أحدث المقالات

د. الشيخ عصري الباني([1])

البيان في تفسير القرآن، هو كتاب في تفسير وعلوم القرآن الكريم من تأليف السيد أبو القاسم الخوئي(ر) ([2]) من المراجع المعاصرين، صدر هذا التفسير في مجلد واحد، حيث قدّم فيه المؤلّف منهجيته في اول الكتاب مع بيان بعض المقدّمات التي لها صلة في التفسير، ثمّ بيّن اغلب مسائل علوم القران المهمة كاعجازه، والقراءات السبعة، والنسخ، وصيانة القران من التحريف ونحوها، ثمّ شرع في تفسير سورة الفاتحة.

وكان الباعث الرئيسي في كتابة التفسير شموليته لجوانب عديدة في فهم الايات القرانية، كما قال السيد الخوئي(ر) في مقدمة تفسيره: ” الشيء الذي يؤخذ على المفسّرين أن يقتصروا على بعض النواحي الممكنة، ويتركوا نواحي عظمة القران الأخرى، فيفسّره بعضهم من ناحية الأدب أو الاعراب، ويفسّره الاخر من ناحية الفلسفة، وثالث من ناحية العلوم الحديثة او نحو ذلك، كانّ القران لم ينزل الا لهذه الناحية التي يختارها ذلك المفسّر، وتلك الوجهة التي يتوجه اليها. وهناك قوم كتبوا في التفسير غير انه لا يوجد في كتبهم من التفسير إلا الشيء اليسير، وقوم اخرون فسّروه بآرائهم، او اتبعوا فيه قول من لم يجعله الله حجّة بينه وبين عباده “([3]).

وتميّز الكتاب بالتعرّض إلى مباحث مهمة كـحديث الثقلين، وترجمة القران الكريم، والجبر و الاختيار، والشفاعة ونحوها([4]). كما انّ السيد الخوئي(ر) كان متاثراً وبوضوح في المباحث الكلامية لاستاذه محمد جواد البلاغي([5]) في كتابه الاء الرحمن. كذلك تميّز الكتاب بتسليط الضوء على علوم القران في مسالة عدم تحريف القران الكريم؛ لذا كان مصدراً لكثير من طلبة علوم القران ومصدرا لكثير من المقالات التي حملت آراء المفسّر، وايضا انّ اهتمام علماء أهل السنّة بهذا الكتاب دليل على حضوره الكبير في مجال الدراسات القرانية([6]).

وبالرغم من الجهود الكبيرة التي قام بها السيد الخوئي(ر) وما تميز به تفسيره من مميزات ولكن هذا التفسير يلاحظ عليه مجموعة من الملاحظات العلمية والتي سنشير اليها في هذا المقال:

أوّلاً: مخالفته للمباني التي بنى تفسيره عليها

أـ عدم الالتزام بالاحاديث الصحيحة

 قال(ر) في المقدمة: ” وسيجد القارئ اني لا احيد في تفسيري هذا عن ظواهر الكتاب ومحكماته وما ثبت بالتواتر او بالطرق الصحيحة من الاثار الواردة عن اهل بيت العصمة، من ذرية الرسول(ص) وما استقل به العقل الفطري الصحيح الذي جعله الله حجة باطنة كما جعل نبيه(ص) واهل بيته المعصومين(عم) حجة ظاهرة([7])“.

ولكننا عندما نراجع التفسير نجد انه يذكر من الاحاديث ما هو خارج عن هذا الوصف ففي فضل سورة الفاتحة ذكر رواية واحدة عن الشيخ الصدوق(ر) باسناده عن الحسن بن علي ـ العسكري ـ عن ابائه عن امير المؤمنين(عم) انه قال: ” بسم الله الرحمن الرحيم اية من فاتحة الكتاب وهي سبع ايات تمامها: بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله(ص) يقول: ان الله تعالى قال لي يا محمد: ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم فافرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب، وجعلها بازاء القران العظيم وان فاتحة الكتاب اشرف ما في كنوز العرش… “([8]).

والشيخ الصدوق(ر) نقلها في كتابه عيون اخبار الرضا(ع) الحديث الستون وعند الرجوع إلى السند نجد ان الصدوق نقلها عن تفسير الامام الحسن العسكري(ع) قال: حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بابى الحسن الجرجاني رضي الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار([9])، واذا رجعنا إلى سند تفسير الامام العسكري(ع) نجده هو عين السند الذي ذكره الشيخ الصدوق(ر): ” قال: اخبرنا ابو الحسن محمد بن القاسم المفسر الاستراباذي الخطيب (ره) قال: حدثني ابو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وابو الحسن علي بن محمد بن سيار ـ وكانا من الشيعة الامامية ـ “ ([10]).

وهي الرواية العاشرة في تفسير الامام العسكري(ع) ولا يوجد مصدر اخر لهذه الرواية التي ذكرها السيد الخوئي(ر) الا هذا المصدر([11]).

والسيد الخوئي(ر) يعتقد بان تفسير الامام العسكري(ع) موضوع فيقول عنه: ” اقول: التفسير المنسوب إلى الامام العسكري(ع)، انما هو برواية هذا الرجل وزميله يوسف بن محمد بن زياد، وكلاهما مجهول الحال، ولا يعتد برواية انفسهما عن الامام(ع)، اهتمامه(ع) بشانهما، وطلبه من ابويهما ابقاءهما عنده، لافادتهما العلم الذي يشرفهما الله به.هذا مع ان الناظر في هذا التفسير لا يشك في انه موضوع، وجل مقام عالم محقق ان يكتب مثل هذا التفسير، فكيف بالامام(ع) “ ([12]).

والذي يفهم من كلامه انه قد نظر في كل التفسير من اوله إلى اخره وتفحصه كلمة كلمة حتى وصل إلى هذه النتيجة القطعية ولكن من خلال النقل عنه بهذه الصورة يتضح ان السيد الخوئي(ر) لم ينظر التفسير بشكل كامل ما جعله يتخذ هكذا موقف في تفسيره.

وايضا نجده في نفس الاتجاه يستدل بروايات من تفسير الامام العسكري(ع) برغم ما قاله عنه ومن الامثلة على ذلك رواية التقليد:

“143 ـ قال الامام(ع):… فاما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا لهواه، مطيعا لامر مولاه فللعوام ان يقلدوه ([13])“.

قال(ر): ” وقوله: « اما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه » اذ الميت غير متّصف بشيء مما ذكر في الحديث، فان لفظة « كان » ظاهرة في الاتصاف بالاوصاف المذكورة بالفعل، لا الاتصاف بها في الازمنة السابقة ([14])“.

قال(ر): ” نعم ورد في رواية الاحتجاج فاما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه مخالفا على هواه. مطيعا لامر مولاه فللعوام ان يقلدوه) الا انها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد عليها([15])“.

قال(ر): ” وبالجملة، من ضمّ بعضها ـ وهو ما له مفهوم، كقوله(ع): « من كان من الفقهاء صائنا لنفسه » إلى اخره ـ إلى بعض يستفاد عدم جواز تقليد غير المتّصف بالصفات المذكورة فيها([16])“.

قال(ر): ” ولا ينافي ما ذكرناه من ظهور الادلة في اليقين الفعلي قوله(ع) في بعض الاخبار « من كان على يقين فشك » لعدم دلالة هذا التعبير على المضي، بل هو نظير ما ورد في التقليد من قوله(ع) « من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه » مع اعتبار فعلية تلك الصفات في التقليد بلا اشكال([17])“.

قال(ر): ” ومثل قوله ((ع)) ” فاما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لامر مولاه. فللعوام ان يقلدوه… الخ ” ـ على جواز التقليد، فلا محالة يكون موضوعه هو العالم بعدة من الاحكام، بحيث يصدق عليه عنوان اهل الذكر والفقيه عرفا([18]) “.

وهنا ينبغي الاشارة إلى مجموعة من الامور:

1ـ ان المصدر الاصل ليس الاحتجاج بل هو تفسير الامام العسكري(ع) ([19]).

2ـ ان سلسلة سند رواية هذا الكتاب يدل على ان النقل لهذا التفسير كان متداولا بين المحدثين وفقهاء قم في القرن الخامس الهجري([20]). كما ان مطالب هذا التفسير قد نقلها الخطيب محمد بن قاسم الاسترابادي المشهور بالمفسّر الجرجاني، وقد يكون هو مدوّن هذا التفسير، فانه قد نقل هذا التفسير عن راويين هما: ابو الحسن علي بن محمد بن سیار، وابو یعقوب یوسف بن محمد بن زیاد([21]). ويذكر الاسترابادي في مقدمته القصيرة انهما بعد وصول حسن بن زيد إلى السلطة اجبروا على الهجرة من وطنهم مع ابائهم واللجوء إلى الامام الحسن العسكري(ع). وقد جعلهم الامام يطمئنوا لعودتهم لوطنهم، وكذلك نصحهم ان يتركوا ابنائهم معه ليتعلّموا منه، وقد شرح الامام(ع) لهما هذا التفسير في غضون سبع سنوات([22]) فهو ليس بمرسل كما ذكر السيد الخوئي(ر).

3ـ ان الشيخ النوري(ر) في مستدركة يرى انّ هذا التضعيف من العلَّامة لم يسبقه سوى ابن الغضائري، كما لم يلحقه ايضا سوى المحقّق الداماد. وعن نقد الرجال انّ ما ذكره العلَّامة في الخلاصة اخذ بعينه عن ابن الغضائري، كما انّ ما عن السيّد الداماد لم يزد على ما في الخلاصة شيئا.والعلَّامة الطهراني وافق شيخه في اعتبار التفسير، واجاب عن المناقشات الواردة لتضعيف التفسير، كما ضعّف كتاب الضعفاء المنسوب إلى ابن الغضائري…وقال الشيخ الاعظم الشيخ الانصاري (قدّس سرّه) في فرائده: هذا الخبر الشريف لائح عنه اثار الصدق وهذه المقولة من مثل هذا العملاق في العلم والتقوى، ممّا يوجب الاعتماد على الخبر… وربما يجبر ضعف السند علوّ المتن والمضمون، وكذلك اعتماد جملة من الاعلام عليه([23]).

4 ـ ان الراوي الاصلي للرواية هو تفسير الامام العسكري(ع)، ولكننا عندما ننظر إلى المتن والحاشية في هذه الموارد نجد الارجاع إلى الوسائل او الاحتجاج وهذا يعني ان التفسير لم يكن موجودا لا عند الماتن ولا عند المقررين للابحاث!.

ب ـ عدم الالتزام بأن لا ينقل إلا عن الأئمّة(عم)

السيد الخوئي(ر) يقول في المقدمة: ” وسيجد القارئ اني لا احيد في تفسيري هذا عن ظواهر الكتاب ومحكماته وما ثبت بالتواتر او بالطرق الصحيحة من الاثار الواردة عن اهل بيت العصمة…([24])“.

وعند الرجوع إلى التفسير نجد انه حاد كثيرا عن الاثار الواردة عن اهل بيت العصمة ونذكر لذلك بعض الامثلة:

1ـ قال(ر): ” وروى البخاري عن ابي سعيد بن المعلى، قال: ” كنت اصلي فدعاني النبي(ص) فلم اجبه. قلت: يا رسول الله اني كنت اصلي. قال: الم يقل الله: ” استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم ” ثم قال: الا اعلمك اعظم سورة في القران قبل ان تخرج من المسجد؟ فاخذ بيدي فلما اردنا ان نخرج، قلت: يا رسول الله انك قلت الا اعلمك اعظم سورة من القران؟ قال: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقران العظيم الذي اوتيته([25])([26]).

2ـ قال(ر): واخرج عن احمد بن منصور، باسناده عن عبد الله بن ابي طلحة عن ابيه عن جده قال: ” قرا رجل عند عمر بن الخطاب فغير عليه فقال: لقد قرات على رسول الله ـ(ص) ـ فلم يغير علي قال: فاختصما عند النبي ـ(ص) ـ فقال: يا رسول الله الم تقرئني اية كذا وكذا؟ قال: بلى. فوقع في صدر عمر شئ فعرف النبي ـ(ص) ـ ذلك في وجهه. قال: فضرب صدره. وقال: ابعد شيطانا، قالها ثلاثا ثم قال: يا عمر ان القران كله سواء، ما لم تجعل رحمة عذابا وعذابا رحمة “.واخرج عن يونس بن عبد الاعلى، باسناده عن عمر بن الخطاب قضية مع هشام بن حكيم تشبه هذه القصة. وروى البخاري ومسلم والترمذي قصة عمر مع هشام باسناد غير ذلك، واختلاف في الفاظ الحديث([27])([28]).

3ـ قال(ر): ” وروى ابن شهاب ان انس بن مالك حدثه: ” ان حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي اهل الشام في فتح ارمينية واذربيجان مع اهل العراق. فافزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا امير المؤمنين ادرك هذه الامة قبل ان يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فارسل عثمان إلى حفصة ان ارسلي الينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها اليك، فارسلت بها حفصة إلى عثمان فامر زيد بن ثابت، و عبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: اذا اختلفتم انتم وزيد بن ثابت في شئ من القران فاكتبوه بلسان قريش، فانما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى اذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، فارسل إلى كل افق بمصحف مما نسخوا، وامر بما سواه من القران في كل صحيفة او مصحف ان يحرق “. قال ابن شهاب: ” واخبرني خارجة بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت قال: فقدت اية من الاحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت اسمع رسول الله(ص) يقرا بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الانصاري: “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه”. فالحقناها في سورتها في المصحف ([29])([30]).

4ـ قال(ر): ” وروى ابو هريرة قال: قال رسول الله: ” واجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال(ص) الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق، واكل الربا، واكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات([31])([32])“.

5ـ قال(ر): ” روى البخاري باسناده عن ابي عمرة، ان ابا هريرة حدثه انه سمع رسول الله(ص) يقول: ان ثلاثة في بني اسرائيل: ابرص واعمى واقرع، بدا لله عز وجل ان يبتليهم فبعث اليهم ملكا فاتى الابرص… ([33])([34]).

6ـ قال(ر): ” وروى البخاري عن ابي سعيد بن المعلى، قال: ” كنت اصلي فدعاني النبي(ص) فلم اجبه. قلت: يا رسول الله اني كنت اصلي. قال: الم يقل الله: ” استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم.” ثم قال: الا اعلمك اعظم سورة في القران قبل ان تخرج من المسجد؟ فاخذ بيدي فلما اردنا ان نخرج، قلت: يا رسول الله انك قلت الا اعلمك اعظم سورة من القران؟ قال: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقران العظيم الذي اوتيته ([35])([36]) “.

واستيعاب كل ما نقله(ر) عن غير اهل البيت(عم) ـ وهو ما التزم به في اول تفسيره ـ سيخرج بالمقال عن غرضه.

ثانياً: اجتزاء العبارات

ان السيد الخوئي(ر) يقوم باجتزاء العبارات بدون مبرر وهو ما لا نجده في كتبه الاخرى خصوصا الرجالية، وهو ما نجده مثلا عند ذكره للكسائي حيث يقول: ” وحدث المرزباني فيما رفعه إلى ابن الاعرابي، قال: ” كان الكسائي اعلم الناس على رهق فيه، كان يديم شرب النبيذ، ويجاهر ب‍… الا انه كان ضابطا قارئا علما بالعربية صدوقا ([37])“.

