السؤال التاريخي حول الوجود والإسقاط
د. محمد الله أكبري(*)
إيماناً منها بالرأي والرأي الآخر، واعتقاداً بالحقّ في الاجتهاد في الفقه والكلام والتاريخ، تنشر مجلّة «الاجتهاد والتجديد» مقالين حول موضوع «المحسن بن علي» وحادثة الإسقاط في الهجوم على الدار، ينكر الأول الحادثة لينتقده الثاني، ونضع هذا الحوار في ملفّ العلامة فضل الله، لما أخذه هذا الموضوع من جدل حوله (التحرير).
(a) مقدمة
إنّ لكلّ واحدٍ من أولاد السيدة فاطمة الزهراء÷ مصيراً مختلفاً عن الآخر، ففيما يتعلق بالإمام الحسن والإمام الحسين’ والسيدة زينب الكبرى÷ هناك معلومات كثيرة نسبياً، وأما في ما يتعلق بالسيدة أم كلثوم÷ والمحسِّن×، فالمعلومات شحيحة ومضطربة، ومصيرهما مبهم. من هنا فإن الكلام عن هاتين الشخصيتين يضع الباحث أمام الكثير من العقبات والتعقيدات. وإنّ القدماء من المؤلفين، رغم ما كانوا يتمتعون به من الحوافز القوية إلى الكتابة عن سيرتهما، قد حالت شحة المعلومات دونهم ودون هذه الغاية، فلم يكتبوا عنهما سوى النزر القليل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
إنّ الغرض من وراء كتابة هذه المقالة هو جمع المعلومات المتوفّرة حول المحسن بن علي من مصادر الشيعة ومصادر أهل السنة، والعمل على نقدها وتحليلها، والتمييز بين صحيحها وسقيمها في حدود الإمكان، وتسليط بعض الضوء الخافت على هذه الشخصية الكريمة. ومن الواضح أن سلوك هذه الطريق الوعرة والمليئة بالعقبات والمجهولة المعالم والتضاريس غير سهل، وغير خالٍ من المخاطر، بل هو مليء بالألغام والعُقد، ولكن على الرغم من ذلك يجب أن يبادر شخص إلى اتخاذ الخطوة الأولى، وأن يقوم بمهمّة الريادة في هذه الطريق؛ إذ لابد لكل مشوار من بداية.
هناك فيما يتعلق بالمحسن بن علي ثلاث مسائل أساسية، وهي: أولاً: وجوده وثانياً: كيفية ولادته ووفاته، وثالثاً: ولادته ووفاته في عصر النبي الأكرم‘ أو بعد رحيله.
لقد ذكر الكثير من علماء الفريقين من الشيعة والسنة المحسِّن في عداد أولاد الإمام علي× والسيدة فاطمة الزهراء÷. وهناك الكثير من التساؤلات المطروحة بشأن المحسن، وهي على النحو التالي: هل ولد في الأساس للإمام علي والسيدة فاطمة ولد باسم المحسن؟ وإذا كان لهما ولد بهذا الاسم فكيف كانت ولادته؟ وهل ولد حياً ثم مات أم أنه كان سقطاً؟ وعلى أية حال ما هي أسباب وفاته؟ هل كانت تلك الأسباب طبيعية أم كانت وفاته إثر حادثٍ ما؟ وهل كانت وفاته بسبب عصر السيدة الزهراء بين الحائط والباب أم بسبب رفسها على جنبها أم بسبب ضربها على وجهها الشريف؟ وهل ولد في حياة النبي الأكرم‘ أم بعد رحيله؟ وهل كانت وفاته في حياة رسول الله ‘ أم بعد رحيله؟ تسعى هذه المقالة المختصرة إلى الإجابة عن جميع هذه التساؤلات باختصار.
(b) المفاهيم
إنّ اسم المحسِّن ـ بتشديد السين ـ على وزن المحدِّث([1]). وكان هذا الاسم طوال القرون والأعصار، وخاصة في القرون الأولى من الإسلام، شائعاً بين المسلمين على هذه الصيغة، أي بتشديد السين. وقد نقل السيد محسن الأمين في كتاب (أعيان الشيعة)([2])، نقلاً عن ابن حجر في كتاب (تبصّر المنتبه في تحرير المشتبه)، أنه رآه على هذه الصيغة. كما كانت أسماء بعض الأعلام، من أمثال: هلال بن محسّن الصابي(448هـ) مؤلِّف (التاج في دولة الديلم)، وعلي بن محسّن التنوخي(447هـ) صاحب كتاب (الفرج بعد الشدة)، تلفظ بتشديد السين أيضاً. وكان هذا هو اسم أصغر أولاد السيدة فاطمة الزهراء÷ وأمير المؤمنين علي×، الذي ولد ومات في صغره.
(c) وجود المحسِّن
فيما يتعلق بمسألة وجود مثل هذا الولد للسيدة فاطمة الزهراء÷ هناك أقوال مختلفة بين الشيعة، كما هناك أقوال مختلفة بهذا الشأن بين أهل السنة أيضاً.
(d) رؤية أهل السنة
ذكر الكثير من العلماء الكبار من أهل السنة طوال القرون والأعصار المتمادية اسم المحسِّن ضمن أولاد علي وفاطمة’. ومن هؤلاء العلماء: أحمد بن حنبل(241هـ) في المسند([3])، والبخاري(256هـ) في الأدب المفرد([4])، وابن قتيبة (276هـ)، في المعارف([5])، والبلاذري(279هـ) في أنساب الأشراف([6])، والدولابي(310هـ) في الذرّية الطاهرة([7])، والطبري(310هـ) في تاريخ الرسل والملوك([8])، وابن حبّان البستي(354هـ) في كتاب الثقات([9])، والحاكم النيسابوري(405هـ) في المستدرك على الصحيحين([10])، وابن حزم الأندلسي(456هـ) في جمهرة أنساب العرب([11])، والبيهقي(458هـ) في السنن الكبرى([12])، وابن عبد البر القرطبي(463هـ) في الاستيعاب في معرفة الأصحاب([13])، والشهرستاني(545هـ) في الملل والنحل([14])، وابن عساكر الدمشقي(571هـ) في تاريخ دمشق([15])، في شرح سيرة الإمام الحسن والإمام الحسين’، وابن الأثير(630هـ) في أسد الغابة في معرفة الصحابة([16])، وسبط ابن الجوزي(654هـ) في تذكرة الخواص([17])، وعبد الله الطبري(694هـ) في ذخائر العقبى([18])، وأبو الفداء(732هـ) في المختصر في أخبار البشر([19])، وشهاب الدين النويري(732هـ) في نهاية الإرب([20])، وشمس الدين الذهبي(748هـ) في سير أعلام النبلاء([21])، وابن كثير(774هـ) في البداية والنهاية([22])، والزرندي(750هـ) في نظم درر السمطين([23])، والهيثمي(807هـ) في مجمع الزوائد([24])، وابن حجر العسقلاني(852هـ) في الإصابة في معرفة الصحابة([25])، وابن الدمشقي(871هـ) في جواهر المطالب([26])، والصالحي الشامي(942هـ) في سبل الهدى والرشاد([27])، والقندوزي الحنفي(1294هـ) في ينابيع المودّة([28]).
وهناك نزرٌ قليل من علماء أهل السنة، من أمثال: ابن سعد(230هـ)، ومصعب الزبيري(236هـ)، وابن أبي الدنيا(281هـ)، لم يذكروا اسم المحسِّن في أسماء أولاد السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي. نعم ذكر ابن سعد رواية تسمية أولاد الإمام علي× على أسماء أولاد هارون: شبّر وشبير ومشبِّر، الحسن والحسين والمحسن، فيكون قد اعترف بوجود المحسِّن على نحو ضمني.
(e) رؤية الشيعة
وقد ذكر علماء الشيعة الكبار اسم المحسن في عداد أولاد السيدة الزهراء والإمام علي’. ومن هؤلاء: ابن واضح اليعقوبي(292هـ) في تاريخ اليعقوبي([29])، والمسعودي(346هـ) في مروج الذهب([30])، ومحمد بن سليمان الكوفي(عاش في عام 300هـ) في مناقب أمير المؤمنين([31])، والخصيبي(334هـ) في الهداية الكبرى([32])، والقاضي النعمان صاحب الدعائم(363هـ) في شرح الأخبار([33])، والشيخ المفيد(413هـ) في الإرشاد([34])، والنسابة العلوي(القرن الخامس الهجري) في المجدي في أنساب الطالبيين([35])، والطبرسي(القرن السادس الهجري) في إعلام الورى([36])، وابن شهرآشوب(588هـ) في مناقب آل أبي طالب([37])، والإربلي(693هـ) في كشف الغمّة في معرفة الأئمة([38]).
وقد ذكر الشيخ المفيد والنسابة العلوي والعلامة الطبرسي اسم المحسِّن بتردد، قائلين: «وفي الشيعة مَنْ يذكر أنّ فاطمة أسقطت بعد النبي| ذكراً سمّاه النبي ـ وهو حمل ـ محسِّناً».
وكان الشريف ابن الطقطقي(709هـ) أيضاً من السادة العلويين، بل نقيبهم، ويبدو أنه لأجل تسنّمه منصب (نقابة الطالبيين) ألَّف كتابه (الأصيلي في أنساب الطالبيين) بعد سقوط دولة بني العباس وفي عصر المغول في نسب السادة والأشراف، فأدرج فيه أكبر عدد من السادة، فذكر حتى أسماء البنين الذين لم يعقّبوا أو ماتوا في الصغر وقبل البلوغ، ومع ذلك لم يذكر المحسِّن، ولو بقولٍ ضعيف أو من دون جزم بوجوده([39]).
(f) الولادة والوفاة وزمانهما
هناك من المصادر التاريخية والحديثية وكتب الأنساب لدى الفريقين ما تحدّث عن ولادة ووفاة المحسِّن، وحتى ولادته ميتاً.
(g) مصادر أهل السنة
إنّ لعلماء أهل السنة فيما يتعلق بولادة المحسن ووفاته رأيين. فقد ذهب نزرٌمنهم إلى القول بأن ولادته ووفاته كانت في حياة رسول الله|، في حين سكتت الغالبية منهم عن الحديث في شأن ولادته، واكتفوا فقط بنقل الأخبار في وفاته صغيراً.
(h) ولادة المحسن ووفاته في حياة رسول الله|، والقرائن على ذلك
(i) القرينة الأولى
جاء في المصادر الروائية لأهل السنة بطرق مختلفة من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن هانئ بن هانئ، مستفيضاً([40]) عن علي×، وهي وإن لم تتحدّث عن ولادة المحسن ووفاته بشكل مباشر، إلا أنها تدلّ بمضمونها على ولادته في حياة النبي الأكرم|، وهي كالتالي: «حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي, قال: لما ولد الحسن سميته حرباً، فجاء رسول اللهr فقال: أروني ابني، ما سمّيتموه؟ قال: قلت: حرباً، قال: بل هو حسن. فلما ولد الحسين سميته حرباً، فجاء رسول اللهr، فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قال: قلت: حرباً، قال: بل هو حسين. فلما ولد الثالث سميّته حرباً، فجاء النبيr، فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قال: قلت: حرباً، قال: بل هو محسِّن، ثمّ قال: سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر وشبير ومشبّر».
