ويعد هذا الإصدار الأول من نوعه الذي يتعرض لقراءة فاحصة ناقدة للخطاب الذي يصدر من الشيخ الصفار. وتعود فكرة هذا الكتاب انطلاقا من حلقة نقاشية أقيمت بمركز آفاق للدراسات والبحوث تناولت كتاب (الطائفية بين السياسة والدين) أعد لها المؤلف لمناقشة الشيخ الصفار فيه. وقال المؤلف في مدخل الكتاب الذي عنونه بـ (الطائفية شر مطلق) إن المتابع لخطاب الشيخ الصفار يلحظ أن مسألة الطائفية ومشكلاتها وقضاياها تحتل مساحة أساس من مجمل خطابه. وفي جزء آخر يقول إن ما يمكن فهمه واستخلاصه من خلال مضمون خطاب الشيخ الصفار أن العمل على تحصين البيئات الوطنية ورفع مستوى الحصانة لديها، يتطلب رفع مستوى وعي الإنسان فيها. ويصل بقوله "يمكن لقارئ نصوص الشيخ الصفار والمتابع لها التقاط ورصد ما يرد ويتكرر في خطابه من مفاهيم كثيرة يؤمن بها ويدعو إليها، من مثل مفاهيم الحرية، وحرية إبداء الرأي والتفكير والاعتقاد، والإيمان بالديمقراطية، والتعددية، والاختلاف والتنوع. ويتألف الكتاب من تسعة فصول متنوعة من التعريف بالشيخ حسن بن موسى الصفار، ونبذة عنه إلى خطابه الطائفي وضرورة الإصلاح السياسي والتداخل بين ما هو ديني وسياسي،وغير ذلك. كما تناول الفصل الثالث مسألة التقريب في خطاب الشيخ الصفار متطرقا لأنشطة التقريب بين النجاح والفشل، والثابت والمتغير في العلاقة بين المذاهب، وتمهيد الظروف لمعالجة الصراعات الطائفية. وفي الفصل الرابع تحت إشكاليات التعصب والاستبداد والحرية تطرق للموقف من التنوع واحتكار الحقيقة وتاريخية الاستبداد والتعصب والفجوة بين تاريخ المسلمين وجوهر الدين، مشيرا للحرية والإرهاب الفكري. وجاء في خاتمة الكتاب إن العمل على التخلص من المشكلة الطائفية والرقي والنهوض والتقدم بمجتمعاتنا في هذه الحياة، يتطلب مشاركة جميع أبناء المجتمع بكل فئاتهم وتكويناتهم المختلفة. ولاحظ تأكيد الشيخ الصفار على مبدئية الوحدة وتشكيلها حجر الزاوية في إعادة بناء هذه الأمة يقول في ذلك:" يورد الشيخ الصفار حشدا هائلا من النصوص الدينية التي تؤكد أهمية الوحدة والتعاون وأنها من أساسيات المبادئ الإسلامية وتنهى عن التفرقة والمعاداة". ويبدو أن كل مهتم بالمشكلة الطائفية بحاجة لمطالعة وقراءة هذا الكتاب قراءة متأنية فاحصة، كما أن على متابعي الشيخ الصفار أن يقتنوا هذا الإصدار لما فيه من معلومات وتحليلات ذات بعد ثقافي دقيق تتناول خطاب الشيخ الصفار.