أحدث المقالات

 
 


 

د. حسين رشيد الطائي

لقد كان القرآن الكريم على مر العصور المعجزة الخالدة التي أنزلها الله تبارك وتعالى على خاتم أنبيائه ورسله دليلا على صدق رسالته وتبيانا لشرائع الله تعالى التي تبين الحلال والحرام ودستورا تستقيم به البشرية جمعاء بجميع جوانب حياتها. فهو لم يغادر صغيرة ولا كبيرة في الامور التي تمسّ الحياة إلا وأجملها أو فصلها في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.

فتلك التعاليم السماوية الربانية التي أنزلها الله سبحانه لم تكن على سبيل الاعجاز الذي يدلّ على النبوة وصدق الرسالة فحسب، بل كان هدفها الرئيس هداية البشرية الى صراط العزيز الحميد في ضوء القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. لذا شاء الله تعالى أن يفصّل للناس دينهم، فكان نزول القرآن مبينا لتلك التعاليم السماوية التي فصلت للناس الكيفية التي يتعاملون بها مع الحياة. وهذا الدور القرآني مرتبط بدور النبي الكريم الذي تحمّل في سبيل دعوة الله تعالى الكثير من الأذى والتعب والصبر والجهاد في سبيل الله. الأمر الذي جعل للنبي (ص) دورا كبيرا ورئيسا وفاعلا في تلقي القرآن الكريم وتبيانه للناس بالقول والعمل والحث عليه والترغيب فيه والترهيب من تركه. من أجل ذلك لا نستطيع ان نتناول القرآن الكريم إلا من خلال ما ورد عن الرسول (ص) وعترته الطاهرة (ع).

فالرسول الاعظم (ص) كان مؤهلا لتلقي القرآن الكريم، والآيات القرآنية الكثيرة تؤيد هذا المعنى، قال تعالى (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا)(1) ولو لم يكن مؤهلا لما ألقي عليه ما ذكره الله في ذلك المقام. وقال ايضا جل من قائل (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ الله)(2) لبيان عظمة ما انزل الله ، وهذا يكشف عن كون النبي المتلقي للقرآن الكريم على قدر كاف من الكفاءة والمسؤولية والقدرة لتلقي القرآن العظيم والعمل به وحفظه وصونه وبيان تعاليمه للناس والالتزام بتلك التعاليم، التي هي الهدف الرئيس منه وبالكيفية التي أمر الله بها. وجاء الخطاب الالهي للرسول الاكرم مؤكدا أن هذه التعاليم لا يعلمها إلا الله ثم يعلّمها رسوله (ص) ويبينها ويشرحها له ليقوم الرسول بتفسيرها وتبيانها للناس، فقال تعالى (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)(3) ومن خلال ذلك يتبين أن الله تعالى علّم رسوله الكريم (ص) تفسير القرآن وكيفية تبيانه للناس. وهنا لا بد من الاشارة الى ان هذا التبيان والتفسير يشمل كل ما يتعلق بالقرآن وعلومه من قراءة وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه وعام وخاص ومطلق ومقيد….وغير ذلك من العلوم

 
 

وقد علم الله تعالى نبيه كل العلوم المرتبطة بالقرآن الكريم ليبينها للناس، فأصبحت سنته المطهرة صلى الله عليه وآله وسلم ترجمانا للقرآن الكريم. وجعل الله سبحانه وتعالى ثمرة الالتزام بطاعته الرحمة من الله والرضا والجنة فقال تعالى (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(4) بل إن هذه الطاعة واجبة ويتوجب العذاب والعقاب على كل من لم يلتزم بها كما يصرح القرآن بذلك فيقول (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا)(5) وقال تعالى (وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)(6) والآيات في هذا الباب كثيرة اقتصرت على ذكر بعض منها لايضاح المراد. أي أن الذي أطاع الرسول يكون قد أطاع الله. وذلك لأن الرسول هو صاحب رسالة الله تعالى الى الناس المكلّف بها وبابلاغها وتبيانها.

ومن هذا المنطلق كان الأمر الذي وجب على الرسول بعد تلقيه للقرآن الكريم هو تفسيره وتبيانه للناس واظهار ما خفي من معانيه بقول أو بعمل، يطبق الرسول ذلك تطبيقا كاملا كما أراد الله ذلك لا زيادة فيه ولا نقيصة، حيث كان الرسول (ص) المصدر الاول للتفسير.