إنّ هذه الرواية وإن لم ترِدْ في صحاح أهل السنة، إلا أنّ الحاكم النيسابوري نقل واحداً منها (نقلاً عن أحمد بن حنبل)، معتبراً إياه على شرط الشيخين البخاري ومسلم([41]). إنّ نتيجة الذهاب إلى هذه الرواية هي القول بولادة المحسن في حياة رسول الله|. وإذا كان كذلك فإنّ الحديث المرويّ في كتب الشيعة القائم على إسقاط المحسن إثر هجوم جنود الخليفة الأول على دار فاطمة÷ بعد ارتحال النبي الأكرم| لن يكون له محلٌّ من الإعراب. كما لم يرِدْ في الشطر الثالث من بعض الروايات، القائل: «ولما ولد الثالث…»، التعبير باسم المحسن ومشبّر([42])، وهذا ما قد أشار إليه ابن الأثير(630هـ)([43]). ويحتمل أنّ بعض رواة السنة قد عمدوا إلى إضافة اسم المحسن إلى آخر الرواية؛ فراراً من حادثة سقط المحسن بعد ارتحال النبي الأكرم|، وتنزيهاً لبعض الصحابة من ارتكاب مثل هذه الجريمة. ومهما كان فإن هناك صيغة لهذه الرواية تحمل هذه الإضافة، وقد صحَّحها الحاكم النيسابوري.
ولم ترِدْ الرواية بهذه الصيغة (تسمية الوليد حرباً، ثم تغييره من قبل النبي الأكرم) في أيٍّ واحد من طرق الشيعة، ولم يرِدْ في أيّ مصدر من المصادر الشيعية القديمة، بل هناك تفاوت جوهري وأساسي بين الخبر في المصادر الشيعية وبين نقله في المصادر السنية. ففي رواية الكليني(328هـ) في الكافي عن أمير المؤمنين× أنّ رسول الله| قد سمّى المحسِّن وهو جنين في بطن أمه([44]). وقد نقل الشيخ المفيد مضمون رواية الكليني على النحو التالي: «كان سمّاه رسول الله ـ وهو حمل ـ محسناً»([45]). وقد نقل ذلك الشيخ الطوسي([46]) وغيره أيضاً.
ولم ينقل الشيعة رواية تسمية أولاد علي والزهراء’ حرباً، ثم تغيير الاسم من قبل النبي الأكرم|، عن مصادر أهل السنة سوى محمد بن سليمان الكوفي، وهو من الزيدية (عاش في عام 300هـ)([47])، والقاضي النعمان المغربي الإسماعيلي(364هـ)([48])، والمولى حيدر الشيرواني الإمامي(القرن الثاني عشر الهجري)([49]). وقد نقل هذه الرواية ابن شهرآشوب([50]) عن مسند أحمد، دون ذكر اسم المحسن. وقد نقل ابن شهرآشوب نفسه في خبر آخر عن مسند أحمد ومسند أبي يعلى عن علي× أنه سمى الحسن حمزة والحسين جعفراً، فغيَّرهما رسول الله| بعد ذلك([51]). إنّ ما رواه ابن شهرآشوب نقلاً عن مسند أحمد ـ وخلوّه من اسم المحسن في ذيل الرواية ـ يختلف عن النسخة الحجرية وسائر الطبعات الأخرى لمسند أحمد، فعلى الرغم من أنّ الرواية الثانية التي نقلها مطابقة لمسند أحمد، إلا أنّ الرواية الأولى في مسند أحمد تشتمل على اسم المحسِّن. وعليه فإما أن يكون ابن شهرآشوب قد تلاعب بالرواية، وحذف منها اسم المحسن، أو أن النسّاخ هم الذين أضافوا اسم المحسن إلى مسند أحمد. وقد تقدم منا أنّ اسم المحسن غير موجود في بعض الروايات، إلا أنّ رواية أحمد في المسند تشتمل عليه. وكذلك فإنّ الرواية الثانية لابن شهرآشوب غير موجودة في مسند أبي يعلى.
ذهب بعض المفكِّرين والعلماء من الشيعة إلى رفض رواية تسمية الإمام علي أولاده حرباً، ثم تغييره من قبل النبي الأكرم| إلى الحسن والحسين والمحسِّن؛ وذلك للأدلة التالية:
1ـ تقوم سيرة أهل البيت^ على التمسّك الكامل بالمبادئ الإسلامية، وإنّ الإصرار على التسميات غير الإسلامية، من قبيل: حرب، دليل على التخلف والعودة إلى الجاهلية والانحطاط الفكريّ والثقافي. وإنّ الإمام علي× الذي رضع مبادئ الإسلام في حجر النبي الأكرم بريء كلّ البراءة من هذه التهمة.
2ـ لو أنّ الإمام عليّ كان قد سمّى ولده الأول حرباً، ثمّ غيَّره النبي الأكرم|، لاستحال أن يعود الإمام عليّ إلى ذات التسمية ليخلعها على ولده الثاني، بعد نهي النبي عنه في المرة الأولى؛ إذ من المحال على الإمام علي× أن يرتكب شيئاً نهى عنه رسول الله|.
3ـ يجمع المؤرخون على عدم ولادة المحسِّن في حياة النبي الأكرم، فكيف يكون النبي قد وضع له هذا الاسم؟
والدليل الثالث يؤكد على وضع هذه الرواية وكونها مختلقة([52]).
ويمكن لنا أن نضيف هذه النقطة أيضاً، وهي أنه بناءً على ما هو المرويّ في الكافي للكليني عن الإمام علي×فإن تسمية الأولاد قبل ولادتهم كانت سنّة لرسول الله، وإنه| سمّى أولاد السيدة فاطمة الزهراء بما فيهم المحسن قبل ولادتهم، وعليه من غير المقبول أو المعقول أن يكون الإمام علي× قد سبق رسول الله في تسمية أولاده. وبناءً على هذه الرواية التي نقلها الكليني لا يكون الدليل الثالث الذي ذكره هذا المحقِّق الشيعي مقبولاً. كما سوف نتعرّض إلى دعواه الإجماع من قبل المؤرِّخين في هذه المقالة إن شاء الله تعالى.
(j) القرينة الثانية
ذهب مسلم بن حجاج النيسابوري(261هـ) في صحيحه([53])، والشوكاني الحنبلي(1255هـ) في نيل الأوطار([54])، طبقاً لرواية مرويّة عن أسامة بن زيد، وابن حجر العسقلاني الحنبلي(852هـ)([55]) في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري، اعتماداً على رواية في مسند البزّاز من طريق أبي هريرة، إلى اعتبار ولادة المحسِّن ووفاته قد حدثا في حياة رسول الله.
جاء في رواية أسامة بن زيد: «كنا عند النبيr فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه، وتخبره أنّ صبياً لها أو ابناً لها في الموت، فقال للرسول: ارجع إليها فأخبرها أنّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شيءٍ عنده بأجل مسمّى، فمُرْها فلتصبر ولتحتسب، فعاد الرسول فقال: إنها قد أقسمت لتأتينَّها، قال: فقام النبيr، وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، وانطلقت معهم، فرُفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنّة، ففاضت عيناه، فقال له سعد ـ معترضاً على بكاء النبي ـ: ما هذا يا رسول الله؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء»([56]).
وقد روى ابن حجر([57]) والشوكاني([58]) الخبر عن مسند البزّاز بهذه العبارة: «ثقل ابنٌ لفاطمة، فبعثت إلى النبي». وقد ذكر الشوكاني([59]) رواية أسامة على النحو التالي: «فأرسلت إليه إحدى بناته». وقد أكَّد كلا المؤلِّفَيْن ـ بعد بحث مفصّل في شأن وفاة هذا الوليد، وكونه ذكراً أم أنثى، وأثبتا ذكورته، وبحثا في الاحتمالات الممكنة في شأن أحفاد النبي الأكرم|، ونقل بعض الروايات في شأن علي بن أبي العاص، ابن زينب، وعبد الله ابن رقية، والمحسِّن ابن فاطمة، بنات وأحفاد رسول الله، بوصفهم مصاديق محتملين لهذا الوليد المذكور في نصّ الرواية، وعلى افتراض أن يكون الوليد ذكراً ـ على أنه هو المحسِّن. وإليك العبارة: قال ابن حجر: «فتعيّن أن يكون الابن محسناً»([60])، وقال الشوكاني: «فعلى هذا الابن المذكور محسن بن علي»([61])، و«اتفق أهل العلم بالأخبار أنه مات صغيراً في حياة النبي»، وأنه هو المحسِّن، وقد توفي في حياة رسول الله|([62]).
فيما يتعلق بمحتوى هذه الرواية، وادّعاء هذين المؤلفين القائم على «إجماع الرواة([63]) على وفاة المحسِّن في الصغر، وفي عهد رسول الله|»، هناك مسألتان تدعوان إلى التأمُّل:
الأولى: إنّ مقارنة هاتين الروايتين ببعضهما، والتدقيق في الكلمات الواردة في مستهلّ الخبر، وعبارة «فأرسلت إليه إحدى بناته» في خبر أسامة، وإبدالها بعبارة «ثقل ابن لفاطمة» في خبر مسند البزاز من طريق أبي هريرة، نصل إلى هذه النتيجة، وهي أنّ الجهد الكبير الذي بذله ابن حجر والشوكاني في التأكيد على رواية مسند البزاز، وتجاهل رواية أسامة، وإثبات أن الولد المتوفّى كان ذكراً، وأنه المحسن بن فاطمة؛ بوصفه مصداقاً لهذا الخبر، لم يستند إلى دليل منطقي، سوى تبرئة بعض الصحابة من الهجوم على دار السيدة فاطمة الزهراء، وإسقاط جنينها المحسِّن في تلك الحادثة، ردّاً على الروايات الموجودة والمنقولة في المصادر الشيعية في هذا الشأن. رغم أنه لم يشِرْ أيٌّ منهما إلى هذه الروايات المنقولة في المصادر الشيعية، ولكنهما أرادا الإشارة إلى ذلك من طرف خفيّ.
الثانية: يبدو بحسب الظاهر أن إجماع أهل العلم بالأخبار من أهل السنة قائم على وفاة المحسِّن في صغره، وإنّ هذين الرجلين قد أضافا عبارة «في حياة النبي» من عند نفسيهما، ونسبوها إلى أهل العلم. والحقّ هو أنّ أهل العلم بالأخبار من أهل السنة قد أخبروا بوفاة المحسن وهو صغير، من قبيل: ابن حزم الأندلسي، وابن حجر نفسه، وأبي الفداء، والقندوزي، واليعقوبي الشيعي([64]) بلفظ: (مات صغيراً)، وابن مشقي، وابن كثير بلفظ: (مات وهو صغير)([65])، والطبري، وابن الأثير بلفظ (توفي صغيراً)([66])، وابن قتيبة، وأحمد، والطبري بلفظ: (فهلك وهو صغير)([67])، و(هلك صغيراً)([68])، والبلاذري بلفظ: (درج صغيراً)([69])، وسبط بن الجوزي بلفظ: (مات طفلاً)([70])، والصالحي الشامي، وابن صباغ المالكي بلفظ: (مات سقطاً)([71])، دون أن ترد عبارة «في حياة النبي» في أيٍّ من هذه النصوص والمصادر. بل إنّ النص المنقول يدل على ولادة المحسن ميتاً. ولم يذكر عبارة «مات صغيراً جدّاً إثر ولادته» سوى ابن حزم([72])، وهي تدلّ في الحدّ الأقصى على ولادته حياً، وهو يتنافى مع مرضه، ومضمون الخبر المنقول عن أبي هريرة. لم يرِدْ في الألفاظ المستعملة في عبائر أهل العلم بالأخبار ما يدل على ولادة أو وفاة المحسن في حياة رسول الله| أو بعدها. ولو أننا جعلنا إجماع أهل العلم بالأخبار قاعدة للتحليل والاستنباط سيكون الخبر الذي نقله ابن حجر والشوكاني وغيرهما في شأن ولادة المحسن ووفاته في عهد رسول الله| ساقطاً عن الاعتبار، وسوف يُتَّهمان بتحريف التاريخ؛ انتصاراً لمذهبهما.
ومن جهة أخرى فقد ذهب الشيخ باقر شريف القرشي إلى القول باتفاق أهل العلم بالأخبار على وفاة المحسن قبل ولادته (سقطاً) بعد ارتحال رسول الله|([73]). ولكن هذا ليس صحيحاً؛ إذ إنّ اتفاق أهل العلم بالأخبار قام ـ كما تقدَّم أن ذكرنا ـ على وفاة المحسن في صغره، وليس في عباراتهم تصريح بوفاته بعد النبي. ويبدو أنّ كلّ فرقة عمدت إلى تفسير الأخبار التاريخية واتفاق المؤرِّخين لصالح مذهبها وانتمائها.
(k) القرينة الثالثة
ذهب ابن الأثير في كتابه (أسد الغابة في معرفة الصحابة) إلى إدراج المحسن بن علي بن أبي طالب ضمن أصحاب رسول الله|؛ استناداً إلى الرواية القائلة: «سميته حرباً، وسمّاه رسول الله محسناً». وقد أكَّد ابن الأثير نفسه، ضمن نقله لعبارة «رواه سالم بن أبي الجعد، ولم يذكر محسناً»، أنّ كلمة محسن لم ترِدْ في بعض النقول لهذه الرواية. فلو أنّ هذا الحديث رفض للأدلة المتقدمة فإنّ هذه القرينة سوف تفقد تأثيرها.
(l) ولادة المحسن ووفاته بعد ارتحال رسول الله|، وقرائن ذلك
هناك عدة قرائن تدعمان النظرية القائلة بأنّ المحسِّن قد توفي بعد رحيل رسول الله|.
(m) القرينة الأولى
طبقاً لما هو منقول في العديد من مصادر أهل السنة هناك دلالة على ولادة المحسن ووفاته في صغره، وأما فيما إذا كان هذا قد حدث قبل أو بعد رحيل رسول الله فإنّ هذه الأدلة تقف على الحياد، إذا لم نقل بأنّ هناك ظهوراً فيها على ولادته بعد رحيل النبي الأكرم|.
(n) القرينة الثانية: كلام النظام المعتزلي بشأن إسقاط المحسن
يعتبر إبراهيم بن يسار، المعروف بالنظّام(230هـ)، من كبار المعتزلة، وهو ابن أخت أبي الهذيل العلاف (إمام المعتزلة في زمانه). وقد عمد الشهرستاني(548هـ) في كتاب الملل والنحل، من خلال عبارة «وانفرد عن أصحابه بمسائل»، إلى بيان الآراء التي انفرد بها ولم يقُلْ بها غيره. وكان من أهم آرائه رأيُه الذي احتل المرتبة الحادية عشرة في تسلسل تلك الآراء، حيث قال: «إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة، حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح أحرقوا دارها بمَنْ فيها»([74]). كما ذهب الصفدي(764هـ) إلى اعتبار ذلك مما انفرد النظّام به([75]). وهذا ما أدّى ببعض أهل السنة إلى تكفير النظام؛ بسبب هذا الرأي وغيره من الآراء([76]). وقد تلقَّف علماء الشيعة هذا الرأي من الشهرستاني، بوصفه اعترافاً وإقراراً من قبل أهل السنّة، وذكروا في مصادرهم أنه من الواضح أنّ إسقاط المحسن كان إثر حادثة أخذ البيعة لأبي بكر من علي× بعد رحيل رسول الله.
(o) القرينة الثالثة: كلام ابن أبي دارم
جاء في الكتب الرجالية لأهل السنة في بيان حال أبي بكر أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم المحدّث الكوفي(357هـ): «إنه كان مستقيم الأمر عامة دهره، ثمّ في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرتُه ورجل يقرأ عليه أنّ عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن…»([77]).
(p) القرينة الرابعة
روى ابن أبي الحديد عن ابن إسحاق: إنّ هبّار بن الأسود روَّع زينب ابنة رسول الله بالرمح وهي في الهودج، وكانت حاملاً، فلما رجعت طرحت ما في بطنها، وقد كانت من خوفها رأت دماً وهي في الهودج، فلذلك أباح رسول الله| يوم فتح مكة دم هبّار بن الأسود.. قلت: وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر& (غير إمامي)، فقال: إذا كان رسول الله| أباح دم هبّار بن الأسود؛ لأنه روّع زينب فألقت ذا بطنها، فظاهر الحال أنه لو كان حياً لأباح دم مَنْ روّع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها، فقلت: أروي عنك ما يقوله قومٌ أنّ فاطمة رُوِّعت فألقت المحسِّن، فقال: لا تروه عني، ولا ترو عني بطلانه، فإني متوقِّف في هذا الموضع؛ لتعارض الأخبار عندي فيه»([78]).
وهذا الكلام يدل على أنّ من المقطوع به عندهم أنّ إسقاط المحسن كان قد حدث بعد ارتحال رسول الله|، وأنهم كانوا يتحدثون عن سبب الإسقاط، ويتوقفون فيه أحياناً.
(q) مصادر الشيعة
ليس هناك في مصادر الشيعة ما يدلّ على ولادة المحسن ووفاته في عهد رسول الله|. فإنّ علماء الشيعة ومصادرهم تجمع إلى حدٍّ ما على إسقاط المحسن وولادته ميتاً بعد ارتحال رسول الله|([79])، بل هناك مَنْ ادّعى تواتر الأخبار في هذا الشأن([80])، معتقدين أنّ وفاة المحسن كانت إثر هجوم أنصار الخليفة الأول على بيت فاطمة؛ لأخذ البيعة من أمير المؤمنين× وغيره من بني هاشم وشيعتهم. كما أنهم يعتقدون بأنّه عندما حملت فاطمة أسماه النبي الأكرم| محسناً. روى الكليني في كتاب الكافي([81]) بإسناده عن أبي بصير، عن الإمام الصادق×، عن آبائه^، عن أمير المؤمنين× أنه قال: «سمّوا أولادكم قبل أن يولدوا، فإن لم تدروا أذكر أم أنثى فسمّوهم بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى، فإنّ أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ولم تسمّوهم يقول السقط لأبيه: ألا سمَّيتني! وقد سمّى رسول الله| محسِّناً قبل أن يولد».
(r) المصادر والقرائن على إسقاط المحسن
1ـ إنّ أول وأقدم رواية في ذلك قد وردت في أقدم مؤلَّف للشيعة، وهو كتاب سُليم بن قيس الهلالي(حوالي76هـ)، فهو أول شخص ذكر في كتابه هذا خبر الهجوم على بيت السيدة فاطمة الزهراء، وحرق بابها، وكسر ضلعها، وزرقة زندها، وإسقاط المحسن جنينها، ومرضها إثر ذلك، وعدم خروجها من بيتها بعد تلك الحادثة حتى فارقتها الحياة، إلى غير ذلك من الأمور([82]): «وقد كان قنفذ ضرب فاطمة÷ بالسوط حين حالت بينه وبين زوجها، وأرسل إليه عمر: إن حالت بينك وبينه فاطمة فاضربها، فألجأها قنفذ إلى عضادة باب بيتها، ودفعها، فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنيناً من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة».
ثمّ عمدت بعد ذلك جميع المصادر الشيعية أو غالبيتها إلى أخذ هذه الرواية عنه، من قبيل: الشيخ الطبرسي(548هـ) في الاحتجاج([83])، والسيد هاشم البحراني(1107هـ) في غاية المرام([84])، والمجلسي(1111هـ) في بحار الأنوار([85])، والشيخ محمد علي التبريزي(1310هـ) في اللمعة البيضاء([86])، والميرزا حسين النوري(1320هـ) في نفس الرحمن([87])، والشيخ فاضل المسعودي(1350هـ) في الأسرار الفاطمية([88])، والشيخ عباس القمي(1359هـ) في بيت الأحزان([89])، والشيخ جعفر النقدي(1370هـ) في الأنوار العلوية([90])، والشيخ علي النمازي(1405هـ) في مستدرك سفينة البحار([91])، والسيد جعفر مرتضى العاملي(معاصر) في الانتصار([92])، ومأساة الزهراء([93])، وعبد الزهراء مهدي(معاصر) في الهجوم على بيت فاطمة([94])، والسيد هاشم الهاشمي(معاصر) في حوار مع فضل الله([95])، والشيخ نجاح الطائي(معاصر) في نظريات الخليفتين([96])، والسيد علي العاشور(معاصر) في النصّ على أمير المؤمنين([97])، والشيخ علي الكوراني(معاصر) في جواهر التاريخ([98])، والشيخ أبو الحسن المرندي(معاصر) في مجمع النورين([99])، ومجموعة من المؤلفين المعاصرين في موسوعة شهادة المعصومين([100])، وغير هؤلاء، ممَّن ذكر هذه الرواية نقلاً عنه، ولا شك في أنّ المؤلفين اللاحقين سيوالون أخذ هذه الرواية عنه.
يلاحظ أنه لم ينقل هذه الرواية عن سُلَيْم إلا شخصٌ واحد جاء بعده بعشرة قرون (ألف سنة)، وهو الطبرسي. ومنذ القرن الحادي عشر إلى الرابع عشر لم ينقله سوى شخصين متعاصرين هما: البحراني؛ والمجلسي. ومنذ القرن الرابع عشر أخذت وتيرة نقل هذه الرواية في الارتفاع.
وفيما يتعلق باعتبار وقيمة كتاب سليم بن قيس من الناحية العلمية يمكنك الرجوع إلى الكتب الرجالية والمقالات التي سندرجها في الهامش([101]).
2ـ أما الرواية الثانية التي تحدّثت عن إسقاط المحسن فقد وردت في كتاب الاختصاص، المنسوب إلى الشيخ المفيد(413هـ)([102]). ففي هذه الرواية لا نجد أثراً لرواية سليم بن قيس وتفاصيلها، من قبيل: الهجوم على بيت فاطمة÷، وإنما ترجع الوفاة وكسر الضلع وإسقاط الجنين إلى لطم عمر ورفسه إياها على جنبها في وسط الطريق عند عودتها من منزل أبي بكر. وقد نقل هذه الرواية المجلسي(1111هـ) في بحار الأنوار([103])، والتبريزي(1370هـ) في اللمعة البيضاء([104])، والشيخ عباس القمي(1359هـ) في بيت الأحزان([105])، والمرندي(معاصر) في مجمع النورين([106])، والشيخ علي الكوراني(معاصر) في جواهر التاريخ([107])، والشيخ هادي النجفي(معاصر) في موسوعة أحاديث أهل البيت([108])، وعبد الزهراء مهدي(معاصر) في الهجوم علي بيت فاطمة([109])، والسيد هاشم الهاشمي(معاصر) في حوار مع فضل الله([110])، ومجموعة من المؤلفين(المعاصرين) في موسوعة شهادة المعصومين^([111])، وآخرون، ولا شك في أنّ المؤلفين اللاحقين سيوالون أخذ هذه الرواية عنه، ويدرجونها في مؤلَّفاتهم.
والمسألة الملفتة للانتباه في البين هي التعارض المضموني بين هاتين الروايتين. فالرواية الأولى تثبت أنّ إسقاط المحسن واستشهاد السيدة فاطمة الزهراء÷ قد حدث، إثر هجوم أعوان الخليفة الأول في الأيام الأولى التي تلت رحيل النبي الأكرم|، من ضغط الباب وكسر الضلع وملازمة الزهراء لفراش المرض وعدم مبارحة المنزل الوارد في عبارة «فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة»، بل صرّح الشيخ النقدي بإسقاط المحسن في ذات اليوم الذي تمّ فيه الهجوم وحرق الباب؛ إذ قال: «وأسقطته يوم أحرقوا باب دارها»([112]). في حين تثبت الرواية الثانية أنّ السيدة فاطمة الزهراء÷ قد حاججت أبا بكر والآخرين مراراً؛ من أجل استعادة فدك، واختلفت إلى دور الأنصار هي وزوجها والحسن والحسين^ مدة أربعين يوماً بعد رحيل رسول الله|، كانت خلالها سالمة، وأنّ إسقاط المحسن قد حصل بعد أخذ الحجّة على امتلاكها فدكاً من أبي بكر، وإثر رفس عمر لها بعد ذلك. ومن البديهي أنه إذا كان إسقاط المحسن قد حدث بفعل كسر الضلع وضغط الباب لما كان باستطاعتها الخروج من منزلها والتردُّد على أبي بكر وبيوت الأنصار والمهاجرين. والأهمّ من ذلك هو أنّ الجنين الواحد ليس بإمكانه السقوط أكثر من مرّة. وعليه لا بدّ أنّ تكون إحدى هاتين الروايتين ساقطة عن الاعتبار، مهما بذلنا من التبريرات والتوجيهات.
كما أن هناك في نصّ الرواية إشكالات كثيرة أخرى، تجعل من المستحيل القبول بمضمونها. ومن ذلك: تهديد السيدة فاطمة الزهراء بنقل الوصية إلى ابن الزبير، مع أنه لم يكن له من العمر حينها سوى عشر سنوات، وكان والده الزبير حيّاً، بالإضافة إلى وجود الكثير من الكبار من بني هاشم الذين هم أقرب إلى الزهراء، ومنهم: العباس عمّ النبي الأكرم‘ وعلي بن أبي طالب ×.
الأمر الآخر يتعلق بالمصدر الذي اشتمل على هذه الرواية، وهو كتاب الاختصاص. فقد تحدّث العلماء والمحقِّقون، وخاصة الشيخ الشبيري الزنجاني، كثيراً في صحّة نسبة هذا الكتاب إلى الشيخ المفيد. ولا يتَّسع المجال هنا لبيان تفصيل ذلك. ولكي تقف على مقدار ما لهذا الكتاب من الاعتبار، وكذلك نسبته إلى الشيخ المفيد، راجع المصادر المذكورة في الهامش([113]).
3ـ إن الرواية الثالثة التي تقرر إسقاط المحسن رواية تفصيلية معروفة باسم (حديث المعراج). وإنّ أول مصدر وردت فيه هذه الرواية هو كتاب كامل الزيارات لابن قولويه(367هـ) بإسناده عن الإمام الصادق×([114])، وعلى لسان رسول الله‘، أنه لما أسري به إلى السماء قيل له فيما قيل: «وأما ابنتك فتظلم، وتحرم، ويؤخذ حقها الذي تجعله لها غصباً، وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن، ثمّ يمسّها هوان وذلّ، ثمّ لا تجد مانعاً، وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب». وقد نقل هذه الرواية كلّ من: شرف الدين الحسيني(965هـ) في تأويل الآيات([115])، والشيخ الحر العاملي(1104هـ) في الجواهر السنية([116])، والعلامة المجلسي(1111هـ) في بحار الأنوار([117])، والشيخ الفاضل المسعودي(1350هـ) في الأسرار الفاطمية([118])، والشيخ عباس القمي(1359هـ) في بيت الأحزان([119])، والسيد جعفر مرتضى العاملي(معاصر) في الانتصار([120]) ومأساة الزهراء([121])، وأحمد الرحماني(معاصر) في الإمام عليّ بن أبي طالب([122])، وعبد الزهراء مهدي(معاصر) في الهجوم على بيت فاطمة([123])، وغيرهم من المعاصرين. وكما هو ملاحظ فإنّ هذه الرواية قد تمّ نقلها على نحو متكرِّر في مؤلَّفات المعاصرين.
4ـ إنّ رواية المعراج المتقدِّمة تشتمل على فقرات تتحدث عن تعذيب قتلة المحسن، وضربهم بسياط من نار، وسجنهم في طامورة بعيدة عن أعين الناس، وطلبهم الشفاعة من أمير المؤمنين، ورفض طلبهم هذا في يوم القيامة، وهو صريحُ العبارة القائلة: «وأول من يحكم فيهم محسِّن بن علي×، وفي قاتله، ثمّ في قنفذ، فيؤتيان ـ هو وصاحبه ـ، فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رماداً، فيضربان بها، ثمّ يجثو أمير المؤمنين× بين يدي الله للخصومة مع الرابع، فيدخل الثلاثة في جبّ فيطبق عليهم، لا يراهم أحدٌ ولا يرون أحداً»([124]).
وقد حظيت هذه الفقرة من الرواية بالاهتمام، فنقلها كلٌّ من شرف الدين الحسيني(965هـ) في تأويل الآيات([125])، والشيخ الحر العاملي(1104هـ) في الجواهر السنية([126])، والسيد هاشم البحراني(1107هـ) في غاية المرام([127])، والعلامة المجلسي(1111هـ) في بحار الأنوار([128])، والشيخ محمد الفاضل المسعودي(1350هـ) في الأسرار الفاطمية([129])، والشيخ عباس القمي(1359هـ) في بيت الأحزان([130])، والشيخ علي النمازي(1405هـ) في مستدرك سفينة البحار([131])، والسيد جعفر مرتضى العاملي(معاصر) في الانتصار([132]) ومأساة الزهراء([133])، وعبد الزهراء مهدي(معاصر) في الهجوم على بيت فاطمة([134])، والسيد هاشم الهاشمي(معاصر) في حوار مع فضل الله([135]).
إنّ المسألة الملفتة للانتباه في نصّ رواية المعراج المنقولة في كامل الزيارات أنه لم ينقلها سائر العلماء من الشيعة المعاصرين لصاحب هذا الكتاب وغير المعاصرين له، حتى تصرَّمت السنون ومضى ما يقرب من ستة قرون، أي إلى القرن العاشر الهجري. وفي ما يتعلق بما لروايات كتاب كامل الزيارات من الاعتبار هناك الكثير من الآراء الموافقة والمخالفة. وخلاصة القول: إنّ السيد الخوئي([136]) قد ضعّف الكثير من رجال هذه الرواية.
5ـ أما الرواية الخامسة المشتملة على فقرات تحكي عن إسقاط المحسِّن وقتله، ومجازاة قاتليه، وبكاء السيدة فاطمة الزهراء÷ الشديد، وخصومتها في يوم القيامة، فهي رواية طويلة جداً ـ استغرقت خمساً وثلاثين صفحة من أحد أجزاء كتاب بحار الأنوار بطبعته الجديدة ـ، وهي مروية عن المفضَّل بن عمر الجعفي، عن الإمام الصادق×. وإنّ أول مَنْ نقلها الحسين بن حمدان الخصيبي(334هـ) في كتاب الهداية الكبرى([137])، ثم عمد الآخرون إلى أخذ هذه الرواية عنه.
أما موضع شاهد مقالتنا من هذه الرواية المطوّلة فهو ما يلي: «وإشعال النار على باب أمير المؤمنين، وسمّ الحسن، وضرب الصدّيقة فاطمة بسوط قنفذ، ورفسه في بطنها، وإسقاطها محسناً.. وأخذ النار في خشب الباب، وإدخال قنفذ (لعنه الله) يده يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بسوط أبي بكر على عضدها حتى صار كالدملج الأسود المحترق، وأنينها من ذلك وبكاها، وركل عمر الباب برجله حتى أصاب بطنها وهي حاملة بمحسن لستة أشهر، وإسقاطها، وصرختها عند رجوع الباب، وهجوم عمر وقنفذ وخالد، وصفقة عمر على خدّها حتى أبرى قرطها تحت خمارها، فانتثر، وهي تجهر بالبكاء وتقول: يا أبتاه، يا رسول الله، ابنتك فاطمة تضرب، ويقتل جنين في بطنها، وتصفق يا أبتاه، ويسقف خدٌّ لها طالما كنت تصونه من الضيم والهوان، يصل إليه من فوق الخمار، وضربها بيدها على الخمار لتكشفه، ورفعها ناصيتها إلى السماء تدعو إلى الله.. فصاح أمير المؤمنين بفضة: إليك مولاتك فاقبلي منها ما يقبل النساء، وقد جاءها المخاض من الرفسة وردّة الباب، فأسقطت محسِّناً عليه قتيلاً.. ويأتي محسِّن مخضباً بدمه، تحمله خديجة ابنة خويلد، وفاطمة ابنة أسد، وهما جدّتاه، وجمانة عمته ابنة أبي طالب، وأسماء ابنة عميس، صارخات، وأيديهن على خدودهن، ونواصيهنّ منشَّرة، والملائكة تسترهنّ بأجنحتها، وأمه فاطمة تصيح وتقول: ﴿هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾(الأنبياء: 103)، وجبريل يصيح ويقول: (مظلومٌ فانتصر)، فيأخذ رسول الله| محسِّن على يده، ويرفعه إلى السماء، وهو يقول: إلهي صبرنا في الدنيا احتساباً، وهذا اليوم ﴿تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً﴾(آل عمران: 30)..».
وقد نقل هذه الرواية كلٌّ من العلامة المجلسي(1111هـ) في بحار الأنوار، بلفظ: (ورويَ في بعض مؤلَّفات أصحابنا)([138])، والشيخ محمد فاضل المسعودي(1405هـ) في الأسرار الفاطمية([139])، والشيخ عباس القمي(1359هـ) في بيت الأحزان([140])، والشيخ علي النمازي(1405هـ) في مستدركات علم رجال الحديث([141])، والشيخ علي اليزدي(معاصر) في إلزام الناصب([142])، والشيخ غالب السيلاوي(معاصر) في الأنوار الساطعة([143])، والسيد جعفر مرتضى العاملي(معاصر) في مأساة الزهراء([144])، والشيخ عبد الزهراء مهدي(معاصر) في الهجوم على بيت فاطمة([145])، والشيخ جعفر البياتي (معاصر) في شهادة الأئمة([146])، ومجموعة من المؤلِّفين (المعاصرين) في موسوعة شهادة المعصومين([147]).
وكما هو ملاحظ فإنّ هذه الرواية قد تمّ تدوالها بكثرة من قبل المعاصرين. وإنّ عبارة المجلسي تحكي عن عدم اعتبارها، وعدم اعتبار المصدر عنده. وقد صرح محقِّق هذا الجزء من بحار الأنوار الشيخ محمد باقر البهبودي في هامش تلك الصفحة ـ ضمن إجابته عن تضعيف المفضل بن عمر ـ بكذب هذه الرواية، وأنها من موضوعات ابن فرات أو النميري([148]). كما صرح المختصّون في علم الرجال بكذب هذه الرواية([149]). وإنّ بعض رواة هذه الرواية، مثل: محمد بن نصير النميري، إمام النصيرية، وهم العلويون الموجودون حالياً في كلٍّ من سوريا ولبنان وتركيا، وابن الفرات، وغيرهما ممّن عُدّ من الغلاة الخبثاء والكذّابين([150]). وإنّ كتاب (الهداية الكبرى) للخصيبي من كتب ومصادر النصيرية، وهو مفعم بآراء الغلو([151]).
6ـ وهناك رواية أخرى منسوبة إلى الإمام الصادق× تذكر ولادة وهجرة السيدة فاطمة الزهراء÷ وعمرها واستشهادها، بما في ذلك إسقاطها محسناً. وأول من ذكر هذه الرواية محمد بن جرير الطبري الشيعي(القرن الرابع الهجري) في كتاب دلائل الإمامة([152])، المنسوب إليه، وفيها: «وكان سبب وفاتها أنّ قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدَعْ أحداً ممّن آذاها يدخل عليها».
وبعد ذلك بحوالي سبعة قرون، وفي القرن الثاني عشر الهجري بالتحديد، نقل هذه الرواية العلامة المجلسي(1111هـ) في بحار الأنوار([153])، وبعد ثلاثة قرون من ذلك، وفي القرن الرابع عشر، عمد إلى نقله كلٌّ من الشيخ محمد فاضل المسعودي(1350هـ) في الأسرار الفاطمية([154])، والتبريزي(1370هـ) في اللمعة البيضاء([155])، ومن ثمّ توالى المعاصرون في أواخر القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر على نقل ونشر هذه الرواية، من قبيل: السيد علي العاشور في النصّ على أمير المؤمنين([156])، والسيد جعفر مرتضى العاملي في الانتصار([157])، ومأساة الزهراء([158])، والصحيح من سيرة النبي الأعظم([159])، والشيخ جعفر البياتي في شهادة الأئمة([160])، وعبد الزهراء مهدي في الهجوم على بيت فاطمة([161])، والشيخ محمد حسين الحاج في حقوق آل البيت في الكتاب والسنّة باتفاق الأمّة([162])، ومجموعة من المؤلِّفين في موسوعة شهادة المعصومين([163]).
وهناك كلام كثير حول كتاب (دلائل الإمامة)، لا يسعنا ذكره في هذا المختصر([164]).
هذا هو مجموع الروايات التي حصلتُ عليها بعد البحث الطويل والتحقيق الدقيق، وقد أوضحت أمرها قدر المستطاع. والذي نفهمه من هذه الروايات هو عدم تواترها، لا بالتواتر اللفظي، ولا بالتواتر المعنوي، وعليه فلا يمكن الوثوق بها، لا على نحو اليقين، ولا على نحو الاطمئنان. والله تعالى أعلم بالصواب.
الهوامش
_____________________________
(*) عضو الهيئة العلمية في مجمع الإمام الخميني للتعليم العالي في قم، من إيران.
([1]) الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس 9: 178، دراسة وتحقيق: علي شيري، بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1994م ـ 1414هـ؛ انظر: المجلسي، بحار الأنوار 3: 279، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403هـ.
([2]) السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة 9: 5، تحقيق وتخريج: السيد حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403هـ ـ 1983م: (محسن بن علي بن أبي طالب: في تبصّر المنتبه في تحرير المشتبه، لابن حجر العسقلاني، المحسن بإسكان الحاء جماعة، وبفتحها وتثقيل السين، محسن بن علي بن أبي طالب. وجدنا من الكتاب المذكور نسخة مخطوطة في بغداد في مكتبة السيد هبة الدين الشهرستاني).
([3]) مسند أحمد بن حنبل (وبهامشه منتخب كنـز العمال في سنن الأقوال والأفعال) 1: 98، بيروت، دار صادر.
([4]) البخاري، الأدب المفرد: 177، بيروت، مؤسسة الكتب الثقافية، ط1، 1406هـ ـ 1986م.
([5]) ابن قتيبة، المعارف: 211، تحقيق: ثروت عكاشة، ط1، قم، منشورات الشريف الرضي، 1415هـ ـ 1373هـ ش.
([6]) البلاذري، أنساب الأشراف 2: 411، 3: 361، تحقيق: سهيل زكار، ورياض الزركلي، ط1، بيروت، دار الفكر، 1417 هـ ـ 1996م.
([7]) الدولابي، الذرية الطاهرة: 61 ـ 62، تحقيق: سعد المبارك حسن، ط1، الكويت، دار السلفية، 1417 هـ.
([8]) محمد بن جرير الطبري، تاريخ الرسل والأمم والملوك 4: 118، تحقيق ومراجعة وتصحيح وضبط: نخبة من العلماء الأجلاء، ط4، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1403هـ ـ 1983م، قوبلت هذه الطبعة على النسخة المطبوعة بمطبعة «بريل» بمدينة لندن في سنة 1879م.
([9]) ابن حبان البستي، كتاب الثقات 2: 142، بيروت، مؤسسة الكتب الثقافية، (مجلس دائرة المعارف العثمانية، بحيدر آباد الدكن، الهند)، 1393هـ.
([10]) الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين: 165، 168، تحقيق: يوسف المرعشلي، بيروت، دار المعرفة، 1406هـ.
([11]) ابن حزم الأندلسي، جمهرة أنساب العرب: 16، تحقيق: لجنة من العلماء، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1403هـ ـ 1983م.
([12]) البيهقي، السنن الكبرى 6: 166، 7: 63، بيروت، دار الفكر.
([13]) ابن عبد البر القرطبي، الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4: 448، تحقيق: الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبد الموجود، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415هـ ـ 1995م.
([14]) الشهرستاني، الملل والنحل 1: 77، تحقيق: محمد سيد كيلاني، بيروت، دار المعرفة.
([15]) ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب× من تاريخ مدينة دمشق: 16، تحقيق: الشيخ محمد باقر المحمودي، بيروت، مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر، ط1، 1400هـ ـ 1980م، وترجمة الإمام الحسين× من تاريخ مدينة دمشق: 28 ـ 29، تحقيق: الشيخ محمد باقر المحمودي، قم، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، ط2، 1414هـ.
([16]) ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة 4: 308، طهران، إسماعيليان؛ الكامل في التاريخ 3: 397، بيروت، دار صادر، دار بيروت، 1385هـ ـ 1965م.
([17]) سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص: 57.
([18]) الطبري، ذخائر العقبى: 119، القاهرة، مكتبة القدسي لصاحبها حسام الدين القدسي، عن نسخة دار الكتب المصرية ونسخة الخزانة التيمورية، طهران، انتشارات جهان، 1356.
([19]) أبو الفداء إسماعيل بن عباد، المختصر من أخبار البشر 1: 252.
([20]) النويري، نهاية الإرب (فارسي) 5: 257 ـ 258.
([21]) الذهبي، سير أعلام النبلاء 3: 425، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وإبراهيم الزيبق، ط9، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1413هـ.
([22]) ابن كثير، البداية والنهاية 7: 367، تحقيق: علي شيري، ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1408هـ.
([23]) جمال الدين محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد الزرندي الحنفي المدني، نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين: 37، ط1، 1377هـ ـ 1958م.
([24]) الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 8: 52، بيروت، دار الكتب العلمية، 1408هـ ـ 1988م.
([25]) ابن حجر العسقلاني، الإصابة في معرفة الصحابة 6: 191، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض، بيروت، ط1، دار الكتب العلمية، 1415هـ ـ 1995م.
([26]) شمس الدين أبو البركات محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي، جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب× 2: 121، تحقيق: الشيخ محمد باقر المحمودي، قم، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، ط1، 1415هـ.
([27]) محمد بن يوسف الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 6: 358، 11: 50، 55، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، ط1، دار الكتب العلمية، 1414هـ.
([28]) القندوزي، ينابع المودة لذوي القربى 2: 67، 142، تحقيق: السيد علي جمال أشرف الحسيني، طهران، دار الأسوة للطباعة والنشر، ط1، 1416هـ.
([29]) تاريخ اليعقوبي 2: 213، بيروت، دار صادر.
([30]) المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر 3: 63، قم، ط2، دار الهجرة، 1363هـ ش ـ 1965م.
([31]) القاضي محمد بن سليمان الكوفي، مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب×: 221، 253، تحقيق: الشيخ محمد باقر المحمودي، قم، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، ط1، محرم الحرام، 1412هـ.
([32]) الخصيبي، الهداية الكبرى: 392، 417، بيروت، مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع، 1411هـ ـ 1991م.
([33]) القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي، شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار 3: 88، تحقيق: السيد محمد الحسيني الجلالي، قم، ط2، مؤسسة النشر الإسلامي، 1414هـ.
([34]) الشيخ المفيد، الإرشاد 1: 354 ـ 355، تحقيق: مؤسسة آل البيت لتحقيق التراث، قم، ط1، دار المفيد، قم.
([35]) علي بن محمد العلوي العمري النسابة، المجدي في أنساب الطالبين: 12، تحقيق: أحمد مهدوي الدامغاني، ط1، مكتبة المرعشي، قم، 1409هـ.
([36]) الفضل بن الحسن الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى 1: 395، تحقيق مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، ط1، مؤسسة آل البيت، 1417هـ.
([37]) ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب 3: 133، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف، النجف الأشرف، المكتبة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.
([38]) أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة 2: 67، بيروت، دار الأضواء، ط2، 1405هـ ـ 1985م.
([39]) الشريف محمد بن الطقطقي، الأصيلي في أنساب الطالبيين: 56 ـ 58، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، قم، ط1، مكتبة المرعشي النجفي، 1418هـ.
([40]) ابن إسحاق، السيرة النبوية 5: 231، تحقيق: محمد حميد الله، معهد الدراسات والأبحاث للتعريف؛ سليمان بن داوود الطياليسي، مسند أبي داوود الطياليسي: 19، بيروت، دار المعرفة؛ مسند أحمد بن حنبل 1: 98، 118؛ البخاري، الأدب المفرد: 177 ـ 178؛ البلاذري، المصدر السابق 3: 361؛ الطبراني، المعجم الكبير 3: 96؛ البيهقي، المصدر السابق 6: 146، 7: 63؛ ابن عساكر، المصدر السابق، ترجمة الإمام الحسن: 28، وترجمة الإمام الحسين: 28 ـ 29؛ الهيثمي، موارد الظمآن: 551، بيروت، ط1، دار الثقافة العربية، 1411هـ ـ 1990م؛ ابن الأثير، أسد الغابة 4: 308؛ ابن حجر، الإصابة 6: 191؛ ومصادر أخرى.
([41]) الحاكم النيسابوري، المصدر السابق 3: 165: «أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي بن أبي طالبt، قال: لما ولدت فاطمة الحسن جاء النبيr، فقال: أروني ابني، ما سمّيتموه؟ قال: قلت: حرباً، قال: بل هو حسن. فلما ولد الحسين سميته حرباً، فجاء رسول اللهr، فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قال: قلت: حرباً، قال: بل هو حسين. فلما ولد الثالث سميّته حرباً، فجاء النبيr، فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قال: قلت: حرباً، قال: بل هو محسن. ثمّ قال: سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر وشبير ومشبّر»، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
([42]) مسند أحمد بن حنبل 1: 159؛ الدولابي، المصدر السابق: 67؛ ابن الأثير، أسد الغابة 4: 308؛ ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسن من المصدر السابق: 16؛ الهيثمي، المصدر السابق 8: 52.
([43]) ابن الأثير، أسد الغابة 4: 308: «رواه غير واحد عن أبي إسحاق، وكذلك رواه سالم بن أبي الجعد عن علي، فلم يذكر محسناً، وكذلك رواه أبو الخليل عن سلمان».
([44]) الكليني، الكافي 6: 18(الهامش)، تصحيح: علي أكبر الغفاري، طهران، ط3، دار الكتب الإسلامية، 1367هـ ش، ح2: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن أرشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله×، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: سموا أولادكم قبل أن يولدوا، فإن لم تدروا أذكر أم أنثى فسمّوهم بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى، فإنّ أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ولم تسمّوهم يقول السقط لأبيه: ألا سميتني! وقد سمّى رسول الله| محسناً قبل أن يولد». يمكن أن يكون قوله: «قد سمّى رسول الله| محسناً» من كلام السقط، والأظهر أنه من الإمام.
([45]) المفيد، المصدر السابق 1: 354 ـ 355.
([46]) الطبرسي، المصدر السابق 1: 395.
([47]) الكوفي، المصدر السابق 2: 221، 253.
([48]) القاضي النعمان المغربي، شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار 3: 88، تحقيق: السيد محمد الحسيني الجلالي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرسين.
([49]) المولى حيدر علي بن محمد الشيرواني، مناقب أهل البيت^: 242، تحقيق: الشيخ محمد الحسون، مطبعة المنشورات الإسلامية، شوال المكرم 1414هـ.
([50]) ابن شهرآشوب، المصدر السابق 3: 166.
([51]) ابن شهرآشوب، المصدر السابق 3: 166: «مسند أحمد وأبي يعلى قال: لما ولد الحسن سماه حمزة، فلما ولد الحسين سمّاه جعفراً، قال علي: فدعاني رسول الله، فقال: إني أمرت أن أغيّر اسم هذين، فقلت: الله ورسوله أعلم، فسمّاهما حسناً وحسيناً. وقد روينا نحو هذا عن ابن عقيل».
([52]) القرشي، حياة الإمام الحسين بن علي× 1: 31 ـ 32، الطبعة الأولى، الناشر: المؤلف، 1398هـ ـ 1974م.
([53]) صحيح مسلم 3: 39، بيروت، دار الفكر: «حدثنا أبو كامل الجحدري، حدثنا حماد يعني ابن زيد، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد، قال: كنا عند النبيr فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه، وتخبره أنّ صبياً لها أو ابناً لها في الموت، فقال للرسول: ارجع إليها فأخبرها أنّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شيءٍ عنده بأجل مسمّى، فمُرْها فلتصبر ولتحتسب، فعاد الرسول فقال: إنها قد أقسمت لتأتينها، قال: فقام النبيr، وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، وانطلقت معهم، فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنّة، ففاضت عيناه، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء».
([54]) الشوكاني، نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار في شرح منتقى الأخبار 4: 150، بيروت، دار الجيل.
([55]) ابن حجر العسقلاني، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 1 (المقدمة): 265، بيروت، ط2، دار المعرفة.
([56]) فتح الباري: 265؛ الشوكاني، المصدر السابق 4: 150.
([57]) فتح الباري (المقدمة): 265.
([58]) الشوكاني، المصدر السابق 4: 150.
([60]) ابن حجر، فتح الباري (المقدمة): 264 ـ 265: «حديث أسامة بن زيد: أرسلت بنت النبيr إليه أن ابناً لي قبض فاتنا، أما البنت فهي زينب، وأما ابنها فيحتمل أن يكون هو علي بن أبي العاص بن الربيع، كذا قال الدمياطي، وفيه نظر؛ لأنّ علياً دخل مع النبيr مكة يوم الفتح، وقد راهق، ومن كان في هذا السن لا يقال فيه صبي، وقد رواه الدولابي بسند البخاري بلفظ أنّ بنتاً لها أو صبياً. ولأبي داوود من هذا الوجه: إن ابني أو بنتي. وفي رواية للمصنف: إنّ بنتي احتضرت، والبنت اسمها أميمة، كذا في معجم أبي سعيد بن الأعرابي، ووقع في الجزء الثاني من حديث سعدان بن نصر: أتى النبيr بأمامة بنت زينب. وفيه نظر؛ لأنّ أمامة عاشت بعد النبيr، حتى تزوّجها علي بعد فاطمة، فإن ثبت أنّ أمامة غير أميمة فلا إشكال، وإلا فيحمل على أنها وصلت إلى حدّ النـزع ثمّ أفاقت، ويأتي مثل هذا الاحتمال في علي بن أبي العاص، ويحتمل أن تكون البنت المرسلة لأجل الابن غير البنت المرسلة بسبب البنت، إن ثبت أن أميمة غير أمامة، فتتعيّن أميمة، ويكون الابن إما عبد الله بن عثمان من رقية، وإما محسن بن علي بن أبي طالب من فاطمة، والله أعلم. ثمّ رأيت في الأنساب للبلاذري أنه عبد الله بن عثمان بن عفان، فإنه ذكر في ترجمته أن النبيr وضعه في حجره، ودمعت عليه عينه، وقال: إنما يرحم الله من عباده الرحماء. كذا ذكره بغير إسناد. وفي مسند البزاز من حديث أبي هريرة، قال: ثقل ابن لفاطمة فبعثت إلى النبيr تدعوه، فقال: ارجع، فإنّ لله ما أخذ، وله ما أبقى، وكلّ أجل بمقدار، فلما احتضر بعثت إليه، فقال لنا: قوموا، فلما جلس جعل يقرأ ﴿فَلَوْلا إذا بَلَغَتِ الحُلْقُوم﴾ الآيات.. حتى قبض، فدمعت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله، تبكي، وتنهى عن البكاء؟! فقال: إنما هي رحمة، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء. فتعيّن أن يكون الابن محسناً، فإنّ فاطمة لم تلد من علي من الذكور غير ثلاثة، ولم يمت في عهد النبيr غيره. قوله: فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال قلتُ: سمّى منهم عبادة بن الصامت في رواية عبد الواحد في أوائل التوحيد، وفي رواية شعبة عند أبي داوود أنّ أسامة كان معهم.
([61]) الشوكاني، المصدر السابق 4: 150.
([62]) الشوكاني، المصدر السابق 4: 150؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، (المقدمة): 265، 3: 124.
([63]) الشوكاني، المصدر السابق 4: 151 ـ 152: (قوله: إحدى بناته هي زينب كما وقع عند أبي شيبة. قوله: إنّ صبياً لها، قيل: هو علي بن أبي العاص بن الربيع، وهو من زينب. وفيه نظر؛ لأنّ الزبير بن بكار وغيره من أهل العلم بالأخبار ذكروا أنّ علياً المذكور عاش حتى ناهز الحلم، وأن النبي| أردفه على راحلته يوم فتح مكة، وهذا لا يقال في حقه صبيٌّ عرفاً، وإن جاز من حيث اللغة. وفي الأنساب للبلاذري: إنّ عبد الله بن عثمان بن عفان من رقية بنت رسول الله| لما مات وضعه النبي| في حجره، وقال: إنما يرحم الله من عباده الرحماء. وفي مسند البزاز من حديث أبي هريرة قال: ثقل ابن لفاطمة، فبعثت إلى النبي|، فذكر نحو هذا الحديث، وفيه مراجعة سعد بن عبادة في البكاء، فعلى هذا الابن المذكور محسن بن علي، وقد اتفق أهل العلم بالأخبار أنه مات صغيراً في حياة النبي|. فهذا أولى إن ثبت أنّ القصّة كانت لصبي، ولم يثبت أنّ المرسلة زينب، لكن الصواب في حديث الباب أنّ المرسلة زينب، كما قال الحافظ، وأنّ الولد صبية، كما في مسند أحمد (ص 152)، وكذا أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه.
([64]) تاريخ اليعقوبي 2: 213؛ ابن حزم، المصدر السابق 16: 37؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في معرفة الصحابة 2: 244؛ أبو الفداء، المصدر السابق 1: 252؛ القندوزي الحنفي، المصدر السابق 2: 67.
([65]) ابن الدمشقي، المصدر السابق 2: 121؛ ابن كثير، المصدر السابق 7: 367.
([66]) الطبري، المصدر السابق 4: 118؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ 3: 397.
([67]) ابن قتيبة، المصدر السابق: 211.
([68]) ابن قتيبة، المصدر السابق: 210؛ الطبري، ذخائر العقبى: 55.
([69]) البلاذري، المصدر السابق 2: 411.
([70]) سبط بن الجوزي، المصدر السابق: 57.
([71]) الشامي، المصدر السابق 1: 50؛ ابن الصباغ علي بن محمد بن أحمد المالكي المكي، الفصول المهمة في معرفة الأئمة: 125، تحقيق: علي سامي الغريري، قم، دار الحديث، 1379هـ ش.
([72]) ابن حزم، المصدر السابق: 16.
([73]) باقر شريف القرشي، المصدر السابق 1: 31 ـ 32.
([74]) الشهرستاني، المصدر السابق 1: 57 ـ 58.
([75]) صلاح الدين الصفدي، الوافي بالوفيات 6: 15، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1420هـ ـ 2000م.
([76]) الشهرستاني، المصدر السابق 1: 57 ـ 58.
([77]) الذهبي، ميزان الاعتدال في نقد الرجال 1: 139، تحقيق: علي محمد البحاوي، بيروت، دار المعرفة للطباعة والنشر؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء 15: 576 ـ 578؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان 1: 268، بيروت، ط2، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1971م ـ 1390هـ.
([78]) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 14: 192 ـ 193، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، ط2، دار إحياء الكتب العربية، 1387هـ ـ 1967م، أوفست قم؛ وكذلك انظر: المجلسي، المصدر السابق 19: 351، 28: 323؛ التستري، قاموس الرجال 12: 327، تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ط1، قم، 1425هـ.
([79]) المجلسي، المصدر السابق 28: 409؛ السيد ناصر حسين بن سيد مير حامد حسين الهندي(معاصر)، إفحام الأعداء والخصوم بتكذيب ما افتروه على سيدتنا أمّ كلثوم 1: 93، إصدار وتقديم: محمد هادي الأميني، طهران، مكتبة نينوى؛ عبد الزهراء مهدي(معاصر)، الهجوم على بيت فاطمة: 385، ط1، 1421هـ ـ 2001م.
([80]) السيد ناصر حسين، المصدر السابق 1: 93؛ عبد الزهراء مهدي، المصدر السابق: 385.
([82]) كتاب سليم بن قيس 2: 153.
([83]) الطبرسي، الاحتجاج 1: 109.
([84]) السيد هاشم البحراني الموسوي التوبلي، غاية المرام وحجّة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام 5: 255، تحقيق: السيد علي العاشور.
([85]) المجلسي، المصدر السابق 28: 270 ـ 271، 283، 43: 198.
([86]) المولى علي بن أحمد القراجه داغي التبريزي، اللمعة البيضاء: 283، 870. تحقيق: السيد هاشم الميلاني، قم، ط1، مؤسسة الهادي، 1418هـ.
([87]) المحدث النوري، نفس الرحمن في فضائل سلمان: 485، تحقيق: جواد القيومي، طهران، مؤسسة الآفاق، ط1، 1369هـ ش ـ 1411هـ.
([88]) الشيخ محمد فاضل المسعودي، الأسرار الفاطمية: 115، ط1، 1420هـ ـ 1999م، رابطة الصداقة الإسلامية، 1413هـ ـ 1992م.
([89]) الشيخ عباس القمي، بيت الأحزان في ذكر أحوال سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء÷: 115، ط1، دار الحكمة، ربيع الثاني 1412هـ.
([90]) الشيخ جعفر النقدي، الأنوار العلوية والأسرار المرتضوية (في أحوال أمير المؤمنين وفضائله ومناقبه وغزواته): 288، النجف الأشرف، ط2، طبع على نفقة محمد كاظم الكتبي صاحب المكتبة والمطبعة الحيدرية في النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية في النجف، 1962م ـ 1381هـ.
([91]) الشيخ علي النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار 8: 619، تحقيق وتصحيح: الشيخ حسن بن علي النمازي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين.
([92]) السيد جعفر مرتضى (معاصر)، الانتصار (أهم مناظرات الشيعة في شبكة الإنترنت) 7: 213، بيروت، دار السيرة، ط1، 1421هـ ـ 2000م.
([93]) السيد جعفر مرتضى (معاصر)، مأساة الزهراء، شبهات وردود 1: 329، 2: 156، بيروت، دار السيرة، ط1، وط2، جمادى الأولى 1418هـ ـ أيلول 1997م.
([94]) عبد الزهراء مهدي، المصدر السابق: 126، 232.
([95]) السيد هاشم الهاشمي، حوار مع فضل الله حول الزهراء: 392 ـ 393، قم، دار الهدى للطباعة والنشر، ط2، 1422هـ ـ 2001م.
([96]) نجاح الطائي، نظريات الخليفتين 1: 162، مكتبة أهل البيت، الإصدار الثالث.
([97]) السيد علي العاشور، النص على أمير المؤمنين: 252، مكتبة أهل البيت، الإصدار الثالث.
([98]) علي الكوراني، جواهر التاريخ 1: 107، مكتبة أهل البيت، الإصدار الثالث.
([99]) أبو الحسن المرندي، مجمع النورين: 82، 99، مكتبة أهل البيت، الإصدار الثالث، نقلاً عن الطبعة الحجرية.
([100]) مجموعة من المؤلفين، موسوعة شهادة المعصومين^: 167، 235، مجموعة الحديث في كلية باقر العلوم، قم، ط1، نور السجاد، 1380هـ ش.
([101]) محمد باقر الأنصاري، مقدمة كتاب سليم بن قيس؛ السيد حسين المدرسي الطباطبائي، ميراث مكتوب شيعة، مبحث سليم بن قيس؛ عبد المهدي الجلالي «راوي كتاب سليم بر ترازو» (راوي كتاب سليم في الميزان)، فصلية علوم الحديث، العدد 34؛ قاسم الجوادي، «سليم بن قيس»، فصلية علوم الحديث، العددان 35 و36؛ الفخلعي، در جستجوي سليم بن قيس (بحث عن سليم بن قيس)، فصلية مطالعات إسلامي مشهد، العدد 72؛ محمد تقي السبحاني، كامي ديكر در شناسائي وإحياي كتاب سليم بن قيس هلالي (خطوة أخرى في معرفة وإحياء كتاب سليم بن قيس الهلالي)، فصلية آيينه پژوهش، العدد 37، ربيع عام 1375هـ ش؛ نعمة الله صفري فروشاني، مناقب نگاري شيعيان تا قرن بنجم (المناقب عند الشيعة حتى القرن الخامس)، كتاب سليم بن قيس (رسالة على مستوى الدكتوراه).
([102]) الشيخ المفيد، الاختصاص: 183 ـ 185، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، ترتيب الفهارس: السيد محمود الزرندي المحرمي، قم، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية: «حديث فدك: أبو محمد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله× قال: لما قبض رسول الله| وجلس أبو بكر مجلسه بعث إلى وكيل فاطمة صلوات الله عليها فأخرجه من فدك، فأتته فاطمة ÷ فقالت: يا أبا بكر، ادعيت أنك خليفة أبي، وجلست مجلسه، وإنك بعثت إلى وكيلي فأخرجته من فدك، وقد تعلم أنّ رسول الله| تصدق بها عليّ، وإنّ لي بذلك شهوداً، فقال لها: إنّ النبي| لا يورث. فرجعت إلى علي× فأخبرته، فقال: ارجعي إليه وقولي له: زعمت أنّ النبي| لا يورّث، وورث سليمان داوود، وورث يحيى زكريا، فكيف لا أرث أنا أبي؟! فقال عمر: أنتِ معلّمة، فقالت: وإن كنتُ معلَّمة! فإنما علمني ابن عمّي وبعلي، فقال أبو بكر: فإنّ عائشة تشهد وعمر أنهما سمعا رسول الله| يقول: إنّ النبي لا يورث، فقالت: هذا أول شهادة زور شهدا بها في الإسلام، ثمّ قالت: فإنّ فدك إنما هي صدقة تصدق بها عليّ رسول الله|، ولي بذلك بيّنة، فقال لها: هلمي ببينتك، قال: فجاءت بأمّ أيمن وعلي×، فقال أبو بكر: يا أمّ أيمن، إنك سمعت من رسول الله| يقول في فاطمة؟ فقالا: سمعنا رسول الله| يقول: إنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، ثمّ قالت أم أيمن: فمن كانت سيدة نساء أهل الجنة تدعي ما ليس لها؟! وأنا امرأة من أهل الجنة، ما كنت لأشهد إلا بما سمعت من رسول الله|. فقال عمر: دعينا من هذه القصص، بأيّ شيء تشهدان؟ فقالت: كنت جالسة في بيت فاطمة÷ ورسول الله| جالس حتى نزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد، قم فإنّ الله تبارك وتعالى أمرني أن أخط لك فدكاً بجناحي، فقام رسول الله| مع جبرئيل×، فما لبث أن رجع، فقالت فاطمة÷: يا أبه، إني أخاف العيلة والحاجة من بعدك، فتصدق بها علي، فقال: هي صدقة عليك، فقبضتها، قالت: نعم، فقال رسول الله|: يا أمّ أيمن اشهدي ويا علي اشهد، فقال عمر: أنت امرأة، ولا نجيز شهادة امرأة وحدها، وأما علي يجرّ إلى نفسه. قال: فقامت مغضبة، وقالت: اللهم إنهما ظلما ابنة محمد نبيك حقها، فاشدد وطأتك عليهما، ثمّ خرجت، وحملها عليّ على أتان عليه كساء له خمل، فدار بها أربعين صباحاً في بيوت المهاجرين والأنصار والحسن والحسين‘ معها، وهي تقول: يا معشر المهاجرين والأنصار، انصروا الله، فإني ابنة نبيكم، وقد بايعتم رسول الله| يوم بايعتموه أن تمنعوه وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم، ففوا لرسول الله| ببيعتكم. قال: فما أعانها أحد، ولا أجابها، ولا نصرها. قال: فانتهت إلى معاذ بن جبل، فقالت: يا معاذ بن جبل، إني قد جئتك مستنصرة، وقد بايعت رسول الله| على أن تنصره وذريته وتمنعه مما تمنع منه نفسك وذريتك، وإنّ أبا بكر قد غصبني على فدك، وأخرج وكيلي منها، قال: فمعي غيري؟ قالت: لا، ما أجابني أحد، قال: فأين أبلغ أنا من نصرتك؟ قال: فخرجت من عنده، ودخل ابنه، فقال: ما جاء بابنة محمد إليك؟ قال: جاءت تطلب نصرتي على أبي بكر، فإنه أخذ منها فدكاً، قال: فما أجبتها به؟ قال: قلت: وما يبلغ من نصرتي أنا وحدي؟ قال: فأبيت أن تنصرها؟ قال: نعم، قال: فأيّ شيء قالت لك؟ قال: قالت لي: والله لأنازعنك الفصيح من رأسي حتى أرد على رسول الله|، قال: فقال: أنا والله لأنازعنك الفصيح من رأسي حتى أرد على رسول الله|؛ إذ لم تجب ابنة محمد|… قال: وخرجت فاطمة ÷ من عنده وهي تقول: والله لا أكلمك كلمة حتى أجتمع أنا وأنت عند رسول الله|، ثمّ انصرفت، فقال علي× لها: ائتِ أبا بكر وحده؛ فإنه أرقّ من الآخر، وقولي له: ادّعيت مجلس أبي وأنك خليفة، وجلست مجلسه، ولو كانت فدك لك ثمّ استوهبتها منك لوجب ردّها عليّ، فلما أتته وقالت له ذلك قال: صدقت، قال: فدعا بكتاب فكتبه لها بردّ فدك، فقال: فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر فقال: يا بنت محمد، ما هذا الكتاب الذي معك، فقالت: كتاب كتب لي أبو بكر بردّ فدك، فقال: هلميّه إليّ، فأبت أن تدفعه إليه، فرفسها برجله، وكانت حاملة بابن اسمه المحسن، فأسقطت المحسن من بطنها، ثمّ لطمها، فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت، ثمّ أخذ الكتاب فخرقه، فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة ممّا ضربها عمر، ثمّ قبضت، فلما حضرتها الوفاة دعت علياً صلوات الله عليه فقالت: إما تضمن وإلاّ أوصيت إلى ابن الزبير، فقال علي: أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد، قال: سألتك بحقّ رسول الله| إذا أنا متّ أن لا يشهداني ولا يصلّيا عليّ، قال: فلك ذلك، فلما قبضت÷ دفنها ليلاً في بيتها، وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها، وأبو بكر وعمر كذلك، فخرج إليهما علي×، فقالا له: ما فعلت بابنة محمد أخذت في جهازها يا أبا الحسن؟ فقال علي×: قد والله دفنتها، قالا: فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها؟ قال: هي أمرتني، فقال عمر: والله لقد هممت بنبشها والصلاة عليها، فقال علي×: أما والله ما دام قلبي بين جوانحي وذو الفقار في يدي إنك لا تصل إلى نبشها، فأنت أعلم، فقال أبو بكر: اذهب، فإنه أحقّ بها منّا، وانصرف الناس».
([103]) المجلسي، المصدر السابق 29: 188 ـ 192.
([104]) التبريزي، المصدر السابق: 310 ـ 312.
([105]) الشيخ عباس القمي، المصدر السابق: 157 ـ 159.
([106]) المرندي، المصدر السابق: 121 ـ 123.
([107]) الكوراني، المصدر السابق 1: 110 ـ 111.
([108]) الشيخ هادي النجفي، موسوعة أحاديث أهل البيت: 422 ـ 424، بيروت، ط1، دار إحياء التراث العربي، 1423هـ ـ 2002م.
([109]) عبد الزهراء مهدي، المصدر السابق: 281 ـ 282.
([110]) الهاشمي، المصدر السابق: 330.
([111]) مجموعة من المؤلفين، المصدر السابق: 177، 179.
([112]) الشيخ جعفر النقدي، المصدر السابق: 433.
([113]) سلسلة مقالات مؤتمر الشيخ المفيد، الشبيري الزنجاني، مجلة نور علم، العدد 42، مصادر كتاب الاختصاص وقيمتها العلمية.
([114]) ابن قولويه، أبو القاسم جعفر بن محمد القمي، كامل الزيارات: 541 ـ 551، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، قم، ط1، مؤسسة النشر الإسلامي، 1417هـ: «حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الله الأصم، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله×، قال: لما أسريَ بالنبي| إلى السماء، قيل له: إنّ الله تعالى يختبرك في ثلاث، لينظر كيف صبرك، قال: أسلم لأمرك يا ربّ، ولا قوّة لي على الصبر إلاّ بك، فما هنّ؟ قيل له: أولهنّ الجوع والأثرة على نفسك وعلى أهلك لأهل الحاجة، قال: قبلت يا رب ورضيت وسلمت، ومنك التوفيق والصبر. وأما الثانية فالتكذيب والخوف الشديد، وبذلك مهجتك في محاربة أهل الكفر بمالك ونفسك، والصبر على ما يصيبك منهم من الأذى ومن أهل النفاق والألم في الحرب والجراح، قال: قبلت يا ربّ ورضيت وسلمت، ومنك التوفيق والصبر. وأما الثالثة فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل، أما أخوك علي فيلقى من أمتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجحد والظلم وآخر ذلك القتل، فقال: يا ربّ قبلت ورضيت وسلمت، ومنك التوفيق والصبر. وأما ابنتك فتظلم، وتحرم، ويؤخذ حقها غصباً الذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى حريمها ومنـزلها بغير إذن، ثمّ يمسها هوان وذلّ، ثمّ لا تجد مانعاً، وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب. قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، قبلت يا ربّ وسلمت، ومنك التوفيق ولصبر. ويكون لها من أخيك ابنان، يُقتل أحدهما غدراً، ويُسلب، ويُطعن، تفعل به ذلك أمتك. قلت: يا ربّ قبلت وسلمت، إنا لله وإنا إليه راجعون، ومنك التوفيق للصبر. وأما ابنها الآخر فتدعوه أمتك للجهاد ثمّ يقتلونه صبراً، ويقتلون ولده ومن معه، ويكون قتله حجة على من بين قطريها، فيبكيه أهل السماوات وأهل الأرضين جزعاً عليه، وتبكيه ملائكة لم يدركوا نصرته، ثمّ أخرج من صلبه ذكراً به أنصرك، وإنّ شبحه عندي تحت العرش، يملأ الأرض بالعدل ويطبقها بالقسط، يسير معه الرعب، يقتل حتى يشك فيه، قلت: إنا لله، فقيل: ارفع رأسك، فنظرت إلى رجل أحسن الناس صورة وأطيبهم ريحاً، والنور يسطع من بين عينيه ومن فوقه ومن تحته، فدعوته فأقبل إليّ، وعليه ثياب النور وسيماء كلّ خير، حتى قبّل بين عيني، ونظرت إلى الملائكة قد حفّوا به لا يُحصيهم إلا الله عزّ وجل. فقلت: يا ربّ لمن يغضب هذا، ولمن أعددت هؤلاء، وقد وعدتني النصر فيهم فأنا أنتظره منك، وهؤلاء أهلي وأهل بيتي، وقد أخبرتني بما يلقون من بعدي، ولئن شئت لأعطيتني فيهم على من بغي عليه، وقد سلمت وقبلت ورضيت، ومنك التوفيق والرضا، والعون على الصبر؟ فقيل لي: أما أخوك فجزاؤه عندي جنّة المأوى نزلاً بصبره، أفلج حجته على الخلائق يوم البعث، وأوليه حوضك يسقي منه أولياءكم ويمنع منه أعداءكم، وأجعل عليه جهنم برداً وسلاماً يدخلها ويخرج من كان في قلبه مثقال ذرّة من المودة، وأجعل منـزلتكم في درجة واحدة في الجنة. وأما ابنك المخذول المقتول وابنك المغدور المقتول صبراً فإنهما مما أزين به عرشي، ولهما من الكرامة سوى ذلك مما لا يخطر على قلب بشر؛ لما أصابهما من البلاء، فعليّ فتوكّل، ولكل من أتى قبره في الخلق من الكرامة؛ لأنّ زوّاره زوّارك، وزوّارك زوّاري، وعليّ كرامة زوّاري، وأنا أعطيه ما سأل، وأجزيه جزاء يغبطه من نظر إلى عظمتي إياه وما أعددت له من كرامتي. وأما ابنتك فإني أوقفها عند عرشي فيقال لها: إنّ الله قد حكّمك في خلقه، فمن ظلمك وظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت، فإني أجيز حكومتك فيهم، فتشهد العرصة، فإذا وقف من ظلمها أمرت به إلى النار، فيقول الظالم: واحسرتاه على ما فرّطت في جنب الله، ويتمنّى الكرّة، ويعضّ الظالم على يديه ويقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً، يا ويلتاه ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً، وقال: حتى إذا جاءنا قال: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين، ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون، فيقول الظالم: أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، أو الحكم لغيرك؟ فيقال لهم: ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدّون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً وهم بالآخرة كافرون. وأول من يحكم فيهم محسن بن علي×، وفي قاتله، ثمّ في قنفذ، فيؤتيان ـ هو وصاحبه ـ، فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رماداً، فيضربان بها، ثمّ يجثو أمير المؤمنين×بين يدي الله للخصومة مع الرابع، فيدخل الثلاثة في جبّ فيطبق عليهم، لا يراهم أحد ولا يرون أحداً، فيقول الذين كانوا في ولايتهم: ﴿أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ﴾، قال الله عز وجل: ﴿وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ﴾، فعند ذلك ينادون بالويل والثبور، ويأتيان الحوض فيسألان عن أمير المؤمنين×ومعهم حفظة، فيقولان: اعفُ عنا واسقنا وخلصنا، فيقال لهم: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَة سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ﴾ بإمرة المؤمنين، ارجعوا ظمأى مظمئين إلى النار، فما شرابكم إلا الحميم والغسلين، وما تنفعكم شفاعة الشافعين».
([115]) الإسترآبادي، تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة 2: 880، تحقيق ونشر مدرسة الإمام المهدي#، قم المقدّسة.
([116]) الحر العاملي، الجواهر السنية في الأحاديث القدسية: 289، قم، منشورات مكتبة المفيد، إيران.
([117]) المجلسي، المصدر السابق 28: 62.
([118]) المسعودي، الأسرار الفاطمية: 113.
([119]) الشيخ عباس القمي، المصدر السابق: 122.
([120]) السيد جعفر مرتضى العاملي، الانتصار 7: 214، 223.
([121]) السيد جعفر مرتضى العاملي، مأساة الزهراء 2: 57.
([122]) أحمد الرحماني، الإمام علي بن أبي طالب: 744 ـ 745.
([123]) عبد الزهراء مهدي، المصدر السابق: 28، 374.
([124]) ابن قولويه، المصدر السابق: 551.
([125]) الإسترآبادي، تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة 2: 880.
([126]) الحر العاملي، الجواهر السنية في الأحاديث القدسية: 291 ـ 292.
([127]) البحراني، غاية المرام 4: 366.
([128]) المجلسي، المصدر السابق 28: 64، 31: 638، 53: 23، وقد نقل العلامة المجلسي هذه العبارة قبل إحراز اعتبار المصدر المأخوذ منه الرواية، انظر: مقدمة المؤلف على الجزء الأول من بحار الأنوار.
([129]) المسعودي، الأسرار الفاطمية: 113.
([130]) الشيخ عباس القمي، المصدر السابق: 122 ـ 123.
([131]) النمازي، المصدر السابق 8: 620.
([132]) السيد جعفر مرتضى العاملي، الانتصار 7: 223.
([133]) السيد جعفر مرتضى العاملي، مأساة الزهراء 2: 57، 140.
([134]) عبد الزهراء مهدي، المصدر السابق: 27، 374.
([135]) الهاشمي، المصدر السابق: 315.
([136]) الخوئي، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة 1: 13، 23، ط5، 1413هـ ـ 1992م، (رجوع المؤلف عن القول بتوثيق رجال كامل الزيارات)، 11: 259 (عبد الله بن عبد الرحمن الأصم المسمعي)، 319 (عبد الله بن محمد أبو بكر الحضرمي)، 13: 152 (علي بن محمد بن سالم)، 155 (علي بن محمد بن سليمان النوفلي)، 17: 66، 73 (محمد بن خالد البرقي).
([137]) الخصيبي، المصدر السابق: 417. وقد بدأت هذه الرواية من ص 392 وانتهت في ص 417، وقد أعرضنا عن ذكرها بتمامها رعاية للاختصار. انظر: الهداية الكبرى، الصفحات المذكورة، وكذلك بحار الأنوار 53: 1 ـ 35.
([138]) بحار الأنوار 53: 1 ـ 35.
([139]) المسعودي، المصدر السابق: 94.
([140]) الشيخ عباس القمي، المصدر السابق: 122 ـ 123.
([141]) الشيخ علي النمازي الشاهرودي، مستدرك علم رجال الحديث 6: 353، قم، ط1، ربيع الآخر 1412هـ.
([142]) الحائري، إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب: 2، تحقيق: السيد علي العاشور، قم، مكتبة أهل البيت، الإصدار الثالث.
([143]) الشيخ غالب السيلاوي(معاصر)، الأنوار الساطعة من الغرّاء الطاهرة خديجة بنت خويلد÷: 365، قم، ط1، المؤلف، 1421هـ.
([144]) السيد جعفر مرتضى العاملي، مأساة الزهراء 2: 61، 133، 141، 289.
([145]) عبد الزهراء مهدي، المصدر السابق: 267.
([146]) الشيخ جعفر البياتي، شهادة المعصومين: 104، قم، مكتبة أهل البيت، الإصدار الثالث.
([147]) مجموعة من المؤلفين، المصدر السابق: 410.
([148]) المجلسي، المصدر السابق 1: 53.
([149]) النجاشي، الرجال: 326، تحقيق: السيد موسى الزنجاني، قم، ط5، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 1416هـ؛ السيد مصطفى الخميني، ثلاث رسائل: 60، تحقيق ونشر: مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني، قم، ط1، 1376هـ ش ـ جمادى الآخرة 1418هـ.
([150]) المجلسي، المصدر السابق 1: 53.
([151]) انظر: صفري فروشاني، (حسين بن حمدان الخصيبي والهداية الكبرى)، فصلية طلوع، العدد 16، شتاء عام 1384؛ وكذلك المؤلف نفسه، في رسالته في الدكتوراه، قسم الهداية الكبرى.
([152]) الشيخ أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري(من أعلام القرن الخامس الهجري)، دلائل الإمامة: 134، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة، ط1، قم، مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة، 1413هـ.
([153]) المجلسي، المصدر السابق 43: 170.
([154]) المسعودي، المصدر السابق: 328.
([155]) التبريزي، المصدر السابق: 851.
([156]) السيد علي العاشور، المصدر السابق: 249، 252.
([157]) جعفر مرتضى العاملي، الانتصار 7: 215، 224.
([158]) جعفر مرتضى العاملي، مأساة الزهراء 2: 65، 134.
([159]) الصحيح من سيرة النبي الأعظم 9: 46.
([160]) البياتي، المصدر السابق: 22.
([161]) عبد الزهراء مهدي، المصدر السابق: 126، 239، 496.
([162]) الشيخ محمد حسين الحاج العاملي، حقوق آل البيت^ في الكتاب والسنّة باتفاق الأمة: 184، قم، ط1، المؤلف، 1415هـ.
([163]) مجموعة من المؤلفين، المصدر السابق: 235.
([164]) نعمت الله صفري فروشاني، رسالته في الدكتوراه تحت عنوان: مناقب نگاري شيعيان تا قرن پنجم هجري، وهي قيد الطبع.