الشيخ محمد باقر ملكيان(*)
إنّ هذه دراسة في فقه علائم الظهور، وقد نبحث فيها ـ بحول الله وقوّته ـ عن موضوع الأخبارات الغيبية من الرسول الأكرم| والأئمة بعلامات الظهور، واتّخاذ الموقف تجاهها.
إنّ من الأمور التي أصبحت مألوفة لنا أنّ كثيرين من الناس حين يواجهون الأزمات، ويجدون أنفسهم وجهاً لوجه مع الأحداث الكبيرة والخطيرة، نجدهم يُظهِرون اهتماماً متزايداً بقضيّة الإمام المهديّ# وبعلائم الظهور، ويبحثون عن المزيد ممّا يمنحهم بصيص أمل، ويُلقي لهم بعض الضوء على ما سيحدث في المستقبل القريب أو البعيد.
ومن هنا فإننا نجد عدداً من الكُتّاب والمؤلِّفين يحاولون الاستجابة لهذه الرغبة الظاهرة، ويبذلون جهوداً كبيرة لترسيم مستقبل الأحداث وفْق ما يتيسَّر لهم فهمه من النصوص الحاضرة لديهم، تلك النصوص التي جاء أكثرها غامضاً وغائماً، اختلط غَثُّها بسمينها، وصحيحها بسقيمها، وتعرَّض كثيرٌ منها للتحريف، وزيد فيه أو نقص منه، هذا عدا عن الكثير ممّا اختلقته يد الأطماع والأهواء.
ولا بُدَّ من التعرّض إلى هذه النصوص والبحث حولها، كما هو الحال في نصوص الأبواب الفقهية، كالطهارة والصلاة مثلاً، بل الحاجة إلى البحث في هذه النصوص والتدبُّر فيها أكثر أهمّية من غيرها من النصوص، كما لا يخفى.
وهنا ينبغي الإشارة إلى أنّ ما ورد عن الرسول الأكرم| وعن الأئمة الطاهرين من إخبارات عن أحداث مستقبلية، وظواهر اجتماعية، قد عرفت باسم «أخبار الملاحم»، أو «أخبار المنايا والبلايا»، أو «الغيبة»، كما صنّف علماء الفريقين مصنّفات بهذه العناوين.
وهذه جملةٌ من المصنَّفات حول الغيبة وعلائم الظهور من قدامى أصحابنا:
1ـ كتاب الغيبة، لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي([1]).
2ـ كتاب الملاحم، لإبراهيم بن الحكم بن ظهير الفزاري([2]).
3ـ كتاب الغيبة، لإبراهيم بن صالح الأنماطي([3]).
4ـ كتاب الغيبة، لأحمد بن محمد بن عمران([4]).
5ـ كتاب الفتن والملاحم، لجعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور([5]).
6ـ كتاب الملاحم، لحسن بن سعيد بن حمّاد([6]).
7ـ كتاب الفتن ـ وهو كتاب الملاحم ـ، لحسن بن عليّ بن أبي حمزة. وله أيضاً كتاب الغيبة([7]).
8ـ الملاحم، لحسن بن عليّ بن فضّال([8]).
9ـ كتاب الغيبة وذكر القائم×، لحسن بن محمد بن يحيى([9]).
10ـ كتاب الغيبة، لأبي الحسن حنظلة بن زكريّا بن حنظلة بن خالد بن العيار التميمي القزويني([10]).
11ـ كتاب الغيبة وكشف الحيرة، لأبي الحسن سلامة بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى الأرزني([11]).
12ـ كتاب الغيبة والحيرة، لعبد الله بن جعفر الحِمْيري([12]).
13ـ كتاب في الغيبة، لأبي محمد عبد الوهّاب المادرائي([13]).
14ـ كتاب الغيبة، لأبي الحسن عليّ بن عمر الأعرج الكوفي([14]).
وأمّا المصنَّفات من العامّة فكثيرةٌ جداً، منها:
1ـ كتاب الفتن، لنعيم بن حمّاد.
2ـ كتاب المهديّ، لأبي نعيم الإصفهاني([15]).
3ـ كتاب الفتن، لأبي غنم الكوفي([16]).
4ـ كتاب الملاحم، لأبي حسين ابن المنادي([17]).
5ـ الفتن، لأبي صالح السليلي.
6ـ الفتن، لأبي يحيى زكريّا بن يحيى بن الحارث البزّاز.
7ـ الفتن، للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني.
8ـ الفتن، لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني.
9ـ نهاية البداية والنهاية في الفتن والملاحم، لأبي الفداء إسماعيل بن محمد بن كثير الدمشقي.
هذا من قدماء الفريقين. وأمّا من متأخِّريهم فكثيرةٌ جداً، يصعب إحصاء مطبوعاتها، فضلاً عن غيرها.
ثمّ قبل البحث لا بُدَّ من تمهيدٍ في ضمن مقدّمات:
المقدّمة الأولى: تحديد مفهوم العلامة
العلامة في اللغة السِّمَة([18]).
والمراد بها في المقام ما يدلّ على قرب ظهور الحجّة× أو إحدى مقدّماته، القريبة أو البعيدة.
وقد تستعمل هذه الكلمة بهذا المعنى في الروايات. لاحظ جملةً منها:
1ـ عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد× أنّه قال: إنّ قدّام قيام القائم علامات([19]).
2ـ وعن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله× أنّه قال: للقائم خمس علامات ظهور([20]).
3ـ وعن جابر بن يزيد الجعفيّ قال: قال أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر×: يا جابر، الزم الأرض، ولا تحرّك يداً ولا رجلاً، حتّى ترى علامات أذكرها لك([21]).
4ـ وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله× قال: يا أبا محمد، إنّ قدّام هذا الأمر خمس علامات([22]).
5ـ وعن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا×: ما علامات القائم منكم إذا خرج؟ قال: علامته أن يكون شيخ السنّ شابّ المنظر([23]).
وهنا كلمة ترادف العلامة تَرِدُ في روايات الباب، وهي «الآية». وهي أيضاً تستعمل في الروايات بهذا المعنى.
1ـ فعن معاوية بن سعيد، عن أبي جعفر محمد بن عليّ× قال: قال عليّ بن أبي طالب×: إذا اختلف رمحان بالشام فهو آيةٌ من آيات الله تعالى([24]).
2ـ وعن ابن عبّاس قال: لا يخرج المهديّ حتّى يطلع مع الشمس آية([25]).
كما قد وردت الآية بهذا المعنى في المصحف الشريف:
1ـ ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ﴾ (البقرة: 248).
2ـ ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَنْ لا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً﴾ (آل عمران: 41).
3ـ ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَنْ لا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً﴾ (مريم: 10).
والعلاقة بين علائم الظهور ونفسه هي علاقة الكشف ـ كما هو ظاهرٌ ـ، دون العلاقة السببية. وهذا يعني التحذير من اختلاط مفهوم الشرط مع مفهوم العلامة، فهذان وإنْ اشتركا في أنّهما ممّا يجب تحقُّقه قبل الظهور، ولا يمكن أن يوجد الظهور قبل تحقُّق كلّ الشرائط والعلامات، فإنّ تحقُّق الظهور قبل ذلك مستلزمٌ لتحقُّق المشروط قبل وجود شرطه، أو الغاية قبل الوسيلة، كما أنّه مستلزمٌ لكذب العلامات التي أحرز صدقها وتوافرها، إلاّ أنّ إناطة الظهور بالشرائط إناطةٌ واقعية، وإناطته بالعلامات إناطةُ كشف وإعلام.
المقدّمة الثانية: فائدة البحث عن علائم الظهور
ثمّ اعلم أنّه يمكن أن يوجّه الغرض من جعل العلائم ونصب الدلائل وبيانها في الأخبار بعدّة وجوهٍ:
1ـ معرفة الناس بذلك إمامهم الغائب×، ولا يتبعوا كلّ مَنْ يدّعي ذلك كذباً([26]).
وهذا هو أحد شؤون الإخبار بالمغيّبات، كقول النبيّ| لعمّار بن ياسر: يا عمّار، تقتلك الفئة الباغية([27]).
فقد روى الكليني، بسندٍ معتبر عن سدير قال: قال أبو عبد الله×: يا سدير، الزم بيتك، وكن حلساً من أحلاسه، واسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغك أنّ السفياني قد خرج فارحل إلينا، ولو على رجلك([28]).
وروى عن الفضل الكاتب قال: كنتُ عند أبي عبد الله×، فأتاه كتاب أبي مسلم، فقال: ليس لكتابك جوابٌ، اخرج عنّا، فجعلنا يسارّ بعضنا بعضاً، فقال: أيّ شيء تسارّون يا فضل؟ إنّ الله عزَّ ذكره لا يعجل لعجلة العباد، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملكٍ لم ينقضِ أجلُه، ثمّ قال: إنّ فلان بن فلان حتّى بلغ السابع من ولد فلان، قلتُ: فما العلامة فيما بيننا وبينك، جُعلت فداك؟ قال: لا تبرح الأرض يا فضل حتّى يخرج السفياني، فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا، يقولها ثلاثاً، وهو من المحتوم([29]).
2ـ إنّ وقوعها سببٌ لاطمئنان القلوب لمَنْ شكّ أو اعتَرَتْه شبهة([30]).
إلاّ أنّ هناك نكتة لا بُدَّ من التنبيه عليها، وهي أنّ هذه العلائم لا بُدَّ من البحث والتفقّه حولها، ومعالجتها بدقّةٍ تامّة، فإنّ كثيراً من أصحاب الفِرَق المنحرفة استفادوا من هذه العلائم، وتأوَّلوها بنحوٍ يلائم دعواتهم الباطلة، كما نشاهد ذلك في مَنْ ادّعى اليوم كونه يمانياً.
المقدّمة الثالثة: التفسير الرمزي لعلامات الظهور
إنّ بعض العلماء ـ كالسيد الصدر ـ ذهبوا إلى أنّ بعض هذه العلائم ليست بعلائم حقيقية، بل إنّها علائم رمزية.
وفيه ـ مضافاً إلى أنّه خلاف الظاهر ـ: إنّه يوجب فتح باب التأويل في جميع الأخبار، وفيه ما لا يخفى من المفاسد.
نعم، إبداء الاحتمال ـ خصوصاً مع قرينةٍ ـ لا إشكال فيه، إلاّ أنّ التمسّك بالاحتمال في مقام الاستدلال ممّا لا يخلو من الخَدْشة والنقاش.
المقدّمة الرابعة: مصادر علائم الظهور
لم تقع بأيدينا مصنَّفات لقدماء أصحابنا ـ التي ألِّفت قبل الغيبة الكبرى ـ في موضع الغيبة وعلائم الظهور. فأوّل ما وصل إلينا هو كتاب الغيبة، للنعماني.
وكيفما كان أهمّ مصادر الشيعة في البحث عن علائم الظهور:
1ـ الغيبة، للنعماني(360هـ): والبحث فيه عن علائم الظهور أوسع من غيره.
2ـ كمال الدين، للصدوق(381هـ).
3ـ الغيبة، للشيخ الطوسي(460هـ).
ثمّ بعد ذلك تصل النوبة إلى المصادر التي يكون البحث فيها عن حياة الإمام المهديّ×، كما في كتاب الإرشاد، للشيخ المفيد(413هـ)، وكتاب إعلام الورى، للطبرسي(548هـ).
كما أنّك تجد روايات الباب في روضة الكافي وقرب الإسناد أيضاً.
وأمّا مصادر العامة في الباب فأهمّها وأقدمها كتاب الفتن، لنعيم بن حمّاد المروزي(228هـ).
كما أن كثيراً من روايات الباب عند العامّة وردت في كتاب مسند أحمد بن حنبل(241هـ).
كما أنّ في صحاحهم وسننهم تجد باباً أو أبواباً ترتبط بالمقام.
ثمّ اعلم أن هنا فرقاً بين مصنّفات أصحابنا الإمامية وغيرهم، فإنّك تجد عنوان الغيبة والملاحم في مصنَّفات أصحابنا، كما أنّ استعمال عنوان الفتن في مصنَّفات العامة أكثر.
ثمّ إنّه لا بُدَّ من التنبيه على أنّ عنوان «الغيبة» ورد في مصنَّفات الواقفية أكثر ممّا ورد في مصنَّفات غيرهم، كالطاطري والحسن بن محمد بن سماعة وعليّ بن عمر الأعرج وعليّ بن محمد رباح وإبرهيم بن صالح. كما أنّ كثيراً من روايات الباب وردت في مصنّفاتهم، كما يظهر ذلك من ملاحظة غيبة النعماني وغيبة الطوسي؛ ولعلّ الوجه في ذلك واضحٌ؛ لأنّهم بعد شهادة أبي الحسن موسى× التجأوا إلى الغيبة والبحث عن المهدي، فصنَّفوا في هذا المبحث، إلا أنّ هذا لا يعني كون مصطلح الغيبة من مجعولات الواقفية، بل الأمر في ذلك ـ كما سيأتي ـ من باب التمسُّك بالأحاديث الصحيحة لإثبات المذهب الباطل، وهذا بالدسّ والتحريف في معنى الأخبار.
المقدّمة الخامسة: كونها أخبار آحاد
إنّ أكثر أخبار الباب أخبار آحاد. وهذه الأخبار ـ كما حُقِّق في محلّه ـ لا يحصل منها إلاّ الظنّ([31])، فهل يمكن الالتزام بمداليل هذه الأخبار في المباحث الاعتقادية أم لا؟
نقول: إنّ مسألة كفاية الظنّ في الأمور الاعتقادية وعدمها، والبحث فيها، مهمةٌ جدّاً، فلا يمكن البحث في كثير من المباحث الكلامية إلاّ بعد اتّخاذ المبنى في هذه المسألة، إلا أنّها ذات أقوال مختلفة:
فمنهم مَنْ اعتبر العلم فيها. والعلم المعتبر إمّا من النظر والاستدلال، كما هو المعروف عن الأكثر([32])، وادُّعي عليه الإجماع([33])؛ أو من التقليد([34]).
ومنهم مَنْ اعتبر كفاية الظنّ. والظنّ المعتبر إمّا يحصل بالتقليد ـ كما حُكي عن بعض ـ([35])؛ وإمّا يستفاد من النظر والاستدلال، دون التقليد.
ومنهم مَنْ قال بكفاية الظنّ المستفاد من أخبار الآحاد([36]).
ومنهم مَنْ أوجب النظر والاستدلال في المباحث الاعتقادية، لكنه معفوٌّ عنه بنظرهم، ومن ثمّ قالوا بكفاية الجزم، بل الظنّ، من التقليد([37]).
هذا خلاصة الأقوال في المسألة. ونحن لم نكن بصدد بيان أدلّتهم، فإنّ للشيخ الأنصاري بحثٌ تفصيلي جامع، فيه غنىً وكفاية، فمَنْ أراد التفصيل فليراجعه([38])، إلا أنّه لا بأس بما أفاده المحقّق الشعراني في المقام، حيث قال: قد أصرّ بعض المتأخِّرين على كفاية الظنّ في أصول الدين، وكأنّه مخالفٌ لإجماع المسلمين من صدر الإسلام إلى عهدنا هذا، فإنّا لم نَرَ أحداً اكتفى في إسلام الكافر بأن يقول: أنّي أظنّ أن لا إله إلاّ الله، ويحتمل ضعيفاً عنده عدم وجوده تعالى، أو يقول اليهودي: أنّي أظنّ أنّ محمّداً نبيٌّ. وربما يحكون القول به عن الحكيم الطوسي في بعض مؤلّفاته والفيض وغيرهما.
ولا أدري ما أقول في هذه النسبة، بعد وضوح بطلان هذا القول! وعلى فرض صدور كلام مشتبه منهما يجب أن يؤوَّل بوجهٍ لا ينافي ضرورة الإسلام والآيات الناهية عن تقليد الآباء ومتابعة الظنّ.
ولعلّهم أرادوا بالظنّ غير معناه المتداول، كمَنْ يعتقد شيئاً بدليلٍ قاطع لا يستطيع أن يقرِّره، كالعوامّ، أو أرادوا أنّ المظهر لليقين المبطن للظنّ محكومٌ بالإسلام ظاهراً؛ لأنّه إذا كان المنافق الجازم بالخلاف مسلماً ظاهراً فالظانّ مسلمٌ بطريقٍ أَوْلى.
واختار بعض تلامذة الشيخ المحقّق الأنصاري، في كتابه كاشف الأسرار، أنّ الظنّ الاطمئناني علمٌ، ويكتفى به في أصول الدين.
وفيه: إنّ الاعتقاد إمّا أن يحتمل فيه الخلاف أو لا يحتمل. فإنْ احتمل الخلاف ـ ولو ضعيفاً ـ ليس علماً، ولا يكتفى به؛ وإنْ لم يحتمل الخلاف فليس ظنّاً، بل هو علمٌ. مثلاً: إذا وقع في ألف ألف درهم صحيح درهمٌ واحد مغشوش، وأخذت منه درهماً، واحتمل كونه ذلك الدرهم المغشوش، ولو ضعيفاً جدّاً، لم يصحّ لك دعوى العلم بأنّ ما أخذته صحيحٌ، إلاّ أن تسامح أو تكذب. وكيف يصحّ لهذا الفاضل، مع مهارته في العلوم العقلية، أن يحكم بإسلام مَنْ يحتمل ضعيفاً كذب خاتم الأنبياء وصدق الدهرية؟!
نعم، قد يحصل للإنسان اعتقادٌ بشيءٍ، فيجري على اعتقاده، ولا يخطر بباله خلافه حتّى يحتمل، وإنْ نبّه عليه ربما تردَّد.
مثاله: مَنْ يرى شبحاً من بعيد، فيعتقد أنّه شجر، ويقصده ليستظلّ تحته ويجني من ثمره، ولا يخطر بباله شيءٌ غير الشجر، ولو نبّه عليه تردَّد في المسير. وهذا ظنٌّ في الواقع، وليس معنى الظنّ أن يلتفت الظانّ فعلاً إلى النقيض فيحتمله، بل لو التفت احتمل.
ويدلّ على ذلك قول الله عزَّ وجلَّ في تخطئة الدهريّين: ﴿مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾ (الجاثية: 24)، فسمّى جزمهم بنفي الربوبية ظنّاً، وإنْ لم يحتمل عندهم خلاف ما اعتقدوا؛ لأنّهم لو نبِّهوا على أنّ عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود ربما تبدَّل جزمهم باحتمال خلاف ما رأوا.
وقد يحصل مثل هذا الاعتقاد للمقلِّد، فيجري عليه في العمل، ولو نبّه على أنّ الإنسان جائز الخطاء، فلعلّ مَنْ تقلّده مخطئٌ، احتمل خطأه، وتبدّل جزمه بالترديد. ولا رَيْبَ أنّ سائر الكفّار، كاليهود والنصارى والمشركين، يقلِّدون آباءهم، ومع ذلك هم جازمون بآرائهم، لا يختلج في ذهنهم ترديدٌ وشكّ، ولذلك كانوا يحاربون عليه، ويبذلون نفوسهم وأموالهم في سبيل دينهم، ولا يرجعون عن الحقّ، مع أنّ التقليد لا يفيد العلم؛ لاحتمال الغَلَط في المقلّد.. ولو كان التقليد طريقاً إلى الحقّ لكان كلا طرفي النقيض حقّاً، وهو باطلٌ، وقد ذمّهم الله تعالى بالتقليد، وبيَّن وجه غلطهم عقلاً، بقوله: ﴿أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ﴾ (البقرة: 170)، فكيف يصحّ دعوى أنّه تعالى جوَّز للمسلمين ما منع الكفّار منه، مع أنّ احتمال كون الآباء لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون قائمٌ في كلّ إنسان غير معصوم؟! وأمّا قول المعصوم فيفيد اليقين بعد الاعتراف بعصمته، ولا يسمّى تقليداً اصطلاحاً([39]).
المقدّمة السادسة: الوضع في الحديث
إنّ أصحاب الدعوات الباطلة والزائفة يضعون الأحاديث لنصرة مذاهبهم الباطلة. أخرج في الحلية، عن أبي لهيعة، أنّه سمع شيخاً من الخوارج يقول بعد أن تاب: إنّ هذه الأحاديث دينٌ، فانظروا عمَّنْ تأخذون دينكم، فإنّا كنّا إذا هوينا أمراً صيَّرنا له حديثاً.
وهذا ليس دائماً لنصرة المذاهب الباطلة، بل بعضها لنصرة المذهب الحقّ، والترغيب بالخير.
ومن ذلك: ما رُوي عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم المروزي أنّه قيل له: من أين لك عن عكرمة، عن ابن عبّاس، في فضائل القرآن سورةً سورة؟ فقال: إنّي رأيتُ الناس قد أعرضوا عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق، فوضعتُ هذه الأحاديث حِسْبةً([40]).
ولاحِظْ أيضاً هذه العبارة: روى بعض أهل العلم ـ بعد أن سئل عن السيد الخويي، عن اسمه واسم أبيه؟ ـ فقال: إنّي وجدت هذا الحديث في كتب الغيبة. روى أحد الأئمة قال: إنّ من علائم الظهور أنّ آخر مجتهد مقلَّد يكون في النجف، وبعده لا يكون مجتهد مقلَّد غيره، هو السيد أبو القاسم بن السيد عليّ أكبر الخويي([41]).
ولاحِظْ إسنادها السقيم، وألفاظها الركيكة، فهل يمكن الحكم عليها إلاّ بالوضع؟!
هذا، ولكن هنا مَنْ ذهب إلى عدم تصوُّر الجعل والوضع في الأخبار الغيبية([42]).
إلاّ أنّه ـ بملاحظة ما سبق ـ لا يخلو من خدشةٍ ونقاش، بل لا نعرف له وجهاً صحيحاً.
وهنا قسمٌ آخر من وضع الحديث، وهو التمسُّك بالأحاديث الصحيحة لإثبات المذهب الباطل، وهذا بالتحريف والدسّ في معنى الأخبار.
وأمثلته المرتبطة بالبحث المهدوي كثيرةٌ:
فعن عليّ بن زيد أنّ عبد الله بن عمرو ذكر المهديّ، فقال أعرابيّ: هو معاوية بن أبي سفيان([43]).
وعن إبراهيم بن مسيرة قال: إنّ قوماً يقولون: إنّ عمر بن عبد العزيز هو المهديّ([44]).
ولاحِظْ قول أعرابيٍّ للسفّاح:
أنت مهديُّ هاشم وهُداها *** كم أناس رجَوْك بعد إياس؟([45])
والمنصور العبّاسي أيضاً أظهر نفسه في صورة مهديّ، كما يظهر من قول أبي دلامة، مخاطباً أبا مسلم، الذي قتله المنصور:
أفي دولة المهديّ حاولتَ غدرةً([46])
وهكذا هارون العبّاسي، فخاطبه أبو العتاهية، وقال:
لك اسمان شُقّا من رشاد ومن هُدى *** فأنتَ الذي تُدعى رشيداً ومهديّاً([47])
بل بعض الفرق المنحرفة أساسها هو التحريف في القضية المهدويّة، كما هو الحال في الكيسانية والناووسية([48]) والواقفية.
فهذا جانبٌ سلبي للقضية المهدويّة، وعليه لا بُدَّ من ملاحظة الأخبار، والمداقّة فيها، والتفكيك بين صحيحها وسقيمها، وآحادها ومتواترها.
نعم، هذا لا يعني أنّ أكثر أخبار الآحاد موضوعةٌ، بل الحكم بالوضع أمرٌ صعب، فيجب التوقّف تجاهه؛ لاحتمالها الصدق والكذب، كسائر الأخبار.
المقدّمة السابعة: نصوص التوقيت
قد ورد في كثيرٍ من الروايات النهي عن التوقيت، وتكذيب مَنْ يوقِّت، وأنّ وقت الظهور هو من الغيب المستور.
1ـ عن أبي حمزة الثُّمالي قال: سمعتُ أبا جعفر× يقول: يا ثابت، إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ قد كان وقَّت هذا الأمر في السبعين، فلمّا أن قتل الحسين ـ صلوات الله عليه ـ اشتدّ غضب الله تعالى على أهل الأرض، فأخَّره إلى أربعين ومائة، فحدَّثناكم فأذعتم الحديث، فكشفتم قناع الستر، ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتاً عندنا، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب. قال أبو حمزة: فحدَّثت بذلك أبا عبد الله× فقال: قد كان كذلك([49]).
2ـ عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنتُ عند أبي عبد الله× إذ دخل عليه مهزم، فقال له: جُعلت فداك، أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر متى هو؟ فقال: يا مهزم، كذب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلِّمون([50]).
3ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد الله×، قال: سألتُه عن القائم×؟ فقال: كذب الوقّاتون، إنّا أهل بيت لا نوقِّت([51]).
4ـ عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد× أنّه قال: أبى الله إلاّ أن يخلف وقت الموقِّتين([52]).
5ـ عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر×، قال: قلتُ: لهذا الأمر وقتٌ؟ فقال: كذب الوقّاتون، كذب الوقّاتون، كذب الوقّاتون. إنّ موسى× لمّا خرج وافداً إلى ربّه واعدهم ثلاثين يوماً، فلمّا زاده الله على الثلاثين عشراً قال قومه: قد أخلفنا موسى، فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدَّثناكم الحديث فجاء على ما حدَّثناكم به فقولوا: صدق الله، وإذا حدَّثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدَّثناكم به فقولوا: صدق الله، تؤجروا مرّتين([53]).
6ـ عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله×: يا محمد، مَنْ أخبرك عنّا توقيتاً فلا تهابَنَّ أن تكذِّبه، فإنّا لا نوقِّت لأحد وقتاً([54]).
7ـ عن أبي بكر الحضرمي قال: سمعتُ أبا عبد الله×: يقول إنّا لا نوقِّت هذا الأمر([55]).
8ـ قال أبو عليّ محمد بن همّام: كتبتُ أسأله عن الفرج متى يكون؟ فخرج إليّ: كذب الوقّاتون([56]).
9ـ عن منذر الجوّاز، عن أبي عبد الله× قال: كذب الموقِّتون. ما وقَّتنا في ما مضى، ولا نوقِّت في ما يستقبل([57]).
فصريح هذه الروايات ـ التي لا تقصر عن الاستفاضة ـ أنّ عدم التوقيت لظهور المهديّ# من الأمور الثابتة في مذهب أهل البيت، وأنّ تحديد الظهور منحصرٌ بالعلامات الحتمية للظهور فقط، وأنّ توقيت ظهور المهديّ# بغير ذلك من التحديد الزماني ما هو إلاّ خداع وتحايل على السذَّج والبسطاء؛ تغريراً بهم؛ لاستمالتهم ولتسخيرهم حطباً ووقوداً لإنجاز مآرب الأدعياء المتقمِّصين، يصلون بهم إلى رئاستهم الباطلة.
فاللازم على الموالين المؤمنين في عصر الغيبة، المتطاولة حتّى الظهور، هو الثبات على الاعتقاد بإمامة الأئمّة الاثني عشر، أي إمامة المهديّ الحيّ الحاضر الشاهد لأحداث البشرية، والتديُّن بولايته الفعلية، وتولّي الموالين لأهل البيت، والتبرّي القلبي وفي النموذج السلوكي العملي من أعدائهم، والتمسُّك بالثوابت من أحكام أهل البيت، وعدم الافتتان بالشعارات البرّاقة الخدّاعة، المؤدّية إلى التخلّي عن التولّي والتبرّي، والمروق من معالم أحكام فقه أهل البيت ومعارفهم.
المقدّمة الثامنة: أنواع الحديث في المهدويّة
قال السيد الصدر: إنّ الروايات التي تدلّ على حدوث حادثةٍ معيّنة في مستقبل الزمان على ثلاثة أقسام:
1ـ ما ورد مربوطاً بظهور المهديّ×.
2ـ ما ورد مربوطاً بالساعة وقيام يوم القيامة، ولم يرتبط بظهور المهديّ×.
3ـ ما ورد مهملاً من ناحيتين([58]).
وتوضيح ذلك: إنّ ما ورد في كتب الفريقين:
1ـ تارةً قد ورد في علائم الظهور بالصراحة، وارتباطه بالمقام ممّا لا نقاش فيه.
2ـ وتارةً أخرى قد ورد في علائم الساعة والقيامة. وقد ورد هذا القسم من الروايات في كتب أهل السنّة أكثر ممّا ورد في مصنَّفات أصحابنا([59]).
3ـ وتارةً ثالثة ورد حول ما سيقع في المستقبل، بلا أيّ تصريح يفهم منه ربطه بالقضية المهدويّة.
المقدّمة التاسعة: بين علامات الظهور وأشراط الساعة
في كثيرٍ من روايات العامّة ـ وبتَبَعها في بعض روايات الإمامية ـ اختلطت علائم ظهور المهديّ× وأشراط الساعة.
لاحِظْ هذه الرواية التي رواها الشيخ ـ في باب بعنوان ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه× ـ، بالإسناد عن عامر بن واثلة، عن أمير المؤمنين× قال: قال رسول الله|: عشرٌ قبل الساعة لا بُدَّ منها: السفياني، والدجّال، والدخان، والدابّة، وخروج القائم، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى×، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر([60]).
ولعلّ السبب في هذا الخلط:
أوّلاً: تفسير قيام الساعة في بعض الروايات بقيام القائم×.
فعن المفضّل بن عمر قال: سألتُ سيّدي الصادق×: هل للمأمول المنتظر المهديّّ× من وقتٍ موقَّت يعلمه الناس؟ فقال: حاشا لله أن يوقِّت ظهوره بوقتٍ يعلمه شيعتنا، قلتُ: يا سيّدي، ولِمَ ذاك؟ قال: «لأنّه هو الساعة التي قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ (الأعراف: 187)، وهي الساعة التي قال الله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ (النازعات: 42)، وقال: ﴿عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ (لقمان: 34)، ولم يقُلْ: إنّها عند أحدٍ، وقال: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا﴾ (محمد: 18)، وقال: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ (القمر: 1)، وقال: ﴿مَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ * يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ﴾ (الشورى: 17 ـ 18)([61]).
وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله×، قلتُ: قوله: ﴿حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً﴾ (مريم: 75)؟ قال: أمّا قوله: ﴿حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ﴾ فهو خروج القائم، وهو الساعة، فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل بهم من الله على يدَيْ قائمه، فذلك قوله: ﴿مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً﴾، يعني عند القائم، ﴿وَأَضْعَفُ جُنْداً﴾([62]).
وثانياً: ذكر ظهور المهديّ× في أشراط الساعة، مثل: ما رُوي عن رسول الله|: لا تقوم الساعة حتّى يخرج المهديّ من ولدي([63]).
وثالثاً: ذكر بعض علائم الظهور ـ كنزول عيسى× ـ في أشراط الساعة.
المقدّمة العاشرة: أقسام علامات الظهور
قد تنقسم علائم الظهور إلى أقسام:
1ـ تقسيمها بحَسَب كونها تكوينية ـ ككسوف الشمس ـ أم لا ـ كخروج السفياني ـ.
2ـ تقسيمها بحَسَب كونها قريبة إلى الظهور، بحيث يمكن عدّها من مقدّماته الأخيرة ـ كقتل النفس الزكيّة ـ، أم ليس كذلك ـ كهلاك دولة بني أميّة ـ.
3ـ تقسيمها بحَسَب كونها على الأسلوب الطبيعي أم على الأسلوب الإعجازي ـ كطلوع الشمس من المغرب ـ([64]).
4ـ تقسيمها بحَسَب الوقوع إلى ما وقعت بالتدريج في الزمان الماضي، وما لم تقع إلى الآن وسوف تقع. والقسم الأخير أيضاً قسمان:
أـ العلائم الخاصّة بالإمام×، وهي المختصّة بنفس الإمام، الراجعة إلى شخصه، وذلك مثل: سيف الإمام، فإنّه إذا آن ظهور الإمام خرج السيف من غمده بنفسه، وكلَّمه بلسانٍ فصيح وقال له: اخرج يا وليّ الله…، الحديث.
ب ـ العلائم العامّة التي يظهر لعامّة الناس، كخروج السفياني([65]).
إلاّ أنّ هذه التقسيمات ليس لها دليلٌ سوى الذوقيات، بل علائم الظهور ـ على ما جاء في الأخبار ـ على قسمين فقط: قسمٌ منها محتومٌ؛ والقسم الآخر ليس كذلك، وعلى تعبيرٍ: موقوف.
لاحِظْ كلام الشيخ المفيد فإنّه قال: قد جاءت الأخبار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهديّ×، وحوادث تكون أمام قيامه، وآيات ودلالات، فمنها: خروج السفيانيّ وقتل الحسنيّ واختلاف بني العبّاس في الملك الدنياوي، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره، على خلاف العادات، وخسف بالبيداء، وخسف بالمغرب، إلى أن قال: وجملةٌ من هذه الأحداث محتومة؛ ومنها مشترطة، والله أعلم بما يكون([66]).
فهذا التقسيم ـ كما قلنا ـ مأخوذٌ من الروايات. والآن نشير إلى ما وصف بالحتمية من العلائم.
1ـ فعن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر× قال: إنّ من الأمور أموراً موقوفةً وأموراً محتومةً، وإنّ السفياني من المحتوم الذي لا بُدَّ منه([67]).
2ـ وعن معلّى بن خنيس قال: سمعتُ أبا عبد الله× يقول: من الأمر محتومٌ، ومنه ما ليس بمحتومٍ، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب([68]).
3ـ وعن زرارة، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن عليّ×: في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ﴾، فقال: إنّهما أجلان: أجل محتوم؛ وأجل موقوف، فقال له حمران: ما المحتوم؟ قال: الذي لله فيه المشيئة، قال حمران: إنّي لأرجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف؟ فقال أبو جعفر×: لا واللهِ، إنّه لمن المحتوم([69]).
4ـ عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله× أنّه قال: النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكيّة من المحتوم، وكفّ يطلع من السماء من المحتوم، قال: وفزعة في شهر رمضان، توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها([70]).
5ـ عن زياد القندي، عن غير واحدٍ من أصحابه، عن أبي عبد الله×، أنّه قال: قلنا له السفياني من المحتوم؟ فقال: نعم، وقتل النفس الزكيّة من المحتوم، والقائم من المحتوم، وخسف البيداء من المحتوم، وكفّ تطلع من السماء من المحتوم، والنداء من السماء من المحتوم، فقلتُ: وأيّ شيء يكون النداء؟ فقال: منادٍ ينادي باسم القائم واسم أبيه×([71]).
6ـ عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله× أنّه قال: من المحتوم الذي لا بُدَّ أن يكون من قبل قيام القائم خروجُ السفياني، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكيّة، والمنادي من السماء([72]).
7ـ عن عيسى بن أعين، عن أبي عبد الله× أنّه قال: السفياني من المحتوم، وخروجه في رجب، ومن أوّل خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً، ستّة أشهر…، الحديث([73]).
8ـ عن عبد الملك بن أعين قال: كنتُ عند أبي جعفر×، فجرى ذكر القائم×، فقلتُ له: أرجو أن يكون عاجلاً، ولا يكون سفيانيٌّ، فقال: لا واللهِ، إنّه لمن المحتوم الذي لا بُدَّ منه([74]).
9ـ عن أبي حمزة الثُّمالي قال: قلتُ لأبي عبد الله×: إنّ أبا جعفر× كان يقول: خروج السفياني من المحتوم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم، وأشياء كان يقولها من المحتوم. فقال أبو عبد الله×: واختلافُ بني فلان من المحتوم، وقتلُ النفس الزكيّة من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم…، الحديث([75]).
10ـ عليّ بن أبي حمزة ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن عليّ: قال: لا بُدَّ لبني فلان من أن يملكوا، فإذا ملكوا ثمّ اختلفوا تفرَّق ملكهم، وتشتَّت أمرهم، حتّى يخرج عليهم الخراساني والسفياني، هذا من المشرق، وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسَيْ رهان، هذا من هنا، وهذا من هنا، حتّى يكون هلاكُ بني فلان على أيديهما، أما إنّهم لا يُبْقون منهم أحداً.
ثمّ قال×: خروج السفياني واليماني والخراساني في سنةٍ واحدة، في شهرٍ واحد، في يومٍ واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، فيكون البأس من كلّ وجهٍ([76]).
هذا، ولكن أخبر في رواية عن البداء في الحتميّات أيضاً، فعن داوود بن أبي القاسم قال: كنّا عند أبي جعفر محمد بن عليّ الرضا×، فجرى ذكر السفياني، وما جاء في الرواية من أنّ أمره من المحتوم، فقلتُ لأبي جعفر×: هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم، قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم، قال: القائم من الميعاد([77]).
فهنا نتساءل: هل يمكن البداء في الأمر المحتوم؟ وكيف نجمع بين الأمرين: الحتمية؛ والبداء؟
وهناك محاولتان للإجابة عن هذه المسألة:
الأولى: إمكان البداء في المحتومات([78]).
الثانية: عدم إمكان البداء في المحتومات.
قال المحقِّق الكاشاني: المحتوم ما ليس لله فيه المشيئة، ولا يلحقه البداء، وما لله فيه المشيئة ويلحقه البداء فليس بمحتومٍ([79]).
وإليه ذهب العلاّمة المجلسي، حيث فسَّر المحتوم ـ كما في بعض الروايات ـ بما لا بداء فيه([80]).
إلا أنّه قال في موضعٍ آخر: يحتمل أن يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته، لا في أصل وجوده، كخروج السفياني قبل ذهاب بني العبّاس، ونحو ذلك([81]).
ولعلّه للجمع بينه وبين ما سبق من الروايات. إلاّ أنّ الجمع بين الروايتين أو الطائفتين من الروايات فرع ثبوتهما، كما لا يخفى.
وقد يُقال في طريق الجمع بأنّ العلامات الحتمية قسمان:
1ـ ما هو حتميّ الوقوع.
2ـ ما هو حتميّ العلامة.
والبداء في القسم الأخير([82]).
ولكنّ هذا التقسيم لا دليل لها، فالجمع تبرُّعي، فتأمَّلْ.
ونحن نجيب عن الخبر بأنّه:
أوّلاً: ضعيف السند.
وثانياً: معارَض بما هو أصحّ وأكثر منه، وقد تقدَّم.
وثالثاً: متعارض مع الفهم العرفي من المحتوم، ولا يمكن رفع اليد عن هذا الظهور إلاّ بدليلٍ معتبر. ويشهد لصحّة هذا الاستظهار العرفي ذكر المحتوم في مقابل الموقوف.
ويمكن القول ـ لو سلَّمنا صحّة رواية داوود بن أبي القاسم ـ بأنّ البداء في السفياني هو البداء في سفياني آخر، دون ما قد ثبتت حتمية خروجه، حيث ورد في بعض الروايات خروج سفيانيّين أو أكثر([83]).
المقدّمة الحادية عشر: الأئمة المروي عنهم علامات الظهور
إنّ كثيراً من روايات علائم الظهور مرويّة عن النبيّ| وأصحابه والأئمّة^ إلى عهد أبي عبد الله الصادق×، وأمّا من بعده فإمّا لم نجِدْ روايةً في الباب، أو هي أقلّ بكثير بالنسبة إلى ما قبله.
فلاحِظْ روايات اليماني، فلم نجِدْ روايةً عن الأئمة المتأخِّرين، إلاّ رواية واحدة عن أبي الحسن الرضا×. وكذا لاحِظْ روايات الرايات السود أو النفس الزكيّة، فلم نجد فيهما ـ مع كثرة رواياتهما ـ رواية عن أبي الحسن الكاظم× ومَنْ بعده من الأئمة، فهذه مسألةٌ لا بُدَّ من التدبُّر فيها([84]).
المقدّمة الثانية عشر: مسرد بالعلامات
قد وردت في روايات كثيرة علاماتٌ لقيام القائم×، وأشهرها ما ذكره الشيخ المفيد، وهي:
[1] ـ خروج السفياني؛
[2] ـ وقتل الحسني؛
[3] ـ واختلاف بني العبّاس في الملك الدنياوي؛
[4] ـ وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان؛
[5] ـ وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات؛
[6] ـ وخسف بالبيداء؛
[7] ـ وخسف بالمغرب؛
[8] ـ وخسف بالمشرق؛
[9] ـ وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر؛
[10] ـ وطلوعها من المغرب؛
[11] ـ وقتل نفس زكيّة بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين؛
[12] ـ وذبح رجلٍ هاشميّ بين الركن والمقام؛
[13] ـ وهدم سور الكوفة؛
[14] ـ وإقبال رايات سود من قِبَل خراسان؛
[15] ـ وخروج اليماني؛
[16] ـ وظهور المغربي بمصر، وتملّكه للشامات؛
[17] ـ ونزول الترك الجزيرة؛
[18] ـ ونزول الروم الرملة؛
[19] ـ وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر، ثمّ ينعطف حتّى يكاد يلتقي طرفاه؛
[20] ـ وحمرة تظهر في السماء، وتنتشر في آفاقها؛
[21] ـ ونار تظهر بالمشرق طولاً، وتبقى في الجوّ ثلاثة أيّام أو سبعة أيّام؛
[22] ـ وخلع العرب أعنّتها، وتملّكها البلاد، وخروجها عن سلطان العجم؛
[23] ـ وقتل أهل مصر أميرهم؛
[24] ـ وخراب الشام؛
[25] ـ واختلاف ثلاث رايات فيه؛
[26] ـ ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ورايات كِنْدة إلى خراسان؛
[27] ـ وورود خيلٍ من قِبَل المغرب حتّى تربط بفناء الحيرة؛
[28] ـ وإقبال رايات سود من المشرق نحوها؛
[29] ـ وبثق في الفرات حتّى يدخل الماء أزقة الكوفة؛
[30] ـ وخروج ستّين كذّاباً، كلّهم يدّعي النبوّة؛
[31] ـ وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلّهم يدّعي الإمامة لنفسه؛
[32] ـ وإحراق رجلٍ عظيم القدر من شيعة بني العبّاس بين جلولاء وخانقين؛
[33] ـ وعقد الجسر ممّا يلي الكَرْخ بمدينة السلام؛
[34] ـ وارتفاع ريح سوداء بها في أوّل النهار؛
[35] ـ وزلزلة حتّى ينخسف كثيرٌ منها؛
[36] ـ وخوف يشمل أهل العراق؛
[37] ـ وموت ذريع فيه؛
[38] ـ ونقص من الأنفس والأموال والثمرات؛
[39] ـ وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه، حتّى يأتي على الزرع والغلاّت؛
[40] ـ وقلّة ريع لما يزرعه الناس؛
[41] ـ واختلاف صنفين من العجم؛
[42] ـ وسفك دماء كثيرة فيما بينهم؛
[43] ـ وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم؛
[44] ـ ومسخ لقوم من أهل البِدَع حتّى يصيروا قردة وخنازير؛
[45] ـ وغلبة العبيد على بلاد السادات؛
[46] ـ ونداء من السماء حتّى يسمعه أهل الأرض، كلّ أهل لغةٍ بلغتهم؛
[47] ـ ووجه وصدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس؛
[48] ـ وأموات ينشرون من القبور حتّى يرجعوا إلى الدنيا، فيتعارفون فيها ويتزاورون؛
[49] ـ ثمّ يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتَّصل، فتُحيى بها الأرض من بعد موتها، وتعرف بركاتها، وتزول بعد ذلك كلّ عاهةٍ عن معتقدي الحقّ من شيعة المهديّ×، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكّة، فيتوجّهون نحوه؛ لنصرته([85]).
إلاّ أنّ العلائم الحتمية التي ثبتت في أخبار هي:
1ـ السفياني؛
2ـ النداء السماوي؛
3ـ اليماني؛
4ـ قتل النفس الزكيّة؛
5ـ خسف البيداء؛
6ـ خروج الخراساني؛
7ـ كفّ يطلع من السماء؛
8ـ اختلاف ولد العبّاس؛
9ـ طلوع الشمس من المغرب.
هذا، ولكن اختلاف بني العبّاس وطلوع كفّ من السماء ليسا كغيرهما من العلائم في كمّية الأخبار حولهما، كما أنّ الخسف بالبيداء يرتبط في كثيرٍ من الأخبار بقضية السفياني.
السفياني، دراسةٌ وتحليل
نحن في هذا المجال نبحث ـ أنموذجاً([86]) ـ عن إحدى العلامات التي وصفت بالحتمية، وثبتت بالروايات الصحيحة أو المتواترة، ثمّ نبحث عن مداليلها، وما قيل أو يمكن أن يُقال فيها.
نعم، حيث إنّ بعض مداليلها مشتركٌ بين أكثر الروايات، وبعضها الآخر غير مشترك، فلا بُدَّ من التفكيك بين القسمين.
لا يُقال: إنّ الأخبار حول هذه العلائم كثيرةٌ لا يبعد كونها متواترة، فلما فرّق بين القدر المتيقَّن منها وغيره؟
لأنّنا نقول: ما يثبت منها بهذه الأخبار الكثيرة القَدْرُ المتيقَّن منها، دون غير المشترك، فافهَمْ.
والأخبار حول السفياني ـ بالنسبة إلى كثير من علائم الظهور ـ كثيرةٌ جدّاً.
هذا، وقد يُقال: إنّ الأخبار حول السفياني ممّا اختصّت به المصادر الإمامية، وليس في المصادر الأولى للعامّة أيّ أثر. ولعلّ فيه تعويضاً عن فكرة الدجّال الذي اختصّت به المصادر العامّة([87]).
إلا أنّ الأمر ليس كذلك، بل في مصادر العامّة أيضاً الأخبار به كثيرةٌ جدّاً، كما ستقف عليها من ملاحظة الهوامش.
المضمون المشترك بين النصوص
خروج رجلٍ منحرف، وخسف جيشه بالبيداء: وهذا مرويٌّ عن: أمير المؤمنين×([88])؛ والسجّاد×([89])؛ وأبي جعفر الباقر×([90])؛ وأبي عبد الله الصادق×([91])؛ والقائم×([92]).
ورواه عن رسول الله|: أمير المؤمنين×([93])؛ وأبو عبد الله الصادق×([94])؛ وأبو هريرة([95])؛ وعائشة([96])؛ وأمّ سلمة([97])؛ وصفّية([98])؛ وحفصة([99])؛ وقتادة([100]).
وهو محكيٌّ أيضاً عن: عبد الله بن عمرو([101])؛ وابن عبّاس([102])؛ وابن مسعود([103])؛ وكعب([104])؛ والزهري([105])؛ وأرطاة([106])؛ وغيرهم.
المضامين غير المشتركة
1ـ شخصيّته
أـ هو أخبث البريّة: وهذا مرويّ عن: أبي عبد الله الصادق×([107])؛ وكعب([108]).
ب ـ هو رجلٌ ضخم الهامة، بوجهه آثار جدري، وبعينه نكتة بياض: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([109]).
ج ـ أشقر أحمر أزرق: وهذا مرويّ عن أبي عبد الله الصادق×([110]).
د ـ هو أخوص العين: وهذا مرويّ عن الباقر×([111]).
هـ ـ هو رجل أعور العين: وهذا مرويّ عن ابن مسعود([112]).
و ـ هو دقيق الساعدين والساقين، طويل العنق، شديد الصفرة، به أثر العبادة: وهذا مرويّ عن عبد الله بن مسعود([113]).
ز ـ هو رجلٌ أبيض، جعد الشعر: : وهذا مرويّ عن ضمرة([114]).
ح ـ هو حديث السنّ، جعد الشعر، أبيض، مديد الجسم، إصبعه الوسطى شلاّء: وهذا مرويّ عن كعب([115]).
2ـ اسمه ونسبه
أـ هو ابن آكلة الأكباد: : وهذا مرويّ عن كعب([116]).
ب ـ هو من آل أبي سفيان: : وهذا مرويّ عن النبيّ|([117])؛ وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([118])؛ والسجّاد×([119])؛ والصادق×([120])؛ وعبد الله بن مسعود([121])؛ وعمّار([122]).
ج ـ هو من وُلد عتبة بن أبي سفيان: وهذا مرويّ عن السجّاد×([123]).
د ـ هو من وُلد خالد بن يزيد بن أبي سفيان: وهذا مرويّ عن أمير المؤمين عليّ بن أبي طالب×([124]).
هـ ـ هو من وُلد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وهذا مرويّ عن أمير المؤمين عليّ بن أبي طالب([125]).
و ـ هو من آل عنبسة بن أبي سفيان: وهذا مرويّ عن الضحّاك ([126]).
ز ـ اسمه عبد الله بن يزيد: وهذا مرويّ عن كعب([127]).
ح ـ اسمه حرب بن عنبسة بن مرّة بن كليب بن ساهمة بن زيد بن عثمان بن خالد، وهو من نسل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين×([128]).
3ـ محلّ خروجه
أـ يخرج بكلب: وهذا مرويّ عن عمّار([129]).
ب ـ من قرية من غرب الشام، يُقال لها: أندرا، في سبعة نفر: وهذا مرويّ عن شيخ أدرك الجاهلية([130]).
ج ـ مخرجه من المندرون شرقي بيسان: وهذا مرويّ عن أرطاة([131]).
د ـ فتنته من بطن الشام: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([132])؛ ومحمد بن عليّ الباقر×([133])؛ ورواه عن النبيّ|: ابن مسعود([134])؛ وأبو هريرة([135]).
هـ ـ يخرج بالواد اليابس: وهذا مرويّ عن: أمير المؤمين عليّ بن أبي طالب×([136])؛ والسجّاد×([137])؛ وعبد الله بن مسعود([138]).
4ـ زمان خروجه
أـ كونه قبل قيام القائم: وهذا مرويّ عن: رسول الله|([139])؛ وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([140])؛ والباقر×([141])؛ وأبي عبد الله الصادق×([142])؛ وكعب([143])؛ وابن عبّاس([144])؛ وأبي صادق([145]).
ب ـ عند اختلاف بني عبّاس الثاني: وهذا مرويّ عن: أبي عبد الله×([146])؛ وكعب([147]).
ج ـ خروجه وظهور المهديّ مقترنان: وهذا مرويّ عن أبي هريرة([148]).
د ـ خروجه في رجب: وهذا مرويّ عن الصادق×([149]).
هـ ـ خروجه بعد تسع وثلاثين: وهذا مرويّ عن رسول الله|([150]).
5ـ أتباعه
أـ عامّة مَنْ يتبعه من كلب: وهذا مرويّ عن: عليّ×، عن رسول الله|([151])؛ وأبي هريرة، عن النبيّ|([152]).
ب ـ يتبعه أهل الشام: وهذا مرويّ عن الزُّهْري([153]).
6ـ كيفية خروجه
أـ يخرج في رايات حُمْر: وهذا مرويّ عن عبد الله بن مسعود([154]).
ب ـ يخرج في سبعة نَفَر: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ×([155]).
7ـ مدّة ولايته
أـ يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوماً: وهذا مرويّ عن أبي عبد الله×([156]).
ب ـ يملك مدّة حمل امرأة: وهذا مرويّ عن: الباقر×([157])؛ وكعب([158])؛ وضمرة ودينار بن دينار([159]).
ج ـ ولايته سبعة أشهر: وهذا مرويّ عن كعب([160]).
د ـ ستّة أشهر: وهذا مرويّ عن أرطاة([161]).
هـ ـ يملك ثلاث سنين ونصف: وهذا مرويّ عن سليمان بن عيسى([162]).
و ـ خروجه إمّا في سنة سبع وثلاثين، وكان ملكه ثمانية وعشرين شهراً؛ أو في تسع وثلاثين، كان ملكه تسعة أشهر: وهذا مرويّ عن رسول الله|([163]).
8ـ الناجون من خسف جيشه
أـ ثلاثة نفر، يحوّل الله وجوههم إلى أقفيتهم، وهم من كلب: وهذا مرويّ عن الباقر×([164]).
ب ـ الشريد الذي يخبر: وهذا مرويّ عن حفصة، عن رسول الله|([165]).
ج ـ لا ينجو منهم إلاّ المخبر عنهم: وهذا مرويّ عن أبي هريرة، عن رسول الله|([166]).
د ـ رجلٌ يخرج في طلب ناقةٍ له، وهو الذي يحدِّث الناس بخبرهم: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ×([167]).
هـ ـ لا ينجو منهم إلاّ رجلان من كلب، اسمهما وبر ووبير، تقلب وجوههما في أقفيتهما: وهذا مرويّ عن أبي جعفر الباقر×([168]).
و ـ يبقى الثلث، فيسيرون إلى مكّة: وهذا مرويّ عن الزُّهْري([169]).
ز ـ رجل من بجيلة يحوِّل الله وجهه إلى قفاه؛ ليخبر الناس: وهذا مرويّ عن عبد الله بن مسعود([170]).
ح ـ لا ينجو منهم أحدٌ إلاّ رجلٌ واحد، يحوّل الله وجهه إلى قفاه: وهذا مرويّ عن أرطاة([171]).
ط ـ لا يفلت منهم إلاّ رجلان من جهينة، رجل يرجع إلى الشام؛ ورجل ينطلق إلى مكة: وهذا مرويّ عن كعب([172]).
ي ـ يبقى منهم رجلان، يلقاهما جبريل×، فيجعل وجوههما إلى أدبارهما: وهذا مرويّ عن أمير المومنين×([173]).
ك ـ لا ينجو منهم إلاّ بشير إلى المهديّ؛ ونذير ينذر الصخري [أي السفياني]: وهذا مرويّ عن أرطاة([174]).
ل ـ لا يفلت منهم أحدٌ إلاّ بشير ونذير، قد حوّل وجهه إلى قفاه، وهما رجلان من كلب: وهذا مرويّ عن أبي قبيل([175]).
9ـ قتاله وعاقبته
أـ يملك دمشق، وحمص، وفلسطين، والأردن، وقنسرين: وهذا مرويّ عن أبي عبد الله×([176]).
ب ـ يقاتل القائم×: وهذا مرويّ عن: الصادق×([177])؛ والوليد بن مسلم، عن رجل([178])؛ والزُّهْري([179]).
ج ـ يلتقي السفياني والرايات السود، وتهرب خيل السفياني: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ×([180]).
د ـ تقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان: وهذا مرويّ عن: أمير المؤمنين عليّ×([181])؛ وعمّار بن ياسر([182])؛ وأرطاة([183]).
هـ ـ يبعث السفياني جنوده إلى مرو الروذ: وهذا مرويّ عن تبيع([184]).
و ـ يقتل بالدجيل سبعين ألفاً: وهذا مرويّ عن رسول الله|([185]).
ز ـ يقتل من الناس نيّف وستون ألفاً، ثلاثة أرباعهم من أهل المشرق: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([186]).
ح ـ يجهز الجيش إلى المشرق جيشاً إليها، وآخر إلى المغرب، وآخر إلى اليمن: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([187]).
ط ـ يقاتل أهل المشرق: وهذا مرويّ عن الزهري([188]).
ي ـ يدخل الكوفة: وهذا مرويّ عن: أبي جعفر الباقر×([189])؛ وأرطاة([190]).
ك ـ يقبل على أهل المشرق: وهذا مرويّ عن: أبي جعفر الباقر×([191])؛ وكعب([192]).
ل ـ يحصر الناس بدمشق: وهذا مرويّ عن عمّار([193]).
م ـ يقاتل بني هاشم: وهذا مرويّ عن الوليد([194]).
ن ـ يسير إلى الكوفة،ويخرج بني هاشم إلى العراق: وهذا مرويّ عن الوليد([195]).
س ـ يقتلون شيعة آل محمد| بالكوفة: وهذا مرويّ عن: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([196])؛ وعمّار بن ياسر([197]).
ع ـ يقتل كثيراً من الناس: وهذا مرويّ عن: النبيّ|([198])؛ وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([199])؛ وأرطاة([200]).
ف ـ يضع السيف في قريش، فيقتل منهم ومن الأنصار أربعمائة رجل، ويبقر البطون، ويقتل أخوين من قريش من بني هاشم، ويصلبهما على باب المسجد: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([201]).
ص ـ يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان: وهذا مرويّ عن: النبيّ|([202])؛ وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([203])؛ وابن عبّاس([204]).
ق ـ يدني الفقهاء والقراء، ويضع السيف في التجّار، وأصحاب الأموال، ويستصحب القرّاء، ويستعين بهم على أمور: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([205]).
ر ـ يسبي نساء بني العبّاس، حتّى يوردهُنّ قرى دمشق: وهذا مرويّ عن كعب([206]).
ش ـ يقتل العلماء وأهل الفضل: وهذا مرويّ عن أبي قبيل([207]).
ت ـ يقتل السفياني كلّ مَنْ عصاه: وهذا مرويّ عن أرطاة([208]).
ث ـ إذا ظهر أمر السفياني لم ينْجُ من ذلك البلاء إلاّ مَنْ صبر على الحصار: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ×([209]).
خ ـ يدخل السفياني الكوفة، فيسبيها ثلاثة أيّام، ويقتل من أهلها ستّين ألفاً، ثمّ يمكث فيها ثمانية عشر ليلة: وهذا مرويّ عن أرطاة([210]).
ذ ـ خراب الزوراء منه: وهذا مرويّ عن النبيّ|([211]).
ض ـ هزمت الرايات السود خيل السفياني: وهذا مرويّ عن أمير المومنين عليّ×([212]).
ظ ـ يذبح على باب الرحمة: وهذا مرويّ عن الوليد بن مسلم، عن رجلٍ([213]).
غ ـ يقتتلون في بيت المقدس: وهذا مرويّ عن الوليد بن مسلم، عن رجلٍ([214]).
أب ـ يقتله القائم: وهذا مرويّ عن أرطاة([215]).
أج ـ يقتله على باب جيرون: وهذا مرويّ عن أرطاة([216]).
أد ـ يهزمه المهديّ: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([217]).
أهـ ـ يهزمه شعيب بن صالح بن شعيب، من تميم: وهذا مرويّ عن: أمير المؤمنين عليّ×([218])؛ وأبي جعفر الباقر×([219])؛ ومحمد بن الحنفيّة([220])؛ وعمّار([221]).
أو ـ يدفع الخلافة إلى المهديّ: وهذا مرويّ عن: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([222])؛ وأبي بكر، عن بعض أشياخه([223]).
أز ـ يبايع المهديّ، ويسلِّم الأمر إليه، ثمّ يندم: وهذا مرويّ عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب×([224]).
أح ـ يموت في أدنى الشام، ويستخلف رجلاً آخر من ولد أبي سفيان: وهذا مرويّ عن الوليد([225]).
ثمّ إنّ هنا عدّة أشخاص ثاروا على العبّاسيين بهذا الاسم، ولا بأس بالإشارة إلى عدّة منهم:
1ـ عليّ بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان: كان يُعرف بأبي العميطر. فعن أبي عامر موسى بن عامر بن عمارة المري يقول: سمعتُ الوليد بن مسلم غير مرّة يقول: لو لم يبْقَ من سنة خمس وتسعين ومائة إلاّ يومٌ واحد لخرج السفياني. قال أبو عامر: فخرج أبو العميطر في هذه السنة([226]).
وعن محمد بن صالح بن بيهس الكلابي قال: كان بدو أمر محمد بن صالح بن بيهس بن زميل أنّ سليمان بن أبي جعفر ولي دمشق عقب فتنة وعصبية كانت بين قيس واليمن، وكان عليّ بن عبد الله أبو العميطر من ولد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وكان بنو أمية يروون فيه الروايات، ويذكرون أنّ فيه علامات السفياني، وأنّ أموره لا تتمّ له إلاّ بكلبٍ، وأنّهم أنصاره، فمالوا إليهم([227]).
2ـ أبو حرب المبرقع اليماني: قال الطبري: إنّ سبب خروجه على السلطان كان أنّ بعض الجند أراد النزول في داره، وهو غائب عنها، وفيها إمّا زوجته وإمّا أخته، فمانعته ذلك، فضربها بسوطٍ كان معه، فاتَّقَتْه بذراعها، فأصاب السوط ذراعها، فأثر فيها، فلما رجع أبو حرب إلى منزله بكَتْ وشكَتْ إليه ما فعل بها، وأرَتْه الأثر الذي بذراعها من ضربه، فأخذ أبو حرب سيفه، ومشى إلى الجندي وهو غار، فضربه به حتّى قتله، ثمّ هرب، وألبس وجهه برقعاً؛ كي لا يُعْرَف، فصار إلى جبلٍ من جبال الأردن، فطلبه السلطان فلم يعرف له خبر. وكان أبو حرب يظهر بالنهار، فيقعد على الجبل الذي أوى إليه متبرقعاً، فيراه الرائي، فيأتيه، فيذكّره ويحرّضه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويذكر السلطان وما يأتي إلى الناس، ويعيبه، فما زال ذلك دأبه حتّى استجاب له قومٌ من حرّاثي أهل تلك الناحية وأهل القرى، وكان يزعم أنّه أمويّ، فقال الذين استجابوا له: هذا هو السفياني([228]).
3ـ قال الطبري في حوادث سنة 294هـ: وفيها أخذ رجلٌ بالشام زعم أنّه السفياني، فحمل هو وجماعة معه من الشأم إلى باب السلطان، فقيل: إنّه موسوس([229]).
وكيفما كان جمهور علماء الإمامية ـ زاد الله شرفهم ورفع الله في الدارين درجتهم ـ على أنّ السفياني رجلٌ من آل أبي سفيان، يخرج قبل قيام الحجّة×.
وفيه: قد ورد في بعض الروايات أنّ خروجه عند اختلاف بني العبّاس. أضِفْ إلى ذلك وجود الشباهة بين السفياني الذي وردت حوله الروايات وبين المدَّعين به.
وقد احتمل كون هذه الروايات من موضوعات أنصار الأمويين([230]). فقد نقل ابن عساكر في ترجمة خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان عن الزبير بن بكّار أنّه قال: قال عمّي مصعب بن عبد الله: زعموا أنّه هو الذي وضع ذكر السفياني، وكثَّره، وأراد أن يكون للناس فيهم مطمعٌ، حين غلبه مروان بن الحكم على الملك([231]).
وفيه ـ كما نقل عن أبي الفرج الاصفهاني ـ: إنّ خبر السفياني مشهورٌ([232]).
أضِفْ إلى ذلك أنّ ما ورد حول السفياني في الروايات لا ينطبق على خالد بن يزيد، حتّى وضع أخباراً لنفسه.
كما أنّ القول بأنّ الروايات وردت حول مَنْ خرج ـ سابقاً ـ بعنوان السفياني، ولا ربط لها بالقضيّة المهدويّة غير وجيهٍ؛ لعدم انطباق ما ورد حول السفياني من الصفات على أولئك المدَّعين.
قال السيد الصدر: من الممكن انطباق السفياني والدجّال على رجلٍ واحد وحركة واحدة. ويؤيِّده أنّ الدجّال ورد في أخبار العامّة والسفياني في أخبار الإمامية([233])، فيمكن أن يفترض أن يكون التعبيران معاً عن رجلٍ واحد، نظر إليه أصحاب كلُّ مذهبٍ من زاويتهم المذهبيّة الخاصّة.
ولكنْ أورد عليه نفسه بأنّ ذلك لا يصحّ، لا على المستوى الرمزي؛ لاستقلالهما وتمايزهما في نوع الانحراف، ولا على المستوى الظاهر؛ لاختلاف أخبارهما في كثير من الجهات([234]).
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعلنا من خير أعوان المهديّ× وأنصاره وشيعته والذابّين عنه والمستشهدين بين يديه.
الهوامش
(*) باحثٌ ومحقِّقٌ بارز في مجال إحياء التراث الرجاليّ والحديثيّ. حقَّق وصحَّح كتاب جامع الرواة، للأردبيلي، ورجال النجاشي، في عدّة مجلَّداتٍ ضخمة.
([1]) رجال النجاشي: 19، الرقم 21؛ الفهرست: 7، الرقم 9.
([2]) رجال النجاشي: 15، الرقم 15؛ الفهرست: 4، الرقم 4.
([3]) رجال النجاشي: 15، الرقم 13؛ الفهرست: 4، الرقم 2.
([4]) رجال النجاشي: 85، الرقم 206.
([5]) رجال النجاشي: 122، الرقم 313.
([6]) رجال النجاشي: 58، الرقم 136 ـ 137.
([7]) رجال النجاشي: 37، الرقم 73.
([8]) رجال النجاشي: 36، الرقم 72.
([9]) رجال النجاشي: 64، الرقم 149.
([10]) رجال النجاشي: 147، الرقم 380.
([11]) رجال النجاشي: 192، الرقم 514.
([12]) رجال النجاشي: 219، الرقم 573، وفيه: كتاب الغيبة؛ الفهرست: 102، الرقم 429.
([13]) رجال النجاشي: 247، الرقم 652.
([14]) رجال النجاشي: 256، الرقم 670.
([17]) سير أعلام النبلاء 15: 361.
([19]) كتاب الغيبة: 250، ح5؛ كمال الدين وتمام النعمة 2: 649، ح3.
([20]) كتاب الغيبة: 252، ح9؛ كمال الدين وتمام النعمة 2: 650، ح7.
([21]) كتاب الغيبة: 279، ح67؛ الغيبة: 441.
([22]) كتاب الغيبة: 290 ـ 289، ح6.
([23]) كمال الدين وتمام النعمة 2: 652، ح12.
([27]) دعائم الإسلام 1: 392؛ عيون أخبار الرضا× 1: 68، ح269؛ كفاية الأثر: 122؛ مسند أحمد بن حنبل 2: 165؛ 2: 206؛ 3: 5؛ صحيح البخاري 3: 207؛ صحيح مسلم 8: 186؛ سنن الترمذي 5: 333، ح3888؛ المستدرك 2: 148.
([28]) الكافي 8: 265 ـ 264، ح383؛ وسائل الشيعة 15: 51، ح19966.
([29]) الكافي 8: 274، ح412؛ وسائل الشيعة 15: 52، ح19968. ولاحِظْ أيضاً: الكافي 8: 264، ح381؛ 8: 310، ح483؛ 8: 331، ح509؛ الغيبة: 442، ح434.
([30]) لاحِظْ أيضاً: موعود شناسي وپاسخ به شبهات: 517 ـ 518.
([31]) ولا سيَّما أنّ أكثرها ضعيفة الأسانيد. فمثلاً: ما يرتبط بمولد صاحب الزمان× ضعيفةٌ سنداً، فلأجله قال الشيخ&: إذا ثبت إمامته بما دللنا عليه من الأقسام، وإفساد كلّ قسم منها إلاّ القول بإمامته، ثبتت إمامته، وعلمنا بذلك صحّة ولادته، [و]إنْ لم يَرِدْ فيه خبرٌ أصلاً. الغيبة: 229.
([32]) لاحِظْ: عدّة الأصول 2: 730 ـ 731؛ معارج الأصول: 199؛ الألفية: 38؛ المقاصد العليّة: 21؛ مناهج الأحكام: 294؛ الفصول: 416.
([33]) الباب الحادي عشر: 3 ـ 4.
([34]) لاحِظْ: المقاصد العليّة: 26؛ قوانين الأصول 2: 173؛ مناهج الأحكام: 294.
([35]) لاحِظْ: قوانين الأصول 2: 180؛ مناهج الأحكام: 293؛ مجمع الفائدة 2: 183؛ زبدة الأصول: 124.
([36]) لاحِظْ: عدّة الأصول 1: 131.
([37]) لاحظ: عدّة الأصول 1: 132؛ 2: 731.
([38]) راجِعْ: فرائد الأصول 1: 553، وما بعدها.
([39]) المازندراني، شرح أصول الكافي 10: 100 (الهامش).
([40]) مقدّمة ابن الصلاح: 81؛ الموضوعات 1: 41.
([42]) يأتي على الناس زمانٌ مَنْ سأل الناس عاش، ومَنْ سكت مات: 1: 6.
([43]) لاحِظْ: التشريف بالمنن، ح473.
([48]) نحن من الشاكّين في وجود فرقةٍ مسمّاة بالناووسية. لاحِظْ ترجمة أبان بن عثمان في جامع الرواة 1: 145 (الهامش)، بتحقيقنا. وكذا مقدّمة فرق الشيعة للنوبختي، بتحقيقنا. فما قلنا في المتن بعد فرض ثبوتها. وهكذا الحال في الكيسانية.
([49]) الكافي 1: 368، ح1؛ النعماني، الغيبة: 293، ح10؛ الطوسي، الغيبة: 428.
([50]) الكافي 1: 368، ح2؛ النعماني، الغيبة: 294، ح11؛ الطوسي، الغيبة: 426.
([51]) الكافي 1: 368، ح3؛ النعماني، الغيبة: 289 ـ 290، ح6؛ 294، ح12.
([52]) النعماني، الغيبة: 289، ح4. ولاحِظْ أيضاً: الكافي 1: 368، ح4.
([53]) الكافي 1: 368 ـ 369، ح5؛ النعماني، الغيبة: 294، ح13. ولاحِظْ أيضاً: الطوسي، الغيبة: 426.
([54]) النعماني، الغيبة: 289، ح3؛ الطوسي، الغيبة: 426.
([55]) النعماني، الغيبة: 289، ح5.
([58]) تاريخ الغيبة الكبرى: 436 ـ 437.
([59]) وعلى سبيل المثال لاحِظْ: مسند أحمد بن حنبل 1: 387؛ 1: 406؛ 2: 394؛ 3: 108؛ 3: 151؛ 3: 176؛ 3: 189؛ 3: 202؛ 3: 213؛ 3: 273؛ 3: 289؛ 5: 70؛ 5: 228؛ 6: 381.
([64]) تاريخ الغيبة الكبرى: 442 ـ 443، 477.
([77]) كتاب الغيبة: 314 ـ 315، ح10.
([78]) بداية المعارف الإلهية 2: 167.
([83]) عن الوليد قال: تستقبل السفياني، ويقاتل بني هاشم، وكلّ مَنْ نازعه من الرايات الثلاث وغيرها فيظهر عليهم جميعاً، ثمّ يسير إلى الكوفة، ويخرج بني هاشم إلى العراق، ثمّ يرجع من الكوفة فيموت في أدنى الشام، ويستخلف رجلاً آخر من ولد أبي سفيان تكون الغلبة له، ويظهر على الناس، وهو السفياني. كتاب الفتن: 173. وعن النبيّ| قال: اتَّقِ السفياني، قيل: السفياني سفيانيّان، بأيِّهما تنظر؟ قال|: السفياني الذي يأتي من الشام. بيان الأئمة: 450، نقلاً عن: كفاية المطالب. وقال ابن المنادي: وفي كتاب دانيال: إنّ السفيانيّين ثلاثة. موسوعة في أحاديث الإمام المهدي (الضعيفة والموضوعة): 382.
([84]) لاحِظْ الروايات حول العلائم الحتمية في ما سبق، وقارِنْها مع قوله×: «ألا فمَنْ ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّابٌ مفتر». الاحتجاج 2: 478. ولعلّ وجه الاقتصار على ذكر العلامتين في هذه الرواية وقوع العلائم الأخرى قبل قيام المهديّ×، فإنّ ما ورد في الروايات أنّ مَنْ خرج قبل وقوع هذه العلامات فهو ليس بالقائم×، وليس في أحد من هذه الروايات أنّه إذا اتّفق احدى هذه العلامات فلا بُدَّ من خروج القائم بعدها. نعم، رواية الاحتجاج ضعيفةٌ سنداً، لا يمكن الاحتجاج بها.
([86]) ومنه يظهر الحال في سائر علامات الظهور أو ما يُدَّعى أو يزعم أنّه منها.
([87]) تاريخ الغيبة الكبرى: 517.
([88]) كتاب الغيبة: 316، ح14؛ كتاب الفتن: 203؛ 426.
([89]) الخرائج والجرائح 3: 1155، ح61.
([90]) كمال الدين وتمام النعمة: 330 ـ 331، ح16؛ كتاب الغيبة: 288 ـ 290، ح67؛ كتاب الفتن: 203 و204.
([91]) قرب الإسناد: 123، ح432؛ الإمامة والتبصرة: 128، ح131؛ الكافي 8: 166، ح181؛ الخصال: 303، ح82؛ كمال الدين وتمام النعمة: 649، ح1؛ 650، ح7؛ كتاب الغيبة: 261، ح9؛ 265 ـ 266، ح15؛ 269 ـ 270، ح21؛ 272، ح26؛ 273، ح29؛ 301، ح6؛ الغيبة: 436 ـ 437، ح427.
([92]) كمال الدين وتمام النعمة: 516، ح44.
([93]) دلائل الإمامة: 465 ـ 466، ح450.
([94]) قرب الإسناد: 125، ح438.
([95]) سنن النسائي 5: 206 ـ 207؛ المستدرك 4: 520.
([96]) مسند أحمد بن حنبل 6: 105؛ صحيح البخاري 3: 19 ـ 20؛ صحيح مسلم 8: 168؛ صحيح ابن حِبّان 15: 155 ـ 156.
([97]) مسند أحمد بن حنبل 6: 259؛ 6: 290؛ 6: 316؛ سنن ابن ماجة 2: 1351، ح4065؛ سنن أبي داوود 2: 310 ـ 311، ح4286؛ المستدرك 4: 429 و431؛ ابن أبي شيبة الكوفي، المصنَّف 8: 608، ح111.
([98]) مسند أحمد بن حنبل 6: 336 ـ 337؛ سنن ابن ماجة 2: 1351، ح31؛ سنن الترمذي 3: 324، ح2279؛ ابن أبي شيبة الكوفي، المصنَّف 8: 609، ح115.
([99]) مسند أحمد بن حنبل 6: 286 و287؛ صحيح مسلم 8: 166 ـ 167؛ سنن ابن ماجة 2: 1350 ـ 1351، ح30؛ سنن النسائي 5: 207؛ المستدرك 4: 429.
([107]) كمال الدين وتمام النعمة: 651 ـ 652، ح10.
([110]) كمال الدين وتمام النعمة: 651 ـ 652، ح10.
([112]) كتاب الفتن: 168 ـ 169.
([117]) المستدرك 4: 468 ـ 469؛ كتاب الفتن: 28.
([119]) الخرائج والجرائح 3: 1155، ح61.
([120]) معاني الأخبار: 346، ح1.
([123]) الخرائج والجرائح 3: 1155، ح61.
([126]) البدء والتاريخ 4: 102 ـ 103.
([132]) المستدرك 4: 501 ـ 502؛ كتاب الفتن: 172
([133]) كمال الدين وتمام النعمة: 327 ـ 328، ح7؛ 330 ـ 331، ح16.
([134]) المستدرك 4: 468 ـ 469؛ كتاب الفتن: 28.
([137]) الخرائج والجرائح 3: 1155، ح61.
([139]) كمال الدين وتمام النعمة: 250 ـ 252، ح1.
([140]) كتاب الفتن: 216؛ 213؛ 425.
([141]) كمال الدين وتمام النعمة: 327 ـ 328، ح7؛ 330 ـ 331، ح16.
([142]) الإمامة والتبصرة: 128، ح131؛ الخصال: 303، ح82؛ كمال الدين وتمام النعمة: 649، ح1؛ الكافي 8: 209، ح254؛ 8: 264ـ 265، ح383.
([149]) كمال الدين وتمام النعمة: 650، ح5؛ 652، ح15.
([151]) دلائل الإمامة: 248 ـ 249.
([153]) كتاب الفتن: 160؛ 176 ـ 177.
([156]) الإمامة والتبصرة: 130، ح134؛ كمال الدين وتمام النعمة: 651 ـ 652، ح11.
([158]) كتاب الفتن: 165 ـ 166.
([163]) كتاب الفتن: 420 ـ 421.
([164]) كتاب الغيبة: 288 ـ 290، ح67.
([165]) مسند أحمد بن حنبل 6: 286؛ صحيح مسلم 8: 166 ـ 167؛ سنن ابن ماجة 2: 1350 ـ 1351، ح30؛ سنن النسائي 5: 207؛ المستدرك 4: 429؛ مسند أبي يعلى 12: 471، ح7043؛ المعجم الكبير 24: 75، ح197.
([168]) كتاب الفتن: 203 ـ 204.
([176]) الإمامة والتبصرة: 130، ح134؛ كمال الدين وتمام النعمة: 651 ـ 652، ح11.
([177]) معاني الأخبار: 346، ح1.
([181]) المستدرك 4: 501 ـ 502؛ كتاب الفتن: 182، 192.
([196]) المستدرك 4: 501 ـ 502؛ كتاب الفتن: 182.
([197]) كتاب الفتن: 183؛ كتاب الفتن: 190.
([211]) بيان الأئمة: 422، نقلاً عن: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار، لابن عربي.
([215]) كتاب الفتن: 307؛ 219 ـ 220.
([216]) كتاب الفتن: 219 ـ 220.
([219]) كتاب الفتن: 189؛ 192 ـ 193.
([226]) تاريخ مدينة دمشق 43: 27.
([227]) تاريخ مدينة دمشق 43: 29 ـ 30.
([228]) تاريخ الطبري 7: 312. وقريبٌ منه في تاريخ مدينة دمشق 66: 135؛ تاريخ ابن خلدون 3: 270.
([231]) تاريخ مدينة دمشق 16: 303.
([232]) تهذيب التهذيب 3: 110، الرقم 234.