فقد حذف عبارة: ” باتخاذ الغلمان الروقة([38])” و (الغلمان الروقة) اي الذين على جانب عظيم من الجمال، وهو ما حسن من الوصائف والوصفاء([39])، وجعل مكانها ثلاثة نقاط اشارة إلى ان هناك كلام تم حذفه!.

وهنا ينبغي الإشارة إلى عدة امور مهمة في المقام:

1ـ ان الحموي لم ينفرد بهذا الكلام فهذا الصفدي يقول عن الكسائي: ” وحكي انه كان يشرب الشراب وياتي الغلمان قيل انه اقام غلاما ممن عنده في الكتاب يفسق به وجاء بعض الكتاب ليسلم عليه فراه الكسائي ولم يره الغلام فجلس الكسائي في مكانه وبقي الغلام قائما مبهوتا فلما دخل الكاتب قال ما شان هذا الغلام قائما قال وقع الفعل عليه فانتصب([40])“. فاذا كان الرجل يجاهر بشرب الخمر واللواط فلماذا يخفي السيد الخوئي(ر) افعاله ويستبدلها بثلاثة نقاط!.

2ـ ان مؤسسة احياء تراث اثار الامام الخوئي في طبعتها الثالثة للتفسير الصادرة سنة 2007م في صفحة 140 قامت بحذف النقاط الثلاث واستبدلت عبارة (ويجاهر ب…) بعبارة (ويجاهر به) مع انهم قالوا في بداية الكتاب: ” مؤسسة احياء تراث اثار الامام الخوئي التي بدات مرحلة المشوار الطويل في تحقيق وطبع ونشر ما جاءت به انامله الشريفة وافكاره المقدسة” فاي تحقيق هذا؟.

3ـ ان هذا التصرف لانجده عند السيد الخوئي(ر) عند تناوله لرواة احاديث اهل البيت(عم) في معجم رجاله فنجده لا يترك صغيرة ولا كبيرة من مثالبهم الا ويذكرها ولا يستبدلها بالنقاط ولا لمرة واحدة!.

ثالثاً: تنزيه جميع الصحابة

في معرض حديثه عن تنزيهه للصحابة من تحريف القران بعد رسول الله (ص) يقول: ” واهتمام الصحابة بذلك في عهد رسول الله ـ ص ـ وبعد وفاته يورث القطع بكون القران محفوظا عندهم، جمعا او متفرقا، حفظا في الصدور، او تدوينا في القراطيس، وقد اهتموا بحفظ اشعار الجاهلية وخطبها، فكيف لا يهتمون بامر الكتاب العزيز، الذي عرضوا انفسهم للقتل في دعوته،واعلان احكامه، وهجروا في سبيله اوطانهم، وبذلوا اموالهم، واعرضوا عن نسائهم واطفالهم، ووقفوا المواقف التي بيضوا بها وجه التاريخ([41])“.

وهنا ينبغي الإشارة إلى عدة امور مهمة في المقام:

1ـ نسال السيد الخوئي(ر) هل ان انقلابهم بعد رسول الله (ص)([42])، و ايذاء فاطمة (عليها السلام) وغصب ارثها([43])، والهجوم على بيتها([44]) وغيرها من الاعمال التي يندى لها جبين التاريخ وصرحت بها كتب الفريقين كانت من الاعمال التي بيضت وجه التاريخ؟.

2ـ ان هذا الاطلاق غير صحيح في عقيدة مدرسة اهل البيت(عم) والتعبير الصحيح هو اننا نقبل اصحاب رسول الله الذين رضي عنهم واخلصوا في الدعوة والجهاد في سبيل الله والذين نهجوا نهجه واهتدوا بهديه، وسمعوا دعوة الحق فتلقتها نفوسهم بكل قبول وصدق، والذين اقاموا الفرائض واحيوا السنن، ونتبرا من المنافقين الذين مردوا على النفاق ونصبوا للنبي واهل بيته(عم) الغوائل، ولم يؤمنوا ايمان القلب والجنان، بل ايمان الشفة واللسان، ومن تدبر ايات المنافقين في الذكر الحكيم وجدها تعطفهم على الكفار تارة نحو قوله تعالى: (يَا ايُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَاوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ([45])، وتعطف الكفار عليهم تارة اخرى، نحو قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) ([46])وهذا يشعر بتغايرهما، فالقران اذن لا يكفر المنافقين مع ما كانوا عليه من الايذاء لرسول الله (ص)، والسعي في اطفاء نور الله، وقد صدع بذمهم ولعنهم ووعيدهم.

وهو ما اكد عليه الامام علي بن الحسين(ع) بقوله: (…اللهم واصحاب محمد خاصة الذين احسنوا الصحبة، والذين ابلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه واسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث اسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الازواج والاولاد في اظهار كلمته، وقاتلوا الاباء والابناء في تثبيت نبوته، والذين هجرتهم العشائر اذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات اذ سكنوا في ظل قرابته فلا تنس اللهم ما تركوا لك وفيك، وارضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة اليك، واشكرهم على هجرتهم فيك ديارهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه…) ([47]).

3ـ القول الحاسم في حقّ الصحابة هو ما ذهبت اليه مدرسة اهل البيت(عم)، وهو انّهم كالتابعين ففيهم الصالح والطالح والعادل والفاسق.فمدرسة اهل البيت(عم) لا تغالي في حقّ الصحابة، ولا تقدس جميع من سُمِّي بالصحابة بمجرد انّهم رووا او سمعوا حديثه، او عاشروه ولو زمنا طويلا، خصوصا الذين مارسوا الفتن في حياته، وبعد وفاته وختموا حياتهم إلى جانب معاوية وغيره ممن تستروا بالاسلام بعد ان عجزوا عن مقاومته وباعوا ضمائرهم للشيطان([48]).

رابعاً: التفسير الخاطيء للعقائد الشيعية (البداء أنموذجاً)

عقد السيّد الخوئي(ر) فصلا كاملا عنوانه: “البداءُ في التكوين” يبدا من صفحة 381 إلى ان يقول في صفحة 386 تحت عنوان: “موقعُ البداءِ عند الشيعة” ولتوضيح المطلب باختصار فسنؤكد على بعض النقاط التي توضح المطلب:

النقطة الأولى: ” ثم ان البداء الذي تقول به الشيعة الامامية انما يقع في القضاء غير المحتوم، اما المحتوم منه فلا يتخلف، ولا بد من ان تتعلق المشيئة بما تعلق به القضاء، وتوضيح ذلك ان القضاء على ثلاثة اقسام:

أقسام القضاء الإلهي:

الأول: قضاء الله الذي لم يطلع عليه احدا من خلقه، والعلم المخزون الذي استاثر به لنفسه، ولا ريب في ان البداء لا يقع في هذا القسم، بل ورد في روايات كثيرة عن اهل البيت(عم) ان البداء انما ينشا من هذا العلم([49])…”.

اقول: قوله(ر): “قضاءُ الله الذي لم يطلع عليه احدا مِن خلقه” يعني حتّى مُحمّداً واله(عم) لم يُطلعهم على هذا القضاء.

ومِثْل هذا الّلسان جاء في جملة وفي عديدٍ من الاحاديث والروايات يذكرها:

” قال الرضا(ع) لسليمان المروزي ـ في الرواية المتقدمة ـ عن الصدوق: ” ان عليا(ع) كان يقول: العلم علمان، فعلم علمه الله ملائكته ورسله، فما علمه ملائكته ورسله فانه يكون، ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه احدا من خلقه يقدم منه ما يشاء، ويؤخر ما يشاء، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء.وروى العياشي عن الفضيل، قال: سمعت ابا جعفر(ع) يقول: من الامور امور محتومة جائية لا محالة، ومن الامور امور موقوفة عند الله يقدم منها ما يشاء، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، لم يطلع على ذلك احدا ـ يعني الموقوفة ـ فاما ما جاءت به الرسل فهي كائنة لا بكذب نفسه، ولا نبيه، ولا ملائكته ([50])“.

وتبتني في مضمونها على هذهِ الروايات التي تتحدّث عن علمين:

العلم الأوّل: علم خاص بالله لم يطلع عليه احدا من خلقه حتى انه لم يطلع عليه محمدا واله(عم).

العلم الثاني: علم اطلع عليه ملائكته وانبياءه ومحمد واله(عم).

والروايات التي اوردها السيد الخوئي(ر) تشتمل على هذا المضمون: ان علم محمد واله(عم) يساوي علم الملائكة والرسل.

اذا هناك حقيقتان:

الحقيقة الاولى: هي ان علم محمد وال محمد علم جزئي، فهم يعلمون ما تعلمه الملائكة والانبياء والرسل.

الحقيقة الثانية: ان البداء يكون من العلم الخاص بالله سبحانه وتعالى.

ثُمَّ يقول السيّد الخوئي(ر) وهو يتحدّث عن المُستوى الثاني مِن مُستويات القضاء الإلهي: ” الثاني: قضاء الله الذي اخبر نبيه وملائكته بانه سيقع حتما، ولا ريب في ان هذا القسم ايضاً لا يقع فيه البداء، وان افترق عن القسم الاول، بان البداء لا ينشا منه… الثالث: قضاء الله الذي اخبر نبيه وملائكته بوقوعه في الخارج الا انه موقوف على ان لا تتعلق مشيئة الله بخلافه. وهذا القسم هو الذي يقع فيه البداء: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) ([51]).

1ـ ما في ” تفسير علي بن ابراهيم ” عن عبد الله بن مسكان عن ابي عبد الله(ع) قال: ” اذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة والروح والكتبة إلى سماء الدنيا، فيكتبون ما يكون من قضاء الله تعالى في تلك السنة، فاذا اراد الله ان يقدم شيئا او يؤخره، او ينقص شيئا امر الملك ان يمحو ما يشاء، ثم اثبت الذي اراده. قلت: وكل شئ هو عند الله مثبت في كتاب؟ قال: نعم. قلت: فاي شئ يكون بعده؟ قال: سبحان الله، ثم يحدث الله ايضا ما يشاء تبارك وتعالى “.

2ـ ما في تفسيره ايضا عن عبد الله بن مسكان عن ابي جعفر وابي عبد الله وابي الحسن ـ ع ـ في تفسير قوله تعالى: (فيها يفرق كل امر حكيم).اي يقدر الله كل امر من الحق ومن الباطل، وما يكون في تلك السنة، وله فيه البداء والمشيئة. يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الاجال والارزاق والبلايا والاعراض والامراض، ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما يشاء.. “.

3ـ ما في كتاب ” الاحتجاج ” عن امير المؤمنين(ع) انه قال: ” لولا اية في كتا ب الله، لاخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الاية: يمحوا الله… “. وروى الصدوق في الامالي والتوحيد باسناده عن الاصبغ عن امير المؤمنين عليه مثله.

4ـ ما في ” تفسير العياشي ” عن زرارة عن ابي جعفر(ع) قال: ” كان علي بن الحسين(ع) يقول: لولا اية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة. فقلت: اية اية؟ قال: قول الله: يمحو الله… “.

5ـ ما في ” قرب الاسناد ” عن البزنطي عن الرضا(ع) قال: قال ابو عبد الله، وابو جعفر، وعلي بن الحسين، والحسين بن علي، والحسن بن علي وعلي بن ابي طالب(عم): ” لولا اية في كتاب الله لحدثناكم بما يكون إلى ان تقوم الساعة: يمحو الله… “. إلى غير ذلك من الروايات الدالة على وقوع البداء في القضاء الموقوف ([52])“.

ثم يقول السيّد الخوئي: (ر): ” وخلاصة القول: ان القضاء الحتمي المعبر عنه باللوح المحفوظ وبام الكتاب وبالعلم المخزون عند الله يستحيل ان يقع فيه البداء. وكيف يتصور فيه البداء؟ وان الله سبحانه عالم بجميع الاشياء منذ الازل، لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ([53])“.

وقول السيّد الخوئي: “وبالعلم المخزون عند الله يستحيلُ ان يقعُ فيه البداء” هذا هو الذي تعتقدهُ مدرسة اهل البيت(عم)، مِن ان البَداءَ لا يقعُ في عِلْم اللهِ سُبحانَهُ وتعالى وهذه القضية بديهية لا يمكن لموحد ولا يمكن لعاقل يعتقد بالالوهية الكاملة ان يعتقد ان البداء يحدث في علمه سبحانه وتعالى.

الى ان يقول السيّد الخوئي(ر): ” وعلى الجُملة فانَّ البداء بالمعنى الذي تقولُ به الشيعةُ الاماميّة هو مِن الابداء الاظهارُ حقيقةً، واطلاقُ لفظِ البداء عليه مبنيٌّ على التنزيل والاطلاق بعلاقة المشاكلة. وقد اطلِقَ بهذا المعنى في بعض الروايات مِن طُرُق اهل السنّة([54])“.

فقولهِ(ر): ” واطلاقُ لفظِ البداء عليه مبنيٌّ على التنزيل ” يعني ان الاظهار نزل منزلة البداء باعتبار ان البداء في اصله هو تبدل وتغير فبدا لي شيء بعد ان كنت اعتقد ان هذا الشيء بنحو اخر، لكن الان تجدد لي فكر، ظهرت لي صورة فحدث تبدل وهذا هو المعنى الحقيقي اللغوي للبداء.

وقوله(ر): “والاطلاق بعلاقة المشاكلة” يعني هناك مشاكلة ومشابهة بنحو واخر فيما بين معنى الاظهار ومعنى البداء لان البداء في جانب من جوانبه اظهار، الا انه اظهار بعد اظهار سابق فهناك تبدل وتغير حقيقي.

فالسيد الخوئي(ر) يحاول ان يجمع ما بين ما يدل عليه العقل وحتى النقل في صفاته سبحانه وتعالى وفي علمه بشكل خاص وبين المعنى اللغوي للبداء والمعنى الاصطلاحي فهو يحاول ان يفر من الاشكالات.

ثُمَّ يقول(ر): ” اما ما وقع في كلمات المعصومين(عم) من الانباء بالحوادث المستقبلة فتحقيق الحال فيها: ان المعصوم متى ما اخبر بوقوع امر مستقبل على سبيل الحتم والجزم ودون تعليق ـ من دون ان يقول مثلا: ان شاء الله ـ فذلك يدل ان ما اخبر به مما جرى به القضاء المحتوم، وهذا هو القسم الثاني الحتمي من اقسام القضاء المتقدمة. وقد علمت ان مثله ليس موضعا للبداء، فان الله لا يكذب نفسه ولا نبيه. ومتى ما اخبر المعصوم بشيء معلقا على ان لا تتعلق المشيئة الالهية بخلافه ونصب قرينة متصلة او منفصلة على ذلك فهذا الخبر انما يدل على جريان القضاء الموقوف الذي هو موضع البداء. والخبر الذي اخبر به المعصوم صادق وان جرى فيه البداء وتعلقت المشيئة الالهية بخلافه، فان الخبر ـ كما عرفت ـ منوط بان لا تخالفه المشيئة([55])“.

وفي معرض الجواب على ما قاله السيد الخوئي(ر) في موضوع البداء نقول:

أولاً: ان الاحاديثُ التي اعتمدها السيد الخوئي(ر) في هذهِ المصادر تجعلُ عِلْم النبي والائمة(عم) منقوصا مُنتقصا وهذا يُخالفُ بديهيّات منطقِ اهل البيت(عم).

ثانياً: ان هذه الرؤى والافكارِ بُنيتْ على مُعطياتٍ منقوصة فمِن اصولِ وقواعدِ اهل البيت(عم) في التعامل مع الاحاديث قاعدةُ واضحةُ جاءت في مجموعة من الروايات منها رواية عبد الله بن ابي يعفور، قال: سالت ابا عبد الله(ع) عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لا تثق به؟ قال: (اذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله او من قول رسول الله صلى الله عليه واله والا فالذي جاء كم به اولى به) ([56]). فهنا ينبغي الرجوع إلى قاعدةِ المعلومات التي تتالّفُ مِن اياتِ الكتاب الكريم وحديثِ مُحمّدٍ وال مُحمّد(عم) فما وافق القُران فناخذ به وما خالفهُ فهو زُخرف، وهذا المضمون واضحٌ جدّا في قواعدِ واصولِ التعامل مع حديثِ مُحمّدٍ وال مُحمّد(عم).

ثالثاً: لا يمكن الاعتمادُ على هذهِ الاحاديث التي ذكرها السيد الخوئي(ر)، لانَّ هذهِ الاحاديث تتعارضُ مع الكتاب الكريم، ولِذا لا نعتمدُ عليها ومن هذه الايات:

الآية الأولى: قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) ([57]).

ففي صحيحة([58]) بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قُلْتُ لِابِي جَعْفَرٍ(ع): (قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيدا بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)([59])قَالَ: (ايَّانَا عَنَى وَ عَلِيٌّ اوَّلُنَا وَ افْضَلُنَا وَ خَيْرُنَا بَعْدَ النَّبِيِّ(ع)) ([60]).

وعن سدير قال: كنت انا وابو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس ابي عبد الله(ع) اذ خرج الينا وهو مغضب، فلما اخذ مجلسه قال: يا عجبا لاقوام يزعمون انا نعلم الغيب، ما يعلم الغيب الا الله عز وجل، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة، فهربت مني فما علمت في اي بيوت الدار هي قال سدير: فلما ان قام من مجلسه وصار في منزله دخلت انا وابو بصير وميسر وقلنا له: جعلنا فداك سمعناك وانت تقول كذا وكذا في امر جاريتك ونحن نعلم انك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب قال: فقال: يا سدير: الم تقرء القران؟ قلت: بلى، قال: فهل وجدت فيما قرات من كتاب الله (عز وجل): (قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك ([61])) ” قال: قلت: جعلت فداك قد قراته، قال: فهل عرفت الرجل؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: اخبرني به؟ قال: قدر قطرة من الماء في البحر الاخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب؟! قال: قلت جعلت: فداك ما اقل هذا فقال: يا سدير: ما اكثر هذا، ان ينسبه الله (عز وجل) إلى العلم الذي اخبرك به يا سدير، فهل وجدت فيما قرات من كتاب الله (عز وجل) ايضا: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ([62])) قال: قلت: قد قراته جعلت فداك قال: افمن عنده علم الكتاب كله افهم ام من عنده علم الكتاب بعضه؟ قلت: لا، بل من عنده علم الكتاب كله، قال: فاوما بيده إلى صدره وقال: (علم الكتاب والله كله عندنا، علم الكتاب والله كله عندنا)([63]).

فثقافة اهل البيت(عم) تبتني على ان الذي عنده علم الكتاب هم الائمة(عم) وحتى من دون الروايات فان الذي يكون شهيدا لرسول الله (ص) وشهادته مساوية لشهادة الله هم الائمة وعلى راسهم علي(ع). فالاية تتحدث نظريا وعمليا عن ان علم الائمة(عم) هو علم الله، فالاية تقول: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)([64]) وعمليا جعلت شهادتهم مساوية لشهادة الله، والشهود على موضوع واحد علمهم يكون واحدا متساويا. وفي الاية: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ امُّ الْكِتَابِ)([65]) و هي من ايات سورة الرعد ايضا فالمحو والاثبات واقع تحت سلطة ام الكتاب.

واما الروايات التي استدل بها السيد الخوئي(ر) والتي جاءت في الكافي وفي التوحيد للشيخ الصدوق وبصائر الدرجات وفي البحار وفي غير هذه الكتب فهذه الاحاديث جاءت بلسان المداراة والبيان التدريجي، فلا يمكن ان تكون معطيات اساسية في البحث لموضوع بهذا الحجم وبهذه السعة وهذه الاهمية، واذا اردنا ان ندرسه فلابد ان ندرسه عبر المعطيات الموائمة لهذه الحقيقة اما ان نعتمد على مجموعة احاديث تنتقص من علمهم(عم) فستكون النتائج منقوصة.

فتلكم الروايات التي تحدثت عن علم خاص بالله لا يعلمه محمد وال محمد(عم)، وتحدثت عن علم خاص بالملائكة والرسل هم يعلمونه، وجعل الباحثون منها اساسا للتوغل في موضوع البداء، هذه الروايات معارضة للكتاب الكريم وقوله تعالى: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)([66])، فالاية تتحدث عن علم جامع كامل مطلق بحيث ان شهادة علي(ع)مساوية لشهادة الله سبحانه وتعالى

الآية الثانية: قولهِ تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) ([67]).

والى هذا المعنى تشير مجموعة من الروايات نشير إلى بعضها:

1ـ صحيحة عَبْدِ الْاعْلَى بْنِ اعْيَنَ قَالَ سَمِعْتُ ابَا عَبْدِ اللَّهِ(ع) يَقُولُ: (قَدْ وَلَدَنِي رَسُولُ اللَّهِ (ص) وَ انَا اعْلَمُ كِتَابَ اللَّهِ وَ فِيهِ بَدْءُ الْخَلْقِ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ فِيهِ خَبَرُ السَّمَاءِ وَ خَبَرُ الْارْضِ وَ خَبَرُ الْجَنَّةِ وَ خَبَرُ النَّارِ وَ خَبَرُ مَا كَانَ وَ خَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ اعْلَمُ ذَلِكَ كَمَا انْظُرُ إلى كَفِّي انَّ اللَّهَ يَقُولُ فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ)([68]).

فالحديث هنا ليس حديثا عن المصحف، بل المصحف رموز و شفرات ومفاتيح توصل إلى ذلك الكتاب و الحديث هنا عن الكتاب المحيط والتي تتحدث عنها مجموعة من الايات كقوله تعالى: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ امُّ الْكِتَابِ)([69])، وقوله تعالى: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)([70])، وقوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ)([71]).

فالمصحف من اوله إلى اخره رموز وشفرات، ولذلك هذا الكتاب بحاجة إلى تراجمة والائمة(عم) هم تراجمة الوحي، وهم يترجمون الوحي في عدد لا ينتهي من الافاق فما جاء من تفسير وتاويل عنهم هذا افق بحسبنا، والى هذا المعنى اشار قول الامام الصادق(ع): (كتاب الله عز وجل على اربعة اشياء: على العبارة والاشارة، واللطائف، والحقائق، فالعبارة للعوام، والاشارة للخواص، واللطائف للاولياء([72])).

ومن هنا جاء قوله(ع): (وفيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة) يعني يدخل فيه ما يشمله البداء وما لا يشمله البداء فكيف لا يكون ذلك جزءا من علمهم(عم) فصيغة (وما هو كائن) تتحدث عن الحاضر والمستقبل، فصيغة الفاعل هي صيغة الفعل المضارع و (كائن) معناها في العربية: يكون، والفعل المضارع يتحدث عن حاضر الامر وعن مستقبله. وقوله: (اعلم ذلك كما انظر إلى كفي) يعني انه علم احاطة.

2ـ عن عبد الله بن وليد السمان قال قال لي ابو جعفر(ع) يا عبد الله ما تقول الشيعة في علي(ع) وموسى و عيسى قال قلت جعلت فداك ومن اي حالات تسئلني قال اسالك عن العلم فاما الفضل فهم سواء قال قلت جعلت فداك فما عسى اقول فيهم فقال هو والله اعلم منهما ثم قال يا عبد الله اليس يقولون ان لعلى(ع) ما للرسول من العلم قال قلت بلى قال فخاصمهم فيه قال ان الله تبارك وتعالى قال لموسى وكتبنا له في الالواح من كل فاعلمنا انه لمن يبين له الامر كله وقال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه واله وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ([73]).

فهذه الروايات التي اعتمد عليها السيد الخوئي(ر) معارضة لمنطق الكتاب الكريم بتاويل الائمة(عم).

وحتى من دون الرجوع إلى هذه الروايات الشارحة والماولة والمفسرة لايات الكتاب الكريم فاننا اذا رجعنا إلى قوله تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ احْصَيْنَاهُ فِي امَامٍ مُبِينٍ)([74])، نجد ان الائمة يفسرونها بخلاف ما ذهب اليه السيد الخوئي (ره) فعن ابي الربيع الشامي قال: سالت ابا عبد الله ((ع)) عن قول الله عز وجل: (وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين)([75]) قال: (فقال الورقة السقط و الحبة الولد وظلمات الارض الارحام والرطب ما يحيا من الناس واليابس ما يقبض و كل ذلك في امام مبين) ([76])، فهي واضحةٌ جدّا في انَّ الامامَ المُبين هم الائمة الاطهار(عم).

وفي سُورة القدر قولهِ تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِاذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ امْرٍ) ([77]) وما يُتنزّلُ في ليلةِ القدر انّهُ تقديرٌ مِن السنةِ إلى السنة، وفيهِ ما هو الذي يجري عليه حُكْم البَداء وفيه ما هو الذي لا يجري عليه حُكْم البَداء.

فالروايات التي اعتمد عليها السيد الخوئي(ر) تتعارض مع منطق الكتاب الكريم بشكل واضح، وان ما توصل اليه هو شيء في حاشية البحث لا علاقة له بجوهر الموضوع لانه لم يعد إلى الاصول الواضحة التي وضعها الائمة(عم) في التعامل مع فهم القران وحديث المعصومين(عم).

الآية الثالثة: قولِه تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ احَدًا الَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ([78])).

وكلمات نبينا والائمة(عم) تبين ان المراد من قوله تعالى:) الَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ (هو نبيّنا واله(عم) نشير إلى احدها وهي صحيحة([79]) محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن سدير الصيرفي قال: سمعت حمران بن اعين يسال ابا جعفر (ع): عن قول الله عز وجل: (بديع السماوات والارض([80])) قال ابو جعفر(ع): ان الله (عز وجل) ابتدع الاشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله، فابتدع السماوات والارضين ولم يكن قبلهن سماوات ولا ارضون، اما تسمع لقوله تعالى: (وكان عرشه على الماء([81])) فقال له حمران: ارايت قوله (جل ذكره): (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا ([82])) فقال ابو جعفر(ع): (الا من ارتضى من رسول) وكان والله محمد ممن ارتضاه، واما قوله (عالم الغيب) فان الله (عز وجل) عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شئ، ويقضيه في علمه قبل ان يخلقه، وقبل ان يفضيه إلى الملائكة، فذلك يا حمران، علم موقوف عنده، اليه فيه المشيئة، فيقضيه اذا اراد، ويبدو له فيه فلا يمضيه، فاما العلم الذي يقدره الله (عز وجل) فيقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه واله ثم الينا)([83]).

فالقران الكريم من اوله إلى اخره تتردد فيه عبارات “الغيب”، و “الغيوب”، و”الغائبة”، و”علم الغيب”، و “انباء الغيب”، وكل التفاصيل المحتملة وردت في ايات القران الكريم في ذكر الغيب، ولكن الاية الوحيدة في القران التي نسبت الغيب إلى الله (عز وجل) اوضحت انه لا يظهر عليه الا النبي والائمة(عم) وهذا الغيب بحسب هذه الاضافة، وبحسب هذا التخصيص، وبحسب السياق، وبحسب تفرده في التعبير عن كل التعابير عن الغيب في القران من اوله إلى اخره ينبئنا عن غيب الغيوب، انه الغيب الخاص به سبحانه وتعالى ويظهر النبي واله(عم) عليه.

فالروايات التي اعتمد عليها السيد الخوئي(ر) تتعارض مع منطق القران ونحن هنا لا ننكر صدورها عنهم(عم) لكنها جاءت بلسان التقية في بعض الاحيان، وبلسان المدارة والبيان التدريجي في احيان اخرى ولكن السيد الخوئي(ر) جمعها واستنتج منها ما استنتج ولذلك كانت الاستنتاجات مرتبكة.

رابعاً: ان الروايات التي استدل بها السيد الخوئي(ر) وعند عرضها على المعاني الواضحة والصريحة والبينة في الروايات الاخرى التي نعتقد بصحتها وصدورها عنهم(عم)، نجدها تتعارض مع منطق ومضامين الروايات.

نشير هنا إلى بعضها:

1ـ ما جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة صحيحة الاسناد([84]) فنجد هذهِ العبارات:

ـ قوله(ع): (الله اكبر) تعني انه اكبر من الوصف، والزيارة صرحت ايضا انهم(عم) اكبر من الوصف: (من اراد الله بدا بكم، ومن وحده قبل عنكم، ومن قصده توجه اليكم، موالي لا احصي ثناءكم، ولا ابلغ من المدح كنهكم، ومن الوصف قدركم…) وفي مقطع اخر نقرا: (بابي انتم وامي ونفسي كيف اصف حسن ثنائكم واحصي جميل بلائكم…) فكما ان الله اكبر من ان يوصف، فهم ايضا كذلك.

ـ قوله(ع): (وخزان العلم ومنتهى الحلم) كلمة علم جاءت معرفة بالالف واللام، فان اريد بالالف واللام الحقيقية فهم(عم) خزان العلم الحقيقي، انه العلم الالهي والف ولام الاستيعاب، فهو استيعاب لكل العلم الالهي. وان كانت الف ولام العهد (سواء العهد الذهني او العهد الذكري) فان ما ذكر من المعاني السابقة واللاحقة ومن المعهود في الاذهان انه العلم الالهي ولا يوجد شيء اخر، والعبارة التي بعدها هي قرينة واضحة، فالعلم والحلم في الاجواء الالهية يسيران معا، والعلم بقدر الحلم والحلم بقدر العلم، فحلمه مساو لعلمه، فلا يمكن ان يكون عفوه دون قدرته، ولا يمكن ان يكون حلمه دون علمه.. فالحلم والعلم يسيران معا، يكونان معا بالتطابق والتوافق والاتساق.

ـ قوله(ع): (والمثل الاعلى) المثل الاعلى لله سبحانه وتعالى هم محمد وال محمد(عم)، ولذلك حين خلقهم جعلهم في ظله تعالى كما نقرا في دعاء ليلة المبعث ويوم المبعث: (وباسمك الاعظم الاعظم الاعظم الاعز الاجل الاكرم الذي خلقته فاستقر في ظلك فلا يخرج منك إلى غيرك([85])) فهم المثل الاعلى لله سبحانه وتعالى في كل شيء، والعنوان الاول: العلم وعليه فيكون علمهم هو العلم الاعلى.

ـ قوله(ع): (وحفظة سر الله) فهناك اسرار الوجود تعرفها الملائكة كل بحسب اختصاصه، وهناك اسرار للشرائع والديانات يعرفها الانبياء كل بحسبه، اما سر الله فلا يطلع عليه الا الحبيب، فالحبيب هو عيبة السر، والحبيب وهم هنا محمد وال محمد(عم) كما نقرا في الصلاة على السيدة فاطمة(عما): (اللهم! صل على الصديقة فاطمة الزكية حبيبة حبيبك ونبيك وام احبائك واصفيائك التي انتجبتها وفضلتها واخترتها على نساء العالمين)، فسر الله عندهم(عم) فقط فكيف تنسجم هذه المضامين التي تتحدث عن علم منتقص عند محمد واله(عم) مع هذا المنطق؟!.

ـ قوله(ع): (والمظهرين لامر الله ونهيه) كيف يكونون مظهرين لامر الله ونهيه وليس عندهم الاحاطة الكاملة بكل العلم الالهي؟! علما ان الحديث هنا ليس عن الشرائع الدينية وليس عن الشرائع والاحكام.

ـ قوله(ع): (اياب الخلق اليكم وحسابهم عليكم) الخلق كل الخلق من اوله إلى اخره، فمصائر الخلق اليهم في كل طبقة من طبقات الوجود.

ـ قوله(ع): (واركانا لتوحيده) اذا كانوا هم اركان التوحيد، فكيف تكون هذه الاركان مهزوزة بنقص علمها؟! انها الاركان الثابتة بتمام العلم وبكل الحقائق.

ـ قوله(ع): (وامره اليكم) هذا الامر الذي هو فيما وراء الخلق وهو ما يشير اليه قوله تعالى: (الَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْامْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ([86])) فكيف يتصور هذا المعنى مع علم منتقص؟!.

ـ قوله(ع): (فجعلكم بعرشه محدقين) فلهم الاحاطة والاحداق الكامل بالعرش الذي فيه كل شيء.

ـ (وذل كل شيء لكم) وكيف يتصور ان كل شيء يذل لهم وعلمهم منتقص(عم).

ولذا فاننا اذا قمنا بوضع هذه الروايات على جنب ستختلف المعطيات حينئذ التي نبني عليها رؤيتنا في حقيقة البداء لانها مجزوءة واعتمدت على احاديث لا يصح ان يعتمد عليها في استنتاج الفكرة ورسم الصورة لانها تنتقص من علم محمد واله(عم) فالروايات التي ذكرها السيد الخوئي(ر) في تفسير البيان تتحدث عن علم منتقص عند محمد واله(عم) ومضامينها لا تنسجم مع مضامين الايات والروايات والزيارات وعلى راسها الزيارة الجامعة الكبيرة التي تقدم ذكرها.

_________________________

([1]) أستاذ التاريخ في جامعة المصطفى(ص) العالمية ـ قم المقدسة.

([2]) هو أبو القاسم بن علي أكبر بن هاشم الموسوي الخوئي في 15 رجب سنة 1317 هـ (1899/11/19 م) في مدينة خوي التابعة لمحافظة آذربايجان الغربية ــ شمال غربي إيران ــ في أسرة علمية، ويرجع نسبه إلى الإمام موسى الكاظم(ع). والده السيد علي أكبر الخوئي من تلامذة الشيخ عبد الله المامقاني، هاجر إلى النجف الأشرف عام 1328 هـ.. دخل حوزة النجف وأكمل المقدمات على يد كبار علمائها، ثم نال درجة الاجتهاد سنة 1352 هـ وقد استلم زعامة الحوزة بعد وفاة السيد محسن الحكيم عام 1390 هـ. له مؤلّفات متنوعة في التفسير والكلام والفقه والأصول وعلم الرجال. توفي السيد الخوئي يوم السبت الموافق 8 صفر عام 1413 هـ، (8/8/ 1992 م) ودفن في مسجد الخضراء في حرم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع). الصدرائي، علي، معالم مدينة خوي، ص 169؛، طهران، تبليغات إسلامي، 1374 هـ، الپیري السبزواري، حسین، «آیت الله العظمی سيد ابوالقاسم خويي؛ قرآن‌شناس بزرگ معاصر (عالم القرآن الكبير المعاصر)»، (المجلة الشهرية) گلستان قرآن، تشرين الأول 2002 م، ص 30 ـ 42، الأنصاري القمّي، ناصر الدين، نجوم الأمة: سماحة آية الله العظمي الخوئي، الدورة 4، العدد 11، 1371 ش، ص 45.

([3]) الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، مقدمة الكتاب ص 12، الوفاة: 1413، الطبعة: الرابعة، سنة الطبع: 1395 ـ 1975 م، الناشر: دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت ـ لبنان.

([4]) الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ص 499 ـ 528.

([5]) محمد جواد بن حسن البلاغي، النجفي الربعي (1282 ــــ 1352 هـ) من مفسّري وشعراء الشيعة في القرن الرابع عشر الهجري. تتلمذ عند الميرزا محمد تقي الشيرازي والآخوند الخراساني، وحضر في حلقات درسه الكثير من العلماء منهم السيد شهاب الدين المرعشي النجفي والسيد أبو القاسم الخوئي. كان العلامة البلاغي من العلماء المجاهدين وقد ساهم في ثورة استقلال العراق، كما له مؤلّفات عدّة في مواضيع شتى منها “آلاء الرحمن في تفسير القرآن”. كما أنّ له قريحة شعرية رفيعة وقد أنشد قصيدة في مدح أهل البيتعليهم السلام. توفي العلامة البلاغي سنة 1352 هـ ودفن في حرم أمير المؤمنين علي(ع). الطهراني، أغا بزرك، طبقات اعلام الشيعة، ج 1، ص 323، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.

([6]) الرومي، فهد بن عبد الرحمان، اتجاهات التفسیر في القرن الرابع عشر، الرياض، 1407 هـ، ج 1، ص 190 وما بعدها.

([7]) الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ص: 13.

([8]) الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص419.

([9]) الصدوق، عيون أخبار الرضا(ع)، الجزء: 1 ص 270، تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، سنة الطبع: 1404 ـ 1984 م، المطبعة: مطابع مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ـ لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت ـ لبنان

([10]) الإمام العسكري(ع)، تفسير الإمام العسكري(ع)، الوفاة: 260، ص9، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي(ع) ، الطبعة: الأولى محققة، سنة الطبع: ربيع الأول 1409، المطبعة: مهر ـ قم المقدسة، الناشر: مدرسة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ـ قم المقدسة.

([11]) الإمام العسكري(ع)،تفسير الإمام العسكري(ع)، ص: 290.

([12]) الخوئي، معجم رجال الحديث، الجزء: 13 ،ص157، الوفاة: 1413، الطبعة: الخامسة، سنة الطبع: 1413 ـ 1992 م.

([13]) الإمام العسكري(ع)،تفسير الإمام العسكري(ع)، ص: 300.

([14]) الخوئي، شرح العروة الوثقى ـ التقليد (موسوعة الإمام الخوئي)، تقرير بحث السيد الخوئي للغروي، ج 1 ص81، الوفاة: 1413، الطبعة: الثانية، سنة الطبع: 1426 ـ 2005 م، الناشر: مؤسسة إحياء آثار الأمام الخويي قدس سره.

([15]) الخوئي، كتاب الاجتهاد والتقليد، ص81 ، الوفاة: 1413،الطبعة: الثالثة، سنة الطبع: ذي الحجة 1410، المطبعة: صدر ـ قم، الناشر: دار أنصاريان للطباعة والنشر ـ قم.

([16]) الخوئي ، الهداية في الأصول، تقرير بحث السيد الخوئي للشيخ حسن الصافي، ج 4 ص392، الوفاة: 1413، تحقيق: مؤسسة صاحب الأمر(عج) أسسها العلامة الراحل الصافي الأصفهاني / تقرير بحث السيد الخوئي للشيخ حسن الصافي الأصفهاني، الطبعة: الأولى، سنة الطبع: رمضان 1418، المطبعة: أسوة ـ قم، الناشر: مؤسسة صاحب الأمر(عج).

([17]) الخوئي ، دراسات في علم الأصول، تقرير بحث السيد الخوئي لسيد الشاهرودي، ج4 ص241، الوفاة: 1413، الطبعة: الأولى، سنة الطبع: 1420 ـ 1999 م، المطبعة: محمد، الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية.

([18]) الخوئي، مصباح الأصول، تقرير بحث السيد الخوئي للبهسودي، ج 3 ص436، الوفاة: 1413، الطبعة: الخامسة، سنة الطبع: 1417، المطبعة: العلمية ـ قم، الناشر: مكتبة الداوري ـ قم.

([19]) الإمام العسكري(ع)، تفسير الإمام العسكري(ع) ، ص300.

([20]) رضوي، سعید، «نگاهی به تفسير منسوب به امام حسن عسکری عليه‌السلام»، (نظرة على الشرح المنسوب للإمام الحسن العسكري)، المجلة الفصلية للبحوث القرآنية، المجلدان الخامس والسادس، 1996 م، صص 7 ـ 8.

([21]) الإمام العسكري(ع)، التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري(ع)، ص 9.

([22]) المصدر السابق، ص10.

([23]) المرعشي، القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد، ج 1 ص444، الوفاة: 1411، الطبعة: الأولى، سنة الطبع: 1422 ـ 1380 ش ـ 2001 م، المطبعة: ستاره، الناشر: مكتبة آية الله العظمى السيّد المرعشي النجفي قدس سره ـ قم المقدسة.

([24]) الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ص: 13.

([25]) البخاري، صحيح البخاري، باب انزل القرآن على سبعة أحرف، ج 6 ص 103 ، طبعة دار الخلافة، المطبعة العامرة.

([26]) الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ص: 420.

([27]) صحيح البخاري ج 8 ص 26 وصحيح مسلم ج 5 ص 116 بلا زيادة ثم إنا.

([28]) الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص174.

([29]) صحيح البخاري ج 6 ص 99، وهاتان الروايتان وما بعدهما إلى الرواية الحادية والعشرين،مذكورة في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 2 ص 43 ـ 52.

([30]) الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص241.

([31]) صحيح البخاري باب قول الله تعالى: ” إن الذين يأكلون أموال اليتامى ” ج 3 ص 195.

([32]) الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص353.

([33]) صحيح البخاري ج 4 باب ما ذكر عن بني إسرائيل ص 146.

([34]) الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص393.

([35]) البخاري ج 6 ص 103 باب فاتحة الكتاب.

([36]) الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص420.

([37]) المصدر السابق، ص142.

([38]) الحموي، ياقوت، معجم الأدباء، ج 13 ص172، الوفاة: 626هـ، الطبعة: الثالثة، سنة الطبع: 1400 ه‍ / بيروت، الناشر: دار الفكر.

([39]) الفراهيدي،الخليل، العين، الجزء: 5 ص209، الوفاة: 175، تحقيق: الدكتور مهدي المخزومي ـ الدكتور ابراهيم السامرائي، الطبعة: الثانية، سنة الطبع: 1410، الناشر: مؤسسة دار الهجرة.

([40]) الصفدي، الوافي بالوفيات، ج21 ص49، الوفاة: 764، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، سنة الطبع: 1420 ـ 2000م، المطبعة: بيروت ـ دار إحياء التراث، الناشر: دار إحياء التراث.

([41]) الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص216.

([42]) عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس انكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا ثم قال كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين إلى آخر الآية ثم قال الا وان أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم الا وانه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصيحابي فيقال انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم فيقال ان هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. البخاري، صحيح البخاري، ج 5 ص 192، الوفاة: 256هـ، سنة الطبع: 1401 ـ 1981 م، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. وعن أبي هريرة انه كان يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقول انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك انهم ارتدوا على ادبارهم القهقري…و عن ابن المسيب انه كان يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يرد علي الحوض رجال من أصحابي فيحلؤون عنه فأقول يا رب أصحابي فيقول انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك انهم ارتدوا على ادبارهم القهقري. البخاري، صحيح البخاري، ج 7 ص208.

([43]) عروة بن الزبير ان عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته ان فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وقدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك. البخاري، صحيح البخاري، ج 4 ص42.

([44]) وإن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده. لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له يا أبا حفص. إن فيها فاطمة؟ فقال وإن. الدينوري، ابن قتيبة، الامامة والسياسة، ج1 ص19، الوفاة: 276، تحقيق: طه محمد الزيني، الناشر: مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع.

([45]) التوبة: 73.

([46]) التوبة: 68.

([47]) الإمام زين العابدين(ع)، الصحيفة السجادية، الدعاء الرابع، ص42، الوفاة: 94، الطبعة: الأولى، سنة الطبع: 1418، الناشر: دفتر نشر الهادي.

([48]) الشيخ السبحاني، الحديث النبوي بين الرواية والدراية، ص185، الطبعة: الأولى، سنة الطبع: 1419، المطبعة: اعتماد ـ قم، الناشر: مؤسسة الإمام الصادق(ع).

([49]) الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص387.

([50]) الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص388.

([51]) الرعد: 39.

([52]) الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص390.

([53]) المصدر السابق، ص390.

([54]) المصدر السابق، ص393.

([55]) المصدر السابق، ص394.

([56]) الكليني، الكافي، الجزء: 1 ص69، الوفاة: 329، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، الطبعة: الخامسة، سنة الطبع: 1363 ش، المطبعة: حيدري، الناشر: دار الكتب الإسلامية ـ طهران.

([57]) الرعد: 43.

([58]) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (امامي ثقة) عَنْ أَبِيهِ (امامي ثقة) وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى(امامي ثقة) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ(امامي ثقة) عَمَّنْ ذَكَرَهُ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ(امامي ثقة) عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ع(امامي ثقة) َنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ(امامي ثقة).

([59]) الرعد: 43.

([60]) الكليني، الكافي، ج1 ص229.

([61]) الرعد: 43.

([62]) الرعد: 43.

([63]) الكليني، الكافي، ج1 ص257.

([64]) الرعد: 43.

([65]) الرعد: 39.

([66]) الرعد: 43.

([67]) النحل: 89.

([68]) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى(امامي ثقة) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ(امامي ثقة) عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ(امامي ثقة) عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ(امامي ثقة) عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ(امامي ثقة).

([69]) الرعد: 39.

([70]) الرعد: 39.

([71]) النحل: 89.

([72]) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 75 ص278، الوفاة: 1111، تحقيق: علي أكبر الغفاري، الطبعة: الثانية المصححة، سنة الطبع: 1403 ـ 1983 م، الناشر: مؤسسة الوفاء ـ بيروت ـ لبنان.

([73]) الصفار، محمد بن الحسن بن فروخ ، بصائر الدرجات، ص248.

([74]) يس: 12.

([75]) الانعام: 59.

([76]) الكليني، الكافي، ج8 ص249.

([77]) القدر: 4.

([78]) سورة الجنّ الآية 26 و27

([79]) محمد بن يحيى(امامي ثقة)، عن عبد الله بن محمد بن عيسى(امامي ثقة)، عن الحسن بن محبوب (امامي ثقة)، عن علي بن رئاب (امامي ثقة)، عن سدير الصيرفي (امامي ثقة).

([80]) الانعام: 101.

([81]) هود: 9.

([82]) الجن: 27، 28.

([83]) الكليني، الكافي، ج1 ص257.

([84]) محمد بن إسماعيل البرمكي(امامي ثقة) قال حدثنا موسى بن عبد الله النخعي‏(امامي ثقة).

([85]) مصباح المتهجد، ص141.

([86]) الاعراف: 54.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً