هذه الدراسة تهدف لرسم خريطة للقوى والحركات الإسلامية في لبنان والمنطقة وليس دراسة متكاملة ونقدية مع وضع بعض الملاحظات على واقع الحركات الإسلامية اليوم.
ولا بد من الإشارة إلى أن هذه القوى والحركات أصبح لها دوراً مهماً في لبنان والعالم العربي وخصوصاً في السنوات الثلاثين الأخيرة، منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران وصولا الى الثورات الشعبية في العالم العربي.
وقد أصبح لدينا اليوم عدداً كبيراً من الدراسات والمقالات والأبحاث والكتب والمواقع الالكترونية التي تتحدث عن هذه الحركات لكن رغم ذلك لا تزال لدى البعض التباسات وإشكلات حول طبيعة هذه الحركات ودورها والموقف منها. ولأن المجال لا يتيح التحدث بشكل مفصل عن كل هذه القوى والحركات الإسلامية سأحاول التركيز على أهم هذه الحركات وأكثرها انتشاراً وهي:
1 – الإخوان المسلمون وتفرعاتهم.
2 – التيارات السلفية بكافة أشكالها.
3 – حزب التحرير الإسلامي.
4 – حزب الدعوة الإسلامية والأحزاب الإسلامية العراقية وبعض المنظمات الإسلامية الشيعية – الشيرازيون – المجلس الإسلامي الأعلى/ والتيار الصدري.
5 – التنظيمات الإسلامية الجهادية (القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها ).
6 – الصوفيون/ جماعة الدعوة والتبليغ/ الأحباش.
7 – الأحزاب الإسلامية الجديدة (حزب الوسط، مصر القوية….)/ جماعة العلال والإحسان/ جبهة الإنقاذ الإسلامية.
8 – حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والحركات الجهادية الإسلامية الفلسطينية والعربية/ حركة التوحيد الإسلامي.
9- حزب الله وحركة امل وجمعية المبرات والتجربة الايرانية
ولن أتحدث عن التجربة التركية أو عن الحركة الإيرانية أو البحرينية والباكستانية والأندونيسية.
1 – الإخوان المسلمون
يعتبر الإخوان المسلمون التنظيم الإسلامي الحركي الأول في العالم العربي (وله امتدادات أيضاً في العديد من الدول الإسلامية)، ولقد تأسس عام 1928 في مصر على يد الإمام حسن البنا بعد سقوط الخلافة العثمانية وهدف الجماعة إقامة دين الله في الأرض وتحقيق الأغراض التي جاء من أجلها الإسلام وتبليغ دعوة الإسلام إلى الناس عامة وإلى المسلمين خاصة وتحرير الوطن الإسلامي بكل أجزائه من سلطان غير إسلامي ومساعدة الأقليات الإسلامية في كل مكان والسعي لتجميع المسلمين جميعاً وقيام الدولة الإسلامية التي تنفذ أحكام الإسلام وتعاليمه عملياً.
حسن البنا كان معلماً في مدينة الإسماعيلية وبدأ الخطابة في المقاهي واكتسب شعبية هائلة ومن ثم انتشرت الحركة في العديد من المدن والأقاليم وعام 1933 تم نقل البنا كمعلم إلى القاهرة حيث تطورت نشاطاته السياسية والتربوية وانتشرت جماعة الإخوان في كل مصر. وشاركت في النضال السياسي. وشارك الإخوان أيضاً في الحرب عام 1948 في مواجهة المنظمات اليهودية والصهيونية بعد إنشاء الكيان الصهيوني.
وقد أنشأ الإخوان خلال هذه الفترة ما يسمى “النظام الخاص” الذي تولى التدريب العسكري وقام بعمليات عسكرية سواء ضد الشخصيات الاعلامية أو السياسية ومنها عملية اغتيال رئيس الوزراء المصري النقراشي باشا (ويقال أنه حصلت خلافات بين الإمام البنا وقيادة التنظيم تجاه هذه العمليات).
وتم الرد على عملية اغتيال النقراشي باغتيال البنا عام 1949 وتعاون بعد ذلك الإخوان المسلمون مع الضباط الأحرار في ثورة عام 1952 ضد حكم الملكية، وبعد ذلك حصل خلاف بين الطرفين لأسباب عديدة وبدأ الصراع بينهما فقام عبد الناصر باعتقال قادة الإخوان وإعدام بعضهم، مما دفع الكثيرين منهم للسفر خارج مصر وخصوصاً للسعودية ودول الخليج وأوروبا، ولكن قمة الصراع كانت من خلال إعدام أحد قادة الجماعة سيد قطب الذي ألّف كتاب “معالم في الطريق” والذي يشكل البيان التأسيسي للمجموعات الإسلامية الجهادية والذي يدعو فيه لاعتبار المجتمع القائم مجتمع جاهلي وغير إسلامي. ولذا يجب العمل لبناء المجتمع الإسلامي.
واضطر الإخوان المسلمون للعمل تحت الأرض، وبدأت تنشأ مجموعات إسلامية جهادية. فيما انتشر الإخوان المسلمون في معظم الدول العربية والإسلامية وكانوا في كل دولة يستخدمون اسماً مناسباً لظروف البلد. ففي لبنان الجماعة الإسلامية (وقد حصلت على ترخيص عام 1964 بموافقة من وزير الداخلية الأستاذ كمال جنبلاط) وفي الأردن أنشاؤا لاحقاً جبهة العمل الإسلامي، وفي العراق الحزب الاسلامي، وفي اليمن “حزب الإصلاح”، وفي الإمارات “جمعية الإصلاح”، وفي تونس تطور اسمهم من حركة الاتجاه الإسلامي إلى حركة النهضة وحركة حماس في فلسطين. وبعد رحيل عبد الناصر، وتسلم أنور السادات الحكم أمر بإطلاق سراح قيادات الإخوان وتعاون معهم لفترة، لكنه ولا سيما بعد اتفاقية كامب دافيد اختلف معهم ووضعهم في السجن وقامت المجموعات الإسلامية الجهادية باغتياله. وجاء مبارك الذي فتح صفحة جديدة مع الإخوان وسمح لهم ولو بشكل غير مباشر بالمشاركة في الانتخابات ثم عاد واختلف معهم إلى أن حصلت ثورة 25 يناير ووصول الإخوان إلى الحكم إلى ما يجري اليوم بعد اسقاط حكم الاخوان والرئيس محمد مرسي وما حصل من أحداث وتطورات سياسية وأمنية والصراع المتجدد بين الإخوان والحكم الجديد.
التيارات السلفية
تعتبر التيارات السلفية هي القوة الثانية في العالم العربي والإسلامي بعد “الإخوان المسلمون” وليس هناك تيار واحد أو إطار منتظم للتيارات السلفية بل هي تتوزع في كل الدول العربية والإسلامية أما بإسم جمعيات أو معاهد أو حركات سياسية أو خلف علماء الدين وشخصيات دينية.
ويعتبر بعض الباحثين أن التيارات السلفية تعود تاريخياً للإمام أحمد بن حنبل ومن ثم للإمام ابن تيمية. في العصر الحديث لمحمد بن الوهاب (الذين تحالف مع آل سعود) لتأسيس المملكة العربية السعودية. والوهابية هي أحد أبرز التيارات السلفية التي ترعاها المملكة العربية السعودية وإن كان هناك مئات العلماء الذين تبنوا أو يتبنون السلفية حالياً مما أدى لوجود العديد من التيارات السلفية ومنها:
- التيار الجامي أو المدخلي: نسبة إلى محمد بن أمان جامي أو ربيع المدخلي. وهذا التيار يقر للأنظمة الحاكمة بالشرعية ووجوب الطاعة التعبدية لها ويشترط التصريح بالكفر من أجل إعادة النظر بالشرعية لهذه الأنظمة ومع أنه ينسب نفسه للسلفية لكن بقية التيارات السلفية تعتبره من طوائف المرجئة.
- التيار الثاني: التيار المشيخي وعلماؤه ومشايخه يتمتعون بشهرة كبيرة كالالباني والشيخ مقبل الوادعي والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين ويعترف هذا التيار للأنظمة الحاكمة بالشرعية ولا يعترف بالأنظمة التي لا تحكم بما أنزل الله من الشرعية ويجيز المشاركة في التجربة الديمقراطية من باب المصلحة.
- التيار الثالث: سلفيو الإخوان المسلمين ومن مشايخه الشيخ عبد المجيد الزنداني من اليمن والشيخ عمر الأشقر من الأردن والشيخ عصام البشير من السودان وهم يدعون للسلفية داخل الإخوان مع قبولهم بالمشاركة في الحكم.
- الرابع: التيار السروري نسبة للشيخ محمد سرور زين العابدين (وهو تيار يدمج بين السلفية والإخوان) وهو لا يوافق على شرعية الأنظمة الحاكمة. ومن مشايخه الشيخ سلمان العوده والشيخ سفر الحوالي والشيخ عبد المجيد الريمي. ويتحفظ على مشاركة الإسلام في البرلمان.
- الخامس التيار الجهادي: (وسنتحدث عنه مفصلاً ضمن الإسلام الجهادي) وهو مقسم إلى قسمين منهم من يدعو نظرياً للجهاد ومنهم من يمارس عملية الجهاد. وفي كل دولة عربية وإسلامية تنتشر التيارات السلفية وحتى تتبع إما لجمعية أو معهد أو شيخ. وفي لبنان حوالى 60 جمعية ومعهد وشيخ سلفي ومؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ سالم الشهال في بدايات الخمسينات ثم انتشر التيار ومعظم السلفيون يتلقون الدعم إما من قطر أو السعودية او الإمارات أو الكويت.
والسلفيون يدعون للعودة إلى السلف الصالح وهم يتمسكون بالاقول والأحاديث الشريفة بحرفيتها وهناك سلفية تكفيرية وهي التي تدعو لتكفير من لا يتبنى آرائها..
حزب التحرير
تأسس حزب التحرير عام 1952 على يد الشيخ تقي الدين النبهاني. وقد عاش النبهاني في فلسطين ثم انتقل إلى سوريا فلبنان. حيث بقي في لبنان حتى وفاته عام 1977. ويدعو الحزب لإقامة الخلافة الإسلامية وهو يعتبر أن الإخوان المسلمين فشلوا في إقامة الدولة الإسلامية لاعتمادهم على منهج التربية والإعداد والإصلاح، وهو يدعو إلى نشر الوعي السياسي والنصرة، أي دعوة القيادات الفاعلة (السياسية والعسكرية) لنصرة الحزب لإقامة الخلافة، وانتشر الحزب في العديد من الدول العربية والإسلامية ووصل إلى أوروبا ودول آسيا الوسطى. ورغم مرور أكثر من 61 سنة على تأسيسه فلم ينجح في إقامة الدولة الإسلامية وتعرض أنصاره للاعتقالات والسجون والقتل وحاول إقامة الدولة الإسلامية في العراق والأردن لكنه فشل. وهو يعارض الديمقراطية والانتخابات.
حزبي الدعوة الإسلامية والأحزاب الإسلامية في العراق
تأسس حزب الدعوة الإسلامية في العراق عام 1957 على يد المرجع السيد محمد باقر الصدر وعدد من العلماء المسلمين الشيعة ومن الذين ساهموا بتأسيسه وقيادته السيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد مهدى الحكيم وعلماء اخرون وقد تأثر حزب الدعوة بحزب التحرير والإخوان المسلمين على الصعيد الفكري وكان يدعو لإقامة الحكم الإسلامي. وقد انتشر في العراق وعدد من الدول العربية وخصوصاً لبنان والبحرين والكويت والإمارات. وقد ترك السيد الصدر الحزب، وقد حصلت مواجهات قاسية بين الحزب وحزب البعث في العراق مما أدى لقتل وسجن العديد من قادته، كما انتقل الصراع إلى لبنان لاحقاً ولا سيما بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيام صدام حسين باغتيال السيد الصدر وشقيقته بنت الهدى. وقد انضم عدد من قادة وكوادر حزب الدعوة إلى حزب الله. فيما انتقلل آخرون إلى إيران وسوريا ودول أوروبا وأميركا.
وفي موازاة حزب الدعوة نشأت منظمة العمل الإسلامي برعاية المرجع محمد الشيرازي (وهناك تيار اسمه الشيرازيون) وقد انتشر هذا التيار في عدد من الدول العربية والإسلامية تحت أسماء متعددة كجبهة العمل الإسلامي في البحرين والجبهة الإسلامية في الجزيرة العربية. وقد ضعف التيار وتراجع حاليا وان كان يمتك مؤسسات اعلامية وفكرية مهمة وفي العراق أحزاب إسلامية اخرى ومنها المجلس الإسلامي الأعلى الذي يرأسه اليوم السيد عمار الحكيم ومؤسسه السيد محمد باقر الحكيم خلال وجوده في إيران.
إضافة للتيار الصدري الذي أسسه المرجع الإمام محمد صادق الصدر ويرأسه اليوم السيد مقتدى الصدر لكن هذا التيار يشهد خلافات عديدة والسيد مقتدى أعلن مؤخراً اعتزال العمل السياسي وانشق عنه حزب الفضيلة برئاسة الشيخ محمد اليعقوبي، وكتائب حزب الله وعصائب الحق وتيار الوعد الصادق.
5 – التنظيمات الإسلامية الجهادية
وهذه التيارات إما متأثرة بالاتجاهات المتشددة في الإخوان المسلمين وخصوصاً سيد قطب وإما متأثرة بالتيارات السلفية الجهادية.
وبدأت هذه التيارات والمنظمات تبرز في مصر وسوريا والأردن في الستينات والسبعينات والثمانينات ولا سيما بعد إعدام سيد قطب ومن أبرز هذه التنظيمات في مصر:
– جماعة المسلمين (المعروفة باسم التكفير والهجرة) وأسسها مصطفى شكري.
– تنظيم الكلية الفنية العسكرية وأسسها صالح سرية.
– جماعة الجهاد الإسلامي في مصر وأسسها عبود الزمر.
– الجماعة الإسلامية الجهادية وأسسها الشيخ عمر عبد الرحمن.
وقامت هذه المجموعات بعمليات عسكرية في مصر وأبرزها قتل الرئيس أنور السادات ومحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك.
ومن أبرز قادتها الدكتور أيمن الظواهري الذي انتقل لاحقاً إلى أفغانستان حيث التقى هناك بأسامة بن لادن حيث أسس مع مجموعات أخرى تنظيم القاعدة وكان سبقهما عبد الله عزام أحد قيادات الإخوان في الأردن والذين انتقل إلى أفغانستان لمساعدة المجاهدين الأفغان.
وفي سوريا برزت عدة منظمات إسلامية جهادية من رحم الإخوان المسلمين وأبرزهم مجموعة الطلائع المقاتلة بقيادة مروان حديد والذين قاد الصراع ضد حزب البعث. كما خاض الإخوان المسلمون في سوريا صراعاً ضد البعث في الثمانينات.
وشكل تنظيم القاعدة التطور الأبرز في التيار الإسلامي الجهادي لأنه تحول إلى تيار عالمي وقام بالعديد من العمليات العسكرية وانتشر في معظم الدول العربية والإسلامية وفي أوروبا وأفريقيا وأميركا وآسيا.
لكن بروز تنظيم داعش او الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام وجبهة النصرة والجبهة الاسلامية في سوريا وبقية التنظيمات الاسلامية في سوريا والعراق يعتبر اليوم التطور الاخطر في مسيرة التنظيمات السلفية الجهادية وهي تستحق دراسات مطولة.
وانتشرت المجموعات الإسلامية الجهادية في لبنان وسوريا والعراق والأردن والسعودية ولا سيما بعد احتلال أميركا لأفغانستان والعراق وبعد التطورات في اليمن ومصر وسوريا والعراق وتونس.
ونفذت هذه المجموعات آلاف العمليات في العراق وعشرات العمليات في لبنان. وهي تنتشر اليوم في سوريا. كما شهدت الجزائر صراعاً كبيراً في التسعينات بعد الانقلاب العسكري على العملية الديمقراطية بعدفوز جبهة الانقاذ الاسلامية في الانتخابات النيابية ومن ثم الانقلاب عليها.
ورغم أن بعض هذه المنظمات وخصوصاً في مصر قد أجرى عمليات مراجعة فكرية وسياسية وترك العمل الجهادي وأنشأ المنظمات السياسية فان مصر عادت لتشهد المزيد من عمليات العنف بسبب الصراع الحاصل بعد الانقلاب على الإخوان المسلمين مما سيؤدي لبروز المنظمات الإسلامية الجهادية.
الصوفيون والأحباش وجماعة الدعوة التبليغ
لا يوجد أحزاب صوفية بالمعنى المنظم وإن كانت هناك أحزاب سياسية أو شخصيات سياسية تأثرت بالصوفية، كما برزت العديد من المجموعات الصوفية التي عملت في السياسة والجهاد في المغرب وليبيا وتونس والجزائر وهناك طرق صوفية عديدة منتشرة في العالم العربي والإسلامي ولكن أصحابها لا ينشطون سياسياً. وفي لبنان وسوريا والعراق والأردن عدد كبير من الطرق الصوفية التي تركز على الجانب العبادي، وإن كان بعضها يمارس العمل السياسي والجهادي (الطريقة النقشنتدية، العزائمية/ التيجانية). وتقوم الطريقة الصوفية على العلاقة المركزية بين الشيخ والمريدين فالشيخ هو محور كل طريقة ويتبعه المريدون والأتباع.
واما جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش): فهي جمعية تأثرت بالشيخ عبد الله الحبشي وهو مفتي سابق في أثيوبيا وهي تعارض الفكر الوهابي والإخوان المسلمين ورغم اهتمامها بالجانب الديني والأحاديث، فإنها دخلت في المعترك السياسي وأقامت علاقات قوية مع النظام السوري والسلطة اللبنانية.
أما جماعة التبليغ والدعوة فتأسست في الهند على يد الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي (في أواخر القرن التاسع عشر) وهي تركز على الدعوة إلى الله والابتعاد عن السياسة وانتشرت في العديد من الدول العربية والإسلامية ووصلت إلى لبنان وسوريا وهي متأثرة بالطرق الصوفية.
الحركات والأحزاب الإسلامية الجديدة
وهذه الحركات والأحزاب إما هي منشقة عن الإخوان المسلمين أما أنها تختلف عن الإخوان في نشاطها ورؤيتها السياسية ومنها على سبيل المثال:
– جماعة العدل والإحسان في المغرب ومؤسسها الشيخ عبد السلام ياسين.
– جبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر.
– حزب الوسط في مصر/ مؤسسه المهندس أبو العلا ماضي.
– حزب مصر القوية / مؤسسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.
– حركة المجتمع والسلم في الجزائر.
– مسلمون تقدميون في تونس.
الحركات الجهادية غير السلفية
ومنها على سبيل المثال – حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين:
– الحركة الإسلامية المجاهدة، وهي حركة فلسطينية تأسست في لبنان.
– حركة التوحيد الإسلامي، تأسست في لبنان.
– تيار الفجر، منشق عن الجماعة الإسلامية في صيدا.
وهناك العديد من المجموعات الجهادية أو الحركات الإسلامية والتي نشأت في لبنان وفلسطين والأردن ومصر.
حزب الله وحركة امل وجمعية المبرات والتجربة الايرانية وتجارب شيعية اخرى
على الصعيد الشيعي هناك تجارب عديدة تحتاج لبحث مفصل ومنها تجربة الامام موسى الصدر وانشاء المجلس الشيعي وحركة امل ومن ثم تجربة حزب الله وتجربة جمعية المبرات والمرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله وتجربة الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين اضافة لتجارب العديد من العلماء والهيئات الدينية والاسلامية وصولا للتجربة الايرانية ونظرية ولاية الفقيه وهذه تجارب تستحق البحث والدراسة التفصيلية والاختلافات فيما بين ولاية الفقيه وولاية الامة ودور المراجع الدينية الشيعية وتأثير الثورة الايرانية على الفكر والفقه الشيعي وصولا الى الواقع الحالي.
ملاحظات على واقع الحركات الإسلامية ورؤية سريعة حول مستقبلها
الحركات الإسلامية هي مثل بقية الأحزاب في العالم العربي تتطور وتتغير وفق تغير الظروف ورغم أنها تنتسب بمعظمها للفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية وتعمل لتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية، فإنها شهدت تغيرات عديدة على رؤيتها الفكرية ومشاريعها السياسية والعديد منها رغم أنه كان يعارض الديمقراطية، فإنه اليوم قبل بالديمقراطية وانخرط في الصراع السياسي، وبعضها كان يدعو لإقامة الدولة الإسلامية، لكنه اليوم يدعو لإقامة الدولة المدنية أو إقامة الدولة ذات المرجعية الإسلامية لكنها تلتزم بالأسس الديمقراطية في حين أن بعضها الآخر لا يزال يرفض الديمقراطية ويعتبرها كفر وإلحاد.
كما أن بعض هذه الحركات والتيارات التي التزمت بالعمل الجهادي ورغم انها كانت تكفِّر المجتمع والسلطة فإنها عمدت إلى إجراء مراجعات فكرية وتنظيمية وتخلت عن العنف وعملت لتأسيس أحزاب سياسية، وكلما توفرت الديمقراطية والحرية كلما ابتعدت الحركات الإسلامية عن العنف، لكن عندما تغيب الديمقراطية ويسود القمع فإنها هذه الحركات تلجأ للعمل السري والجهادي.
وقد أدى وصول بعض هذه الحركات الإسلامية إلى السلطة إلى إخضاعها لقوانين العمل السياسي التقليدية. كما حصل مع الإخوان المسلمين في أكثر من بلد ومع حزب الدعوة الإسلامية في العراق ومع حزب الله في لبنان، ونحن نشهد اليوم نقاشاً واسعاً حول مدى نجاح تجربة ما يسمى “الإسلام السياسي” ومدى نجاح الإسلاميين في السلطة. لكن من الخطأ إطلاق حكم نهائي على فشل هذه الحركات، لأن التجربة لم تصل إلى نهايتها، رغم أنها تعرضت للكثير من الانتكاسات ولا تزال الحركات الإسلامية في العالم العربي تعتبر القوى الأكثر انتشاراً وفاعلية على الصعيد الشعبي والسياسي. ولذا فإن المرحلة الحالية ستشهد المزيد من النقاش والحوار حول دور هذه الحركات ومستقبلها. أما إذا ساد القمع والإقصاء لهذه الحركات فإنها ستتحول للعمل السري والجهادي وسيعود العنف بشكل كبير كما حصل سابقاً في الجزائر وكما يمكن أن يحصل اليوم في مصر.
لائحة بالمراجع والمصادر
– الحركات الإسلامية في لبنان/ الدكتور عبد الغني عماد، دار الطليعة.
– موسوعة الحركات الإسلامية/ الدكتور أحمد موصللي، مركز دراسات الوحدة العربية.
– موسوعة الحركات الإسلامية/ إشراف الدكتور عبد الغني عماد، مركز دراسات الوحدة العربية.
– الحركات الإسلامية في لبنان/ مجلة الشراع.
– سلسلة الإصدارات عن المركز العربي للمعلومات(حريدة السفير) عن الحركات الإسلامية في لبنان والعالم العربي.
– القوى والحركات الإسلامية الفلسطينية في لبنان/ رأفت مرّة، مركز الزيتونة للدراسات.
– الإسلاميون، بشير نافع/ الدار العربية للعلوم.
– الحركات الإسلامية بين الفتنة والجهاد/ الدكتور أحمد طحان، دار المعرفة.
– الحركات الإسلامية المعاصرة في الوطن العربي/ مركز دراسات الوحدة العربية، عدة مؤلّفين وباحثين.
– الحركات الإسلامية في لبنان/ العدد 42، المركز العربي للمعلومات.
– الحركات الإسلامية في لبنان، دراسة من إعداد وتنفيذ جمعية مسار، آب 2009.
– الأصولية الإسلامية العربية المعاصرة، الدكتور حسين سعد، مركز دراسات الوحدة العربية 2005.
السلفية الجهادية للدكتور محمد علوش الصادر عن دار الملاك ومؤسسة الفكر الاسلامي المعاصر
الحركات التكفيرية للدكتور نسيب حطيط عن دار المحجة
العنف المقدس للدكتورة هلا رشيد امون عن دار النهضة
– إصدارات مركز المسبار للبحوث والدراسات (دبي).
– الموسوعة الحركية/ الدكتور فتحي يكن/ مؤسسة الرسالة، دار البشر عمان.
– مواقع الكترونية مهمة (الإسلاميون، إسلام أون لاين،).
– كتاب ومؤلفون من المفيد الاطلاع على كتاباتهم: الدكتور رضوان السيد، الدكتور سعود المولى، الدكتورة هلا رشيد امون، الدكتور محمد علوش، الدكتور نسيب حطيط، الدكتور أحمد موصللي، الدكتور عبد الغني عماد، الشيخ راشد الغنوشي، الدكتور فتحي يكن، الشيخ فيصل المولوي، المرجع السيد محمد حسين فضل الله، العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، العلامة السيد هاني فحص، الدكتور وجيه قانصو، الدكتور علي فياض، الدكتور حبيب فياض، العلامة السيد محمد حسن الامين، الدكتور حسين رحال، الدكتور نجيب نور الدين، الشيخ شفيق جرادي، الاستاذ مصطفى زهران، الاستاذ احمد زغلول. وغيرهم الكثير من المتخصصين بدراسة الحركات الاسلامية.
————————————————