وعلى هذا فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أول من فسر القرآن الكريم. فقد كان يشرح النص القرآني ويكشف عن معانيه وأهدافه ويزيل ماعلق في أذهان البعض من إشكال أو إبهام أو غموض. ولا يختلف المسلمون في ذلك. بل هم يجمعون على أنه (ص) مارس تفسير القرآن الكريم وفسّر من آياته الشيء الكثير، اذ لا يمكن لأحد من الصحابة أن يعرفه إلا عن طريقه. ولكن الخلاف قد وقع في حدود التفسير الذي مارسه النبي (ص) ومساحته، فهل فسّر آيات القرآن كلها ولم يغادر آية منها وبين معانيها ومراد الله تعالى منها؟ أم فسّر بعضا من آياته فقط ولم يستوعب تفسير جميعها ؟ أم انه لم يفسّر إلا ما سئل عنه من قبل بعض الصحابة؟

فمنهم من رأى أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد فسّر جميع القرآن كما يظهر من قول ابن تيمية (يجب أن يعلم أن النبي (ص) بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم

ألفاظه)(7).

ومنهم من ذهب الى انه (ص) لم يفسر إلا ما سئل عنه(8).

فان أحدا لم يرو عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم تفسير سائر آيات القرآن. ولو كان ذلك معروفا عندهم لصرح به غير واحد منهم، بل لما كثر الاختلاف بينهم في معاني ألفاظه وآياته. (فمن غير المعقول أن يقصد أن رسول الله صلى الله عليه واله

وسلم فسّر ألفاظ القرآن لفظة لفظة على ما يقتضيه لسان العرب لأن مثل هذا التفسير لا يوجد في دواوين السنة ولا في كتب التفسير، وهذه القضية استقرائية لا مجال بخلاف الرأي فيها) (9)

وقد نقل عن السيد محمد باقر الصدر انه روي: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يفسّر إلا آيات معدودات من القرآن الكريم، ويستند أصحاب هذا الرأي الى روايات تنفي ان يكون الرسول قد فسر القرآن كله تفسيرا شاملا، وعلى رأس هؤلاء السيوطي. ومن تلك الروايات ما اخرجه البزار عن عائشة من ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما كان يفسّر إلا آيا بعدد.. ثم يقول مباشرة وأهم ما يفرز هذا القول هو طبيعة الاشياء، لأن ندرة ما صح من التفسير بالمأثور عن النبي تدلّ على انه صلى الله عليه واله وسلم لم يكن قد فسّر للصحابة على وجه العموم آيات القرآن الكريم جميعا تفسيرا شاملا، وإلا لكثرت روايات الصحابة في هذا الشأن ، ولما وجدنا الكثرة الكاثرة منهم أو كبار رجالاتهم يتحيرون في معنى آية او حكمة من القرآن (10).

وأورد السيد محمد باقر الحكيم ان النبي (ص) لم يفسّر جميع آيات القرآن للصحابة

عامة تفسيرا شاملا، فهذا لا يعني انه صلى الله عليه واله وسلم لم يفسر إلا آيا بعدد، هذا مع اننا حين ننظر الى كثير من السنة النبوية على انها تبيان لاحكام القرآن، اما قولا او عملا، فسوف نحكم قطعا بأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد فسّر كثيرا من آياته وليس آيا بعدد. ومن هنا ذهب من احتج بحديث عائشة الى انه مخصوص بمتشابه القرآن وما جاء فيه من أنباء عن الغيب ونحو ذلك، كما ذهب اليه ابن عطية(11)

ومن خلال ما تبين نرى ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد فسّر كثيرا من آيات القرآن الكريم للصحابة وليس آيات معدودات، ولكن على سبيل العموم لا الخصوص على ما يقتضيه الحال، والدليل واضح على ان الصحابة كانوا يتحيّرون في فهم كثير من ألفاظ القرآن ومعانيه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. فهذا عمر بن الخطاب يتحيّر في معنى الأبّ في قوله تعالى (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا لكم ولأنعامِكُم) (12)

وروي ان رجلا سأل الامام الحسن بن علي (ع) وكان يحدث عن رسول الله (ص) في المسجد فقال له أخبرني عن (َشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)(13) فقال نعم أما الشاهد فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وأما المشهود فيوم القيامة، أما سمعت الله يقول (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) وقال (ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ)(14)

إلا أن تفسير النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يتوزع على مستويين:

المستوى الأول: ما وضحه وبينه لعامة الناس

المستوى الثاني: ما وضحه وبينه لخاصته أهل البيت عليهم السلام

فالمستوى الأول الذي اهتمّ فيه الرسول صلى الله عليه واله وسلم هو تفسير القرآن لعامّة الناس، وأعني بهم من لا يدخل في جملة أهل البيت عليهم السلام ، فكان رسول الله (ص) يبين لهم ما أشكل عليهم وما التبس في أذهانهم من القرآن الكريم من لفظ أو معنى دون الغور في تبيان ذلك المعنى مما قد يلتبس على المتلقي منهم. وذلك لأن أسرار القرآن وعلومه يصعب على عامّة الناس حملها بنص الروايات الشريفة، فإن للقرآن حملة خاصين أعدهم الله إعدادا مميزا ليحملوا هذه العلوم وهم أهل البيت عليهم السلام.ولا أقول ان القرآن لا يفهمه أحد ولكن للقرآن مستويين من الفهم مستوى عاما

يفهمه عامة الناس ومستوى خاصا لا يفهمه إلا أهل البيت عليهم السلام، وهو الفهم

الحقيقي للقرآن.

وفي قوله تعالى (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)(15) قال الامام علي بن ابي طالب عليه السلام لقد

كنت الأذن الواعية، ففي عيون أخبار الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة

باسناده عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله عز وجل (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) قال دعوت الله عز وجل ان يجعلها أذنك ياعلي…. روى الطبري باسناده عن مكحول انه لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم اللهم اجعلها أذن علي بن ابي طالب. ثم قال عليه السلام فما سمعت شيئا من القرآن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنسيته(16)

من خلال ذلك نرى ان فهم أهل البيت عليهم السلام من فهم النبي عليه الصلاة والسلام وقد رزقوا علمه، لذا كان رسول الله (ص) يحدّث عامّة الناس بغير ما يحدث به خاصته.

وان مستويات الفهم والمدارك عند الناس تختلف باختلافهم. لذا كان رسول الله (ص) يحدث الناس كلا على قدر استيعابه وفهمه. فقد ورد في البحار في الحديث أن قوما أتوا رسول الله (ص) فقالوا له ألست رسول الله، قال لهم بلى، قالوا وهذا القرآن الذي أتيت به كلام الله، قال نعم ، قالوا فاخبرنا عن قوله تعالى (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ)(17) إذا كان معبودهم معهم في النار

فقد عبدوا المسيح، أفتقول انه في النار. فقال لهم رسول الله (ص) إن الله سبحانه أنزل القرآن عليّ بكلام العرب والمتعارف عليها أن (ما) لما لا يعقل و(من) لمن يعقل، والذي لهما جميعا، فإن كنتم من العرب فانتم تعلمون هذا، قال الله تعالى (انكم وما تعبدون) يريد الاصنام التي عبدوها وهي لا تعقل والمسيح (ع) لا يدخل في جملتها

 

فانه يعقل، ولو كان قال ¬¬¬انكم ومن تعبدون لدخل المسيح في الجملة. فقال القوم صدقت يا رسول الله(18)

فرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجد من خلال سؤال القوم مستوى من الفهم ينبغي له (ص) ان يعالجه بجواب لغوي يناسب فهم القوم وادراكهم.

وعن ابي سعيد بن المعلَّى قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم أجبه، فقلت يا رسول الله اني كنت أصلي فقال ألم يقل الله (اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم)(19)

وهنا مستوى آخر من الادراك والفهم لا يجد له الرسول طريقة أفضل من تطبيق الآية ليوصل مفهومها للرجل. وأود أن اثبّت هنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الوقت الذي مارس فيه مستويين من تفسير القرآن الكريم عاما وخاصا، فهو قد احتمل كثيرا في المستوى الاول منه. وسبب المعاناة هذه يتجلى في طبيعة المتلقين من عامة الناس، إذ لو كانوا بمستوى واحد لكان أسلوب الرسول (ص) واحدا لا

يتغير، وهذا ما جعلنا نلحظ ان الرسول (ص) كانت له أساليب متعددة في توصيل معنى النص القرآني. وهو السبب في خصوصية المستوى الثاني من التفسير، فأسلوب وطريقة تفسير الرسول الاعظم (ص) نجدها ذاتها عند أهل البيت عليهم السلام.

والمستوى الثاني من التفسير هو الذي بيّن فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأهل بيته عليهم السلام معاني القرآن وأسراره الحقيقية، كما أرادها الباري عز وجل فاختصّهم بعلمه لأنهم ورثته وخلفاؤه والمتحملون أعباء الرسالة بعده.

لم يصل من روايات الرسول وأحاديثه إلا القليل

كما بينا أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو المفسر الأول للقرآن الكريم، فقد بين للأمة معاني القرآن وألفاظه بطريقين مباشر وغير مباشر. والمباشر هو تفسيره وتبيانه للناس كافة فيما غمض عليهم وأشكل. وغير مباشر كان تفسيره لخاصته أهل البيت عليهم السلام الذين يبلغونه للناس من بعده ، وخلاصة القول فان علوم النبي (ص) تصل الى الناس بطريقين الاول شخص النبي (ص) والثاني خلفاء النبي المعصومون (ع).

والمتتبع لآثار النبي الكريم (ص) يجد انه لم ترو عنه في التفسير إلا روايات قليلة مع أن المشهور أن النبي (ص) فسّر كثيرا من آي الذكر الحكيم. مما بين للناس جملة من هذه المعاني ، ولم يكن يتناول جميع الآيات ، بل كان يقتصر على قدر الحاجة الفعلية

، وذلك لأن حياته (ص) كانت مثقلة بالاعمال والاحداث ، الامر الذي لم يكن يتيح له الفرصة الكافية للقيام بدور المفسر لعامة الناس. والثاني أن الناس لا يستوعبون مثل هذا النوع من التفسير، فاكتفى بذلك.

والسبب الأهم الذي جعل الروايات المروية عنه (ص) قليلة، هو منع تدوين الحديث في الفترة التي أعقبت وفاة الرسول الاكرم (ص). ففي حين أن رسول الله (ص) أمر بكتابة الحديث الشريف وتدوينه وأن من كتبه كان له من الأجر ما بقي ذلك العلم والحديث. فقد أخرج الحاكم في تاريخه بالاسناد الى ابي بكر عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قوله (من كتب عنّي علما أو حديثا لم يزل يكتب له الأجر ما بقي ذلك العلم أو الحديث)(20) . بينما من جاء بعده قد أمر بإحراق ما كتب عن الرسول الكريم من أحاديث شريفة ونحوها.

ومن أهم اسباب منع الحديث وكتابته الرغبة الجامحة في إخفاء الحديث المبيّن لأحقية الامام علي بن ابي طالب(ع) في الخلافة ومكانة أهل البيت عليهم السلام ومناقبهم،

اضافة الى إفساح المجال أمام غير المؤهلين للاجتهاد في النصوص الدينية وفق ما تقتضيه مصلحتهم الخاصة وإخفاء عيوب ومثالب رجالاتهم. ففي تذكرة الحفاظ ذكر الحافظ الذهبي (ان الصديق ابا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله (ص) أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشدّ اختلافا ، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه)(21)

4 – نماذج من تفسير الرسول الكريم (ص)

كان لا بد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتولى مسؤولية التفسير والتبيين أيام حياته بحكم قيامه بمهمة تلاوة ما يوحى اليه من آي الذكر الحكيم على المسلمين ، فيذكر اسباب النزول ويوضح ما يحتاج الى الايضاح من المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ وغير ذلك ويقوم بالشرح العملي لما تضمنته تلك الآيات من احكام عبادية وواجبات شرعية، وبفضل ذلك كله كان القرآن في عصر الرسالة قريبا الى عقول الناس وافهامهم وان تفاوتت تلك الافهام في درجة المعرفة والادراك. ولقلة ما جاءنا من روايات في التفسير عن الرسول(ص) لأسباب ذكرتها سابقا، يصعب ان نحدد بدقة منهج الرسول (ص) في تفسيره لمجمل آي الذكر الحكيم هذا الى جانب انه يوحى اليه (إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى)(22) ، إلا اني سأحاول من خلال العرض أن ابيّن كيف كان منهج النبي (ص) في تفسيره للآيات القرآنية، مع العلم ان منهجه يتجلى بوضوح من خلال التعرف على منهج اهل البيت عليهم السلام في تفسيرهم للقرآن الكريم، فهم تلاميذه الأكفاء الذين ساروا على نفس طريقته، فيكون منهج التلميذ كاشفا عن منهج الأستاذ ليس إلا.     

ولكي استعرض هذا المعنى يجب ان أبين اهتمام الرسول الكريم (ص) بالقرآن والحث عليه وانه القائد الى الحق والدليل على الصدق.فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (القرآن هديٌ من الضلالة وتبيان من العمى وإقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الاحزان وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا الى الآخرة وفيه كمال دينكم) (23) .

ويروى عن النبي (ص) في الحث على القرآن والالتزام به انه قال: (اذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفّع وشاهد مصدق من جعله أمامه قاده الى الجنة ومن جعله خلفه ساقه الى النار، وهو أوضح دليل الى خير

سبيل من قال به صدق ووفق ومن حكم به عدل ومن أخذ به أوجر)(24)

واخبر الرسول (ص) كيف ان القرآن الكريم لم يدع شيئا تحتاج اليه الامة إلا وبينّه . اذ كيف ينزل الله تعالى شيئا لا يفهمه الناس ولا يوكل به احدا تكون مهمته تبيانه وتوضيحه. 

 
 

فعن عمر بن قيس عن ابي جعفر (ع) قال سمعته يقول (ان الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج اليه الامة الى يوم القيامة الا أنزله في كتابه وبينه لرسوله وجعل لكل شيء حدا وجعل دليلا يدلّ عليه وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا) (25)

ومن هذا المبدأ أخذ رسول الله (ص) على عاتقه تفسير القرآن وتبيانه للناس، على أن هذا التفسير أخذ أشكالا عدة ، فمرة كان الرسول الكريم يهتم باللفظة الواحدة ومرة

نراه يهتم بتفسير الآية جملة وأخرى نراه يهتم بهدف الآية بنفسها.ولعل في ذلك تعريفا المسلمين بطريقة فهم آيات القرآن الكريم:

1 – فعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لاصحابه في تفسير سورة الفاتحة (قولوا إيّاك نعبد، أي نعبد واحدا)(26)

فنراه يهتم بلفظ مفردة الآية الكريمة لما لها من دلالة على مفهوم الآية ككل.

وعن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله ما الخيط الابيض من الخيط الأسود، أهما الخيطان، قال انك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين ثم قال، لا، بل هو سواد الليل وبياض النهار(27)  

ونراه هنا يركز اهتمامه على الهدف من مفهوم الآية وهو بياض النهار، وهذا اللون من التفسير يدلّ دلالة واضحة على المهمة الشاقة التي كان رسول الله (ص) يواجهها في تفسيره للآيات لاختلاف أفهامهم، فكان عليه ان يفهم الناس معنى الآية ويبيّنها والهدف منها على قدر ما يفهمه كل منهم.

2 – ومن جانب آخر نراه ينشغل في تفسيره لبعض الآيات بالتركيز على تطبيق الآية الكريمة لما لموضوعها من أهمية عنده تقتضي التطبيق العملي الفعلي.

فعن ابي ليلى عن كعب بن عجرة قال لما نزلت هذه الآية (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(28) قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه كيف الصلاة عليك، قال قولوا اللهم صلّ على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد(29)

فنراه يطبق مفهوم الآية الكريمة على مصداقها كاشفا الأهمية في هذا الجانب بالتركيز على أصل (التمسك بأهل البيت) عليهم السلام.

3 – وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهتم اهتماما بالغا بألفاظ الآية على كثرتها حين يقتضي التفسير ذلك ويبينها لفظة لفظة، فعن ابي عمرو الزبيري عن ابي عبد الله (ع) من ضمن كلام له قال انه : لما نزلت هذه الآية (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ

الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ)(30) قام رجل الى النبي (ص) فقال يا نبي الله أرأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتى يقتل إلا انه يقترف من هذه المحارم أشهيد هو، فأنزل الله عز وجل على رسوله (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(31)

ففسر النبي (ص) المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم وحليتهم بالطهارة والجنّة وقال: التائبون من الذنوب العابدون الذين لا يعبدون الا الله ولا يشركون به شيئا الحامدون الذين يحمدون الله على كل حال في الشدّة والرخاء السائحون وهم الصائمون الراكعون الساجدون الذين يواظبون على الصلوات الخمس والحافظون بها والمحافظون عليها بركوعها وسجودها وفي الخشوع فيها وفي اوقاتها الآمرون بالمعروف بعد ذلك والعاملون به والناهون عن المنكر والمنتهون عنه، قال فبشر من قتل وهو قائم بهذه الشروط بالشهادة والجنة ثم أخبر الله سبحانه أنه لم يأمر بالقتال إلا اصحاب هذه الشروط فقال عز وجل (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)(32)

4 – ونراه كذلك (ص) يهتمّ بسياق الآية الشريفة ومفرداتها فيجانس المفردة مع السياق ليولف بينهما معنى يوضح المراد من مفهوم الآية الشريفة.

فقد سأله رجل فقال، أرأيت قول الله تعالى (كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ)(33)

فيقول الرسول اليهود والنصارى فيقول الرجل (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ)(34) ما

عضين؟ فيقول الرسول:آمنوا ببعض وكفروا ببعض(35)

5 – ومن الواضح جدا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يستعين بالآيات الاخرى في تفسيره لآي الذكر الحكيم:

أ – فعنه أنه (ص) استدل بتفسير الظلم في قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ)(36) بالشرك بقوله تعالى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(37)

وعنه ايضا أنه فسر مفاتح الغيب في قوله تعالى (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ) فقال الغيب خمسة (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(38)

ففسر الآية من سورة الانعام بالآية من سورة لقمان، كما نرى وهو أسلوب اتبعه الرسول لما فيه من توضيح وتبيان للمسلمين لالفاظ ومعاني القرآن الكريم.

ب – ومرة نراه صلى الله عليه وآله وسلم يقف عند المفردة القرآنية فيفسر اللفظ كتفسيره لقوله تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) فقد فسر النبي(ص) القوة بالرمي(39)

وعن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص) يدعى نوح يوم القيامة فيقول لبيك

وسعديك يا رب فيقول له هل بلّغت، فيقول: نعم، فيقال لأمته هل بلّغكم فيقولون ما أتانا من نذير فيقول: من شهد لك فيقول محمد وأمته فيشهدون انه قد بلّغ، ويكون الرسول عليكم شهيدا، فذلك قوله جل ذكره (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) والوسط العدل(40) فنراه هنا صلى الله عليه وآله وسلم يهتم بتبيان لفظ الشهيد في هذه الآية فيوضحه غاية التوضيح بالاستعانة بذكر القصص القرآني، ليوظف هذا كله في تبيان لفظ قرآني، وهذا يدخل في جملة تفسير القرآن بالقرآن الخاص بالرسول وأعني الخاص بالرسول في الاخبار التي يوردها (ص) عن قصص الماضين مما علمه ربّ العزة سبحانه.

ج – ومما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم في تفسيره لبعض الآيات بالاستعانة بمفهوم آيات اخرى. ما ورد في البحار ان رجلا اعرابيا نادى رسول الله (ص) وهو خلف حائط بصوت جهوري يا محمد فأجابه (ص) بأرفع من صوته يريد ان لا يأثم الاعرابي بارتفاع صوته، فقال له الاعرابي اخبرني عن التوبة الى متى تقبل، فقال رسول الله (ص) يا أخا العرب ان بابها مفتوح لابن آدم لا يسدّ حتى تطلع الشمس من مغربها، وذلك قوله تعالى (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ) وهو طلوع الشمس من مغربها (لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ)(41)

وهنا نرى انه صلى الله عليه وآله وسلم يفسر آية قرآنية بالاستعانة بمفهوم آيات اخرى، ففي موضع آخر قال تعالى (وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)(42) ففسر الآيات في قوله تعالى يوم يأتي بعض آيات ربك بالشمس، وبما ان الشمس تطلع كل يوم من موضع معين وتغيب في آخر معين، استدلّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك اليوم الذي سيختلف منه الموضعان ويتضاربان، فموضع الطلوع سيكون موضع المغيب فقال يوم يأت بعض آيات ربك.

ولا شك ان تفسير رسول الله صلى الله عليه وآله لآيات القرآن ما كان إلا برعاية الله ولطفه، فنراه مرة يهتم باللفظ واخرى بالمعنى وثالثة يتأول الآية ومرة يطبقها، والرسول ما كان ليفعل ذلك الا ليبسط تلك المعاني الربانية ويفسر تلك الالفاظ القرآنية للناس ويسهلها لهم حتى تكون طيّعة واضحة سليمة تكون على قدر مستوى افهام الجميع. وبذلك يكون الرسول قد استوفى فهم عامّة الناس وهو ما أراده الله منه ان يبيّنه ويبلّغه لهم، كذلك كانت ثمة مهمة أخرى على الرسول ان يتمّها وهي تعليم وتهيئة الخلفاء من بعده أهل بيته المعصومين. فلا بد ان يكون بعد الرسول من يحمل تلك العلوم الجمة ليكمل المسيرة النورانية لمجتمع بني على هدى قال تعالى. (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)(43) وتظل المسيرة على الدرب تتلألأ فيها كلمات الله وتعاليمه وأحكامه الى ان يأتي الله بامره.

____________________________________________________________________________

المصادر والمراجع

1 – المزمل: 5

2 – الحشر : 21

3– القيامة : 16- 17 – 18 – 19
4– النساء: 13

5 – الاحزاب: 36

6 – النساء: 14 

7 – ابن تيمية: مقدمة في اصول التفسير ص 5 تحقيق عدنان زرزور   ط2 بيروت 1392 ه

8 – د. محسن عبد الحميد : تطور تفسير القرآن ص 16-18 – بيروت – لبنان

9 – د. محسن عبد الحميد:   تطور تفسير القرآن ص 16-18

10 – الحكيم محمد باقر:   علوم القرآن ص 97 – ط3   مجمع الفكر الاسلامي – مؤسسة الهادي – قم

11 – الحكيم محمد باقر : علوم القرآن       ج 1 ص 29 

12 – الهندي المتقي : كنز العمال   ج2 ص 328 مؤسسة الرسالة – بيروت – 1409 – 1989،   عبس: 31

13 – سورة البروج: 3

14 – الطبرسي : مجمع البيان ج1 ص 315 ط1 مؤسسة الاعلمي بيروت 1415 -1995، الاحزاب: 45 ، هود: 103

15 – الحاقة: 12

16 – نور الثقلين ج 5 ص 403   تفسير سورة الحاقة وانظر مجمع البيان ج 10 ص 107 ط 1 مؤسسة الاعلمي بيروت، تفسير سورة الحاقة

17 – الانبياء: 98

18 – المجلسي : بحار الانوار ج8 ص 251 ط 2 مؤسسة الوفاء- بيروت- 1404

19 – صحيح البخاري   ج 5 ص 155 دار الفكر بيروت 1401 – 1981، تفسير سورة الانفال: 24

20 – السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 93 دار التعاون للباز – مكة المكرمة

21 – الذهبي شمس الدين:   تذكرة الحفاظ ج1 ص 2- 3   دار احياء التراث العربي _بيروت – لبنان 

22 – سورة النجم : 4

23 – تفسير العياشي ج 1 ص 5 قم   ايران   1404،

24 – الحلي احمد بن فهد: عدة الداعي تصحيح وتعليق احمد الموحدي الحلي ص 268    قم ايران

25 – أنظر تفسير العياشي ج 1 ص 6   المكتبة العلمية الاسلامية – طهران

26 – الطبرسي:    الاحتجاج تعليق محمد باقر الخرسان ج1 ص  25 ط1 مركز الابحاث العقائدية ، الفاتحة : 4

27 – صحيح البخاري ج5 ص 56

28 – الاحزاب : 56

29 – المجلسي: بحار الانوار     ج 17 ص 19 تاريخ نبينا مؤسسة الوفاء – بيروت –   لبنان 1404ه

30 – التوبة: 111

31 – التوبة: 112

32 – الكليني: الكافي    ج 5 ص 15   دار الكتب الاسلامية    طهران   1367ه، الحج : 39

33 – سورة الحجر: 90

34 – سورة الحجر: 91

35 – انظر صحيح البخاري ج 5 ص 222 دار الفكر للطباعة والنشر 1401 – 1981

36 – الانعام 82

37 – انظر الترمذي: الجامع الصحيح     دار احياء التراث العربي – بيروت، لقمان : 13

38 – صحيح البخاري   ج 5 ص 193، تفسير سورة الانعام : 59،   لقمان: 34

39 – صحيح مسلم 709 كتاب الايمان ط2   دار الفكر – بيروت لبنان. وانظر التبيان ج2 ص 5 . وبصائر الدرجات ص 103 ، تفسير سورة الانفال : 60

40 – صحيح البخاري    ج 4 ج ص 105   تفسير سورة البقرة:143 

41 – المجلسي: بحار الانوار   ج 9 ص331 مؤسسة الوفاء بيروت- لبنان 1404، الانعام: 158 وانظر التبيان ج 4 ص 327

42 – المصدر السابق، يس : 37-38

43- ال عمران : 110

 

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً