أحدث المقالات
هم يختلفون ويتحاربون ويحشد كل فريق مالديه لمحاربة الآخر لكنهم يتفقون في شيء واحد وهو " رد الفعل على من يخالفهم الرأي " حيث تتسم ردود فعل الطرفين بالتشنج والسب والشتم والتضليل والتكفير .. في هذا السلوك يتشابهون حد التطابق ’ لا لشيء سوى أن المذهبي السلفي سنيا كان أم شيعيا منهزم في داخله .. الداخل الذي انبنى على تهويمات ووهم تاريخي ومسلمات عقدية موغلة في التعصب والتشدد وليس أدل على ذلك من مفاهيم أساسية في كلا المذهبين المسماة تطرفا " الولاء والبراء " واذا بها تنصب على البراءة من أخيك المسلم سبحان الله  .. حينما نذر المالكي نفسه لقراءة مذهبه صفق له الشيعة مع إنه يرفع صوته بأنه ليس شيعيا وأنه ضد مايسمى بالمذهب لأنها فكرة تفصلنا عن القرآن .. واستاء منه السنة لأنه قرأ مذهبه بتجرد ورفع صوته ضد مسلمات تاريخية حسب الخطوط العريضه لمذهبه .. وحينما ألقى الراضي محاضرته في مجلس الشايب في القطيف في الوقت ذاته تقريبا حول كشف بعض مواطن التحريف والتزييف في بعض المرويات الشيعية قامت قيامة أبناء مذهبه الذين كانوا يسمونه الشيخ المحقق هذا ولم يمس ماهو بحجم الصحابة من مذهبه بعد !!

لكن الرجلين تلقيا كل ذلك  مبتسمين واثقين لأنهما باختصار يقدمان نموذجا رائعا في نقد الموروث الديني المذهبي الذي مازال يقعد بالمنتمين إليه عن احترام وتقدير عقولهم .. هما اليوم أكبر في نفوس عشاق الحقيقة ومناوئيهما في جهة اللوم والعتاب .. ترى كم سيلزمنا لنكون جيلا كهذين  كهذين الرجلين الرائعين  مع إني أختلف معهما في بعض رؤاهما لنتخفف من العنجهية المذهبية ولنكتشف أن هذه المذاهب قد أصلت لها أيدي  السياسة لتجعلنا نتناحر ونتقاتل ويسفه بعضنا بعضا باسم الدين الذي جاء رحمة للعالمين .. لا لشيء سوى أن المذهبيين قد جردونا من ديننا وجعلونا نتبع أهواءهم المذهبية .. اليوم نعود محملين بعبق هؤلاء إلى مايجمعنا مسقطين كل المفاهيم والشخوص والمؤسسات التي حاول المتمذهبون أن يعصموا بها مذاهبهم ومعرينها باسم الحقيقة .. اليوم نحن مع المالكي والراضي وكل من يرفع صوته في وجه المذهبية بكل تفاصيلها لتسقط العصمة التي طوقنا بها أعناق أشخاص حملوا الحقيقة  فنشوههم بها ولنهشم مفاهيم الاستغلال باسم الدين ونكسر قيد التبعية المقيتة .. اليوم لا يسعنا إلا أن نقول شكرا للمالكي وللراضي وشكرا للقدر الذي جمعهما في حدث متشابه وفي ردة فعل متشابهة .. كل ما أرجوه من أخواني اليوم أن يسجلوا اسمي هذين الرائعين في محركات البحث ليشتموا رائحة الشتيمة الذميمة وليكتشفوا سوء خلق المذهبيين .
قلت في مقال سابق إن المذهبيين في تحولهم من صراعهم مع الخارج إلى صراع الداخل يحشدون كل طاقاتهم لفت عضد المنصفين بالتهمة والشتيمة والفتوى في سبيل مد عمر هذه المذاهب التي لم تعد قابلة للصمود أمام الطوفان وليس أمامهم سوى أن يمدوا أيديهم لبعض ليحاربوا أبناء الدليل ..
إن ماحدث في اليومين الماضيين أيقظ كثيرا من أبنائنا وأيقظ معهم السؤال وهذا مايخشاه المتمصلحون والمتمذهبون .. وبالأمس تساءل أحد الأصدقاء هل لقناة شيعية أن تستضيف أحمد الكاتب في حوار حول المذهبية ?! ومازلنا ننتظر إجابة من إحدى القنوات ..
إننا اليوم أمام خطاب ديني جديد يأتي تتويجا لجهود رجال دين ومصلحين عظماء تجردوا من مذهبيتهم كجمال الدين الافغاني ومحمد عبده ولمفكرين كالجابري والمسيري وفقهاء كالمطهري ومحسن الامين ومناضلين كفضل الله وشريعتي هذه التتويج يتبناه اليوم عدد من مثقفينا ليحاوروا ويكتبوا ويناقشوا في سبيل صنع ثقافة جديدة لاتنتمي لمذهب ولا تحصر الحق في تيار وإنما تتطلع لجيل قرآني حسب تعبير المالكي يؤمن أن رحمة الله تسع العالمين ..

كل المودة لأحبابنا الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

 

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً