أحدث المقالات

مطالعةٌ في ضوء القرآن الكريم

ـ الحلقة الرابعة ـ

 

حيدر حبّ الله

 

مبدأ الوحدة والتعاضد: فعندما تدخل حركة الدعوة والتغيير مرحلة القوّة المدنية تظهر الانقسامات الناتجة عن الإحساس بطمأنينة الأقلّية عند قوّتها النسبية على الأكثرية. إنّ الإحساس بالقوّة والمنعة، والخروج من مرحلة الضعف إلى مرحلة العزّة والكرامة، يمكن أن يدفع العاملين إلى الاشتغال بقضاياهم الداخلية، بعد شعورهم براحةٍ نسبيّة إزاء الخطر الخارجي. وهنا قد تبرز التمايزات بينهم في الطبائع والسليقة والمزاج وطريقة العمل، فيحدث الاختلاف بينهم. فإذا لم يكونوا ليستشعروا الخطر الخارجي ولم يديروا ويتفهَّموا منطقية هذا الاختلاف، فسوف تحدث تيّارات متعارضة فيما بينها. وهنا يشتدّ التأكيد على منطق الوحدة والتعاضد، قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (الأنفال: 46). فقد يختلفون، حتّى في أسلوب مواجهة الكفر والطغيان، ولا ينبغي لهذا الاختلاف أن يفضي إلى عكس المطلوب، وهو الضعف أمام الكفر والطغيان، وأمام حركة الجهل والخرافة، وأمام منطق الاستغلال والتسلُّط أيضاً.

إنّ الوحدة هذه المرّة هي وحدة المجاهدين الذين يجاهدون العدوّ الخارجي، أو أولئك الذين يجاهدون الرجعيّة والتخلُّف والاستبداد في الأمّة. إنّ خروجهم أفراداً وجماعات ممزّقة يمكنه أن يضيِّع قوّتهم، ويُذهب هيبتهم، أمام الخطر الخارجي والداخلي. وقد بتنا نرى أنّ حركة الوعي صار حالها كهذه الحال. فكلُّ واحدٍ يعمل لحسابه الشخصي، أو لحساب جماعةٍ معيّنة داخل الإطار الكبير. وهذا ما أضعف هذه الحركة، وأوقع ألوان التحاسد حتّى داخل رجالاتها ورموزها.

إنّني أدعو إلى يقظةٍ أخلاقيّة داخل حركة الوعي، تزيد من الضخّ الروحي لصالح نجاح المنجزات المتوقَّعة، وكلّما ابتعدنا عن هذا الزخم الإيماني والأخلاقي والروحي صارت هناك إمكانية لتفريغ الحركة التوعوية من أهدافها السامية؛ كي لا نكون أمام أُحُد جديدة، تتساقط فيها منجزات بدرٍ أمام المصالح الشخصيّة والفئويّة للمجاهدين أنفسهم.

4ـ الصبر وحساب المعادلات الإلهيّة: عندما تخرج حركة الوعي والتغيير من مكّيتها، لتعلن المواجهة، وتدافع بقوّة عن قناعاتها، فمن الطبيعي أن يقوم الآخرون بردّ فعل أشدّ شراسة ممّا كانوا يفعلون؛ ظنّاً منهم أنّ إعلان هذه الحركة عن نفسها، وانطلاقها في عنفوانها، سوف يوفِّر الظروف للقضاء نهائيّاً عليها وهي في مهدها. هنا من الطبيعي أن يكون المؤمنون قلّةً نسبيّة. وهنا تقع معركة بدر. هنا تبدأ طبول الحرب تُعلَن من كلّ مكان، ويشهد الواقع مزيجاً من بدرٍ والأحزاب.. تهويلٌ، وتسقيط، وهجوم من جميع الجهات، وتآمر بين المتناقضات ضدّ حركة الإيمان، وسقوط كلّ المقدَّسات والحُرُمات، وتحشيد مدهش ضدّ الحركة التوعويّة الإيمانيّة يريد إنهاء وضعها تماماً.

وهنا يكون المظهر الثاني للصبر والتحمُّل، لكنّه ليس صبر سكوت، إنّه صبر مواجهة؛ ليُعلم مَنْ سيصرخ أوّلاً. قد يرتفع الغبار والضجيج في البداية حتّى عنان السماء، ويفرّ من حول المشروع بعض الضعفاء؛ هرباً بنفسه ليحيا كما يراها، ويسلّي نفسه بعناوين وهميّة كاذبة وخادعة.

في هذه اللحظة، أعني بها لحظة الانطلاق القويّ للمشروع؛ واستعداداً للمواجهة، تحتاج الحركة إلى قِيَم ومفاهيم إيمانيّة تساعدها على الاستمرار. إنّ الضربة الأولى في المرحلة المدنيّة مهمّة؛ لأنها إذا كسرت الظهر أجهضت المشروع، لكنّها إذا لم تكسِرْه قوَّتْ الحركة كلَّها، وأطلقتها نحو الأمام بطريقة عجيبة. هنا يأتي القرآن الكريم ليؤكّد مجموعة مفاهيم:

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ (الأنفال: 62). فقادة المشروع وروّاده ومُطلِقوه عليهم أن يعلموا أنّ ما يكفيهم هو الله الكافي، ومَنْ معهم ممَّنْ تبقّى من المؤمنين والمخلصين. فالعدد القليل من المؤمنين كافٍ، ولا تهمّ الكثرة، التي لطالما عشقها الإنسان ومشى خلفها؛ لتمنحه الطمأنينة والسكون. نعم، إذا ضعفت ثقة القادة بالقاعدة المؤمنة وقعت المشكلة الكبيرة، وإذا فقد الجميع الثقة بالله سبحانه تلاشت القوّة الإيمانية، التي تمثِّل حاجةً بالغة الأهميّة دوماً، ولا سيّما في مثل هذه اللحظات الحرجة، كما سنوضِّح ذلك إن شاء الله تعالى.

إنّ نقطة الانطلاق هي الثقة بالله، والإيمان العميق بأنّه الكافي، قال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ (الزمر: 36). إنّ الشعور بكفاية الله هو إيمانٌ عميق وضروريٌّ جدّاً لمواجهة غزوة بدر والأحزاب، وإلاّ ففقدانُ الثقة بالله وبالقلّة المؤمنة لا يجرّ إلاّ إلى الخسارة والتراجع. وسيجد الإنسان الكثيرين ممَّنْ يعملون على التخويف، لكنَّ قوّة الإيمان والثقة بالله تعالى تجهض عناصر التخويف هذه، وتفشل مؤثِّريتها وفاعليّتها، لأنّ المؤمن بثقته بالله سبحانه ـ مع اعتماده الأسباب ـ يرى أنّ وظيفته قد أنجزت، وأنّ الأمور لو قُدِّر لها أن تسير إلى مكانٍ غير محمود فإنّه يكون قد أراح ضميره أمام نفسه وأمام الأمّة والتاريخ، والأهمّ أمام الله سبحانه.

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ﴾ (الأنفال: 65)؛ إذ القوّة المادّية تعادل نسبة الواحد إلى العشرة، لكنّ القوّة الإيمانية يمكن أن تضاعف من القوة المادّية، ليساوي الواحدُ العشرةَ. وهذا رقمٌ كبير جدّاً في حساب المعادلة. فلو كان الآخر أقوى منّي بعشرة أضعاف فإنّ الإيمان يمكنه أن يبلغ بي قدرة التساوي معه. ولكنْ لمّا كانت هذه الحالة ـ رغم إمكانيّتها ـ بالغة الصعوبة، وتحتاج إلى إيمان عميق واستثنائي جدّاً، فإنّ النص القرآني يحاول التخفيف، فيقول: ﴿الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (الأنفال: 66). وهذا كلُّه يعني أنّ القوّة الإيمانية والصبر عنصران ضروريّان لتحقيق التوازن المفقود على المستوى المادّي، فلا يصحّ قصر النظر على العنصر المادّي، وإغفال العناصر المعنويّة الأخرى، والتي يطلق على بعضها اليوم اسم: «عقيدة الجيش». تماماً كما لا يصحّ حساب العنصر المعنوي دون العنصر المادي. فباجتماعهما يكون الصحيحُ من الحساب، والسليمُ من التفكير.

وفي هذا الإطار أيضاً تأتي النصوص القرآنيّة التي تتحدَّث عن تأييد المجاهدين بالملائكة، ليكون ذلك: ﴿... بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم﴾. إنّ هذا الأمر باعثٌ على الطمأنينة، التي تجعل العاملين في موقع الفعل والتأثير والإمساك بالأمور.

5ـ عدم الغرور بالقوّة المادّية: فقد يحقِّق المؤمنون نجاحات، وتكون لهم القوّة الاجتماعية أو السياسية أو المالية أو الفكرية والثقافية أو غيرها من عناصر القوّة في المجتمع والحياة. وعندما تأتي القوّة فإنّه يُخشى أن تحلّ بديلاً عن الله سبحانه؛ لأنّ الإنسان يشعر بها عَوْناً له، ويرى أنّ الجمهور الواسع الذي يملكه مع المال والسلاح أو غير ذلك هو عَوْنه على تحقيق مطالبه، متناسياً ـ في غمرة المادّيات ـ أنّ الله تعالى هو الذي يجب الاتّكال عليه دوماً.

قال تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾ (التوبة: 25). إنّ الاغترار بالعَدَد والعُدّة، والمديح والثناء، وحاجة الخلق لنا.. عناصرُ خَطِرةٌ جدّاً، قد تفكّ علاقتنا بالله سبحانه، لتحلّ محلّها، فيقع السقوط المدوّي والفشل الذريع. وقد لا يكون فشلاً مادّياً، بل يكون عبارة عن فراغ المشروع والحركة من البُعْد القِيَمي والفكري والرسالي، لتتحوَّل إلى مجرَّد نشاطٍ فارغ سلطوي مصلحي توازني، لا أكثر ولا أقلّ.

نعم، قد تحصل هفواتٌ وأخطاء لا تدعو إلى الإحساس بالفشل، والتخلّي عن المشروع. فبعدما حصل للمؤمنين في حنين ما حصل قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ﴾ (التوبة: 26). فالله دائماً يغفر مثل هذه السقطات عندما لا تتحوَّل إلى ثقافة مهيمنة (والثقافة المهيمنة تعني مفهوماً قريباً من فكرة الإصرار على الصغائر أو الكبائر)، فتحرف المسيرة كلَّها عن الهدف.

6ـ حذر التعملق والعدوانيّة: وقد تتحقَّق النجاحات المتتالية، وإذا بالضعيف يصبح قويّاً، وبالحقير يصبح عظيماً، وبالصغير يصبح كبيراً و… هنا أكبر الأخطار، وهي أنّه عندما كنّا ضعافاً فنحن أصحاب أخلاق ورؤية ودين، أمّا عندما تقوى حركة الوعي والتغيير فهي تتخلّى عن ذلك كلّه، إلاّ لحسابات مصلحيّة دعائيّة فقط. وكأنَّ الدين والأخلاق والفكر وسائل لبلوغ السلطة، فإذا بُلِغَت فلا قيمة لهذه الوسائل، وإنّما نستثورها عادةً وقت الحاجة. فعندما نجاهد ونصارع للحقّ فلا يبرِّر لنا ذلك العدوان على الآخرين؛ بحجّة أنّني أصارع الباطل، أو لديَّ مشروعٌ صحيح وشرعي، قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ (البقرة: 190).

ليس لأنّك في معركةٍ كبرى يجوز لك أذيّة وظلم الآخرين؛ فإنّ الظلم عندما يتراكم يغيِّر الصورة كاملةً. وليس لأنّك تحمل الهمّ الإسلامي أو التغييري يجوز لك الاعتداء على الآخرين، والتضحية بحرماتهم وحقوقهم!! هذا أكبر الخطأ، أعني خطأ الشعور بدونيّة الآخرين أمام عظمة أهدافي ومشروعي وعملي (وعظمة الأنا).

إنّنا أمام تحدٍّ كبير واختبار عظيم. وقد قال النبيّ موسى× لقومه ـ كما حدَّثنا القرآن الكريم ـ كلاماً رائعاً، قال سبحانه: ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَنْ تَأْتِينَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ (الأعراف: 129). إنّ الجملة الأخيرة هي مركز التحدّي. فأنتم البديل، وسيرى الله ما تقدِّمون. فهل لديكم الجديد أم ستعيدون إجراء تجربة الماضي وأخطاءه، فتفعلون ـ بوجهٍ آخر ـ نفس جرائم مَنْ سبقكم وأنتم تشعرون أو لا تشعرون؟! إنّ الخروج من الضعف إلى القوّة، ومن المعارضة إلى السلطة، هي بداية الطريق، وليست نهايته.

أكتفي بهذا القدر من الإثارات، و نسأل الله لنا جميعاً الاستمرارَ في حركة الوعي والتغيير في الأمّة نحو الأفضل، بهَدْيِه ومَنِّه، إنّه على كلّ شيء قدير، وبالإجابة جدير.

هذا وقد تلقَّيْنا، ونحن نقوم بتهيئة هذا العدد من المجلَّة، نبأ وفاة العلاّمة الفقيد الدكتور الشيخ الفقيه عبد الهادي الفضلي رحمه الله تعالى، المشرِف العامّ السابق على مجلّة (نصوص معاصرة)، وعضو الهيئة الاستشاريّة لمجلّة (الاجتهاد والتجديد).

وقد أصدرت أسرة المجلّة بهذا الصدد بيان نعي وتعزية، وهذا نصُّه:

 

﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

بمزيدٍ من الحُزْن واللَّوْعة والأسى والرضا بقضاء الله تعالى تلقَّيْنا نبأ وفاة العلاّمة الجليل، والعالم الفاضل، الفقيه الحجّة، الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي، رحمه الله تعالى. هذا الرجل المِعْطاء، الذي نَذَر نفسه لخدمة الدِّين والعلم والمعرفة، والحوزات العلميّة والجامعات، وجاهد في الله حقَّ جهاده، وظلَّ حتّى النَّفَس الأخير يواصل جهوده المضنية في سبيل الله، وخدمةً للدين وللإنسان، وتربية جيلٍ إسلاميّ واعٍ وبصير، وتحقيق التقارب والتواصل بين المسلمين.

إنّنا إذ نفتقد للمشرف العامّ على مجلّة (نصوص معاصرة)، وأحد أعضاء الهيئة الاستشاريّة لمجلّة (الاجتهاد والتجديد)، والذي رعاهما بعطفه وعنايته المعنويّة والروحيّة، وآمَن معهما برسالة الوعي والانفتاح والتجديد والتطوير في المعرفة الدينيّة، نسأل الله تعالى أنْ يوفِّقنا للاستمرار على نهجه، ومواصلة دربه، في رفد المعرفة الإسلاميّة بالجديد، وإيصال الرسالة الدينيّة باللغة العصريّة إلى مختلف شرائح المجتمع وأرجاء المعمورة.

نتوجَّه إلى عامّة المسلمين، وإلى العلماء والحوزات والمعاهد الدينيّة، ولا سيّما علماء المنطقة الشرقيّة، وعامّة بلدان الخليج، وإلى أهل الفقيد وأسرته الكريمة، بالعزاء، ونسأل الله لهم الصَّبْر والسلوان، ولفقيدنا الكبير الرحمة والرضوان، إنَّه وليٌّ قدير، وبالإجابة جديرٌ.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً