، المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 3: 372؛ وكذلك ينسبون هذا الرأي إلى مجموعة من الصحابة والتابعين، انظر: ابن أبي حاتم الرازي، تفسير القرآن العظيم 7: 2271، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، الدرّ المنثور في تفسير المأثور 4: 104، قم، مكتبة المرعشي النجفي، 1404هـ.

([42]) محمد بن حسن الطوسي، التبيان في تفسير القرآن 6: 351، بجهود: أحمد قصير العاملي، بيروت، دار إحياء التراث العربي؛ الفضل بن الحسن الطبرسي، مجمع البيان 6: 529؛ انظر أيضاً: جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 7: 348 ـ 349.

([43]) Vidal, F. S. (1986), “AL-ḤIDJR”, The Encyclopedia of Islam, 2nd ed., Vol. 3, Leiden: Brill, p. 365.

([44]) محمد بن أحمد الأزهري، تهذيب اللغة 15: 83، بجهود: محمد عوض مرعب، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 2001م؛ فخر الدين الطريحي، مجمع البحرين 1: 73، بجهود السيد أحمد الحسيني، طهران.: مكتبة مرتضوي، 1375هـ.

([45]) ابن منظور، لسان العرب 14: 110.

([46]) إسماعيل بن حمّاد الجوهري، تاج اللغة وصحاح العربية 6: 2292، بجهود: أحمد عبد الغفور عطّار، بيروت، دار العلم للملايين، 1407هـ ؛ الطريحي، مجمع البحرين 1: 73.

([47]) على سبيل المثال، انظر: الخليل بن أحمد، كتاب العين 8: 232؛ الأزهري، تهذيب اللغة 15: 83، ابن منظور، لسان العرب 14: 111.

([48]) الفيّومي، المصباح المنير 1: 81.

([49]) أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة 1: 374.

([50]) Gelb, Ignace, et al. (1998), The Assyrian Dictionary, Chicago: Oriental Institute of Chicago University, vol.  17, pp. 130; Black, J. et al. (2000), A Concise Dictionary of Akkadian, Wiesbaden: Harrassowitz Verlag, p. 361; Muss-Arnolt, W. (1905), A Concise Dictionary of the Assyrian Language, Berlin: Reuther & Reichard, vol.  2,     p. 1108.

([51]) Gelb, Ignace, et al. (1998), The Assyrian Dictionary, Chicago: Oriental Institute of Chicago University, vol.  10, pp. 385; Black, J. et al. (2000), A Concise Dictionary of Akkadian, Wiesbaden: Harrassowitz Verlag, p. 203; Muss-Arnolt, W. (1905), A Concise Dictionary of the Assyrian Language, Berlin: Reuther & Reichard, vol.  2,     p. 610.

([52]) Gesenius, William (1939), A Hebrew and English Lexicon of the Old Testament, ed. F. Brown, Oxford: Oxford University Press, p. 1056.

([53]) Gelb, Ignace, et al. (1998), The Assyrian Dictionary, Chicago: Oriental Institute of Chicago University, vol.  17, p. 327; Black, J. et al. (2000), A Concise Dictionary of Akkadian, Wiesbaden: Harrassowitz Verlag, p. 368.

([54]) Klein, E. (1987), A Comprehensive Etymological Dictionary of the Hebrew Language, Jerusalem: The University of Haifa, p.  681; Gesenius, William (1939), A Hebrew and English Lexicon of the Old Testament, ed. F. Brown, Oxford: Oxford University Press, p. 1056.

([55]) Dalman, Gustaf (1901), Aramäisch – Neuhebräisches Wörterbuch zu Targum, Talmud und Midrasch, Frankfurt: Kauffmann, p.  426;                                         Jastrow, Marcus (1903), A Dictionary of the Targumim, London/New York: G. P. Putnam’s Sons, vol 2, p. 1698.

([56]) Costaz, Louis (2002), Syriac-English Dictionary, Beirut: Dar El-Machreq, p. 397; Brun, S. (1895), Dictionarium Syriaco – Latinum, Beryti Phoeniciorum: Typographia PP. Soc. Jesu, p.  726.

([57]) Drower, E. S. & Macuch, R. (1963), A Mandaic Dictionary, Oxford: Clarendon Press, p. 490.

([58]) Olmo Lete, G. del & Sanmartin, J. (2003), A Dictionary of the Ugaritic Language in the Alphabetic Tradition, translated by Wilfred Watson, Leiden: Brill, p.  933.

([59]) توفيق برّو، تاريخ العرب القديم: 33 ـ 34

([60]) عمر فرّوخ، تاريخ الجاهلية: 57.

([61]) برهان الدين دلو، جزيرة العرب قبل الإسلام 1: 83.

([62]) Clauson, Gerard (1972), An Etymological Dictionary of Pre-Thirteenth-Century Turkish, Oxford: Clarendon Press, p.  442.

([63]) توفيق برّو، تاريخ العرب القديم: 236 ـ 237

([64]) Kottak, Conrad Phillip (2002), Cultural Anthropology, Boston: McGraw-Hill, p. 157; Ferraro, Gary (1995), Cultural Anthropology: An Applied Perspective, 2nd edition, New York: West Publishing Company, p. 133.

