أحدث المقالات

د. الشيخ عصري الباني([1])

المقدّمة

التبيان في تفسير القرآن، من التفاسير الشيعية من تأليف محمد بن حسن الطوسي المعروف بـ الشيخ الطوسي([2])، وهذا التفسير تم في فترة الشق الثاني من مرجعيته واكتمل في النجف والدليل على ذلك انه في كتبه التي ذكر فيها مؤلفاته وخصوصا الفهرست ـ الذي الفه في بغداد ـ لم يذكر فيها تفسير التبيان نعم جاء في بعض النسخ والظاهر انه اضيف بعد وفاته والدليل على ذلك انه مدح الكتاب وفي العادة المؤلف لا يمدح كتبه. وكحاله من الكتب الاخرى لا يخلو هذا الكتاب من بعض الملاحظات العلمية والتي سنتناولها مقتصرين في هذا المقال على مقدمة الكتاب والتفسير، وقد قسمنا هذا البحث إلى ثلاثة اقسام:

القسم الاول: مميزات تفسير التبيان

يعتبر هذا الكتاب اهم كتب الشيخ الطوسي(ر) وهو أول تفسير شيعي جامع؛ بمعنى أنّه مفسّر وجامع لكل آيات القرآن؛ والمؤلف وظّف جميع طرق التفسير لشرح الآيات القرآنية؛ كما أنه يعتبر من أقدم مصادر التفسير، وقد صار منهجا لكل مفسّري الشيعة منذ زمانه والى يومنا الحاضر. ولم يكتف الشيخ الطوسي بالمأثور عن أهل البيت(عم) والصحابة، بل ركّز على عنصر العقل وأخذ بنظر الاعتبار العلوم المختلفة في تفسيره مدققاً آراء المفسرين الماضين والمعاصرين له، ومن هذا المنطلق اعتبر البعض أن هذا التفسير يشمل علوماً مختلفة كالصرف والنحو والاشتقاق والمعاني والبيان والحديث والفقه والكلام والتأريخ.

القسم الثاني: مقدمة الكتاب

أولاً: إشكاله على التفاسير الشيعية

يقول(ر): “أما بعد، فان الذي حملني على الشروع في عمل هذا الكتاب اني لم أجد أحداً من أصحابنا “من الشيعة” قديماً “في زمان الائمة(عم)” وحديثاً “في زمانه هو” من عمل كتاباً يحتوي على تفسير جميع القرآن، ويشتمل على فنون معانيه وانما سلك جماعة منهم “من علماء الشيعة” في جميع “والصحيح في جمع” ما رواه ونقله وانتهى إليه في الكتب المروية في الحديث “كعلي بن ابراهيم القمي في (تفسير القمي) والعياشي في تفسيره وفرات بن إبراهيم الكوفي في (تفسير فرات) ومثلما جاء مجموعاً في الاحاديث الكثيرة في تفسير جابر الجعفي والامام العسكري(ع)” ولم يتعرض أحد منهم لاستيفاء ذلك، وتفسير ما يحتاج اليه”([3]) كما يفعل العامة.

أقول: ينبغي الإشارة إلى أمرين:

1ـ إن الشيخ الطوسي(ر) في حاله تأثر وأذية من التركيز على رواية أهل البيت(عم) في التفسير، وهنا لقائل أن يقول: إن الشيخ الطوسي(ر) أنه ممّن جمع الحديث. الجواب: إن موقعه كمرجع للطائفة يفرض عليه ذلك لان دين الشيعة قائم على رواية الحديث في زمانه فلا يمكنه أن ينفك عن رواية الحديث.

2ـ ان الشيخ الطوسي(ر) لا يريد هذه التفاسير بل يريد تفسيراً وفقاً لطريقة العامة وهذا ما سيكون منهجه في هذا التفسير والذي صار منهجاً لكل مفسّري الشيعة منذ زمانه وإلى يومنا الحاضر. فأهمية هذا الكتاب تنبع من انه أحدث حركة جديدة في المنهج التفسيري عند الشيعة، فصار منهجاً يُحتذى به عند مفسّري الشيعة، فقد مدح العديد من مفسّري الشيعة وذوي الاختصاص في معرفة الكتاب تفسير التبيان، وذكروا هذه الميزة([4]). وأفاد الفضل بن الحسن الطبرسي مؤلف تفسير مجمع البيان أن التبيان كان مثلاً له قد حذا به في كتابة تفسيره([5]).

ثانياً: إشكاله على تفاسير العامة

قوله(ر): “فوجدت من شرع في تفسير القرآن من علماء الأمة “أي من العامة” بين مطيل في جميع معانيه، واستيعاب ما قيل فيه من فنونه كالطبري([6]) وغيره”([7]).

أقول: نلاحظ هنا أمران:

1ـ إن الشيخ الطوسي(ر) عندما تحدث عن مفسري الشيعة لم يذكر اسم واحد منهم على الإطلاق لأنه لم يعدهم من المفسرين لأنهم فسروا القران بأحاديث أهل البيت(عم)، ولكنه في الطرف المقابل سيذكر أسماء علماء العامة من الأشاعرة والمعتزلة وسيمجد بهذه التفاسير وهذا ما يشير إلى أن التفاسير الشيعية لم تكن تعجبه.

 2ـ إن الشيخ الطوسي(ر) استلهم في كتابه التفسيري من كتب التفسير المختلفة، ومن أهمها كتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن لمحمد بن جرير بن يزيد الطبري(310 هـ) الذي تلقى منه محتوى ومنهجه التفسيري([8]).

قوله(ر): “وبين مقصر اقتصر على ذكر غريبه ومعاني ألفاظه” يعني غريب ألفاظ القران، ويدخل في إعمال الفكر والأفهام للمعاني الخافية من الألفاظ القرآنية، قال ابن الصلاح في تعريفه: “وهو عبارة عما وقع في متون الأحاديث من الألفاظ الغامضة البعيدة من الفهم، لقلة استعمالها”([9]).

قوله(ر): “وسلك الباقون المتوسطون في ذلك مسلك ما قويت فيه منتهم “أي قوتهم([10])” وتركوا ما لا معرفة لهم به فإن الزجاج([11])([12])، والفراء([13])([14])، ومن أشبههما من النحويين، أفرغوا وسعهم فيما يتعلق بالإعراب والتصريف، ومفضل بن سلمة([15])([16])، وغيره ـ استكثروا من علم اللغة واشتقاق الألفاظ، والمتكلمين ـ كأبي علي الجبائي([17])([18])، وغيره ـ صرفوا همّتهم إلى ما يتعلق بالمعاني الكلامية. ومنهم من أضاف إلى ذلك، الكلام في فنون علمه، فادخل فيه ما لا يليق به، من بسط فروع الفقه، واختلاف الفقهاء ـ كالبلخي([19])([20])، وغيره ـ”([21]).

أقول: يعتقد الشيخ الطوسي(ر) أنّ علماء العامة قاموا بنقل المأثور في مجال القرآن، ولهذا ابتعد هؤلاء عن منهج الاختصار والتركيز على الموضوع أو اكتفوا بتفسير الألفاظ الغريبة والمشكلة في القرآن. والبعض منهم سعى بأن يجد طريقة أخرى تجمع بين الطريقتين المذكورتين في التفسير، وأن يفسّر القرآن بنفسه حسب اختصاصه.

قوله(ر): “وأصلح من سلك في ذلك مسلكاً جميلاً مقتصداً، محمد ابن بحر، أبو مسلم الاصفهاني([22]) “وهذا من رموز المعتزلة” وعلي بن عيسى الرماني([23])([24]) “وهو عظيم المعتزلة في بغداد، وهو الذي لقب الشيخ المفيد(ر)([25]) بالمفيد([26])“، فإن كتابيهما أصلح ما صنف في هذا المعنى”([27]).

اقول: هنا الشيخ الطوسي(ر) استحسن منهج المجموعة الثالثة في التفسير وهم من علماء المعتزلة، فاعتبر التفاسير التي صدرت عنهم هي الأفضل ولذا سيقتدي بهما وهذا ما نتلمّسه عند قراءة تفسير التبيان في منهجية تفسيره بالمقدمة التي كتبها او بالتطبيقات اثناء التفسير وجميع تفاسير الشيعة التي تلت الشيخ الطوسي(ر) اتبعت هذا المنهج.

قوله(ر): “غير أنهما أطالا الخطب فيه، وأوردا فيه كثيراً مما لا يحتاج وسمعت جماعة من أصحابنا قديماً وحديثاً، يرغبون في كتاب مقتصد يجتمع على جميع فنون علم القرآن، من القراءة، والمعاني والاعراب، والكلام على المتشابه، والجواب عن مطاعن الملحدين فيه، وأنواع المبطلين، كالمجبرة، والمشبهة والمجسمة وغيرهم، وذكر ما يختص أصحابنا به من الاستدلال بمواضع كثيرة منه على صحة مذاهبهم في اصول الديانات وفروعها وأنا ان شاء الله تعالى، أشرع في ذلك على وجه الإيجاز والاختصار لكل فن من فنونه، ولا أطيل فيمله الناظر فيه، ولا اختصر اختصاراً يقصر فهمه عن معانيه وأقدم امام ذلك، فصلا يشتمل على ذكر جمل لا بُدّ من معرفتها دون استيفائها، فإن لاستيفاء الكلام فيها مواضع هي أليق به ومن الله استمد المعونة، وأستهديه إلى طريق الرشاد، بمنه وقدرته إن شاء الله تعالى([28])“.

أقول: هنا ينبغي الإشارة إلى أمرين:

1ـ يشير الشيخ الطوسي(ر) إلى عدم أخذهم الجوانب المختلفة للعلوم القرآنية كالصرف والنحو والمعاني و… في التفسير، إضافة إلى إسهاب بعض المباحث حيث لا حاجة للإطالة والتوسّع فيها. هذا ما دعا المؤلف أن يكتب تفسيراً مختصراً وفي نفس الوقت جامعاً وكاملاً يلاحظ فيه العلوم المختلفة في القرآن كـالقراءة والمعاني والبيان والصرف والنحو وتبيين المتشابهات، والرّد على شبهات الملحدين وأهل الباطل كالجبريين والمشبهة وغيرهم ووعدَ بأن لا يكتب تفسيراً مختصراً بحيث يصعب فهمه للجميع، ولا يطيل بحيث يتجاوز قاعدة الاختصار والإيجاز.

2ـ إن الشيخ الطوسي(ر) يمتدح المعتزلة ولذا سيقتدي بهم وهو ما يتلمسه كل قارئ لتفسير التبيان بينما لا نجده يمتدح علماء الشيعة وعلمائهم الذين ألفوا كتب في احاديث الأئمة التفسيرية إذ لم يعجبه ذلك، بل يريد تفسيراً وفقاً لطريقة العامة ولذلك لم يشر إلى أي كتاب من كتب التفسير التي اعتمدت هذا المنهج ولم يشر إلى أي عالم شيعي قام بذلك وإنما كرّس مدحه لمفسري العامة فانتقدهم في جانب وامتدح الإصفهاني والرماني في كتبهما التفسيرية فهو يريد أن يؤلف كما ألّفا.

القسم الثالث: مقدّمة التفسير

مقدمة التفسير هي التي تعرف بمنهجية المفسر وسنأخذ منها ما يوضح منهجيته التفسيرية ولنا هنا مجموعة من الملاحظات على هذه المقدمة نشير إليها من خلال نقاط:

أوّلاً: تحريف القرآن

قال(ر): “والمقصود من هذا الكتاب “أي من القران الكريم” علم معانيه، وفنون أغراضه وأما الكلام في زيادته ونقصانه “أي موضوع التحريف” فمما لا يليق به أيضاً، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها “بين السنة والشيعة” والنقصان منه، فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا”([29])، يقصد بذلك مذهبه هو وليس رأي أهل البيت(عم) كما سيأتي بيانه.

أقول: ينبغي أن نشير هنا إلى أمرين:

الأول: أنواع التحريف: فقد أشار علماء الفريقين إلى أنواع التحريف في القرآن، وأوجزوا هذا التحريف في أمور:

1ـ نقل الشيء عن موضعه وتحويله إلى غيره. ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله فإن كل من فسر القرآن بغير حقيقته، وحمله على غير معناه فقد حرفه. وترى كثيراً من أهل البدع، والمذاهب الفاسدة قد حرفوا القرآن بتأويلهم آياته على آرائهم وأهوائهم وقد ورد المنع عن التحريف بهذا المعنى، وذم فاعله في عدة من الروايات([30]).

2ـ النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات، مع حفظ القرآن وعدم ضياعه، وإن لم يكن متميزاً في الخارج عن غيره والتحريف بهذا المعنى واقع في القرآن قطعاً، فقد أثبتنا لك فيما تقدم عدم تواتر القراءات، ومعنى هذا أن القرآن المنزل إنما هو مطابق لإحدى القراءات، وأما غيرها فهو إما زيادة في القرآن وإما نقيصة فيه([31]).

3ـ النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين، مع التحفظ على نفس القرآن المنزل، والتحريف بهذا المعنى قد وقع في صدر الإسلام، وفي زمان الصحابة قطعاً، ويدلنا على ذلك إجماع المسلمين على أن عثمان أحرق جملة من المصاحف وأمر ولاته بحرق كل مصحف غير ما جمعه، وهذا يدل على أن هذه المصاحف كانت مخالفة لما جمعه، وإلا لم يكن هناك سبب موجب لإحراقها، وقد ضبط جماعة من العلماء موارد الاختلاف بين المصاحف، منهم عبد الله ابن أبي داوود السجستاني، وقد سمى كتابه هذا بكتاب المصاحف. وعلى ذلك فالتحريف واقع لا محالة إما من عثمان أو من كتاب تلك المصاحف([32]).

4ـ التحريف بالزيادة والنقيصة في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل، والتسالم على قراءة النبي(ص) إياها. والتحريف بهذا المعنى أيضاً واقع في القرآن قطعا. فالبسملة ـ مثلا ـ مما تسالم المسلمون على أن النبي(ص) قرأها قبل كل سورة غير سورة التوبة وقد وقع الخلاف في كونها من القرآن بين علماء السنة، فاختار جمع منهم أنها ليست من القرآن، بل ذهبت المالكية إلى كراهة الإتيان بها قبل قراءة الفاتحة في الصلاة المفروضة، إلا إذا نوى به المصلي الخروج من الخلاف، وذهب جماعة أخرى إلى أن البسملة من القرآن. وأما الشيعة فهم متسالمون على جزئية البسملة من كل سورة غير سورة التوبة، واختار هذا القول جماعة من علماء السنة أيضاً([33]).

5ـ التحريف بالنقيصة، بمعنى أن المصحف الذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القرآن الذي نزل من السماء، فقد ضاع بعضه على الناس. والتحريف بهذا المعنى هو الذي وقع فيه الخلاف فأثبته قوم ونفاه آخرون([34]).

6ـ وقوع التحريف المعنوي في القرآن باتفاق المسلمين([35]).

7ـ إن الروايات المتواترة عن أهل البيت(عم) قد دلت على تحريف القرآن([36]).

الثاني: الطريق للتخلُّص من التحريف: والذي يخلصنا من هذا التحريف هم أهل البيت(عم) فقد فسروا لنا القرآن وشخصوا موطن التحريف، إلا أننا أمرنا ان نقرأ المصحف بقراءة حفص([37]) والدليل على ذلك أن جميع الروايات التفسيرية تقرأ بقراءة حفص وقد كان بعض أصحاب الأئمة(عم) إذا قرأوا بقراءة الأئمة فانهم كانوا يرجعونهم إلى قراءة حفص ـ لا كما يدعي بعض الفقهاء بأن نقرأ بقراءات العامة بشكل عام([38]) ـ وذلك لسببين:

1ـ لأنها كثيرة من ناحية.

2ـ ما ورد عن الأئمة(عم) أن نقرأ بحسب المصحف وبحسب ما يقرأ الناس وأما القراءات الأخرى فهي للمتخصصين منهم في قراءات القرآن وعامة المسلمين لا يقرأون بها.

ثانيا: أهل البيت(عم) ليس لهم من مذهب، بل إن هناك ديناً واحداً هو دين الله وهو دين الكتاب وأهل البيت(عم) الذي جاء في حديث الثقلين الذي سيشير إليه لاحقاً، وأما المذاهب فهي من صناعة الناس.

قوله(ر): “وقد روي عن النبي(ص) رواية لا يدفعها أحد، انه قال: (إني مخلف فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض) ([39])”.

أقول: ينبغي الإشارة هنا إلى أمرين:

الأول: إذا كان الشيخ الطوسي(ر) يعتقد بهذا الحديث فلماذا يعترض على أصحاب الأئمة(عم) وعلماء الشيعة بأنهم يفسّرون القرآن بأحاديث أهل البيت(عم) فهذه هي وصية رسول الله(ص)؟!.

الثاني: إن قوله(ص): (وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) لا يعني أن الأئمة(عم) سيأتون وهم يحملون المصاحف معهم لأن الإمام إذا كان موجوداً فإننا نستغني عن المصحف ولكن إذا كان عندنا المصحف لا يمكن أن نستغني عن الإمام فإننا إذا تركنا والمصحف فهنا نكون بين خيارين:

1ـ أن نغلق المصحف لأننا لا نستطيع أن نفسِّره بشكل صحيح.

2ـ أن نفسره بنحو عبثي فنقوم بتحويل كتاب الهداية الأعظم إلى كتاب ضلال كي نضلل أنفسنا ونضلل الآخرين.

فنحن إذا ما شككننا في شيء في المصحف فإن المعصوم(ع) يقوم بتصحيحه لنا ولكن المصحف لا يستطيع أن يصحح نفسه ولا يستطيع أن يصحح للمعصوم(ع) فالمصحف ليس إلا فهرست لعناوين يشرحها ويبينها لنا الإمام المعصوم(ع)، فحقائق المصحف الصحيحة هي عند المعصوم والمصحف بكل تفاصيله وإشاراته شأن من شؤون المعصوم ومن هنا فحديث الثقلين في الحقيقة عند التدقيق فيه يوجهنا إلى الإمام المعصوم فقط.

ونحن في زمان الغيبة نحتاج المصحف كي نحتج به على الآخرين وإلا فحقائق المصحف موجودة في أحاديث الأئمة(عم) فنقوم بمواءمة بين الحديث والكتاب ولكن عند الظهور فإن الإمام(عج) يأتي بكتاب جديد، وهو ما روي عن أبي بصير، عن أبي عبد الله(ع) قال: “إنه قال لي أبي(ع): (لا بد لنار من آذربيجان، لا يقوم لها شيء، وإذا كان ذلك فكونوا أحلاس([40]) بيوتكم وألبدوا([41]) ما ألبدنا، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبواً([42])، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد، وقال: ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب”([43]).

ثانياً: اختيار منهجه التفسيري

قوله(ر): “لأن من المفسرين من حمدت طرائقه، ومدحت مذاهبه “وهو الذين سينقل عنهم ويعتمد على أقوالهم”، كابن عباس([44])([45]) والحسن([46])([47])“.

 أقول: الحسن هذا مذموم في روايات أهل البيت(عم) وهو ما أشارت اليه مجموعة من الروايات:

1ـ عن ابن عباس قال: مر أمير المؤمنين(ع) بالحسن البصري وهو يتوضأ، فقال: يا حسن أسبغ الوضوء، فقال: يا أمير المؤمنين لقد قتلت بالأمس أناساً يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، يصلون الخمس ويسبغون الوضوء، فقال له أمير المؤمنين(ع): قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا؟ فقال: والله لأصدقنك يا أمير المؤمنين، لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت علي سلاحي، وأنا لا أشك في أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر، فلما انتهيت إلى موضع من الخريبة نادى مناد: يا حسن إلى أين؟ ارجع فإن القاتل والمقتول في النار، فرجعت ذعراً وجلست في بيتي فلما كان اليوم الثاني لم أشك أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر، فتحنطت وصببت علي سلاحي وخرجت إلى القتال حتى انتهيت إلى موضع من الخريبة فناداني مناد من خلفي: يا حسن إلى أين؟ مرة بعد أخرى، فإن القاتل والمقتول في النار، قال علي(ع): صدقت أفتدري من ذلك المنادي؟ قال: لا، قال(ع): ذاك أخوك إبليس وصدقك، إن القاتل منهم والمقتول في النار، فقال الحسن البصري: الآن عرفت يا أمير المؤمنين أن القوم هلكى([48]).

2ـ عن أبي يحيى الواسطي قال: لما افتتح أمير المؤمنين(ع) البصرة اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري ومعه الألواح، فكان كلما لفظ أمير المؤمنين(ع) بكلمة كتبها، فقال له أمير المؤمنين(ع) بأعلى صوته: ما تصنع؟ قال نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم، فقال أمير المؤمنين(ع): أما إن لكل قوم سامريّاً وهذا سامريّ هذه الأمة إلا أنه لا يقول: “لا مساس” ولكنه يقول: لا قتال.

3ـ عن عبد الله بن سليمان قال: كنت عند أبي جعفر(ع) فقال له رجل من أهل البصرة يُقال له عثمان الأعمى: إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم من يدخل النار، فقال أبو جعفر(ع): فهلك إذاً مؤمن آل فرعون والله مدحه بذلك، وما زال العلم مكتوماً منذ بعث الله عزّ وجلّ رسوله نوحاً، فليذهب الحسن يميناً وشمالاً، فوالله ما يوجد العلم إلاّ هاهنا([49]).

4ـ روي أن علياً(ع) أتى الحسن البصري يتوضأ في ساقية، فقال: أسبغ طهورك يا لفتى، قال لقد قتلت بالأمس رجالاً كانوا يسبغون الوضوء، قال: وإنك لحزين عليهم؟ قال: نعم، قال: فأطال الله حزنك. قال أيوب السجستاني: فما رأينا الحسن قطّ إلاّ حزيناً كأنه يرجع عن دفن حميم أو خربندج ضلّ حماره، فقلت له (في) ذلك فقال: عمل في دعوة الرجل الصالح، والفتى بالنبطية الشيطان وكانت أمّه سمَّته بذلك ودعته في صغره، فلم يعرف ذلك أحد حتى دعاه به علي(ع)([50]).

5ـ عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي جعفر(ع): حديث بلغني عن الحسن البصري فإن كان حقاً فإنا لله وإنا إليه راجعون، قال: وما هو؟ قلت: بلغني أن الحسن البصري كان يقول: لو غلا دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي، ولو تفرث كبده عطشاً لم يستسق من دار صيرفي ماءً، وهو عملي وتجارتي وفيه نبت لحمي ودمي، ومنه حجي وعمرتي، فجلس ثم قال: كذب الحسن خذ سواء وأعط سواء، فإذا حضرت الصلاة فدع ما بيدك وانهض إلى الصلاة، أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة([51]).

قال السيد الخوئي(ر): “سئل أبو محمد الفضل بن شاذان، عن الزهاد الثمانية فقال:…، والحسن كان يلقي كل أهل فرقة بما يهوون، ويتصنع للرئاسة، وكان رئيس القدرية([52])“.

وبالجملة كان منحرفاً عن أهل البيت(عم)، مذموماً عندهم، وكان مخلطاً في عقائده([53]). فكيف يكون ممن حمدت طرائقه، ومدحت مذاهبه؟!.

قوله(ر): “وقتادة([54])” وهو مذموم أيضاً وهو ما أشارت له مجموعة من الروايات نذكر منها:

6ـ عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر(ع) فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: هكذا يزعمون فقال أبو جعفر(ع): بلغني أنك تفسر القرآن؟ فقال له قتادة: نعم، فقال له أبو جعفر(ع) بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا بعلم، فقال له أبو جعفر(ع): فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت([55]) وأنا أسألك؟ قال قتادة: سل قال: أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ: (وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِين) (سبأ: 18) فقال قتادة: ذلك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمناً حتى يرجع إلى أهله، فقال أبو جعفر(ع): نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟([56]) قال قتادة: اللهم نعم، فقال أبو جعفر(ع): ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم هذا البيت عارفاً بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عزَّ وجلَّ: (وَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) (إبراهيم: 37)([57]) ولم يعن البيت فيقول: إليه، فنحن والله دعوة إبراهيم(ع) التي من هوانا قلبه قبلت حجته وإلا فلا، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة، قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها إلا هكذا، فقال أبو جعفر(ع): ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به([58]).

7ـ عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالساً في مسجد الرسول(ص) إذا أقبل رجل فسلم فقال: من أنت يا عبدالله؟ قلت: رجل من أهل الكوفة، فقلت: ما حاجتك فقال لي: أتعرف أبا جعفر محمد بن علي(ع)؟ فقلت: نعم فما حاجتك إليه قال: هيأت له أربعين مسألة أسأله عنها فما كان من حق أخذته وما كان من باطل تركته، قال أبوحمزة: فقلت له: هل تعرف ما بين الحق والباطل؟ قال: نعم، فقلت له: فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل فقال لي: يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون إذا رأيت أبا جعفر(ع) فأخبرني، فما انقطع كلامي معه حتى أقبل أبو جعفر(ع) وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريباً منه، قال أبوحمزة: فجلست حيث أسمع الكلام وحوله عالم من الناس فلما قضى حوائجهم وانصرفوا التفت إلى الرجل فقال له: من أنت؟ قال: أنا قتادة بن دعامة البصري فقال له أبو جعفر(ع): أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم، فقال له أبو جعفر(ع): ويحك يا قتادة إن الله عزّ وجلّ وخلق خلقاً من خلقه فجعلهم حججا على خلقه فهم أوتاد في أرضه، قوام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه، قال: فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك قال له أبو جعفر(ع): ويحك أتدري أين أنت أنت بين يدي (بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة) فأنت ثم ونحن أولئك، فقال له قتادة: صدقت والله جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين، قال قتادة: فأخبرني عن الجبن قال: فتبسم أبو جعفر(ع) ثم قال: رجعت مسائلك إلى هذا؟ قال: ضلت علي، فقال: لا بأس به، فقال: إنه ربما جعلت فيه أنفحة الميت قال: ليس بها بأس إن الانفحة ليس لها عروق ولا فيها دم ولا لها عظم إنما تخرج من بين فرث ودم، ثم قال: وإنما الأنفحة بمنزلة دجاجة ميتة أخرجت منها بيضة فهل تؤكل تلك البيضة، فقال قتادة: لا، ولا آمر بأكلها فقال له أبو جعفر(ع): ولم؟ فقال: لأنها من الميتة، قال له فإن حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أتأكلها؟ قال: نعم، قال: فما حرم عليك البيضة وحلل لك الدجاجة، ثم قال(ع): فكذلك الأنفحة مثل البيضة فاشتر الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين ولا تسأل عنه، إلا أن يأتيك من يخبرك عنه([59]).

قوله(ر): “ومجاهد([60]) وغيرهم” مع أننا نجد روايات صريحة عن أهل البيت(عم) يتحدثون فيها عن ضلالهم، ولم يشر إلى أي من تفاسير صحابة الأئمة ورواة حديثهم كتفسير القمي والعياشي وجابر الجعفي!.

ثالثاً: القراءة بجميع القراءات

قوله(ر): “واعلموا أن العرف من مذهب أصحابنا والشائع من أخبارهم ورواياتهم أن القرآن نزل بحرف واحد، على نبي واحد، غير أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء([61])“.

أقول: إن هذا الإجماع ليس من أهل البيت(عم) فالأئمة وجهونا إلى قراءة المصحف والدليل على ذلك الأحاديث التفسيرية وغيرها التي تعد بالمئات وجميعها لم تتطرق إلى قراءة أخرى غير قراءة المصحف وأما أقرب القراءات إلى أهل البيت(عم) فهي قراءة أبيّ بن كعب([62]) وهذه القراءة غير موجودة الآن لأن عثمان بن عفان قام بحرقه([63]) لأن قراءته كانت أقرب القراءات إلى قراءة أهل البيت(عم).

قوله(ر): “وأن الانسان مخير بأي قراءة شاء قرأ([64])“.

أقول: هذا الكلام مخالف لما جاء في روايات أهل البيت(ع) ونشير هنا إلى بعضها:

1ـ عن محمد بن سليمان، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن(ع) قال: قلت له: جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال: لا، اقرأوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم([65]).

فالسؤال من آيات مسموعة عنهم(عم) ليست في هذا القرآن (ولا نحسن أن نقرأها) أي آيات القرآن (كما بلغنا عنكم) من الترتيل والترسل وأداء الحروف ورعاية الصفات وهذا سؤال آخر (فهل نأثم) بعدم قراءة الآيات في قرآنكم إذ ليست في هذا القرآن وبعدم الترتيل في آيات هذا القرآن إذ لا نقدر عليه (فقال لا أقرأوا كما تعلمتم) في الجو العام فالناس يتعلمون قراءة المصحف ولا يتعلمون القراءات الأخرى وعند تتبع أحاديث أهل البيت(عم) لا نجد أثراً لقراءة ورش أو الكسائي وكذلك القرّاء الآخرين بل كانوا يقرأون بقراءة المصحف التي هي قراءة حفص عن عاصم ابن أبي النجود(فسيجيئكم من يعلمكم) حق التعليم وهو الصاحب(ع).

2ـ عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبدالله(ع) وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله(ع): كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم(ع) قرأ كتاب الله عزّ وجلّ على حدّه وأخرج المصحف الذي كتبه علي(ع) وقال: أخرجه علي(ع) إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عزّ وجلّ كما أنزله [الله] على محمد(ص) وقد جمعته من اللوحين فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً، إنما كان علي أن اخبركم حين جمعته لتقرأوه([66]).

رابعاً: رأيه(ر) في الناسخ والمنسوخ

قوله(ر): “ولا يخلو النسخ في القرآن من أقسام ثلاثة: أحدها: نسخ حكمه دون لفظه، كآية العدة في المتوفى عنها زوجها المتضمنة للسنة فإن الحكم منسوخ والتلاوة باقية([67])“.

أقول: يشير إلى قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إلى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة: 240)، ففترة العدة هنا للمتوفى زوجها تمتد إلى سنة وأما الآية الناسخة فهي قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (البقرة: 234) المفروض أن تكون الناسخة متأخرة عن المنسوخة وهذا أكبر دليل على وقوع التحريف في القران والذي اعترض عليه الشيخ الطوسي(ر) آنفاً بقوله: “ونقل شيء منه من موضع إلى موضع، طريقها الآحاد التي لا توجب علماً ولا عملاً، والأولى الإعراض عنها، وترك التشاغل بها” إذ تحولت عدة المتوفى عنها زوجها من سنة قمرية كاملة إلى أربعة أشهر وعشرة أيام مع أن الناسخة متقدة على المنسوخة فهنا نسخ الحكم ولكن اللفظ بقي.

قوله(ر): “والثاني ـ ما نسخ لفظه دون حكمة كآية الرجم فإن وجوب الرجم على المحصنة لا خلاف فيه والآية التي كانت متضمنة له منسوخة بلا خلاف([68])“.

أقول:

1ـ وهذا الصنف من النسخ لا علاقة له بأهل البيت(عم) لا من قريب ولا من بعيد بل هو مما تقوله العامة.

2ـ لم يأت ذكر للمحصنة في الحديث بل الكلام عن الشيخ والشيخة فمن: قال إن الشيخ أو الشيخة محصنة؟! والإحصان في اللغة بمعنى المنع، ويراد به في مبحث الزنا أن يكون الزاني بالغاً عاقلاً متزوجاً بالعقد الدائم، وأن يطأ في القبل، وأن يتمكن من الجماع مع زوجته متى يشاء، ويتحقق الإحصان في المرأة باجتماع هذه الشروط أيضاً([69])، وقيل يختص اشتراط التمكن من الجماع بالزوج([70]). ويزول الإحصان إذا وجد مانع من الجماع([71])، كالسفر([72])، أو الحبس([73])، أو المرض([74])، وكذلك إذا انفصلت الزوجة عن زوجها بالطلاق البائن([75])، ويوجد خلاف بين الفقهاء في زواله بالأعذار الشرعية كالحيض والصوم والإحرام([76])، وكذلك في زواله بالطلاق الرجعي([77]).

3ـ ادعائه عدم الخلاف فيه هو عند العامة لا عند أهل البيت(عم) نعم جاءت روايات في هذا المعنى ولكنها جاءت بلسان التقية([78]) وهذه الآية أتى بها عمر([79]) “وهي قوله: (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البته، فإنهما قضيا الشهوة جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم)”، وما ادّعاه عمر في هذا المقطع بعيد كل البعد عن الذوق الأدبي والبلاغي فكيف اعتبرها الشيخ الطوسي(ر) نوعاً من أنواع النسخ؟!.

قوله الشيخ الطوسي(ر): “الثالث ـ ما نسخ لفظه وحكمه، وذلك نحو ما رواه المخالفون من عائشة: أنه كان فيما أنزل الله أن عشر رضعات تحرمن، ونسخ ذلك بخمس عشرة فنسخت التلاوة والحكم([80])“.

أقول: النسخ بالمعنى الأول فقط هو الذي يتبناه أهل البيت(عم) وأما النسخ بالمعنى الثاني والثالث فهو عند العامة وهو من متبنيات الشيخ الطوسي(ر) ومعالمه التفسيرية.

الهوامش

([1]) أستاذ التاريخ في جامعة المصطفى العالمية في قم ـ إيران.

([2]) أَبُو جَعْفَر الطُّوسي(385 ـ 460هـ) محمد بن الحسن بن علي الطوسي: مفسر، نعته السبكي بفقيه الشيعة ومصنفهم. انتقل من خراسان إلى بغداد سنة 408هـ وأقام أربعين سنة. ورحل إلى الغري (بالنجف) فاستقر إلى أن توفي. أحرقت كتبه عدة مرات بمحضر من الناس. الأعلام، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي(1396هـ)، دار العلم للملايين، ط15، أيار / مايو 2002م، ج6 ص85.

([3]) التبيان في تفسير القرآن، شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، تحقيق وتصحيح: أحمد حبيب قصير العاملي، ج1 ص1، مصدر الكتاب: موقع الجامعة الإسلامية

http://www.u ـ of ـ islam.net/uofislam/maktaba/Qran/kotob.htm

([4]) طهراني، آقا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، 1403هـ، ج3، ص 329؛ بحر العلوم، سيد محمد مهدي، الفوائد الرجالية، طهران، مكتبة الصادق، 1363هـ ش، ج3، ص 228.

([5]) الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1415هـ.، ج1، ص75.

([6]) ابن جَرير الطَّبَري (224 ـ 310هـ): محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر: المؤرخ المفسر الإمام. ولد في آمل طبرستان، واستوطن بغداد وتوفي بها. وعرض عليه القضاء فامتنع، والمظالم فأبى. وهو من ثقات المؤرخين، قال ابن الأثير: أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ، وفي تفسيره ما يدل على علم غزير وتحقيق. وكان مجتهداً في أحكام الدين لا يقلد أحداً، بل قلده بعض الناس وعملوا بأقواله وآرائه. وكان أسمر، أعين، نحيف الجسم، فصيحاً. الأعلام، ج6 ص69.

([7]) التبيان في تفسير القرآن، شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ج1 ص1.

([8]) أرجع اليه في اكثر 486 مرة.

([9]) معرفة أنواع علوم الحديث، ابن الصلاح؛ عثمان بن عبد الرحمن، المحقق: عتر نور الدين ومحمد الحسني، 1406 ـ 1986. ص:272.

([10]) إكمال الأعلام بتثليث الكلام، محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، سنة الولادة 598هـ / سنة الوفاة 672هـ، تحقيق سعد بن حمدان الغامدي، جامعة أم القرى، سنة النشر 1404هـ ـ 1984م، مكة المكرمة ـ المملكة السعودية، ج2 ص696.

([11]) الزَّجَّاج (241 ـ 311هـ) إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج: عالم بالنحو واللغة. ولد ومات في بغداد. كان في فتوته يخرط الزجاج ومال إلى النحو فعلمه المبرد. وطلب عبيد الله بن سليمان (وزير المعتضد العباسي) مؤدبا لابنه القاسم، فدله المبرد على الزجاج، فطلبه الوزير، فأدب له ابنه إلى أن ولي الوزارة مكان أبيه، فجعله القاسم من كتابه، فأصاب في أيامه ثروة كبيرة. وكانت للزجاج مناقشات مع ثعلب وغيره.. الأعلام، ج1 ص40.

([12]) ارجع اليه في اكثر 754 مرة.

([13]) الفرَّاء (144 ـ 207هـ): يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلميّ، مولى بني أسد (أو بني منقر) أبو زكرياء، المعروف بالفراء: إمام الكوفيين، وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب. كان يقال: الفراء أمير المؤمنين في النحو. ومن كلام ثعلب: لولا الفراء ما كانت اللغة. ولد بالكوفة، وانتقل إلى بغداد، وعهد إليه المأمون بتربية ابينه، فكان أكثر مقامه بها، فإذا جاء آخر السنة انصرف إلى الكوفة فأقام أربعين يوما في أهله يوزع عليهم ما جمعه ويبرهم. وتوفي في طريق مكة. وكان مع تقدمه في اللغة فقيها متكلما، عالما بأيام العرب وأخبارها، عارفاً بالنجوم والطب، يميل إلى الاعتزال. وكان يتفلسف في تصانيفه. واشتهر بالفرّاء، ولم يعمل في صناعة الفراء، فقيل: لأنه كان يفري الكلام. ولما مات وجد “كتاب سيبويه” تحت رأسه، فقيل: إنه كان يتتبع خطأه ويتعمد مخالفته. وعُرف أبوه “زياد” بالأقطع، لأن يده قطعت في معركة “فخ” سنة 169 وقد شهدها مع الحسين بن علي بن الحسن، في خلافة موسى الهادي. الأعلام، ج8 ص146.

([14]) رجع إليه في أكثر 584 مرة.

([15]) المُفَضَّل بن سَلَمَة المفضل بن سلمة بن عاصم، أبو طالب: لغويّ، عالم بالأدب. كان من خاصة الفتح بن خاقان وزير المتوكل توفي نحو 290هـ..الأعلام، ج7 س279.

([16]) أرجع إليه في أكثر من 19 مرة.

([17]) أَبو هاشِم المُعْتَزِلي (247 ـ321هـ): عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب الجبّائي، من أبناء أبان مولى عثمان: عالم بالكلام، من كبار المعتزلة. له آراء انفرد بها. وتبعته فرقة سميت “البهشمية” نسبة إلى كنيته “أبي هاشم”. الأعلام ج4 ص7.

([18]) أرجع اليه في اكثر من 600 مرة.

([19]) البَلْخِي (611 ـ 698هـ): عبد الله بن محمد بن سليمان البلخي، جمال الدين: مفسر، مولده ووفاته بالقدس. أقام مدة بالأزهر، بمصر. له كتاب في “التفسير” جمعه من خمسين تفسيرا. الأعلام، ج4 ص125.

([20]) ارجع اليه في اكثر من 300 مرة.

([21]) التبيان في تفسير القرآن، شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ج1 ص1.

([22]) أَبُو مُسْلِم الأَصْفَهاني (254 ـ 322هـ): محمد بن بحر الأصفهاني، أبو مسلم: وال، من أهل أصفهان. معتزلي. من كبار الكتاب. كان عالما بالتفسير وبغيره من صنوف العلم، وله شعر. ولي أصفهان وبلاد فارس، للمقتدر العباسي، واستمر إلى أن دخل ابن بويه أصفهان سنة 321هـ فعزل. من كتبه (جامع التأويل) في التفسير، أربعة عشر مجلدا، جمع سعيد الأنصاري الهندي نصوصا منه وردت في (مفاتيح الغيب) المعروف بتفسير الفخر الرازيّ، وسماها (ملتقط جامع التأويل لمحكم التنزيل ـ ط) في جزء صغير. ومن كتبه (الناسخ والمنسوخ) وكتاب في (النحو). و(مجموع رسائله) الأعلام، ج6 ص50.

([23]) أَبُو الحَسَن الرُّمَّاني (296 ـ 384هـ (علي بن عيسى بن علي بن عبد الله، أبو الحسن الرماني: باحث معتزلي مفسر. من كبار النحاة. أصله من سامراء، ومولده ووفاته ببغداد. له نحو مئة مصنف. الأعلام، ج4 ص317.

([24]) أرجع اليه في اكثر من 280 مرة

([25]) الشيخ المُفِيد (336 ـ 413هـ): محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام العكبريّ، يرفع نسبه إلى قحطان، أبو عبد الله، المفيد، ويعرف بابن المعلم: محقق إمامي، انتهت إليه رئاسة الشيعة في وقته، كثير التصانيف في الأصول والكلام والفقه. ولد في عكبرا (على عشرة فراسخ من بغداد) ونشأ وتوفي ببغداد.له نحو مئتا مصنف. قال الذهبي: أكثر من الطعن على السلف، وكانت له صولة، في دولة عضد الدولة. الأعلام، ج7 ص21.

([26]) روي أن علي بن عيسى الرماني لقبه بالمفيد، بعد مناظرة طريفة جرت بينهما، أفحم الرماني فيها، وقيل أن الذي لقبه بالمفيد هو القاضي عبدالجبار المعتزلي. روضات الجنات، ج 6 ص159.

([27]) التبيان في تفسير القرآن، شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ج1 ص2.

([28]) التبيان في تفسير القرآن، شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ج1 ص2.

([29]) التبيان في تفسير القرآن، شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ج1 ص2.

([30]) البيان في تفسير القرآن، الخوئي، ج1 ص198.

([31]) المصدر السابق، ج1 ص199.

([32]) المصدر السابق ج1 ص199.

([33]) المصدر السابق ج1 ص200.

([34]) المصدر السابق ج1 ص200.

([35]) المصدر السابق ج1 ص197.

([36]) المصدر السابق ج1 ص226.

([37]) عاصم بن أبي النجود بهدلة الكوفي الأسدي بالولاء، أبو بكر: أحد القراء السبعة. تابعي، من أهل الكوفة، ووفاته فيها سنة 127. الأعلام، ج3 ص248.

([38]) السؤال: ما حكم قراءة القرآن بالقراءات السبعة المتواترة؟ وهل يجوز للمكلّف القراءة بأكثر من قراءة؟ وما حكم ما يفعله بعض القرّاء من القراءة بأكثر من شكل خلال نفس التلاوة؟

الجواب: يجوز، والأنسب اختيار ما هو المتعارف منها في زماننا وما كان متداولاً في عصر الأئمة(عم) فيما يتعلّق بالكلمات والحروف: https://www.sistani.org/arabic/qa/0406/ تاريخ الزيارة 18 ـ 12 ـ 2022م

([39]) التبيان في تفسير القرآن، شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ج1 ص2.

([40]) حُليس: تصغير حِلْس، وهو كساءُ يُطرَح على ظهر الدابّة تحت الإكاف. الاشتقاق، أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، دار النشر: مكتبة الخانجي ـ القاهرة / مصر ـ، الطبعة: الثالثة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، ج1 ص117.

([41]) لبد بالأرض وتلبّد: لصق. أساس البلاغة، أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله، مصدر الكتاب: موقع الوراق: http://www.alwarraq.com، ج1 ص416.

([42]) الصبي يَحْبو قبل أن يقومُ، والبعير إذا عُقِل يَحْبو فيزحف ححَبْواً. تهذيب اللغة، الأزهري، مصدر الكتاب: موقع الوراق: http://www.alwarraq.com، ج2 ص196.

([43]) الغيبة، النعماني، ص16.

([44]) ابن عبَّاس (3 قبل الهجرة ـ 68هـ): عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو العباس. ولد بمكة. ونشأ في بدء عصر النبوّة، فلازم رسول الله(ص) وروى عنه الأحاديث الصحيحة. وشهد مع علي الجمل وصفين. وكف بصره في آخر عمره، فسكن الطائف، وتوفي بها.. الأعلام، ج4 ص95.

([45]) نقل عنه في اكثر من 50 موضعا.

([46]) الحسن البَصْري (21 ـ 110هـ): الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد: تابعي، كان إمام أهل البصرة، ولد بالمدينة، توفي بالبصرة. الأعلام، ج2 ص226.

([47]) نقل عنه في اكثر من 50 موضعاً.

([48]) بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء ـ بيروت ـ لبنان، ج32 ص225.

([49]) بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج42 ص142.

([50]) بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج42 ص143.

([51]) المصدر السابق.

([52]) معجم رجال الحديث، ابوالقاسم الموسوى الخوئي، ـ ت 1413هـ ـ مدينة العلم، قم، ج5 ص182.

([53]) مستدركات علم رجال الحديث ـ للشيخ علي النمازي الشاهرودي، الطبعة الاولى 1415هـ، مطبعة الحيدرى، تهران، ج 2 ص 357.

([54]) قَتَاَدة بن دعامة (61 ـ 118هـ): قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، أبو الخطاب السدوسي البصري: مفسر حافظ ضرير أكمه. قال الإمام أحمد ابن حنبل: قتادة أحفظ أهل البصرة. وكان مع علمه بالحديث، رأسا في العربية ومفردات اللغة وأيام العرب والنسب. وكان يرى القدر، وقد يدلّس في الحديث. مات بواسط في الطاعون. الأعلام، ج5 ص189.

([55]) اي فأنت العالم المتوحد الذي لا يحتاج إلى المدح والوصف وينبغي ان يرجع اليك في العلوم.

([56]) اجتاح العدوّ أي: أتى عليه. العين، الخليل بن أحمد، مصدر الكتاب: موقع الوراق: http://www.alwarraq.com، ج1 ص225.

([57]) (تهوى اليهم) بكسر الواو أي تقصدهم وتهوى إليهم بفتح الواو على قراءة أمير المؤمنين وأبي جعفر الباقر وجعفر بن محمد(عم) بمعنى يحبهم ويهواهم ويميل إليهم. من هويت الشيء إذا أحببته وجاء تعديته بإلى لأن معنى هويت: ملت إليه.

([58]) الكافي، الكليني، ج8 ص238.

([59]) الكافي، الكليني، ج6 ص361.

([60]) مجاهد بن جبر(21 ـ 104هـ): مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكيّ، مولى بني مخزوم: تابعي، مفسر من أهل مكة. قال الذهبي: شيخ القراء والمفسرين. أخذ التفسير عن ابن عباس، قرأه عليه ثلاث مرات، يقف عند كل آية يسأله: فيم نزلت وكيف كانت؟ وتنقل في الأسفار، واستقر في الكوفة. وكان لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها: ذهب إلى “بئر برهوت” بحضرموت، وذهب إلى “بابل” يبحث عن هاروت وماروت. أما كتابه في “التفسير” فيتقيه المفسرون، وسئل الأعمش عن ذلك، فقال: كانوا يرون أنه يَسأل أهل الكتاب، يعني النصارى واليهود. الأعلام، ج5 ص278.

([61]) التبيان في تفسير القرآن، محمد بن الحسن الطوسي، ج1 ص6.

([62]) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد، من بني النجار، من الخزرج، ابو المنذر: صح أبي أنصاري. كان قبل الإسلام حبراً من أحبار اليهود، مطلعاً على الكتب القديمة، يكتب ويقرأ ـ على قلة العارفين بالكتابة في عصره ـ ولما أسلم كان من كتاب الوحي. وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله(ص) وكان يفتي على عهده. وشهد مع عمر بن الخطاب وقعة الجابية، وكتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس. وأمره عثمان بجمع القرآن، فاشترك في جمعه. وله في الصحيحين وغيرهما 164 حديثاً. وفي الحديث: أقرأ أمتي أبي بن كعب. وكان نحيفاً قصيراً أبيض الرأس واللحية. مات بالمدينة سنة 21هـ. الأعلام، ج1 ص81.

([63]) كما نص عليه السيد المرتضى في الشافي، ج 4 ص 283 ـ 286، والشيخ الطوسي في تلخيص الشافي ج 4 ص 105 ـ 108، والانساب للبلاذري، ج 5 ص 62. وذكر في التاج الجامع لأصول العامة، ج 4 ص 34 إحراق عثمان ما وجد في كل صحيفة أو مصحف من القرآن غير ما جمعه منه. وأورد البخاري في صحيحه، ج 1 ص 14 ـ 19 باب جمع القرآن، وباب نزول القرآن بلغة قريش، وكتاب الانبياء جملة روايات، وكذا الترمذي في كتاب التفسير سورة التوبة حديث 3103، وأورد ابن الأثير في جامع الاصول، ج 2 ص 503 ـ 507 حديث 975، ونص على جملة منها أبو داود في سننه في كتاب المصاحف 34 ـ 35، وفي كنز العمال ـ بهامش مسند احمد، ج 2 ص 43 ـ 52، وذكر في تعليقة جامع الأصول اختلاف عدد المصاحف التي أرسلها بها عثمان إلى الافاق.

([64]) التبيان في تفسير القرآن، محمد بن الحسن الطوسي، ج1 ص6.

([65]) الكافي، الكليني، ج2 ص832.

([66]) الكافي، الكليني، ج2 ص850.

([67]) التبيان في تفسير القرآن، محمد بن الحسن الطوسي، ج1 ص13.

([68]) التبيان في تفسير القرآن، محمد بن الحسن الطوسي، ج1 ص13.

([69]) الخميني، روح الله، تحرير الوسيلة، قم ـ إيران، مؤسسة مطبوعات دار العلم، ط 1، د.ت. ج 2، ص 457 و458.

([70]) مغنية، محمد جواد، فقه الإمام الصادق(ع)، قم ـ إيران، مؤسسة أنصاريان، ط 2، 1421هـ. ج 6، ص 256.

([71]) الخميني، تحرير الوسيلة، ج 2، ص 458.

([72]) الخميني، تحرير الوسيلة، ج 2، ص 458.

([73]) الخميني، تحرير الوسيلة، ج 2، ص 458.

([74]) مجموعة من الباحثين تحت إشراف محمود الهاشمي الشاهرودي، موسوعة الفقه الإسلامي طبقا لمذهب أهل البيت(عم)، قم ـ إيران، مؤسسة دائرة المعارف فقه إسلامي بر مذهب أهل البيت(عم)، ط 1، 1423هـ.، ج 7، ص 123.

([75]) الموسوي، عبد الكريم، فقه الحدود والتعزيرات، قم ـ إيران، مؤسسة النشر لجامعة المفيد، ط 2، 1427هـ.، ج 1، ص 234.

([76]) مجموعة من الباحثين، موسوعة الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت(عم)، ج 7، ص 126.

([77]) الموسوي، فقه الحدود والتعزيرات، ج 1، ص 234.

([78]) عن عبد الله سنان قال: قال أبوعبد الله(ع): الرجم في القرآن قول الله عزّ وجلّ: إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة، الكافي، ج7 ص246.

([79]) قَالَ شُرَيْحٌ القَاضِي، وَسَأَلَهُ إِنْسَانٌ الشَّهَادَةَ، فَقَالَ: “ائْتِ الأَمِيرَ حَتَّى أَشْهَدَ لَكَ» وَقَالَ عِكْرِمَةُ: قَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: لَوْ رَأَيْتَ رَجُلاً عَلَى حَدٍّ، زِناً أَوْ سَرِقَةٍ، وَأَنْتَ أَمِيرٌ؟ فَقَالَ: شَهَادَتُكَ شَهَادَةُ رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، قَالَ: صَدَقْتَ قَالَ عُمَرُ: «لَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ، لَكَتَبْتُ آيَةَ الرَّجْمِ بِيَدِي”. صحيح البخاري المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ، ج9 ص69.

([80]) التبيان في تفسير القرآن، محمد بن الحسن الطوسي، ج1 ص13.

Facebook
Twitter
Telegram
Print
Email

اترك تعليقاً