([65]) لمزيد من المعلومات انظر: جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 7: 279 ـ 282.

([66]) Orel, Vladimir & Stolbova, Olga (1995), Hamito-Semitic Etymological Dictionary, Leiden: Brill, p. 211.

([67]) Moscati, Sabatino (1980), An Introduction to the Comparative Grammar of the Semitic Languages, Wiesbaden: Otto Harrassowitz, p.  81; Gray, Louis (1971), Introduction to Semitic Comparative Linguistics, Amsterdam: Philo Press, p. 46; Oleary, De Lacy (1923), Comparative Grammar of the Semitic Languages, London: Kegan Paul, p. 183.

([68]) Jastrow, Marcus (1903), A Dictionary of the Targumim, London/New York: G. P. Putnam’s Sons, vol.  2, p. 1646.

([69]) محمد جواد مشكور، المعجم المقارن (العربية مع اللغات السامية والإيرانية) 1: 96 ـ 97، طهران، مؤسسة ثقافة إيران، 1978؛ وللاطلاع على استعارة الكلمات انظر:

Jeffery, Arthur (1938), The Foreign Vocabulary of The Quran, Baroda: Oriental Institute, pp. 90 – 91.

([70]) Montgomery Watt, William (1988), Muhammad’s Mecca, Edinburgh: Edinburgh University Press, pp. 38 – 40.

([71]) على سبيل المثال، انظر الخليل بن أحمد، كتاب العين 5: 150؛ الصاحب بن عبّاد، المحيط في اللغة 5: 400؛ الطريحي، مجمع البحرين 3: 441.

([72]) أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة 4: 443.

([73]) ابن منظور، لسان العرب 5: 60.

([74]) الأزهري، تهذيب اللغة 9: 103؛ أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة 4: 443؛ الجوهري، تاج اللغة وصحاح العربية 2: 783.

([75]) على سبيل المثال: أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة 4: 443 ـ 444؛ الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن: 642.

([76]) أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة 4: 443.

([77]) Orel, Vladimir & Stolbova, Olga (1995), Hamito-Semitic Etymological Dictionary, Leiden: Brill, p. 153.

([78]) الخليل بن أحمد، كتاب العين 5: 29.

([79]) المصدر السابق 5: 226.

([80]) Orel, Vladimir & Stolbova, Olga (1995), Hamito – Semitic Etymological Dictionary, Leiden: Brill, p. 191.

([81]) Brun, S. (1895), Dictionarium Syriaco – Latinum, Beryti Phoeniciorum: Typographia PP. Soc. Jesu, p. 516; Costaz, Louis (2002), Syriac-English Dictionary, Beirut: Dar El-Machreq, p. 285.

أغناطيوس يعقوب الثالث، البراهين الحسّية على تقارض السريانية والعربية: 106، دمشق، نشر المؤلف، 1969م.0

([82]) Nakano, Aki’o (1986), Comparative Vocabulary of Southern Arabic, Tokyo: Institute for the Study of Languages and Cultures of Asia and Africa, p. 55.

([83]) Zammit, Martin (2002), A Comparative Lexical Study of Qur’anic Arabic, Leiden: Brill, p. 325.

([84]) Orel, Vladimir & Stolbova, Olga (1995), Hamito-Semitic Etymological Dictionary, Leiden: Brill, p.  337.

([85]) Orel, Vladimir & Stolbova, Olga (1995), Hamito-Semitic Etymological Dictionary, Leiden: Brill, pp. 341 – 346.

([86]) ابن منظور، لسان العرب 5: 88؛ محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، القاموس المحيط: 461، بجهود: محمد نعيم العرقسوسي، دمشق، مؤسسة الرسالة، 1426هـ.

([87]) الصاحب بن عبّاد، المحيط في اللغة 6: 6؛ الجوهري، تاج اللغة وصحاح العربية 6: 2461.

([88]) الجوهري، تاج اللغة وصحاح العربية 6: 2461؛ ابن منظور، لسان العرب 15: 175.

([89]) ابن منظور، لسان العرب 5: 88؛ الفيروزآبادي، القاموس المحيط: 461.

([90]) الفيّومي، المصباح المنير 2: 502؛ الفيروزآبادي، القاموس المحيط: 1324.

([91]) محمد جواد مشكور، المعجم المقارن (العربية مع اللغات السامية والإيرانية) 2: 950؛

Zammit, Martin (2002), A Comparative Lexical Study of Qur’anic Arabic, Leiden: Brill, p. 416.

([92]) انظر: الخليل بن أحمد، كتاب العين 3: 387؛ الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن: 833.

([93]) Gesenius, William (1939), A Hebrew and English Lexicon of the Old Testament, ed. F. Brown, Oxford: Oxford University Press, p.  212.

([94]) الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن 3: 6564؛ ابن أبي حاتم الرازي، تفسير القرآن العظيم 2: 540؛ السيوطي، الدرّ المنثور في تفسير المأثور 1: 358.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً